❞ كتاب خذلان أم ❝ ⏤ نرمين قدرى
ليس كل ابن يستحق لقب الابن البار فهناك من تجردت قلوبهم من معاني الكلمة و اصبحو ذئاب لا تعرف الحب ساروي لكم عن قصة ام عانت الكثير من الخذلان إلي أن تحولت لكتله من الاحزان هذه الام عانت الكثير لأجل اولادها ولكن كان نصيبها الخذلان
الابن البار بوالديه نعمة قد ينعم الله بها علي بعضنا ولكن عندما تتحول لنقمة هكذا يكون الخذلان
بطلتنا كانت ضحية لعادات وتقليد بلدها فاهي مثلها كمثل بنات هذة البلدة يرضخوا للعادات و التقاليد والأعراف ويتناسوا شرع الله و كأن البنت وصمة عار و عليهم أن يتخلصوا سريعا من هذه الوصمة
في احد قري الصعيد الجواني تجلس ملاك ذات السادس عشر عام تلعب امام منزلها و غير مباليه لم يحدث من حولها وما يحدث بالاخص داخل دوارهم فقد كانت طفله لا تدرك شيء،
ولكنها فاقت علي صوت زغاريد تنبعث من داخل منزلها قال في نفسها و بفرحة:
-الله ايه صوت ده ، ده جي من حدانه في الدار
ثم دخلت تركض لكي تكتشف عن مصدر هذا الصوت ولكنها وقفت مصدومة عندما وجدت الجميع يهنئها بأن تم كتب كتابها علي ابن عم ابيها الذي يكبرها بعشرين عام . فهو في نفس سن ابيها
التفت ملاك يمين ويسار وقالت بصوت مخنوق :
-كيف يعني مافهماش حاجة كيف انا تجوزت عاد
اجاب عليها والدها الذي كان حاد الطباع :
-اتجوزتي كيف اي بنتة بتتجوز عاد
قالت ملاك بعين دامعة:
-بس انا يا بوي رايده اكمل علامي عاد مريداش اتجوز غير أن ود عمك ده متجوز عاد و علي ذمته اتنين غير أنه في نفسك عمرك كيف يابوي عترميني الرمية دي عاد انا خلاص فاضلي سنة واخد الدبلوم ونبي يا بوي سبني اخلصها انا رايده العلام و كمان ود عمي معيلدتش عليا واصل
وفجاءة سكتت جميع الانفاس وقام الأب من مجلسة و صفعها أمام الجميع نزل القلم علي وجهها و قد اشعل بداخلها الخذلان عندما يخذلك اقرب الناس اليك قد تتوقف عجلات الزمن عندها وقد علم الجرح بداخلك وترك اثر لا يمكن أن يمحي مع مرور الزمن
استسلمت ملاك للامر الواقع و ما كان باليد حيلة فاهي فتاه و في عرفهم ليس لها رأي بعد راي كبيرهم.
تزوجت ملاك من احمد ود عمها الذي يكبرها بعشرون عام وأصبحت الزوجة الثالثة و هي مازلت طفله،
لقد هرمت مشاعرها قبل أن تولد ولم يكن احمد العوض لها ولكن كان ابشع ما كانت تتخيل فكانت خادمة لزوجاته و في المساء كان يشبع فيها راغبته مما أثر غيرة زوجاته عليها فاهي صغيرة و جميلة أيضا و لكن لن يشفع جمال الوجة للحظ ابدا فالحظ السيء يلازم صاحبة للقبر
و قد يكون الجمال نقمة لصاحبة .
تفننت زوجات زوجها في تعذيبها فقد كانت في سن أولادهم ولكن الغيرة قد تعمي القلوب
كانت ملاك طول الليل تسهر علي راحت زوجها و طول النهار تخدم زوجاته وأولاده اللي أن ذات يوم لم تتحمل مشاقة الخدمة.
ووقعت مغشي عليها وفور وصول الطبيب الذي زف لهم خبر حملها
ولكنها لم تفرح ملاك مثل اي بنت يزف لها خبر أنها ستكون ام فاهي تعلم مصير ابنها و لم يشفع حملها عند ضرايرها أو زوجها استمر الوضع كما هو عليه في المساء ترضخ لطلبات زوجها و في النهار تخدم في المنزل
ظلت ملاك علي هذا الحال اللي أن نفذ الصبر وطفح الكيل افتعلت خناقة مع احدي ضرايرها و ذهبت غاضبة لبيت ابيها غاضبة لكي ترتاح
دخلت ملاك بيت أبيها و هي غاضبة وثائرة علي وضعها قابلتها امها بترحاب وقالت:
كيفيك يا بنيتي اتوحشتك عاد وكيف جوزك و ضرايرك بخير
نظرت لها ملاك و كأن امها تسال عن شيء طبيعي أجابت بعين القهر:
لساتكم عاد فاكرين ان ليكم بنت اسمها ملاك من ساعة مخرجت من اهنه ولا حد كلف خاطر ياجي يسال عليا كيف اخباري عايشة ازاي
قالت الأم :
اباي عاد هيكون كيفك يعني عايشة زي الناس كلاتهم ما عايشة ولا انتي غير الناس عاد
احتد صوت ملاك وقالت :
ومين قالك أن عايشة زي الناس ما عايشة انتم رمتوني وكانكم خلصتوا مني و محدش كلف خاطرة يسأل انا عايشة ازاي وسط ضرتين و عيالهم ولا ايه ببحصلي معاهم
قالت الأم بعنف:
اهنه البت طلما خرجت من دوار ابوها تلزم دوار جوزها ومتخرجش غير علي قبر عاد
قالت ملاك بحده:
يعني ايه أدفن نفسي بالحياة و راجل مش شايفني غير في سرير و ضرتين مشغلني خدامة حداهم غير لما يبلوا عليا ويشتكوني لجوزي و هو يضربني أكده هي العيش في نظرك أكده يا امي
قالت الأم بغضب:
انتي عاوزة ايه دلوق يا بنت بطني عاوزة ايه و بطنك قدامك شبرين
قطعت ملاك كلامها وقالت:
-انا رايده الطلق منيه يا ما معدتش مستحملة الضرب والاهانه اكتر من أكده تعبت تحبي افرجك علي جسمي عاد بقا كيف من كتر الضرب
ولم تتفوه بعدها باي كلمة فنزل يد علي وجهها كيف المطرقة و سمعت صوت ابوها و هو يقول لها :
قبر يلمك فضحتيني وفضحتي اخواتك الرجاله انتي كيف. تهملي بيت جوزك من غير علمه هي دي الرباية ركبتينا الغلط في البد يا رتك موتي وريحتينا من قرفك بس الله في سماه لو معودتيش بيت جوزك من نفسك لكون دفنك مكانك دلوق
قالت وهي ترتجف من الرعب:
بس هو لازما ياجي ياخدتي من اهنه هو غلط في حقي كتير يا بوي ولازم يعرف أن ليا أهل :
قال والدها :
ليه عاد كان هو اللي مشاكي اياك زي ما مشيتي لحالك تعاودي تاني لحالك وكلمة زياده حعتبر الله ما خلقك اتفضلي علي بيت جوزك عاد و لو خلع المركوب وعطاكي بيه اسكتي فاهمة تسكتي وقفلي خشمك ده خالص
قالت له تستعطفه وتحنن قلبه:
وليه بس الذل ده يا بوي ليه أذل نفسي انا بنيتك لحمك ودمك و د عمك بيضربني جامد يا بوي وايام كتير بيعاقبني أن انام من غير واكل طول النهار
انا عايشة في ذل هناك عنديهم تعبت والله يا بوي معدتش قادة
ولكن أصم الاب اذناه واصم علي عودتها كما جاءت
رجعت ملاك تجر أذيال الذل والخبية
مر شهر و كل يوم تسؤ حالتها النفسية اللي أن آتي موعد ولادتها وضعت ملاك طفلها الاول وفرحتها بيه انستها ما قد مر بيها من اسي عشقت طفلها حد جنون و أعطته حنان فياض ولكن لم تدم فرحتها طويلا قبل أن تكمل الشهر تدخل زوجها وفي يده الزوجة الرابعة
صدمت ملاك و كالعاده
رضخت للأمر الواقع و عاشت كي تربي ابنها استحملت لأجله الكثير من الذل و الاهانه رضيت أن تكون خادمة لكي تقدر أن تربي ابنها
تتذكر عندنا اعترضت مرة علي الوضع وأنه تزوج ما حدث أيامها
باااااك
قامت ملاك من مكانها وهو في يده العروس وقالت :
ايه بيحصل ده انتم مشبعتش جواز عاد
ضحك الزوج و اشبع ليه عاد خلاص انتي بقيتي زيك زي الباقين انا عاوزة وحد تدلعني اه ولو هش عجبك في داهية علي ابوكي بس انا لا بطلق في لما اقرف منك خالص ولا عيالي حد غريب بيربيهم يعني هتغوري بطولك كده و ريني بقا ابوكي هيعمل فيكي ايه
دخلت ملاك غرفتها ثأرة علي هذا الوضع و ماسكات التليفون تحدث ولدتها. وتقول بحده :
الو يا امي تعالي انتي وأبوي حالا انا خلاص مقدراش اعيش اهنه واصل
الام : اباي عاد عليكي اكبري انتي معدتيش عيلة صغيرة عاد انتي بقيتي ام دلوق اهدي أكده وربي ابنك
تجيب املاك بنفس الحده :
اهدي كيف عاد اهدي كيف كيف ياما بقولك اتجوز الرابعة
الام : اباي عاد وفي ايه دي عيشي زي ما ضريرك عايشين ولا انتي علي راسك ريشة عاد وتلاته زي أربعة فرقت معاكي ايه عاد بقولك ايه يا ملاك اهدي كده وعيشي لحسن لحد من اخواتك رجاله أو ابوكي وصلهم خبر انك بتشتكي اكيد خبره زين ايه اللي هيحصلك عاد
باااااااك
رجعت ملاك من ذكرياها وعلي وجهها دمعة الخذلان و شعرت أن كل ما عليها أن تعيش في صمت وتكون هذه حياتها لاتعترض ولا تتكلم بلمعني الحرفي تفقد الاحساس وتكون مجرد أله تؤدي ما عليها في صمت وهكذا أصبحت حياتها اللي أن جاء اليوم الذي توفي في والدها حزنت عليه و لكن استشعرت أن جاء وقت خلاصها من هذه الحياه ذهبت ملاك الي دوار ابوها لتتلقي واجب العزاء بين اخواتها فاهي كانت بنت علي ثلاثه اولاد انتهي العزاء جلست ملاك وسط . إخوتها ولأول مرة ترفع صوتها وتقول بكل جرأة وبدون مقدمات :
انا عاوزة حقي في ارض ابوي
حبست الانفاس فجاءة وقام أخيها الكبير واقفا والتفت إليها وقال :
معلش إكده سمعني قولتي ايه يا ملاك
قامت ملاك واقفة وقالت :
انا بقول أنا عايزة نصيبي في ارض ابوي
قال الاخ:
وچناب البرنسيسه عاوزة ارض ابوها تعمل بيها ايه عاد
ملاك:
انا حرة اعمل بيها اي حاچة تلد عليا ده ورثي وشرع ربنا عاد محدش ليه بقا صالح اعمل بيها كييف ما احب
صفق أخيها وانفجر ضاحكا ثم عبثت ملامح وجهه فجاءة وقال بصوت يشبه الفحيح :
انتي مخبراش عوايدنا اهنه أن البنت مش بتورث ارض عاد أرضنا مش بتروح الغريب
قالت مقاطعة : تمام عداك العيب اشتري نصيبي و ادهولي فلوس معنديش اي مشكلة
قتل أخيها : وانا معيش اشتري عاد
التفت ملاك لجميع إخوتها وقالت :
اي حد فيكم يشتري نصيبي انا عاوة فلوس
لم يجيب عليها لحد و كأنه لم يسمعوا ما قالت
قالت بغضب:
والعمل لا انتم عاوزين تاخدو الأرض و وتدوني فلوس ولا عاوزني اخد الأرض عاد ايه الحل
قال الاخ:
الحل انك تقفلي علي خبر خالص و انا هبعتلك كل شهر ايجار ارضك لحديكي اهو قرشن ينفعوكي
احتدت ملاك وقالت :
وانت بتسمي مليمين قرشين
قطعها أخيها وهو يجذبها من يدها بشده وقال.:
وانتي عاوزة الفلوس في ايه انتي مسؤله. من راجل واحنا مش ملزمين نصرف عليكي. وعلي ولد مش من صلبنا اني فاهمة عاد الواد يلزم أبواه واتفضلي علي بيت جوزك العز خلص عاد يبقي تلزمي بيت جوزك بقا ولا ايه
ردت ملاك بقهر :
بس انتم متعرفوش انا عايشة ازي هناك أنا أعتبر مش عايشة اصلا انا مجرد خدامة لواحد مقسم حياته بين اربع ستات يعني بشوفه يوم واحد في الاسبوع وطول الاسبوع خدامة في البيت انا تعتب بجد من العيشة دي انتم مش حاسين باي حاجة كل واحد عايش في بيته وسط عياله ومحدش عارف الذل اللي انا بعانية وسط تلاث ضراير وانا اعتبر أصغرهم غير الضرب والإهانة كل يوم انا مش قادرة اكمل مش قادرة
قام أخيها و جذبها من يدها وقال:
بقولك ايه يا ملاك احنا ملناش دعوه بشغل الحريم المايع ده احنا متعرفش غير أن الست ملهاش غير بيت جوزها اي بقا اللي بيحصل جوا بيتها ده ملناش صالح بيه واتفضلي عاد علي بين جوزك قبل الدنيا ما تعتم عليكي تخلصي عاد
حملت ملاك ابنها خرجت من دوار ابوها و هي تجر ازيال الخيبة و الخذلان
ولكن وجدت قدمها تأخذها علي محطة القطار و بدون وعي أو إدراك وجدت نفسها تركب القطار ولاتعلم اين متجة ولا علي اي بلد هي ذاهبه ولكن اردات أن تتخلص من حياة القهر ولا يهم لاي بلد تتجه أو تذهب تحرك بها القطار و ألقت نظرة أخيرة علي بلدها وكأنها تودعها للابد و تودع معها كل أحزانها و جرحها
احتضنت ابنها بشده و هو يبكي من فرط الجوع والعطش و بكاؤة شد انتباه كل الراكبين إلي أن عطفت أحدي السيدات عليها وجلست بجانبها تستفهم سر بكاؤها وبكاء طفلها
احتضنت ملاك ابنها وكأنها تحتمي بيه من هذه السيده
ولكن السيده استشعرت خوفها وجلست تطمئنها وتهدي من روعة واعطت ابتها كسرة خبز لياكلها
وقالت بهدوء: هو انتي رايحة اسكندرية ليه ليك حد هناك
اتفجاءة ملاك أن القطار متجة الي الاسكندريه وقالت بتعجب:
اسكندرية هو القطر ده رايح اسكندريه عاد
ابتسمت السيده وقالت :
انتي راكبه ومش عارفه رايحة فين
هزت ملاك رأسها نافيا وقالت :
لا مخبراش هو رايح فين لكن مش هتفرق عاد اي حته هتكون ارحم من الي انا فيه
السيده:
يعني انتي ملكيش حد في اسكندريه
قالت ملاك:
لا انا حتي مخبراش انا حقعد فين وهعيش انا وابني كيف
ابتسمت السيده وقالت:
اتحلت ربك مش بينسي حد يمكن ربنا عطرني فيكي علشان اكون سبب انك تشتغلي بصي يا بنتي انا مش هسالك انتي هربانه من مين وليه لأن واضح أن الدنيا جاية عليكي بزياده قوي كل اللي اقدر اقدمهولك أن العمارة اللي انا ساكنه فيها بتكوني ملكي واحنا محتاجين حارس ليها يشوف طلبات السكان تشتغلي هناك ايه رايك
تحمست ملاك وقالت دون تفكير :
وانا موافقة يا حجة طلما في أربع حيطان اتلم فيهم معنديش مشكله عاد
ذهبت ملاك مع السيده وفعلا ماسكت حارس البناية و اشتغلت في العمارة تمسح سلالمها و تقضي حوائج السكان و ترعي ابنها عدي عليها شهرين و هي تعمل وترعي ابنها الذي كان يكبر أمامها و هي تشعر براحة رغم مشاقة العمل ولكن يكفي انها بعدت عن هم العيشة في بيت زوجها و عن خذلان اخواتها و في ذات يوم شعرت
ملاك بتعب ودوخة ذهبت لطبيب واكتشفت أنها حامل في خمس اشهر وكان الدنيا لاتود أن تتركها في حاله وكان زوجها ارد أن يترك لها أثر أخري داخلها واكتشفت أنها حامل في بنت
فرحت كتير وصممت داخلها أنها ستعوض فيها ما كانت تتمناه وأنها سوف تعلمها إلي أن توصل لآخر مراحل التعليم
مرت الايام و الشهور و ملاك تخدم في العمارة و. وهن منها تعب الحمل أقصاه غير مشاقة خدمة ابنها الصغير
وجاء وجع الولاده ووضعت طفلتها الثانية و ضمتها لاحضانها بحب حب اولادها فوق الحب حب واعطتهم حنان مبالغ بيه حاربت اللي أن ادخلتهم المدرسة ظلت ورأهم في دراستهم و خدمة السكان كانت لاتمل من الشغل وكانت تعمل اي شيء منها لتحصل علي نقود لاتمام تعليم اولادها فكان شغلها الشاغل تعليمهم ووضعهم علي أول السلم الاجتماعي
ساعدت في تنظيف الشقق و مسح السلام و اشتغلت أيضا في رفع الرمل و الطوب مع العمال وتناست أنها امراءة ولكن مازال جمال وجهها الذي توراثته ابنتها منها كما هو مما جعلها مطمع لضعاف النفوس ولكنها ظلت تقاوم من أجل أبناءها
بدأ أبناؤها يكبروا وصلوا لمرحلة الثانوي و بداو بلخجل من مهنه امهم وشعرهم بلنقص أمام زملائهم وذات مره قالت لها ابنتها:
ماما هو انتي ليه كده واحنا اصلا ليه عشتنا كده و فين بابا
رفعت ملاك عينيها وكأنها كانت في انتظار هذا السؤال ولكنه تأخر كثيرا :
أجابت بقهر ابوكي مات من زمان بالنسبة ليه و لو عاوزة حقيقة انا معرفش عنه حاجة من ساعة ما سبت البلد وجيت علي هنا و قفلي علي موضوع ده علشان مش هجابوبك
و لكن لو ليه احنا كده احنا الحمدلله احسن من غيرنا كتير كفايا اننا عايشين وسط اربع حيطان حمينا
جاء صوت من خلفها مقاطعا لكلامها:
وانتي بتسمي أن دي عيشة انتي اخرك سلالم العماره لكن مشوفتيش ناس برا عايشة ازاي علشان تقولي أن احنا احسن من غيرنا احسن منهم في ايه .
في هدومنا اللي شحتنها من سكان العمارة و لا في كوتشي اللي مقطع من كل ناحية و بتكسف لما حد يبص علي رجلي
التفت ملاك لابنها وقالت:
وانا مش مخليه علي جهدي جهد يا بني
اكبر انت وخد شهاتك و غير لينا عشتنا انت دلوقتي راجل البيت يعني المفروض انت مسؤول وانا هصبر لحد ما تخلص علام وهسلمك المسؤلية كلها خد انت شهاده كبيرة تفرح قلبي
هز الابن راسة وشعر أن ما بليد حيله
كانت السيدة التي وجددتها هي من كانت تصبرها وتهون عليها ما يفعله ابنائها
مرت السنوات ودخل الابن كليه الهندسه وكان أكبر انتصار لها انها حققت ما تتمتي
وابنتها دخلت كليه الاداب
شعرت ملاك وكأنها أمتلك العالم بأسرة بأنها بطولها وكفحها أوصلت اولادها الي بر الأمان
وفي يوم اتعزمت ابنتها علي عيد ميلاد زميلتها في الكلية ودخلت منزلها وشعرت بالفرق و مستوي المعيشة بنهم و كان صديقتها شعرت ما تشعر به حياه و بدأت تشعرها بفرق المستوي و تهين فيها بطريقة غير مباشرة لأنها وجدتها فرصة أن تشعرها بضئالتها فكانت حياه جميلة مثل امها غير أن كان لديها جاذبية تجذب الجميع لها دون عناء منها فهذا كان دائما يثير غيرتها أنها بكل ملابسها و مكياجها في. قادرة علي لفت الإنتباه و حياه بملابسها المتواضعة تجذب الإنتباه
بدأت صديقتها تجرح فيها و تشعرها بفرق المستوي بينهم عادت حياه ناقمة علش عيشتها و علي أمها
دخلت حياة علي أمها نجدت تمسح سلالم العماره قالت لها بقرف:
مش كفايا بقا ذل وقرف لحد كده حتفضلي تخدمي الناس و تمسحي قرفهم شكل حياة الذل عجباكي
رفعت ملاك رأسها من علي السلم وقالت و المياه تسقط من يدها الضعيف الذي أهلكه كثرة الشغل :
القرف ده اللي رباكي انتي واخوكي ووصلكم اللي انتم في
حياة : لاء حاسبي انتي اللي اختارتي يا امي حياه الذل دي انتي اللي سبتي بلدك وفلوسك و خرماينا منها علشان خاطر راحتك فاكرتني في نفسك و مشغلتيش بالك بينا
رمت ملاك ما في يدها وقالت بدموع :
انا عملت كل علشانكم وعلشان
قطعت حياه امها وقالت بغضب:
ومحدش طلب منك تعملي كده
ملاك
من غير ما تطلبوا انا ام و لازم كنت احفر في الصخر علشانكم
ضحكت حياة :
وانتي بتسمي نفسك ام امال الأمهات اللي بيجبوا لعيالهم كل حاجة نسميهم ايه اصلك ما شوفتيش صحابي أمهاتهم بتجبلهم ايه
ملاك :
بس انا عملت اللي اقدر عليه ومخلتش علي جهدي جهد لحد موصلتكم للانتم فيه ده.
حياة : واحنا ايه اللي في عرفيني احمد اللي بيروح كليته وهو مكسوف من لبسة اللي شاحتة ولا انا اللي كل صحباتي بيتريقوا علي شكلي ولبسي
واوعي تنسي انتي علشان خاطر اننيتك حرمتينا من ابونا اوعي تسمي نفسك ام فاهمة
وتركتها وغادرة جلست ملاك تبكي علي حالها وبختها وماذا ارتكبت في حياتها ليكون الخذلان نصببها كل مرة لقد كانت ابنه مطيعة ولكن صاحب الحظ السيء يظل يلازم صاحبة للقبر
جلست ملاك علي أحد الدرج تبكي و تتذكر كيف كانت تهان و تجرح وايضا كانت تتعرض للضرب المبرح و العقاب النوم بدون اكل طوال اليوم و كيف تحملت هذة المعناه في بيت زوجها كل هذا و ابنتها نعتتها بالانانية لمجرد أن فاض بيها الكيل من الاهانه
قامت ملاك واقفة و بدأت تكمل ما بدأت من شغل و الدموع تذرف من عينيها علي سؤ بختها
مرت السنوات وتخرج اولادها من الجامعات و بداو ينقموا علي حياتهم أكثر و بدأ التعب يحل عليها فاهي شقت كثير اللي أن وهن جسدها من كثرة الشقا
ولكن اولادها كمثل باقي جيلهم متطلعون لحياة أفضل
اشتغل الابن و أستاجر شقة صغيرة في أحدي الضواحي الشعبية و أجبر ملاك علي ترك عملها وبأنه من يتكفل بيهم فرحت ملاك بأن ابنها كبر وبدأ بشيل عنها هو سوف ترتاح
بدأت العرسان تتهافت علي حياة فاهي كانت علي قدر كبير من الجمال ولكنها كانت تريد الزوج الكامل لاتريد الحب فكانت تريد أن تغير حياتها بأكملها فكانت ناقمة علي كل شيء فيها وفعلا جمالها جذب لها ما تريد تزوجت من عريس غني و نقلها بالفعل لحياة تانية غير حياتها ومستوي اخر
انبهرت حياة بلمستوى اللامع والذهب القشرة وتناست حياتها القديمة واكتفت بسؤال علي أمها بالتليفون كل اسبوع و اخذها بريق حياتها الجديد وانبهارها بية
ظلت ملاك في شقتها اللي أن تزوج ابنها بابنة صاحب الشركة الذي كان يعمل بيها و نقلته هو أيضا لمستوي اخر و ظل يعمل و يعمل حتي يثبت نفسة في مجاله وكان يكتفي بسؤال عليها هو أيضا في بالتليفون
عانت ملاك من الوحده و قد وهن عليها المرض بشده فجسدها من كثرة الشقي انهك اشتدت عليها المرض و احتاجت من يراعها
تجمع أبنائها واتفقوا أن يستاجروا ممرضة تجلس بيها فكلاهم حياتهم ودماتها سرقتهم
قالت حياة مجاملة: انا سأخذها تعيش معي انا اولي بخدماتها
اثار احمد وقال :
انا بناها وأولي بيها تعيش معايا ليه تعيش في بيت راجل غريب و بيت ابنها موجود
ولكن هذا لم يكن راي زوجته صاحبت الثمو و الحسب والنسب قالت بدون خجل من اي حد ولاحتي عملت حساب لزوجها:
لاء طبعا تيجي فين انا بصراحة مش فاضية اخدم حد وبصراحة اخدمها ليه وعندها بنت أولي بيها
رفعت حياة نظرها وقد استفذها كلام مرات أخيها وقالت :
اظن محدش طلب منك انك تخدميها امي لو كانت تعيش معاكي كانت هتروح معاها الممرضة اللي قاعده معاها يعني مكنتيش هتعملي حاجة ليها وخلاص خالوا عنكم امي تلزمني وانا هاخدها عندي
وبلفعل اخدتها ورحبت بيها ولكن كان لزوجها راي آخر و قال بحده وجدية تامة:
انتي اخدتي اذني قبل ما تجيبي امك تعيش معانا
تلجلجت حياه وقالت :
بس ده كمان بيتي ودي امي واحنا مش هنرميها
الزوج :
الكلام ده لو معندهاش غيرك بس هي عندها ولد واظن بيت ابنها أولي بيها ولا انا غلطان
حياة:
ماشي معاك حق بيت ابنها بس
انا كمان أولي بخدمة امي مرات اخويا مش مجبره تخدمها و زي ما انت شايف كده هي لاحولا ليها ولا قوة يعني مش هتزعجك بحاجة
الزوج : خلاص انا كمان هجيب امي هنا وتخدمي الاتنين بقا
حياة ؛ بس امك ربنا يديها الصحه مش محتاجة لخدمة
كل هذا تحت مسمع ملاك والقهر بداخلها علي حالها وما وصلت إليه
وجلست تتسال في نفسها هل هي كانت مخطئة عندما تركت بلدها و رمت كل شيء وراء ظهرها ولكن حياة الذل كانت صعبة صحيح هي لم تأتي علي جنة و لكن كانت تتعرض للاذي النفسي والجسدي معا فلم تعد تتحمل
فاقت من شرودها علي صوت زوج ابنتها وهو يقول يا امك يا انا واعملي حسابك لو اختارتي امك اعتبري نفسك طالق و تاخديها وتطلعي من هنا حتي من غير عيالك
هنا تحدثت ملاك وقالت بوهن:
لاء يابني اوعا تخرب بيتك انا طالعة علي بيتي
جرت حياة عليها وقالت :
يا مي اصبري بس انتي ازي هترجعي بيتك انتي حتي مش قادرة تناولي نفسك كوبابة ماية
ملاك بحده : ولا كلمة يا حياة قلت هرجع بيتي يعني هرجع
اتصلت حياة باخيها الذي قال لها أنه قد سلم شقة امهم لصاحب العقار لانه كان يريدها من زمان لبعملها مخزن
قالت حياة متحيرة : والعمل يا احمد ٠جوزي حلف طلاق متقعدتش انا هعمل ايه ومراتك موقفها من البداية واضح
قال أحمد بصوت مهزوز:
بصي يا حياة جمب شغل عندي في ڤيلا صغيرة كده عاملنها للناس كبار السن ايه رايك نحجزلها في واهو يكون معاها ناس تونسها وتتكلم معاهم
حياة: انت قصدك دار مسنين وده صح يا احمد دي امنا ورغم اعترضنا علي حالنا بس هي يجد تعبت لحد موصلتنا للاحنا في ده يكون جذتها
احمد : انتي شايفة حل غيرة دلوقتي ننقذ موقف لحد ما نرتب حالنا وناجر ليها شقة تانية تقعد فيها
رضخت حياة لكلامة وفعلا نقلوا الام اللي هناك التي بدورها اتحسرت علي عليها وتعبها طوال السنين لكي تعمل منهم شيء مهم ولكنا ماذا بفعلوا بها
توفاه الله فور دخولها الدار بيومين وكأن الحظ السيء يظل يلازم صاحبة للقبر
انتهت قصة ملاك أو خذلان ام
نرمين قدرى - مؤلفة ولها العديد من الأعمال الروائية الالكترونية والورقية ،من
مواليد محافظة الاسكندرية
خريجة إدارة أعمال ، الحالة الاجتماعية متزوجة ،ولها طفلين ،تمارس مهنة التدريس اللغة الانجليزية
من أعمالها الورقية‵ أزهار ورواية صعيدى ولكن عاشق..
❰ لها مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ صعيدى لكن عاشق ❝ ❞ أزهار ❝ ❞ سجينة العادات ❝ ❞ لم يفت الأوان بعد ❝ ❞ قاسي امتلك قلبي ❝ ❞ عندما يتمرد العشق ❝ ❞ مزرعة الغضب ❝ ❞ خذلان أم ❝ ❞ قلوب أرهقها نبضها ❝ الناشرين : ❞ جميع الحقوق محفوظة للمؤلف ❝ ❞ دار العلا للنشر والتوزيع ❝ ❞ العلا للطباعة و النشر ❝ ❱
من كتب الروايات والقصص - مكتبة القصص والروايات والمجلّات.