❞ كتاب شتاء ❝

❞ كتاب شتاء ❝

... يصنع الخوف الحياة
وتنبع الحياة من رحم الخوف
إنسان لا يخاف.. إنسان هالك بالتأكيد
-
من مؤلفات القرّاء - مكتبة الكتب والموسوعات العامة.


اقتباسات من كتاب شتاء

نبذة عن الكتاب:
شتاء

2024م - 1445هـ
... يصنع الخوف الحياة
وتنبع الحياة من رحم الخوف
إنسان لا يخاف.. إنسان هالك بالتأكيد .
المزيد..

تعليقات القرّاء:

<h1>يلحلقة الأولى</h1><p>إستحضار</p><p>&nbsp;</p><p>(إستحضار)&nbsp;<br>وقفت تنظر لنفسها بالمرآة وتتأمل ملامحها الباهتة ومشاعر الإحباط تسيطر عليها.</p><p><br>تأملت قسمات وجهها بأحباط كبير وهي تتحسسه بأصابع يدها ... ذلك السواد الذي يقع أسفل عينيها وكأن عينيها سقطت في فراغ اسود لا نهاية له &nbsp;شفتاها المتشققة وكأنها لم تتناول الماء منذ شهر في صحراء قافلة ...لمعت عينيها بدموع وهي تتحسس شعر الذي أصبح عدهُ ممكن .</p><p><br>إبتعدت قليلًا عن المرآة وأمسكت بمنامتها القطنية من منتصفها وشدتها للخلف في محاول للبحث عن جسدها الهزيل .</p><p>رفعت رأسها للمرآة وهي تقول: أي حالةٍ تلك التي أصبحت عليها ؟! ما الذي يحدث معييييي!!!!! صرخت بها في لحظة غضب شديد ثم وضعت يدها على فمها وكتمت شهقات بكائها .</p><p><br>ثم رفعت يدها عن فمها وهي تقول: وكأن أحدهم سيسمعني ويلومني إذا صرخت ...هأ قالت وهي تضحك مستهزأة اتجهت لأحد أركان غرفتها وقامت بسحب كرسي ووضعته أمام المرآة وجلست عليه وهي تحدث نفسها....<br>أنا لست مجنونة وانتِ تعرفين ذلك ...انتِ تصدقينني أليس كذلك؟ ... تلك الكوابيس اليومية وهزلان جسدي وتلك الأصوات التي اسمعها كل ليلة .... انا لست مجنونة كما يقول أهلي ......</p><p>&nbsp;</p><p>حسنا ... حسنا ... إهدأي يا رفق قالتها رافعة يدها أمام المرآة وما زالت تحدث نفسها&nbsp;<br>أخذت شهيقا كبيرا وأخرجته على مهل ثم عادت لتحدث نفسها قائلة: هناك طريقة واحدة لمعرفة ما يحدث معي&nbsp;<br>لننفز ما اخبرتنا به دعاء ....ربما فعلا الأمر يتعلق بشئ خارج حدود الطبيعة.</p><p><br>قامت من مكانها متجهة نحو الكومود الموضوع بجانب فراشها وأخذت تفتش فيه قائلة: أين تلك الورقة اللعينة؟ اقسم انني وضعتها هنا بنفسي .... لا ...انا متأكده انني وضعتها هنااااا..... لم كل ما أريده يختفي فجاااااأة قالتها صارخة وهي ترمي ما فوق الكومود في غضب شديد</p><p><br>ثم وقفت تلتقط أنفسها قبل أن تشعر بحركة المياة القادمة من حمام غرفتها.... رجف جسدها وبدأت خطوتها تهتز وهي تسير تجاه باب الحمام&nbsp;<br>يدها تنتفض وعينها ملأت بالدموع ..قلبها مقبوض بشدة ...أمسكت بمقبض الباب في رعشة ولفته لتفتحه قبل ان تسقط ولكنها عادت لتتماسك حينما تذكرت كل ذلك الألم والخوف الذي عاشته الشهور الماضية هي تريد ان تعلم ما الذي يحدث معها وفقط .....فتحت الباب مسرعة ...ولكن لا شئ فقط صنبور المغسلة مفتوح وكذلك صنور الإستحمام ....ولكن من فتحهم ....عادت لتغلق الباب من جديد لتسمع بعدها صوت تحرك الأواني بالدور السفلي وكأن احدهم يعزف عليها ...لم تهتم لذلك وعادت لتبحث عن الورقة التي اعطتها إياها صديقتها دعاء لتنفذ ما فيه لتعلم ما الذي يحدث معها وهي أيضا فرصة جيدة خصوصا انه اهلها في زيارة لبيت جدها ولن يعودوا إلا عند منتصف الليل .</p><p><br>نعم! تذكرت ..لقد وضعتها بغرفة والداي....ذهبت مسرعة وجلبت الورقة وقرأتها وبدأت في تنفيذ المكتوب بها.</p><p>أطفأت الأنوار ..وأضائت سبعة شموع في دائرة ....هذا هو المكتوب ...توضأت وأسدلت شعرها على ظهرها ....وتعطرت .... وأصبغت من كحل عينها بشدة حولها ....</p><p><br>ثم جلست في منتصف الدائرة بعد أن أطفأت الأنوار ...وبدأت في ترديد المكتوب بالورقة سبع مرات وهي تنظر للمرآة....</p><p>انتظرت لبعض الوقت ولكن لم يحدث شئ ...ثم فجأة هبت رياح باردة لا تعلم مصدرها لتطفأ الشموع السبعة ...أصبحت الغرفة الآن سواد كاحلًا ...تصلب جسد رفق حينما أحست بتلك الأصابع على ظهرهااا...</p><p><br>صرخت بصوت مرتفع .اااااه&nbsp;<br>ووقفت منتفضة وهي تبسمل وتستعيذ بالله .....إعتادت عينها الظلام بعد فترة طويلة من وقوفها في وسط الظلام وهي لا تستطيع الحراك من أثر الخوف .... بدأت الرؤية في الوضوع وبدأت هي بالتلفت حولها لتميز عينيها ذلك الواقف في ركن الغرفة ينظر إليها ...جحظت عينيها بشده ووقف شعر رأسها من اثر الصدمة خاصة حينما إستطاعت تمييز عينيه المظلمتين من بين الظلام والتي تلمعان وكأن برقا يضيأهما .......</p><p><br>طويل وعريض ويداه تشبه قدميه في الضخامة ولكن يشبه جسده جسد رجل &nbsp;ولا تبين ملامحه ابدا .....</p><p><br>م ...م..من انت!! &nbsp;قالتها رفق ببحة صوت مختنقة من آثر البكاء.... ظلت ترددها وكأنها لا تعرف سوى تلك الكلمة ...حتى أجابها هو بصوت بارد ورفيع....<br>انا رفيييقك من الآن وصاعدا.</p><p><br>رفق: م ...م ماذا تريد مني؟<br>الكائن: أنتِييييي<br>رفق: ارجوك اذهب انا لا اريدك ...انا فقط كنت احاول معالجة الأمور</p><p>&nbsp;</p><p>الكائن وهو يقترب منها: ولكنك قرأتي تعويذة تحضيري وانا اجبت النداااااء قالها الكائن بفحيح افعى وصوته البارد يخترق ذرات جسد رفق</p><p><br>&nbsp;ما ...ماذااا!!!!! تعوذية التحضير!!!!!!<br>قالتها رفق في وهن ...لقد كذبت عليها دعاء صديقتها ولكن لمااااذااااا؟؟؟؟! وضعت رفق يدها على فمها تكتم شهقات دموعها وذلك الكائن الغريب قد اختفى من امامها وهو يقول بصوت بارد يشبه فحيح الأفاعي ...لقد صرتي ملكي للأبد ...سأعود قريبا...<br>فقدت رفق وعيها مع اخر كلمة قالها ذلك الكائن لتسقط مغشيا عليها وسط الدائرة.</p><p>&nbsp;</p><p>********</p><p>أتعلم ما الذي يجعلك وجبة شهية لخوفك؟!&nbsp;</p><p>أن تصير عبدًا لكل شئ&nbsp;</p><p>فيما عدا الله.&nbsp;</p><p>**********</p><p>&nbsp;</p><p>&nbsp;</p><p>&nbsp;</p><p>&nbsp;</p><p>&nbsp;</p><p>الحلقة الثانية</p><p>«فضول»&nbsp;</p><p>اسمي.... وقادني فضولي لهاوية لم استطع معرفة نهايتها سأحكي لكم على لساني ما جرى معي....&nbsp;</p><p><br>كنت بحب أنضم دايمًا لجروبات رويات وكده، &nbsp;خاصة لو من نوعي المفضل... رعب&nbsp;<br>يا سلام على الحماس اللي كنت بقرأ بيه&nbsp;<br>خصوصا عند اللقطات اللي بتخلي الأدرينالين يرفع عندي بشكل مفاجئ</p><p>مفيش رواية رعب مقرأتهاش<br>مفيش كتاب بيتكلم عن العالم الٱخر إلا وحطيت عليه علامة تم</p><p>شغفي للقراءة وصل بيا لبعيد أوي&nbsp;<br>لدرجة إني كنت بجيب النسخ المضروبة لكتب السحر، &nbsp;ايوه زي ما سمعت كده بس كنت ببقى حذرة إني مقرأش بصوت عالي أو أردد الكلام اللي مكتوب، &nbsp;يعني بردو مكنتش بجازف</p><p>لحد ما في مرة كنت راجعة من الكلية بعد &nbsp;ٱخر يوم إمتحانات، وكنت فرحانة بجد لإني كنت منقطعة عن شغفي وهو القراءة في نوعي المفضل من الروايات والقصص &nbsp;وما صدقت دخلت اوضتي علشان أبدأ أدور على حاجة جديدة ترجع شغفي تاني</p><p>دورت في مكتبتي ملاقتش حاجة جديدة&nbsp;<br>دورت على فوني في كتب الpdf ملاقتش اي جديد، &nbsp;لحد ما جالي إشعار من إن في حد ضافني لجروب جديد</p><p>دخلت لاقيت اللي ضفتني جه غير مسجلة عندي في الفون، &nbsp;مهتمش بصراحة علشان اللي شغلني كان محتوى الجروب اللي كان مليان بكتب كتير جدًا جدًا من نوعي المفضل وقصص مختلفة عن أي حاجة تاني شوفتها قبل كده</p><p>وبدأت رحلتي مع الجروب ده وحرفيا كنت بطبق علشان أقرأ، &nbsp;لحد ما خلصت محتوى الجروب خلال عشر أيام وبعدها متبعتش أي رسائل جديدة، وبدأ الملل يرجع تاني</p><p>لحد ما وصلت رسالة غريبة على الجروب&nbsp;<br>وكانت عبارة عن مقطع صوتي...&nbsp;<br>لما فتحت المقطع كان عبارة عن اصوات غريبة.. لا.. كان كلمات غريبة... لا أصوات... بصراحة مقدرتش أحدد هو اي المحتوى الصوتي ده؟!!</p><p>بس في ٱخر الريكورد كان فيه رسالة قدرت أميزها بشكل كبير جدًا بعد ما دققت في الصوت رغم حدته وبروده اللي خلى جسمي يقشعر وأنا بسمعه...&nbsp;<br>محتوى الرسالة كان</p><p>" طالما حابة تتعرفي علينا، &nbsp;فأحنا مش هنمنعك لو موافقة؟! &nbsp;إنطقي المفتاح "</p><p>انا مفهمتش حاجة وفضلت شوية مش مستوعبة اي حاجة لحد ما بعدها وصلت رسالة وده كان كل محتواها اللي قرأته وكأني كنت مسلوبة الإرادة...</p><p>« من يعرفنا عند الحضور لا يمكنه منع الموصول» &nbsp;</p><p>أنا قرأت الجملة بصوت عالي وانا مندمجة جدًا، وفجأة لاقيت صوت رسالة تاني من نفس الجروب &nbsp;وكان محتواها صدمة!!!&nbsp;<br>وكانت بتقول<br>« لقد وافقنا يا عائشة وتم الحضور»</p><p>أنا قرأت الرسالة وفضلت شوية متنحة للتليفون واتلفت حواليا وأنا مرعوبة بجد&nbsp;<br>بس بعدها بشوي فضلت أضحك على العبط ده وقولت دي أكيد اشتغالة من واحدة من صحباتي</p><p>وبعدين كملت اليوم عادي ولا اي &nbsp;إندهاش&nbsp;<br>وفي اليوم اللي بعده بابا رواح الشغل وماما جات قالتلي إنها رايحه تجيب شوية حاجات من السوبر ماركت وسألتني لو عايزة حاجة وقولتلها تجيب لي معاها اي حاجة بس متكنش مقاطعة</p><p>وقعدت أنا كعادتي أقرأ، &nbsp;وبعدها بحوالي عشر دقائق لاقيت مامي داخله أوضتي وإدتني الحاجة اللي جيباها وقالت لي إنها رايحة تحضر الغداء ويا ريت لو أنزل أساعدها علشان بابا جايب معاه ضيوف للغداء</p><p>صحيح اضايقت ودبدبت في الأرض بس في النهاية برفعت شبش واحد كنت في المطبخ في ثانية وخلصنا كل حاجة وعلى الظهر كده كان بابا وضيوفه وصله وقاعدين بيأكله في أوضة الضيوف وماما بتعمل الشاي</p><p>وانا أتغديت وقولت لمامي هروح اصلي الضهر فوق قالتلي ماشي روحي&nbsp;<br>طلعت صليت ، وقعدت على سريري وقومت روحت في النوم &nbsp;الإنسان فرهوض أوي...</p><p>مش فاكرة ساعتها نمت قد اي بس لما قومت من النوم وبمسك الفون لاقيت فيه حوالي عشر مكالمات لم يرد عليها أحد من بابا وماما، ومنهم ٱخر مكالمة أنا رديت عليها ومدتها حوالي ربع ساعة</p><p>استغربت جدًا من ده وعلشان كنت مرهقة جدا وكسلت أنزل روحت رنيت على بابا&nbsp;<br>ولما رد عليا لاقيته بيقولي، &nbsp;إنهم خلاص جايين أهو هو وماما!! سألته جايين من فين؟!</p><p>طبعًا بابا قالي يا عائشة أنتِ لسه قايمة من النوم ولا اي فوقي معايا&nbsp;<br>إحنا جايين من عند ابن عمك من المستشفي اهو</p><p>انا بصيت قدامي بإستحمار كده وقولت له<br>_مستشفى اي؟! انتم خرجتم إمتى؟</p><p>بابا طبعًا شتمني وقالي<br>_ يا بنت ال ..... &nbsp;مش انا إتصلت عليكي الصبح بعد ما روحت الشغل وقولتلك إني هرجع اخد امك علشان نروح لإبن عمك محمد علشان بيعمل الزايدة على غفلة ولازم ابقى مع عمك، &nbsp;على العموم احنا شغلة ساعة ونوصل</p><p>طبعًا انا فضلت شوي كتار مبحلقة قدامي كده وفي صدمة، &nbsp;لحد ما صوتي طلع بالعافية وأنا بقول لبابا</p><p>ي... يع.. يعني حضرتك مجتش البيت الصبح ومعاك ضيوف</p><p>رد عليا وقال لي: &nbsp;ضيوف اي يا بت بقولك مع ابن عمك من الصبح انا وامك تلاقيكي كنتِ بتحلمي ولا حاجة روحي كملي نوم يا نعسانة لحد ما نوصل</p><p>طبعًا قفلت معاه وأنا ركبي بتخبط في بعض وقولت اكيد حلم يعني بس هو فيه حلم زي الواقع كده بجد ، &nbsp;مسحت وشي بإيدي وقومت وانا عماله استغفر وبلف وصورتي تيجي في المراية وأقف مصدومة لما أشوفني لابسة إسدال الصلاة وباب أوضتي يتفتح وألاقي ماما داخلة بكوباية الشاي وعلى وشها إبتسامة خبيثة وبتقول:</p><p>_عمالة أنادم عليكي يا عائشة!! الشاي برد يا بنتي.&nbsp;</p><p>*********</p><p>الفضول&nbsp;عدول&nbsp;</p><p>ليست كل الأمور تستحق البحث فقد تنقلب الأمور لتتحول من باحث لمبحوث عنك</p><p>*******</p><p>&nbsp;</p><p>&nbsp;</p><p>&nbsp;</p><p>&nbsp;</p><p>الحلقة الثالثة</p><p>«مسافة الطريق»&nbsp;</p><p>أنا...... وهذا ما جرى أمامي أرويه على لساني&nbsp;</p><p>«مسافة الطريق»&nbsp;<br>شغلتي كسواق نقل ثقيل علمني إني دائمًا أكون حريص في السواقة ودائمًا أعمل صيانة وفحص قبل خروجي بأي شحنة لإني بسافر مسافات طويلة،</p><p>المرة دي طريقنا صحراء شحنة لواحدة من محافظات الحدود وطالع مكان صاحبي اللي واخد أجازة علشان عامل عملية، &nbsp;الطريق صحراوي والسفر هيكون بالليل، &nbsp;توكلت على الله وعملت فحص وتعيين للعربية والبضاعة وكنت نايم وواكل قبلها كويس الحمدلله وكل حاجة تمام</p><p>ركبت العربية بعد ما تممت على الشحنة في المصنع وتوكلت على الله، &nbsp;وقبل ما أطلع لاقيت صاحبي بيتصل عليا، &nbsp;بعد إزيك سلامات اي الأخبار؟! &nbsp;سألني إذا كنت أنا اللي طالع بالشحنة مكانه المرة دي ولا أي&nbsp;<br>جاوبت وقلتله أيوه</p><p>سكت شوي وبعدين قالي طب اسمع وفتح مخك معايا في شوية تعاليم هقولها لك نفذها بالحرف الواحد... &nbsp;انا طبعًا هزرت عليه وقولت له إنتَ هتعلمني أنا!! دا أنا أعلمك وأعلم بلدك كلها</p><p>ضحك معايا وقال لي، إنه شغال على الطريق ده أديله عشر سنين وهو أدرى بيه وأني لو سمعت هو هيقول اي مش هخسر حاجة، &nbsp;قولتله طيب يا سيدي قول</p><p>أول حاجة قالها إني ممنوع أطفي أنوار العربية نهائي ويبقى كويس لو أخدت معايا كشافات إحتياطي وشمع لو أمكن، &nbsp;طبعًا أنا إستغربت جدًا وقلت له شمع! &nbsp;طب ليه؟ وفضلت أتريق عليه وأغني وألحن</p><p>رد وقالي مقاطعش كلامه وأسمع للٱخر فقلت له إتفضل.... &nbsp;كمل كلامه بنفس الجدية الغير معتادة من شخصية زيه بتحب دائمًا تضحك وتهزر وقال..</p><p>متفتحش زجاج الكبينة مهما حصل مهما سمعت ومهما شوفت لحد ما توصل لمكانك&nbsp;<br>طبعًا أنا هنا بدأت أسأل... هو انا ممكن أسمع اي في مكان مقطوع زي ده يعني&nbsp;<br>وكمل تعليمات وقال.. ولو حد حاول يوقفك متقفش</p><p>أنا عمري ما حد طلب مني مساعدة ورفضت وصادفت كثير ناس وقفتني على الطريق تطلب مني مساعدة، &nbsp;اللي عايزني اوصله واللي عربيته بتعطل واللي عايز يعمل مكالمة علشان كده أبديت إعتراضي وقلت له</p><p>" بس أنا عمري ما رفضت إني أساعد أي حد، &nbsp;علشان كده سكت شوي، &nbsp;لحد هو ما قال..</p><p>أنت ماشي على طريق صحراوي لواحدة من محافظات الحدود اللي لما حد بيعوز يسافر ليها بيبقى قدامه حلين إما طيران وإما باصات كبيرة، &nbsp;إنت متخيل اي ممكن يخلي واحد لواحده يقف على طريق مقطوع زي ده مفيهوش اي استراحات دا حتى قطاعين الطرق مش بيتواجدوا هناك نظرًا لقلة الناس اللي بتاخد الطريق ده</p><p>طبعًا كلام منطقي لذالك رديت وقولت عندك حق، &nbsp;فيه حاجة تاني عايز تقولها يا أبو ٱدم</p><p>رد عليا وقال جملة غريبة مفهمتهاش&nbsp;<br>قال.. لو حصل وإضطريت توصل حد معاك حاول بقدر المستطاع متتكلمش معاه ولا تقول أسمك قدامه ولا تخليه يعرف اسمك</p><p>انا مفهمتش ليه ومحاولتش افهم لإن كان خلاص معاد طلوعي حان وهو قفل بسرعة بعد ودعني وأنا طلعت بالنقل لطريقي<br>كنت لسه يا دوب مصلي العصر وبعد وقت طويل وعلى بعد العشاء كده كنت بدأت مشواري في الطريق المعتم للمحافظة</p><p>الطريق كان صحراوي زي بقية الطرق الصحراوية، &nbsp;بس فعلا كان المكان مفيهوش صريخ بن يومين لا إستراحات ولا عربيات ولا اي حاجة خالص حتى بعد مسافة فيه بدأت عواميد الكهرباء تقفل والطريق اسود حرفيًا وهنا حسيت ببرد شديد جدا هب مرة واحدة قومت فاتح الكشافات كلها وقافل الزجاج</p><p>وكملت الطريق وأنا مركز إني أوصل وبس رغم إني راكب جوه الكبينة حاسس إني بجري على رجلي في الضلمة وحد بيجري ورايا، هدوء المكان نفسه يخليك تحس بوحشة قاتلة، &nbsp;فبدأت أدندن علشان أسلي نفسي</p><p>لمحت من بعيد على الطريق حد واقف جمب عربية وعمال يشاور بالجامد، &nbsp;طبعًا أول حاجة جات في دماغي هي كلام أبو ٱدم ونصيحته وحقيقي علشان مكذبش جسمي كله ارتعش مش عارف لي؟!</p><p>فعديت من جمبه وهو عمال ينادم عليا، &nbsp;كان شاب لابس بدلة لونها كحلي شايل جاكت البدلة على كتفه وقميصه الأبيض ملطخ هباب وزيت من العربية الملاكي اللي واقفه جامبه وشنطتها مفتوحه&nbsp;<br>يبدو كده إنها عطلت بيه</p><p>في الأول إطمأنيت بس بعدين حسيت بالذنب وضميري تعبني، &nbsp;فأستغفرت ربنا وقولت إن العمر واحد والرب واحد وقومت واقف بالعربية، &nbsp;شوية ولاقيته بيفتح الباب وهو بيقول</p><p>_الله يكرمك بجد يا ريس، &nbsp;خدني في طريقك للمركز بس، و أول إستراحة تقابلك هنزل فيها<br>طبعًا شاورت ليه برأسي وسكت، &nbsp;ومرضتش أقول إنه مفيش إستراحات في الطريق ده</p><p>شوي ولاقيته عمال يتكلم ويسألني إسم الكريم إي شاورت له بإيدي في حركة معناها إني مش بتكلم&nbsp;<br>فرد وقالي إنه اسمه علي وإنه مسافر تبع شغل هناك والعربية عطلت بي وكده ويطلع للصدفة شغال في نفس الشركة اللي انا مسافر ليها وقال اسماء ناس من اللي انا اعرفهم شخصيًا وشغالين هناك&nbsp;<br>كل ده وأنا قاعد ساكت لحد ما تليفون الراجل رن &nbsp;وطلعه وإتكلم وطمأن الناس اللي كانت بتكلمه انا هنا طبعًا قلبي إطمأن بس مش هينفع اتكلم علشان مطلعش قدامه كداب</p><p>بس فضلت قاعد براقبه، &nbsp;والراجل طبيعي خالص مفيش اي حاجة غريبة وفضل هو بيتكلم وانا بهز في راسي وخلاص ايوه ما هو من خاف سلم، انا بسمع كلامه وهو عمال يقول إنه حظه حلو علشان وقفت له في طريق زي ده وفضل يدعيلي شوي كتار</p><p>وبعد ما وصلنا لنصف المسافة لاقينا حد ثالث بيشاور لينا، &nbsp;أنا طبعًا بصيت لعلي اللي قاعد جمبي وسكت وعديت الراجل اللي فضل ينده علينا بصوت عالي وبإستغاثة لحد ما علي قالي معلش يا ريس أقف مش هيجرى حاجة إحنا اتنين مع بعض اهو، &nbsp;بصراحة حسيت ان ابو ٱدم بالغ اوي في كلامه ووقفت وأستاذ علي نادم على الراجل يركب معانا</p><p>وفعلا وقفنا مستنين ييجي وعلي بيبص في التليفون وبيقول إن الساعة ثلاثة الفجر وأنا ببص في المراية على الراجل اللي اتجه لعربيته يجيب حاجته وييجي، &nbsp;بس مفيش حد جه، &nbsp;بصيت لعلي وقولت له</p><p>_هو الراجل ده أخر كده ليه؟!&nbsp;<br>رد علي عليا وقال:&nbsp;<br>_مش عار... &nbsp;مكملهاش علي لما بصلي بإستغراب وقال:&nbsp;<br>_إنت بتتكلم؟!&nbsp;<br>_قولت له: &nbsp;مش مهم دلوقتي، &nbsp;هحكيلك بس شوف الراجل ده راح فين الله يكرمك&nbsp;<br>رد عليا وقال إنه هينزل يشوفه وفعلًا نزل ولما رجع بعدها بشوي قال إنه ملقاش &nbsp;حد في العربية<br>انا بصيت ليه كده بإستغراب وقلتله إزاي يعني</p><p>أقسم إنه ملقاش حد في العربية وركب وإتحركنا بسرعة لأن فعلا قلبي إتقبض</p><p>بعدها بشوي فضلنا ندردش مع بعض وسألني انا ليه كدبت عليه وحكيت له كل الحكاية والطريق أخدنا وخلاص كنا قربنا نوصل مشاورنا، &nbsp;وقال لي طب ليه مصدقتوش</p><p>_رديت وقلت له اصدق اي هو قال تعليمات وبس&nbsp;<br>_ايوه ليه ممشتش على التعليمات دي ليه؟!&nbsp;<br>_يا عم، &nbsp;سيبها لله، &nbsp;ما أحنا قربنا نوصل أهو اي كان حصل يعني<br>بصلي كده وضحك بصوت عالي وبعدين سكت<br>قلتله بتضحك ليه؟! قالي هو انت اسمك اي يا ريس<br>_بصتله وقلت له<br>_اسمي كمال، &nbsp;محسوبك كمال<br>ضحك ضحكة عالية شوي اول ما سمع اسمي وبعدين لاقيته بصلي وعيونه قلبت كلها أسود من غير نقطة بياض وببص لأديه لاقيتها أظافر إيديه بتطول جامد جدا وبدأ يحاول إنه يخربش وشي لدرجة إنه فعلًا قطع هدومي ووشي والعربية بدأت تجري مني على الطريق وانا بحاول أدافع عن نفسي وغمضت عيني لما خدشني فيها وبفتح ابص جمبي ملاقتش اي حاجة، &nbsp;قفلت بسرعة الزجاج ونورت الكشافات كلها من تاني وزودت سرعة وبدأت أجري على الطريق</p><p>وكل اللي في وداني صوت صريخ شديد جدًا صريخ عالي، &nbsp;ومش شايف على الطريق غير الراجل ده واقف بيشاور ليا بيشاور وانا مزود بنزين لحد ما طلعت للنور ودخلت لبوابة المحافظة</p><p>نزلت مع اول إستراحة بطل في مراية العربية ملقتش اي حاجة بفتش في هدومي ملقتش اي حاجة متقطعة حتى عيني اللي اتجرحت سليمة مفيهاش خدش</p><p>بتلفت حواليا لاقيت واحد واقف قدام الإستراحة بيبص لي بإستغراب اوي، &nbsp;شوي ولاقيته جاي نحيتي وقالي<br>_انت قابلت حد منهم ولا اي يا ريس<br>بصتله بتعجب وقلت له:&nbsp;<br>_تقصد مين؟!&nbsp;<br>_قالي اللي خلاك بالمنظر ده<br>رديت بخوف وقلت له<br>_ إنت تعرفه، &nbsp;هو اي ده، &nbsp;هو ده حقيقة؟!!!&nbsp;<br>الراجل طبطب على كتفي وقال:&nbsp;<br>_حمدلله على سلامتك يا ابني، &nbsp;احمد ربنا&nbsp;<br>_رديت عليه وأنا باخد نفسي وبقول الحمدلله، &nbsp;الحمدلله<br>الراجل رفع إيده وطبطب عليا وقالي &nbsp; &nbsp;<br>_اسم الكريم اي؟!&nbsp;<br>_بصيت ليه شوي وبعدين بصيت للعربية ومن غير تفكير جريب على العربية دورتها وفي وشي واخدت الطريق جري ببص ورايا ملقتش لا إستراحه. ولا الراجل ولا اي حاجة مجرد طريق معتم فاضي زي بقية الطريق، &nbsp;لحد ما وصلت لوجهتي ونزلت البضاعة ومستنتش وعاودت في نفس اليوم بالنهار</p><p>ولما حكيت لأبو ٱدم قال لي:&nbsp;<br>_احمد ربنا إنك عديت منها، &nbsp;وكويس إنك مقولتش اسمك الحقيقي يا اسماعيل دا إلهام من ربنا ليك وإلا كان مصيرك زي مصير المهندس علي، &nbsp;جثة مرمية على الطريق<br>إنما قول لي صحيح! &nbsp; طب في المرة الأولى إنت مرتحتش إنك تقول اسمك الحقيقي إنما المرة الثانية عرفت إزاي إن الراجل ده هو هو ال..... &nbsp;اللهم إحفظنا يعني</p><p>إسماعيل وهو بيبص على العربية: &nbsp;يبدو إنه في المرة التانية إختار إنه يكون شبهك يا ابو ٱدم&nbsp;<br>*******</p><p>أهل مكة أدرى بشعابها&nbsp;</p><p>وأهل النصيحة أدرى بما يقولون&nbsp;</p><p>***********</p><p>&nbsp;</p><p>&nbsp;</p><p>الحلقة الرابعة</p><p>«مرحب بالضيف»&nbsp;</p><p>أنا فلان وهذا ما جرى معي أرويه لكم</p><p>&nbsp;</p><p>«مرحب بالضيف» &nbsp;<br>واحدة من الحاجات اللي مش هقدر أنساها بصراحة هي زيارتي لبيت جدي في البلد&nbsp;<br>ياااه متعة يا صديقي متعة&nbsp;<br>طبعًا اللي عايش في القاهرة فاهم أنا بتكلم عن اي؟!</p><p>أصل الأرياف يعني الطيبة والكرم والهواء والخضرة والماية ياااا سلاااام &nbsp;يا ااا رب سامحني<br>زيارة بيت جدي بقى من وأنا صغير بالنسبة ليا يعني الروقان كله&nbsp;<br>يعني نتجمع أنا وولاد أعمامي، &nbsp;يعني قصبك أو الذرة المشوي بتاعتك وحصيرتك وورايا على الغيط</p><p>والمرة دي الزيارة غير بصراحة، &nbsp;تقريبا مشوفتش ولاد عمي من و أنا في تانية ثانوي وأنا حاليًا داخل أولى كلية، لمة العائلة من أحسن الحاجات اللي ممكن الإنسان يستمتع بيها فعلًا، &nbsp;أصل عائلة ابويا بصراحة غير يعني إحنا متربيناش على عمته الحرباية ولا عمو اللي واكل الورث&nbsp;<br>ولا الكلام الفاضي ده</p><p>الحقيقة إن جدو وجدتي كانوا أسوياء نفسيًا وخلفوا وأختاروا لأولادهم ناس أسوياء نفسيًا ربو عيالهم من صغرهم على حاجة إسمها صلة الرحم والمودة والرحمة<br>وإحترام الكبير.... المهم</p><p>طبعًا وصلنا البلد وإستقبلوني ولاد عمي بالضرب.... متستغربش أصل ٱخر مرة مشيت من البلد كنت عامل فيهم مقلب ساقع بجد.... &nbsp;بصراحة أنا لو مكانهم فده إستقبال قليل عليا</p><p>هما زودها الصراحة أصل إيه يعني لما أتصل عليهم الساعة ثلاثة بالليل في الشتاء وأقولهم إلحقوني النداهة بتأكل فيا عند الترعة ويروحوا هناك ميلقوش حاجة ويفضلوا يدوروا عليا وسط الشامي لحد الفجر، &nbsp;بصحيح عيال قلبها أسود، &nbsp;وأي يعني لما جدي يرنهم علقة حلوة بالخرزانة ويبيتهم في دار المواشي</p><p>وبعدين مالها البهايم يعني؟! &nbsp;<br>حصل اي يعني لما يباتوا يوم معاهم؟! المهم.....</p><p>بعد حفلة الإستقبال اللي إتعملت دي إتجمعنا مع بعض بالليل بعد العشاء في جنينة بيت جدي، &nbsp;طبعًا اللهم بارك عيال أعمامي دلوقتي بقم كتير، &nbsp;والصغيرين كبروا ووسط الكلام إفتكرنا اللي حصل زمان والمقلب اللي عملته فيهم والعلقة السخنة اللي اخدوها ولاد أعمامي الستة وعماتي هاتك يا ضحك على اللي حصل</p><p>طبعًا هما فضلوا يبرروا تصديقم لرسائلي اليوم ده بخوفهم عليا والكلام ده، &nbsp;بس هو يعني فيه حاجة إسمها نداهه صحيح إحنا كنا ساعتها صغيرين بس كانت دائمًا تستهوينا فكرة الأشباح والأرواح والكلام ده وكنا نقعد نعمل تحديات علشان نشوف مين فينا قلبه أقوى، &nbsp;أنا كأبن القاهرة التي لا تؤمن باشباح الأرياف، وهما كخبراء في الماورائيات والعالم الٱخر نظرًا لكونهم أبناء الأرياف فكان إيمانهم بأم رجل مسلوخة ونداهة الترع والغيطان وعفاريت القرافة والبيت المسكون أقوى بكثير من نظرياتي</p><p>نهايته بعد محادثة طويلة معاهم اليوم ده إكتشفت إنهم لسه بيؤمنوا بالكلام ده وزاد جدالي وعندي معاهم خصوصا لما قالوا إن في الفترة الأخيرة فيه شباب بيختفوا من البلد قصاد الترعة الغربية اللي عند القرافة، &nbsp; ومع إعتراضي وإصرارهم ونفيي وإثباتهم عملنا تحدي بينا وكان التحدي عبارة عن إننا نبات &nbsp;يوم كامل قدام الترعة &nbsp;دي بس هنخرج متأخر من غير ما حد من أعمامي ولا جدي يعرف علشان الليلة تعدي<br>طبعًا دي ليالي شتاء يعني معدل الهسهس عن الناس كلها مرتفع</p><p>بس في الٱخر وافقت مش سيد ابو غالب اللي يرجع في كلمته أبدًا ولا يخاف</p><p>وبالفعل تاني يوم بالليل حضرت أغراضي وتسالي ودنيتي وعلى الساعة اتنين بعد منتصف الليل تليفوني رن من أحمد بن عمي وقالي إنهم سبقوني على هناك وحضروا كل حاجة</p><p>اخدت أغراضي وتوكلت على الله في طريقي بين الشامي عن يميني والمقابر عن شمالي لحد ما وصلت لغيط جدي اللي عند الترعة وبالفعل لاقيتهم هناك مولعين حطب وبيعملوا شاي</p><p>وصلت وسلمت على الكل وقعدنا نهزر ونضحك على شكل الجلاليب اللي كانوا لابسينها كلهم وشبه بعض بلون واحد...لون أسود و طول الليل والجو جميل ولا في اي حاجة، &nbsp;لحد ما سالم بن عمي وقف مرة واحدة وبصلنا وإبتسم زي الأهبل وتنح للترعة وبدأ يتنطط زي المجانين</p><p>طبعا كلنا إتخضينا عليه أنا وولاد عمي &nbsp;ووقفنا حواليه بنحاول نهديه وأنا مسكته من إيديه وولاد عمي عمالين يقولوا له مالك وهو مش بيرد بيضحك بس ويتنطط وكل اللي طالع عليه جملة...</p><p>&nbsp; &nbsp; &nbsp;مرحب بالضيف..... مرحب بالضيف</p><p>طبعًا أنا قلبي كان واقع من الخضة لحد ما لاقيت الصمت من حواليا عم المكان وابن عمي مبحلق لحاجة ورايا......</p><p>وبتلفت اشوف في ايه؟!&nbsp;<br>ألاقي ولاد عمي الخمسة التانين بيبوصولي ومبحلقين وبيضحكوا بشكل مرعب بجد وفجأة بدأو يخبطوا برجلهم في الأرض بشكل هستيري ومش بيرددوا غير جملة واحدة</p><p>&nbsp; &nbsp;مرحب بالضيف.... مرحب بالضيف</p><p>أنا طبعًا واقف وسطهم مش عارف أعمل اي من الصدمة وركبي بتخبط في بعض من العبط اللي بيحصل خصوصًا لما عيوني لمحت رجولهم اللي كانت..... ايوه زي ما جه في دماغك مش رجول بني ٱدمين!!!!&nbsp;<br>ولا حتى رجول فراخ...... بالظبط رجلين حيوانات</p><p>أنا شوفت المنظر وتقمصت دور طائرة نفاسة وأخدت في وشي الطريق جري لحد دار جدي مش فاكر كام مرة وقعت ولا في كام حيطة إتخبطت فيها بغض النظر عن تراب البلد اللي سفيته وأنا راجع... بس الحمدلله إن وصلت لعتبة البيت</p><p>طبعًا مستنتش للصبح وروحت أخبط على شقق ولاد عمي علشان أخربها على الكل وأقول لأعمامي إن ولادهم بره البيت بس كانت المفجأة لما كان أول واحد فتح لي&nbsp;<br>هو سالم بن عمي اللي كان في بيته عادي مش بره والباقيين صحيوا على الصوت......</p><p>إكتشفت بعدها لما حلفوا ليا إنهم عملوا مقلب وبعتوا رسالة ليا علشان أضرب مشوار على الفاضي وأتعاقب لما جدي يعرف زي ما عملت معاهم وأقسموا إنهم مخرجوش من البيت أصلًا</p><p>السؤال؟! &nbsp;مين دول بقى اللي كانوا معايا طول الليل؟!&nbsp;<br>&nbsp;</p><p>***********</p><p>ليست كل الأماكن تستطيع إستقبال الضيوف&nbsp;</p><p>وإذا كنت ضيفًا فحاول أن تكون خفيفًا</p><p>&nbsp;</p><p>*********</p><p>&nbsp;</p><p>&nbsp;</p><p>الحلقة الخامسة</p><p>« خدام الحجة زهرة»&nbsp;</p><p>&nbsp;</p><p>* خدام الحاجة زهرة<br>الثانية فجرًا شتاء ١٩١٠<br>خرج من وسط حقول الشامي إلى الطريق الرئيسي الترابي &nbsp;يتلفت حوله وهو ممسك ب لمبة الجاز رقم ٩ التي اوقدها عند خروجه من بيته&nbsp;<br>أكمل طريقه بجانب حافة المصرف المائي يسمونها(( مجرة طورينة)) حتي سلك أحد الحقول مرة اخرى وهو يفسح بيده بين عيدان الشامي الطويلة يكاد يرى تحت قدميه&nbsp;<br>حتى خرج من الحقل ليجد أمامه وعلى مرمى البصر أشخاص يجلسون &nbsp;أمام مسجد كبير وبجانبه مقام وملتفين حول نار للتدفئة<br>زاد من وتيرة سيره حتى وقف أمامهم والدخان يخرج من فمه من شدة البرد قائلا&nbsp;<br>_ السلام عليكم<br>الجالسون: وعليكم السلام يا حاج رمضان اخرت ليه&nbsp;<br>رمضان: معلش كنت في الأرض&nbsp;<br>وقف احد الرجال وهو يمسك بيده قنديل شامي قائلا: هو احنا هنبدأ امتى الجو رصريص والرجاله تعبانين<br>رمضان: طب يالا بينا يا سيد<br>سيد مشيرًا للرجال : يالا بينا يا رجالة&nbsp;<br>هم الرجال ومعهم ادوات الحفر وقطعوا الطريق الترابي امامهم حتى وصلوا إلى منزل كبير من الطوب اللبن ينتظرهم أمامه رجل يرتدي عمة بيضاء وقفطان بلون رصاصي ويمسك بيده لمبة جاز عكس ضوئها ظله على جدار البيت من الخلف&nbsp;<br>ظل يشير للرجال المقتربين منه حتى وصلوا عنده&nbsp;<br>رمضان: السلام عليكم يا حاج ابراهيم<br>إبراهيم: وعليكم السلام يا رمضان.....جبت الرجالة&nbsp;<br>رمضان: ايوه...... اهم وجاهزين بالعدة<br>إبراهيم: فهمتهم هيعملوا اي ؟!<br>رمضان: ايوه وجايبين العدة وكل حاجة&nbsp;<br>ابراهيم: عفارم عليك ..... حنحفر جوه وهنشوف هيودينا فين<br>رمضان: طب ندخل الأول لحسن حد يشوفنا&nbsp;<br>ابراهيم: يالا بينا يا رجالة<br>تقدم الحاج ابراهيم الرجال دخولًا إلي باحة المنزل الكبير المبني من الطوب اللبن ثم قادهم إلي غرفة تقع في النصف الثاني من المنزل الكبير وقد كان مقسم لنصفين<br>أقاد الحاج ابراهيم عدة شعل بأحد غرف المنزل المقرر الحفر بداخلها&nbsp;<br>الحج ابراهيم وهو يشير بيده إلي الأرض للرجال هنحفر هنا اربعة متر&nbsp;<br>رمضان: يالا يا رجالة على بركة الله<br>بدأ الرجالة بالحفر لمدة تقارب من الساعة ونصف حتى وصلوا لما يشبه الباب الخشبي فنادى&nbsp;<br>أحد الرجال من الحفرة ويدعي عويس<br>عويس: اي يا حاج رمضان نرفع ولا اي&nbsp;<br>ابراهيم: شيل يا ابني&nbsp;<br>سيد وهو رئيس العمال: بس احنا متفقناش على كده يا حاج رمضان احنا اتفاقنا كان واضح احنا نحفر وبس لكن نشيل وندخل والكلام ده ملناش دعوة بيه<br>رمضان: اهدى يا سيد&nbsp;<br>ابراهيم: بس اللي هيطلع كتير وانتو عارفين ....... مش هترجع بعدين تقول انت والرجالة فين ناصيبنا<br>سيد: وانت فكرك في حاجة هتطلع......انا مش غبي يا حاج ابراهيم انا عارف اللي فيها صحيح انا مش من البلد بس عارف&nbsp;<br>ابراهيم: عارف اي ؟!<br>سيد: عارف حكاية مسجد الشيخ ياسين والسراديب اللي تحته اللي بتوصل لأكتر من كنز في اكتر من أرض في البلد وان الرجالة قبلنا حاولوا ينزلوا من الطريق اللي تحت المسجد ومعرفوش وماتوا تحت زي ما انا عارف ان الحاج احمد العمدة محرج ان حد يحاول بس ينبش في الموضوع&nbsp;<br>ابراهيم: ومين قال اننا بنحفر علشان السراديب اللي تحت المسجد&nbsp;<br>سيد: ما انا عارف انك الوحيد يا شيخ ابراهيم اللي عارف مكان بعض الأراضي في البلد اللي فيها كنوز واللي بنوصلها عن طريق السرادين اللي تحت المسجد والمقام وان اللي عليك هما اللي قايلين ليك على مكانهم علشان كده اشتريت البيت ده والأرض اللي جمبه&nbsp;<br>وكذا مكان تاني&nbsp;<br>ابراهيم وقد لمعت عيناه من الغضب: طب اسمع يا ابني محدش فيكوا هيخرج من هنا غير لما اللي عايزه يطلع<br>رمضان: اهدى يا حاج ابراهيم<br>سيد: هو انت بتهددنا يعني ولا اي يا شيخ<br>ابراهيم: انا اللي عندي قولته فمتأذيش نفسك<br>سيد: ومقام سيدي يس ما هو حاصل(( الحلفان بغير الله شرك))<br>رمضان: مينفعش كده يا سيد اعقل ده مهما كان الشيخ ابراهيم<br>سيد: بلا شيخ ابراهيم بلا الشيخ يس اطلعوا يا رجاله .....يالا يا ابني انت وهو ملناش عيش هنا...احنا عملنا اللي اتفقنا عليه وبس<br>ابراهيم محاولا تهدأة الموقف: اهدى يا سيد يا ابني وخلينا على الإتفاق وانا اللي هنزل وليكوا نص اللي هيطلع واللي معايا دول هيساعدونا مش اكتر&nbsp;<br>هدأ سيد قليلا ثم قال: محدش فينا هينزل احنا هنحفر وبس ولو عايز تنزل انت براحتك احنا كل واحد فينا سيب وراه وليه وكوم لحم يشحتوا من غيرنا ومش مستغنيين&nbsp;<br>الشيخ ابراهيم: خلاص ماشي بس يلا ارجعوا &nbsp;اشتغلوا<br>عاد الرجال للعمل مرة أخرى محاولين إزالة ذلك الباب الخشبي الثقيل والذي يقع خلفه سلالم تقود لنفق تحت الأرض<br>سيد: ها يا شيخ هنعمل اي&nbsp;<br>ابراهيم: ثواني يا سيد<br>أخذ الحاج ابراهيم رمضان مساعده الخاص بعيد عن الرجال ثم قال&nbsp;<br>الشيخ ابراهيم لرمضان: بقولك يا رمضان&nbsp;<br>رمضان: ايوه يا شيخ !<br>ابراهيم: هو حد &nbsp;شافك. وانت بتتفق معاهم او بتكلمهم&nbsp;<br>رمضان: لا محدش وعيلي خالص&nbsp;<br>ابراهيم: طب خد لمبة الجاز دي وعاود بيتكم نام<br>رمضان: وه ليه يا شيخنا<br>ابراهيم: اعمل اللي بقولك عليه<br>رمضان: تحت امرك يا شيخ&nbsp;<br>خرج رمضان حاملا لمبة جاز من الغرفة ومن المنزل عائدا لبيته&nbsp;<br>سيد &nbsp;متعجبًا: هو رمضان راح فين؟!<br>ابراهيم: راح يحضرلكم لقمه تاكلوها شكلنا مطولين&nbsp;<br>سيد: تمام بس الرجالة كده هتعوز نفر تاني علشان يحوشوا الباب ده&nbsp;<br>ابراهيم: طب انزل معاهم عقبال ما رمضان يرجع يا ابني خلينا نخلص<br>سيد: بس انت عارف انا مش بشتغل بإيدي يا شيخ<br>ابراهيم: هحاسبك على نفر تاني يا ابني بس خلصونا قبل ما حد يوعالنا<br>سيد: إذا كان كده ماشي&nbsp;<br>نزل سيد للحفرة وحاول مع الرجال فتح الباب الخشبي الثقيل بينما وقف الحاج ابراهيم على رأس الحفرة وهو يمسك بلمبة جاز لينعكس ظله على جدار الغرفه من خلفه وهو يتمتم ببعض الكلمات&nbsp;<br>سيد: بقولك اي يا حاج الباب مش راضي يفتح&nbsp;<br>ابراهيم: هيفتح دلوقتي .........&nbsp;<br>سيد: هيفتح ازاي؟!<br>لم يرد الشيخ ابراهيم عليه وظل يردد بصوت مرتفع: ثم قدم روح الهبة لفاتح الباب خمسة كما أراد الحارس مقدمة من خادمك الضعيف إبراهيم......<br>قال الشيخ ابراهيم تلك الكلمات بصوت مسموع عدة مرات &nbsp;فبدأ المكان بالإهتزاز بقوة وبدأت عدة خيالات في الظهور من خلف الشيخ ابراهيم وهي تركض على جدار الفرفة خيالات لكائنات صغيرة بحوافر وقرون ماعز طولها يقارب المتر بدأت تقفز من كل حدب وصوب تجاه الرجال بالحفرة والرجال بالأسفل يصرخون من الألم وتلك الكائنات تمزقهم كقطع الملابس ثم بدأت الحفرة تردم ويغطي التراب الحفرة برجالها الذين أخذوا بالصراخ بقوة ومد أيديهم تجاه الشيخ ابراهيم الواقف على رأسها ولكن بدون فائدة فقد ظل ينظر لهم وهو يبتسم حتى خفت صوت الخمس رجال بالحفرة بالإسفل &nbsp;اوشكت الحفرة ان تردم نهائيا وقبل ان يلتفت الشيخ ابراهيم للخروج وجد من يدفعه تجاه الحفرة ليسقط بها التفت الشيخ لينظر للذي رمى به في الحفرة ليجد رمضان يقول وهو &nbsp;ينظر له من الأعلى&nbsp;<br>رمضان: سلاااام يا مولاانااااا&nbsp;<br>ثم أخذ لمبة الجاز ورحل وردمت الحفرة على الشيخ ابراهيم والرجال<br>ومن بعدها ظل منزل الحاج ابراهيم مقفول تتوارثه الأجيال بعد الأجيال لم يجرأ أحد من الورثة &nbsp;على المكوث فيه بسبب تلك الأصوات التي كانت تعلوا به ليلًا والصرخات التي تضج به من وقت لأخر أما عن الأراضي التي حوله باعها ورثته لأشخاص حولوها لمنازل سكنوا بها بما فيهم قطعة الأرض الأخرى التى تحوي أحد انفاق مسجد الشيخ ياسين والتي لم يرتاح ساكنوها ايضا لأن من أطلق باب الشر نسي أن يغلقه<br>صيف٢٠١٠ ***<br>الساعة الواحدة ظهرا&nbsp;<br>التقطت مصحفها ووضعت الإيشارب على رأسها ليظهر من أسفله شعرها البرتقالي اللون نزلت تلك السلالم الطويلة جدا عليها هي القصيرة التي لا تبين من أرضها متوجهة إلى أسفل البيت تنتظر ابناء عمومتها الكبار فتيان وفتيات للذهاب لكتاب الشيخ عبدالله لتعلم القرآن&nbsp;<br>الجميع يخاف حضور ابناء العم هؤلاء للكتاب فحضورهم يعني ان لا أحد سيفلت اليوم من عصا الشيخ&nbsp;<br>الجميع سيتذوق الألم اليوم&nbsp;<br>وقفت اسفل بيت العائلة تقرأ سورتها تلك العنيدة التي لا تكف عن مناكفة الجميع<br>انطلق الجمع الكريم من ابناء وبنات العم متوجهين الي كتاب الشيخ&nbsp;<br>بينما ذات الشعر البرتقالي تسلك طريقها المعتاد إلى الكتاب هي بالفعل إعتادت الطريق ولكن لم تعتاد مرورها بجانب ذلك البيت ذو البوابة الخضراء الكبيرة الذي لا يسكنه أحد مجرد مرورها بجانبه يشعرها بقشعريرة غريبة بجسدها إحساس الخوف لدى طفل سيأكل قدمه الشبح إذا أخرجها خارج البطانية ليلا&nbsp;<br>تمر سهيلا ذات التسع سنوات بجانبه وهي تمسك بمصحفها وتنظر له وإلي بابه وشبابيكه المغلقه لطالما راودتها كوابيس مزعجة ليلا بالطبع هذا ليس غريب بالنسبة لطفلة في عمرها ولكن الغريب هو كيف ترتبط كل كوابيسها بذلك البيت&nbsp;<br>تتسارع خطواتها عند مرورها بجواره ولكن تظل تتطلع إلى نوافذه لعلها تلتقط مشهد غريب ترويه إلى أصدقائها او ترى ذلك الشبح الذي يحدث كل تلك الجلبة في هذا البيت<br>مازال الفضول يداعب عقلها ورغبة عارمة في إكتشاف ما يحدث بالداخل ولكن تمر تاركة ذلك المنزل ذو الباب الأخضر الكبير حتى تمر بالبيت القديم المصنوع من الطين اللبن والتي تجلس به الحاجة زهرة وهي سيدة كبيرة في السن طيبة القلب تسكن ذلك المنزل التي تدور حوله الأقاويل منذ زمن بعيد عن ان الأشباح تقطنه هو الآخر لاريب في ذلك ولكن كيف تعيش تلك السيدة مع الأشباح اسئلة راودت عقل الصغيرة سهيلا بالطبع والتي من المؤكد لم يخلو قلبها من الريبة هي الأخرى تجاه تلك السيدة الكبيرة وليس كتلك الفتاة ذات الضفائر التي تسمى شيماء تلك الصغيرة التي تخرج الآن من منزل السيدة زهرة ممسكة بيدها سندوتش من السكر صنعته السيدة زهرة بيدها خصيصا لتلك الفتاة التي تمر بها كل يوم لتسلم عليها ولا كتلك الفتاة الهادئة التي تسمى ايه والتي دائما ما تسلم على الحاجة زهرة عند مرورها من أمام المنزل قائلة بكل براءة<br>إزيك يا ست الحاجة ..... رغم خوفهما من تلك الخفافيش التي تسكن المنزل والتي تعشش بسقفه ولكن هي براءة الأطفال لا اكثر&nbsp;<br>تغلق الحاجة زهرة بابها في المساء لتخلد لفراشها في ذلك المنزل الفسيح بمفردها لتجد من ينظر لها من خلف الباب وهو يبتسم والتي لا يرعبها مظهره بالرغم من كونه..... كائن قصير القامة يعبأ الشعر جسده بالكامل ذو عينين واسعتين وفم واسع بأسنان بارزة حادة وقرون كقرون الجدي وأقدام ماعز وصوت حاد رفيع كفحيح أفعى ، فتنادي عليه قائلة&nbsp;<br>الحاجة زهرة: ماذا تريد يا قنديش&nbsp;<br>قنديش: احضرت لك الطعام يا سيدة زهرة<br>الحاجة زهرة: حد الله بيني وبين اكلك خذه وامشي&nbsp;<br>قنديش: اما زلتي لا تريدين التعاون معنا&nbsp;<br>الحاجة زهرة: لا ..... ولن تحصلوا على ما تريدون ولو كان الثمن حياتي يكفي من ماتوا ستبقى سراديب جامع الشيخ يس مغلقة للأبد وسيحرسه من يأتي بعدي ويتصدى لكم.</p><p>&nbsp;</p><p>*******</p><p>الحلقة السادسة</p><p>« صيد البّر » &nbsp;</p><p>وقفوا بسيارة الدفع الرباعي في الموقع الذي دلهم عليه الفتى الصغير الذي بعثه معهم الدليل الذي قاموا بإستئجاره.........&nbsp;</p><p>فُتحت ابواب السيارة لينزل منها أربعة شباب ومعهم فتى صغير&nbsp;</p><p>إقترب أحد الأربعة شباب من الفتى وهو يضع يده فوق رأسه الأقرع ليحميه من حرارة الشمس قائلًا:&nbsp;</p><p>_ متأكد أيها الفتى أن هذا مكان التخييم؟!&nbsp;</p><p>_ بالطبع يا سيدي.. لقد أوصاني عمي سالم بإيصالكم إلى هنا&nbsp;</p><p>تلفت حوله للحظات ثم قال: &nbsp;</p><p>_يبدو أن عمك سالم قام بتحضير كل شئ لأجلنا&nbsp;</p><p>_نعم وقد أوصاني بأن أعمل على راحتكم حتى لا تشعروا بأي تعب بعدها.&nbsp;</p><p>_حسنًا، وما أسمك أيها الفتى؟!&nbsp;</p><p>_ اسمي مريح.&nbsp;</p><p>_مريح! اسم غريب؟!&nbsp;</p><p>_نعم الجميع يقول هذا.&nbsp;</p><p>تلفت الشاب للثلاثة الٱخرين وقال:&nbsp;</p><p>_يبدو أن المكان الجديد سيكون رائع مع مريح يا شباب.&nbsp;</p><p>إقترب حسان من شامل ثم أمسك بكتفي الفتى مريح وهو يقول:&nbsp;</p><p>_يبدو هذا يا صديقي، ولكن أخبرني يا مريح لمَ لم يأتي عمك؟! &nbsp;لمَ أرسلك بدلًا عنه؟!&nbsp;</p><p>_عمي نائم.. لقد كان متعب واراد ان يستريح فأرحته قليلًا&nbsp;</p><p>شامل: &nbsp;يبدو أنك إبن أخ جيد يا مريح&nbsp;</p><p>نظر عزت وأمجد تجاه حسان وشامل ثم صرخ عزت بصوت مرتفع وهو يقول:&nbsp;</p><p>_لقد ملَّ الخروف الذي بحوذتي الإنتظار، &nbsp;ويريد هو أيضًا ان يستريح يا شباب...&nbsp;</p><p>&nbsp;</p><p>مريح: &nbsp;حسنًا &nbsp;يا سيدي، &nbsp;لنريحه إذًا كما أرحت عمي.&nbsp;</p><p>قالها الفتى ليغرق الشباب في نوبة ضحك متتالية.&nbsp;</p><p>في المساء كان الشباب قد أعدو كل شئ يلزم للتخييم وقاموا بتعليق الخروف للشوي ومريح يجلس جوارهم يراقبهم وهم يتناولون الطعام</p><p>عزت: &nbsp;ألن تأكل أيها الفتى؟!&nbsp;</p><p>مريح: &nbsp;لا يا سيدي اشكرك</p><p>شامل بتعجب: ولكنك لم تتناول شئ منذ الصباح! لا نريد ان ترجع لعمك وأنت جائع</p><p>مريح: &nbsp;سأكل بعدما تنتهو يا سيدي</p><p>حسان: &nbsp;هذا إن تبقى شئ في الخروف يا فتى.. هؤلاء الشباب لن يبقوا على شئ</p><p>امجد: &nbsp;هيا، &nbsp;خذ قطعة من اللحم</p><p>مريح: &nbsp;لا أريد، &nbsp;وإن كنتم مصرين فيمكنني الأكل بعدما تنتهوا</p><p>حسان بتعجب: &nbsp;ولكن ماذا ستأكل؟!&nbsp;</p><p>مريح بإبتسامة: &nbsp;ربما بعض العظام</p><p>&nbsp;</p><p>تعالت اصوات الشباب بالضحك على هذا الصغير المرح الذي كان ينظر لهم وعلى وجهه إبتسامة هادئة وبعدما أخذ الشباب سهرتهم توجهوا للخيمة لينال كل منهم قسط من الراحة...&nbsp;</p><p>بعد مرور عدة ساعات إستيقظ حسان على صوت رياح عاتية وكأنها عاصفة ترابيه شديد.. تلفت حوله فوجد اصدقائه نائمين، بحث بعينيه عن الفتى مريح فلم يجده..&nbsp;</p><p>فزع لكون الصغير خرج بمفرده في تلك العاصفة.. أيقظ أمجد المستلقي بجوار وأخبره ليخرج الإثنين ليلًا ويبحثا عن مريح..&nbsp;</p><p>أنا كل منهم كشافه وسط العاصفة الرملية الشديدة.. بدئا بالنداء عليه في كل مكان ولكن دون فائدة... تعمقا أكثر داخل العاصفة.. وأثناء سير أمجد وجد نفسه واقعًا فوق الأرض حينما تعثرت قدمه بشئ ما... أنار حسان بكشافه أسفل قدمه وهو يسند صديقه ليقف ليجدا أكوام من العظام البشرية وأكواد أخرى من عظام الإبل والحيوانات النافقة... فتح كل منهم فمه من الرعب والخوف مما شاهدا ثم عادا جريًا للخيمة وقد كانت العاصفة لم تهدأ بعد.. لم ينام أي منهم طوال الليل خوفًا على ذلك الفتى الصغير وعندما إستيقظ الشباب صباحًا أخبروهم ليهما بالبحث معًا عن الفتى المسكين</p><p>.....&nbsp;</p><p>وأثناء البحث وجدا من بعيد بعض رجال البدو قادمين تجاههم لينزل أحد الرجال من فوق ناقته ملقيًا السلام عليهم&nbsp;</p><p>الشباب: &nbsp;وعليكم السلام&nbsp;</p><p>الرجل: &nbsp;ماذا تفعلون هنا؟!&nbsp;</p><p>حسان: &nbsp;نحن نخيم هنا؟! بالقرب من هذه التلة</p><p>الرجل بتعجب: &nbsp;ومن الذي سمح لكم بالتخييم في وادي جويف هذا الوادي محظور دخوله</p><p>حسان بتعجب: &nbsp;وادي جويف!!؟ &nbsp;ومن جويف هذا؟! لم أسمع بالأسم من قبل</p><p>الرجل: &nbsp;هذا اسم احد ملوك الجن!!؟ وهذا الوادي محظور دخوله وكل تلك المنطقة</p><p>امجد: &nbsp;وإن كانت محظورة فماذا تفعلون هنا؟!&nbsp;</p><p>الرجل: &nbsp;نبحث عن ابن قبيلتنا دلال يدعى حازم&nbsp;</p><p>حسان: &nbsp;العم حازم!!!؟&nbsp;</p><p>الرجل: هل تعرفونه؟!&nbsp;</p><p>حسان بدهشة: &nbsp;هو من دلنا على الوادي وأرسل معنا بن أخيه مريح</p><p>الرجل بخوف: مريح؟!!&nbsp;</p><p>حسان: &nbsp;نعم، &nbsp;وقد خرجنا للبحث عن الفتى فقد أختفى البارحة أثناء العاصفة الترابية ولم نجده</p><p>الرجل: إنا لله وإنا إليه راجعون</p><p>حسان بتعجب: &nbsp;ماذا هناك يا شيخ</p><p>الرجل: &nbsp;ي</p><p>يبدوا أن حازم الأن بين يدي ربه<br>امجد: &nbsp;ماذا تقول؟!&nbsp;<br>الرجل: &nbsp;مريح هذا الذي رأيتموه إنما هو شيطان مساعد لجويف وهو من يستطاد له الفرائس&nbsp;<br>عزت: &nbsp;وأين حازم؟!&nbsp;<br>الرجل: &nbsp;لقد وجدنا نصف جثمانه البارحة وكنا نبحث عن النصف الٱخر لدفنه<br>وقف الشباب مصعوقين مما سمعوا حتى أفاقوا على صوت الشيخ الذي قال:&nbsp;<br>__ يبدوا أن الله سخر لكم تلك العاصفة لتنجوا من براثن ذلك الشيطان فالشياطين تخاف العواصف الرملية لأنها تقتلها<br>حسان: لقد رأينا البارحة اكوام من العظام بالفعل انا وأمجد<br>الشيخ: &nbsp;لا تبقوا بهذا الوادي ولو لدقيقة ثانية حتى المساء&nbsp;<br>عزت: &nbsp;ولكن كل أغراضنا هناك<br>الشيخ: &nbsp;سنأتي معكم حتى تأخذوها ولكن لا تعودو مرة أخرى&nbsp;<br>حسان: &nbsp;حسنا</p><p>دخل الشباب الوادي برفقة الشيخ ورجاله وأخذوا سيارتهم وأنطلقوا عائدين للمدينة بسلام.</p><p>_تمت</p><p>&nbsp;</p><p>بقلم/ٱمنة_محمد_ابوالخير</p><p>&nbsp;</p><p>&nbsp;</p><p>&nbsp;</p><p>&nbsp;</p><p><br>&nbsp;</p><p>&nbsp;</p><p>&nbsp;</p><p>&nbsp;</p>

سنة النشر : 2024م / 1445هـ .
نوع الكتاب : pdf.
عداد القراءة: عدد قراءة شتاء

اذا اعجبك الكتاب فضلاً اضغط على أعجبني
و يمكنك تحميله من هنا:

تحميل شتاء
شكرًا لمساهمتكم

شكراً لمساهمتكم معنا في الإرتقاء بمستوى المكتبة ، يمكنكم االتبليغ عن اخطاء او سوء اختيار للكتب وتصنيفها ومحتواها ، أو كتاب يُمنع نشره ، او محمي بحقوق طبع ونشر ، فضلاً قم بالتبليغ عن الكتاب المُخالف:

برنامج تشغيل ملفات pdfقبل تحميل الكتاب ..
يجب ان يتوفر لديكم برنامج تشغيل وقراءة ملفات pdf
يمكن تحميلة من هنا 'http://get.adobe.com/reader/'