📘 قراءة كتاب الشيخ طاهر الجزائري رائد التجديد الديني في بلاد الشام في العصر الحديث أونلاين
الشيخ طاهر بن صالح بن أحمد بن موهوب السمعوني الجزائري، سوري الجنسية ومن أكابر العلماء باللغة والأدب في عصره.
طاهر الجزائري ابن الشيخ صالح بن أحمد السمعوني الوغليسي الجزائري الدمشقي الحسني، أما نسبته على سمعون فهي قبيلة جزائرية كانت تقيم في منطقة القبائل قرب بجاية ، وأما نسبته إلى وغليس فهو واد نسبت إليه آث وغليس عرش بالمنطقة ، أو أن الوادي سمَي باسمهم، وأما نسبته إلى دمشق فلأنها كانت وطنه الثاني حيث ولد فيها وعاش وتوفي فيها، ودفن في سفح جبل قاسيون ، وقبره هناك تكاد تضيع آثاره.
وتنسب أسرته إلى الحسن بن علي بن أبي طالب ولهذا عرف بالحسني. أما والد الشيخ طاهر وهو الشيخ صالح فقد هاجر من الجزائر بعد نفي الأمير عبد القادر الجزائري إلى فرنسا على إثر توقف ثورته، وكانت هجرة الشيخ صالح مع مجموعة من شيوخ الجزائر وعلمائها إلى بلاد الشام، وعرفت هذه الهجرة بهجرة المشايخ وكانت سنة 1263هـ /1847م.
كان الشيخ صالح من علماء الجزائر فهو فقيه اشتهر بعلم الفلك وعلم الميقات وله رسالة في هذا العلم، كما أنه مال إلى علوم الطبيعة و الرياضيات. وقد عهد إليه بافتاء المالكية في دمشق لأن معظم المهاجرين الجزائريين كانوا على المذهب المالكي.واشتهر بدمشق بعلمه وفضله وأخلاقه.
واشتهر من أبناء أسرته ابنه الشيخ طاهر وابن شقيقه سليم الجزائري الذي كان من كبار ضباط الجيش العثماني والذي انتهت حياته شهيداً من شهداء السادس من أيار على يد جمال باشا السفاح عام/1916م/1334 هـ وهو من مؤسسي الجمعية القحطانية وجمعية العهد.
كان الشيخ طاهر من الإصلاحيين الإسلاميين. وقد شعر بمدى الانحطاط الذي تعاني منه الأمة، وأرجع سبب ذلك للاستبداد العثماني، والفساد وسوء الإدارة العثمانية. وكان يسعى للعمل على نهضة الأمة وذلك بالأخذ بالعلم والمعرفة و الأخلاق الفاضلة وأسباب الحضارة ، دون التخلي عن الدين الإسلامي، بل إنه كان يؤمن بعظمة هذا الدين وصلاحه لكل زمان ومكان. وتتلخص أهم أفكاره فيما يلي :
اهتمامه بالعلم والتسلح به، حيث كان يمضي أغلب وقته في تحصيله حتى لم يتسن له الوقت ليتزوج، وكان أكثر اهتمامه منصبا على الناشئة بتشجيعه لهم على المثابرة في أخذ العلم والنبوغ فيه، ومما أثر عنه قوله : "إن جاءكم من يريد تعلم النحو في ثلاثة أيام فلا تقولوا له إن هذا مستحيل بل علموه، فلعل اشتغاله هذه الثلاثة الأيام بالنحو، تحببه إليه" ، ولم يكتفي بهذا فقط بل قام بتأسيس عديد المدارس خصوصا الابتدائية منها و ساهم في إصلاح التعليم بشكل عام .
اهتم باللغة العربية والتاريخ الإسلامي. يصف لنا أحد تلاميذه المقربين، وهو محب الدين الخطيب ، أنه أحب اللغة العربية و العرب من أستاذه الشيخ طاهر.
يقول محب الدين: "من هذا الشّيخ الحكيم عرفت عروبتي وإسلامي، منه عرفت أنّ المعدن الصّدئ الآن الّذي برأ اللّه منه في الدّهر الأوّل أصول العروبة، ثمّ تخيّرها ظئراً للإسلام، إنّما هو معدن كريم، لم يبرأ اللّه أمّة في الأرض تدانيه في أصالته". وقد استطاع الشيخ طاهر إقناع الوالي بضرورة تعليم العلوم باللغة العربية.
اهتم الشيخ طاهر بتعلم العلوم العصرية واللغات الحية. لأن ذلك أحد أدوات النهضة. فالتعرف على تلك العلوم واللغات مهم جداً لمواكبة ركب الحضارة، فقد اهتم الشيخ بجميع العلوم بشتى صنوفها حتى أنه اهتم بالصحافة والفلسفة والطبيعة وغيرها من علوم عصره .
دعا لإصلاح العادات وحارب الخرافات والبدع.
كان الشيخ ضد الاستبداد فقد عادى حكم السلطان عبد الحميد ودعى الحكومة إلى الإصلاح و العدل و الشورى وحرية الصحافة والتعليم.وقد كلفه هذا الموقف تضييق السلطات العثمانية عليه حتى اضطر الخروج إلى مصر .وعندما حدث الانقلاب على السلطان فرح الناس غير أن الشيخ لم يثق بمن قاموا بالانقلاب وقال : "وما هذا الانقلاب الخلاب إلا انتقال من نير استبداد الفرد إلى نير استبداد الجماعات".
حلقة دمشق الكبرى
عاش الشيخ طاهر في فترة صعبة من تاريخ الأمة الإسلامية والعربية، لذا فقد حاول الشيخ أن يعيد للأمة وعيها المسلوب وينشر علوم النهضة في عقول أبنائها. وقد كان يرى أن الأمة لايمكن لها أن تنهض سوى بالأخذ بالعلم سلاحا لمواجهة التحديات، وقد رأى بنظرته الثاقبة أن الدولة العثمانية توشك على السقوط، ولا بد للعرب أن يأخذوا بثلابيب العلم والأخلاق والتجديد لمواجهة خطر الأستعمار الغربي لبلدانها و أقاليمها. وكان للشيخ طبقة من أقرانه العلماء والنبهاء، منهم العلامة جمال الدين القاسمي إمام الشّام في عصره علماً بالدّين وتضلّعاً في فنون الأدب، والشيخ عبد الرزاق البيطار من علماء دمشق الكبار، ومن أصدقائه الشيخ سليم البخاري وهو عالم أديب، كان هؤلاء وغيرهم يجتمعون بالشيخ طاهر، ويعدون حلقات العلم والمدارسة، وانضم إليهم عدد كبير من شباب العرب النابهين ومنهم : رفيق العظم العالم والباحث، وأحد رواد النهضة الفكرية في الشام ومنهم الدكتور عبد الرحمن الشهبندر الطبيب والذي كان خطيبا مفوها، ومن رجال القومية والوطنية، ومنهم أيضا عبد الرحمن الزهراوي من زماء النهضة السياسية في سوريا، وكان منهم سليم الجزائري ، القائد عسكري، عارف باللغات العربية و التركية و الفارسية و الفرنسية و الإنكليزية ، و منهم الوطني فارس الخوري ، ومنهم عبد الوهاب المليحي ، وكذلك محب الدين الخطيب و محمد علي كرد ، وقد تألف من جماع هؤلاء الشيوخ المفكرين والشباب النابهين أكبر حلقة أدبية ثقافية، كانت تدعو إلى تعلم العلوم العصرية، ومدارسة تاريخ العرب، وتراثهم العلمي، وآداب اللغة العربية، والتمسك بمحاسن الأخلاق الدينية، والأخذ بالصالح من المدنية الغربية .
وكانت هذه الحلقة تجتمع في كل أسبوع من بعد صلاة الجمعة في منزل رفيق العظم. وكان مجلس هذه الحلقة يستعرض كل ما يهم المفكرين استعراضه عن الحركة العلمية والفكرية والسياسية خلال الأسبوع، وكان الشيخ طاهر هو الذي يوجههم، ويصحح لهم، ويوقظهم لما خفي عليهم من أسباب الإصابة بالرأي.
سميت هذه الحلقة بحلقة دمشق الكبرى، وقد راح الشيخ طاهر ورجال حلقته ينددون بالحكام واستبدادهم، وينتقدون سوء الإدارة، ويدعون إلى الحرية والعدل والنظام، فاتهموا بالخيانة الوطنية، والعمل على فصل سوريا عن بقية السلطنة العثمانية. وبالمقابل فقد قامت الحكومة بإلغاء منصب الشيخ طاهر الحكومي، وعرقلت أعمال الجمعية، ولاحقت أعضاءها، الذين وجدوا تضييقاً كبيراً، وقامت السلطات بتفتيش منازلهم، فاضطر بعضهم للهرب وكان على رأسهم الشيخ طاهر.
وعندما غادر الشّيخ طاهر دمشق متوجّهاً إلى مصر للإقامة فيها، خلّف وراءه "ثورة فكريّة" تسري تحت الرّماد، وسرعان ما وجدت هذه الثّورة متنفّساً لها في الانقلاب العثمّاني، سنة 1908م.
أهم مؤلفاته
من أهم مؤلفات الشيخ:
الجواهر الكلامية في العقائد الإسلامية
بديع التلخيص
التبيان لبعض المباحث المتعلقة بالقرآن.
توجيه النظر الي أصول الأثر.
المنتقي من الذخيرة لابن بسام.
تفسير القرآن الحكيم "مخطوط"
الفوائد الجسام في معرفة خواص الأجسام
كتاب في الحساب والمساحة
علماء ومفكرون معاصرون
الشيخ طاهر الجزائري رائد التجديد الديني في بلاد الشام في العصر الحديث
التراجم والأعلام
سنة النشر : 2001م / 1422هـ .
حجم الكتاب عند التحميل : 1.4 ميجا بايت .
نوع الكتاب : pdf.
عداد القراءة:
اذا اعجبك الكتاب فضلاً اضغط على أعجبني و يمكنك تحميله من هنا:
شكرًا لمساهمتكم
شكراً لمساهمتكم معنا في الإرتقاء بمستوى المكتبة ، يمكنكم االتبليغ عن اخطاء او سوء اختيار للكتب وتصنيفها ومحتواها ، أو كتاب يُمنع نشره ، او محمي بحقوق طبع ونشر ، فضلاً قم بالتبليغ عن الكتاب المُخالف:
قبل تحميل الكتاب ..
يجب ان يتوفر لديكم برنامج تشغيل وقراءة ملفات pdf
يمكن تحميلة من هنا 'http://get.adobe.com/reader/'