❞ كتاب سلسلة جهاد شعب الجزائر ج9 ❝  ⏤ بسام العسلي

❞ كتاب سلسلة جهاد شعب الجزائر ج9 ❝ ⏤ بسام العسلي


كنا فتيانا .. وكانت الأخبار شحيحة في المشرق العربي، ومع ذلك فقد كنا نلاحق أخبار الجزائر (بلد المليون شهيد) بلهفة وشوق. . كنا نعيش مع شعب الجزائر آلامه وأحلامه وكلما سمعنا خبرا جديدا عن تضحياته كلما ازداد حبنا له، وتقديرنا لمواقفه، وتلهفنا لمعرفة المزيد عن الشعب الشقيق المجاهد، والبلد العربي المسلم الأصيل.

لهذا كانت سلسلة كتب (جهاد شعب الجزائر) هي الأولى في مجموعة الكتب التي نأمل بأن نصدرها تباعا في السنوات الأولى من القرن الخامس عشر للهجرة، وبأسماء تلك الشعوب حسب التسميات السائدة في العصر الحاضر ورسوم الحدود السياسية المصطنعة، التي نراها على الخرائط المتداولة في هذه الأيام.

والحوافز لنشر هذه الكتب كثيرة، منها قلة الكتب التي تتناول جهاد الشعوب العربية والمسلمة في العصور المتأخرة، وانصباب التركيز كله على عهد الفتوحات الإسلامية الأولى. ربما لكثرة الأيام المشرقة في عهد صدر الإسلام وكثرة الأيام الحالكة في العصور التي تلته.

ومع أن هذا الكلام حق، فإن في تاريخنا كله صفحات مشرقة لا تقل نصوعا وبياضا عن الصفحات التي كتبها صحابة رسول الله (ص) بدمائهم الطاهرة. ويحب أن لا تضيع هذه الصفحات بين ركام مشين من التفرقة والتناحر السياسي والمذهبي ..

إن دراسة تاريخ أمتنا يظهر لنا بوضوح شراسة الأعداء وتصميمهم على استئصالنا من الوجود، وتنوع أساليبهم للوصول إلى غاياتهم الدنيئة. كذلك يبين لنا بوضح أيضا أنه لا يصلح آخر أمر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها. فما ارتفعت راية الجهاد مرة، وتوحد المسلمون تحت لوائها، منذ عهد محمد (ص) إلا وكان النصر حليفهم, وما استكانوا وعطلوا الجهاد، وشغلوا بأنفسهم عن أعدائهم إلا تسرب الوهن إلى صفوفهم وظهر عليهم أعداؤهم فأذاقوهم مرارة الذل والاحتلال والاستعباد ...

ليس لي أن أطيل في الموضوع، فذلك ما سيتولاه مؤلف هذه السلسلة الكاتب العسكري الكبير والمؤرخ المسلم (بسام العسلي) الذي عرفناه في سلسلة (مشاهير قادة الإسلام) و (الأيام الحاسمة في الحروب الصليبية) وغيرها من الكتب والمقالات ..

ويبدأ القرن الخامس عشر للهجرة. . ويقف العرب المسلمون مع بداية هذا القرن وهم في حالة من الذهول لما نزل بهم، لقد باتوا أغرابا في ديارهم، مضطهدين في أوطانهم ممزقين في عالمهم. ويقف المسلمون في كافة أرجاء الدنيا يشاطرون العالم العربي الإسلامي نوائبه وأحزانه، ويفتقدون فيه دوره الريادي، ويأسفون لضياع دوره القيادي.

لقد ضاع العرب وأضاعوا معهم العالم الإسلامي عندما تخلوا عن أصالتهم وهجروا قواعدهم الصلبة التي بقيت باستمرار حصنهم الحصين ودرعهم المتين ضد كل ما نزل بهم من نوائب، وضد كل ما جابههم من محن وكوارث، فأصبحوا تابعين بعد أن كانوا متبوعين، وباتوا مقلدين بعد أن كانوا سادة مبدعين، ليس ذلك فحسب، بل باتت أمجادهم ذاتها وراء ستار من التزوير والتلفيق.

فسرقت منهم جهودهم وتضحياتهم، وضاعت هدرا دماؤهم وأرواح شهدائهم، وتحولت إلى غنائم لحساب أعدائهم، ووصل الأمر إلى تنكر العالم العربي حتى لأصالته الاسمية.

فأصبحت أنظمته تحمل أسماء غريبة لا علاقة لها بأصالة العرب المسلمين ولا حتى بمستقبلهم. فهل انتهى العالم العربي - الإسلامي ولم يبق له صلة بماضيه ولا علاقة له بمستقبله وأصبح مجرد مزق في مهب الريح؟

يقينا لا؛ والشواهد كلها تؤكد أن الأمة العربية الإسلامية على عتبة عهد جديد يحمل كل التطلعات نحو مستقبل أفضل. وليست عملية القمع الشاملة للإنسان العربي أكثر من تعبير عن الخوف من انطلاقة هذا الإنسان نحو أفق المستقبل.

غريب أمر هذه الأمة التي لم يتعبها الجهاد، ولم تستنزف الحروب طاقتها وقدراتها على الرغم من كل ما نزل بها وما أصابها من المحن والخطوب.

لقد بدأ القرن الخامس عشر للهجرة. وأمة العرب المسلمين في حرب دائمة لعل التاريخ لم يشهد لها مثيلا ولم يعرف لها شبيها أو نظيرا. ولقد كانت هذه الحرب متنوعة في ظواهرها مختلفة في أشكالها، متباينة في أساليبها ذات. هدف واحد في مجموعها (وهو القضاء على أمة العرب المسلمين). وما يعني البحث هنا نوع واحد من الحروب (ألا وهو الحروب الثوروية الإسلامية). فهل هناك (حروب) و (ثوروية) و (إسلامية)؟ ... القضية هي قضية تعاريف قبل كل شيء.

فمفهوم (الحرب) يشمل على ما هو معروف كل أشكال (الصراع المسلح) ويقابله مفهوم (السلام) الذي يعني استخدام كل وسائط الصراع الأخرى - ما عدا أو باستثناء وسائل الإكراه القسري بقوة السلاح - ويلتقي المفهومان في العقيدة الإسلامية (الجهاد الأصغر) ويعني الحرب، و (الجهاد الأكبر) ويعني جهاد النفس، بالمضمون الضيق واستخدام كل أنواع الصراع السلمي بالمضمون الواسع.

ويلتقي المفهومان (الجهاد الأصغر والجهاد الأكبر) عند نقطة (هدف الجهاد) في السلم والحرب وهو رفع راية العرب المسلمين، كل المسلمين في كل بقاع الدنيا (والعزة لله ولرسوله وللمؤمنين).

وضمن الإطار الشامل لمفهوم الحرب، يمكن التمييز في الواقع بين أنواع مختلفة من الحروب سواء بحسب طبيعتها: كالحروب المحدودة والحروب الشاملة، والحروب الأهلية الداخلية والحروب الخارجية، والحروب النظامية والحروب الثوروية الخ ... أو بحسب طبيعة الأسلحة المستخدمه فيها: مثل الحروب بالأسلحة التقليدية والحروب بأسلحة التدمير الشامل (الغازات، والبكتريولرجية، والذرية) وكذلك من حيث علاقاتها بالقوى (كالحروب الاستعمارية والحروب الثوروية - التحريرية).

وقد تحمل الحروب أسماء للصفة الغالبة على طرائقها أو الأسلحة المستخدمة فيها بصورة أساسية: مثل حرب الخنادق وحرب الأنفاق والحرب البحرية وحرب الغواصات والحرب الإلكترونية وحرب الأصوات، الخ ...

غير أنه لا بد من الإشارة إلى أن عملية الفرز غير دقيقة تماما. فكل حرب قد تشمل أنواعا مختلفة من الطرائق وأشكالا متباينة من الأسالب التي يطلق عليها تجاوزا اسم الحروب وهي ليست أكثر من صفة من صفاتها وظاهرة في جملة ظواهرها - وأفضل نموذج لذلك الحرب العالمية الثانية التي شملت معظم أنواع الحروب.



كتاب سلسلة جهاد شعب الجزائر pdf للكاتب بسام العسلي , كتاب يوضح المؤلف من خلاله نضال وجهاد الشعب الجزائري في مختلف العصور التاريخية وما قدمه هذا الشعب من خسائر مادية ومعنوية فداءاً لأرض الواطن , كما بين الكاتب كل ما عاناه هذا الشعب العظيم من عذابات في زمن الاستعمار الفرنسي وكيف استمروا بالنضال حتى أن استطاعو أن يتخلصوا منه نهائياً.
بسام العسلي - ❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ الأمير خالد الهاشمي الجزائري ❝ ❞ سلسلة جهاد شعب الجزائر ت :بسام العسلي ❝ ❞ قادة الحروب الصليبية المسلمون ❝ ❞ قادة فتح بلاد الشام والعراق ❝ ❞ الأيام الحاسمة في الحروب الصليبية ❝ ❞ سلسلة جهاد شعب الجزائر ❝ ❞ قادة فتح مصر والمغرب ❝ ❞ قادة الحروب الصليبية المسلمون ❝ ❞ فن الحرب الإسلامي ❝ الناشرين : ❞ دار النفائس للنشر والتوزيع ❝ ❱
من تاريخ الجزائر كتب تاريخ العالم العربي - مكتبة كتب التاريخ.

نبذة عن الكتاب:
سلسلة جهاد شعب الجزائر ج9

1986م - 1446هـ

كنا فتيانا .. وكانت الأخبار شحيحة في المشرق العربي، ومع ذلك فقد كنا نلاحق أخبار الجزائر (بلد المليون شهيد) بلهفة وشوق. . كنا نعيش مع شعب الجزائر آلامه وأحلامه وكلما سمعنا خبرا جديدا عن تضحياته كلما ازداد حبنا له، وتقديرنا لمواقفه، وتلهفنا لمعرفة المزيد عن الشعب الشقيق المجاهد، والبلد العربي المسلم الأصيل.

لهذا كانت سلسلة كتب (جهاد شعب الجزائر) هي الأولى في مجموعة الكتب التي نأمل بأن نصدرها تباعا في السنوات الأولى من القرن الخامس عشر للهجرة، وبأسماء تلك الشعوب حسب التسميات السائدة في العصر الحاضر ورسوم الحدود السياسية المصطنعة، التي نراها على الخرائط المتداولة في هذه الأيام.

والحوافز لنشر هذه الكتب كثيرة، منها قلة الكتب التي تتناول جهاد الشعوب العربية والمسلمة في العصور المتأخرة، وانصباب التركيز كله على عهد الفتوحات الإسلامية الأولى. ربما لكثرة الأيام المشرقة في عهد صدر الإسلام وكثرة الأيام الحالكة في العصور التي تلته.

ومع أن هذا الكلام حق، فإن في تاريخنا كله صفحات مشرقة لا تقل نصوعا وبياضا عن الصفحات التي كتبها صحابة رسول الله (ص) بدمائهم الطاهرة. ويحب أن لا تضيع هذه الصفحات بين ركام مشين من التفرقة والتناحر السياسي والمذهبي ..

إن دراسة تاريخ أمتنا يظهر لنا بوضوح شراسة الأعداء وتصميمهم على استئصالنا من الوجود، وتنوع أساليبهم للوصول إلى غاياتهم الدنيئة. كذلك يبين لنا بوضح أيضا أنه لا يصلح آخر أمر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها. فما ارتفعت راية الجهاد مرة، وتوحد المسلمون تحت لوائها، منذ عهد محمد (ص) إلا وكان النصر حليفهم, وما استكانوا وعطلوا الجهاد، وشغلوا بأنفسهم عن أعدائهم إلا تسرب الوهن إلى صفوفهم وظهر عليهم أعداؤهم فأذاقوهم مرارة الذل والاحتلال والاستعباد ...

ليس لي أن أطيل في الموضوع، فذلك ما سيتولاه مؤلف هذه السلسلة الكاتب العسكري الكبير والمؤرخ المسلم (بسام العسلي) الذي عرفناه في سلسلة (مشاهير قادة الإسلام) و (الأيام الحاسمة في الحروب الصليبية) وغيرها من الكتب والمقالات ..

ويبدأ القرن الخامس عشر للهجرة. . ويقف العرب المسلمون مع بداية هذا القرن وهم في حالة من الذهول لما نزل بهم، لقد باتوا أغرابا في ديارهم، مضطهدين في أوطانهم ممزقين في عالمهم. ويقف المسلمون في كافة أرجاء الدنيا يشاطرون العالم العربي الإسلامي نوائبه وأحزانه، ويفتقدون فيه دوره الريادي، ويأسفون لضياع دوره القيادي.

لقد ضاع العرب وأضاعوا معهم العالم الإسلامي عندما تخلوا عن أصالتهم وهجروا قواعدهم الصلبة التي بقيت باستمرار حصنهم الحصين ودرعهم المتين ضد كل ما نزل بهم من نوائب، وضد كل ما جابههم من محن وكوارث، فأصبحوا تابعين بعد أن كانوا متبوعين، وباتوا مقلدين بعد أن كانوا سادة مبدعين، ليس ذلك فحسب، بل باتت أمجادهم ذاتها وراء ستار من التزوير والتلفيق.

فسرقت منهم جهودهم وتضحياتهم، وضاعت هدرا دماؤهم وأرواح شهدائهم، وتحولت إلى غنائم لحساب أعدائهم، ووصل الأمر إلى تنكر العالم العربي حتى لأصالته الاسمية.

فأصبحت أنظمته تحمل أسماء غريبة لا علاقة لها بأصالة العرب المسلمين ولا حتى بمستقبلهم. فهل انتهى العالم العربي - الإسلامي ولم يبق له صلة بماضيه ولا علاقة له بمستقبله وأصبح مجرد مزق في مهب الريح؟

يقينا لا؛ والشواهد كلها تؤكد أن الأمة العربية الإسلامية على عتبة عهد جديد يحمل كل التطلعات نحو مستقبل أفضل. وليست عملية القمع الشاملة للإنسان العربي أكثر من تعبير عن الخوف من انطلاقة هذا الإنسان نحو أفق المستقبل.

غريب أمر هذه الأمة التي لم يتعبها الجهاد، ولم تستنزف الحروب طاقتها وقدراتها على الرغم من كل ما نزل بها وما أصابها من المحن والخطوب.

لقد بدأ القرن الخامس عشر للهجرة. وأمة العرب المسلمين في حرب دائمة لعل التاريخ لم يشهد لها مثيلا ولم يعرف لها شبيها أو نظيرا. ولقد كانت هذه الحرب متنوعة في ظواهرها مختلفة في أشكالها، متباينة في أساليبها ذات. هدف واحد في مجموعها (وهو القضاء على أمة العرب المسلمين). وما يعني البحث هنا نوع واحد من الحروب (ألا وهو الحروب الثوروية الإسلامية). فهل هناك (حروب) و (ثوروية) و (إسلامية)؟ ... القضية هي قضية تعاريف قبل كل شيء.

فمفهوم (الحرب) يشمل على ما هو معروف كل أشكال (الصراع المسلح) ويقابله مفهوم (السلام) الذي يعني استخدام كل وسائط الصراع الأخرى - ما عدا أو باستثناء وسائل الإكراه القسري بقوة السلاح - ويلتقي المفهومان في العقيدة الإسلامية (الجهاد الأصغر) ويعني الحرب، و (الجهاد الأكبر) ويعني جهاد النفس، بالمضمون الضيق واستخدام كل أنواع الصراع السلمي بالمضمون الواسع.

ويلتقي المفهومان (الجهاد الأصغر والجهاد الأكبر) عند نقطة (هدف الجهاد) في السلم والحرب وهو رفع راية العرب المسلمين، كل المسلمين في كل بقاع الدنيا (والعزة لله ولرسوله وللمؤمنين).

وضمن الإطار الشامل لمفهوم الحرب، يمكن التمييز في الواقع بين أنواع مختلفة من الحروب سواء بحسب طبيعتها: كالحروب المحدودة والحروب الشاملة، والحروب الأهلية الداخلية والحروب الخارجية، والحروب النظامية والحروب الثوروية الخ ... أو بحسب طبيعة الأسلحة المستخدمه فيها: مثل الحروب بالأسلحة التقليدية والحروب بأسلحة التدمير الشامل (الغازات، والبكتريولرجية، والذرية) وكذلك من حيث علاقاتها بالقوى (كالحروب الاستعمارية والحروب الثوروية - التحريرية).

وقد تحمل الحروب أسماء للصفة الغالبة على طرائقها أو الأسلحة المستخدمة فيها بصورة أساسية: مثل حرب الخنادق وحرب الأنفاق والحرب البحرية وحرب الغواصات والحرب الإلكترونية وحرب الأصوات، الخ ...

غير أنه لا بد من الإشارة إلى أن عملية الفرز غير دقيقة تماما. فكل حرب قد تشمل أنواعا مختلفة من الطرائق وأشكالا متباينة من الأسالب التي يطلق عليها تجاوزا اسم الحروب وهي ليست أكثر من صفة من صفاتها وظاهرة في جملة ظواهرها - وأفضل نموذج لذلك الحرب العالمية الثانية التي شملت معظم أنواع الحروب.



كتاب سلسلة جهاد شعب الجزائر pdf للكاتب بسام العسلي , كتاب يوضح المؤلف من خلاله نضال وجهاد الشعب الجزائري في مختلف العصور التاريخية وما قدمه هذا الشعب من خسائر مادية ومعنوية فداءاً لأرض الواطن , كما بين الكاتب كل ما عاناه هذا الشعب العظيم من عذابات في زمن الاستعمار الفرنسي وكيف استمروا بالنضال حتى أن استطاعو أن يتخلصوا منه نهائياً.

.
المزيد..

تعليقات القرّاء:

سلسلة جهاد شعب الجزائر ج9

كنا فتيانا .. وكانت الأخبار شحيحة في المشرق العربي، ومع ذلك فقد كنا نلاحق أخبار الجزائر (بلد المليون شهيد) بلهفة وشوق. . كنا نعيش مع شعب الجزائر آلامه وأحلامه وكلما سمعنا خبرا جديدا عن تضحياته كلما ازداد حبنا له، وتقديرنا لمواقفه، وتلهفنا لمعرفة المزيد عن الشعب الشقيق المجاهد، والبلد العربي المسلم الأصيل.

لهذا كانت سلسلة كتب (جهاد شعب الجزائر) هي الأولى في مجموعة الكتب التي نأمل بأن نصدرها تباعا في السنوات الأولى من القرن الخامس عشر للهجرة، وبأسماء تلك الشعوب حسب التسميات السائدة في العصر الحاضر ورسوم الحدود السياسية المصطنعة، التي نراها على الخرائط المتداولة في هذه الأيام.

والحوافز لنشر هذه الكتب كثيرة، منها قلة الكتب التي تتناول جهاد الشعوب العربية والمسلمة في العصور المتأخرة، وانصباب التركيز كله على عهد الفتوحات الإسلامية الأولى. ربما لكثرة الأيام المشرقة في عهد صدر الإسلام وكثرة الأيام الحالكة في العصور التي تلته.

ومع أن هذا الكلام حق، فإن في تاريخنا كله صفحات مشرقة لا تقل نصوعا وبياضا عن الصفحات التي كتبها صحابة رسول الله (ص) بدمائهم الطاهرة. ويحب أن لا تضيع هذه الصفحات بين ركام مشين من التفرقة والتناحر السياسي والمذهبي ..

إن دراسة تاريخ أمتنا يظهر لنا بوضوح شراسة الأعداء وتصميمهم على استئصالنا من الوجود، وتنوع أساليبهم للوصول إلى غاياتهم الدنيئة. كذلك يبين لنا بوضح أيضا أنه لا يصلح آخر أمر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها. فما ارتفعت راية الجهاد مرة، وتوحد المسلمون تحت لوائها، منذ عهد محمد (ص) إلا وكان النصر حليفهم, وما استكانوا وعطلوا الجهاد، وشغلوا بأنفسهم عن أعدائهم إلا تسرب الوهن إلى صفوفهم وظهر عليهم أعداؤهم فأذاقوهم مرارة الذل والاحتلال والاستعباد ...

ليس لي أن أطيل في الموضوع، فذلك ما سيتولاه مؤلف هذه السلسلة الكاتب العسكري الكبير والمؤرخ المسلم (بسام العسلي) الذي عرفناه في سلسلة (مشاهير قادة الإسلام) و (الأيام الحاسمة في الحروب الصليبية) وغيرها من الكتب والمقالات ..

ويبدأ القرن الخامس عشر للهجرة. . ويقف العرب المسلمون مع بداية هذا القرن وهم في حالة من الذهول لما نزل بهم، لقد باتوا أغرابا في ديارهم، مضطهدين في أوطانهم ممزقين في عالمهم. ويقف المسلمون في كافة أرجاء الدنيا يشاطرون العالم العربي الإسلامي نوائبه وأحزانه، ويفتقدون فيه دوره الريادي، ويأسفون لضياع دوره القيادي. 

لقد ضاع العرب وأضاعوا معهم العالم الإسلامي عندما تخلوا عن أصالتهم وهجروا قواعدهم الصلبة التي بقيت باستمرار حصنهم الحصين ودرعهم المتين ضد كل ما نزل بهم من نوائب، وضد كل ما جابههم من محن وكوارث، فأصبحوا تابعين بعد أن كانوا متبوعين، وباتوا مقلدين بعد أن كانوا سادة مبدعين، ليس ذلك فحسب، بل باتت أمجادهم ذاتها وراء ستار من التزوير والتلفيق.

 فسرقت منهم جهودهم وتضحياتهم، وضاعت هدرا دماؤهم وأرواح شهدائهم، وتحولت إلى غنائم لحساب أعدائهم، ووصل الأمر إلى تنكر العالم العربي حتى لأصالته الاسمية. 

فأصبحت أنظمته تحمل أسماء غريبة لا علاقة لها بأصالة العرب المسلمين ولا حتى بمستقبلهم. فهل انتهى العالم العربي - الإسلامي ولم يبق له صلة بماضيه ولا علاقة له بمستقبله وأصبح مجرد مزق في مهب الريح؟

يقينا لا؛ والشواهد كلها تؤكد أن الأمة العربية الإسلامية على عتبة عهد جديد يحمل كل التطلعات نحو مستقبل أفضل. وليست عملية القمع الشاملة للإنسان العربي أكثر من تعبير عن الخوف من انطلاقة هذا الإنسان نحو أفق المستقبل.

غريب أمر هذه الأمة التي لم يتعبها الجهاد، ولم تستنزف الحروب طاقتها وقدراتها على الرغم من كل ما نزل بها وما أصابها من المحن والخطوب.

لقد بدأ القرن الخامس عشر للهجرة. وأمة العرب المسلمين في حرب دائمة لعل التاريخ لم يشهد لها مثيلا ولم يعرف لها شبيها أو نظيرا. ولقد كانت هذه الحرب متنوعة في ظواهرها مختلفة في أشكالها، متباينة في أساليبها ذات. هدف واحد في مجموعها (وهو القضاء على أمة العرب المسلمين). وما يعني البحث هنا نوع واحد من الحروب (ألا وهو الحروب الثوروية الإسلامية). فهل هناك (حروب) و (ثوروية) و (إسلامية)؟ ... القضية هي قضية تعاريف قبل كل شيء. 

فمفهوم (الحرب) يشمل على ما هو معروف كل أشكال (الصراع المسلح) ويقابله مفهوم (السلام) الذي يعني استخدام كل وسائط الصراع الأخرى - ما عدا أو باستثناء وسائل الإكراه القسري بقوة السلاح - ويلتقي المفهومان في العقيدة الإسلامية (الجهاد الأصغر) ويعني الحرب، و (الجهاد الأكبر) ويعني جهاد النفس، بالمضمون الضيق واستخدام كل أنواع الصراع السلمي بالمضمون الواسع. 

ويلتقي المفهومان (الجهاد الأصغر والجهاد الأكبر) عند نقطة (هدف الجهاد) في السلم والحرب وهو رفع راية العرب المسلمين، كل المسلمين في كل بقاع الدنيا (والعزة لله ولرسوله وللمؤمنين).

وضمن الإطار الشامل لمفهوم الحرب، يمكن التمييز في الواقع بين أنواع مختلفة من الحروب سواء بحسب طبيعتها: كالحروب المحدودة والحروب الشاملة، والحروب الأهلية الداخلية والحروب الخارجية، والحروب النظامية والحروب الثوروية الخ ... أو بحسب طبيعة الأسلحة المستخدمه فيها: مثل الحروب بالأسلحة التقليدية والحروب بأسلحة التدمير الشامل (الغازات، والبكتريولرجية، والذرية) وكذلك من حيث علاقاتها بالقوى (كالحروب الاستعمارية والحروب الثوروية - التحريرية). 

وقد تحمل الحروب أسماء للصفة الغالبة على طرائقها أو الأسلحة المستخدمة فيها بصورة أساسية: مثل حرب الخنادق وحرب الأنفاق والحرب البحرية وحرب الغواصات والحرب الإلكترونية وحرب الأصوات، الخ ...

غير أنه لا بد من الإشارة إلى أن عملية الفرز غير دقيقة تماما. فكل حرب قد تشمل أنواعا مختلفة من الطرائق وأشكالا متباينة من الأسالب التي يطلق عليها تجاوزا اسم الحروب وهي ليست أكثر من صفة من صفاتها وظاهرة في جملة ظواهرها - وأفضل نموذج لذلك الحرب العالمية الثانية التي شملت معظم أنواع الحروب.

كتاب سلسلة جهاد شعب الجزائر pdf للكاتب بسام العسلي , كتاب يوضح المؤلف من خلاله نضال وجهاد الشعب الجزائري في مختلف العصور التاريخية وما قدمه هذا الشعب من خسائر مادية ومعنوية فداءاً لأرض الواطن , كما بين الكاتب كل ما عاناه هذا الشعب العظيم من عذابات في زمن الاستعمار الفرنسي وكيف استمروا بالنضال حتى أن استطاعو أن يتخلصوا منه نهائياً. 

 



سنة النشر : 1986م / 1406هـ .
نوع الكتاب : pdf.
عداد القراءة: عدد قراءة سلسلة جهاد شعب الجزائر ج9

اذا اعجبك الكتاب فضلاً اضغط على أعجبني
و يمكنك تحميله من هنا:


شكرًا لمساهمتكم

شكراً لمساهمتكم معنا في الإرتقاء بمستوى المكتبة ، يمكنكم االتبليغ عن اخطاء او سوء اختيار للكتب وتصنيفها ومحتواها ، أو كتاب يُمنع نشره ، او محمي بحقوق طبع ونشر ، فضلاً قم بالتبليغ عن الكتاب المُخالف:

برنامج تشغيل ملفات pdfقبل تحميل الكتاب ..
يجب ان يتوفر لديكم برنامج تشغيل وقراءة ملفات pdf
يمكن تحميلة من هنا 'http://get.adobe.com/reader/'

المؤلف:
بسام العسلي - Bassam El Asali

كتب بسام العسلي ❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ الأمير خالد الهاشمي الجزائري ❝ ❞ سلسلة جهاد شعب الجزائر ت :بسام العسلي ❝ ❞ قادة الحروب الصليبية المسلمون ❝ ❞ قادة فتح بلاد الشام والعراق ❝ ❞ الأيام الحاسمة في الحروب الصليبية ❝ ❞ سلسلة جهاد شعب الجزائر ❝ ❞ قادة فتح مصر والمغرب ❝ ❞ قادة الحروب الصليبية المسلمون ❝ ❞ فن الحرب الإسلامي ❝ الناشرين : ❞ دار النفائس للنشر والتوزيع ❝ ❱. المزيد..

كتب بسام العسلي
الناشر:
دار النفائس للنشر والتوزيع
كتب دار النفائس للنشر والتوزيع"دار النفائس في لبنان" مؤسسة ثقافية وفكرية، أسسها أحمد راتب عرموش في بيروت سنة 1390ه/1970م. وكانت ومازالت طموحاتها أكبر من إمكاناتها، فهي ترى العمل في النشر رسالة لا تجارة. ❰ ناشرين لمجموعة من المؤلفات أبرزها ❞ أحكام التلاوة والتجويد الميسرة ❝ ❞ قواعد اللغة العربية (النحو والصرف الميسر) ❝ ❞ تاريخ الدولة العباسية 132-656هـ ❝ ❞ تاريخ الدولة الأموية 41-132هـ ❝ ❞ تاريخ الدولة الصفوية في إيران ❝ ❞ حكومة العالم الخفية ❝ ❞ قاموس الغذاء والتداوي بالنبات - موسوعة غذائية صحية عامة ❝ ❞ قصص القرآن الكريم ❝ ❞ شرح ابن القيم لأسماء الله الحسنى ❝ ❞ تاريخ العرب قبل الإسلام ❝ ومن أبرز المؤلفين : ❞ محمد ابن قيم الجوزية ❝ ❞ عمر سليمان عبد الله الأشقر ❝ ❞ محمد سهيل طقوش ❝ ❞ نجيب الكيلانى ❝ ❞ مجموعة من المؤلفين ❝ ❞ عبد الرحمن رأفت الباشا ❝ ❞ بسام العسلي ❝ ❞ د. فضل حسن عباس ❝ ❞ شوقي أبو خليل ❝ ❞ محمد بن يوسف الجوراني ❝ ❞ محمد جمال الدين القاسمي ❝ ❞ محمد عثمان شبير ❝ ❞ وحيد الدين خان ❝ ❞ عماد علي جمعة ❝ ❞ محمد رواس قلعه جي ❝ ❞ فهد خليل زايد ❝ ❞ محمد فتحي عثمان ❝ ❞ محمد باسل الطائي ❝ ❞ محمد عبد الحميد الطرزى ❝ ❞ ظفر الإسلام خان ❝ ❞ أبو منصور الثعالبي ❝ ❞ أحمد قدامة ❝ ❞ شهاب أحمد سعيد العزازي ❝ ❞ شيريب سبيريدوفيتش ❝ ❞ عبد الرحمن الكواكبي ❝ ❞ محمد توفيق أبو علي ❝ ❞ عباس أحمد محمد الباز ❝ ❞ أسامة عمر الأشقر ❝ ❞ د.جيلرد هَوزر ❝ ❞ عبد الله بن الصديق الغماري ❝ ❞ محمد الطيب الإبراهيم ❝ ❞ عبد الرزاق ديار بكرلي ❝ ❞ خالد عبد الرحمن العك ❝ ❞ محمد حميد الله ❝ ❞ محمد فريد ❝ ❞ سهيل ديب ❝ ❞ أسعد السحمراني ❝ ❞ زياد صبحي ذياب ❝ ❞ هرمن بوميرانز ❝ ❞ جاسم رمضان الهلالى ❝ ❞ طه أحمد الزيدي ❝ ❞ عبد اللطيف محمود آل محمود ❝ ❞ حارث سليمان الضاري ❝ ❞ أحمد بن محمد الأنصاري اليمني الشرواني ❝ ❞ د. احسان حقي ❝ ❞ د.عبدالكريم نوفان عبيدات ❝ ❞ عكرمة سعيد صبري ❝ ❞ محمد أحمد مفلح القضاة أحمد خالد شكري محمد خالد منصور ❝ ❞ أكرم يوسف عمر القواسمي ❝ ❞ محمد علي قاسم العمري ❝ ❞ سيف بن عمر الأسدي التميمي ❝ ❞ محمد أبو الليث الخير آبادي ❝ ❞ د. نعمان جغيم ❝ ❞ د. احمد كنعان ❝ ❞ د. محمد بهاء الدين ❝ ❞ إبراهيم بن محمد العلي ❝ ❞ سعيد فايز الدخيل ❝ ❞ نعمان جغيم ❝ ❞ د. محمد أبو الوفا ❝ ❞ أبى أمية محمد بن إبراهيم الطرسوسى ❝ ❞ تمام عرموش ❝ ❞ علي بن عبد العزيز بن علي الشبل ❝ ❞ خليفة علي الكعبي ❝ ❞ برهان نمر ❝ ❞ محمد خالد منصور ❝ ❞ أمجد عاطف الحلو ❝ ❱.المزيد.. كتب دار النفائس للنشر والتوزيع