❞ كتاب شيخ الشام جمال الدين القاسمي ❝  ⏤ محمود مهدي الاستانبولي

❞ كتاب شيخ الشام جمال الدين القاسمي ❝ ⏤ محمود مهدي الاستانبولي

جمال الدين بن محمد سعيد بن قاسم الحلاق القاسمي 1283 هـ / 1866م - 1332 هـ / 1914م ناظم قصة كليلة ودمنة هو أحد رواد النهضة العلمية الدِّينية الحديثة ببلاد الشام في العصر الحديث، وأحد رجال العلم الكبار من المسلمين في النصف الأول من القرن الرابع عشر الهجري، وصاحب المؤلَّفات القيّمة الكثيرة التي انتفع بها العلماء وطلاب العلم من المسلمين.

نسبه
هو أبو الفرج محمد جمال الدين بن محمد سعيد بن قاسم بن صالح بن إسماعيل بن أبي بكر القاسمي الكيلاني الحسني الدمشقي. جمع شرف النسب من الطرفين، فهو من أحفاد الشيخ عبد القادر الجيلاني من سلالة الحسن السبط، وهو سبط السادة الدسوقية الحسينية من أحفاد شرف الدين موسى أخ إبراهيم الدسوقي. والده الشيخ محمد سعيد القاسمي من شيوخ العلم بدمشق.

سيرته العلمية
انتدبته الدولة السورية للتنقل بين بلدات وقرى سورية لإلقاء الدروس العامة وظل في عمله هذا أربع سنوات من 1308 هـ حتى 1312 هـ، بعدها قام بزيارة المدينة المنورة والمسجد الأقصى في القدس ومصر مرتين وغير ذلك من المدن السورية والبلدان العربية. ولدى عودته اتُّهم هو وعدداً من أصدقائه بتأسيس مذهب جديد في الدين، سموه المذهب الجمالي فاحتجز عام 1313 هـ وذلك في حادثة كبيرة سميت بحادثة المجتهدين. ثم أثبتت براءته.

تفرغ القاسمي للتأليف ولإقراء الدروس، فاعتكف في منزله للتصنيف وإلقاء الدروس الخاصة وتوجه إلى مسجده جامع السنانية في دمشق القديمة حيث أقام دروسه العامة، في التفسير وعلوم الشريعة الإسلامية والأدب. وهو المسجد الذي كان يؤمه والده وجده من قبله.

مؤلفاته
قام العلامة جمال الدين القاسمي بنشر بحوث كثيرة في المجلات والصحف، وله مصنفات كثيرة تناول بها جوانب الدين كلها، من العقيدة والحديث والتقسير والفقه والتاريخ والفرق والأخلاق، تجاوز عدد مصنفاته المئة وعشرة مصنفات.

محاسن التأويل:
(اثنا عشر مجلداً في تفسير القرآن الكريم، مكث في كتابته كما قال الأستاذ نقولا زيادة خمسة عشر عاما، يأخذه في حله وتراحله حتى أنهاه ـ عليه الرحمة ـ ولم يكمل فيه مبحثين كذا قال الأستاذ محمد فؤاد عبد الباقي ـ عليهما الرحمة ـ وبالجملة كتابه هذا لم يكتب مثله ألبتة على الأرض في حسنه، وكان الأستاذ مصطفى الزرقا يقول: إن قراءة محاسن التأويل تحتاج إلى عمر بأكمله فكيف بمن ألفه ولم يبلغ الأربعين؟)

دلائل التوحيد
ديوان خطب
الفتوى في الإسلام
إرشاد الخلق إلى العمل بالبرق
شرح لقطة العجلان
كليلة ودمنة (من نظمه)
نقد النصائح الكافية
مذاهب الأعراب وفلاسفة الإسلام في الجن
موعظة المؤمنين اختصر به إحياء علوم الدين للغزالي
شرف الأسباط
تنبيه الطالب إلى معرفة الفرض والواجب
جوامع الآداب في أخلاق الأنجاب
إصلاح المساجد من البدع والعوائد
تعطير المشام في مآثر دمشق الشام أربع مجلدات
قواعد التحديث من فنون مصطلح الحديث
رساله في الشاي والقهوة والدخان
الفضل المبين على عقد الجوهر الثمين (شرح الأربعين العجلونية)

منهجه في التأليف
كان منهجه في التصنيف يغلب عليه الجمع والنقل، ولكن بأسلوب راقٍ ولغة سليمة وسبك مرصوص، بحيث تظهر النقول التي يجمعها وكأنها عقد مصفوف متناسق خرج من نبع واحد. كما كان منهجه في مصنفاته التوسع والموسوعية لا التخصص وهو سمة عصره فتناول كل أبواب الدين وعلومه، كما كان ظاهراً في كتبه كلها وخصوصا كتابه في مصطلح الحديث : قواعد التحديث، كان ظاهرا دعوته الإصلاحية التي قضى يدافع عنها وينشرها ويدعو إليها.

دعوته الإصلاحية
تأثر القاسمي في دعوته بدعوة محمد عبده ورشيد رضا صديقه وخليله، فكان يدعو إلى التجديد في فهم الدين، وإلى إصلاح العبادات والمساجد من البدع، وكان يدعو إلى اتخاذ الإسلام منارة توحيد لكل المسلمين، بحيث لا يفرقهم خلاف عقدي أو فقهي، وكان يدعو إلى اتخاذ العربية لغة البلاد ويحارب عملية التتريك التي كانت في أواخر الخلافة العثمانية.

احتفظ القاسمي بشخصيته المسلمة الشرقية العربية، ولم يتأثر بالحضارة الغربية ولا بالمستشرقين، ولم يخدع بذلك كما حصل لبعض أقرانه أنذلك. كما تميز بسعة صدره وسلامة قلمه من المهاترات والاتهامات التي كان بعض من أعدائه يواجهه بها. وكان ينأى بنفسه عن أن ينزل إلى ذلك المستوى.

مذهبه وعقيدته
نشأ على المذهب الفقهي الشافعي، وقد صرح بمذهبه في مواطن كثيرة، خاصة في أوقات محنته، وكثيرا ما كان يسأل عن مذهبه فيجيب بأنه تفقه على المذهب الشافعي ويتعبد الله عليه، وهو مع ميله للاجتهاد وذمه التقليد الأعمى في آخر حياته. قال الشيخ محمد بن سامي منياوي في رسالته "جهود ومنهج الشيخ جمال الدين القاسمي رحمه الله في الدعوة إلى الله تعالى" أن آراءه الفقهية كانت تميل إلى مذهب الشافعي، وأنه كان ينتصر لقول الشافعي إذا وافقه الدليل، ولذلك عده كل من ترجم له من فقهاء الشافعية، ونسبوه كعادة السلف إلى الشافعي. وأيضا قال الشيخ منياوي أنه غلب عليه في آخر حياته الاجتهاد في المسائل الفقهية، والنظر في الأدلة، وأنه كان يبني أقواله على ما يترجح له منها.

أما عقيدته فهي عقيدة أهل الآثر، كما هو واضح في مؤلفاته، ومن ذلك قوله في تفسيره: " وقوله تعالى: أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّماءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذا هِيَ تَمُورُ [الملك: 16] . وهو مذهب السلف قاطبة كما نقله الإمام الذهبيّ في كتاب (العلوّ) . قال أبو الوليد بن رشد في (مناهج الأدلة) : لم يزل أهل الشريعة من أول الأمر يثبتون لله سبحانه وتعالى جهة (الفوق) حتى نفتها المعتزلة، ثم تبعهم على نفيها متأخرو الأشاعرة كأبي المعالي ومن اقتدى بقوله- إلى أن قال: والشرائع كلها مبنية على أن الله في السماء، وأن منه تتنزل الملائكة بالوحي إلى النبيين، وأن من السموات نزلت الكتب وإليها كان الإسراء بالنبيّ صلّى الله عليه وسلم."

وفاته
توفي القاسمي ودفن في دمشق عام ألف وثلاث مائة واثنين وثلاثين للهجرة. وقد رزق بثلاثة أبناء وأربعة بنات. ورثاه كثير من تلامذته وإخوانه: منهم رشيد رضا ومحمود الألوسي وأخوه صلاح الدين القاسمي وخير الدين الزركلي وجرجي الحداد وغيرهم.
محمود مهدي الاستانبولي - محمود مهدي الإستانبولي (1327 - 1420 هـ) هو عالم وباحث وتربوي، صاحب كتاب «تحفة العروس».

ولد بدمشق ودرس العلوم الإسلامية. أخذ عن محمد ناصر الدين الألباني وعبد الفتاح الإمام. قال عنه الشيخ علي الطنطاوي: «إنه من أركان التربية في بلده».


❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ تحفة العروس أو الزواج الإسلامي السعيد ❝ ❞ طه حسين في ميزان العلماء والأدباء ❝ ❞ ابن تيمية بطل الإصلاح الديني ❝ ❞ شيخ الشام جمال الدين القاسمي ❝ ❞ نقائص الأطفال وطريقة إصلاحها ❝ ❞ صوم رمضان أحكامه الفقهية والطبية أهدافه نفحاته وبيان ما علق به من أوهام ❝ ❞ من مذكراتي في الحج ❝ ❞ هذا ... أو الجنون (نا رد على هذا..أوالطوفان وبعض الكتب الأخرى خالد محمد خالد) ❝ ❞ زنان پیرامون پیامبر صلی الله علیه وسلم ❝ الناشرين : ❞ دار ابن حزم للطباعة والنشر والتوزيع ❝ ❞ المكتب الإسلامي للطباعة والنشر ❝ ❞ مكتبة المعارف للنشر والتوزيع ❝ ❱
من التراجم والأعلام - مكتبة كتب إسلامية.


اقتباسات من كتاب شيخ الشام جمال الدين القاسمي

نبذة عن الكتاب:
شيخ الشام جمال الدين القاسمي

1985م - 1446هـ
جمال الدين بن محمد سعيد بن قاسم الحلاق القاسمي 1283 هـ / 1866م - 1332 هـ / 1914م ناظم قصة كليلة ودمنة هو أحد رواد النهضة العلمية الدِّينية الحديثة ببلاد الشام في العصر الحديث، وأحد رجال العلم الكبار من المسلمين في النصف الأول من القرن الرابع عشر الهجري، وصاحب المؤلَّفات القيّمة الكثيرة التي انتفع بها العلماء وطلاب العلم من المسلمين.

نسبه
هو أبو الفرج محمد جمال الدين بن محمد سعيد بن قاسم بن صالح بن إسماعيل بن أبي بكر القاسمي الكيلاني الحسني الدمشقي. جمع شرف النسب من الطرفين، فهو من أحفاد الشيخ عبد القادر الجيلاني من سلالة الحسن السبط، وهو سبط السادة الدسوقية الحسينية من أحفاد شرف الدين موسى أخ إبراهيم الدسوقي. والده الشيخ محمد سعيد القاسمي من شيوخ العلم بدمشق.

سيرته العلمية
انتدبته الدولة السورية للتنقل بين بلدات وقرى سورية لإلقاء الدروس العامة وظل في عمله هذا أربع سنوات من 1308 هـ حتى 1312 هـ، بعدها قام بزيارة المدينة المنورة والمسجد الأقصى في القدس ومصر مرتين وغير ذلك من المدن السورية والبلدان العربية. ولدى عودته اتُّهم هو وعدداً من أصدقائه بتأسيس مذهب جديد في الدين، سموه المذهب الجمالي فاحتجز عام 1313 هـ وذلك في حادثة كبيرة سميت بحادثة المجتهدين. ثم أثبتت براءته.

تفرغ القاسمي للتأليف ولإقراء الدروس، فاعتكف في منزله للتصنيف وإلقاء الدروس الخاصة وتوجه إلى مسجده جامع السنانية في دمشق القديمة حيث أقام دروسه العامة، في التفسير وعلوم الشريعة الإسلامية والأدب. وهو المسجد الذي كان يؤمه والده وجده من قبله.

مؤلفاته
قام العلامة جمال الدين القاسمي بنشر بحوث كثيرة في المجلات والصحف، وله مصنفات كثيرة تناول بها جوانب الدين كلها، من العقيدة والحديث والتقسير والفقه والتاريخ والفرق والأخلاق، تجاوز عدد مصنفاته المئة وعشرة مصنفات.

محاسن التأويل:
(اثنا عشر مجلداً في تفسير القرآن الكريم، مكث في كتابته كما قال الأستاذ نقولا زيادة خمسة عشر عاما، يأخذه في حله وتراحله حتى أنهاه ـ عليه الرحمة ـ ولم يكمل فيه مبحثين كذا قال الأستاذ محمد فؤاد عبد الباقي ـ عليهما الرحمة ـ وبالجملة كتابه هذا لم يكتب مثله ألبتة على الأرض في حسنه، وكان الأستاذ مصطفى الزرقا يقول: إن قراءة محاسن التأويل تحتاج إلى عمر بأكمله فكيف بمن ألفه ولم يبلغ الأربعين؟)

دلائل التوحيد
ديوان خطب
الفتوى في الإسلام
إرشاد الخلق إلى العمل بالبرق
شرح لقطة العجلان
كليلة ودمنة (من نظمه)
نقد النصائح الكافية
مذاهب الأعراب وفلاسفة الإسلام في الجن
موعظة المؤمنين اختصر به إحياء علوم الدين للغزالي
شرف الأسباط
تنبيه الطالب إلى معرفة الفرض والواجب
جوامع الآداب في أخلاق الأنجاب
إصلاح المساجد من البدع والعوائد
تعطير المشام في مآثر دمشق الشام أربع مجلدات
قواعد التحديث من فنون مصطلح الحديث
رساله في الشاي والقهوة والدخان
الفضل المبين على عقد الجوهر الثمين (شرح الأربعين العجلونية)

منهجه في التأليف
كان منهجه في التصنيف يغلب عليه الجمع والنقل، ولكن بأسلوب راقٍ ولغة سليمة وسبك مرصوص، بحيث تظهر النقول التي يجمعها وكأنها عقد مصفوف متناسق خرج من نبع واحد. كما كان منهجه في مصنفاته التوسع والموسوعية لا التخصص وهو سمة عصره فتناول كل أبواب الدين وعلومه، كما كان ظاهراً في كتبه كلها وخصوصا كتابه في مصطلح الحديث : قواعد التحديث، كان ظاهرا دعوته الإصلاحية التي قضى يدافع عنها وينشرها ويدعو إليها.

دعوته الإصلاحية
تأثر القاسمي في دعوته بدعوة محمد عبده ورشيد رضا صديقه وخليله، فكان يدعو إلى التجديد في فهم الدين، وإلى إصلاح العبادات والمساجد من البدع، وكان يدعو إلى اتخاذ الإسلام منارة توحيد لكل المسلمين، بحيث لا يفرقهم خلاف عقدي أو فقهي، وكان يدعو إلى اتخاذ العربية لغة البلاد ويحارب عملية التتريك التي كانت في أواخر الخلافة العثمانية.

احتفظ القاسمي بشخصيته المسلمة الشرقية العربية، ولم يتأثر بالحضارة الغربية ولا بالمستشرقين، ولم يخدع بذلك كما حصل لبعض أقرانه أنذلك. كما تميز بسعة صدره وسلامة قلمه من المهاترات والاتهامات التي كان بعض من أعدائه يواجهه بها. وكان ينأى بنفسه عن أن ينزل إلى ذلك المستوى.

مذهبه وعقيدته
نشأ على المذهب الفقهي الشافعي، وقد صرح بمذهبه في مواطن كثيرة، خاصة في أوقات محنته، وكثيرا ما كان يسأل عن مذهبه فيجيب بأنه تفقه على المذهب الشافعي ويتعبد الله عليه، وهو مع ميله للاجتهاد وذمه التقليد الأعمى في آخر حياته. قال الشيخ محمد بن سامي منياوي في رسالته "جهود ومنهج الشيخ جمال الدين القاسمي رحمه الله في الدعوة إلى الله تعالى" أن آراءه الفقهية كانت تميل إلى مذهب الشافعي، وأنه كان ينتصر لقول الشافعي إذا وافقه الدليل، ولذلك عده كل من ترجم له من فقهاء الشافعية، ونسبوه كعادة السلف إلى الشافعي. وأيضا قال الشيخ منياوي أنه غلب عليه في آخر حياته الاجتهاد في المسائل الفقهية، والنظر في الأدلة، وأنه كان يبني أقواله على ما يترجح له منها.

أما عقيدته فهي عقيدة أهل الآثر، كما هو واضح في مؤلفاته، ومن ذلك قوله في تفسيره: " وقوله تعالى: أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّماءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذا هِيَ تَمُورُ [الملك: 16] . وهو مذهب السلف قاطبة كما نقله الإمام الذهبيّ في كتاب (العلوّ) . قال أبو الوليد بن رشد في (مناهج الأدلة) : لم يزل أهل الشريعة من أول الأمر يثبتون لله سبحانه وتعالى جهة (الفوق) حتى نفتها المعتزلة، ثم تبعهم على نفيها متأخرو الأشاعرة كأبي المعالي ومن اقتدى بقوله- إلى أن قال: والشرائع كلها مبنية على أن الله في السماء، وأن منه تتنزل الملائكة بالوحي إلى النبيين، وأن من السموات نزلت الكتب وإليها كان الإسراء بالنبيّ صلّى الله عليه وسلم."

وفاته
توفي القاسمي ودفن في دمشق عام ألف وثلاث مائة واثنين وثلاثين للهجرة. وقد رزق بثلاثة أبناء وأربعة بنات. ورثاه كثير من تلامذته وإخوانه: منهم رشيد رضا ومحمود الألوسي وأخوه صلاح الدين القاسمي وخير الدين الزركلي وجرجي الحداد وغيرهم. .
المزيد..

تعليقات القرّاء:

جمال الدين بن محمد سعيد بن قاسم الحلاق القاسمي 1283 هـ / 1866م - 1332 هـ / 1914م ناظم قصة كليلة ودمنة هو أحد رواد النهضة العلمية الدِّينية الحديثة ببلاد الشام في العصر الحديث، وأحد رجال العلم الكبار من المسلمين في النصف الأول من القرن الرابع عشر الهجري، وصاحب المؤلَّفات القيّمة الكثيرة التي انتفع بها العلماء وطلاب العلم من المسلمين.

نسبه
هو أبو الفرج محمد جمال الدين بن محمد سعيد بن قاسم بن صالح بن إسماعيل بن أبي بكر القاسمي الكيلاني الحسني الدمشقي. جمع شرف النسب من الطرفين، فهو من أحفاد الشيخ عبد القادر الجيلاني من سلالة الحسن السبط، وهو سبط السادة الدسوقية الحسينية من أحفاد شرف الدين موسى أخ إبراهيم الدسوقي. والده الشيخ محمد سعيد القاسمي من شيوخ العلم بدمشق.

سيرته العلمية
انتدبته الدولة السورية للتنقل بين بلدات وقرى سورية لإلقاء الدروس العامة وظل في عمله هذا أربع سنوات من 1308 هـ حتى 1312 هـ، بعدها قام بزيارة المدينة المنورة والمسجد الأقصى في القدس ومصر مرتين وغير ذلك من المدن السورية والبلدان العربية. ولدى عودته اتُّهم هو وعدداً من أصدقائه بتأسيس مذهب جديد في الدين، سموه المذهب الجمالي فاحتجز عام 1313 هـ وذلك في حادثة كبيرة سميت بحادثة المجتهدين. ثم أثبتت براءته.

تفرغ القاسمي للتأليف ولإقراء الدروس، فاعتكف في منزله للتصنيف وإلقاء الدروس الخاصة وتوجه إلى مسجده جامع السنانية في دمشق القديمة حيث أقام دروسه العامة، في التفسير وعلوم الشريعة الإسلامية والأدب. وهو المسجد الذي كان يؤمه والده وجده من قبله.

مؤلفاته
قام العلامة جمال الدين القاسمي بنشر بحوث كثيرة في المجلات والصحف، وله مصنفات كثيرة تناول بها جوانب الدين كلها، من العقيدة والحديث والتقسير والفقه والتاريخ والفرق والأخلاق، تجاوز عدد مصنفاته المئة وعشرة مصنفات.

محاسن التأويل:
(اثنا عشر مجلداً في تفسير القرآن الكريم، مكث في كتابته كما قال الأستاذ نقولا زيادة خمسة عشر عاما، يأخذه في حله وتراحله حتى أنهاه ـ عليه الرحمة ـ ولم يكمل فيه مبحثين كذا قال الأستاذ محمد فؤاد عبد الباقي ـ عليهما الرحمة ـ وبالجملة كتابه هذا لم يكتب مثله ألبتة على الأرض في حسنه، وكان الأستاذ مصطفى الزرقا يقول: إن قراءة محاسن التأويل تحتاج إلى عمر بأكمله فكيف بمن ألفه ولم يبلغ الأربعين؟)

دلائل التوحيد
ديوان خطب
الفتوى في الإسلام
إرشاد الخلق إلى العمل بالبرق
شرح لقطة العجلان
كليلة ودمنة (من نظمه)
نقد النصائح الكافية
مذاهب الأعراب وفلاسفة الإسلام في الجن
موعظة المؤمنين اختصر به إحياء علوم الدين للغزالي
شرف الأسباط
تنبيه الطالب إلى معرفة الفرض والواجب
جوامع الآداب في أخلاق الأنجاب
إصلاح المساجد من البدع والعوائد
تعطير المشام في مآثر دمشق الشام أربع مجلدات
قواعد التحديث من فنون مصطلح الحديث
رساله في الشاي والقهوة والدخان
الفضل المبين على عقد الجوهر الثمين (شرح الأربعين العجلونية)

منهجه في التأليف
كان منهجه في التصنيف يغلب عليه الجمع والنقل، ولكن بأسلوب راقٍ ولغة سليمة وسبك مرصوص، بحيث تظهر النقول التي يجمعها وكأنها عقد مصفوف متناسق خرج من نبع واحد. كما كان منهجه في مصنفاته التوسع والموسوعية لا التخصص وهو سمة عصره فتناول كل أبواب الدين وعلومه، كما كان ظاهراً في كتبه كلها وخصوصا كتابه في مصطلح الحديث : قواعد التحديث، كان ظاهرا دعوته الإصلاحية التي قضى يدافع عنها وينشرها ويدعو إليها.

دعوته الإصلاحية
تأثر القاسمي في دعوته بدعوة محمد عبده ورشيد رضا صديقه وخليله، فكان يدعو إلى التجديد في فهم الدين، وإلى إصلاح العبادات والمساجد من البدع، وكان يدعو إلى اتخاذ الإسلام منارة توحيد لكل المسلمين، بحيث لا يفرقهم خلاف عقدي أو فقهي، وكان يدعو إلى اتخاذ العربية لغة البلاد ويحارب عملية التتريك التي كانت في أواخر الخلافة العثمانية.

احتفظ القاسمي بشخصيته المسلمة الشرقية العربية، ولم يتأثر بالحضارة الغربية ولا بالمستشرقين، ولم يخدع بذلك كما حصل لبعض أقرانه أنذلك. كما تميز بسعة صدره وسلامة قلمه من المهاترات والاتهامات التي كان بعض من أعدائه يواجهه بها. وكان ينأى بنفسه عن أن ينزل إلى ذلك المستوى.

مذهبه وعقيدته
نشأ على المذهب الفقهي الشافعي، وقد صرح بمذهبه في مواطن كثيرة، خاصة في أوقات محنته، وكثيرا ما كان يسأل عن مذهبه فيجيب بأنه تفقه على المذهب الشافعي ويتعبد الله عليه، وهو مع ميله للاجتهاد وذمه التقليد الأعمى في آخر حياته. قال الشيخ محمد بن سامي منياوي في رسالته "جهود ومنهج الشيخ جمال الدين القاسمي رحمه الله في الدعوة إلى الله تعالى" أن آراءه الفقهية كانت تميل إلى مذهب الشافعي، وأنه كان ينتصر لقول الشافعي إذا وافقه الدليل، ولذلك عده كل من ترجم له من فقهاء الشافعية، ونسبوه كعادة السلف إلى الشافعي. وأيضا قال الشيخ منياوي أنه غلب عليه في آخر حياته الاجتهاد في المسائل الفقهية، والنظر في الأدلة، وأنه كان يبني أقواله على ما يترجح له منها.

أما عقيدته فهي عقيدة أهل الآثر، كما هو واضح في مؤلفاته، ومن ذلك قوله في تفسيره: " وقوله تعالى: أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّماءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذا هِيَ تَمُورُ [الملك: 16] . وهو مذهب السلف قاطبة كما نقله الإمام الذهبيّ في كتاب (العلوّ) . قال أبو الوليد بن رشد في (مناهج الأدلة) : لم يزل أهل الشريعة من أول الأمر يثبتون لله سبحانه وتعالى جهة (الفوق) حتى نفتها المعتزلة، ثم تبعهم على نفيها متأخرو الأشاعرة كأبي المعالي ومن اقتدى بقوله- إلى أن قال: والشرائع كلها مبنية على أن الله في السماء، وأن منه تتنزل الملائكة بالوحي إلى النبيين، وأن من السموات نزلت الكتب وإليها كان الإسراء بالنبيّ صلّى الله عليه وسلم." 

وفاته
توفي القاسمي ودفن في دمشق عام ألف وثلاث مائة واثنين وثلاثين للهجرة. وقد رزق بثلاثة أبناء وأربعة بنات. ورثاه كثير من تلامذته وإخوانه: منهم رشيد رضا ومحمود الألوسي وأخوه صلاح الدين القاسمي وخير الدين الزركلي وجرجي الحداد وغيرهم.

شيخ الشام جمال الدين القاسمي

التراجم والأعلام

جمال الدين القاسمي محاسن التأويل

عقيدة القاسمي

الشيخ جمال الدين

السيد جمال الدين

جمال الدين الآلوسي

حياة جمال الدين الأفغاني



سنة النشر : 1985م / 1405هـ .
حجم الكتاب عند التحميل : 1.5 ميجا بايت .
نوع الكتاب : pdf.
عداد القراءة: عدد قراءة شيخ الشام جمال الدين القاسمي

اذا اعجبك الكتاب فضلاً اضغط على أعجبني
و يمكنك تحميله من هنا:

تحميل شيخ الشام جمال الدين القاسمي
شكرًا لمساهمتكم

شكراً لمساهمتكم معنا في الإرتقاء بمستوى المكتبة ، يمكنكم االتبليغ عن اخطاء او سوء اختيار للكتب وتصنيفها ومحتواها ، أو كتاب يُمنع نشره ، او محمي بحقوق طبع ونشر ، فضلاً قم بالتبليغ عن الكتاب المُخالف:

برنامج تشغيل ملفات pdfقبل تحميل الكتاب ..
يجب ان يتوفر لديكم برنامج تشغيل وقراءة ملفات pdf
يمكن تحميلة من هنا 'http://get.adobe.com/reader/'

المؤلف:
محمود مهدي الاستانبولي - Mahmoud Mahdi Al Stanboli

كتب محمود مهدي الاستانبولي محمود مهدي الإستانبولي (1327 - 1420 هـ) هو عالم وباحث وتربوي، صاحب كتاب «تحفة العروس». ولد بدمشق ودرس العلوم الإسلامية. أخذ عن محمد ناصر الدين الألباني وعبد الفتاح الإمام. قال عنه الشيخ علي الطنطاوي: «إنه من أركان التربية في بلده». ❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ تحفة العروس أو الزواج الإسلامي السعيد ❝ ❞ طه حسين في ميزان العلماء والأدباء ❝ ❞ ابن تيمية بطل الإصلاح الديني ❝ ❞ شيخ الشام جمال الدين القاسمي ❝ ❞ نقائص الأطفال وطريقة إصلاحها ❝ ❞ صوم رمضان أحكامه الفقهية والطبية أهدافه نفحاته وبيان ما علق به من أوهام ❝ ❞ من مذكراتي في الحج ❝ ❞ هذا ... أو الجنون (نا رد على هذا..أوالطوفان وبعض الكتب الأخرى خالد محمد خالد) ❝ ❞ زنان پیرامون پیامبر صلی الله علیه وسلم ❝ الناشرين : ❞ دار ابن حزم للطباعة والنشر والتوزيع ❝ ❞ المكتب الإسلامي للطباعة والنشر ❝ ❞ مكتبة المعارف للنشر والتوزيع ❝ ❱. المزيد..

كتب محمود مهدي الاستانبولي
الناشر:
المكتب الإسلامي للطباعة والنشر
كتب  المكتب الإسلامي للطباعة والنشر ❰ ناشرين لمجموعة من المؤلفات أبرزها ❞ التاريخ الإسلامي الجزء الأول: قبل البعثة ❝ ❞ السيرة النبوية دروس وعبر ❝ ❞ هكذا علمتني الحياة ❝ ❞ سلسلة التاريخ الإسلامى الخلفاء الراشدون ❝ ❞ عنترة تحقيق ودراسة ❝ ❞ تلخيص صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم ❝ ❞ لمحات في علوم القرآن واتجاهات التفسير ❝ ❞ حقيقة الصيام ❝ ❞ أحكام الخلع في الإسلام ❝ ❞ بلاد العراق محمود شاكر ❝ ومن أبرز المؤلفين : ❞ محمد ابن قيم الجوزية ❝ ❞ أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن تيمية الحراني ❝ ❞ أبو الفرج عبد الرحمن بن الجوزي ❝ ❞ علي الطنطاوي ❝ ❞ محمد ناصر الدين الألباني ❝ ❞ شمس الدين الذهبي ❝ ❞ جلال الدين السيوطي ❝ ❞ محمود شاكر ❝ ❞ محمود مهدي الاستانبولي ❝ ❞ أنور الجندي ❝ ❞ أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري ❝ ❞ أحمد بن علي بن ثابت ❝ ❞ مصطفى السباعي ❝ ❞ مجموعة من المؤلفين ❝ ❞ ابن حجر العسقلاني ❝ ❞ يوسف القرضاوي ❝ ❞ محمود شاكر شاكر الحرستاني أبو أسامة ❝ ❞ صالح أحمد الشامي ❝ ❞ محمد بن عبد الرحمن السخاوي شمس الدين ❝ ❞ ابن رجب الحنبلي ❝ ❞ محمد علي قطب ❝ ❞ موريس بوكاي ❝ ❞ محمد بن إسماعيل الأمير الصنعاني ❝ ❞ بكر بن عبدالله أبو زيد ❝ ❞ الطبراني ❝ ❞ عماد الدين خليل ❝ ❞ محمد رشيد رضا ❝ ❞ عنترة بن شداد ❝ ❞ محمد عزة دروزة ❝ ❞ أبو عبد الله محمد بن الطيب الفاسي السيوطي ❝ ❞ الحافظ المِزِّي ❝ ❞ محمود شاكر أبو فهر ❝ ❞ محمد جمال الدين القاسمي ❝ ❞ سعيد الأفغاني ❝ ❞ علي علي منصور ❝ ❞ أحمد بن حنبل عبد الله بن أحمد بن حنبل ❝ ❞ شهاب الدين القسطلاني ❝ ❞ عبد الله بن مسلم بن قتيبة الديالكتبي أبو محمد ❝ ❞ بدر الدين الزركشي ❝ ❞ أبو حيان الأندلسي ❝ ❞ تقي الدين الهلالي ❝ ❞ محمد الزرقاني ❝ ❞ محمود محمد شاكر ❝ ❞ محمد بن لطفي الصباغ ❝ ❞ أحمد بن محمد بن عبد الرحمن بن قدامة المقدسي ❝ ❞ برهان الإسلام الزرنوجي ❝ ❞ أحمد العلاونة ❝ ❞ محمد ناصر الدين الألباني ❝ ❞ محمد بن أحمد بن سالم السفاريني الحنبلي ❝ ❞ سليمان بن الأشعث الأزدي السجستاني أبو داود ❝ ❞ ابن خزيمة ❝ ❞ ابن ضويان ❝ ❞ مرعي بن يوسف الكرمي ❝ ❞ إسماعيل بن إسحاق القاضي ❝ ❞ ابن أبي العز ❝ ❞ د.محمد أديب صالح ❝ ❞ محمود شاكر شاكر الحرستاني أبو أسامة محمد يحيى صالح التشامبي ❝ ❞ عبد الله التل ❝ ❞ عثمان بن سعيد الدارمي أبو سعيد ❝ ❞ محمد مصطفى الأعظمي ❝ ❞ أسامة بن منقذ ❝ ❞ أحمد بن محمد القسطلاني ❝ ❞ إسماعيل الكيلاني ❝ ❞ همام بن منبه ❝ ❞ علي حسن الحلبي الأَثريُّ ❝ ❞ علي بن الحسن بن هبة الله ابن عساكر ❝ ❞ سعد الدين بن محمد الكبي ❝ ❞ سليمان بن عبد الله بن عبد الوهاب ❝ ❞ محمد بن أحمد السفاريني ❝ ❞ محمد الصباغ ❝ ❞ أبوالبقاء عبدالله بن الحسين العكبري ❝ ❞ العز بن عبد السلام عثمان بن عبد الرحمن تقي الدين ابن الصلاح أبو عمرو ❝ ❞ محمد ناصر الدين الألباني زهير الشاويش ❝ ❞ عبد الرحمن بن يحيى بن علي بن محمد المعلمي العتمي اليماني ❝ ❞ محمد جمال الدين القاسمي محمد ناصر الدين الألباني ❝ ❞ عبد الله بن محمد بن إبراهيم أبي شيبة العبسي أبو بكر ❝ ❞ عبد السلام علوش ❝ ❞ د. عبدالكريم الأشتر ❝ ❞ الحسين بن مسعود بن محمد بن الفراء البغوي أبو محمد ❝ ❞ أبو جعفر الطحاوي الحنفي ❝ ❞ إسماعيل بن يحيى المزني ❝ ❞ عبد الله بن محمد الشنشوري ❝ ❞ عمر بن بدر الموصلي أبو حفص ❝ ❞ ناصر الدين ابن المنيّر ❝ ❞ أحمد بن حمدان الحراني الحنبلي ❝ ❞ العز عبد العزيز بن عبد السلام السلمي ❝ ❞ إبراهيم بن محمد بن ضويان ❝ ❞ عبد الله بن سليمان المنيع ❝ ❞ عبد القادر بن أحمد بدران ❝ ❞ علي بن محمد التغلبي الآمدي سيف الدين أبو الحسن ❝ ❞ محمد بن أحمد السفاريني الحنبلي ❝ ❞ عمر بن حسن بن دحية أبو الخطاب ❝ ❞ ابن دراج القسطلي ❝ ❞ أحمد بن محمد المنقور التميمي النجدي ❝ ❞ محمد حسني الزين ❝ ❞ حسن عبد الحميد صالح ❝ ❞ أ.د. عمر يوسف عبدالغني حمدان ❝ ❞ محمود مهدي الاستانبولي ❝ ❞ خليل سليمان ❝ ❞ محمد بن أحمد سيد أحمد ❝ ❞ بولس حنا مسعد ❝ ❞ علي سلطان محمد القاري ❝ ❞ عبد السلام بن محمد بن عمر علوش ❝ ❞ احمد فريد احمد ❝ ❞ عثمان بن عبد القادر الصافي ❝ ❱.المزيد.. كتب المكتب الإسلامي للطباعة والنشر