📘 قراءة كتاب الحث على التجارة والصناعة والعمل والإنكار على من يدعي التوكل في ترك العمل والحجة عليهم في ذلك (ت: أبو غدة) أونلاين
العمل هو المصدر الطبيعي والوسيلة الأساسية للكسب، ولهذا دعا الإسلام إلى العمل المثمر الصالح واختصه بالتمجيد ورفعه إلى مرتبة العبادة والجهاد في سبيل الله، وليس للعمل ومجالاته حدود في الإسلام، فكل عمل يبلغ بالإنسان غاية فيها نفع له دون إضرار بالغير فهو مقبول، إنما المنهي عنه هو التبطل لقوله (صلى الله عليه وسلم): “لأن يأخذ أحدكم حبله ثم يغدو إلى الجبل فيحتطب فيبيع ويأكل ويتصدق خير له من أن يسأل الناس”. (رواه الإمام أحمد في مسنده 1060).
واعتبر الإسلام أن القيام بالأعمال في مختلف قطاعات الإنتاج فرض كفاية، تأثم الأمة إن لم تقم به، وبهذا المفهوم وبلا شك فإن عنصر العمل في الإسلام والتعاليم والآيات والأحاديث التي تحكمه والقواعد التي تنظمه تجعله واحدا من المجالات الأساسية لإحداث التنمية الاقتصادية. ثم استمعوا إلى قول الله تعالى: “وهو الذي جعل لكم الأرض ذلولاً فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور”. (سورة الملك –الآية 15).
ثم انظروا إلى مشهد من أعظم المشاهد لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) يمر على رجل قد ورمت يداه من العمل فقال “هذه يد يحبها الله ورسوله”.
ولقد كرم الإسلام العمل وشرفه وأعلى من قيمته حتى لا تضيع أية قوى إنتاجية وتتبدد دون استغلال، وحتى لا يبقى أحد قادر على العطاء في أي ميادين النشاط الاقتصادي عاطلاً عن أداء دوره. ورغم أن الحديث يدور عن الإسلام والأعمال إلا أنه تجدر الإشارة إلى أن ما ورد في الإسلام بشأن العمل ومزاولة النشاط الاقتصادي بمختلف أنواعه ورد في المسيحية الصحيحة وفي اليهودية الصحيحة، كما أن كل آية أو حديث أذكرهما ورد ما يقابلهما في الديانتين السماويتين اللتين نؤمن بهما وبرسلهما ونجلهما ونعظمهما بصورتهما الأصلية التي شرعها الله.
الإ أنه كما حرف أولئك وبعدوا عن صحيح المنهج نسينا – نحن المسلمين- وفرطنا وبعدنا عن ينابيع ديننا التي تأمر بإعمار الأرض واستغلال ما فيها وتسمو بالنشاط الاقتصادي المنتج المحاط بسياج الفضيلة والأخلاق ونبل الغاية والمقصد لتجعله تعبدا لله يثاب عليه الفرد.
وليس أدل على تعظيم الديانات السماوية للعمل بإشارة قيمة إنسانية عظيمة من أن الأنبياء الذين بلغوا رسالات ربهم ساهموا في مختلف فروع النشاط الاقتصادي، فعمل محمد (صلى الله عليه وسلم) راعيا للأغنام وتاجرا، وكان سيدنا داوود حدادا ماهرا، وعمل إبراهيم عليه السلام بزازا، ونوح عليه السلام كان نجاراً، أما أبو البشرية سيدنا آدم، عليه السلام، فقد زرع الحنطة وسقاها وحصدها.
سنة النشر : 1995م / 1416هـ .
حجم الكتاب عند التحميل : 1.3 ميجا بايت .
نوع الكتاب : pdf.
عداد القراءة:
اذا اعجبك الكتاب فضلاً اضغط على أعجبني و يمكنك تحميله من هنا:
شكرًا لمساهمتكم
شكراً لمساهمتكم معنا في الإرتقاء بمستوى المكتبة ، يمكنكم االتبليغ عن اخطاء او سوء اختيار للكتب وتصنيفها ومحتواها ، أو كتاب يُمنع نشره ، او محمي بحقوق طبع ونشر ، فضلاً قم بالتبليغ عن الكتاب المُخالف:
قبل تحميل الكتاب ..
يجب ان يتوفر لديكم برنامج تشغيل وقراءة ملفات pdf
يمكن تحميلة من هنا 'http://get.adobe.com/reader/'