❞ كتاب تاريخ خزائن المكتبات بالمغرب ❝  ⏤ أحمد شوقي بنبين مصطفى طوبي

❞ كتاب تاريخ خزائن المكتبات بالمغرب ❝ ⏤ أحمد شوقي بنبين مصطفى طوبي

نبذة عن الكتاب :

لعلي، وقد عتب علي صديق كريم، تجمعني به أواصر صداقة قديمة حديثة، أجد نفسي منكبة على قراءة متن توثيقي نفيس، أحيى به الأستاذ أحمد شوقي بنبين جانبا تميزت به الحياة العلمية المغربية، ورعته عناية الحكام العلماء منذ عصر الموحدين إلى يومنا هذا، ولحل الفضل يعود إلى الأخلاق الحميدة التي جبل عليها المغاربة قاطبة في تكريم العلم والعلماء. وفي تكريم الكتاب العلمي كيفما كان نوعه، وكيفما كانت مادته، إلى درجة التقديس، أما المتن، فهو "تاريخ المكتبات في المغرب» ولعلي بمحاولة تقديمه للقراء أكون قد وفيت بوعدي، مؤكدة أن قراءة هذا الكتاب ممتعة ومفيدة.
لقد حظيت الخزانة العلمية بعناية خاصة عند المغاربة، فامتلأت بالذخائر، وضمت النفائس من المأثورات، وتسابق أصحابها إلى اقتناء كل كتاب جديد اتفقت مضامينه مع أهوائهم ونزعاتهم أم اختلفت.
وينصرف اهتمام الباحث احمد شوقي بنبين إلى هذه الذخائر ليستجلي حقيقتها، ويكشف عن رموزها في بحثه القيم عن الخزائن المغربية، فجاء هذا الكتاب تتويجا لعلم أكاديمي جامعي سجل فيه نتائج عمل ميداني قام به خلال سنين طويلة بعد أن شغله واستأثر باهتمامه .
يتناول كتاب «تاريخ المكتبات في المغرب » واقع الحياة الثقافية المغربية من خلال المكتبات، ومن خلال شغف الحكام باقتناء الكتب واستنساخها وتجليدها وتذهيبها في بعض الأحيان.
تتوزع الكتاب مباحث اندرجت ضمن بابين رئيسيين :
الباب الأول :
ويشمل أربعة مباحث :
تناول في الأول الحديث عن المكتبة في المغرب من العصر الإسلامي الأول إلى بداية القرن الخامس الهجري، مستجليا حقيقة هذه المكتبة وظروفها، ودورها في نشر اللغة العربية، سواء كانت مكتبة عامة في المساجد أو خاصة في قصور الخلفاء أو العلماء.
أما المبحث الثاني فخصصه المؤلف للحديث عن تطور المكتبة المغربية في عصري المرابطين والموحدين، مبرزا دور الحكام في العناية بها وتطويرها، فكانت أنواعا ثلاثة : الخزانة الملكية - الخزانة العامة - الخزانة الخاصة.
المبحث الثالث، ولعله أخصب مبحث تحدث فيه عن الازدهار الذي عرفته المكتبات في عصر بنبي مرين، باعتبارهم راعين للثقافة، مسهمين في ازدهارها، مشجعين على الكتابة والتأليف بتأسيسهم للمدارس والمراكز العلمية، وتزويدهم المكتبات بكل جديد، كما أن المؤلف أبرز دور السعديين في ازدهار الحياة العلمية وتطورها، «فكانت خزانة المنصور السعدي أهم خزانة عرفها المغرب ».
وبالرغم من الضعف السياسي الذي جعل المغرب موزعا بين عدة حكومات إثر موت المنصور السعدي، فإن الحركة العلمية كانت مزدهرة وعامة، وكانت الخزائن الصورة المشرقة لذلك التطور وذلك الازدهار في البوادي والمدن على حد سواء.
ويجعل المؤلف المبحث الرابع حديثا عن التطور الذي عرفته المكتبات في عهد الحماية الفرنسية وبعد الاستقلال من الحماية البغيضة. بعد أن مهد لذلك بالحديث عن المكتبات في عهد تأسيس الدولة العلوية الشريفة، والتنظيمات التي عرفتها الخزانتان العامتان بالرباط وتطوان، مفصلا الحديث عن قسمي المطبوعات والمخطوطات، إضافة إلى الخزائن البلدية التي دعت الحاجة إلى خلقها لاستفادة أبناء الشعب منها.
كما أن هناك أنواعا أخرى من الخزائن «تأسست في هذا العهد لتنمية البحث العلمي في المغرب » كما أشار إلى ذلك المؤلف (ص : 123)، منها خزانة الدراسات العليا، وهي نوعان : خزانة البحث التاريخي - خزانة البحث الاجتماعي، وكذلك خزانة المدرسة العليا للغة العربية واللهجة البربرية التابعة لمعهد الدراسات العليا المغربية، وخزانة المعهد العلمي وغيرها.
تتخلل هذه المباحث محطات يقف عندها الباحث محللا ظروف الحياة الثقافية في المغرب، وروافد هذه الثقافة على مر العصور، مشيرا إلى ظاهرة التأليف والكتابة وتجارة الكتاب.
كما لا يخلو أي مبحث من الحديث عن المكتبات وأنواعها وأنظمتها باعتبار الكتاب المؤلف قد وضع أساسا للتعريف بها.
الباب الثاني :
وجعله المؤلف في مباحث أربعة :
تعرض في الأول لبنيات هذه المؤسسات العلمية وظروف تكوينها ومشاكلها، وما تعرضت له من نهب وإحراق، وعن إعارة الكتاب وسرقته، وقرصنته، مشيرا إلى ما أثير حول الموضوع من أن سرقة الكتاب ليست سرقة : (voler un livre, ce n’est pas voler). (ص : 146) كما جاء في كتابه، مع كثير من التحفظ حول الآثار السيئة والسلبية لمثل هذا العمل غير الشرعي.
وخصص المبحث الثاني للحديث عن وقف المخطوطات في المغرب، ممهدا لذلك بما أثارته هذه الظاهرة من خلافات ونقاشات بين علماء المسلمين، منتهيا إلى قيمة هذه الوقفيات من حيث تاريخها للمخطوطات غير المؤرخة.
أما المبحث الثالث فجعله للحديث عن الوراقة المغربية بمفهومها الواسع الشامل، فتحدث عن النساخة والنساخ، والتجليد والتسفير، وعناية المغاربة بذلك إلى ظهور الطباعة الحجرية وغيرها فيما بعد. وكان لزاما أن يخص المؤلف الخط والكتابة بعنايته، فتحدث عن أنواعه وأدواته، وبراعة المغاربة في تجويده وتزويقه، ولعل المخطوطات المغربية أكبر دليل على عناية المؤلف المغربي بخطه وزخرفته وتوشيته في كتاباته ومؤلفاته.
ويتضمن المبحث الرابع جردا لأهم محتويات المكتبات المغربية، ومن بينها الفهارس والكناشات والمجاميع إضافة إلى مخطوطات نادرة بالعربية واللاتينية واليونانية وغيرها.
ويؤكد المؤلف في خاتمة كتابه أنه حاول التأريخ للمكتبات المغربية منذ ظهور الإسلام إلى عصرنا الحاضر، وهي ثلاثة أنواع : الخزانة الملكية - الخزانة الخاصة - الخزانة العامة .
ويختم بحثه بقوله : «وشعورا بغنى الخزائن الخاصة ، فإن وزارة الشؤون الثقافية خلقت جائزة الحسن الثاني للمخطوطات لتشجيع الخواص على كشف القناع عن المخطوطات النادرة التي يتوفرون عليها، وجمع أكبر قدر من المخطوطات الموزعة في أنحاء المغرب الذي تعد خزائنه الأولى في العالم من حيث احتواؤها على أكبر قدر من المخطوطات» (ص : 229).
هذا، وتتصدر الكتاب مقدمة كتبها الأستاذ «روجي أرنالديز» عضو (الأكاديمية الفرنسية) أشار فيها إلى أن «فكرة دراسة تاريخ ثقافة أي بلد مرتبطة بتاريخ مكتباته ... خاصة عندما يتعلق الأمر بالخزائن المغربية، إذ الحديث الشريف يؤكد: "أن حب الكتب عادة راسخة دائما»، ولعله يقصد يذلك الحديث النبوي الشريف : "اطلبوا العلم من المهد إلى اللحد»، أما «الكتاب فهو ضروري لكل مهتم بالتاريخ العام، لأنه يلقي الضوء على جوانب هامة أغلبها ما يزال مجهولا».
وبتشجيع قيدوم كلية الآداب بالرباط الأستاذ عبد الواحد بنداوود وعنايته، يرى كتاب "تاريخ المكتبات في المغرب » النور في حلة جميلة وطباعة أنيقة ضمن منشورات كلية الآداب بالرباط ، سنة 1992،(*) فإليه خالص الشكر والتقدير.
أحمد شوقي بنبين مصطفى طوبي - ❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ قصيدة نهج البردة .... ❝ ❞ تاريخ خزائن المكتبات بالمغرب ❝ الناشرين : ❞ المطبعة والوراقة الوطنية - مراكش - المغرب ❝ ❱
من تاريخ المغرب كتب تاريخ العالم العربي - مكتبة كتب التاريخ.

نبذة عن الكتاب:
تاريخ خزائن المكتبات بالمغرب

2003م - 1445هـ
نبذة عن الكتاب :

لعلي، وقد عتب علي صديق كريم، تجمعني به أواصر صداقة قديمة حديثة، أجد نفسي منكبة على قراءة متن توثيقي نفيس، أحيى به الأستاذ أحمد شوقي بنبين جانبا تميزت به الحياة العلمية المغربية، ورعته عناية الحكام العلماء منذ عصر الموحدين إلى يومنا هذا، ولحل الفضل يعود إلى الأخلاق الحميدة التي جبل عليها المغاربة قاطبة في تكريم العلم والعلماء. وفي تكريم الكتاب العلمي كيفما كان نوعه، وكيفما كانت مادته، إلى درجة التقديس، أما المتن، فهو "تاريخ المكتبات في المغرب» ولعلي بمحاولة تقديمه للقراء أكون قد وفيت بوعدي، مؤكدة أن قراءة هذا الكتاب ممتعة ومفيدة.
لقد حظيت الخزانة العلمية بعناية خاصة عند المغاربة، فامتلأت بالذخائر، وضمت النفائس من المأثورات، وتسابق أصحابها إلى اقتناء كل كتاب جديد اتفقت مضامينه مع أهوائهم ونزعاتهم أم اختلفت.
وينصرف اهتمام الباحث احمد شوقي بنبين إلى هذه الذخائر ليستجلي حقيقتها، ويكشف عن رموزها في بحثه القيم عن الخزائن المغربية، فجاء هذا الكتاب تتويجا لعلم أكاديمي جامعي سجل فيه نتائج عمل ميداني قام به خلال سنين طويلة بعد أن شغله واستأثر باهتمامه .
يتناول كتاب «تاريخ المكتبات في المغرب » واقع الحياة الثقافية المغربية من خلال المكتبات، ومن خلال شغف الحكام باقتناء الكتب واستنساخها وتجليدها وتذهيبها في بعض الأحيان.
تتوزع الكتاب مباحث اندرجت ضمن بابين رئيسيين :
الباب الأول :
ويشمل أربعة مباحث :
تناول في الأول الحديث عن المكتبة في المغرب من العصر الإسلامي الأول إلى بداية القرن الخامس الهجري، مستجليا حقيقة هذه المكتبة وظروفها، ودورها في نشر اللغة العربية، سواء كانت مكتبة عامة في المساجد أو خاصة في قصور الخلفاء أو العلماء.
أما المبحث الثاني فخصصه المؤلف للحديث عن تطور المكتبة المغربية في عصري المرابطين والموحدين، مبرزا دور الحكام في العناية بها وتطويرها، فكانت أنواعا ثلاثة : الخزانة الملكية - الخزانة العامة - الخزانة الخاصة.
المبحث الثالث، ولعله أخصب مبحث تحدث فيه عن الازدهار الذي عرفته المكتبات في عصر بنبي مرين، باعتبارهم راعين للثقافة، مسهمين في ازدهارها، مشجعين على الكتابة والتأليف بتأسيسهم للمدارس والمراكز العلمية، وتزويدهم المكتبات بكل جديد، كما أن المؤلف أبرز دور السعديين في ازدهار الحياة العلمية وتطورها، «فكانت خزانة المنصور السعدي أهم خزانة عرفها المغرب ».
وبالرغم من الضعف السياسي الذي جعل المغرب موزعا بين عدة حكومات إثر موت المنصور السعدي، فإن الحركة العلمية كانت مزدهرة وعامة، وكانت الخزائن الصورة المشرقة لذلك التطور وذلك الازدهار في البوادي والمدن على حد سواء.
ويجعل المؤلف المبحث الرابع حديثا عن التطور الذي عرفته المكتبات في عهد الحماية الفرنسية وبعد الاستقلال من الحماية البغيضة. بعد أن مهد لذلك بالحديث عن المكتبات في عهد تأسيس الدولة العلوية الشريفة، والتنظيمات التي عرفتها الخزانتان العامتان بالرباط وتطوان، مفصلا الحديث عن قسمي المطبوعات والمخطوطات، إضافة إلى الخزائن البلدية التي دعت الحاجة إلى خلقها لاستفادة أبناء الشعب منها.
كما أن هناك أنواعا أخرى من الخزائن «تأسست في هذا العهد لتنمية البحث العلمي في المغرب » كما أشار إلى ذلك المؤلف (ص : 123)، منها خزانة الدراسات العليا، وهي نوعان : خزانة البحث التاريخي - خزانة البحث الاجتماعي، وكذلك خزانة المدرسة العليا للغة العربية واللهجة البربرية التابعة لمعهد الدراسات العليا المغربية، وخزانة المعهد العلمي وغيرها.
تتخلل هذه المباحث محطات يقف عندها الباحث محللا ظروف الحياة الثقافية في المغرب، وروافد هذه الثقافة على مر العصور، مشيرا إلى ظاهرة التأليف والكتابة وتجارة الكتاب.
كما لا يخلو أي مبحث من الحديث عن المكتبات وأنواعها وأنظمتها باعتبار الكتاب المؤلف قد وضع أساسا للتعريف بها.
الباب الثاني :
وجعله المؤلف في مباحث أربعة :
تعرض في الأول لبنيات هذه المؤسسات العلمية وظروف تكوينها ومشاكلها، وما تعرضت له من نهب وإحراق، وعن إعارة الكتاب وسرقته، وقرصنته، مشيرا إلى ما أثير حول الموضوع من أن سرقة الكتاب ليست سرقة : (voler un livre, ce n’est pas voler). (ص : 146) كما جاء في كتابه، مع كثير من التحفظ حول الآثار السيئة والسلبية لمثل هذا العمل غير الشرعي.
وخصص المبحث الثاني للحديث عن وقف المخطوطات في المغرب، ممهدا لذلك بما أثارته هذه الظاهرة من خلافات ونقاشات بين علماء المسلمين، منتهيا إلى قيمة هذه الوقفيات من حيث تاريخها للمخطوطات غير المؤرخة.
أما المبحث الثالث فجعله للحديث عن الوراقة المغربية بمفهومها الواسع الشامل، فتحدث عن النساخة والنساخ، والتجليد والتسفير، وعناية المغاربة بذلك إلى ظهور الطباعة الحجرية وغيرها فيما بعد. وكان لزاما أن يخص المؤلف الخط والكتابة بعنايته، فتحدث عن أنواعه وأدواته، وبراعة المغاربة في تجويده وتزويقه، ولعل المخطوطات المغربية أكبر دليل على عناية المؤلف المغربي بخطه وزخرفته وتوشيته في كتاباته ومؤلفاته.
ويتضمن المبحث الرابع جردا لأهم محتويات المكتبات المغربية، ومن بينها الفهارس والكناشات والمجاميع إضافة إلى مخطوطات نادرة بالعربية واللاتينية واليونانية وغيرها.
ويؤكد المؤلف في خاتمة كتابه أنه حاول التأريخ للمكتبات المغربية منذ ظهور الإسلام إلى عصرنا الحاضر، وهي ثلاثة أنواع : الخزانة الملكية - الخزانة الخاصة - الخزانة العامة .
ويختم بحثه بقوله : «وشعورا بغنى الخزائن الخاصة ، فإن وزارة الشؤون الثقافية خلقت جائزة الحسن الثاني للمخطوطات لتشجيع الخواص على كشف القناع عن المخطوطات النادرة التي يتوفرون عليها، وجمع أكبر قدر من المخطوطات الموزعة في أنحاء المغرب الذي تعد خزائنه الأولى في العالم من حيث احتواؤها على أكبر قدر من المخطوطات» (ص : 229).
هذا، وتتصدر الكتاب مقدمة كتبها الأستاذ «روجي أرنالديز» عضو (الأكاديمية الفرنسية) أشار فيها إلى أن «فكرة دراسة تاريخ ثقافة أي بلد مرتبطة بتاريخ مكتباته ... خاصة عندما يتعلق الأمر بالخزائن المغربية، إذ الحديث الشريف يؤكد: "أن حب الكتب عادة راسخة دائما»، ولعله يقصد يذلك الحديث النبوي الشريف : "اطلبوا العلم من المهد إلى اللحد»، أما «الكتاب فهو ضروري لكل مهتم بالتاريخ العام، لأنه يلقي الضوء على جوانب هامة أغلبها ما يزال مجهولا».
وبتشجيع قيدوم كلية الآداب بالرباط الأستاذ عبد الواحد بنداوود وعنايته، يرى كتاب "تاريخ المكتبات في المغرب » النور في حلة جميلة وطباعة أنيقة ضمن منشورات كلية الآداب بالرباط ، سنة 1992،(*) فإليه خالص الشكر والتقدير. .
المزيد..

تعليقات القرّاء:

نبذة عن الكتاب :

لعلي، وقد عتب علي صديق كريم، تجمعني به أواصر صداقة قديمة حديثة، أجد نفسي منكبة على قراءة متن توثيقي نفيس، أحيى به الأستاذ أحمد شوقي بنبين جانبا تميزت به الحياة العلمية المغربية، ورعته عناية الحكام العلماء منذ عصر الموحدين إلى يومنا هذا، ولحل الفضل يعود إلى الأخلاق الحميدة التي جبل عليها المغاربة قاطبة في تكريم العلم والعلماء. وفي تكريم الكتاب العلمي كيفما كان نوعه، وكيفما كانت مادته، إلى درجة التقديس، أما المتن، فهو "تاريخ المكتبات في المغرب» ولعلي بمحاولة تقديمه للقراء أكون قد وفيت بوعدي، مؤكدة أن قراءة هذا الكتاب ممتعة ومفيدة.
لقد حظيت الخزانة العلمية بعناية خاصة عند المغاربة، فامتلأت بالذخائر، وضمت النفائس من المأثورات، وتسابق أصحابها إلى اقتناء كل كتاب جديد اتفقت مضامينه مع أهوائهم ونزعاتهم أم اختلفت.
وينصرف اهتمام الباحث احمد شوقي بنبين إلى هذه الذخائر ليستجلي حقيقتها، ويكشف عن رموزها في بحثه القيم عن الخزائن المغربية، فجاء هذا الكتاب تتويجا لعلم أكاديمي جامعي سجل فيه نتائج عمل ميداني قام به خلال سنين طويلة بعد أن شغله واستأثر باهتمامه .
يتناول كتاب «تاريخ المكتبات في المغرب » واقع الحياة الثقافية المغربية من خلال المكتبات، ومن خلال شغف الحكام باقتناء الكتب واستنساخها وتجليدها وتذهيبها في بعض الأحيان.
تتوزع الكتاب مباحث اندرجت ضمن بابين رئيسيين :
الباب الأول :
ويشمل أربعة مباحث :
تناول في الأول الحديث عن المكتبة في المغرب من العصر الإسلامي الأول إلى بداية القرن الخامس الهجري، مستجليا حقيقة هذه المكتبة وظروفها، ودورها في نشر اللغة العربية، سواء كانت مكتبة عامة في المساجد أو خاصة في قصور الخلفاء أو العلماء.
أما المبحث الثاني فخصصه المؤلف للحديث عن تطور المكتبة المغربية في عصري المرابطين والموحدين، مبرزا دور الحكام في العناية بها وتطويرها، فكانت أنواعا ثلاثة : الخزانة الملكية - الخزانة العامة - الخزانة الخاصة.
المبحث الثالث، ولعله أخصب مبحث تحدث فيه عن الازدهار الذي عرفته  المكتبات في عصر بنبي مرين، باعتبارهم راعين للثقافة، مسهمين في ازدهارها، مشجعين على الكتابة والتأليف بتأسيسهم للمدارس والمراكز العلمية، وتزويدهم المكتبات بكل جديد، كما أن المؤلف أبرز دور السعديين في ازدهار الحياة العلمية وتطورها، «فكانت خزانة المنصور السعدي أهم خزانة عرفها المغرب ».
وبالرغم من الضعف السياسي الذي جعل المغرب موزعا بين عدة حكومات إثر موت المنصور السعدي، فإن الحركة العلمية كانت مزدهرة وعامة، وكانت الخزائن الصورة المشرقة لذلك التطور وذلك الازدهار في البوادي والمدن على حد سواء.
ويجعل المؤلف المبحث الرابع حديثا عن التطور الذي عرفته المكتبات في عهد الحماية الفرنسية وبعد الاستقلال من الحماية البغيضة. بعد أن مهد لذلك بالحديث عن المكتبات في عهد تأسيس الدولة العلوية الشريفة، والتنظيمات التي عرفتها الخزانتان العامتان بالرباط وتطوان، مفصلا الحديث عن قسمي المطبوعات والمخطوطات، إضافة إلى الخزائن البلدية التي دعت الحاجة إلى خلقها لاستفادة أبناء الشعب منها.
كما أن هناك أنواعا أخرى من الخزائن «تأسست في هذا العهد لتنمية البحث العلمي في المغرب » كما أشار إلى ذلك المؤلف (ص : 123)، منها خزانة الدراسات العليا، وهي نوعان : خزانة البحث التاريخي - خزانة البحث الاجتماعي، وكذلك خزانة المدرسة العليا للغة العربية واللهجة البربرية التابعة لمعهد الدراسات العليا المغربية، وخزانة المعهد العلمي وغيرها.
تتخلل هذه المباحث محطات يقف عندها الباحث محللا ظروف الحياة الثقافية في المغرب، وروافد هذه الثقافة على مر العصور، مشيرا إلى ظاهرة التأليف والكتابة وتجارة الكتاب.
كما لا يخلو أي مبحث من الحديث عن المكتبات وأنواعها وأنظمتها باعتبار الكتاب المؤلف قد وضع أساسا للتعريف بها.
الباب الثاني :
وجعله المؤلف في مباحث أربعة :
تعرض في الأول لبنيات هذه المؤسسات العلمية وظروف تكوينها ومشاكلها، وما تعرضت له من نهب وإحراق، وعن إعارة الكتاب وسرقته، وقرصنته، مشيرا إلى ما أثير حول الموضوع من أن سرقة الكتاب ليست سرقة : (voler un livre, ce n’est pas voler). (ص : 146) كما جاء في كتابه، مع كثير من التحفظ حول الآثار السيئة والسلبية لمثل هذا العمل غير الشرعي.
وخصص المبحث الثاني للحديث عن وقف المخطوطات في المغرب، ممهدا لذلك بما أثارته هذه الظاهرة من خلافات ونقاشات بين علماء المسلمين، منتهيا إلى قيمة هذه الوقفيات من حيث تاريخها للمخطوطات غير المؤرخة.
أما المبحث الثالث فجعله للحديث عن الوراقة المغربية بمفهومها الواسع الشامل، فتحدث عن النساخة والنساخ، والتجليد والتسفير، وعناية المغاربة بذلك إلى ظهور الطباعة الحجرية وغيرها فيما بعد. وكان لزاما أن يخص المؤلف الخط والكتابة بعنايته، فتحدث عن أنواعه وأدواته، وبراعة المغاربة في تجويده وتزويقه، ولعل المخطوطات المغربية أكبر دليل على عناية المؤلف المغربي بخطه وزخرفته وتوشيته في كتاباته ومؤلفاته.
ويتضمن المبحث الرابع جردا لأهم محتويات المكتبات المغربية، ومن بينها الفهارس والكناشات والمجاميع إضافة إلى مخطوطات نادرة بالعربية واللاتينية واليونانية وغيرها.
ويؤكد المؤلف في خاتمة كتابه أنه حاول التأريخ للمكتبات المغربية منذ ظهور الإسلام إلى عصرنا الحاضر، وهي ثلاثة أنواع : الخزانة الملكية - الخزانة الخاصة - الخزانة العامة .
ويختم بحثه بقوله : «وشعورا بغنى الخزائن الخاصة ، فإن وزارة الشؤون الثقافية خلقت جائزة الحسن الثاني للمخطوطات لتشجيع الخواص على كشف القناع عن المخطوطات النادرة التي يتوفرون عليها، وجمع أكبر قدر من المخطوطات الموزعة في أنحاء المغرب الذي تعد خزائنه الأولى في العالم من حيث احتواؤها على أكبر قدر من المخطوطات» (ص : 229).
هذا، وتتصدر الكتاب مقدمة كتبها الأستاذ «روجي أرنالديز» عضو (الأكاديمية الفرنسية) أشار فيها إلى أن «فكرة دراسة تاريخ ثقافة أي بلد مرتبطة بتاريخ مكتباته ... خاصة عندما يتعلق الأمر بالخزائن المغربية، إذ الحديث الشريف يؤكد: "أن حب الكتب عادة راسخة دائما»، ولعله يقصد يذلك الحديث النبوي الشريف : "اطلبوا العلم من المهد إلى اللحد»، أما «الكتاب فهو ضروري لكل مهتم بالتاريخ العام، لأنه يلقي الضوء على جوانب هامة أغلبها ما يزال مجهولا».
وبتشجيع قيدوم كلية الآداب بالرباط الأستاذ عبد الواحد بنداوود وعنايته، يرى كتاب "تاريخ المكتبات في المغرب » النور في حلة جميلة وطباعة أنيقة ضمن منشورات كلية الآداب بالرباط ، سنة 1992،(*) فإليه خالص الشكر والتقدير.



سنة النشر : 2003م / 1424هـ .
حجم الكتاب عند التحميل : 5.5 ميجا بايت .
نوع الكتاب : pdf.
عداد القراءة: عدد قراءة تاريخ خزائن المكتبات بالمغرب

اذا اعجبك الكتاب فضلاً اضغط على أعجبني
و يمكنك تحميله من هنا:

تحميل تاريخ خزائن المكتبات بالمغرب
شكرًا لمساهمتكم

شكراً لمساهمتكم معنا في الإرتقاء بمستوى المكتبة ، يمكنكم االتبليغ عن اخطاء او سوء اختيار للكتب وتصنيفها ومحتواها ، أو كتاب يُمنع نشره ، او محمي بحقوق طبع ونشر ، فضلاً قم بالتبليغ عن الكتاب المُخالف:

برنامج تشغيل ملفات pdfقبل تحميل الكتاب ..
يجب ان يتوفر لديكم برنامج تشغيل وقراءة ملفات pdf
يمكن تحميلة من هنا 'http://get.adobe.com/reader/'

المؤلف:
أحمد شوقي بنبين مصطفى طوبي - Ahmed Shawki Benbine Mustafa Toby

كتب أحمد شوقي بنبين مصطفى طوبي ❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ قصيدة نهج البردة .... ❝ ❞ تاريخ خزائن المكتبات بالمغرب ❝ الناشرين : ❞ المطبعة والوراقة الوطنية - مراكش - المغرب ❝ ❱. المزيد..

كتب أحمد شوقي بنبين مصطفى طوبي
الناشر:
المطبعة والوراقة الوطنية - مراكش - المغرب
كتب المطبعة والوراقة الوطنية - مراكش - المغرب ❰ ناشرين لمجموعة من المؤلفات أبرزها ❞ الوجيز في الاسواق المالية - 1 ❝ ❞ الوجيز في الاسواق المالية - 2 ❝ ❞ تاريخ خزائن المكتبات بالمغرب ❝ ومن أبرز المؤلفين : ❞ هشام البخفاوي ❝ ❞ أحمد شوقي بنبين مصطفى طوبي ❝ ❱.المزيد.. كتب المطبعة والوراقة الوطنية - مراكش - المغرب