❞ كتاب التاريخ الاسلامي مواقف و عبر السيرة النبوية الجزء الرابع ❝  ⏤ د. عبدالعزيز بن عبدالله الحميدي

❞ كتاب التاريخ الاسلامي مواقف و عبر السيرة النبوية الجزء الرابع ❝ ⏤ د. عبدالعزيز بن عبدالله الحميدي

يمتد التاريخ الإسلامي على فترة زمنية طويلة تغطي معظم العصور الوسيطة على مساحة جغرافية واسعة تمتد من حدود الصين في آسيا إلى غرب آسيا وشمال أفريقيا وصولا إلى الأندلس. ويمكن اعتبار التاريخ الإسلامي يمتد منذ بداية الدعوة الإسلامية بعد نزول الوحي في شبه الجزيرة العربية على النبي محمد بن عبد الله بمكة ثم تأسيس الدولة الإسلامية بالمدينة المنورة مرورا بالدولة الأموية في دمشق التي امتدت من حدود الصين حتى جبال البرانس شمال الأندلس ثم الدولة العباسية، بما تضمنته هذه الدول الإسلامية من إمارات وسلطنات ودول مثل السلاجقة والبويهيين وفي المغرب الأدارسة والمرابطون ثم الموحدون وفي بلاد الشام الحمدانيون والزنكيون وغيرهم، أخيرا في مصر الفاطميون وفي الشام ومصر مثل - الأيوبيون والمماليك ثم سيطرة الدولة العثمانية التي تعدّ آخر الإمبراطوريات التي كانت تحكم باسم الإسلام على امتداد رقعة جغرافية واسعة، وكانت تلك الإمبراطوريات التي ذكرت قد حكمت رقع واسعة من البلاد غير العربية، فوصلوا إلى بلاد ما وراء النهر شرقا وفرنسا وإسبانيا غربا.

تختلف وجهات النظر التي تحاول شرح وتفسير التاريخ الإسلامي بكل تعقيداته وزخمه بالأحداث والثورات والقلاقل، حسب الخلفيات الإيديولوجية التي يتبناها المحللون والأدوات التحليلية التي يستخدمونها.

في العصر الحديث بعد ما يسمى بعصر الصحوة كانت هناك توجهات واضحة من قبل المؤرخين المعروفين بالقوميين لتفسير التاريخ الإسلامي على أنه تاريخ عربي محض، في ذات الحين نرى أيضا مؤرخين شيوعيّين يميلون لرؤية التجاذبات السياسية والعسكرية في مجمل التاريخ الإسلامي بوجهة نظر ماركسية تغلب العوامل الاقتصادية والصراع الطبقي فوق كل اعتبار آخر، أما المؤرخون العلمانيون فكانوا يحاولون جهدهم لمنع إدخال العامل الديني ضمن تفسير الأحداث وكانت جهودهم تتركز على إعادة استكشاف ما يدعى بالتاريخ الجاهلي باعتبار أن بذور النهضة العربية بدأت في ذلك العصر وما الإسلام إلا بذرة التطور في الفكر العربي.

بين كل ذلك الاختلاف على تفسير الأحداث بقي المؤرخون ذوو التوجه الإسلامي يناضلون لإثبات تفرد الإسلام كدين أحدث ثورة اجتماعية وحضارية منحت العرب دولتهم وحضارتهم وهذه حقيقة لا جدال فيها ويؤكدون على تسامح الإسلام ووصول العديد من الأعراق الإسلامية الأخرى إلى سدة الحكم. كما يؤكد هؤلاء المؤرخون على أن بعثة النبي محمد بن عبد الله كانت نقطة فارقة أحدثت انقلابا في تاريخ المنطقة بشكل خاص والعالم بشكل عام. لكن نقطة الضعف الأساسية أنهم يقدمون بعد ذلك توصيفا للأحداث بدون تفسيرها فبعض السنة تؤكد على عدم الخوض في تفاصيل أحداث فتنة مقتل الخليفة الثالث عثمان بن عفان والخلاف بين معاوية بن أبي سفيان وعلي بن أبي طالب باعتبار الاثنين من الصحابة وكلاهما مغفور لهما، أما الفريق الآخر من أهل السنة والجماعة فيؤكد خطأ معاوية في الخروج على علي ويثبتون أحقية علي بدلالة انتخابه وبيعته. على الطرف الآخر النقيض يقف الشيعة موقفهم المعروف من دعم علي وآل بيته في خلافة المؤمنين بتقرير رسول الله محمد بن عبد الله، جاعلين الخلافة شأنا شرعيا بخلاف نظرية السنة التي تجعل الخلافة أمرا سياسيا يتفق عليه المسلمون وينعقد بالبيعة.


يعتبر كتاب التاريخ الاسلامي مواقف و عبر السيرة النبوية والخلفاء الراشدون من المؤلفات الهامة للباحثين في مجال سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم والهدي النبوي الشريف؛ حيث يدخل كتاب التاريخ الاسلامي مواقف و عبر السيرة النبوية ضمن تصنيفات علوم السيرة النبوية المطهرة وما يتصل بها من علوم الحديث والفقه والعقائد والتخصصات قريبة الصلة.

إن السيرة النبوية من أعظم العلوم وأشرفها، فهي تدرس سيرة سيدِ الخلق أعظم رجل في تاريخ البشرية الذي وصفه الله في كتابه: (وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ) [القلم 4]. إنها شهادة الله عز وجل في نبيه، وردت تلك الآية في سياق الرد على المشركين الذين اتهموا النبي -صلى الله عليه وسلم- بالجنون عقب الإعلان عن دعوته.

قال تعالى: (ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ * مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ * وَإِنَّ لَكَ لَأَجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ * وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ).

والحديث عن الرسول يُشعر المرء بالهيبة والجلال؛ فهو الأُسوة الحسنة، (لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا) [الأحزاب21]. وينبغي التشديد على أن علم السيرة النبوية يجمع بين علوم الإسلام كلها؛ وذلك لإنها دعوة أُخذت منها العقيدة الصحيحة التي هي الملاذ للفرار من أبواب الشرك، ووضعت أحكامَ الفقه، بل هي الترجمة الفعلية للقرآن.

ويأخذ بعض الناس السيرة النبوية على أنها قصة تحكي مواقف النبي وأخلاقه الكريمة وما إلى ذلك فقط. والحقيقة أن السيرة تحكي مواقف بالفعل عن حياة الرسول، ولكن ينبغي العلم أن أهمية السيرة النبوية تكمُن في تطبيق حياة الرسول من عقيدة وأحكام فقهية ومعاملات … إلخ


لا يخفى عن أحد حال المسلمين اليوم وأعداءُ المسلمين يتربصون بنا من كل حدب، إنها من نبوءات النبي الكريم. عن ثوبان -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “يوشك الأمم أن تداعى عليكم، كما تداعى الأكلة إلى قصعتها” فقال قائل: ومِن قلَّةٍ نحن يومئذ؟ قال: “بل أنتم يومئذٍ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السَّيل، ولينزعنَّ الله مِن صدور عدوِّكم المهابة منكم، وليقذفنَّ الله في قلوبكم الوَهَن”. فقال قائل: يا رسول الله، وما الوَهْن؟ قال: “حبُّ الدُّنيا، وكراهية الموت”.


ولا نبالغ بقولنا إن إيقاظ الأمة الإسلامية يبدأ بدراسة علم السيرة كعلم الترجمة الفعلية لمنهج الإسلام؛ فالسيرة دائمًا هي الموقظة للقلوب، فمكانة النبي عظيمة لما كان بشخصيته العديد من الجوانب كرجل أمة وقائد وداعية ومحارب وزوج وأب. لا يمكن أبدًا أن يقرأ أحد سيرة الرسول ولا يخطر في باله ذلك السؤال: “كيف استطاع الرسول أن يجمع بين تلك الخصال؟”

سيرة النبي من بعثته حتى وفاته، ثلاث وعشرون سنة، بدأت من مجتمع جاهلي غارق في أعماق الكفر والفسوق والرذائل إلى مجتمع وصفه الله تعالى بقوله: (الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ ۚ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ۚ فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ ۙ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) [المائدة 3]. ولا يُذكر في التاريخ أن مجتمعًا كاملًا توسعت دعوته وتغيرت أحواله في تلك المدة، بل وامتدت دعوته إلى الآن، وحتى أن يشاء الله.

إذن قد علمنا أهمية دراسة السيرة، فكيف وبماذا نبدأ؟ إليك عشرة من الكتب التي لا غنى عنها لدراسة السيرة النبوية.
د. عبدالعزيز بن عبدالله الحميدي - ❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ الخلفاء الراشدون مواقف وعبر ❝ ❞ الإمام الزاهد والخليفة الراشد عمر بن عبدالعزيز ❝ ❞ السيرة النبوية مواقف وعبر ❝ ❞ توجيهات ومواقف أخلاقية ❝ ❞ توجيهات ومواقف علمية ❝ ❞ توجيهات ومواقف سلوكية ❝ ❞ التاريخ الاسلامي مواقف و عبر الامويون والعباسيون والعثمانيون الجزء الثالث عشر ❝ ❞ التاريخ الاسلامي مواقف و عبر الخلفاء الراشدون الجزء التاسع ❝ ❞ التاريخ الاسلامي مواقف و عبر الخلفاء الراشدون الجزء الثاني عشر ❝ الناشرين : ❞ دار الدعوة للطبع والنشر والتوزيع ❝ ❞ دار الأندلس الخضراء ❝ ❱
من السيرة النبوية المشرفة السنة النبوية الشريفة - مكتبة كتب إسلامية.

نبذة عن الكتاب:
التاريخ الاسلامي مواقف و عبر السيرة النبوية الجزء الرابع

1997م - 1446هـ
يمتد التاريخ الإسلامي على فترة زمنية طويلة تغطي معظم العصور الوسيطة على مساحة جغرافية واسعة تمتد من حدود الصين في آسيا إلى غرب آسيا وشمال أفريقيا وصولا إلى الأندلس. ويمكن اعتبار التاريخ الإسلامي يمتد منذ بداية الدعوة الإسلامية بعد نزول الوحي في شبه الجزيرة العربية على النبي محمد بن عبد الله بمكة ثم تأسيس الدولة الإسلامية بالمدينة المنورة مرورا بالدولة الأموية في دمشق التي امتدت من حدود الصين حتى جبال البرانس شمال الأندلس ثم الدولة العباسية، بما تضمنته هذه الدول الإسلامية من إمارات وسلطنات ودول مثل السلاجقة والبويهيين وفي المغرب الأدارسة والمرابطون ثم الموحدون وفي بلاد الشام الحمدانيون والزنكيون وغيرهم، أخيرا في مصر الفاطميون وفي الشام ومصر مثل - الأيوبيون والمماليك ثم سيطرة الدولة العثمانية التي تعدّ آخر الإمبراطوريات التي كانت تحكم باسم الإسلام على امتداد رقعة جغرافية واسعة، وكانت تلك الإمبراطوريات التي ذكرت قد حكمت رقع واسعة من البلاد غير العربية، فوصلوا إلى بلاد ما وراء النهر شرقا وفرنسا وإسبانيا غربا.

تختلف وجهات النظر التي تحاول شرح وتفسير التاريخ الإسلامي بكل تعقيداته وزخمه بالأحداث والثورات والقلاقل، حسب الخلفيات الإيديولوجية التي يتبناها المحللون والأدوات التحليلية التي يستخدمونها.

في العصر الحديث بعد ما يسمى بعصر الصحوة كانت هناك توجهات واضحة من قبل المؤرخين المعروفين بالقوميين لتفسير التاريخ الإسلامي على أنه تاريخ عربي محض، في ذات الحين نرى أيضا مؤرخين شيوعيّين يميلون لرؤية التجاذبات السياسية والعسكرية في مجمل التاريخ الإسلامي بوجهة نظر ماركسية تغلب العوامل الاقتصادية والصراع الطبقي فوق كل اعتبار آخر، أما المؤرخون العلمانيون فكانوا يحاولون جهدهم لمنع إدخال العامل الديني ضمن تفسير الأحداث وكانت جهودهم تتركز على إعادة استكشاف ما يدعى بالتاريخ الجاهلي باعتبار أن بذور النهضة العربية بدأت في ذلك العصر وما الإسلام إلا بذرة التطور في الفكر العربي.

بين كل ذلك الاختلاف على تفسير الأحداث بقي المؤرخون ذوو التوجه الإسلامي يناضلون لإثبات تفرد الإسلام كدين أحدث ثورة اجتماعية وحضارية منحت العرب دولتهم وحضارتهم وهذه حقيقة لا جدال فيها ويؤكدون على تسامح الإسلام ووصول العديد من الأعراق الإسلامية الأخرى إلى سدة الحكم. كما يؤكد هؤلاء المؤرخون على أن بعثة النبي محمد بن عبد الله كانت نقطة فارقة أحدثت انقلابا في تاريخ المنطقة بشكل خاص والعالم بشكل عام. لكن نقطة الضعف الأساسية أنهم يقدمون بعد ذلك توصيفا للأحداث بدون تفسيرها فبعض السنة تؤكد على عدم الخوض في تفاصيل أحداث فتنة مقتل الخليفة الثالث عثمان بن عفان والخلاف بين معاوية بن أبي سفيان وعلي بن أبي طالب باعتبار الاثنين من الصحابة وكلاهما مغفور لهما، أما الفريق الآخر من أهل السنة والجماعة فيؤكد خطأ معاوية في الخروج على علي ويثبتون أحقية علي بدلالة انتخابه وبيعته. على الطرف الآخر النقيض يقف الشيعة موقفهم المعروف من دعم علي وآل بيته في خلافة المؤمنين بتقرير رسول الله محمد بن عبد الله، جاعلين الخلافة شأنا شرعيا بخلاف نظرية السنة التي تجعل الخلافة أمرا سياسيا يتفق عليه المسلمون وينعقد بالبيعة.


يعتبر كتاب التاريخ الاسلامي مواقف و عبر السيرة النبوية والخلفاء الراشدون من المؤلفات الهامة للباحثين في مجال سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم والهدي النبوي الشريف؛ حيث يدخل كتاب التاريخ الاسلامي مواقف و عبر السيرة النبوية ضمن تصنيفات علوم السيرة النبوية المطهرة وما يتصل بها من علوم الحديث والفقه والعقائد والتخصصات قريبة الصلة.

إن السيرة النبوية من أعظم العلوم وأشرفها، فهي تدرس سيرة سيدِ الخلق أعظم رجل في تاريخ البشرية الذي وصفه الله في كتابه: (وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ) [القلم 4]. إنها شهادة الله عز وجل في نبيه، وردت تلك الآية في سياق الرد على المشركين الذين اتهموا النبي -صلى الله عليه وسلم- بالجنون عقب الإعلان عن دعوته.

قال تعالى: (ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ * مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ * وَإِنَّ لَكَ لَأَجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ * وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ).

والحديث عن الرسول يُشعر المرء بالهيبة والجلال؛ فهو الأُسوة الحسنة، (لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا) [الأحزاب21]. وينبغي التشديد على أن علم السيرة النبوية يجمع بين علوم الإسلام كلها؛ وذلك لإنها دعوة أُخذت منها العقيدة الصحيحة التي هي الملاذ للفرار من أبواب الشرك، ووضعت أحكامَ الفقه، بل هي الترجمة الفعلية للقرآن.

ويأخذ بعض الناس السيرة النبوية على أنها قصة تحكي مواقف النبي وأخلاقه الكريمة وما إلى ذلك فقط. والحقيقة أن السيرة تحكي مواقف بالفعل عن حياة الرسول، ولكن ينبغي العلم أن أهمية السيرة النبوية تكمُن في تطبيق حياة الرسول من عقيدة وأحكام فقهية ومعاملات … إلخ


لا يخفى عن أحد حال المسلمين اليوم وأعداءُ المسلمين يتربصون بنا من كل حدب، إنها من نبوءات النبي الكريم. عن ثوبان -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “يوشك الأمم أن تداعى عليكم، كما تداعى الأكلة إلى قصعتها” فقال قائل: ومِن قلَّةٍ نحن يومئذ؟ قال: “بل أنتم يومئذٍ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السَّيل، ولينزعنَّ الله مِن صدور عدوِّكم المهابة منكم، وليقذفنَّ الله في قلوبكم الوَهَن”. فقال قائل: يا رسول الله، وما الوَهْن؟ قال: “حبُّ الدُّنيا، وكراهية الموت”.


ولا نبالغ بقولنا إن إيقاظ الأمة الإسلامية يبدأ بدراسة علم السيرة كعلم الترجمة الفعلية لمنهج الإسلام؛ فالسيرة دائمًا هي الموقظة للقلوب، فمكانة النبي عظيمة لما كان بشخصيته العديد من الجوانب كرجل أمة وقائد وداعية ومحارب وزوج وأب. لا يمكن أبدًا أن يقرأ أحد سيرة الرسول ولا يخطر في باله ذلك السؤال: “كيف استطاع الرسول أن يجمع بين تلك الخصال؟”

سيرة النبي من بعثته حتى وفاته، ثلاث وعشرون سنة، بدأت من مجتمع جاهلي غارق في أعماق الكفر والفسوق والرذائل إلى مجتمع وصفه الله تعالى بقوله: (الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ ۚ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ۚ فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ ۙ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) [المائدة 3]. ولا يُذكر في التاريخ أن مجتمعًا كاملًا توسعت دعوته وتغيرت أحواله في تلك المدة، بل وامتدت دعوته إلى الآن، وحتى أن يشاء الله.

إذن قد علمنا أهمية دراسة السيرة، فكيف وبماذا نبدأ؟ إليك عشرة من الكتب التي لا غنى عنها لدراسة السيرة النبوية.

.
المزيد..

تعليقات القرّاء:

نبذة عن الكتاب :

يعتبر كتاب التاريخ الاسلامي مواقف و عبر السيرة النبوية من المؤلفات الهامة للباحثين في مجال سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم والهدي النبوي الشريف؛

حيث يدخل كتاب التاريخ الاسلامي مواقف و عبر السيرة النبوية ضمن تصنيفات علوم السيرة النبوية المطهرة وما يتصل بها من علوم الحديث والفقه والعقائد والتخصصات قريبة الصلة.

إن السيرة النبوية من أعظم العلوم وأشرفها، فهي تدرس سيرة سيدِ الخلق أعظم رجل في تاريخ البشرية الذي وصفه الله في كتابه: (وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ) [القلم 4]. إنها شهادة الله عز وجل في نبيه، وردت تلك الآية في سياق الرد على المشركين الذين اتهموا النبي -صلى الله عليه وسلم- بالجنون عقب الإعلان عن دعوته.

قال تعالى: (ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ * مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ * وَإِنَّ لَكَ لَأَجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ * وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ).

والحديث عن الرسول يُشعر المرء بالهيبة والجلال؛ فهو الأُسوة الحسنة، (لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا) [الأحزاب21]. وينبغي التشديد على أن علم السيرة النبوية يجمع بين علوم الإسلام كلها؛ وذلك لإنها دعوة أُخذت منها العقيدة الصحيحة التي هي الملاذ للفرار من أبواب الشرك، ووضعت أحكامَ الفقه، بل هي الترجمة الفعلية للقرآن. ويأخذ بعض الناس السيرة النبوية على أنها قصة تحكي مواقف النبي وأخلاقه الكريمة وما إلى ذلك فقط. والحقيقة أن السيرة تحكي مواقف بالفعل عن حياة الرسول، ولكن ينبغي العلم أن أهمية السيرة النبوية تكمُن في تطبيق حياة الرسول من عقيدة وأحكام فقهية ومعاملات … إلخ


لا يخفى عن أحد حال المسلمين اليوم وأعداءُ المسلمين يتربصون بنا من كل حدب، إنها من نبوءات النبي الكريم. عن ثوبان -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “يوشك الأمم أن تداعى عليكم، كما تداعى الأكلة إلى قصعتها” فقال قائل: ومِن قلَّةٍ نحن يومئذ؟ قال: “بل أنتم يومئذٍ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السَّيل، ولينزعنَّ الله مِن صدور عدوِّكم المهابة منكم، وليقذفنَّ الله في قلوبكم الوَهَن”. فقال قائل: يا رسول الله، وما الوَهْن؟ قال: “حبُّ الدُّنيا، وكراهية الموت”.


ولا نبالغ بقولنا إن إيقاظ الأمة الإسلامية يبدأ بدراسة علم السيرة كعلم الترجمة الفعلية لمنهج الإسلام؛ فالسيرة دائمًا هي الموقظة للقلوب، فمكانة النبي عظيمة لما كان بشخصيته العديد من الجوانب كرجل أمة وقائد وداعية ومحارب وزوج وأب. لا يمكن أبدًا أن يقرأ أحد سيرة الرسول ولا يخطر في باله ذلك السؤال: “كيف استطاع الرسول أن يجمع بين تلك الخصال؟”


سيرة النبي من بعثته حتى وفاته، ثلاث وعشرون سنة، بدأت من مجتمع جاهلي غارق في أعماق الكفر والفسوق والرذائل إلى مجتمع وصفه الله تعالى بقوله: (الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ ۚ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ۚ فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ ۙ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) [المائدة 3]. ولا يُذكر في التاريخ أن مجتمعًا كاملًا توسعت دعوته وتغيرت أحواله في تلك المدة، بل وامتدت دعوته إلى الآن، وحتى أن يشاء الله.

إذن قد علمنا أهمية دراسة السيرة، فكيف وبماذا نبدأ؟ إليك عشرة من الكتب التي لا غنى عنها لدراسة السيرة النبوية.



سنة النشر : 1997م / 1418هـ .
حجم الكتاب عند التحميل : 3.4 ميجا بايت .
نوع الكتاب : pdf.
عداد القراءة: عدد قراءة التاريخ الاسلامي مواقف و عبر السيرة النبوية الجزء الرابع

اذا اعجبك الكتاب فضلاً اضغط على أعجبني
و يمكنك تحميله من هنا:


شكرًا لمساهمتكم

شكراً لمساهمتكم معنا في الإرتقاء بمستوى المكتبة ، يمكنكم االتبليغ عن اخطاء او سوء اختيار للكتب وتصنيفها ومحتواها ، أو كتاب يُمنع نشره ، او محمي بحقوق طبع ونشر ، فضلاً قم بالتبليغ عن الكتاب المُخالف:

برنامج تشغيل ملفات pdfقبل تحميل الكتاب ..
يجب ان يتوفر لديكم برنامج تشغيل وقراءة ملفات pdf
يمكن تحميلة من هنا 'http://get.adobe.com/reader/'

المؤلف:
د. عبدالعزيز بن عبدالله الحميدي - Dr.. Abdulaziz bin Abdullah Al Hamidi

كتب د. عبدالعزيز بن عبدالله الحميدي ❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ الخلفاء الراشدون مواقف وعبر ❝ ❞ الإمام الزاهد والخليفة الراشد عمر بن عبدالعزيز ❝ ❞ السيرة النبوية مواقف وعبر ❝ ❞ توجيهات ومواقف أخلاقية ❝ ❞ توجيهات ومواقف علمية ❝ ❞ توجيهات ومواقف سلوكية ❝ ❞ التاريخ الاسلامي مواقف و عبر الامويون والعباسيون والعثمانيون الجزء الثالث عشر ❝ ❞ التاريخ الاسلامي مواقف و عبر الخلفاء الراشدون الجزء التاسع ❝ ❞ التاريخ الاسلامي مواقف و عبر الخلفاء الراشدون الجزء الثاني عشر ❝ الناشرين : ❞ دار الدعوة للطبع والنشر والتوزيع ❝ ❞ دار الأندلس الخضراء ❝ ❱. المزيد..

كتب د. عبدالعزيز بن عبدالله الحميدي
الناشر:
دار الأندلس الخضراء
كتب دار الأندلس الخضراء ❰ ناشرين لمجموعة من المؤلفات أبرزها ❞ صناعة القائد ❝ ❞ تسبيح و مناجاة وثناء على ملك الأرض والسماء ❝ ❞ صناعة النجاح ❝ ❞ الأمن النفسي ❝ ❞ الطرق الجامعة للقراءة النافعة ❝ ❞ الهمة طريق إلى القمة ❝ ❞ معجم المصطلحات والتراكيب والأمثال المتداولة ❝ ❞ صناعة النجاح رحلة نجاح القرن الحادي والعشرين (ملون) ❝ ❞ حتى لا تكون كلا: طريقك إلى التفوق والنجاح ❝ ❞ شرح المختار من الرحلات الحجازية إلى مكة والمدينة النبوية ❝ ومن أبرز المؤلفين : ❞ شمس الدين الذهبي ❝ ❞ طارق السويدان ❝ ❞ محمود شيت خطاب ❝ ❞ د. عبدالعزيز بن عبدالله الحميدي ❝ ❞ محمد بن حسن بن عقيل موسى الشريف ❝ ❞ محمد الشريف ❝ ❞ محمد بن موسى الشريف ❝ ❞ أبو القاسم ابن بشكوال ❝ ❞ د. عوض بن محمد القرني ❝ ❞ محمد الحسن ولد الددو ❝ ❞ سعيد بن ناصر الغامدي ❝ ❞ أبي مريم مجدي فتحي السيد ❝ ❞ عثمان بن جمعة ضميرية ❝ ❞ علي بن عمر بادحدح ❝ ❞ عبد الله بن ضيف الله الرحيلي ❝ ❞ حسن بن على بن حسن الحجاجى ❝ ❞ د.خالد بن محمد الغيث ❝ ❞ جمال بن فضل الحوشبي ❝ ❞ دار الأندلس الخضراء ❝ ❞ صفوان الداودي ❝ ❞ عبد اللطيف بن عبد القادر الحفظي ❝ ❞ ممدوح نور الدين محمد ❝ ❱.المزيد.. كتب دار الأندلس الخضراء