📘 قراءة كتاب عبد الرحمن بن مهدي محدثا وناقدا أونلاين
نبذة عن الكتاب :
عبد الرحمن بن مهدي بن حسان بن عبد الرحمن العنبري -وقيل: الأزدي مولاهم- البصري اللؤلؤي، ويُكَنَّى بـأبي سعيد. ولد سنة: 135هـ كما قال الإمام أحمد. ونشأ في بيت متواضع، فلم يكن أبوه مهدي من العلماء إطلاقاً، بل ربما لم يكن شخصاً صاحب عقل، وسنأتي على قصةٍ له تبين ذلك، بل كان رجلاً عامياً بمعنى الكلمة، ولكنه خرج -والله يصطفي من خلقه من يشاء، ويخرج من يشاء ممن يشاء- من صلب هذا الرجل العامي إمامٌ من أئمة المسلمين، وهو عبد الرحمن بن مهدي. وكَوْن بيت هذا الرجل ليس ببيت علم، ثم يخرج منه هذا العالم؛ فإنه يدل على نبوغه وعصاميته في طلب العلم.
ابن مهدي وطلبه للعلم
توجه عبد الرحمن بن مهدي إلى طلب علم الحديث وهو ابن بضع عشرة سنة، وكان مبرزاً فيه منذ صغره، وكان أول طلبه سنة: نيِّفٍ وخمسين ومائة. قال أبو عامر العقدي: "كنت سبباً في طلب عبد الرحمن بن مهدي للحديث، فقد كان يتبع القُصَّاص، فقلت له: لا يحصل في يدك من هؤلاء شيء". أي: لن يفيدك القُصَّاص؛ لأنه لا هم لهم إلا تحديث الناس بما هب ودب من غير تأكد ولا تثبت، والمهم عندهم أن يُغْرِبوا على العامة، ويأتون لهم بالطرف، وأن تشدَّ إليهم الأبصار، وتُفتح لهم الأسماع ولو أتوا بالأعاجيب، فكان يعجبه شأنهم منذ الصغر، ولكن لما نصحه أبو عامر، وقال له: لا يحصل في يدك من هؤلاء شيء، التفت إلى الحديث، وتمييز صحيحه من سقيمه، وطلبه على أصوله، فصار علماً. وسمع عبد الرحمن بن مهدي من سفيان الثوري، وهو من أجِلَّة شيوخه، سمع منه سنة: (152هـ)، و(153هـ)، و(154هـ)، و(155هـ)، و[[(156هـ)|156هـ]].
قصة تدل على نبوغه في العلم
ومن القصص التي تدل على نبوغه في العلم منذ صغره، أنه أخبر عن نفسه، قال: كنا في جنازة فيها عبيد الله بن الحسن العنبري وهو يومئذٍ قاضي البصرة، وله موضعه في قومه وقدره عند الناس، فتكلم في شيء، فأخطأ، فقلت وأنا يومئذٍ حدث: ليس هكذا، عليك بالأثر، فتزايد عليَّ الناس، لأنه وهو حدث (صغير) ينتقد العنبري قاضي البصرةوهو رجل معظم عندهم، وقدره كبير، فالناس وقعوا في ابن مهدي، هذا الحدث الصغير كيف يخطئ أو ينتقد هذا الشيخ الكبير. فقال عبيد الله العنبري : دعوه، وكيف هو؟ يستفهم من هذا الحدث -الغلام- يقول: ما هو الصحيح؟ فأخبرته. فقال: صدقت يا غلام، إذاً أرجع إلى قولك وأنا صاغر. وهذا الرجوع إلى الحق من تواضع العلماء رحمهم الله، ولو جاء من غلام صغير، ولو كان أمام الناس، وهذه وإن كان ظاهرها الحط من شأن هذا الكبير، لكنها في الحقيقة ذِكْرٌ وشَرَفٌ، فإن الإنسان يعظم في نفوس الناس؛ إذا رجع إلى الحق، وإن كانت المسألة في ظاهرها جهلٌ منه في هذه المسألة، أو نقص، لكن يطغى على هذا النقص رجوعه إلى الحق. وصحب عبد الرحمن بن مهدي شيخه سفيان وحج معه سنة: (159هـ) ثم رجع إلى البصرة (160هـ)، فمات سفيان الثوري في دار عبد الرحمن بن مهدي، أي: مات الشيخ في دار التلميذ.
اعتنائه بمعاني الحديث
ومن اعتنائه بمعرفة معاني الأحاديث، وضبطه لما تعلمه، يقول بندار محمد بن بشار: سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: "لو استقبلتُ من أمري ما استدبرتُ، لكتبت تفسير كل حديث إلى جنبه، ولأتيت المدينة حتى أنظر في كتب قومٍ قد سمعت منهم". لعله ليقيِّد تفسير كل حديث إلى جنبه، أو أنه ينظر هل ضَبَطَ فهمه وكتابته، وهل كذلك شيوخه الذين كتب عنهم ضبطوا الحديث، أو تغير عندهم شيء، فكان فهم الحديث عنده أمرٌ مهم، وليس فقط جمع الحديث. قال علي بن المديني : ستةٌ كادت تذهب عقولهم عند المذاكرة - أي: من شدة شهوتهم للحديث- وهم: 1- يحيى. 2- وعبد الرحمن بن مهدي. 3- ووكيع بن الجراح. 4- وابن عيينة -أي: سفيان -. 5- وأبو داود. 6- وعبد الرزاق.
ويمثل كتاب عبد الرحمن بن مهدي محدثا وناقدا أهمية خاصة لدى باحثي التراجم والأعلام؛ حيث يندرج كتاب عبد الرحمن بن مهدي محدثا وناقدا ضمن نطاق مؤلفات التراجم وما يرتبط بها من فروع الفكر الاجتماعي والثقافة
سنة النشر : 1987م / 1407هـ .
حجم الكتاب عند التحميل : 6.2 ميجا بايت .
نوع الكتاب : pdf.
عداد القراءة:
اذا اعجبك الكتاب فضلاً اضغط على أعجبني و يمكنك تحميله من هنا:
شكرًا لمساهمتكم
شكراً لمساهمتكم معنا في الإرتقاء بمستوى المكتبة ، يمكنكم االتبليغ عن اخطاء او سوء اختيار للكتب وتصنيفها ومحتواها ، أو كتاب يُمنع نشره ، او محمي بحقوق طبع ونشر ، فضلاً قم بالتبليغ عن الكتاب المُخالف:
قبل تحميل الكتاب ..
يجب ان يتوفر لديكم برنامج تشغيل وقراءة ملفات pdf
يمكن تحميلة من هنا 'http://get.adobe.com/reader/'