📘 قراءة كتاب أحاديث الطائفة الظاهرة أونلاين
اقتباسات من كتاب أحاديث الطائفة الظاهرة
مفهوم الحديث النَّبويّ الشّريف
تعددّت مصادر التَّشريع في الإسلام وهي التي يأخذ منها المسلمون كافّة تشريعاتهم في الأحكام والعبادات والمعاملات وغيرها؛ فكانت السُّنّة النَّبويّة هي المصدر الثَّاني من مصادر التَّشريع الإسلاميّ بعد القرآن الكريم.
السُّنّة النَّبويّة وصلت إلى الأجيال المتعاقبة من المسلمين بصورة ما يُعرف بالحديث النَّبويّ الشَّريف الذي أولاه علماء المسلمين من أهل السُّنّة والجماعة والتَّفسير والحديث أهميّة كبيرةً من حيث الجمع والتَّحقق من سلامة الرُّواة وصدقهم، ودقّة ما ورد عن النَّبي صلى الله عليه وسلم.
الحديث النَّبويّ الشَّريف في اللُّغة العربيّة الحديث كلمةٌ مضادّةٌ للقديم، والنَّبويّ أيّ ما رود عن النّبي صلى الله عليه وسلم، والشَّريف صفةٌ لإضفاء الشَّرف عن كلِّ ما جاء عن رسول الله؛ فالرَّسول لا يصدر عنه إلا شريف الأقوال والأفعال.
في الاصطلاح الحديث النبويّ هو كلُّ ما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من أقوالٍ وأفعالٍ وأخبارٍ وتقريرٍ ورأيٍ ومشورةٍ وتوجيهٍ في كافّة مجالات الشُّؤون المتعلِّقة بأمور الدُّنيا والآخرة، ونُقلت لنا من الصَّحابة ثُمّ التَّابعين ثُمّ تابعي التَّابعين وهكذا، بحيث تتحقق في الحديث المنقول الشُّروط الصَّحيحة الكافية واللّازمة للأخذ بهذا الحديث من قِبل الأئمة رُواة الحديث الذين قاموا على جمع أحاديث النّبي صلى الله عليه وسلم وتوثيقها، وهم: البخاريّ، ومسلم، وأبو داود، والتِّرمذيّ، والنسائيّ، وابن ماجه.
أنواع الحديث النَّبويّ
للحديث النَّبويّ أنواعٌ على كلِّ مسلمٍ معرفتها والتَّمييز بينها، ومنها:
الحديث الصَّحيح:
هو الحديث المُسند الذي يتصل إسناده أي نقل الحديث من راوٍ عَدلٍ ضابطٍ إلى آخر عَدلٍ ضابطٍ دون إسقاط أحد الرُّاوة حتي ينتهي الإسناد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أو إلى منتهاه من صحابيٍّ أو من دونه، ولا يكنْ هناك شذوذٌ أو عِلَّةٌ تقدح في صحة الحديث.
الحديث الحسن الصَّحيح:
وهو ما بين الحديث الحسن والحديث الصَّحيح بحسب تعريف التِّرمذي له.
الحديث الحَسن:
هو كُلُّ حديثٍ نبويٍّ سالمٍ من الشُّذوذ والعِلَّة أي لا يكونْ أحد رواة الحديث متَّهماً بالكذب، وإنَّما يكون أحد رواته خفيف الضَّبط أي لا يستطيع تثبيت ما حفظه تماماً.
الحديث الضَّعيف:
هو كلُّ حديثٍ لم تجتمع فيه صفات الحديث الصَّحيح ولا صفات الحديث الحَسن؛ كأن يكون قد أُسقِط من إسناده الصَّحابيّ الذي سمع الحديث من النّبي صلى الله عليه وسلم فيُسمى مُرسلاً، أو سقط من إسناده أحد الرُّاوة أو ذُكر رجلٌ مبهمٌ غير معروفٍ فيُسمّى الحديث الضَّعيف المتقطع، أو سقط من الإسناد راويان متتاليان فيسمّى الحديث الضَّعيف المدلس، أو اكتُشف فيه عِلَّةٌ تقدح في صِحّة الحديث وإنْ كان يبدو في الظَّاهر سليماً من العِلل.
الحديث الغريب:
هو كلُّ حديثٍ رواه شخصٌ واحدٌ ويُحكم له بالصِّحَة أو الحَسن أو الضَّعف تِبعاً لحال الرَّاوي.
أحاديث الطائفة الظاهرة
وبعد
فقد اطلعت على كتاب بعنوان (حمل الدعوة الإسلامية واجبات وصفات)، لكاتبه محمود عبد اللطيف عويضة، نشرته دار الأمة وهو من منشورات حزب التحرير، كما جاء على صفحة العنوان الداخلي، وقرأت الكتاب فوجدت فيه فصلاً بعنوان (الطائفة الظاهرة)، وقد هالني وأفزعني، تلاعب الكاتب بأحاديث النبي - صلى الله عليه وسلم -، وتحريفه الكلم عن مواضعه، وتعصبه البغيض لحزبه، حيث إنه قد زعم أن المقصود بالطائفة الظاهرة - التي ورد ذكرها في الأحاديث النبوية - حزب التحرير، وقد أوَّل النصوص تأويلاً باطلاً لتحقيق ما زعمه وادعاه.
وقد عزمت على بيان فساد ما ذهب إليه الكاتب، من تلاعبٍ بسنة المصطفى - صلى الله عليه وسلم -، قياماً بواجب الدفاع عن السنة النبوية، سائلاً المولى عز وجل، أن يجعلني ممن شملهم حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: (يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله، ينفون عنه تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين)، صححه الحافظ ابن عبد البر وحسنه الحافظ العلائي.
وسأذكر أولاً مجموعة عطرة من الأحاديث النبوية الواردة في الطائفة الظاهرة، ثم أذكر كلام الكاتب الذي حرَّف فيه كلام النبي - صلى الله عليه وسلم -، ومن ثَمَّ أبين فساد كلامه، وشدة تعصبه لحزبه، هذا التعصب الذي أعماه عن رؤية الحقيقة الساطعة كالشمس في رابعة النهار.
وينبغي أن يعلم أن التعصب صفة ذميمة، تحمل الإنسان على اتباع الهوى، وتدفعه إلى الميل عن جادة الصواب، وتحجب عينيه عن رؤية الحق، فيخبط خبط عشواء، وقد ذمَّ العلماء التعصب وحاربوه، وهذه بعض عباراتهم في ذلك:
قال أبو نُعيم: (قاتل الله التعصب ما أشنع إخساره في الميزان)، حلية الأولياء 9/ 11.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: [وأما التعصب لأمر من الأمور بلا هدى من الله، فهو من عمل الجاهلية، ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله] مجموع الفتاوى 11/ 28.
وقال الشوكاني: [والمتعصب وإن كان بصره صحيحاً، فبصيرته عمياء وأذنه عن سماع الحق صماء، يدفع الحق، وهو يظن أنه ما دفع غير الباطل، ويحسب أن ما نشأ عليه هو الحق، غفلة منه وجهلاً بما أوجبه الله عليه من النظر الصحيح، وتلقي ما جاء به الكتاب والسنة بالإذعان والتسليم، وما أقل المنصفين بعد ظهور هذه المذاهب في الأصول والفروع، فإنه صار بها باب الحق مرتجاً، وطريق الإنصاف مستوعرة، والأمر لله سبحانه والهداية منه
يأبى الفتى إلا اتباع الهوى ... ومنهج الحق له واضح] ... تفسير فتح القدير 2/ 243.
وقال الشوكاني أيضاً: [فعليك أيها العامل بالكتاب والسنة، المبرأ من التعصب والتعسف، أن تورد عليهم حجج الله، وتقيم عليهم براهينه، فإنه ربما انقاد لك منهم، من لم يستحكم داء التقليد في قلبه، وأما من قد استحكم في قلبه هذا الداء، فلو أوردت عليه كل حجة، وأقمت عليه كل برهان، لما أعارك إلا أذناً صماء، وعيناً عمياء، ولكنك قد قمت بواجب البيان الذي أوجبه عليك القرآن، والهداية بيد الخلَّاق العليم: (إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ)، سورة القصص الآية 56] تفسير فتح القدير 4/ 104.
وقال العلامة ابن القيم: [ومنها الدعاء بدعوى الجاهلية، والتعزي بعزائهم، كالدعاء إلى القبائل والعصبية لها وللأنساب، ومثله التعصب للمذاهب والطرائق والمشايخ، وتفضيل بعضها على بعض، بالهوى والعصبية، وكونه منتسباً إليه، فيدعو إلى ذلك ويوالي عليه ويعادي عليه، ويزن الناس به، كل هذا من دعوى الجاهلية] زاد المعاد في هدي خير العباد 2/ 471.
وقال الزرقاني: [واعلم أن هناك أفراداً، بل أقواماً تعصبوا لآرائهم ومذاهبهم، وزعموا أن من خالف هذه الآراء والمذاهب، كان مبتدعاً
سنة النشر : 2002م / 1423هـ .
حجم الكتاب عند التحميل : 11.5MB .
نوع الكتاب : pdf.
عداد القراءة:
اذا اعجبك الكتاب فضلاً اضغط على أعجبني و يمكنك تحميله من هنا:
شكرًا لمساهمتكم
شكراً لمساهمتكم معنا في الإرتقاء بمستوى المكتبة ، يمكنكم االتبليغ عن اخطاء او سوء اختيار للكتب وتصنيفها ومحتواها ، أو كتاب يُمنع نشره ، او محمي بحقوق طبع ونشر ، فضلاً قم بالتبليغ عن الكتاب المُخالف:
قبل تحميل الكتاب ..
يجب ان يتوفر لديكم برنامج تشغيل وقراءة ملفات pdf
يمكن تحميلة من هنا 'http://get.adobe.com/reader/'