❞ كتاب عودة إلى مقدمة ابن خلدون ❝  ⏤ جورج لابيكا

❞ كتاب عودة إلى مقدمة ابن خلدون ❝ ⏤ جورج لابيكا

المقدمة هو كتاب ألفه ابن خلدون سنة 1377م كمقدمة لمؤلفه الضخم الموسوم كتاب العبر (الاسم الكامل للكتاب هو كتاب العبر، وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر، ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر).

وقد اعتبرت المقدمة لاحقًا مؤلفًا منفصلًا ذا طابع موسوعي إذ يتناول فيه جميع ميادين المعرفة من الشريعة والتاريخ والجغرافيا والاقتصاد والعمران والاجتماع والسياسة والطب. وقد تناول فيه أحوال البشر واختلافات طبائعهم والبيئة وأثرها في الإنسان. كما تناول بالدراسة تطور الأمم والشعوب ونشوء الدولة وأسباب انهيارها مُرَكِّزًا في تفسير ذلك على مفهوم العصبية.

بهذا الكتاب سبق ابن خلدون غيره من المفكرين إلى العديد من الآراء والأفكار حتى اعتبر مُؤَسِّسًا لعلم الاجتماع، سابِقًا بذلك الفيلسوف الفرنسي أوغست كونت.

ويمكن تلخيص المقدمة في مجموعة نظريات وأسس وضعها ابن خلدون لتجعل منه المؤسس الحقيقي لعلم الاجتماع على عكس ما يدعيه علماء الغرب أن المؤسس الحقيقي هو الفرنسي أوغست كونت ومن خلال قراءة المقدمة يمكن وضع ثلاثة مفاهيم أساسية تؤكد ذلك وهي أن ابن خلدون في مقدمته بَيَّن أن المجتمعات البشرية تسير وتمضي وفق قوانين محددة وهذه القوانين تسمح بقدر من التنبؤ بالمستقبل إذا ما دُرست وفُقهت جيدًا، وأن هذا العلم (علم العمران كما أسماه) لا يتأثر بالحوادث الفردية وإنما يتأثر بالمجتمعات ككل، وأَخيرًا أَكَّدَ ابن خلدون أن هذه القوانين يمكن تطبيقها على مجتمعات تعيش في أزمنة مختلفة بشرط أن تكون البُنى واحدة في جميعها، فَمَثَلًا المجتمع الزراعي هو نفس المجتمع الزراعي بعد 100 سنة أو في العصر نفسه.

وبهذا يكون ابن خلدون هو من وضع الأسس الحقيقية لعلم الاجتماع.

اعتبر ابن خلدون مؤسّس علم الاجتماع وأوَّل من وضعه على أسسه الحديثة، وقد توصل إلى نَظَريَّات باهرة في هذا العلم حول قوانين العمران ونظرية العصبية، وبناء الدولة وأطوار عمارها وسقوطها. وقد سبقت آراؤه ونظرياته ما تَوَصَّلَ إليه لاحقًا بعِدَّةِ قرون عدد من مشاهير العلماء كالعالم الفرنسي أوغست كونت.


مقال: عودة إلى مقدمة ابن خلدون. الكاتب: الفيلسوف الفرنسي الماركسي جورج لابيكا.

مداخلة ألقيت بتاريخ 1978/06/22 في المؤتمر الدولي حول ابن خلدون بالجزائر. إننا لم نشك في قيمة الأعمال التي خصصت لبحث هذه الأمور ، بل اعتبرناها ، إجمالاً ، مكتسبات. إنما إن ضرب الأطروحات الأقوم على محلك في قطاع معين لا يمكن أن يفيد. وهكذا ، وحيث أن موقف ابن خلدون العام يعتبر عقلانياً صريحاً.

فقد تساءلنا ماذا يحل من الموقف على صعيد الظاهرة الظاهراتية. لماذا مثل هذا التساؤل؟ يحمل اسم لابن أبن خلدون يحمل اسم يحمل اسم أو سوسيولوجيا أو انتروبولوجيا ، ولا يهم كونه ، يتحرك قبل كل شيء في أفق الإسلام. ألم يكن نفسه مسلماً ومتشعباً بثقافة الإسلام في الوسط التقليدي؟

ألم يكن مغربياً ، تلك الأرض التي شدد على خصوصيتها أكثر من أي كان آخر؟ كيف سيدخل العناصر هذه في شمول تصوره؟ ما السبيل إلى التوفيق بين الأرثوذوكسية (السنة) والهم العلمي؟ بين الفوقانية والتاريخية؟
جورج لابيكا - ❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ عودة إلى مقدمة ابن خلدون ❝ ❱
من فكر إسلامي الفكر والفلسفة - مكتبة المكتبة التجريبية.

نبذة عن الكتاب:
عودة إلى مقدمة ابن خلدون

1978م - 1446هـ
المقدمة هو كتاب ألفه ابن خلدون سنة 1377م كمقدمة لمؤلفه الضخم الموسوم كتاب العبر (الاسم الكامل للكتاب هو كتاب العبر، وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر، ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر).

وقد اعتبرت المقدمة لاحقًا مؤلفًا منفصلًا ذا طابع موسوعي إذ يتناول فيه جميع ميادين المعرفة من الشريعة والتاريخ والجغرافيا والاقتصاد والعمران والاجتماع والسياسة والطب. وقد تناول فيه أحوال البشر واختلافات طبائعهم والبيئة وأثرها في الإنسان. كما تناول بالدراسة تطور الأمم والشعوب ونشوء الدولة وأسباب انهيارها مُرَكِّزًا في تفسير ذلك على مفهوم العصبية.

بهذا الكتاب سبق ابن خلدون غيره من المفكرين إلى العديد من الآراء والأفكار حتى اعتبر مُؤَسِّسًا لعلم الاجتماع، سابِقًا بذلك الفيلسوف الفرنسي أوغست كونت.

ويمكن تلخيص المقدمة في مجموعة نظريات وأسس وضعها ابن خلدون لتجعل منه المؤسس الحقيقي لعلم الاجتماع على عكس ما يدعيه علماء الغرب أن المؤسس الحقيقي هو الفرنسي أوغست كونت ومن خلال قراءة المقدمة يمكن وضع ثلاثة مفاهيم أساسية تؤكد ذلك وهي أن ابن خلدون في مقدمته بَيَّن أن المجتمعات البشرية تسير وتمضي وفق قوانين محددة وهذه القوانين تسمح بقدر من التنبؤ بالمستقبل إذا ما دُرست وفُقهت جيدًا، وأن هذا العلم (علم العمران كما أسماه) لا يتأثر بالحوادث الفردية وإنما يتأثر بالمجتمعات ككل، وأَخيرًا أَكَّدَ ابن خلدون أن هذه القوانين يمكن تطبيقها على مجتمعات تعيش في أزمنة مختلفة بشرط أن تكون البُنى واحدة في جميعها، فَمَثَلًا المجتمع الزراعي هو نفس المجتمع الزراعي بعد 100 سنة أو في العصر نفسه.

وبهذا يكون ابن خلدون هو من وضع الأسس الحقيقية لعلم الاجتماع.

اعتبر ابن خلدون مؤسّس علم الاجتماع وأوَّل من وضعه على أسسه الحديثة، وقد توصل إلى نَظَريَّات باهرة في هذا العلم حول قوانين العمران ونظرية العصبية، وبناء الدولة وأطوار عمارها وسقوطها. وقد سبقت آراؤه ونظرياته ما تَوَصَّلَ إليه لاحقًا بعِدَّةِ قرون عدد من مشاهير العلماء كالعالم الفرنسي أوغست كونت.


مقال: عودة إلى مقدمة ابن خلدون. الكاتب: الفيلسوف الفرنسي الماركسي جورج لابيكا.

مداخلة ألقيت بتاريخ 1978/06/22 في المؤتمر الدولي حول ابن خلدون بالجزائر. إننا لم نشك في قيمة الأعمال التي خصصت لبحث هذه الأمور ، بل اعتبرناها ، إجمالاً ، مكتسبات. إنما إن ضرب الأطروحات الأقوم على محلك في قطاع معين لا يمكن أن يفيد. وهكذا ، وحيث أن موقف ابن خلدون العام يعتبر عقلانياً صريحاً.

فقد تساءلنا ماذا يحل من الموقف على صعيد الظاهرة الظاهراتية. لماذا مثل هذا التساؤل؟ يحمل اسم لابن أبن خلدون يحمل اسم يحمل اسم أو سوسيولوجيا أو انتروبولوجيا ، ولا يهم كونه ، يتحرك قبل كل شيء في أفق الإسلام. ألم يكن نفسه مسلماً ومتشعباً بثقافة الإسلام في الوسط التقليدي؟

ألم يكن مغربياً ، تلك الأرض التي شدد على خصوصيتها أكثر من أي كان آخر؟ كيف سيدخل العناصر هذه في شمول تصوره؟ ما السبيل إلى التوفيق بين الأرثوذوكسية (السنة) والهم العلمي؟ بين الفوقانية والتاريخية؟ .
المزيد..

تعليقات القرّاء:

المقدمة هو كتاب ألفه ابن خلدون سنة 1377م كمقدمة لمؤلفه الضخم الموسوم كتاب العبر (الاسم الكامل للكتاب هو كتاب العبر، وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر، ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر). وقد اعتبرت المقدمة لاحقًا مؤلفًا منفصلًا ذا طابع موسوعي إذ يتناول فيه جميع ميادين المعرفة من الشريعة والتاريخ والجغرافيا والاقتصاد والعمران والاجتماع والسياسة والطب. وقد تناول فيه أحوال البشر واختلافات طبائعهم والبيئة وأثرها في الإنسان. كما تناول بالدراسة تطور الأمم والشعوب ونشوء الدولة وأسباب انهيارها مُرَكِّزًا في تفسير ذلك على مفهوم العصبية. بهذا الكتاب سبق ابن خلدون غيره من المفكرين إلى العديد من الآراء والأفكار حتى اعتبر مُؤَسِّسًا لعلم الاجتماع، سابِقًا بذلك الفيلسوف الفرنسي أوغست كونت.

ويمكن تلخيص المقدمة في مجموعة نظريات وأسس وضعها ابن خلدون لتجعل منه المؤسس الحقيقي لعلم الاجتماع على عكس ما يدعيه علماء الغرب أن المؤسس الحقيقي هو الفرنسي أوغست كونت ومن خلال قراءة المقدمة يمكن وضع ثلاثة مفاهيم أساسية تؤكد ذلك وهي أن ابن خلدون في مقدمته بَيَّن أن المجتمعات البشرية تسير وتمضي وفق قوانين محددة وهذه القوانين تسمح بقدر من التنبؤ بالمستقبل إذا ما دُرست وفُقهت جيدًا، وأن هذا العلم (علم العمران كما أسماه) لا يتأثر بالحوادث الفردية وإنما يتأثر بالمجتمعات ككل، وأَخيرًا أَكَّدَ ابن خلدون أن هذه القوانين يمكن تطبيقها على مجتمعات تعيش في أزمنة مختلفة بشرط أن تكون البُنى واحدة في جميعها، فَمَثَلًا المجتمع الزراعي هو نفس المجتمع الزراعي بعد 100 سنة أو في العصر نفسه. وبهذا يكون ابن خلدون هو من وضع الأسس الحقيقية لعلم الاجتماع. اعتبر ابن خلدون مؤسّس علم الاجتماع وأوَّل من وضعه على أسسه الحديثة، وقد توصل إلى نَظَريَّات باهرة في هذا العلم حول قوانين العمران ونظرية العصبية، وبناء الدولة وأطوار عمارها وسقوطها. وقد سبقت آراؤه ونظرياته ما تَوَصَّلَ إليه لاحقًا بعِدَّةِ قرون عدد من مشاهير العلماء كالعالم الفرنسي أوغست كونت.


مقال: عودة إلى مقدمة ابن خلدون. الكاتب: الفيلسوف الفرنسي الماركسي جورج لابيكا.

 مداخلة ألقيت بتاريخ 1978/06/22 في المؤتمر الدولي حول ابن خلدون بالجزائر. إننا لم نشك في قيمة الأعمال التي خصصت لبحث هذه الأمور ، بل اعتبرناها ، إجمالاً ، مكتسبات. إنما إن ضرب الأطروحات الأقوم على محلك في قطاع معين لا يمكن أن يفيد. وهكذا ، وحيث أن موقف ابن خلدون العام يعتبر عقلانياً صريحاً. 

فقد تساءلنا ماذا يحل من الموقف على صعيد الظاهرة الظاهراتية. لماذا مثل هذا التساؤل؟ يحمل اسم لابن أبن خلدون يحمل اسم يحمل اسم أو سوسيولوجيا أو انتروبولوجيا ، ولا يهم كونه ، يتحرك قبل كل شيء في أفق الإسلام. ألم يكن نفسه مسلماً ومتشعباً بثقافة الإسلام في الوسط التقليدي؟ ألم يكن مغربياً ، تلك الأرض التي شدد على خصوصيتها أكثر من أي كان آخر؟ كيف سيدخل العناصر هذه في شمول تصوره؟ ما السبيل إلى التوفيق بين الأرثوذوكسية (السنة) والهم العلمي؟ بين الفوقانية والتاريخية؟



سنة النشر : 1978م / 1398هـ .
نوع الكتاب : pdf.
عداد القراءة: عدد قراءة عودة إلى مقدمة ابن خلدون

اذا اعجبك الكتاب فضلاً اضغط على أعجبني
و يمكنك تحميله من هنا:

تحميل عودة إلى مقدمة ابن خلدون
شكرًا لمساهمتكم

شكراً لمساهمتكم معنا في الإرتقاء بمستوى المكتبة ، يمكنكم االتبليغ عن اخطاء او سوء اختيار للكتب وتصنيفها ومحتواها ، أو كتاب يُمنع نشره ، او محمي بحقوق طبع ونشر ، فضلاً قم بالتبليغ عن الكتاب المُخالف:

برنامج تشغيل ملفات pdfقبل تحميل الكتاب ..
يجب ان يتوفر لديكم برنامج تشغيل وقراءة ملفات pdf
يمكن تحميلة من هنا 'http://get.adobe.com/reader/'

المؤلف:
جورج لابيكا -

كتب جورج لابيكا ❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ عودة إلى مقدمة ابن خلدون ❝ ❱. المزيد..

كتب جورج لابيكا