❞ كتاب الدراسات القرآنية في الاستشراق السويدي ❝  ⏤ عصام هادي كاظم السعيدي

❞ كتاب الدراسات القرآنية في الاستشراق السويدي ❝ ⏤ عصام هادي كاظم السعيدي

لا يخفى أنّ المدارس الاستشراقيّة تصنّف على أسسٍ متنوّعةٍ، ومن ذلك التصنيف الجغرافيّ؛ فنتحدّث عن الاستشراق الفرنسيّ، والألمانيّ، والإنجليزيّ، والأمريكيّ،...

والبحوث عن هذه المدارس لا تزال تستأثر بالأهمّيّة والمتابعة، فلا جدال أنّ الانتماء لوطن ما، أو لمجال جغرافيّ أو إقليميّ محدّد، يمليان محدّدات تاريخيّة، وحضاريّة، وأحيانًا نفسيّة وشعوريّة، تؤثّر على جهود المستشرقين وأعمالهم. لذا، لا تغيب عن الباحثين السمات المشتركة التي طبعت كلّ مدرسة من هذه المدارس الاستشراقيّة، وهذا لا يلغي طبعًا خصوصيّة كلّ مستشرق بعينه، وقدرته على التميّز والفرادة والخروج عن هذا النمط العامّ.

ومن المدارس الاستشراقيّة الأوروبيّة المهمّة، التي لم تنلْ حظًّا وافرًا من الاهتمام والبحث: المدرسة السويديّة.

فالعلاقات بين البلاد الاسكندنافيّة التي تشكّل السويد جزءًا منها ـ لم تنفصل السويد؛ إلا مع تأسيس المملكة السويديّة في القرن 14م ـ ، وبين البلدان الإسلاميّة، لها تاريخ عريق ومتجذّر؛ فمنذ عصر الدولة العبّاسيّة كان هناك تبادل تجاريّ وحضاريّ، حتىّ في زمن سيطرة القراصنة على تلك البلاد النائية. وقد تحدّث الرحّالة عبد الله بن حرداذبة (820-912م) الذي عاش في زمن المأمون العبّاسيّ في كتابه (المسالك والممالك) عن الفايكنج المواطنيين الأصليّين لتلك البلاد، وأورد أوصافهم وصفات نسائهم، وأسلحتهم والمواد التي يتاجرون بها...

وكذلك كانت لتلك البلاد علاقة مع الغرب الإسلاميّ، وخاصّة الأندلس التي استقطبت الكثير من طلاب تلك البلاد الذين شدّوا الرحال إليها؛ طلبًا للعلم، ودراسة للاهوت الإسلاميّ، والطبّ، والهندسة، وسائر العلوم التي كانت تدرَّس في جامعات الأندلس. ومع سقوط الأندلس (887ه.ق/ 1492م)، تصاعد الاهتمام اللاهوتيّ في جامعاتهم الأمّ التي أسّسوها؛ كجامعة أوبسالا التي تعدّ أقدم جامعة في السويد والبلاد الاسكندنافيّة، وقد تأسّست عام 1477م.

وفي العصور الحديثة لم تنقطع العلاقة مع العالم الإسلاميّ، فقد قام الكثير من المستشرقين السويديّين برحلات إلى الشرق؛ للتعرّف على هذه البلاد وتاريخها وتراثها...

هذه الجذور التاريخيّة بين السويد والشرق الإسلاميّ، طغى عليها الطابع الحضاريّ والتجاريّ والثقافيّ، الذي ظلّ إلى حدٍّ بعيدٍ يميّز علاقة السويد ببلاد الإسلام؛ ما أضفى على الاستشراق السويديّ ميزةً محتملةً؛ وهي: خلوّه من النزعة الاستعماريّة وعِقَد الهيمنة. ولكنْ إلى أيّ مدى تخلّص المستشرقون السويديّون في عموم دراساتهم؛ وفي دراساتهم القرآنيّة بالخصوص، من هذه الآفة المستشرية؟!

والكتاب الذي بين أيدينا هو دراسة أكاديميّة (رسالة ماجستير في الشريعة والعلوم الإسلاميّة مقدّمة من قِبل الباحث إلى كلّيّة الفقه في جامعة الكوفة بإشراف الأستاذ الدكتور حكمت عبيد حسين الخفاجي)، وهي تعدّ بحقّ محاولة جريئة من الباحث، مع قلّة المصادر وندرتها، وعدم توفّر دراسات المستشرقين السويديّين باللغة العربيّة.

وقد اقتحم الباحث هذا الغمار، وبذل جهودًا في ترجمة النصوص، وحاول أنْ يقدّم قراءةً علميّةً موضوعيّةً في تقويم أعمال أشهر المستشرقين السويديّين حول القرآن؛ تاريخًا، وتفسيرًا، وترجمةً.

والمركز، إذ يقوم بنشر هذا الكتاب ضمن سلسلة (القرآن في الدراسات الغربيّة)، يضع بين يدي القارئ أبرز الملاحظات والتوصيات التي تساعده على الإحاطة أكثر بالمشروع:

أولاً: تشكّل الدراسة عملًا مميّزًا وإضافةً نوعيّةً للمكتبة الاستشراقيّة، وخاصّة مع ندرة البحوث في هذا المجال.

ثانيًا: لقد حافظنا في الكتاب على بنية الرسالة (نالت درجة جيّد جدًّا)، التي تميّزت بالانضباط الأكاديميّ؛ خاصّة على مستوى: التقسيم، والفهرسة، والمنهجية...

ثالثًا: في صياغة الرسالة، اكتفينا بالمعالجات الضروريّة؛ كما تفرضه القواعد اللغويّة وسلاسة التراكيب، وحسن الأسلوب، لذلك حافظنا ما أمكن على النصوص السويديّة المترجَمة إلى العربيّة، ولكنْ اضطررنا للتدخّل المحدود في صياغة بعض الموارد.

رابعًا: سعينا لعدم المساس بمنهجيّة الباحث ومعالجاته لإشكالات البحث وأسئلته، مع ضرورة الإشارة إلى مجموعة من المباحث المهمة التي لم تعالجها الرسالة؛ منها: غياب الطرح الواضح لمدرسة الاستشراق السويديّ من زاوية تاريخيّة، والخلط في موضوع ترجمة القرآن: بين جواز ترجمة القرآن وبين قراءة القرآن مترجمًا في الصلاة، وعموميّة التوصيات...

خامسًا: إنّ نشر المركز لهذا العمل؛ بوصفه عملًا تأسيسيًّا في نقد هذه المدرسة المغمورة، يستبطن دعوة للباحثين للاهتمام أكثر بهذه المدرسة الاستشراقيّة المغمورة ومثيلاتها؛ وبالخصوص في مجال الدراسات القرآنيّة.

سادسًا: من المحاور الأساس التي ندعو الباحثين الراغبين في التعمّق بدراستها في مجال الاستشراق السويديّ عمومًا، والدراسات القرآنيّة خصوصًا: تجاوز النقد الموضعيّ الذي ركّزت عليه هذه الرسالة، وإبراز النقد المنهجيّ؛ بتسليط معاول التحليل والنقد على مناهج المستشرقين السويديّين في دراسة القرآن، والتي اقتبسوها من روح الاستشراق الكلّيّة المهيمنة على المستشرقين؛ إلا ما ندر منهم.

ختامًا نرجو أنْ يجد القرّاء الأعزاء في هذا العنوان الجديد الفائدة المرجوّة، والانتظارات المأمولة.
عصام هادي كاظم السعيدي - ❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ الدراسات القرآنية في الاستشراق السويدي ❝ الناشرين : ❞ المركز الاسلامي للدراسات الاستراتيجية ❝ ❱
من الاستشراق والمستشرقون كتب الردود والمناظرات - مكتبة كتب إسلامية.


اقتباسات من كتاب الدراسات القرآنية في الاستشراق السويدي

نبذة عن الكتاب:
الدراسات القرآنية في الاستشراق السويدي

2020م - 1446هـ
لا يخفى أنّ المدارس الاستشراقيّة تصنّف على أسسٍ متنوّعةٍ، ومن ذلك التصنيف الجغرافيّ؛ فنتحدّث عن الاستشراق الفرنسيّ، والألمانيّ، والإنجليزيّ، والأمريكيّ،...

والبحوث عن هذه المدارس لا تزال تستأثر بالأهمّيّة والمتابعة، فلا جدال أنّ الانتماء لوطن ما، أو لمجال جغرافيّ أو إقليميّ محدّد، يمليان محدّدات تاريخيّة، وحضاريّة، وأحيانًا نفسيّة وشعوريّة، تؤثّر على جهود المستشرقين وأعمالهم. لذا، لا تغيب عن الباحثين السمات المشتركة التي طبعت كلّ مدرسة من هذه المدارس الاستشراقيّة، وهذا لا يلغي طبعًا خصوصيّة كلّ مستشرق بعينه، وقدرته على التميّز والفرادة والخروج عن هذا النمط العامّ.

ومن المدارس الاستشراقيّة الأوروبيّة المهمّة، التي لم تنلْ حظًّا وافرًا من الاهتمام والبحث: المدرسة السويديّة.

فالعلاقات بين البلاد الاسكندنافيّة التي تشكّل السويد جزءًا منها ـ لم تنفصل السويد؛ إلا مع تأسيس المملكة السويديّة في القرن 14م ـ ، وبين البلدان الإسلاميّة، لها تاريخ عريق ومتجذّر؛ فمنذ عصر الدولة العبّاسيّة كان هناك تبادل تجاريّ وحضاريّ، حتىّ في زمن سيطرة القراصنة على تلك البلاد النائية. وقد تحدّث الرحّالة عبد الله بن حرداذبة (820-912م) الذي عاش في زمن المأمون العبّاسيّ في كتابه (المسالك والممالك) عن الفايكنج المواطنيين الأصليّين لتلك البلاد، وأورد أوصافهم وصفات نسائهم، وأسلحتهم والمواد التي يتاجرون بها...

وكذلك كانت لتلك البلاد علاقة مع الغرب الإسلاميّ، وخاصّة الأندلس التي استقطبت الكثير من طلاب تلك البلاد الذين شدّوا الرحال إليها؛ طلبًا للعلم، ودراسة للاهوت الإسلاميّ، والطبّ، والهندسة، وسائر العلوم التي كانت تدرَّس في جامعات الأندلس. ومع سقوط الأندلس (887ه.ق/ 1492م)، تصاعد الاهتمام اللاهوتيّ في جامعاتهم الأمّ التي أسّسوها؛ كجامعة أوبسالا التي تعدّ أقدم جامعة في السويد والبلاد الاسكندنافيّة، وقد تأسّست عام 1477م.

وفي العصور الحديثة لم تنقطع العلاقة مع العالم الإسلاميّ، فقد قام الكثير من المستشرقين السويديّين برحلات إلى الشرق؛ للتعرّف على هذه البلاد وتاريخها وتراثها...

هذه الجذور التاريخيّة بين السويد والشرق الإسلاميّ، طغى عليها الطابع الحضاريّ والتجاريّ والثقافيّ، الذي ظلّ إلى حدٍّ بعيدٍ يميّز علاقة السويد ببلاد الإسلام؛ ما أضفى على الاستشراق السويديّ ميزةً محتملةً؛ وهي: خلوّه من النزعة الاستعماريّة وعِقَد الهيمنة. ولكنْ إلى أيّ مدى تخلّص المستشرقون السويديّون في عموم دراساتهم؛ وفي دراساتهم القرآنيّة بالخصوص، من هذه الآفة المستشرية؟!

والكتاب الذي بين أيدينا هو دراسة أكاديميّة (رسالة ماجستير في الشريعة والعلوم الإسلاميّة مقدّمة من قِبل الباحث إلى كلّيّة الفقه في جامعة الكوفة بإشراف الأستاذ الدكتور حكمت عبيد حسين الخفاجي)، وهي تعدّ بحقّ محاولة جريئة من الباحث، مع قلّة المصادر وندرتها، وعدم توفّر دراسات المستشرقين السويديّين باللغة العربيّة.

وقد اقتحم الباحث هذا الغمار، وبذل جهودًا في ترجمة النصوص، وحاول أنْ يقدّم قراءةً علميّةً موضوعيّةً في تقويم أعمال أشهر المستشرقين السويديّين حول القرآن؛ تاريخًا، وتفسيرًا، وترجمةً.

والمركز، إذ يقوم بنشر هذا الكتاب ضمن سلسلة (القرآن في الدراسات الغربيّة)، يضع بين يدي القارئ أبرز الملاحظات والتوصيات التي تساعده على الإحاطة أكثر بالمشروع:

أولاً: تشكّل الدراسة عملًا مميّزًا وإضافةً نوعيّةً للمكتبة الاستشراقيّة، وخاصّة مع ندرة البحوث في هذا المجال.

ثانيًا: لقد حافظنا في الكتاب على بنية الرسالة (نالت درجة جيّد جدًّا)، التي تميّزت بالانضباط الأكاديميّ؛ خاصّة على مستوى: التقسيم، والفهرسة، والمنهجية...

ثالثًا: في صياغة الرسالة، اكتفينا بالمعالجات الضروريّة؛ كما تفرضه القواعد اللغويّة وسلاسة التراكيب، وحسن الأسلوب، لذلك حافظنا ما أمكن على النصوص السويديّة المترجَمة إلى العربيّة، ولكنْ اضطررنا للتدخّل المحدود في صياغة بعض الموارد.

رابعًا: سعينا لعدم المساس بمنهجيّة الباحث ومعالجاته لإشكالات البحث وأسئلته، مع ضرورة الإشارة إلى مجموعة من المباحث المهمة التي لم تعالجها الرسالة؛ منها: غياب الطرح الواضح لمدرسة الاستشراق السويديّ من زاوية تاريخيّة، والخلط في موضوع ترجمة القرآن: بين جواز ترجمة القرآن وبين قراءة القرآن مترجمًا في الصلاة، وعموميّة التوصيات...

خامسًا: إنّ نشر المركز لهذا العمل؛ بوصفه عملًا تأسيسيًّا في نقد هذه المدرسة المغمورة، يستبطن دعوة للباحثين للاهتمام أكثر بهذه المدرسة الاستشراقيّة المغمورة ومثيلاتها؛ وبالخصوص في مجال الدراسات القرآنيّة.

سادسًا: من المحاور الأساس التي ندعو الباحثين الراغبين في التعمّق بدراستها في مجال الاستشراق السويديّ عمومًا، والدراسات القرآنيّة خصوصًا: تجاوز النقد الموضعيّ الذي ركّزت عليه هذه الرسالة، وإبراز النقد المنهجيّ؛ بتسليط معاول التحليل والنقد على مناهج المستشرقين السويديّين في دراسة القرآن، والتي اقتبسوها من روح الاستشراق الكلّيّة المهيمنة على المستشرقين؛ إلا ما ندر منهم.

ختامًا نرجو أنْ يجد القرّاء الأعزاء في هذا العنوان الجديد الفائدة المرجوّة، والانتظارات المأمولة.

.
المزيد..

تعليقات القرّاء:

لا يخفى أنّ المدارس الاستشراقيّة تصنّف على أسسٍ متنوّعةٍ، ومن ذلك التصنيف الجغرافيّ؛ فنتحدّث عن الاستشراق الفرنسيّ، والألمانيّ، والإنجليزيّ، والأمريكيّ،...

والبحوث عن هذه المدارس لا تزال تستأثر بالأهمّيّة والمتابعة، فلا جدال أنّ الانتماء لوطن ما، أو لمجال جغرافيّ أو إقليميّ محدّد، يمليان محدّدات تاريخيّة، وحضاريّة، وأحيانًا نفسيّة وشعوريّة، تؤثّر على جهود المستشرقين وأعمالهم. لذا، لا تغيب عن الباحثين السمات المشتركة التي طبعت كلّ مدرسة من هذه المدارس الاستشراقيّة، وهذا لا يلغي طبعًا خصوصيّة كلّ مستشرق بعينه، وقدرته على التميّز والفرادة والخروج عن هذا النمط العامّ.

ومن المدارس الاستشراقيّة الأوروبيّة المهمّة، التي لم تنلْ حظًّا وافرًا من الاهتمام والبحث: المدرسة السويديّة.

فالعلاقات بين البلاد الاسكندنافيّة التي تشكّل السويد جزءًا منها ـ لم تنفصل السويد؛ إلا مع تأسيس المملكة السويديّة في القرن 14م ـ ، وبين البلدان الإسلاميّة، لها تاريخ عريق ومتجذّر؛ فمنذ عصر الدولة العبّاسيّة كان هناك تبادل تجاريّ وحضاريّ، حتىّ في زمن سيطرة القراصنة على تلك البلاد النائية. وقد تحدّث الرحّالة عبد الله بن حرداذبة (820-912م) الذي عاش في زمن المأمون العبّاسيّ في كتابه (المسالك والممالك) عن الفايكنج المواطنيين الأصليّين لتلك البلاد، وأورد أوصافهم وصفات نسائهم، وأسلحتهم والمواد التي يتاجرون بها...

وكذلك كانت لتلك البلاد علاقة مع الغرب الإسلاميّ، وخاصّة الأندلس التي استقطبت الكثير من طلاب تلك البلاد الذين شدّوا الرحال إليها؛ طلبًا للعلم، ودراسة للاهوت الإسلاميّ، والطبّ، والهندسة، وسائر العلوم التي كانت تدرَّس في جامعات الأندلس. ومع سقوط الأندلس (887ه.ق/ 1492م)، تصاعد الاهتمام اللاهوتيّ في جامعاتهم الأمّ التي أسّسوها؛ كجامعة أوبسالا التي تعدّ أقدم جامعة في السويد والبلاد الاسكندنافيّة، وقد تأسّست عام 1477م.

وفي العصور الحديثة لم تنقطع العلاقة مع العالم الإسلاميّ، فقد قام الكثير من المستشرقين السويديّين برحلات إلى الشرق؛ للتعرّف على هذه البلاد وتاريخها وتراثها...

هذه الجذور التاريخيّة بين السويد والشرق الإسلاميّ، طغى عليها الطابع الحضاريّ والتجاريّ والثقافيّ، الذي ظلّ إلى حدٍّ بعيدٍ يميّز علاقة السويد ببلاد الإسلام؛ ما أضفى على الاستشراق السويديّ ميزةً محتملةً؛ وهي: خلوّه من النزعة الاستعماريّة وعِقَد الهيمنة. ولكنْ إلى أيّ مدى تخلّص المستشرقون السويديّون في عموم دراساتهم؛ وفي دراساتهم القرآنيّة بالخصوص، من هذه الآفة المستشرية؟!

والكتاب الذي بين أيدينا هو دراسة أكاديميّة (رسالة ماجستير في الشريعة والعلوم الإسلاميّة مقدّمة من قِبل الباحث إلى كلّيّة الفقه في جامعة الكوفة بإشراف الأستاذ الدكتور حكمت عبيد حسين الخفاجي)، وهي تعدّ بحقّ محاولة جريئة من الباحث، مع قلّة المصادر وندرتها، وعدم توفّر دراسات المستشرقين السويديّين باللغة العربيّة.

وقد اقتحم الباحث هذا الغمار، وبذل جهودًا في ترجمة النصوص، وحاول أنْ يقدّم قراءةً علميّةً موضوعيّةً في تقويم أعمال أشهر المستشرقين السويديّين حول القرآن؛ تاريخًا، وتفسيرًا، وترجمةً.

والمركز، إذ يقوم بنشر هذا الكتاب ضمن سلسلة (القرآن في الدراسات الغربيّة)، يضع بين يدي القارئ أبرز الملاحظات والتوصيات التي تساعده على الإحاطة أكثر بالمشروع:

أولاً: تشكّل الدراسة عملًا مميّزًا وإضافةً نوعيّةً للمكتبة الاستشراقيّة، وخاصّة مع ندرة البحوث في هذا المجال.

ثانيًا: لقد حافظنا في الكتاب على بنية الرسالة (نالت درجة جيّد جدًّا)، التي تميّزت بالانضباط الأكاديميّ؛ خاصّة على مستوى: التقسيم، والفهرسة، والمنهجية...

ثالثًا: في صياغة الرسالة، اكتفينا بالمعالجات الضروريّة؛ كما تفرضه القواعد اللغويّة وسلاسة التراكيب، وحسن الأسلوب، لذلك حافظنا ما أمكن على النصوص السويديّة المترجَمة إلى العربيّة، ولكنْ اضطررنا للتدخّل المحدود في صياغة بعض الموارد.

رابعًا: سعينا لعدم المساس بمنهجيّة الباحث ومعالجاته لإشكالات البحث وأسئلته، مع ضرورة الإشارة إلى مجموعة من المباحث المهمة التي لم تعالجها الرسالة؛ منها: غياب الطرح الواضح لمدرسة الاستشراق السويديّ من زاوية تاريخيّة، والخلط في موضوع ترجمة القرآن: بين جواز ترجمة القرآن وبين قراءة القرآن مترجمًا في الصلاة، وعموميّة التوصيات...

خامسًا: إنّ نشر المركز لهذا العمل؛ بوصفه عملًا تأسيسيًّا في نقد هذه المدرسة المغمورة، يستبطن دعوة للباحثين للاهتمام أكثر بهذه المدرسة الاستشراقيّة المغمورة ومثيلاتها؛ وبالخصوص في مجال الدراسات القرآنيّة.

سادسًا: من المحاور الأساس التي ندعو الباحثين الراغبين في التعمّق بدراستها في مجال الاستشراق السويديّ عمومًا، والدراسات القرآنيّة خصوصًا: تجاوز النقد الموضعيّ الذي ركّزت عليه هذه الرسالة، وإبراز النقد المنهجيّ؛ بتسليط معاول التحليل والنقد على مناهج المستشرقين السويديّين في دراسة القرآن، والتي اقتبسوها من روح الاستشراق الكلّيّة المهيمنة على المستشرقين؛ إلا ما ندر منهم.

ختامًا نرجو أنْ يجد القرّاء الأعزاء في هذا العنوان الجديد الفائدة المرجوّة، والانتظارات المأمولة.



سنة النشر : 2020م / 1441هـ .
نوع الكتاب : pdf.
عداد القراءة: عدد قراءة الدراسات القرآنية في الاستشراق السويدي

اذا اعجبك الكتاب فضلاً اضغط على أعجبني
و يمكنك تحميله من هنا:

تحميل الدراسات القرآنية في الاستشراق السويدي
شكرًا لمساهمتكم

شكراً لمساهمتكم معنا في الإرتقاء بمستوى المكتبة ، يمكنكم االتبليغ عن اخطاء او سوء اختيار للكتب وتصنيفها ومحتواها ، أو كتاب يُمنع نشره ، او محمي بحقوق طبع ونشر ، فضلاً قم بالتبليغ عن الكتاب المُخالف:

برنامج تشغيل ملفات pdfقبل تحميل الكتاب ..
يجب ان يتوفر لديكم برنامج تشغيل وقراءة ملفات pdf
يمكن تحميلة من هنا 'http://get.adobe.com/reader/'

المؤلف:
عصام هادي كاظم السعيدي -

كتب عصام هادي كاظم السعيدي ❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ الدراسات القرآنية في الاستشراق السويدي ❝ الناشرين : ❞ المركز الاسلامي للدراسات الاستراتيجية ❝ ❱. المزيد..

كتب عصام هادي كاظم السعيدي
الناشر:
المركز الاسلامي للدراسات الاستراتيجية
كتب المركز الاسلامي للدراسات الاستراتيجية ❰ ناشرين لمجموعة من المؤلفات أبرزها ❞ مارتن هايدغر .. مقاربات نقدية لنظامه الفلسفي ❝ ❞ الدراسات القرآنية في الاستشراق السويدي ❝ ❞ الفيسبوك الوطن البديل للشباب وأثره السلبي على الشباب العراقي: دراسة وصفية تحليلية ❝ ❞ الهيومانيّة ... دراسة تحليلية للأسس والجذور ❝ ❞ حوارات في علم الاستغراب مع مفكرين وباحثين من العالمين العربي والإسلامي / ج3 ❝ ❞ الكلام الإسلامي المعاصر / ج1 ❝ ❞ الكلام الإسلامي المعاصر / ج2 ❝ ❞ سلسلة مصطلحات معاصرة: مدرسة فرانكفورت ❝ ❞ الكلام الإسلامي المعاصر / ج3 ❝ ❞ حوارات في علم الاستغراب مع مفكرين وباحثين من العالمين العربي والإسلامي / ج2 ❝ ومن أبرز المؤلفين : ❞ مجموعة من المؤلفين ❝ ❞ أحمد عبد الحليم عطية ❝ ❞ محمد هادي طلعتي ❝ ❞ وليد كاصد الزيدي ❝ ❞ عصام هادي كاظم السعيدي ❝ ❞ عبد الحسين خسروبناه ❝ ❞ علي لفتة العيساوي ❝ ❞ حميد لشهب ❝ ❞ مهدي قوام صفري ❝ ❞ محمود كيشانه ❝ ❞ قيس ناصر راهي ❝ ❞ شريف الدين بن دوبه ❝ ❞ محمود حيدر ❝ ❞ عامر عبد زيد كاظم الوائلي ❝ ❞ ثريا بن مسمية ❝ ❞ محمد تقي الجعفري ❝ ❞ شهريار زرشناس ❝ ❞ نغم عاصم عثمان ❝ ❞ نرجس رودكر ❝ ❞ محمد عرب صالحي ❝ ❞ محمد رضا خاكي قراملكي ❝ ❞ هاشم الميلاني ❝ ❞ عماد الدين ابراهيم عبد الرزاق ❝ ❞ سمر جورج الديوب ❝ ❞ عبد المجيد زراقط ❝ ❞ علي محمد الحاج حسن ❝ ❞ نبيل على صالح ❝ ❞ غيضان السيد علي ❝ ❞ ياسين حسين علوان الويسي ❝ ❞ مرتضى فرج ❝ ❞ محمد ملا عباسي ❝ ❞ محمد عبد المهدي سلمان الحلو ❝ ❞ محمد أمين بن جيلالي ❝ ❞ عباس عارفي ❝ ❞ وليد محمد السراقبي ❝ ❞ حسين حاج محمدي ❝ ❞ خضر إبراهيم حيدر ❝ ❞ محمود بري ❝ ❞ صفدر إلهي راد ❝ ❱.المزيد.. كتب المركز الاسلامي للدراسات الاستراتيجية