❞ رواية الحب تحت المطر  ❝  ⏤ نجيب محفوظ

❞ رواية الحب تحت المطر ❝ ⏤ نجيب محفوظ

نبذة من الكتاب :

عاد إلى بؤرة قديمة كان هجرها مذ عرف منى زهران. ذهب إلى ملهى "مركب الشمس" بالهرم وهو نصف ثمل. وأنزوى فى الحديقة رغم برودة الجو وطلب من النادل أن يدعو سميرة لمشاربته. وسميرة كانت صديقته، وهى راقصة من الدرجة الرابعة ترقص ضمن مجموعة فى خلفية المسرح عندما يغنى مطرب بالمهى. وهى فى الخامسة والثلاثين، وبها مسحة جمال، وجسمها أجمل من وجهها، ورخيصة الثمن نسبيا، وقد دهشت لعودته عقب غياب استمر أكثر من نصف عام، فتظاهرت بغضب لا أساس له، وقالت له:
رجعت يا خائن
وراحا يشربان. ولاحظت أنه- بخلاف عادته- يشرب بإفراط وكانت ترتاح إليه، لأنه مهذب، ولأنه يملك سيارة صغيرة، وأخيراً لأنه كريم. وقالت له ضاحكة:
- أنت تشرب كالوحش.
فقال لها:
- سانتظرك آخر الليل.
ومع أنها رحبت بذلك فى أعماقها إلا أنها قالت متسائلة مع رغبة فى تأديبه:
كلا..
وتبادلا نظرة طويلة، ثم قالت:
- مرتبطة الليلة..
فهتف بضجر:
كلا..
- كلا !
- كيف حال بنتك الصغيرة؟
- مع أمى كما تعلم.
- فأفرغ كأسه وقال :
- عندى فكرة لا بأس بها..
- فكرة؟!
فتريث قليلاً لأنه شعر رغم سكره بأنه مقدم على أخطر خطوة يتخذها فى حياته. وغضب لتريثه فقال:
- أرغب يا سميرة فى أن نعيش معا!
- فتفكرت قليلا ثم تمتمت:
-فيها قولان!
- ولكنك لم تدركى مقصدى!
- أعتقد أنه واضح.
فقال وهو يركز عينيه فى كأسه:
- أريد أن إتزوج منك!
فطالعته بإنكار، ثم قالت بحدة:
- أنت سكران!
- بل رجعت إليك لتحقيق ذلك.
فجعلت تنظر إليه فى ريبة فقال:
- ما قولك؟
- أفق!
-الليلة إن أمكن!
ثم وهو يتناول يدها:
- ستبقى الصغيرة عند والدتك، ولكنى سأرتب لها مصروفا معقولا، لست غنيا ولست فقيرا..
فتساءلت بدهشة:
- أنت جاد حقا؟!
هيا بنا فى الحال إن شئت..
فضحكت وسألته:
- ماذا جعلت تقرر ذلك؟
- أريد أن أستقر، أستقر مع امرأه معقولة بلا خداع، فهل أنت على استعداد لنسيان الماضى وبدء حياة جديدة؟
فضحكن ضحكة عصيبة وقالت:
- لا يوجد مأذون مستيقظا فى هذه الساعة.
فقام وهو يقول:
- لا أهمية لذلك مادام سيستيقظ فى الصباح الباكر.
نجيب محفوظ - نجيب محفوظ عبد العزيز إبراهيم أحمد الباشا (11 ديسمبر 1911 – 30 أغسطس 2006)، والمعروف باسمه الأدبي نجيب محفوظ، هو روائي، وكاتب مصري، يُعد أول أديب عربي حائز على جائزة نوبل في الأدب. كتب نجيب محفوظ منذ الثلاثينات، واستمر حتى 2004. تدور أحداث جميع رواياته في مصر، وتظهر فيها سمة متكررة هي الحارة التي تعادل العالم. من أشهر أعماله: الثلاثية، وأولاد حارتنا، والتي مُنعت من النشر في مصر منذ صدورها وحتى وقتٍ قريب. بينما يُصنف أدب محفوظ باعتباره أدباً واقعياً، فإن مواضيعاً وجودية تظهر فيه. يُعد محفوظ أكثر أديب عربي نُقلت أعماله إلى السينما والتلفزيون.


محفوظ في الستينيات
سُمي نجيب محفوظ باسمٍ مركب تقديراً من والده «عبد العزيز إبراهيم» للطبيب المعروف نجيب باشا محفوظ، والذي أشرف على ولادته التي كانت متعسرة.


❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ السراب ❝ ❞ اولاد حارتنا ❝ ❞ بداية ونهاية ❝ ❞ ثرثرة فوق النيل ❝ ❞ القاهرة الجديدة ❝ ❞ اللص والكلاب ❝ ❞ همس النجوم ❝ ❞ دنيا الله ❝ ❞ الشيطان يعظ ❝ الناشرين : ❞ دار الشروق للنشر والتوزيع: مصر - لبنان ❝ ❞ الدار المصرية اللبنانية ❝ ❞ دار الهلال ❝ ❞ دار الساقي للطباعة والنشر ❝ ❞ دار الشروق ❝ ❞ مكتبة مصر ❝ ❞ دار مصر للطباعة ❝ ❞ دار الآداب ❝ ❞ دار نفرو ❝ ❞ مجلة المعرفة ❝ ❞ السينما المصرية ❝ ❱
من كتب الروايات والقصص - مكتبة القصص والروايات والمجلّات.


اقتباسات من رواية الحب تحت المطر

نبذة عن الكتاب:
الحب تحت المطر

2006م - 1446هـ
نبذة من الكتاب :

عاد إلى بؤرة قديمة كان هجرها مذ عرف منى زهران. ذهب إلى ملهى "مركب الشمس" بالهرم وهو نصف ثمل. وأنزوى فى الحديقة رغم برودة الجو وطلب من النادل أن يدعو سميرة لمشاربته. وسميرة كانت صديقته، وهى راقصة من الدرجة الرابعة ترقص ضمن مجموعة فى خلفية المسرح عندما يغنى مطرب بالمهى. وهى فى الخامسة والثلاثين، وبها مسحة جمال، وجسمها أجمل من وجهها، ورخيصة الثمن نسبيا، وقد دهشت لعودته عقب غياب استمر أكثر من نصف عام، فتظاهرت بغضب لا أساس له، وقالت له:
رجعت يا خائن
وراحا يشربان. ولاحظت أنه- بخلاف عادته- يشرب بإفراط وكانت ترتاح إليه، لأنه مهذب، ولأنه يملك سيارة صغيرة، وأخيراً لأنه كريم. وقالت له ضاحكة:
- أنت تشرب كالوحش.
فقال لها:
- سانتظرك آخر الليل.
ومع أنها رحبت بذلك فى أعماقها إلا أنها قالت متسائلة مع رغبة فى تأديبه:
كلا..
وتبادلا نظرة طويلة، ثم قالت:
- مرتبطة الليلة..
فهتف بضجر:
كلا..
- كلا !
- كيف حال بنتك الصغيرة؟
- مع أمى كما تعلم.
- فأفرغ كأسه وقال :
- عندى فكرة لا بأس بها..
- فكرة؟!
فتريث قليلاً لأنه شعر رغم سكره بأنه مقدم على أخطر خطوة يتخذها فى حياته. وغضب لتريثه فقال:
- أرغب يا سميرة فى أن نعيش معا!
- فتفكرت قليلا ثم تمتمت:
-فيها قولان!
- ولكنك لم تدركى مقصدى!
- أعتقد أنه واضح.
فقال وهو يركز عينيه فى كأسه:
- أريد أن إتزوج منك!
فطالعته بإنكار، ثم قالت بحدة:
- أنت سكران!
- بل رجعت إليك لتحقيق ذلك.
فجعلت تنظر إليه فى ريبة فقال:
- ما قولك؟
- أفق!
-الليلة إن أمكن!
ثم وهو يتناول يدها:
- ستبقى الصغيرة عند والدتك، ولكنى سأرتب لها مصروفا معقولا، لست غنيا ولست فقيرا..
فتساءلت بدهشة:
- أنت جاد حقا؟!
هيا بنا فى الحال إن شئت..
فضحكت وسألته:
- ماذا جعلت تقرر ذلك؟
- أريد أن أستقر، أستقر مع امرأه معقولة بلا خداع، فهل أنت على استعداد لنسيان الماضى وبدء حياة جديدة؟
فضحكن ضحكة عصيبة وقالت:
- لا يوجد مأذون مستيقظا فى هذه الساعة.
فقام وهو يقول:
- لا أهمية لذلك مادام سيستيقظ فى الصباح الباكر. .
المزيد..

تعليقات القرّاء:

نبذة من الكتاب :

عاد إلى بؤرة قديمة كان هجرها مذ عرف منى زهران. ذهب إلى ملهى "مركب الشمس" بالهرم وهو نصف ثمل. وأنزوى فى الحديقة رغم برودة الجو وطلب من النادل أن يدعو سميرة لمشاربته. وسميرة كانت صديقته، وهى راقصة من الدرجة الرابعة ترقص ضمن مجموعة فى خلفية المسرح عندما يغنى مطرب بالمهى. وهى فى الخامسة والثلاثين، وبها مسحة جمال، وجسمها أجمل من وجهها، ورخيصة الثمن نسبيا، وقد دهشت لعودته عقب غياب استمر أكثر من نصف عام، فتظاهرت بغضب لا أساس له، وقالت له:
رجعت يا خائن
وراحا يشربان. ولاحظت أنه- بخلاف عادته- يشرب بإفراط وكانت ترتاح إليه، لأنه مهذب، ولأنه يملك سيارة صغيرة، وأخيراً لأنه كريم. وقالت له ضاحكة:
- أنت تشرب كالوحش.
فقال لها:
- سانتظرك آخر الليل.
ومع أنها رحبت بذلك فى أعماقها إلا أنها قالت متسائلة مع رغبة فى تأديبه:
كلا..
وتبادلا نظرة طويلة، ثم قالت:
- مرتبطة الليلة..
فهتف بضجر:
كلا..
- كلا !
- كيف حال بنتك الصغيرة؟
- مع أمى كما تعلم.
- فأفرغ كأسه وقال :
- عندى فكرة لا بأس بها..
- فكرة؟!
فتريث قليلاً لأنه شعر رغم سكره بأنه مقدم على أخطر خطوة يتخذها فى حياته. وغضب لتريثه فقال:
- أرغب يا سميرة فى أن نعيش معا!
- فتفكرت قليلا ثم تمتمت:
-فيها قولان!
- ولكنك لم تدركى مقصدى!
- أعتقد أنه واضح.
فقال وهو يركز عينيه فى كأسه:
- أريد أن إتزوج منك!
فطالعته بإنكار، ثم قالت بحدة:
- أنت سكران!
- بل رجعت إليك لتحقيق ذلك.
فجعلت تنظر إليه فى ريبة فقال:
- ما قولك؟
- أفق!
-الليلة إن أمكن!
ثم وهو يتناول يدها:
- ستبقى الصغيرة عند والدتك، ولكنى سأرتب لها مصروفا معقولا، لست غنيا ولست فقيرا..
فتساءلت بدهشة:
- أنت جاد حقا؟!
هيا بنا فى الحال إن شئت..
فضحكت وسألته:
- ماذا جعلت تقرر ذلك؟
- أريد أن أستقر، أستقر مع امرأه معقولة بلا خداع، فهل أنت على استعداد لنسيان الماضى وبدء حياة جديدة؟
فضحكن ضحكة عصيبة وقالت:
- لا يوجد مأذون مستيقظا فى هذه الساعة.
فقام وهو يقول:
- لا أهمية لذلك مادام سيستيقظ فى الصباح الباكر. 



سنة النشر : 2006م / 1427هـ .
نوع الكتاب : pdf.
عداد القراءة: عدد قراءة الحب تحت المطر

اذا اعجبك الكتاب فضلاً اضغط على أعجبني
و يمكنك تحميله من هنا:

تحميل الحب تحت المطر
شكرًا لمساهمتكم

شكراً لمساهمتكم معنا في الإرتقاء بمستوى المكتبة ، يمكنكم االتبليغ عن اخطاء او سوء اختيار للكتب وتصنيفها ومحتواها ، أو كتاب يُمنع نشره ، او محمي بحقوق طبع ونشر ، فضلاً قم بالتبليغ عن الكتاب المُخالف:

برنامج تشغيل ملفات pdfقبل تحميل الكتاب ..
يجب ان يتوفر لديكم برنامج تشغيل وقراءة ملفات pdf
يمكن تحميلة من هنا 'http://get.adobe.com/reader/'

المؤلف:
نجيب محفوظ - Naguib Mahfouz

كتب نجيب محفوظ نجيب محفوظ عبد العزيز إبراهيم أحمد الباشا (11 ديسمبر 1911 – 30 أغسطس 2006)، والمعروف باسمه الأدبي نجيب محفوظ، هو روائي، وكاتب مصري، يُعد أول أديب عربي حائز على جائزة نوبل في الأدب. كتب نجيب محفوظ منذ الثلاثينات، واستمر حتى 2004. تدور أحداث جميع رواياته في مصر، وتظهر فيها سمة متكررة هي الحارة التي تعادل العالم. من أشهر أعماله: الثلاثية، وأولاد حارتنا، والتي مُنعت من النشر في مصر منذ صدورها وحتى وقتٍ قريب. بينما يُصنف أدب محفوظ باعتباره أدباً واقعياً، فإن مواضيعاً وجودية تظهر فيه. يُعد محفوظ أكثر أديب عربي نُقلت أعماله إلى السينما والتلفزيون. محفوظ في الستينيات سُمي نجيب محفوظ باسمٍ مركب تقديراً من والده «عبد العزيز إبراهيم» للطبيب المعروف نجيب باشا محفوظ، والذي أشرف على ولادته التي كانت متعسرة. ❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ السراب ❝ ❞ اولاد حارتنا ❝ ❞ بداية ونهاية ❝ ❞ ثرثرة فوق النيل ❝ ❞ القاهرة الجديدة ❝ ❞ اللص والكلاب ❝ ❞ همس النجوم ❝ ❞ دنيا الله ❝ ❞ الشيطان يعظ ❝ الناشرين : ❞ دار الشروق للنشر والتوزيع: مصر - لبنان ❝ ❞ الدار المصرية اللبنانية ❝ ❞ دار الهلال ❝ ❞ دار الساقي للطباعة والنشر ❝ ❞ دار الشروق ❝ ❞ مكتبة مصر ❝ ❞ دار مصر للطباعة ❝ ❞ دار الآداب ❝ ❞ دار نفرو ❝ ❞ مجلة المعرفة ❝ ❞ السينما المصرية ❝ ❱. المزيد..

كتب نجيب محفوظ
الناشر:
دار الشروق للنشر والتوزيع: مصر - لبنان
كتب دار الشروق للنشر والتوزيع: مصر - لبنان دار الشروق أحد دور النشر العربية. وهي ناشر عام للكتب السياسية والسير والمذكرات وكتب التاريخ والفلسفة والعلوم الاجتماعية والدين والفكر القومي والكتب الفنية المصورة وكتب الأطفال. ❰ ناشرين لمجموعة من المؤلفات أبرزها ❞ مختصر النحو ❝ ❞ تاجر البندقية ❝ ❞ تراب الماس ❝ ❞ السيرة النبوية المشرفة ❝ ❞ المرأة بحث في سيكولوجية الأعماق ❝ ❞ جسمك كيف يعمل رحلة داخل جسم الإنسان ❝ ❞ حول العالم فى 200 يوم ❝ ❞ الذين عادوا إلى السماء ❝ ❞ هذا الحبيب محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم يا محب ❝ ❞ لعنة الفراعنة وشيء وراء العقل ❝ ❱.المزيد.. كتب دار الشروق للنشر والتوزيع: مصر - لبنان