❞ كتاب  السنن النفسية لتطور الأمم ❝  ⏤ جوستاف لوبون

❞ كتاب السنن النفسية لتطور الأمم ❝ ⏤ جوستاف لوبون

يعتبر هذا الكتاب هو خلاصة ما كتبه جوستاف لوبون في كتبه الأخرى عن الحضارات. يبين فيه أن هناك عوامل نفسية ثابتة تسيطر على حياة الأمم وتطورها، بالإضافة إلى بعض المؤثرات التي تظهر نتيجة هذا التقدم، موضحًا أن العرق هو روح تلك الأمم، كما أن هناك العديد من المبادئ التي تقوم عليها الحضارة والتي اعتبرها المظهر الخارجي لروح الأمة، وتأثير الأفكار وطريقة تكوينها في المجتمعات، كما أنه يؤكد في كتابه أن الأصل هو التفاوت بين البشر لا المساواة.

1- مبادئ المساواة في الزمن الحاضر وعوامل التاريخ النفسية
كل أمة تقوم على مجموعة من الأسس الثابتة والتي تأخذ وقتًا طويلًا لإنشاءها، وبالتالي أي محاولة لتغييرها تأخذ وقتًا أطول بكثير، وعلى الرغم من ظهور خطأ بعض تلك الأسس عند المثقفين، إلا أنها تجد صعوبة في تغييرها عند الجماعات لأنها أصبحت من الحقائق الراسخة في حياتهم.

إن مبدأ المساواة الذي نادى به البعض لم يأخذ في إعتبار من نشروه الفروق النفسية بين الأمم، وأن ما يمكن تطبيقه على امة لا تستطيع تطبيقه على غيرها، وإن محاولة تطبيق فكرة المساواة أدى إلى إضطرابات كبيرة وكثيرة، كما حدث في أمريكا وثورات أوروبا، فلا أحد يبالي بالتغييرات الإجتماعية والانقلابات السياسية التي سببها انتشار هذا المبدأ ونتائجه الخطرة، فإننا حين نحاول أن نساوي بين جميع الأمم فإننا نحاول أن نصب قالبًا واحدًا في أدمغة الجميع دون مراعاة للفروق الطبيعية والنفسية وهذا غير قابل للتطبيق، ولهذا جاء هذا الكتاب ليصف الأخلاق النفسية التي يتألف منها روح العرق وكيف تنشأ الأمم مثل هذه الأخلاق وكيف سارت هذه الأمم نحو المساواة وهل أثر عليها هذا سلبًا أو إيجابًا.

2- روح العروق
لكل أمة صفات خاصة بها تميزها عن غيرها، وحاول البعض تقسيم البشر لأنواع من خلال الصفات التشريحية الواضحة فقط، كـ (البيض – والزنوج – والصُفر )، وفي هذا التقسيم تناسوا أنه في أحيان كثيرة يكون هناك تقارب جسماني بين الأمم ولكن هناك أيضًا اختلافات كبيرة من الناحية النفسية والشعورية، ويظهر ذلك واضحًا في تاريخ كل أمة وحضارتها وفنونها ومعتقداتها، ومن خلال الصفات الأخلاقية التي تظهر في تلك النواحي تتكون في النهاية روح العرق، وكلما تكونت تلك الصفات ببطئ أصبحت ثابتة أكثر وتعطى الأمة قوة وعظمة أكبر مثل إنجلترا وروما القديمة.

لكل عرق مزاج خاص به وصفات نفسية ثابتة مثل الصفات التشريحية تنتقل عن طريق الوراثة، والإنسان ممثل لعرقه، فإذا ذهبت لمدينة غريبة عنك فأول ما ستلاحظه هو الصفات المشتركة بين الجميع لتكرارها أمامك، تلك الصفات يمكن تطبيقها على المدينة ككل، ولكنها تصبح خاطئة إذا تم تطبيقها على فرد بعينه، لأن هنا تظهر الإختلافات الفردية، فالإنسان يؤثر في سير حياته 3 مؤثرات رئيسية، أولهم الأجداد ويعتبر المؤثر الأقوى، وثانيهم الأباء المقربين، وثالثهم البيئة والتي يظن الكثيرين أنها صاحبة التأثير الأكبر ولكن الحقيقة أنها الأضعف، فالإنسان يظل تحت سيطرة الموتى والأجداد ومعتقداتهم وآرائهم مهما طال الزمن ومن الصعوبة أن يتحرروا من تلك السيطرة لأنها ترسخت داخلهم عبر الأجيال.

3- العروق والوحدة
إن الأمم التي تتكون من عروق مختلفة يكون من الصعوبة دمجها، لأن لكل منها مشاعرها وأفكارها المختلفة، فلكي تستطيع أمة أن تتوحد وتمتزج يجب أن تكتسب ثلاث صفات أساسية: (وحدة المشاعر – وحدة المصالح – وحدة العقائد)، وكانت البداية لوجود هذه الفكرة منذ الأسرة، ثم انتقلت إلى القرية فالمدينة، حتى وصلت لفكرة القومية أو الوطنية المتعارف عليها الأن، ولا يؤثر كبر أو صغر الأمم في فكرة الوحدة، فكم من أمم صغيرة استطاعت أن تتماسك وتتوحد وتبني حضارة عريقة، والبعض الأخر ظل في صراعه المستمر وحروبه التي لا تنتهي مع بعضهم البعض كالأغارقة مثلًا.

إننا هنا لا نهتم بأصول العروق، وخاصة إذا عرفنا أنه لا يوجد عرق خالص إلا عند الأمم غير المتمدنة (الهمج)، ولا يهم إذا كانت العروق كونتها الطبيعة أو التاريخ، ولكن ما يهمنا هو أخلاق تلك العروق وصفاتها التي تراكمت بالوراثة، والتي ساعدتها على التقدم والتطور وأصبحت تميزها عن غيرها.

4- حدود تغيُّرأخلاق العروق
إن الأمم متغيرة، تلك هي القاعدة الأساسية، ولكن ما سر تلك التغييرات وأسبابها؟ وهل يؤثر في صفاتها النفسية؟

إن الصفات النفسية كالصفات التشريحية ثابتة وأساسية، حتى لو أصابها بعض التغييرات الثانوية الخارجية، على عكس المزاج النفسي والذي يحمل أيضًا صفات أساسية، ولكنه قابل للتغيير من خلال البيئة او التربية أو الأحداث الفجائية كالأزمات السياسية والدينية الكبيرة، والتي يظهر فيها صفات خلقية غريبة عن أهلها، ولكنها سرعان ما تزول، فهذه التغييرات ليست عميقة، ولا تغير في ثوابت الصفات النفسية للأمم، ولكنها ظاهرة عارضة، مثلها كمثل الرجل إذا جاع قد يقترف أفظع الجرائم، فهل معنى ذلك أن طبائعه الأصلية قد تغيرت؟.

لا، ولكن التغيير قد يحدث إذا مر عليها سنوات طويلة، وهذا ما يحدث مع الأمم أيضًا، فصفاتها ثابتة ولكي يحدث التغيير لابد من قرون طويلة بالتوالد المتكرر تمر ببطئ شديد (ركام وراثي بطئ).

5- نظام مراتب العروق النفسي
إن محاولة تقسيم الصفات النفسية للعروق مسألة ليست سهلة بسبب التفاصيل الدقيقة والكثيرة، والاختلافات الكبيرة بين الأمم والأشخاص، ولكن إذا نظرنا إلى الصفات الثابتة والأساسية والتي يمكن تطبيقها على كثير من الأمم، يمكننا حصرها في أربعة أقسام:

أولهم العروق الابتدائية هي التي لا يوجد بها أي أثر للثقافة وظلت على بدائيتها كالإستراليين في الوقت الحاضر، ثم تأتي فوقها العروق الدنيا وهي عروق لديها قدر بسيط جدًا من الحضارة وإن كانت حضارة غليظة تتمثل في الزنوج مثلًا، ثم العروق الوسطى فهم الذين كونوا حضارات راقية كالصينين والعرب والآشوريين وغيرهم، وتأتي أخيرًا العروق العليا وهي الأمم التي استطاعت أن تخترع في المجالات المختلفة كالأمم الهندية الأوروبية.
ولكل قسم من هذه الأقسام خصائصه النفسية التي تميزه، فلا يمكن المزج بينهم، كما أنه من الصعب تقسيمهم إلى أقسام ثانوية، لأن هذا يحتاج إلى تفاصيل داخلية دقيقة جدًا، فيتوجب علينا أن يؤخذ كل شعب على حدة ويتم تحديد صفاته وأخلاقه.

6- التعليم والهوة النفسية بين الأمم
إن الهوة النفسية بين هذه الأقسام كبيرة جدًا، ولكن يمكننا أن نصف أصحاب العروق الإبتدائية والدنيا أنهم عاجزون عن التعقل ويفتقدون لروح النقد، ويسيطر عليهم التقليد، كما يتصفون بضعف الانتباه والتأمل، وبتقلب دائم في الأخلاق، وليس لديهم نظرة مستقبلية وبالتالي محكوم عليهم أن يظلوا متخلفين عن ركب الحضارة، وهم بذلك يختلفون تمامًا عن العروق العليا التي تتميز بالخلق والذكاء والثبات والنشاط، ولديهم قدرة على ضبط النفس، والأدب الذي أصبح دليلًا على عظمة أمة من عدمها.

إن محاولة البعض القول أن التعليم قد يكون حلًا للإرتفاع بالأشخاص أو الأمم من العروق الدنيا إلى العليا غير منطقي، بالتعليم قد يجعل شخص بدائي محامي أو معلم، ولكن يظل ذلك مظهرًا خارجيًا فقط، لا يؤثر في صفاته النفسية الأصلية، فلن يغير بشكل كبير في طريقة تفكيره أو يعطيه ملكة التفكير الناقد، أو أخلاق الطبقات العليا لأن بعضها صادر عن الوراثة قبل أي شئ أخر، فهذه التغييرات لا تحدث إلا إذا قامت الأمة ذاتها بتحويل تام في روحها والذي يحتاج كما قلنا سابقًا لقرون طويلة.
جوستاف لوبون - غوستاف لوبون (7 مايو 1841 - 13 ديسمبر 1931) كان طبيب ومؤرخ فرنسي، عمل في أوروبا وآسيا وشمال أفريقيا، كتب في علم الآثار وعلم الانثروبولوجيا، وعني بالحضارة الشرقية.

من أشهر آثاره: حضارة العرب وحضارات الهند و"باريس 1884" و"الحضارة المصرية" و"حضارة العرب في الأندلس" و"سر تقدم الأمم" و"روح الاجتماع" الذي كان انجازه الأول.

هو أحد أشهر فلاسفة الغرب وأحد الذين امتدحوا الأمة العربية والحضارة الإسلامية. لم يسر غوستاف لوبون على نهج معظم مؤرخي أوروبا، حيث اعتقد بوجود فضلٍ للحضارة الإسلامية على العالم الغربي.


❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ سيكولوجية الجماهير ❝ ❞ الآراء و المعتقدات ❝ ❞ حضارات الهند ❝ ❞ حضارة العرب ❝ ❞ اليهود في تاريخ الحضارات الأولي ❝ ❞ روح الإجتماع ❝ ❞ روح الثورات والثورة الفرنسية ❝ ❞ روح السياسة ❝ ❞ جوامع الكلم ❝ الناشرين : ❞ مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة ❝ ❞ دار الساقي للطباعة والنشر ❝ ❞ مكتبة النافذة ❝ ❞ دار الرافدين للطباعة والنشر والتوزيع ❝ ❞ دار العالم العربي ❝ ❞ دار الكنزي للنشر والتوزيع ❝ ❱
من الفكر والفلسفة - مكتبة المكتبة التجريبية.


اقتباسات من كتاب السنن النفسية لتطور الأمم

نبذة عن الكتاب:
السنن النفسية لتطور الأمم

2014م - 1445هـ
يعتبر هذا الكتاب هو خلاصة ما كتبه جوستاف لوبون في كتبه الأخرى عن الحضارات. يبين فيه أن هناك عوامل نفسية ثابتة تسيطر على حياة الأمم وتطورها، بالإضافة إلى بعض المؤثرات التي تظهر نتيجة هذا التقدم، موضحًا أن العرق هو روح تلك الأمم، كما أن هناك العديد من المبادئ التي تقوم عليها الحضارة والتي اعتبرها المظهر الخارجي لروح الأمة، وتأثير الأفكار وطريقة تكوينها في المجتمعات، كما أنه يؤكد في كتابه أن الأصل هو التفاوت بين البشر لا المساواة.

1- مبادئ المساواة في الزمن الحاضر وعوامل التاريخ النفسية
كل أمة تقوم على مجموعة من الأسس الثابتة والتي تأخذ وقتًا طويلًا لإنشاءها، وبالتالي أي محاولة لتغييرها تأخذ وقتًا أطول بكثير، وعلى الرغم من ظهور خطأ بعض تلك الأسس عند المثقفين، إلا أنها تجد صعوبة في تغييرها عند الجماعات لأنها أصبحت من الحقائق الراسخة في حياتهم.

إن مبدأ المساواة الذي نادى به البعض لم يأخذ في إعتبار من نشروه الفروق النفسية بين الأمم، وأن ما يمكن تطبيقه على امة لا تستطيع تطبيقه على غيرها، وإن محاولة تطبيق فكرة المساواة أدى إلى إضطرابات كبيرة وكثيرة، كما حدث في أمريكا وثورات أوروبا، فلا أحد يبالي بالتغييرات الإجتماعية والانقلابات السياسية التي سببها انتشار هذا المبدأ ونتائجه الخطرة، فإننا حين نحاول أن نساوي بين جميع الأمم فإننا نحاول أن نصب قالبًا واحدًا في أدمغة الجميع دون مراعاة للفروق الطبيعية والنفسية وهذا غير قابل للتطبيق، ولهذا جاء هذا الكتاب ليصف الأخلاق النفسية التي يتألف منها روح العرق وكيف تنشأ الأمم مثل هذه الأخلاق وكيف سارت هذه الأمم نحو المساواة وهل أثر عليها هذا سلبًا أو إيجابًا.

2- روح العروق
لكل أمة صفات خاصة بها تميزها عن غيرها، وحاول البعض تقسيم البشر لأنواع من خلال الصفات التشريحية الواضحة فقط، كـ (البيض – والزنوج – والصُفر )، وفي هذا التقسيم تناسوا أنه في أحيان كثيرة يكون هناك تقارب جسماني بين الأمم ولكن هناك أيضًا اختلافات كبيرة من الناحية النفسية والشعورية، ويظهر ذلك واضحًا في تاريخ كل أمة وحضارتها وفنونها ومعتقداتها، ومن خلال الصفات الأخلاقية التي تظهر في تلك النواحي تتكون في النهاية روح العرق، وكلما تكونت تلك الصفات ببطئ أصبحت ثابتة أكثر وتعطى الأمة قوة وعظمة أكبر مثل إنجلترا وروما القديمة.

لكل عرق مزاج خاص به وصفات نفسية ثابتة مثل الصفات التشريحية تنتقل عن طريق الوراثة، والإنسان ممثل لعرقه، فإذا ذهبت لمدينة غريبة عنك فأول ما ستلاحظه هو الصفات المشتركة بين الجميع لتكرارها أمامك، تلك الصفات يمكن تطبيقها على المدينة ككل، ولكنها تصبح خاطئة إذا تم تطبيقها على فرد بعينه، لأن هنا تظهر الإختلافات الفردية، فالإنسان يؤثر في سير حياته 3 مؤثرات رئيسية، أولهم الأجداد ويعتبر المؤثر الأقوى، وثانيهم الأباء المقربين، وثالثهم البيئة والتي يظن الكثيرين أنها صاحبة التأثير الأكبر ولكن الحقيقة أنها الأضعف، فالإنسان يظل تحت سيطرة الموتى والأجداد ومعتقداتهم وآرائهم مهما طال الزمن ومن الصعوبة أن يتحرروا من تلك السيطرة لأنها ترسخت داخلهم عبر الأجيال.

3- العروق والوحدة
إن الأمم التي تتكون من عروق مختلفة يكون من الصعوبة دمجها، لأن لكل منها مشاعرها وأفكارها المختلفة، فلكي تستطيع أمة أن تتوحد وتمتزج يجب أن تكتسب ثلاث صفات أساسية: (وحدة المشاعر – وحدة المصالح – وحدة العقائد)، وكانت البداية لوجود هذه الفكرة منذ الأسرة، ثم انتقلت إلى القرية فالمدينة، حتى وصلت لفكرة القومية أو الوطنية المتعارف عليها الأن، ولا يؤثر كبر أو صغر الأمم في فكرة الوحدة، فكم من أمم صغيرة استطاعت أن تتماسك وتتوحد وتبني حضارة عريقة، والبعض الأخر ظل في صراعه المستمر وحروبه التي لا تنتهي مع بعضهم البعض كالأغارقة مثلًا.

إننا هنا لا نهتم بأصول العروق، وخاصة إذا عرفنا أنه لا يوجد عرق خالص إلا عند الأمم غير المتمدنة (الهمج)، ولا يهم إذا كانت العروق كونتها الطبيعة أو التاريخ، ولكن ما يهمنا هو أخلاق تلك العروق وصفاتها التي تراكمت بالوراثة، والتي ساعدتها على التقدم والتطور وأصبحت تميزها عن غيرها.

4- حدود تغيُّرأخلاق العروق
إن الأمم متغيرة، تلك هي القاعدة الأساسية، ولكن ما سر تلك التغييرات وأسبابها؟ وهل يؤثر في صفاتها النفسية؟

إن الصفات النفسية كالصفات التشريحية ثابتة وأساسية، حتى لو أصابها بعض التغييرات الثانوية الخارجية، على عكس المزاج النفسي والذي يحمل أيضًا صفات أساسية، ولكنه قابل للتغيير من خلال البيئة او التربية أو الأحداث الفجائية كالأزمات السياسية والدينية الكبيرة، والتي يظهر فيها صفات خلقية غريبة عن أهلها، ولكنها سرعان ما تزول، فهذه التغييرات ليست عميقة، ولا تغير في ثوابت الصفات النفسية للأمم، ولكنها ظاهرة عارضة، مثلها كمثل الرجل إذا جاع قد يقترف أفظع الجرائم، فهل معنى ذلك أن طبائعه الأصلية قد تغيرت؟.

لا، ولكن التغيير قد يحدث إذا مر عليها سنوات طويلة، وهذا ما يحدث مع الأمم أيضًا، فصفاتها ثابتة ولكي يحدث التغيير لابد من قرون طويلة بالتوالد المتكرر تمر ببطئ شديد (ركام وراثي بطئ).

5- نظام مراتب العروق النفسي
إن محاولة تقسيم الصفات النفسية للعروق مسألة ليست سهلة بسبب التفاصيل الدقيقة والكثيرة، والاختلافات الكبيرة بين الأمم والأشخاص، ولكن إذا نظرنا إلى الصفات الثابتة والأساسية والتي يمكن تطبيقها على كثير من الأمم، يمكننا حصرها في أربعة أقسام:

أولهم العروق الابتدائية هي التي لا يوجد بها أي أثر للثقافة وظلت على بدائيتها كالإستراليين في الوقت الحاضر، ثم تأتي فوقها العروق الدنيا وهي عروق لديها قدر بسيط جدًا من الحضارة وإن كانت حضارة غليظة تتمثل في الزنوج مثلًا، ثم العروق الوسطى فهم الذين كونوا حضارات راقية كالصينين والعرب والآشوريين وغيرهم، وتأتي أخيرًا العروق العليا وهي الأمم التي استطاعت أن تخترع في المجالات المختلفة كالأمم الهندية الأوروبية.
ولكل قسم من هذه الأقسام خصائصه النفسية التي تميزه، فلا يمكن المزج بينهم، كما أنه من الصعب تقسيمهم إلى أقسام ثانوية، لأن هذا يحتاج إلى تفاصيل داخلية دقيقة جدًا، فيتوجب علينا أن يؤخذ كل شعب على حدة ويتم تحديد صفاته وأخلاقه.

6- التعليم والهوة النفسية بين الأمم
إن الهوة النفسية بين هذه الأقسام كبيرة جدًا، ولكن يمكننا أن نصف أصحاب العروق الإبتدائية والدنيا أنهم عاجزون عن التعقل ويفتقدون لروح النقد، ويسيطر عليهم التقليد، كما يتصفون بضعف الانتباه والتأمل، وبتقلب دائم في الأخلاق، وليس لديهم نظرة مستقبلية وبالتالي محكوم عليهم أن يظلوا متخلفين عن ركب الحضارة، وهم بذلك يختلفون تمامًا عن العروق العليا التي تتميز بالخلق والذكاء والثبات والنشاط، ولديهم قدرة على ضبط النفس، والأدب الذي أصبح دليلًا على عظمة أمة من عدمها.

إن محاولة البعض القول أن التعليم قد يكون حلًا للإرتفاع بالأشخاص أو الأمم من العروق الدنيا إلى العليا غير منطقي، بالتعليم قد يجعل شخص بدائي محامي أو معلم، ولكن يظل ذلك مظهرًا خارجيًا فقط، لا يؤثر في صفاته النفسية الأصلية، فلن يغير بشكل كبير في طريقة تفكيره أو يعطيه ملكة التفكير الناقد، أو أخلاق الطبقات العليا لأن بعضها صادر عن الوراثة قبل أي شئ أخر، فهذه التغييرات لا تحدث إلا إذا قامت الأمة ذاتها بتحويل تام في روحها والذي يحتاج كما قلنا سابقًا لقرون طويلة. .
المزيد..

تعليقات القرّاء:

يعتبر هذا الكتاب هو خلاصة ما كتبه جوستاف لوبون في كتبه الأخرى عن الحضارات. يبين فيه أن هناك عوامل نفسية ثابتة تسيطر على حياة الأمم وتطورها، بالإضافة إلى بعض المؤثرات التي تظهر نتيجة هذا التقدم، موضحًا أن العرق هو روح تلك الأمم، كما أن هناك العديد من المبادئ التي تقوم عليها الحضارة والتي اعتبرها المظهر الخارجي لروح الأمة، وتأثير الأفكار وطريقة تكوينها في المجتمعات، كما أنه يؤكد في كتابه أن الأصل هو التفاوت بين البشر لا المساواة.

1- مبادئ المساواة في الزمن الحاضر وعوامل التاريخ النفسية
كل أمة تقوم على مجموعة من الأسس الثابتة والتي تأخذ وقتًا طويلًا لإنشاءها، وبالتالي أي محاولة لتغييرها تأخذ وقتًا أطول بكثير، وعلى الرغم من ظهور خطأ بعض تلك الأسس عند المثقفين، إلا أنها تجد صعوبة في تغييرها عند الجماعات لأنها أصبحت من الحقائق الراسخة في حياتهم.

إن مبدأ المساواة الذي نادى به البعض لم يأخذ في إعتبار من نشروه الفروق النفسية بين الأمم، وأن ما يمكن تطبيقه على امة لا تستطيع تطبيقه على غيرها، وإن محاولة تطبيق فكرة المساواة أدى إلى إضطرابات كبيرة وكثيرة، كما حدث في أمريكا وثورات أوروبا، فلا أحد يبالي بالتغييرات الإجتماعية والانقلابات السياسية التي سببها انتشار هذا المبدأ ونتائجه الخطرة، فإننا حين نحاول أن نساوي بين جميع الأمم فإننا نحاول أن نصب قالبًا واحدًا في أدمغة الجميع دون مراعاة للفروق الطبيعية والنفسية وهذا غير قابل للتطبيق، ولهذا جاء هذا الكتاب ليصف الأخلاق النفسية التي يتألف منها روح العرق وكيف تنشأ الأمم مثل هذه الأخلاق وكيف سارت هذه الأمم نحو المساواة وهل أثر عليها هذا سلبًا أو إيجابًا.

2- روح العروق
لكل أمة صفات خاصة بها تميزها عن غيرها، وحاول البعض تقسيم البشر لأنواع من خلال الصفات التشريحية الواضحة فقط، كـ (البيض – والزنوج – والصُفر )، وفي هذا التقسيم تناسوا أنه في أحيان كثيرة يكون هناك تقارب جسماني بين الأمم ولكن هناك أيضًا اختلافات كبيرة من الناحية النفسية والشعورية، ويظهر ذلك واضحًا في تاريخ كل أمة وحضارتها وفنونها ومعتقداتها، ومن خلال الصفات الأخلاقية التي تظهر في تلك النواحي تتكون في النهاية روح العرق، وكلما تكونت تلك الصفات ببطئ أصبحت ثابتة أكثر وتعطى الأمة قوة وعظمة أكبر مثل إنجلترا وروما القديمة.

لكل عرق مزاج خاص به وصفات نفسية ثابتة مثل الصفات التشريحية تنتقل عن طريق الوراثة، والإنسان ممثل لعرقه، فإذا ذهبت لمدينة غريبة عنك فأول ما ستلاحظه هو الصفات المشتركة بين الجميع لتكرارها أمامك، تلك الصفات يمكن تطبيقها على المدينة ككل، ولكنها تصبح خاطئة إذا تم تطبيقها على فرد بعينه، لأن هنا تظهر الإختلافات الفردية، فالإنسان يؤثر في سير حياته 3 مؤثرات رئيسية، أولهم الأجداد ويعتبر المؤثر الأقوى، وثانيهم الأباء المقربين، وثالثهم البيئة والتي يظن الكثيرين أنها صاحبة التأثير الأكبر ولكن الحقيقة أنها الأضعف، فالإنسان يظل تحت سيطرة الموتى والأجداد ومعتقداتهم وآرائهم مهما طال الزمن ومن الصعوبة أن يتحرروا من تلك السيطرة لأنها ترسخت داخلهم عبر الأجيال.

3- العروق والوحدة
إن الأمم التي تتكون من عروق مختلفة يكون من الصعوبة دمجها، لأن لكل منها مشاعرها وأفكارها المختلفة، فلكي تستطيع أمة أن تتوحد وتمتزج يجب أن تكتسب ثلاث صفات أساسية: (وحدة المشاعر – وحدة المصالح – وحدة العقائد)، وكانت البداية لوجود هذه الفكرة منذ الأسرة، ثم انتقلت إلى القرية فالمدينة، حتى وصلت لفكرة القومية أو الوطنية المتعارف عليها الأن، ولا يؤثر كبر أو صغر الأمم في فكرة الوحدة، فكم من أمم صغيرة استطاعت أن تتماسك وتتوحد وتبني حضارة عريقة، والبعض الأخر ظل في صراعه المستمر وحروبه التي لا تنتهي مع بعضهم البعض كالأغارقة مثلًا.

إننا هنا لا نهتم بأصول العروق، وخاصة إذا عرفنا أنه لا يوجد عرق خالص إلا عند الأمم غير المتمدنة (الهمج)، ولا يهم إذا كانت العروق كونتها الطبيعة أو التاريخ، ولكن ما يهمنا هو أخلاق تلك العروق وصفاتها التي تراكمت بالوراثة، والتي ساعدتها على التقدم والتطور وأصبحت تميزها عن غيرها.

4- حدود تغيُّرأخلاق العروق
إن الأمم متغيرة، تلك هي القاعدة الأساسية، ولكن ما سر تلك التغييرات وأسبابها؟ وهل يؤثر في صفاتها النفسية؟

إن الصفات النفسية كالصفات التشريحية ثابتة وأساسية، حتى لو أصابها بعض التغييرات الثانوية الخارجية، على عكس المزاج النفسي والذي يحمل أيضًا صفات أساسية، ولكنه قابل للتغيير من خلال البيئة او التربية أو الأحداث الفجائية كالأزمات السياسية والدينية الكبيرة، والتي يظهر فيها صفات خلقية غريبة عن أهلها، ولكنها سرعان ما تزول، فهذه التغييرات ليست عميقة، ولا تغير في ثوابت الصفات النفسية للأمم، ولكنها ظاهرة عارضة، مثلها كمثل الرجل إذا جاع قد يقترف أفظع الجرائم، فهل معنى ذلك أن طبائعه الأصلية قد تغيرت؟.

لا، ولكن التغيير قد يحدث إذا مر عليها سنوات طويلة، وهذا ما يحدث مع الأمم أيضًا، فصفاتها ثابتة ولكي يحدث التغيير لابد من قرون طويلة بالتوالد المتكرر تمر ببطئ شديد (ركام وراثي بطئ).

5- نظام مراتب العروق النفسي
إن محاولة تقسيم الصفات النفسية للعروق مسألة ليست سهلة بسبب التفاصيل الدقيقة والكثيرة، والاختلافات الكبيرة بين الأمم والأشخاص، ولكن إذا نظرنا إلى الصفات الثابتة والأساسية والتي يمكن تطبيقها على كثير من الأمم، يمكننا حصرها في أربعة أقسام:

أولهم العروق الابتدائية هي التي لا يوجد بها أي أثر للثقافة وظلت على بدائيتها كالإستراليين في الوقت الحاضر، ثم تأتي فوقها العروق الدنيا وهي عروق لديها قدر بسيط جدًا من الحضارة وإن كانت حضارة غليظة تتمثل في الزنوج مثلًا، ثم العروق الوسطى فهم الذين كونوا حضارات راقية كالصينين والعرب والآشوريين وغيرهم، وتأتي أخيرًا العروق العليا وهي الأمم التي استطاعت أن تخترع في المجالات المختلفة كالأمم الهندية الأوروبية.
ولكل قسم من هذه الأقسام خصائصه النفسية التي تميزه، فلا يمكن المزج بينهم، كما أنه من الصعب تقسيمهم إلى أقسام ثانوية، لأن هذا يحتاج إلى تفاصيل داخلية دقيقة جدًا، فيتوجب علينا أن يؤخذ كل شعب على حدة ويتم تحديد صفاته وأخلاقه.

6- التعليم والهوة النفسية بين الأمم
إن الهوة النفسية بين هذه الأقسام كبيرة جدًا، ولكن يمكننا أن نصف أصحاب العروق الإبتدائية والدنيا أنهم عاجزون عن التعقل ويفتقدون لروح النقد، ويسيطر عليهم التقليد، كما يتصفون بضعف الانتباه والتأمل، وبتقلب دائم في الأخلاق، وليس لديهم نظرة مستقبلية وبالتالي محكوم عليهم أن يظلوا متخلفين عن ركب الحضارة، وهم بذلك يختلفون تمامًا عن العروق العليا التي تتميز بالخلق والذكاء والثبات والنشاط، ولديهم قدرة على ضبط النفس، والأدب الذي أصبح دليلًا على عظمة أمة من عدمها.

إن محاولة البعض القول أن التعليم قد يكون حلًا للإرتفاع بالأشخاص أو الأمم من العروق الدنيا إلى العليا غير منطقي، بالتعليم قد يجعل شخص بدائي محامي أو معلم، ولكن يظل ذلك مظهرًا خارجيًا فقط، لا يؤثر في صفاته النفسية الأصلية، فلن يغير بشكل كبير في طريقة تفكيره أو يعطيه ملكة التفكير الناقد، أو أخلاق الطبقات العليا لأن بعضها صادر عن الوراثة قبل أي شئ أخر، فهذه التغييرات لا تحدث إلا إذا قامت الأمة ذاتها بتحويل تام في روحها والذي يحتاج كما قلنا سابقًا لقرون طويلة.



سنة النشر : 2014م / 1435هـ .
عداد القراءة: عدد قراءة  السنن النفسية لتطور الأمم

اذا اعجبك الكتاب فضلاً اضغط على أعجبني
و يمكنك تحميله من هنا:

صفحة تحميل الكتاب
شكرًا لمساهمتكم

شكراً لمساهمتكم معنا في الإرتقاء بمستوى المكتبة ، يمكنكم االتبليغ عن اخطاء او سوء اختيار للكتب وتصنيفها ومحتواها ، أو كتاب يُمنع نشره ، او محمي بحقوق طبع ونشر ، فضلاً قم بالتبليغ عن الكتاب المُخالف:

المؤلف:
جوستاف لوبون - Gustave Le Bon

كتب جوستاف لوبون غوستاف لوبون (7 مايو 1841 - 13 ديسمبر 1931) كان طبيب ومؤرخ فرنسي، عمل في أوروبا وآسيا وشمال أفريقيا، كتب في علم الآثار وعلم الانثروبولوجيا، وعني بالحضارة الشرقية. من أشهر آثاره: حضارة العرب وحضارات الهند و"باريس 1884" و"الحضارة المصرية" و"حضارة العرب في الأندلس" و"سر تقدم الأمم" و"روح الاجتماع" الذي كان انجازه الأول. هو أحد أشهر فلاسفة الغرب وأحد الذين امتدحوا الأمة العربية والحضارة الإسلامية. لم يسر غوستاف لوبون على نهج معظم مؤرخي أوروبا، حيث اعتقد بوجود فضلٍ للحضارة الإسلامية على العالم الغربي. ❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ سيكولوجية الجماهير ❝ ❞ الآراء و المعتقدات ❝ ❞ حضارات الهند ❝ ❞ حضارة العرب ❝ ❞ اليهود في تاريخ الحضارات الأولي ❝ ❞ روح الإجتماع ❝ ❞ روح الثورات والثورة الفرنسية ❝ ❞ روح السياسة ❝ ❞ جوامع الكلم ❝ الناشرين : ❞ مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة ❝ ❞ دار الساقي للطباعة والنشر ❝ ❞ مكتبة النافذة ❝ ❞ دار الرافدين للطباعة والنشر والتوزيع ❝ ❞ دار العالم العربي ❝ ❞ دار الكنزي للنشر والتوزيع ❝ ❱. المزيد..

كتب جوستاف لوبون
الناشر:
مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة
كتب مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة ❰ ناشرين لمجموعة من المؤلفات أبرزها ❞ السحر ❝ ❞ التفكير السريع والبطيء ❝ ❞ العقل الباطن ❝ ❞ الذاكرة مقدمة قصيرة جدا ❝ ❞ دروس مبسطة فى الاقتصاد ❝ ❞ مغامرة الجوهرة الزرقاء ❝ ❞ نيوتن ❝ ❞ المملكه الحيوانيه ❝ ❞ الديناصورات ❝ ❞ تاريخ آداب العرب ❝ ومن أبرز المؤلفين : ❞ عباس محمود العقاد ❝ ❞ مصطفى صادق الرافعي ❝ ❞ كامل كيلانى ❝ ❞ مصطفى لطفي المنفلوطي ❝ ❞ عبدالحميد عبدالمقصود ❝ ❞ كاتب غير معروف ❝ ❞ وليم شكسبير ❝ ❞ سير آرثر كونان دويل ❝ ❞ طه حسين ❝ ❞ جبران خليل جبران ❝ ❞ تشارلز ديكنز ❝ ❞ سليم حسن ❝ ❞ مجموعة من المؤلفين ❝ ❞ أحمد شوقى ❝ ❞ نعوم تشومسكي ❝ ❞ ليو تولستوي ❝ ❞ علي الجارم مصطفى أمين ❝ ❞ محمد حسين هيكل ❝ ❞ شكيب أرسلان ❝ ❞ نوال السعداوي ❝ ❞ دانيال كانمان ❝ ❞ سلامة موسى ❝ ❞ أحمد تيمور ❝ ❞ هـ ج ويلز ❝ ❞ إبراهيم ناجى ❝ ❞ يوسف ادريس ❝ ❞ جوستاف لوبون ❝ ❞ زكي نجيب محمود ❝ ❞ بونسون دو ترايل ❝ ❞ ثروت أباظة ❝ ❞ محمد رشيد رضا ❝ ❞ جرجي حبيب زيدان ❝ ❞ أليس مونرو ❝ ❞ محمد الأمين الجكنى الشنقيطي ❝ ❞ الأمير شكيب أرسلان ❝ ❞ بطرس البستاني ❝ ❞ حسين أحمد أمين ❝ ❞ جان جاك روسو ❝ ❞ محمد كرد علي ❝ ❞ محمد فريد وجدي ❝ ❞ مارون عبود ❝ ❞ علي الجارم ❝ ❞ مارك توين ❝ ❞ أبو القاسم الشابي ❝ ❞ جون جريبين ❝ ❞ لويس ولبرت ❝ ❞ أحمد زكي ❝ ❞ أحمد أمين ❝ ❞ ستيفن هوكينج ❝ ❞ فولتير ❝ ❞ عادل مصطفى ❝ ❞ أوين ديفيز ❝ ❞ جاك لندن ❝ ❞ طاهر الجزائري ❝ ❞ علي مصطفى مشرفة ❝ ❞ يوسف كرم ❝ ❞ روبرت ميرفي ❝ ❞ تشارلز داروين ❝ ❞ محمد بن عبد الله بن محمد بن إبراهيم ابن بطوطة أبو عبد الله ❝ ❞ أوليفر ساكس ❝ ❞ محمد فؤاد جلال ❝ ❞ أمين الريحاني ❝ ❞ كامل الكيلانى ❝ ❞ د. محمد مندور ❝ ❞ فرانسيس بيرنت ❝ ❞ محمد كامل حسين ❝ ❞ عبد الرحمن البرقوقي ❝ ❞ د. سيد البحراوى ❝ ❞ باتريك لينسيوني ❝ ❞ إلياس أنطون إلياس إدوار أ. إلياس ❝ ❞ جوناثان كيه فوستر ❝ ❞ أحمد حماد الحسينى ❝ ❞ شوقى عبد الحكيم ❝ ❞ أحمد يوسف أحمد الأنصاري ❝ ❞ برنارد وود ❝ ❞ محمد لطفي جمعة ❝ ❞ محمد سعيد العريان ❝ ❞ محمود سامى البارودى ❝ ❞ سيد علي إسماعيل ❝ ❞ عمر طوسون ❝ ❞ جول فيرن ❝ ❞ إسماعيل مظهر ❝ ❞ تشارلز ويلان ❝ ❞ إيمون باتلر ❝ ❞ إبراهيم اليازجي ❝ ❞ عبدالعزيز بركة ساكن ❝ ❞ روبرت هيث ❝ ❞ بيل هاندلي ❝ ❞ عبد الرحمن شكري ❝ ❞ محمد عبد النبي ❝ ❞ زابينا لودفيج ❝ ❞ زكى محمد حسن ❝ ❞ زكي مبارك ❝ ❞ نيكولاس جيمس ❝ ❞ محمد الخضر حسين ❝ ❞ أحمد زكي أبو شادي ❝ ❞ إبراهيم رمزي ❝ ❞ روبرت ستيفنسون ❝ ❞ بول أرون ❝ ❞ أحمد أحمد بدوي ❝ ❞ ديفيد لورمان ❝ ❞ سوزان بلاكمور ❝ ❞ جرجى زيدان ❝ ❞ عبد الغفار مكاوي ❝ ❞ هارولد دبليو لويس ❝ ❞ عبد الرحمن الشرقاوى ❝ ❞ أحمد الهاشمي ❝ ❞ روب أيلف ❝ ❞ محمد السباعي ❝ ❞ إبراهيم عبد القادر المازني ❝ ❞ محمد تيمور ❝ ❞ كلاوس بيندر ❝ ❞ أحمد زكي باشا ❝ ❞ روبرت سي آلن ❝ ❞ حسن حنفي ❝ ❞ عبد الوهاب عزام ❝ ❞ محمد إبراهيم مصطفى ❝ ❞ جوليا دونالدسون ❝ ❞ محمد عبدالله حسين العمري ❝ ❞ بهـاء الـدّين شـدّاد ❝ ❞ د.عبدالوهاب عزام ❝ ❞ زكريا مهران ❝ ❞ يوهان ديفيد فيس ❝ ❞ آلان جرافن ❝ ❞ يعقوب صنوع ❝ ❞ عبد العزيز البشري ❝ ❞ فرانسوا روتن ❝ ❞ يعقوب صرُّوف ❝ ❞ مارك سكاوزن ❝ ❞ ديفيد كوامن ❝ ❞ محمد رياض وكوثر عبد الرسول ❝ ❞ بن جولديكر ❝ ❞ كريس إمبي ❝ ❞ بول كروجمان ❝ ❞ ادجاروالاس ❝ ❞ محمد فريد ابو حديد ❝ ❞ أندرو روبنسون ❝ ❞ رودولفو ساراتشي ❝ ❞ تشارلز تاونزند ❝ ❞ فيليب بول ❝ ❞ رشاد كامل الكيلانى ❝ ❞ لاري جلادني ❝ ❞ هاورد بيل ❝ ❞ نقولا حداد ❝ ❞ مايكل ديفيد لوكاس ❝ ❞ باتريشيا أوفدرهايدي ❝ ❞ شارون كيه هول ❝ ❞ محمد يوسف موسى ❝ ❞ جويس أبلبي ❝ ❞ ماركوس أوريليوس ❝ ❞ أحمد سمير سعد ❝ ❞ محمد فريد ❝ ❞ جاكلين ستيدال ❝ ❞ صابر جبرة ❝ ❞ راسل جي فوستر ❝ ❞ روجر بنروز ❝ ❞ إيمي سي إدموندسون ❝ ❞ زينب فواز ❝ ❞ جيري بروتون ❝ ❞ لوتشانو فلوريدي ❝ ❞ جوزيف إم سيراكوسا ❝ ❞ إلياس الأيوبي ❝ ❞ حسين محمد فهيم ❝ ❞ دوروثي اتش كروفورد ❝ ❞ بيل ماجواير ❝ ❞ ويليام ستانلي جيفونس ❝ ❞ عمر فاخوري ❝ ❞ مايكل جروس ❝ ❞ سكيب داين يونج ❝ ❞ نيك لين ❝ ❞ جلبرت كيث تشسترتون ❝ ❞ ألكسندر ديماس ❝ ❞ أليس نيلسون ❝ ❞ إروين شرودنغر ❝ ❞ ليزا راندل ❝ ❞ كلود بريزنسكي ❝ ❞ جين بوتر ❝ ❞ فرانك كلوس ❝ ❞ ثورنتون دبليو برجس ❝ ❞ كيث أوتلي ❝ ❞ روديارد كبيلنج ❝ ❞ ديفيد كانتر ❝ ❞ ويليام تي فولمان ❝ ❞ أنطون سعادة ❝ ❞ بول ويلكينسون ❝ ❞ لوري ماجواير ❝ ❞ كريستوفر باتلر ❝ ❞ يوهانا شبيرى ❝ ❞ كلود كيتيل ❝ ❞ كيث طومسون ❝ ❞ مراد فرج ❝ ❞ د/ حازم فلاح سكيك ❝ ❞ شون ميرفي ❝ ❞ ستيفن جروزبي ❝ ❞ أسعد خليل داغر ❝ ❞ أنيس زكريا النصولي ❝ ❞ إدوارد بيدج ميتشل ❝ ❞ محمود عزمي ❝ ❞ احمد ذكى ابو شادى ❝ ❞ أحمد تيمور باشا ❝ ❞ يوسف البستاني ❝ ❞ جاستن فوكس ❝ ❞ أحمد عيسى ❝ ❞ روبرت جيلمور ❝ ❞ لورنس لسيج ❝ ❞ ديفيد هوبكنز ❝ ❞ ديفيد جان ❝ ❞ سليمان بن خليل بن جاويش ❝ ❞ داود بركات ❝ ❞ تيرى كوبرز ❝ ❞ والتر سكوت ❝ ❞ دانيال تى ويلينجهام ❝ ❞ ديفيد فوستر والاس ❝ ❞ هيو لوفتينج ❝ ❞ علي محمود طه ❝ ❞ إريك راشواي ❝ ❞ شاهين مكاريوس ❝ ❞ سكوت أوديل ❝ ❞ لويس هيلفاند ❝ ❞ تيرينس آلن ❝ ❞ إيمان سعودى ❝ ❞ إيه سي جرايلينج ❝ ❞ جرجي مطران ❝ ❞ احمد فارس الشدياق ❝ ❞ بيتر هولاند ❝ ❞ محمد صبري أحمد عبد المطلب ❝ ❞ توفيق حبيب ❝ ❞ يوجين روجان ❝ ❞ ار اوستن فريمان ❝ ❞ محمد أسعد طلس ❝ ❞ فوزي المعلوف ❝ ❞ ستيفن إريك برونر ❝ ❞ محمد سليم الجندي ❝ ❞ نيل ديجراس تايسون ❝ ❞ بيتر كولز ❝ ❞ ريتشارد كيرت كراوس ❝ ❞ سليم قبعين ❝ ❞ يمنى طريف الخولي ❝ ❞ فريدريخ مكس مولر ❝ ❞ لويس شيخو ❝ ❞ جوناثان بيت ❝ ❞ أنطون الجميِّل ❝ ❞ Princesse D' amour ❝ ❞ لورنس إم برينسيبيه ❝ ❞ جوزيف سميث فليتشر ❝ ❞ روبرت جيه ماكمان ❝ ❞ محمد كامل حجاج ❝ ❞ ديفيد سِيد ❝ ❞ دونالين ميلر وسوزان كيلي ❝ ❞ فرج جبران ❝ ❞ أندرو جرانت ❝ ❞ هنري لامنس ❝ ❞ جوناثان كولر ❝ ❞ طه عبد الباقى سرور ❝ ❞ رفائيل بطي ❝ ❞ محمد لبيب البتنوني ❝ ❞ محمد فتحي خضر ❝ ❞ مادان بيرلا ❝ ❞ أرنو جايجر ❝ ❞ نقولا فياض ❝ ❞ فتوح شعبان ❝ ❞ نِقولا فياض ❝ ❞ لورنس إم كراوس ❝ ❞ مايكل تانر ❝ ❞ حامد الموصلي ❝ ❞ لبيبة ماضي هاشم ❝ ❞ إدوار مرقص ❝ ❞ بدر شاكر السياب ❝ ❞ واصف البارودي ❝ ❞ عمر الاسكندرانى وسليم حسن ❝ ❞ رئيف خورى ❝ ❞ محمود الخفيف ❝ ❞ إلياس أبو شبكة ❝ ❞ أنتونيا فيرينباخ ❝ ❞ راسل ستانارد ❝ ❞ إيفان سترينسكي ❝ ❞ فرانكلين بوتر ❝ ❞ نقولا رزق الله ❝ ❞ كينيث جرام ❝ ❞ كولين وارد ❝ ❞ أحمد سامح الخالدى ❝ ❞ نبوية موسى ❝ ❞ كلود بريزسكي ❝ ❞ أدريان جوستيكوتشيستر إلتون ❝ ❞ السيد علي إسماعيل ❝ ❞ مايكل جيه نيوفلد ❝ ❞ إسكندرة قسطنطين الخوري ❝ ❞ كيمبر لى رينولندا ❝ ❞ جميل نخلة المدور ❝ ❞ جوليان ستالابراس ❝ ❞ عباس حافظ ❝ ❞ كريستوف أندريه ❝ ❞ لايمان تاور سارجنت ❝ ❞ آرثر جرينبرج ❝ ❞ ريموند واكس ❝ ❞ كين بينمور ❝ ❞ جيسيكا ليفينجستون ❝ ❞ ديفيد دويتش ❝ ❞ لبنى أحمد نور ❝ ❞ فيل باردن ❝ ❞ فليكس فارس ❝ ❞ أنتونيا سوزان بيات ❝ ❞ يوسف نبيل ❝ ❞ سمير عكاشة ❝ ❞ توماس بينك ❝ ❞ باسم صابر ميخائيل اقلاديوس ❝ ❞ ميشيل سايريت ❝ ❞ بول دان ❝ ❞ بول سيبرايت ❝ ❞ بلون ميديا ❝ ❞ اديث نسبيت ❝ ❞ نايجل ووربيرتن ❝ ❞ سارة طه علام ❝ ❞ أحمد رفعت ❝ ❞ ديفيد إل دوتليتش ❝ ❞ رحاب صلاح الدين ❝ ❞ أنتوني جوتليب ❝ ❞ تشارلز جي كوك ❝ ❞ جيف هاو ❝ ❞ تيم هالوران ❝ ❞ ميلتون فريدمان ❝ ❞ جريجوري باشام ❝ ❞ عزمي إسلام ❝ ❞ فريدل فاينِرت ❝ ❞ تيم نيوبرن ❝ ❞ داميان كوكس ❝ ❞ صفية مختار ❝ ❞ أنطونيوس بشير ❝ ❞ والتر نوجنت ❝ ❞ روبرت ماكفارلن ❝ ❞ زينب عاطف سيد ❝ ❞ محمد يحي ❝ ❞ ديفيد ديلاني ❝ ❞ يوسي إم هانيماكي ❝ ❞ محب كوستاندي ❝ ❞ بانوس لوريداس ❝ ❞ يعقوب صروف ❝ ❞ بي دي جيمس ❝ ❞ بول ستروم ❝ ❞ آناكا هاريس ❝ ❞ تيم لنتون ❝ ❞ محمد ثابت ❝ ❞ بِروندا إل مونتجمري ❝ ❞ ستيوارت راسل ❝ ❞ ريتشارد إل كوريير ❝ ❞ أندرو بووي ❝ ❞ عمر ماجد ❝ ❞ مروة عبد الفتاح شحاتة ❝ ❞ مارلين زوك ❝ ❞ نبيل العدلي ❝ ❞ الحسين سحبان ❝ ❞ جريس لينزي ❝ ❞ راي كيرزويل ❝ ❞ أبهيك جوش ❝ ❞ نيڤين حلمي عبد الرؤوف ❝ ❞ مايكل ليفين ❝ ❞ محمد سعد طنطاوي ❝ ❞ أحمد سمير درويش ❝ ❞ دينا عادل غراب ❝ ❞ ديفيد إيه روذري ❝ ❞ قدرية حسين ❝ ❞ جو مارشانت ❝ ❞ أحمد قاسم العريقي ❝ ❞ ياسمين العربي ❝ ❞ ليونارد سميث ❝ ❞ ياسر حسن ❝ ❞ ندى أحمد قاسم ❝ ❞ أحمد عبد السلام الكرداني ❝ ❞ سهى الشامي ❝ ❞ إلياس حنَّا الموصلي ❝ ❞ مصطفى محمد فؤاد ❝ ❞ رشا صلاح الدخاخني ❝ ❞ بيتر سي كايرو ❝ ❞ أحمد محمد الروبي ❝ ❞ شيماء طه الريدي ❝ ❞ محمد عبد الرحمن سلامة ❝ ❞ ديفيد جيه هاند ❝ ❞ محمد طلبة نصار ❝ ❞ محمد شفيق مصطفى ❝ ❞ عبد الوهاب أبو العيون ❝ ❞ نجيب كحيل ❝ ❞ دونالد جولد سميث ❝ ❞ رشاد بك ❝ ❞ عبد المسيح حداد ❝ ❞ سارة ياقوت ❝ ❞ تيم دي ❝ ❞ علي راتانسي ❝ ❞ أسماء عزب ❝ ❞ عبد الفتاح عبد الله ❝ ❞ محمد علي مؤلف كتاب الرحلة اليابانيى ❝ ❞ كريستوفر يارجودسكي ❝ ❞ لبني عماد تركي ❝ ❞ الزهراء سامي ❝ ❞ رونالد جيه بيكر ❝ ❞ أتربي أبو العز ❝ ❞ إبراهيم سند أحمد ❝ ❞ إدوار إلياس ❝ ❞ محمد صادق باشا ❝ ❞ أحمد هنداوي ❝ ❞ توماس سويل ❝ ❞ هاني فتحي سليمان ❝ ❞ لي دبليو سيمونز ❝ ❞ سُفانة الباهي ❝ ❞ روبرت سليتر ❝ ❞ مايكل هالزوورث ❝ ❞ نهي صلاح ❝ ❞ مارك ريدلى ❝ ❞ أحمد بو حسن ❝ ❞ هنري غيز ❝ ❞ عزت عامر ❝ ❞ عبد العزيز أمين الخانجي ❝ ❞ أحمد شكل ❝ ❞ آلاء النحلاوي ❝ ❞ إلزبِث كيركمان ❝ ❞ محمد علي ❝ ❱.المزيد.. كتب مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة