❞ كتاب Three Dangerous Men ❝  ⏤ سيث جونز

❞ كتاب Three Dangerous Men ❝ ⏤ سيث جونز

من يقود الحروب غير النظامية لروسيا والصين وإيران؟

سيث جونز سيث جونز

ثلاثة رجال خطيرين:

عرض: هند سمير

في كتابه ثلاثة رجال خطيرين "Three Dangerous Men"، يطرح خبير الدفاع سيث جونز فكرة جوهرية مفادها أن الولايات المتحدة غير مستعدة على الإطلاق لمستقبل المنافسة العالمية. ففي الوقت الذي ركزت واشنطن فيه على بناء طائرات مقاتلة وصواريخ وقدرات قتالية تقليدية، تبنى منافسوها الرئيسيون - روسيا وإيران والصين - الحرب غير النظامية بشكل متزايد، والتي تضمنت الهجمات الإلكترونية، استخدام الميليشيات بالوكالة، الدعاية، التجسس، والمعلومات المضللة، من أجل تقويض القوة الأمريكية.

يقدم الكاتب لمحة عن ثلاثة رواد في الحرب غير النظامية في موسكو وطهران وبكين ممن قاموا بتكييف الأساليب الأمريكية وحققوا مكاسب ضخمة من دون شن حرب تقليدية، وهم رئيس الأركان الروسي فاليري جيراسيموف، واللواء الإيراني الراحل قاسم سليماني، ونائب رئيس اللجنة العسكرية المركزية الصينية تشانغ يوشيا.

فقد قضى كل منهم حياته المهنية في دراسة القوة الأمريكية وابتكر تقنيات مختلفة لتجنب حرب تقليدية أو نووية مع الولايات المتحدة. ساعد جيراسيموف في الإشراف على تجدد الحرب الروسية غير النظامية، ومنها محاولات تقويض الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعامي 2016 و2020. في حين كان سليماني فعّالاً للغاية في توسيع النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط لدرجة أن واشنطن استهدفته في عملية اغتيال. أما تشانغ يوشيا فيمثل التحدي الأكثر إثارة للقلق، وذلك لأن الصين تمتلك المزيد من القوة والإمكانات تحت تصرفها.

بالاعتماد على مقابلات مع عشرات المسؤولين العسكريين والدبلوماسيين والاستخباراتيين الأمريكيين، بالإضافة إلى مئات الوثائق المترجمة من الروسية والفارسية والماندرية، يوضح جونز كيف دمر خصوم أمريكا سمعتها واستولوا على الأراضي في جميع أنحاء العالم. وبدلاً من الوقوف في وجه مثل هذه الأنظمة الاستبدادية، تخلت الولايات المتحدة، إلى حدٍ كبير، عن نوع المعلومات والعمليات الخاصة والاستخبارات والعمل الاقتصادي والدبلوماسي الذي ساعد في كسب الحرب الباردة من قبل.

جيراسيموف والتمدد الروسي:

تتبع وحدة المخابرات العسكرية الروسية واحداً من أكثر قادة موسكو نفوذاً، الجنرال فاليري جيراسيموف، رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة. والذي تخرَّج من مدرسة قيادة الدبابات العليا في كازان، في عام 1977، وهو الوقت الذي تراجعت فيه احتمالات نشوب حرب تقليدية ونووية مع الولايات المتحدة بسبب التكاليف الباهظة، والمخاوف من وقوع محرقة نووية. وبدلاً من ذلك، وتحت قيادة جيراسيموف، لجأ الاتحاد السوفييتي إلى "تدابير نشطة" للتنافس مع القوة العظمى، والتي استهدفت التأثير على الداخل الأمريكي، مثل التضليل، والتزوير، وجماعات التأثير، ...إلخ، والتي تم استخدامها بالتزامن مع عمليات التجسس التقليدية لإضعاف الولايات المتحدة وتوسيع نفوذ موسكو.

لعدة سنوات، كانت وكالات الاستخبارات الأمريكية والأوروبية تراقب بقلق متزايد الأنشطة الروسية، حيث استولت الأجهزة العسكرية والاستخباراتية الروسية على شبه جزيرة القرم بوسائل غير نظامية، وبدأت حرباً في شرق أوكرانيا بمساعدة الانفصاليين، وعملت مع حزب الله اللبناني وقوات أخرى في سوريا، ونفذت عمليات قرصنة وعمليات إغراق ضد انتخابات رئاسية أمريكية، ونشرت شركات عسكرية خاصة فيما يقرب من ثلاثين دولة في أربع قارات.

سليماني والصعود الإيراني:

يبدأ الكاتب بإعطاء نبذة عن قاسم سليماني، والذي وُلد في مدينة رابر في 11 مارس 1957، وسط عائلة فقيرة، وبعد قيام الثورة الإسلامية في عام 1979، انضم سليماني إلى حرس الثورة الإسلامية. وبزغ نجم سليماني مع بداية سيطرة حركة طالبان على زمام الأمور في أفغانستان، مما سبب قلق واضح في إيران. وفي هذا الوقت اجتمعت الولايات المتحدة وإيران ضد عدو مشترك (طالبان)، كما قامت الولايات المتحدة بمفاوضات مباشرة مع الإيرانيين كجزء من مبادرة جنيف، والتي ضمت إيران والولايات المتحدة وإيطاليا وألمانيا، مع الأمم المتحدة بصفتها الداعية.

في أوائل عام 2002، تدهورت العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران بشكل كبير لسببين. الأول كانت تصريحات الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش التي اعتبرت إيران - إلى جانب كوريا الشمالية والعراق - دولا ترعى الإرهاب وتنتج أسلحة دمار شامل. بينما تمحور السبب الثاني حول تنظيم القاعدة، حيث استخدمت إيران، بتوجيه من سليماني، نهجاً غير متكافئ، واختارت العمل مع القاعدة من أجل موازنة التهديد الأكبر الولايات المتحدة.

ومن هنا بدأت إيران في شن حرب غير نظامية واضحة ضد الولايات المتحدة بدأت مع الغزو الأمريكي للعراق، والذي وصفه جونز بأنه هدية من الولايات المتحدة لإيران، حيث استغل سليماني الفرصة لدعم الأغلبية الشيعية في العراق واستهداف القوات الأمريكية الضعيفة، فقد استفادت إيران من سوء التقدير الأمريكي. وعلى غرار العراق، وسع سليماني النفوذ الإيراني في جميع أنحاء المنطقة في منافسة مباشرة مع الولايات المتحدة وحلفائها، من خلال وكلاء إيران.

مع تولي دونالد ترامب رئاسة الولايات المتحدة في 2017، بدأ في تركيز انتباهه على إيران. في العام التالي، أعلن ترامب انسحابه من الاتفاق النووي الإيراني وإعادة فرض العقوبات كجزء من حملة "الضغط الأقصى". في عام 2020، خلص كبار مسؤولي ترامب إلى أن فوائد قتل الجنرال قاسم سليماني تفوق أي مخاطر محتملة، لأن سليماني كان يوسع بشكل خطير قوة إيران ونفوذها باستخدام شبكة من الميليشيات في لبنان وسوريا والعراق واليمن ودول أخرى.

يوشيا والنفوذ الصيني:

أحد الرجال الثلاثة الخطيرين، هو تشانغ يوشيا، نائب رئيس اللجنة العسكرية المركزية في الصين، وواحد من كبار الضباط العسكريين الصينيين ذوي الخبرة القتالية، وعلى عكس فاليري جيراسيموف وقاسم سليماني، لم يكن تشانغ صاحب شخصية جاذبة ولا يتمتع بشخصية كاريزمية. وقد وُلد تشانغ يوشيا في يوليو 1950 في أسرة متميزة، وكان ابناً لمسؤول كبير مؤثر في الحزب الشيوعي، وفي مايو 1969، انضم تشانغ إلى الحزب الشيوعي الصيني - وهي خطوة أساسية للترقية في الجيش الصيني.

إلى جانب الرئيس الصيني وقادة صينيين آخرين، ساعد تشانغ في الإشراف على حملة بكين ضد الولايات المتحدة التي تضمنت معلومات مضللة، والتجسس لسرقة بعض تقنيات الولايات المتحدة الأكثر تقدماً، وشن الحرب الاقتصادية، وتوسيع النفوذ الصيني البحري، والسيطرة على الأراضي باستخدام الميليشيات والقوات شبه العسكرية الأخرى.

وكنتيجة للغزو الأمريكي لأفغانستان والعراق، وافقت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي واللجنة العسكرية المركزية على مفهوم محوري لجيش التحرير الشعبي يُدعى "الحروب الثلاث". وقد اشتمل على ثلاثة مكونات هي حرب الرأي العام، تضمن استخدام البث والمطبوعات وجهود الإنترنت للتأثير على الرأي العام المحلي والدولي بطرق تدعم المصالح الصينية وتقوض منافسيها. والحرب النفسية، صُممت لتحقيق أغراض عسكرية، ومنها استنزاف معنويات العدو، وتفكيك إرادته في القتال، وإشعال المشاعر المناهضة للحرب بين المواطنين في الداخل، وزيادة الصراع الدولي والمحلي، والحرب القانونية، يتضمن استغلال القانون الدولي والمحلي لتأكيد شرعية الادعاءات الصينية....
سيث جونز - سيث جونز ‏ هو لاعب هوكي الجليد، من الولايات المتحدة، ولد في أرلينغتون، تكساس، مركز لعبه هو مدافع ❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ Three Dangerous Men ❝ ❱
من السياسة - مكتبة .

نبذة عن الكتاب:
Three Dangerous Men

من يقود الحروب غير النظامية لروسيا والصين وإيران؟

سيث جونز سيث جونز

ثلاثة رجال خطيرين:

عرض: هند سمير

في كتابه ثلاثة رجال خطيرين "Three Dangerous Men"، يطرح خبير الدفاع سيث جونز فكرة جوهرية مفادها أن الولايات المتحدة غير مستعدة على الإطلاق لمستقبل المنافسة العالمية. ففي الوقت الذي ركزت واشنطن فيه على بناء طائرات مقاتلة وصواريخ وقدرات قتالية تقليدية، تبنى منافسوها الرئيسيون - روسيا وإيران والصين - الحرب غير النظامية بشكل متزايد، والتي تضمنت الهجمات الإلكترونية، استخدام الميليشيات بالوكالة، الدعاية، التجسس، والمعلومات المضللة، من أجل تقويض القوة الأمريكية.

يقدم الكاتب لمحة عن ثلاثة رواد في الحرب غير النظامية في موسكو وطهران وبكين ممن قاموا بتكييف الأساليب الأمريكية وحققوا مكاسب ضخمة من دون شن حرب تقليدية، وهم رئيس الأركان الروسي فاليري جيراسيموف، واللواء الإيراني الراحل قاسم سليماني، ونائب رئيس اللجنة العسكرية المركزية الصينية تشانغ يوشيا.

فقد قضى كل منهم حياته المهنية في دراسة القوة الأمريكية وابتكر تقنيات مختلفة لتجنب حرب تقليدية أو نووية مع الولايات المتحدة. ساعد جيراسيموف في الإشراف على تجدد الحرب الروسية غير النظامية، ومنها محاولات تقويض الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعامي 2016 و2020. في حين كان سليماني فعّالاً للغاية في توسيع النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط لدرجة أن واشنطن استهدفته في عملية اغتيال. أما تشانغ يوشيا فيمثل التحدي الأكثر إثارة للقلق، وذلك لأن الصين تمتلك المزيد من القوة والإمكانات تحت تصرفها.

بالاعتماد على مقابلات مع عشرات المسؤولين العسكريين والدبلوماسيين والاستخباراتيين الأمريكيين، بالإضافة إلى مئات الوثائق المترجمة من الروسية والفارسية والماندرية، يوضح جونز كيف دمر خصوم أمريكا سمعتها واستولوا على الأراضي في جميع أنحاء العالم. وبدلاً من الوقوف في وجه مثل هذه الأنظمة الاستبدادية، تخلت الولايات المتحدة، إلى حدٍ كبير، عن نوع المعلومات والعمليات الخاصة والاستخبارات والعمل الاقتصادي والدبلوماسي الذي ساعد في كسب الحرب الباردة من قبل.

جيراسيموف والتمدد الروسي:

تتبع وحدة المخابرات العسكرية الروسية واحداً من أكثر قادة موسكو نفوذاً، الجنرال فاليري جيراسيموف، رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة. والذي تخرَّج من مدرسة قيادة الدبابات العليا في كازان، في عام 1977، وهو الوقت الذي تراجعت فيه احتمالات نشوب حرب تقليدية ونووية مع الولايات المتحدة بسبب التكاليف الباهظة، والمخاوف من وقوع محرقة نووية. وبدلاً من ذلك، وتحت قيادة جيراسيموف، لجأ الاتحاد السوفييتي إلى "تدابير نشطة" للتنافس مع القوة العظمى، والتي استهدفت التأثير على الداخل الأمريكي، مثل التضليل، والتزوير، وجماعات التأثير، ...إلخ، والتي تم استخدامها بالتزامن مع عمليات التجسس التقليدية لإضعاف الولايات المتحدة وتوسيع نفوذ موسكو.

لعدة سنوات، كانت وكالات الاستخبارات الأمريكية والأوروبية تراقب بقلق متزايد الأنشطة الروسية، حيث استولت الأجهزة العسكرية والاستخباراتية الروسية على شبه جزيرة القرم بوسائل غير نظامية، وبدأت حرباً في شرق أوكرانيا بمساعدة الانفصاليين، وعملت مع حزب الله اللبناني وقوات أخرى في سوريا، ونفذت عمليات قرصنة وعمليات إغراق ضد انتخابات رئاسية أمريكية، ونشرت شركات عسكرية خاصة فيما يقرب من ثلاثين دولة في أربع قارات.

سليماني والصعود الإيراني:

يبدأ الكاتب بإعطاء نبذة عن قاسم سليماني، والذي وُلد في مدينة رابر في 11 مارس 1957، وسط عائلة فقيرة، وبعد قيام الثورة الإسلامية في عام 1979، انضم سليماني إلى حرس الثورة الإسلامية. وبزغ نجم سليماني مع بداية سيطرة حركة طالبان على زمام الأمور في أفغانستان، مما سبب قلق واضح في إيران. وفي هذا الوقت اجتمعت الولايات المتحدة وإيران ضد عدو مشترك (طالبان)، كما قامت الولايات المتحدة بمفاوضات مباشرة مع الإيرانيين كجزء من مبادرة جنيف، والتي ضمت إيران والولايات المتحدة وإيطاليا وألمانيا، مع الأمم المتحدة بصفتها الداعية.

في أوائل عام 2002، تدهورت العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران بشكل كبير لسببين. الأول كانت تصريحات الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش التي اعتبرت إيران - إلى جانب كوريا الشمالية والعراق - دولا ترعى الإرهاب وتنتج أسلحة دمار شامل. بينما تمحور السبب الثاني حول تنظيم القاعدة، حيث استخدمت إيران، بتوجيه من سليماني، نهجاً غير متكافئ، واختارت العمل مع القاعدة من أجل موازنة التهديد الأكبر الولايات المتحدة.

ومن هنا بدأت إيران في شن حرب غير نظامية واضحة ضد الولايات المتحدة بدأت مع الغزو الأمريكي للعراق، والذي وصفه جونز بأنه هدية من الولايات المتحدة لإيران، حيث استغل سليماني الفرصة لدعم الأغلبية الشيعية في العراق واستهداف القوات الأمريكية الضعيفة، فقد استفادت إيران من سوء التقدير الأمريكي. وعلى غرار العراق، وسع سليماني النفوذ الإيراني في جميع أنحاء المنطقة في منافسة مباشرة مع الولايات المتحدة وحلفائها، من خلال وكلاء إيران.

مع تولي دونالد ترامب رئاسة الولايات المتحدة في 2017، بدأ في تركيز انتباهه على إيران. في العام التالي، أعلن ترامب انسحابه من الاتفاق النووي الإيراني وإعادة فرض العقوبات كجزء من حملة "الضغط الأقصى". في عام 2020، خلص كبار مسؤولي ترامب إلى أن فوائد قتل الجنرال قاسم سليماني تفوق أي مخاطر محتملة، لأن سليماني كان يوسع بشكل خطير قوة إيران ونفوذها باستخدام شبكة من الميليشيات في لبنان وسوريا والعراق واليمن ودول أخرى.

يوشيا والنفوذ الصيني:

أحد الرجال الثلاثة الخطيرين، هو تشانغ يوشيا، نائب رئيس اللجنة العسكرية المركزية في الصين، وواحد من كبار الضباط العسكريين الصينيين ذوي الخبرة القتالية، وعلى عكس فاليري جيراسيموف وقاسم سليماني، لم يكن تشانغ صاحب شخصية جاذبة ولا يتمتع بشخصية كاريزمية. وقد وُلد تشانغ يوشيا في يوليو 1950 في أسرة متميزة، وكان ابناً لمسؤول كبير مؤثر في الحزب الشيوعي، وفي مايو 1969، انضم تشانغ إلى الحزب الشيوعي الصيني - وهي خطوة أساسية للترقية في الجيش الصيني.

إلى جانب الرئيس الصيني وقادة صينيين آخرين، ساعد تشانغ في الإشراف على حملة بكين ضد الولايات المتحدة التي تضمنت معلومات مضللة، والتجسس لسرقة بعض تقنيات الولايات المتحدة الأكثر تقدماً، وشن الحرب الاقتصادية، وتوسيع النفوذ الصيني البحري، والسيطرة على الأراضي باستخدام الميليشيات والقوات شبه العسكرية الأخرى.

وكنتيجة للغزو الأمريكي لأفغانستان والعراق، وافقت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي واللجنة العسكرية المركزية على مفهوم محوري لجيش التحرير الشعبي يُدعى "الحروب الثلاث". وقد اشتمل على ثلاثة مكونات هي حرب الرأي العام، تضمن استخدام البث والمطبوعات وجهود الإنترنت للتأثير على الرأي العام المحلي والدولي بطرق تدعم المصالح الصينية وتقوض منافسيها. والحرب النفسية، صُممت لتحقيق أغراض عسكرية، ومنها استنزاف معنويات العدو، وتفكيك إرادته في القتال، وإشعال المشاعر المناهضة للحرب بين المواطنين في الداخل، وزيادة الصراع الدولي والمحلي، والحرب القانونية، يتضمن استغلال القانون الدولي والمحلي لتأكيد شرعية الادعاءات الصينية.... .
المزيد..

تعليقات القرّاء:

من يقود الحروب غير النظامية لروسيا والصين وإيران؟

سيث جونز سيث جونز

ثلاثة رجال خطيرين:

عرض: هند سمير

في كتابه ثلاثة رجال خطيرين "Three Dangerous Men"، يطرح خبير الدفاع سيث جونز فكرة جوهرية مفادها أن الولايات المتحدة غير مستعدة على الإطلاق لمستقبل المنافسة العالمية. ففي الوقت الذي ركزت واشنطن فيه على بناء طائرات مقاتلة وصواريخ وقدرات قتالية تقليدية، تبنى منافسوها الرئيسيون - روسيا وإيران والصين - الحرب غير النظامية بشكل متزايد، والتي تضمنت الهجمات الإلكترونية، استخدام الميليشيات بالوكالة، الدعاية، التجسس، والمعلومات المضللة، من أجل تقويض القوة الأمريكية.

يقدم الكاتب لمحة عن ثلاثة رواد في الحرب غير النظامية في موسكو وطهران وبكين ممن قاموا بتكييف الأساليب الأمريكية وحققوا مكاسب ضخمة من دون شن حرب تقليدية، وهم رئيس الأركان الروسي فاليري جيراسيموف، واللواء الإيراني الراحل قاسم سليماني، ونائب رئيس اللجنة العسكرية المركزية الصينية تشانغ يوشيا.

فقد قضى كل منهم حياته المهنية في دراسة القوة الأمريكية وابتكر تقنيات مختلفة لتجنب حرب تقليدية أو نووية مع الولايات المتحدة. ساعد جيراسيموف في الإشراف على تجدد الحرب الروسية غير النظامية، ومنها محاولات تقويض الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعامي 2016 و2020. في حين كان سليماني فعّالاً للغاية في توسيع النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط لدرجة أن واشنطن استهدفته في عملية اغتيال. أما تشانغ يوشيا فيمثل التحدي الأكثر إثارة للقلق، وذلك لأن الصين تمتلك المزيد من القوة والإمكانات تحت تصرفها.

بالاعتماد على مقابلات مع عشرات المسؤولين العسكريين والدبلوماسيين والاستخباراتيين الأمريكيين، بالإضافة إلى مئات الوثائق المترجمة من الروسية والفارسية والماندرية، يوضح جونز كيف دمر خصوم أمريكا سمعتها واستولوا على الأراضي في جميع أنحاء العالم. وبدلاً من الوقوف في وجه مثل هذه الأنظمة الاستبدادية، تخلت الولايات المتحدة، إلى حدٍ كبير، عن نوع المعلومات والعمليات الخاصة والاستخبارات والعمل الاقتصادي والدبلوماسي الذي ساعد في كسب الحرب الباردة من قبل.

جيراسيموف والتمدد الروسي:

تتبع وحدة المخابرات العسكرية الروسية واحداً من أكثر قادة موسكو نفوذاً، الجنرال فاليري جيراسيموف، رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة. والذي تخرَّج من مدرسة قيادة الدبابات العليا في كازان، في عام 1977، وهو الوقت الذي تراجعت فيه احتمالات نشوب حرب تقليدية ونووية مع الولايات المتحدة بسبب التكاليف الباهظة، والمخاوف من وقوع محرقة نووية. وبدلاً من ذلك، وتحت قيادة جيراسيموف، لجأ الاتحاد السوفييتي إلى "تدابير نشطة" للتنافس مع القوة العظمى، والتي استهدفت التأثير على الداخل الأمريكي، مثل التضليل، والتزوير، وجماعات التأثير، ...إلخ، والتي تم استخدامها بالتزامن مع عمليات التجسس التقليدية لإضعاف الولايات المتحدة وتوسيع نفوذ موسكو.

لعدة سنوات، كانت وكالات الاستخبارات الأمريكية والأوروبية تراقب بقلق متزايد الأنشطة الروسية، حيث استولت الأجهزة العسكرية والاستخباراتية الروسية على شبه جزيرة القرم بوسائل غير نظامية، وبدأت حرباً في شرق أوكرانيا بمساعدة الانفصاليين، وعملت مع حزب الله اللبناني وقوات أخرى في سوريا، ونفذت عمليات قرصنة وعمليات إغراق ضد انتخابات رئاسية أمريكية، ونشرت شركات عسكرية خاصة فيما يقرب من ثلاثين دولة في أربع قارات.

سليماني والصعود الإيراني:

يبدأ الكاتب بإعطاء نبذة عن قاسم سليماني، والذي وُلد في مدينة رابر في 11 مارس 1957، وسط عائلة فقيرة، وبعد قيام الثورة الإسلامية في عام 1979، انضم سليماني إلى حرس الثورة الإسلامية. وبزغ نجم سليماني مع بداية سيطرة حركة طالبان على زمام الأمور في أفغانستان، مما سبب قلق واضح في إيران. وفي هذا الوقت اجتمعت الولايات المتحدة وإيران ضد عدو مشترك (طالبان)، كما قامت الولايات المتحدة بمفاوضات مباشرة مع الإيرانيين كجزء من مبادرة جنيف، والتي ضمت إيران والولايات المتحدة وإيطاليا وألمانيا، مع الأمم المتحدة بصفتها الداعية.

في أوائل عام 2002، تدهورت العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران بشكل كبير لسببين. الأول كانت تصريحات الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش التي اعتبرت إيران - إلى جانب كوريا الشمالية والعراق - دولا ترعى الإرهاب وتنتج أسلحة دمار شامل. بينما تمحور السبب الثاني حول تنظيم القاعدة، حيث استخدمت إيران، بتوجيه من سليماني، نهجاً غير متكافئ، واختارت العمل مع القاعدة من أجل موازنة التهديد الأكبر الولايات المتحدة.

ومن هنا بدأت إيران في شن حرب غير نظامية واضحة ضد الولايات المتحدة بدأت مع الغزو الأمريكي للعراق، والذي وصفه جونز بأنه هدية من الولايات المتحدة لإيران، حيث استغل سليماني الفرصة لدعم الأغلبية الشيعية في العراق واستهداف القوات الأمريكية الضعيفة، فقد استفادت إيران من سوء التقدير الأمريكي. وعلى غرار العراق، وسع سليماني النفوذ الإيراني في جميع أنحاء المنطقة في منافسة مباشرة مع الولايات المتحدة وحلفائها، من خلال وكلاء إيران.

مع تولي دونالد ترامب رئاسة الولايات المتحدة في 2017، بدأ في تركيز انتباهه على إيران. في العام التالي، أعلن ترامب انسحابه من الاتفاق النووي الإيراني وإعادة فرض العقوبات كجزء من حملة "الضغط الأقصى". في عام 2020، خلص كبار مسؤولي ترامب إلى أن فوائد قتل الجنرال قاسم سليماني تفوق أي مخاطر محتملة، لأن سليماني كان يوسع بشكل خطير قوة إيران ونفوذها باستخدام شبكة من الميليشيات في لبنان وسوريا والعراق واليمن ودول أخرى.

يوشيا والنفوذ الصيني:

أحد الرجال الثلاثة الخطيرين، هو تشانغ يوشيا، نائب رئيس اللجنة العسكرية المركزية في الصين، وواحد من كبار الضباط العسكريين الصينيين ذوي الخبرة القتالية، وعلى عكس فاليري جيراسيموف وقاسم سليماني، لم يكن تشانغ صاحب شخصية جاذبة ولا يتمتع بشخصية كاريزمية. وقد وُلد تشانغ يوشيا في يوليو 1950 في أسرة متميزة، وكان ابناً لمسؤول كبير مؤثر في الحزب الشيوعي، وفي مايو 1969، انضم تشانغ إلى الحزب الشيوعي الصيني - وهي خطوة أساسية للترقية في الجيش الصيني.

إلى جانب الرئيس الصيني وقادة صينيين آخرين، ساعد تشانغ في الإشراف على حملة بكين ضد الولايات المتحدة التي تضمنت معلومات مضللة، والتجسس لسرقة بعض تقنيات الولايات المتحدة الأكثر تقدماً، وشن الحرب الاقتصادية، وتوسيع النفوذ الصيني البحري، والسيطرة على الأراضي باستخدام الميليشيات والقوات شبه العسكرية الأخرى.

وكنتيجة للغزو الأمريكي لأفغانستان والعراق، وافقت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي واللجنة العسكرية المركزية على مفهوم محوري لجيش التحرير الشعبي يُدعى "الحروب الثلاث". وقد اشتمل على ثلاثة مكونات هي حرب الرأي العام، تضمن استخدام البث والمطبوعات وجهود الإنترنت للتأثير على الرأي العام المحلي والدولي بطرق تدعم المصالح الصينية وتقوض منافسيها. والحرب النفسية، صُممت لتحقيق أغراض عسكرية، ومنها استنزاف معنويات العدو، وتفكيك إرادته في القتال، وإشعال المشاعر المناهضة للحرب بين المواطنين في الداخل، وزيادة الصراع الدولي والمحلي، والحرب القانونية، يتضمن استغلال القانون الدولي والمحلي لتأكيد شرعية الادعاءات الصينية.



عداد القراءة: عدد قراءة Three Dangerous Men

اذا اعجبك الكتاب فضلاً اضغط على أعجبني
و يمكنك تحميله من هنا:


شكرًا لمساهمتكم

شكراً لمساهمتكم معنا في الإرتقاء بمستوى المكتبة ، يمكنكم االتبليغ عن اخطاء او سوء اختيار للكتب وتصنيفها ومحتواها ، أو كتاب يُمنع نشره ، او محمي بحقوق طبع ونشر ، فضلاً قم بالتبليغ عن الكتاب المُخالف:

المؤلف:
سيث جونز - Seth Jones

كتب سيث جونز سيث جونز ‏ هو لاعب هوكي الجليد، من الولايات المتحدة، ولد في أرلينغتون، تكساس، مركز لعبه هو مدافع❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ Three Dangerous Men ❝ ❱. المزيد..

كتب سيث جونز