❞ كتاب الحسين بن منصور الحلاج شهيد التصوف الإسلامي ❝  ⏤ طه عبد الباقى سرور

❞ كتاب الحسين بن منصور الحلاج شهيد التصوف الإسلامي ❝ ⏤ طه عبد الباقى سرور


أبو الْمُغِيث الحُسِّين بن مَنْصُور الحَلاَّج (858 - 26 مارس، 922) (244 هـ 309 هـ)؛ شاعر صوفي من شعراء الدولة العباسية، يُعد من روّاد أعلام التصوف في العالم العربي والإسلامي. اشتهر بقوله: «أنا الحق»، والذي اعتبره الكثيرون ادعاءً بالألوهية، بينما فسره آخرون على أنه حالة من إبادة الأنا، والسماح لله بأن يتكلم من خلاله. اكتسب الحلاج عددًا كبيرًا من الأتباع كخطيب قبل أن يتورط في صراعات السلطة مع البلاط العباسي والتي أُعدم على أثرها بعد فترة طويلة من الحبس بتهم دينية وسياسية. على الرغم من أن معظم معاصريه الصوفيين لا يوافقون على أفعاله، إلا أن الحلاج أصبح فيما بعد شخصية رئيسية في التقليد الصوفي.

الحسين بن منصور بن محمى الملقب بالحلاج يعتبر من أكثر الرجال الذين اختلف في أمرهم، وهناك من وافقوه وفسروا مفاهيمه. وهو من أهل البيضاء وهناك خلاف حولها هل هي البلدة التي ببلاد فارس، أم البلدة التي في جنوب العراق وهو ما رجحته الدراسات الأكاديمية، نشأ في مدينة واسط التي تبعد ب180 كيلومترا جنوب بغداد في العراق، وصحب أبا القاسم الجنيد وغيره يقول الدكتور علي ثويني في الأصل العراقي للحلاج:

وبالرغم من اقتران اسم الحلاج ببغداد فإنه لم يولد فيها وإنما ولد في أطراف واسط القريبة من جنوبها عام 858م في منطقة (البيضاء) التي يقال لها (الطور) وربما يكون ذلك الموضع يقع في تخوم (أهوار) العراق التي تدعى (البيضاء) حتى يومنا هذا، ويؤكد مسقط رأسه هذا المؤرخ (الاصطخري) الذي عاصره وذكر ذلك ابن الجوزي في (المنتظم) حيث ذكر (الحسين بن منصور المعروف بالحلاج من أهل البيضاء)، وهكذا فإنه عراقي المولد والمنشأ بالرغم من ادعاء البعض بفارسيته والتي لا يؤيدها منهج البحث التاريخي.ثم انتقل إلى البصرة قبل وروده بغداد وهو في الثامنة عشر من عمره.

لم ترض فلسفته التي عبّر عنها بالممارسة الفقيه محمد بن داود قاضي بغداد، فقد رآها متعارضة مع تعاليم الإسلام، فرفع أمر الحلاج إلى القضاء طالبًا محاكمته أمام الناس والفقهاء فلقي مصرعه مصلوباُ بباب خراسان المطل على دجلة على يدي الوزير حامد بن العباس، تنفيذًا لأمر الخليفة المقتدر في القرن الرابع الهجري بعد أن طال محاكمته سبع سنين واستتابه الخليفة فلم يرجع عن قوله.

سبب تلقيبه الحلّاج أنه كان حلاج الأسرار، أي يُخبر عن أسرار الناس، وقيل إن السبب أنه ذهب إلى دكان حلاج وأراده أن يعمل له عملاً، فاعتذر الندّاف بأنه يحلج في دكانه، فقال له أبو مغيث الحلاج أنا أبقى في دكانك أحلج وأنت تذهب لقضاء عملي. نشأ الحسين الحلاج في واسط ثم دخل بغداد وتردّد إلى مكة واعتكف بالحرم فترة طويلة، وأظهر للناس تجلدًا وتصبرًا على مكاره النفوس، من الجوع والتعرض للشمس والبرد.

وكان الحلاج يظهر للغوغاء متلونًا لا يثبت على حال، إذ يرونه تارة بزي الفقراء والزهاد وتارة بزي الأغنياء والوزراء وتارة بزي الأجناد والعمال، وقد طاف البلدان ودخل المدن الكبيرة وانتقل من مكان لآخر داعيًا على طريقته، فكان لهُ أتباع في الهند وفي خراسان[؟]، وفي بغداد وفي البصرة، وقد اتهمه مؤرخو أهل السنة بأنه كان مخدومًا من الجن والشياطين ولهُ حيل مشهورة في خداع الناس ذكرها ابن الجوزي وغيره، وكانوا يرون أن الحلاج يتلون مع كل طائفة حتى يستميل قلوبهم، وهو مع كل قوم على مذهبهم، إن كانوا أهل سنة أو شيعة أو معتزلة أو صوفية أو حتى فساقًا.

فكره
التصوف عند الحلاج جهاد في سبيل إحقاق الحق، وليس مسلكًا فرديًا بين المتصوف والخالق فقط. لقد طور الحلاج النظرة العامة إلى التصوف، فجعله جهادًا ضد الظلم والطغيان في النفس والمجتمع ونظرًا لما لتلك الدعوة من تأثير على السلطة السياسية الحاكمة في حينه. عن إبراهيم بن عمران النيلي أنه قال:

« سمعت الحلاج يقول: النقطة أصل كل خط، والخط كلّه نقط مجتمعة. فلا غنى للخط عن النقطة، ولا للنقطة عن الخط. وكل خط مستقيم أو منحرف هو متحرك عن النقطة بعينها، وكلّ ما يقع عليه بصر أحد فهو نقطة بين نقطتين. وهذا دليل على تجلّي الحق من كل ما يشاهد وترائيه عن كل ما يعاين. ومن هذا قلت: ما رأيت شيئًا إلاّ رأيت الله فيه.»

هو الصوفيُّ الأكثر إثارةً للجدل في التاريخ الإسلامي، والأعمق أثرًا، فكان وسيظلُّ «الحلاج» نموذجًا لافتًا في تاريخ الإنسانية، يقف أمامه الكثيرون من الباحثين عن معنى الحب الإلهي، والمتأملين في فلسفته التي تُعدُّ صفحةً مشرقةً من صفحات التراث الإنسانيِّ، وتدين بالفضل لفيلسوفٍ وشاعرٍ عربيٍّ مسلمٍ، استطاع باتساع أفقه أن يقفز على أسوار المذهبية والطائفية، ويجعل من مأساته الخاصة موردًا عذبًا تنهل منه العقول والقلوب في كلِّ مكانٍ وزمانٍ، ومصدرَ إلهامٍ لكلِّ أحرار العالم الذين يحلِّقون بأرواحهم وأذهانهم في سماءات الحرية. ويُعدُّ الحلاج أحدَ أهمِّ أقطاب التصوُّف الإسلاميِّ الذين اصطدموا بالسلطة الحاكمة الغاشمة، ودفعوا حياتهم ثمنًا لصدقهم.

هذه النسخة من الكتاب صادرة ومتاحة مجانًا من مؤسسة هنداوي بشكل قانوني؛ حيث إن نص الكتاب يقع في نطاق الملكية العامة تبعًا لقوانين الملكية الفكرية.
طه عبد الباقى سرور - ❰ له مجموعة من المؤلفات أبرزها ❞ دولة القرآن ❝ ❞ الحسين بن منصور الحلاج شهيد التصوف الإسلامي ❝ الناشرين : ❞ مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة ❝ ❱
من التراجم والأعلام - مكتبة كتب إسلامية.

نبذة عن الكتاب:
الحسين بن منصور الحلاج شهيد التصوف الإسلامي

2014م - 1444هـ

أبو الْمُغِيث الحُسِّين بن مَنْصُور الحَلاَّج (858 - 26 مارس، 922) (244 هـ 309 هـ)؛ شاعر صوفي من شعراء الدولة العباسية، يُعد من روّاد أعلام التصوف في العالم العربي والإسلامي. اشتهر بقوله: «أنا الحق»، والذي اعتبره الكثيرون ادعاءً بالألوهية، بينما فسره آخرون على أنه حالة من إبادة الأنا، والسماح لله بأن يتكلم من خلاله. اكتسب الحلاج عددًا كبيرًا من الأتباع كخطيب قبل أن يتورط في صراعات السلطة مع البلاط العباسي والتي أُعدم على أثرها بعد فترة طويلة من الحبس بتهم دينية وسياسية. على الرغم من أن معظم معاصريه الصوفيين لا يوافقون على أفعاله، إلا أن الحلاج أصبح فيما بعد شخصية رئيسية في التقليد الصوفي.

الحسين بن منصور بن محمى الملقب بالحلاج يعتبر من أكثر الرجال الذين اختلف في أمرهم، وهناك من وافقوه وفسروا مفاهيمه. وهو من أهل البيضاء وهناك خلاف حولها هل هي البلدة التي ببلاد فارس، أم البلدة التي في جنوب العراق وهو ما رجحته الدراسات الأكاديمية، نشأ في مدينة واسط التي تبعد ب180 كيلومترا جنوب بغداد في العراق، وصحب أبا القاسم الجنيد وغيره يقول الدكتور علي ثويني في الأصل العراقي للحلاج:

وبالرغم من اقتران اسم الحلاج ببغداد فإنه لم يولد فيها وإنما ولد في أطراف واسط القريبة من جنوبها عام 858م في منطقة (البيضاء) التي يقال لها (الطور) وربما يكون ذلك الموضع يقع في تخوم (أهوار) العراق التي تدعى (البيضاء) حتى يومنا هذا، ويؤكد مسقط رأسه هذا المؤرخ (الاصطخري) الذي عاصره وذكر ذلك ابن الجوزي في (المنتظم) حيث ذكر (الحسين بن منصور المعروف بالحلاج من أهل البيضاء)، وهكذا فإنه عراقي المولد والمنشأ بالرغم من ادعاء البعض بفارسيته والتي لا يؤيدها منهج البحث التاريخي.ثم انتقل إلى البصرة قبل وروده بغداد وهو في الثامنة عشر من عمره.

لم ترض فلسفته التي عبّر عنها بالممارسة الفقيه محمد بن داود قاضي بغداد، فقد رآها متعارضة مع تعاليم الإسلام، فرفع أمر الحلاج إلى القضاء طالبًا محاكمته أمام الناس والفقهاء فلقي مصرعه مصلوباُ بباب خراسان المطل على دجلة على يدي الوزير حامد بن العباس، تنفيذًا لأمر الخليفة المقتدر في القرن الرابع الهجري بعد أن طال محاكمته سبع سنين واستتابه الخليفة فلم يرجع عن قوله.

سبب تلقيبه الحلّاج أنه كان حلاج الأسرار، أي يُخبر عن أسرار الناس، وقيل إن السبب أنه ذهب إلى دكان حلاج وأراده أن يعمل له عملاً، فاعتذر الندّاف بأنه يحلج في دكانه، فقال له أبو مغيث الحلاج أنا أبقى في دكانك أحلج وأنت تذهب لقضاء عملي. نشأ الحسين الحلاج في واسط ثم دخل بغداد وتردّد إلى مكة واعتكف بالحرم فترة طويلة، وأظهر للناس تجلدًا وتصبرًا على مكاره النفوس، من الجوع والتعرض للشمس والبرد.

وكان الحلاج يظهر للغوغاء متلونًا لا يثبت على حال، إذ يرونه تارة بزي الفقراء والزهاد وتارة بزي الأغنياء والوزراء وتارة بزي الأجناد والعمال، وقد طاف البلدان ودخل المدن الكبيرة وانتقل من مكان لآخر داعيًا على طريقته، فكان لهُ أتباع في الهند وفي خراسان[؟]، وفي بغداد وفي البصرة، وقد اتهمه مؤرخو أهل السنة بأنه كان مخدومًا من الجن والشياطين ولهُ حيل مشهورة في خداع الناس ذكرها ابن الجوزي وغيره، وكانوا يرون أن الحلاج يتلون مع كل طائفة حتى يستميل قلوبهم، وهو مع كل قوم على مذهبهم، إن كانوا أهل سنة أو شيعة أو معتزلة أو صوفية أو حتى فساقًا.

فكره
التصوف عند الحلاج جهاد في سبيل إحقاق الحق، وليس مسلكًا فرديًا بين المتصوف والخالق فقط. لقد طور الحلاج النظرة العامة إلى التصوف، فجعله جهادًا ضد الظلم والطغيان في النفس والمجتمع ونظرًا لما لتلك الدعوة من تأثير على السلطة السياسية الحاكمة في حينه. عن إبراهيم بن عمران النيلي أنه قال:

« سمعت الحلاج يقول: النقطة أصل كل خط، والخط كلّه نقط مجتمعة. فلا غنى للخط عن النقطة، ولا للنقطة عن الخط. وكل خط مستقيم أو منحرف هو متحرك عن النقطة بعينها، وكلّ ما يقع عليه بصر أحد فهو نقطة بين نقطتين. وهذا دليل على تجلّي الحق من كل ما يشاهد وترائيه عن كل ما يعاين. ومن هذا قلت: ما رأيت شيئًا إلاّ رأيت الله فيه.»

هو الصوفيُّ الأكثر إثارةً للجدل في التاريخ الإسلامي، والأعمق أثرًا، فكان وسيظلُّ «الحلاج» نموذجًا لافتًا في تاريخ الإنسانية، يقف أمامه الكثيرون من الباحثين عن معنى الحب الإلهي، والمتأملين في فلسفته التي تُعدُّ صفحةً مشرقةً من صفحات التراث الإنسانيِّ، وتدين بالفضل لفيلسوفٍ وشاعرٍ عربيٍّ مسلمٍ، استطاع باتساع أفقه أن يقفز على أسوار المذهبية والطائفية، ويجعل من مأساته الخاصة موردًا عذبًا تنهل منه العقول والقلوب في كلِّ مكانٍ وزمانٍ، ومصدرَ إلهامٍ لكلِّ أحرار العالم الذين يحلِّقون بأرواحهم وأذهانهم في سماءات الحرية. ويُعدُّ الحلاج أحدَ أهمِّ أقطاب التصوُّف الإسلاميِّ الذين اصطدموا بالسلطة الحاكمة الغاشمة، ودفعوا حياتهم ثمنًا لصدقهم.

هذه النسخة من الكتاب صادرة ومتاحة مجانًا من مؤسسة هنداوي بشكل قانوني؛ حيث إن نص الكتاب يقع في نطاق الملكية العامة تبعًا لقوانين الملكية الفكرية. .
المزيد..

تعليقات القرّاء:


أبو الْمُغِيث الحُسِّين بن مَنْصُور الحَلاَّج (858 - 26 مارس، 922) (244 هـ 309 هـ)؛ شاعر صوفي من شعراء الدولة العباسية، يُعد من روّاد أعلام التصوف في العالم العربي والإسلامي. اشتهر بقوله: «أنا الحق»، والذي اعتبره الكثيرون ادعاءً بالألوهية، بينما فسره آخرون على أنه حالة من إبادة الأنا، والسماح لله بأن يتكلم من خلاله. اكتسب الحلاج عددًا كبيرًا من الأتباع كخطيب قبل أن يتورط في صراعات السلطة مع البلاط العباسي والتي أُعدم على أثرها بعد فترة طويلة من الحبس بتهم دينية وسياسية. على الرغم من أن معظم معاصريه الصوفيين لا يوافقون على أفعاله، إلا أن الحلاج أصبح فيما بعد شخصية رئيسية في التقليد الصوفي.

الحسين بن منصور بن محمى الملقب بالحلاج يعتبر من أكثر الرجال الذين اختلف في أمرهم، وهناك من وافقوه وفسروا مفاهيمه. وهو من أهل البيضاء وهناك خلاف حولها هل هي البلدة التي ببلاد فارس، أم البلدة التي في جنوب العراق وهو ما رجحته الدراسات الأكاديمية، نشأ في مدينة واسط التي تبعد ب180 كيلومترا جنوب بغداد في العراق، وصحب أبا القاسم الجنيد وغيره يقول الدكتور علي ثويني في الأصل العراقي للحلاج: 

وبالرغم من اقتران اسم الحلاج ببغداد فإنه لم يولد فيها وإنما ولد في أطراف واسط القريبة من جنوبها عام 858م في منطقة (البيضاء) التي يقال لها (الطور) وربما يكون ذلك الموضع يقع في تخوم (أهوار) العراق التي تدعى (البيضاء) حتى يومنا هذا، ويؤكد مسقط رأسه هذا المؤرخ (الاصطخري) الذي عاصره وذكر ذلك ابن الجوزي في (المنتظم) حيث ذكر (الحسين بن منصور المعروف بالحلاج من أهل البيضاء)، وهكذا فإنه عراقي المولد والمنشأ بالرغم من ادعاء البعض بفارسيته والتي لا يؤيدها منهج البحث التاريخي.ثم انتقل إلى البصرة قبل وروده بغداد وهو في الثامنة عشر من عمره.

 لم ترض فلسفته التي عبّر عنها بالممارسة الفقيه محمد بن داود قاضي بغداد، فقد رآها متعارضة مع تعاليم الإسلام، فرفع أمر الحلاج إلى القضاء طالبًا محاكمته أمام الناس والفقهاء فلقي مصرعه مصلوباُ بباب خراسان المطل على دجلة على يدي الوزير حامد بن العباس، تنفيذًا لأمر الخليفة المقتدر في القرن الرابع الهجري بعد أن طال محاكمته سبع سنين واستتابه الخليفة فلم يرجع عن قوله. 

سبب تلقيبه الحلّاج أنه كان حلاج الأسرار، أي يُخبر عن أسرار الناس، وقيل إن السبب أنه ذهب إلى دكان حلاج وأراده أن يعمل له عملاً، فاعتذر الندّاف بأنه يحلج في دكانه، فقال له أبو مغيث الحلاج أنا أبقى في دكانك أحلج وأنت تذهب لقضاء عملي. نشأ الحسين الحلاج في واسط ثم دخل بغداد وتردّد إلى مكة واعتكف بالحرم فترة طويلة، وأظهر للناس تجلدًا وتصبرًا على مكاره النفوس، من الجوع والتعرض للشمس والبرد. 

وكان الحلاج يظهر للغوغاء متلونًا لا يثبت على حال، إذ يرونه تارة بزي الفقراء والزهاد وتارة بزي الأغنياء والوزراء وتارة بزي الأجناد والعمال، وقد طاف البلدان ودخل المدن الكبيرة وانتقل من مكان لآخر داعيًا على طريقته، فكان لهُ أتباع في الهند وفي خراسان[؟]، وفي بغداد وفي البصرة، وقد اتهمه مؤرخو أهل السنة بأنه كان مخدومًا من الجن والشياطين ولهُ حيل مشهورة في خداع الناس ذكرها ابن الجوزي وغيره، وكانوا يرون أن الحلاج يتلون مع كل طائفة حتى يستميل قلوبهم، وهو مع كل قوم على مذهبهم، إن كانوا أهل سنة أو شيعة أو معتزلة أو صوفية أو حتى فساقًا.

فكره
التصوف عند الحلاج جهاد في سبيل إحقاق الحق، وليس مسلكًا فرديًا بين المتصوف والخالق فقط. لقد طور الحلاج النظرة العامة إلى التصوف، فجعله جهادًا ضد الظلم والطغيان في النفس والمجتمع ونظرًا لما لتلك الدعوة من تأثير على السلطة السياسية الحاكمة في حينه. عن إبراهيم بن عمران النيلي أنه قال:

« سمعت الحلاج يقول: النقطة أصل كل خط، والخط كلّه نقط مجتمعة. فلا غنى للخط عن النقطة، ولا للنقطة عن الخط. وكل خط مستقيم أو منحرف هو متحرك عن النقطة بعينها، وكلّ ما يقع عليه بصر أحد فهو نقطة بين نقطتين. وهذا دليل على تجلّي الحق من كل ما يشاهد وترائيه عن كل ما يعاين. ومن هذا قلت: ما رأيت شيئًا إلاّ رأيت الله فيه.»

هو الصوفيُّ الأكثر إثارةً للجدل في التاريخ الإسلامي، والأعمق أثرًا، فكان وسيظلُّ «الحلاج» نموذجًا لافتًا في تاريخ الإنسانية، يقف أمامه الكثيرون من الباحثين عن معنى الحب الإلهي، والمتأملين في فلسفته التي تُعدُّ صفحةً مشرقةً من صفحات التراث الإنسانيِّ، وتدين بالفضل لفيلسوفٍ وشاعرٍ عربيٍّ مسلمٍ، استطاع باتساع أفقه أن يقفز على أسوار المذهبية والطائفية، ويجعل من مأساته الخاصة موردًا عذبًا تنهل منه العقول والقلوب في كلِّ مكانٍ وزمانٍ، ومصدرَ إلهامٍ لكلِّ أحرار العالم الذين يحلِّقون بأرواحهم وأذهانهم في سماءات الحرية. ويُعدُّ الحلاج أحدَ أهمِّ أقطاب التصوُّف الإسلاميِّ الذين اصطدموا بالسلطة الحاكمة الغاشمة، ودفعوا حياتهم ثمنًا لصدقهم.

هذه النسخة من الكتاب صادرة ومتاحة مجانًا من مؤسسة هنداوي بشكل قانوني؛ حيث إن نص الكتاب يقع في نطاق الملكية العامة تبعًا لقوانين الملكية الفكرية.



سنة النشر : 2014م / 1435هـ .
نوع الكتاب : pdf.
عداد القراءة: عدد قراءة الحسين بن منصور الحلاج شهيد التصوف الإسلامي

اذا اعجبك الكتاب فضلاً اضغط على أعجبني
و يمكنك تحميله من هنا:

تحميل الحسين بن منصور الحلاج شهيد التصوف الإسلامي
شكرًا لمساهمتكم

شكراً لمساهمتكم معنا في الإرتقاء بمستوى المكتبة ، يمكنكم االتبليغ عن اخطاء او سوء اختيار للكتب وتصنيفها ومحتواها ، أو كتاب يُمنع نشره ، او محمي بحقوق طبع ونشر ، فضلاً قم بالتبليغ عن الكتاب المُخالف:

برنامج تشغيل ملفات pdfقبل تحميل الكتاب ..
يجب ان يتوفر لديكم برنامج تشغيل وقراءة ملفات pdf
يمكن تحميلة من هنا 'http://get.adobe.com/reader/'

المؤلف:
طه عبد الباقى سرور - TH ABD ALBAQA SROR

كتب طه عبد الباقى سرور ❰ له مجموعة من المؤلفات أبرزها ❞ دولة القرآن ❝ ❞ الحسين بن منصور الحلاج شهيد التصوف الإسلامي ❝ الناشرين : ❞ مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة ❝ ❱. المزيد..

كتب طه عبد الباقى سرور
الناشر:
مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة
كتب مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة ❰ ناشرين لمجموعة من المؤلفات أبرزها ❞ السحر ❝ ❞ التفكير السريع والبطيء ❝ ❞ العقل الباطن ❝ ❞ الذاكرة مقدمة قصيرة جدا ❝ ❞ دروس مبسطة فى الاقتصاد ❝ ❞ نيوتن ❝ ❞ المملكه الحيوانيه ❝ ❞ الديناصورات ❝ ❞ تاريخ آداب العرب ❝ ومن أبرز المؤلفين : ❞ عباس محمود العقاد ❝ ❞ مصطفى صادق الرافعي ❝ ❞ كامل كيلانى ❝ ❞ مصطفى لطفي المنفلوطي ❝ ❞ عبدالحميد عبدالمقصود ❝ ❞ وليم شكسبير ❝ ❞ طه حسين ❝ ❞ مجموعة من المؤلفين ❝ ❞ سليم حسن ❝ ❞ جبران خليل جبران ❝ ❞ أحمد شوقى ❝ ❞ تشارلز ديكنز ❝ ❞ ليو تولستوي ❝ ❞ علي الجارم مصطفى أمين ❝ ❞ شكيب أرسلان ❝ ❞ محمد حسين هيكل ❝ ❞ سلامة موسى ❝ ❞ دانيال كانمان ❝ ❞ أحمد تيمور ❝ ❞ نوال السعداوي ❝ ❞ هـ ج ويلز ❝ ❞ إبراهيم ناجى ❝ ❞ بونسون دو ترايل ❝ ❞ ثروت أباظة ❝ ❞ جوستاف لوبون ❝ ❞ يوسف ادريس ❝ ❞ زكي نجيب محمود ❝ ❞ جرجي حبيب زيدان ❝ ❞ أليس مونرو ❝ ❞ محمد رشيد رضا ❝ ❞ كاتب غير معروف ❝ ❞ الأمير شكيب أرسلان ❝ ❞ بطرس البستاني ❝ ❞ جان جاك روسو ❝ ❞ محمد الأمين الجكنى الشنقيطي ❝ ❞ حسين أحمد أمين ❝ ❞ محمد فريد وجدي ❝ ❞ مارك توين ❝ ❞ أبو القاسم الشابي ❝ ❞ مارون عبود ❝ ❞ علي الجارم ❝ ❞ جون جريبين ❝ ❞ أحمد زكي ❝ ❞ فولتير ❝ ❞ لويس ولبرت ❝ ❞ أوين ديفيز ❝ ❞ طاهر الجزائري ❝ ❞ عادل مصطفى ❝ ❞ احمد امين ❝ ❞ جاك لندن ❝ ❞ محمد بن عبد الله بن محمد بن إبراهيم ابن بطوطة أبو عبد الله ❝ ❞ يوسف كرم ❝ ❞ روبرت ميرفي ❝ ❞ د. محمد مندور ❝ ❞ أمين الريحاني ❝ ❞ د. سيد البحراوى ❝ ❞ كامل الكيلانى ❝ ❞ محمد فؤاد جلال ❝ ❞ إلياس أنطون إلياس إدوار أ. إلياس ❝ ❞ جوناثان كيه فوستر ❝ ❞ عبد الرحمن البرقوقي ❝ ❞ محمد كامل حسين ❝ ❞ أحمد حماد الحسينى ❝ ❞ فرانسيس بيرنت ❝ ❞ محمود سامى البارودى ❝ ❞ شوقى عبد الحكيم ❝ ❞ سيد علي إسماعيل ❝ ❞ محمد سعيد العريان ❝ ❞ أحمد يوسف أحمد الأنصاري ❝ ❞ إسماعيل مظهر ❝ ❞ عمر طوسون ❝ ❞ عبدالعزيز بركة ساكن ❝ ❞ إيمون باتلر ❝ ❞ روبرت هيث ❝ ❞ برنارد وود ❝ ❞ محمد لطفي جمعة ❝ ❞ عبد الرحمن شكري ❝ ❞ بيل هاندلي ❝ ❞ جول فيرن ❝ ❞ محمد الخضر حسين ❝ ❞ زكى محمد حسن ❝ ❞ نيكولاس جيمس ❝ ❞ بول أرون ❝ ❞ أحمد زكي أبو شادي ❝ ❞ أحمد أحمد بدوي ❝ ❞ إبراهيم رمزي ❝ ❞ سوزان بلاكمور ❝ ❞ هارولد دبليو لويس ❝ ❞ أحمد الهاشمي ❝ ❞ محمد عبد النبي ❝ ❞ محمد السباعي ❝ ❞ روبرت ستيفنسون ❝ ❞ روب أيلف ❝ ❞ ديفيد لورمان ❝ ❞ د. عبد الغفار مكاوى ❝ ❞ روبرت سي آلن ❝ ❞ جرجى زيدان ❝ ❞ عبد الرحمن الشرقاوى ❝ ❞ كلاوس بيندر ❝ ❞ محمد تيمور ❝ ❞ محمد إبراهيم مصطفى ❝ ❞ يوهان ديفيد فيس ❝ ❞ عبد الوهاب عزام ❝ ❞ د.عبدالوهاب عزام ❝ ❞ إبراهيم عبدالقادر المازني ❝ ❞ يعقوب صنوع ❝ ❞ محمد عبدالله حسين العمري ❝ ❞ فرانسوا روتن ❝ ❞ محمد رياض وكوثر عبد الرسول ❝ ❞ ديفيد كوامن ❝ ❞ مارك سكاوزن ❝ ❞ كريس إمبي ❝ ❞ عبد العزيز البشري ❝ ❞ زكريا مهران ❝ ❞ بول كروجمان ❝ ❞ رودولفو ساراتشي ❝ ❞ أندرو روبنسون ❝ ❞ لاري جلادني ❝ ❞ تشارلز تاونزند ❝ ❞ بن جولديكر ❝ ❞ باتريشيا أوفدرهايدي ❝ ❞ شارون كيه هول ❝ ❞ فيليب بول ❝ ❞ محمد يوسف موسى ❝ ❞ محمد فريد ابو حديد ❝ ❞ جويس أبلبي ❝ ❞ مايكل ديفيد لوكاس ❝ ❞ جاكلين ستيدال ❝ ❞ هاورد بيل ❝ ❞ يعقوب صرُّوف ❝ ❞ حسين محمد فهيم ❝ ❞ لوتشانو فلوريدي ❝ ❞ محمد فريد ❝ ❞ جوزيف إم سيراكوسا ❝ ❞ زينب فواز ❝ ❞ إيمي سي إدموندسون ❝ ❞ راسل جي فوستر ❝ ❞ ألكسندر ديماس ❝ ❞ مايكل جروس ❝ ❞ ويليام ستانلي جيفونس ❝ ❞ رشاد كامل الكيلانى ❝ ❞ نيك لين ❝ ❞ عمر فاخوري ❝ ❞ بيل ماجواير ❝ ❞ جيري بروتون ❝ ❞ صابر جبرة ❝ ❞ سكيب داين يونج ❝ ❞ إلياس الأيوبي ❝ ❞ أليس نيلسون ❝ ❞ دوروثي اتش كروفورد ❝ ❞ جلبرت كيث تشسترتون ❝ ❞ كلود بريزنسكي ❝ ❞ ليزا راندل ❝ ❞ جين بوتر ❝ ❞ كيث أوتلي ❝ ❞ فرانك كلوس ❝ ❞ ديفيد كانتر ❝ ❞ بول ويلكينسون ❝ ❞ كلود كيتيل ❝ ❞ ويليام تي فولمان ❝ ❞ كيث طومسون ❝ ❞ أنطون سعادة ❝ ❞ لوري ماجواير ❝ ❞ ثورنتون دبليو برجس ❝ ❞ إبرهيم عبد القادر المازني ❝ ❞ مراد فرج ❝ ❞ أنيس زكريا النصولي ❝ ❞ كريستوفر باتلر ❝ ❞ ستيفن جروزبي ❝ ❞ شون ميرفي ❝ ❞ د/ حازم فلاح سكيك ❝ ❞ أحمد عيسى ❝ ❞ احمد ذكى ابو شادى ❝ ❞ أسعد خليل داغر ❝ ❞ جاستن فوكس ❝ ❞ ديفيد هوبكنز ❝ ❞ لورنس لسيج ❝ ❞ ديفيد جان ❝ ❞ داود بركات ❝ ❞ يوسف البستاني ❝ ❞ سليمان بن خليل بن جاويش ❝ ❞ تيرى كوبرز ❝ ❞ علي محمود طه ❝ ❞ أحمد تيمور باشا ❝ ❞ تيرينس آلن ❝ ❞ إريك راشواي ❝ ❞ روبرت جيلمور ❝ ❞ سكوت أوديل ❝ ❞ إيه سي جرايلينج ❝ ❞ هيو لوفتينج ❝ ❞ لويس هيلفاند ❝ ❞ يوهانا شبيرى ❝ ❞ جرجي مطران ❝ ❞ والتر سكوت ❝ ❞ نقولا حداد ❝ ❞ شاهين مكاريوس ❝ ❞ ارفين شرودنجر ❝ ❞ أ.د محمد صبري أحمد عبدالمطلب ❝ ❞ فوزي المعلوف ❝ ❞ يوجين روجان ❝ ❞ بيتر كولز ❝ ❞ توفيق حبيب ❝ ❞ ستيفن إريك برونر ❝ ❞ لويس شيخو ❝ ❞ Princesse D' amour ❝ ❞ جوناثان بيت ❝ ❞ ريتشارد كيرت كراوس ❝ ❞ أنطون الجميِّل ❝ ❞ سليم قبعين ❝ ❞ محمد أسعد طلس ❝ ❞ لورنس إم برينسيبيه ❝ ❞ محمد سليم الجندي ❝ ❞ فريدريخ مكس مولر ❝ ❞ محمد كامل حجاج ❝ ❞ ديفيد سِيد ❝ ❞ زكى مبارك ❝ ❞ هنري لامنس ❝ ❞ بيتر هولاند ❝ ❞ دونالين ميلر وسوزان كيلي ❝ ❞ جوناثان كولر ❝ ❞ رفائيل بطي ❝ ❞ محمد فتحي خضر ❝ ❞ احمد فارس الشدياق ❝ ❞ روبرت جيه ماكمان ❝ ❞ أندرو جرانت ❝ ❞ يمنى طريف الخولي ❝ ❞ مادان بيرلا ❝ ❞ أرنو جايجر ❝ ❞ مايكل تانر ❝ ❞ نيل ديجراس تايسون ودونالد جولد سميث ❝ ❞ حامد الموصلي ❝ ❞ فتوح شعبان ❝ ❞ لبيبة ماضي هاشم ❝ ❞ طه عبد الباقى سرور ❝ ❞ نقولا فياض ❝ ❞ نِقولا فياض ❝ ❞ واصف البارودي ❝ ❞ لورنس إم كراوس ❝ ❞ إدوار مرقص ❝ ❞ راسل ستانارد ❝ ❞ دانيال تى ويلينجهام ❝ ❞ أنتونيا فيرينباخ ❝ ❞ إيفان سترينسكي ❝ ❞ ماركوس أوريليوس ❝ ❞ رئيف خورى ❝ ❞ عمر الاسكندرانى وسليم حسن ❝ ❞ كلود بريزسكي ❝ ❞ كولين وارد ❝ ❞ كريستوفر جودسكي وفرانكلين بوتر ❝ ❞ محمود الخفيف ❝ ❞ نقولا رزق الله ❝ ❞ نقولا افندى حداد ❝ ❞ أحمد سامح الخالدى ❝ ❞ أدريان جوستيكوتشيستر إلتون ❝ ❞ كينيث جرام ❝ ❞ نبوية موسى ❝ ❞ بدر شاكر السياب ❝ ❞ مايكل جيه نيوفلد ❝ ❞ سيد على اسماعيل ❝ ❞ إسكندرة قسطنطين الخوري ❝ ❞ ادجاروالاس ❝ ❞ كيمبر لى رينولندا ❝ ❞ أبو المحاسن بهاء الدين بن شداد ❝ ❞ جميل نخلة المدور ❝ ❞ ار اوستن فريمان ❝ ❞ جوليان ستالابراس ❝ ❞ عباس حافظ ❝ ❞ لايمان تاور سارجنت ❝ ❞ كين بينمور ❝ ❞ كريستوف أندريه ❝ ❞ ديفيد دويتش ❝ ❞ اديث نسبيت ❝ ❞ توماس بينك ❝ ❱.المزيد.. كتب مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة