📘 قراءة كتاب حوارات في علم الاستغراب مع مفكرين وباحثين من العالمين العربي والإسلامي / ج3 أونلاين
هذا الكتاب هو الجزء الثالث من السلسلة الحوارية التخصّصية التي يصدرها المركز الإسلامي للدراسات الاستراتيجية في إطار مشروع التأسيس لعلم الاستغراب. ولقد خصّصنا هذا الجزء من الحوارات لتظهير رؤى وآراء نقدية لجمعٍ من المفكرين والباحثين المتخصّصين بالعلوم الإنسانية وتمحورت حول المشكلات المعرفية التي تعصف بالحضارة الغربية الحديثة على مختلف الصُعُد الفكرية والسوسيولوجية والثقافية. وتبعاً للمنهج الذي أخذنا به في الجزءين السابقين من هذه السلسلة الحوارية، فقد توجّهنا إلى الشخصيات المشاركة كلٌّ بحسب تخصّصه العلمي وميدانه الفكري. ومن هذا النحو جرى ترتيب المحاورات وفق الفروع العلمية والمعرفية التالية:
الفكر السياسي، الاستغراب النقدي والاستشراق، التقنية، الميديا وعلم الإعلام، الأنثروبولوجيا وعلم الاجتماع الغربي ، الفكر الاقتصادي الغربي،
أما الأسئلة التي وُجِّهت إلى المتخصّصين في الحقول العلمية والمعرفية المذكورة، فهي ترتبط بنقطة الجاذبية التي تشكّل محور غايتنا من هذه المحاورات، أي متاخمة المباني الكبرى للحياة الحضارية في الغرب، وتناولها في التحليل والنقد في ضوء استراتيجيتنا الآيلة إلى الإسهام في التأسيس لعلم الاستغراب.
ومن الجدير في هذا المقام التذكير بالمباني الإجمالية لهذه الاستراتيجية التي افتتحناها بالسؤال التالي:
هل الاستغراب هو معرفتنا بالغرب، أم أنّه معرفة الغرب بنفسه، أم المعرفتين معاً؟ ونضيف: هل يندرج اهتمامنا بالاستغراب كميدان علمي مستحدث أملته ضرورات حضارية، أم أنّه ضربٌ من انفعالٍ ارتداديٍ على ما اقترفه الاستشراق من جنايات وهو يتاخم مجتمعاتنا خلال أحقابه المتعاقبة؟
الإجابات المحتملة قد تتعدّى حدود وآفاق هذا التساؤل المركّب. فالاستفهام عمّا إذا كان الاستغراب يؤلّف مفهومًا حقيقيًا له واقعه أم أنّه مجرّد شائعة، هو استفهام مشروع. إذ حين تتحوّل مفردة «الاستغراب» من ملفوظ له منزلته في عالم اللغة، إلى مصطلح له حقله الدلالي المفترض يصبح العثور على تحديد دقيق للمصطلح ضرورة معرفية.
الاستغراب إذاً، مصطلح مستحدث لا تزال أركانه النظرية والمعرفية في طور التشكُّل. وفي عالم المفاهيم يصبح الكلام عن «مصطلح الاستغراب» أكثر تعقيداً. ومرجع الأمر إلى فرادته وخصوصيته، وإلى حداثة دخوله مجال المداولة في الفكر الإسلامي والمشرقي المعاصر. ربّما لهذه الدواعي لم يتحوّل هذا المصطلح بعد إلى مفهوم، ذلك على الرغم من المجهودات الوازنة التي بذلها مفكّرون عرب ومسلمون من أجل تظهير علم معاصر يُعنى بمعرفة الغرب وفهمه ومعاينته بالملاحظة والنقد، فلكي يتّخذ المصطلح مكانته كواحد من مفاتيح المعرفة في العالم الإسلامي، وَجَبَ أن تتوفّر له بيئات راعية، ومؤسّسات ذات آفاق إحيائية، في إطار مشروع حضاري متكامل.
لكن واقع الحال اليوم، يفيد بأنّ ثمة بيئات مترامية الأطراف من هذه النخب لم تفارق مباغتات الحداثة الغربية سواء في حقل التعامل مع المفاهيم أو في الحقول المختلفة للمعارف والعلوم الإنسانية. وتلك حالة سارية لا تزال تُعرِبُ عن نفسها في المجتمعات المشرقية والإسلامية بوجوهٍ شتى؛ فوجهٍ يتماهى مع الحداثة ومنجزاتها لا محل فيه لمساءلة أو نقد، ووجهٍ تنحصر محاولاته داخل منظومات ايديولوجية وطنية أو قومية أو دينية، ووجه ثالثٍ يأتينا على صورة محاولات ووعود واحتمالات، ثم لا يلبث أن يظهر لنا بعد زمن، قصور أصحابها على بلورة مناهج تفكير تستهدي بها أجيال الأمّة لحل مشكلاتها الحضارية.
ختاماً نتقدّم بخالص الشكر والامتنان لجميع الأساتذة والباحثين، الذين شاركوا في هذه الحوارات التأسيسيّة لعلم الاستغراب، ولا ننسى بالشكر والتقدير محرّر ومنسّق هذا الكتاب الدكتور محمود حيدر، وكل من ساهم بإعداد وترجمة ومتابعة هذه الحوارات، ولا سيما الأستاذين د. محمّد حسين كياني ود. محمد مرتضى. ونسأل الله تعالى أن يكون هذا الجهد العلميّ المميّز بمضامينه الحوارية التخصّصية نافعاً ومفيداً لأهل العلم والبحث، ولكلّ من يروم البحث العلمي والنقدي للفكر الغربي.
نوع الكتاب : pdf.
عداد القراءة:
اذا اعجبك الكتاب فضلاً اضغط على أعجبني و يمكنك تحميله من هنا:
شكرًا لمساهمتكم
شكراً لمساهمتكم معنا في الإرتقاء بمستوى المكتبة ، يمكنكم االتبليغ عن اخطاء او سوء اختيار للكتب وتصنيفها ومحتواها ، أو كتاب يُمنع نشره ، او محمي بحقوق طبع ونشر ، فضلاً قم بالتبليغ عن الكتاب المُخالف:
قبل تحميل الكتاب ..
يجب ان يتوفر لديكم برنامج تشغيل وقراءة ملفات pdf
يمكن تحميلة من هنا 'http://get.adobe.com/reader/'