❞ كتاب المسألة الشيعية (رؤية فرنسية) ❝  ⏤ مجموعة من المؤلفين

❞ كتاب المسألة الشيعية (رؤية فرنسية) ❝ ⏤ مجموعة من المؤلفين

بدأ الاستقطاب الطائفي مبكراً في الإسلام, وإن لم يتخذ هذه الحدّة والوضوح والتبلور الذي هو عليه اليوم, وكان ذا طابع سياسي في المقام الأول, بين فئة من الصحابة, وكانت تمتلك طموحات قيادية وتطورات عن المرحلة التي سبقت اختفاء صاحب الرسالة عن المشهد السياسي الدنيوي, حتى قبل وفاته, وكانت تستعد سراً لتلك اللحظة حيث التفت حول الإمام علي بن أبي طالب, وكانوا من فقراء الأمة يسعون لوضع الرجل المناسب في المكان المناسب دينياً ودنيوياً, لكن بسبب الطموح الشخصي والأنانية القيادية مالت الكفة نحو الفئة الأولى.

صدر عن دار ميزوبوتاميا للطباعة والنشر كتاب (المسألة الشيعية.. رؤية فرنسية) إعداد وتحرير وترجمة الدكتور الإعلامي جواد بشارة, الكتاب من القطع المتوسط , يحتوي على 272 صفحة , ذات طباعة جيدة خالية من الأخطاء اللغوية والطباعية. تضمن الكتاب ثلاثة عشر مقال لكتاب مستشرقين فرنسيين والبعض من أصول عربية , اهتمو بالمسألة الشيعية بعد الثورة الإيرانية بقيادة السيد الخميني.

جمع وحرر المقالات الدكتور بشارة , والكتاب هم كل من (هنري كوربان. يان ريتشارد.بيير جون لويزار. انطوان صفير.مارتين غزلان. كونستانس آرمينجون. مكسيم فودانو.آلان غريش. دومينيك فيدال. آدريان برياند. صابرينا ميرفان. ليلى جاسينتو. بيير مارتات).

يعتقد الكثير من الباحثين في الشأن الإسلامي أن التشيع هو أحد إفرازات الصراعات السياسية التي نشأت مبكراً في الإسلام حتى قبل وفاة النبي محمد, وبعد وفاته ظهر الخلاف حول من هو الخليفة من بعده, حيث يعتقد كل مذهب من المذاهب الإسلامية أنه يمتلك الحقيقة المطلقة, وكانت اخطر نقطة خلاف جوهرية شيعية مع الأغلبية السنية في مسألة الإمامة الإلهية التي تحولت إلى نظرية سياسية وعقيدة دينية لدى المذهب الشيعي فضلاً عن العصمة .

ذكر الكاتب د.بشارة في ص18 من الكتاب أنه:" باسم الإخلاص للإسلام , طالب آية الله العظمى روح الله الخميني بكامل السلطة التي مارسها باسم الإسلام النبي محمد وأول إمام للشيعة هو الإمام علي بن أبي طالب, بحجة أن ذلك هو العلاج الضروري حسب إدعاء الخميني لمواجهة دنيوية المجتمع, ومن ثم لا بد من فرض ولاية الفقيه التي تكرس صلاحية رجل الدين الشيعي الفقيه, لممارسة السلطة السياسية , وهو مصدر التقليد الشيعي" من هذا نستنتج أن مؤسس الجمهورية الإسلامية الإيرانية يكون هو الرجل الأعلى والولي الفقيه في نفس الوقت , لكن في الفكر الشيعي هناك مراجع يؤيدون مبدأ ولاية الفقيه, وهناك مراجع لا يؤيدون مبدأ ولاية الفقيه, بل يعارضونها لأسباب كثيرة منها: ازدواجية الوظيفة داخل المؤسسة الدينية بين ولاية الفقيه والمرجعية الدينية , بينما يرى بعض رجال الدين أن ممارسة السياسة والحكم من قبل رجل الدين تفسد رجل الدين وتسيء إليه .

مع العلم أن مكانة المراجع في العراق ولبنان أقوى من السلطة السياسية الحاكمة المنتخبة, وتكون للمرجع في العراق مكانة محترمة بحيث يراجع من قبل رجال السلطة الحاكمة في اتخاذ بعض القرارات أو الإصلاحات وهذا ما نلمسه من خلال زيارات السياسيين العراقيين للسيد السيستاني قبل اتخاذ بعض القرارات المهمة , فضلاً عن خطب صلاة يوم الجمعة التي يتخذها الناطق باسم المرجعية لاتخاذ سياسة الدولة والدعوة للإصلاحات الحقيقية .

ذكر الدكتور بشارة في ص26 حول تاريخ التشيع وبعض الطروحات التي ذكرت من قبل الكتاب العرب والغربيين,حيث ذكر البعض أن "التشيع ظهر بعد وفاة الرسول والبعض الآخر أبدى رأيه أن التشيع ظهر في ولاية الإمام علي, لكن بعض المتحاملين على المذهب الشيعي يعتقد أن التشيع اختلقه الإيرانيون للانتقام من العرب, وهذا مبدأ بعيد عن الحقيقة, كما طرح البعض فكرة اختلاق شخصية وهمية هي شخصية عبد الله ابن سبأ وهو شخصية يهودية أو يلقب بابن السوداء", لكن الدكتور بشارة علق قائلاً:" لقد ساهم النقد العلمي المعاصر ومناهج فحص النصوص والتدقيق في صحتها ومصداقيتها, في كشف ضعف هذه الأطروحة المعادية للشيعة, واثبت باحثون حياديون أن شخصية عبد الله ابن سبأ ابتكرها أعداء التشيع للنيل من الشيعة ونزع المصداقية عن ادعائهم وطروحاتهم" .

من هذا حاول خصوم الشيعة إدخال العنصر اليهودي في الفكر الشيعي للمس بنصاعة انتمائه للفكر الإسلامي الأصيل, وتعتبر أغلب المصادر أن شخصية عبد الله ابن سبأ شخصية يهودية تلقب بابن السوداء, وقد ذكر الباحث محمد كرد علي:" إن ما يشير إليه بعض الكتاب بخصوص أصل التشيع باعتباره بدعة أدخلها عبد الله ابن سبأ المعروف باسم ابن السوداء, لهوَّ محض خيال ودليل دافع على جهلهم بالعقيدة الشيعية الحقيقية".

من خلال متابعة مقالات الكتاب في الكتاب أكد الباحث انطوان صفير في ص38 حول العقائد الإسلامية واسبابها انه" من المتفق عليه اليوم أن الانشقاق الذي حصل في الإسلام ليس عقائدي بل سياسي بالدرجة الأولى ويعود أساسه التاريخي إلى أواخر فترة حياة الرسول ووفاته حيث نشب صراع مستتر في بداية الأمر بين فريقين من الصحابة الأول يضم الارستقراطية والأغنياء والوجوه المعروفة من الوجهاء الذي تجمعوا حول عمر ابن الخطاب, والثانية تضم الفقراء وذوي الأصول المتواضعة الذي أحاطوا بالإمام علي ابن ابي طالب" . فكان للفريق الأول قد أراد أن تكون الخلافة خارج بيت النبوة, فظهر النزاع حول من هو الخليفة الشرعي للنبي , مما زاد من الخلاف وتعمق وتحول إلى خلاف عقائدي.

من خلال متابعتي لمقالات الكتاب المستشرقين من الفرنسيين أجد أن اغلبهم ليس لديهم إلمام بالمراجع الدينية الشيعية سوى المعلومات التي يحصلون عليها من خلال تسليط الإعلام عليهم ومنهم السيد الخميني والسيد السيستاني ومحمد حسين فضل الله, ويعتقدون أن المؤسسة الدينية الشيعية تشبه بحد ما الفاتيكان من خلال تشددها وحيويتها . مجموعة من المؤلفين - "مجموعة من المؤلفين"، هو ركن للكتب التي شارك في تأليفها أكتر من كاتب ومؤلف، وهو قسم مميز مليء بالكتب التي تعددت الجهود في إخراجها على أكمل الوجوه.


من فكر إسلامي الفكر والفلسفة - مكتبة المكتبة التجريبية.


اقتباسات من كتاب المسألة الشيعية (رؤية فرنسية)

نبذة عن الكتاب:
المسألة الشيعية (رؤية فرنسية)

2015م - 1445هـ
بدأ الاستقطاب الطائفي مبكراً في الإسلام, وإن لم يتخذ هذه الحدّة والوضوح والتبلور الذي هو عليه اليوم, وكان ذا طابع سياسي في المقام الأول, بين فئة من الصحابة, وكانت تمتلك طموحات قيادية وتطورات عن المرحلة التي سبقت اختفاء صاحب الرسالة عن المشهد السياسي الدنيوي, حتى قبل وفاته, وكانت تستعد سراً لتلك اللحظة حيث التفت حول الإمام علي بن أبي طالب, وكانوا من فقراء الأمة يسعون لوضع الرجل المناسب في المكان المناسب دينياً ودنيوياً, لكن بسبب الطموح الشخصي والأنانية القيادية مالت الكفة نحو الفئة الأولى.

صدر عن دار ميزوبوتاميا للطباعة والنشر كتاب (المسألة الشيعية.. رؤية فرنسية) إعداد وتحرير وترجمة الدكتور الإعلامي جواد بشارة, الكتاب من القطع المتوسط , يحتوي على 272 صفحة , ذات طباعة جيدة خالية من الأخطاء اللغوية والطباعية. تضمن الكتاب ثلاثة عشر مقال لكتاب مستشرقين فرنسيين والبعض من أصول عربية , اهتمو بالمسألة الشيعية بعد الثورة الإيرانية بقيادة السيد الخميني.

جمع وحرر المقالات الدكتور بشارة , والكتاب هم كل من (هنري كوربان. يان ريتشارد.بيير جون لويزار. انطوان صفير.مارتين غزلان. كونستانس آرمينجون. مكسيم فودانو.آلان غريش. دومينيك فيدال. آدريان برياند. صابرينا ميرفان. ليلى جاسينتو. بيير مارتات).

يعتقد الكثير من الباحثين في الشأن الإسلامي أن التشيع هو أحد إفرازات الصراعات السياسية التي نشأت مبكراً في الإسلام حتى قبل وفاة النبي محمد, وبعد وفاته ظهر الخلاف حول من هو الخليفة من بعده, حيث يعتقد كل مذهب من المذاهب الإسلامية أنه يمتلك الحقيقة المطلقة, وكانت اخطر نقطة خلاف جوهرية شيعية مع الأغلبية السنية في مسألة الإمامة الإلهية التي تحولت إلى نظرية سياسية وعقيدة دينية لدى المذهب الشيعي فضلاً عن العصمة .

ذكر الكاتب د.بشارة في ص18 من الكتاب أنه:" باسم الإخلاص للإسلام , طالب آية الله العظمى روح الله الخميني بكامل السلطة التي مارسها باسم الإسلام النبي محمد وأول إمام للشيعة هو الإمام علي بن أبي طالب, بحجة أن ذلك هو العلاج الضروري حسب إدعاء الخميني لمواجهة دنيوية المجتمع, ومن ثم لا بد من فرض ولاية الفقيه التي تكرس صلاحية رجل الدين الشيعي الفقيه, لممارسة السلطة السياسية , وهو مصدر التقليد الشيعي" من هذا نستنتج أن مؤسس الجمهورية الإسلامية الإيرانية يكون هو الرجل الأعلى والولي الفقيه في نفس الوقت , لكن في الفكر الشيعي هناك مراجع يؤيدون مبدأ ولاية الفقيه, وهناك مراجع لا يؤيدون مبدأ ولاية الفقيه, بل يعارضونها لأسباب كثيرة منها: ازدواجية الوظيفة داخل المؤسسة الدينية بين ولاية الفقيه والمرجعية الدينية , بينما يرى بعض رجال الدين أن ممارسة السياسة والحكم من قبل رجل الدين تفسد رجل الدين وتسيء إليه .

مع العلم أن مكانة المراجع في العراق ولبنان أقوى من السلطة السياسية الحاكمة المنتخبة, وتكون للمرجع في العراق مكانة محترمة بحيث يراجع من قبل رجال السلطة الحاكمة في اتخاذ بعض القرارات أو الإصلاحات وهذا ما نلمسه من خلال زيارات السياسيين العراقيين للسيد السيستاني قبل اتخاذ بعض القرارات المهمة , فضلاً عن خطب صلاة يوم الجمعة التي يتخذها الناطق باسم المرجعية لاتخاذ سياسة الدولة والدعوة للإصلاحات الحقيقية .

ذكر الدكتور بشارة في ص26 حول تاريخ التشيع وبعض الطروحات التي ذكرت من قبل الكتاب العرب والغربيين,حيث ذكر البعض أن "التشيع ظهر بعد وفاة الرسول والبعض الآخر أبدى رأيه أن التشيع ظهر في ولاية الإمام علي, لكن بعض المتحاملين على المذهب الشيعي يعتقد أن التشيع اختلقه الإيرانيون للانتقام من العرب, وهذا مبدأ بعيد عن الحقيقة, كما طرح البعض فكرة اختلاق شخصية وهمية هي شخصية عبد الله ابن سبأ وهو شخصية يهودية أو يلقب بابن السوداء", لكن الدكتور بشارة علق قائلاً:" لقد ساهم النقد العلمي المعاصر ومناهج فحص النصوص والتدقيق في صحتها ومصداقيتها, في كشف ضعف هذه الأطروحة المعادية للشيعة, واثبت باحثون حياديون أن شخصية عبد الله ابن سبأ ابتكرها أعداء التشيع للنيل من الشيعة ونزع المصداقية عن ادعائهم وطروحاتهم" .

من هذا حاول خصوم الشيعة إدخال العنصر اليهودي في الفكر الشيعي للمس بنصاعة انتمائه للفكر الإسلامي الأصيل, وتعتبر أغلب المصادر أن شخصية عبد الله ابن سبأ شخصية يهودية تلقب بابن السوداء, وقد ذكر الباحث محمد كرد علي:" إن ما يشير إليه بعض الكتاب بخصوص أصل التشيع باعتباره بدعة أدخلها عبد الله ابن سبأ المعروف باسم ابن السوداء, لهوَّ محض خيال ودليل دافع على جهلهم بالعقيدة الشيعية الحقيقية".

من خلال متابعة مقالات الكتاب في الكتاب أكد الباحث انطوان صفير في ص38 حول العقائد الإسلامية واسبابها انه" من المتفق عليه اليوم أن الانشقاق الذي حصل في الإسلام ليس عقائدي بل سياسي بالدرجة الأولى ويعود أساسه التاريخي إلى أواخر فترة حياة الرسول ووفاته حيث نشب صراع مستتر في بداية الأمر بين فريقين من الصحابة الأول يضم الارستقراطية والأغنياء والوجوه المعروفة من الوجهاء الذي تجمعوا حول عمر ابن الخطاب, والثانية تضم الفقراء وذوي الأصول المتواضعة الذي أحاطوا بالإمام علي ابن ابي طالب" . فكان للفريق الأول قد أراد أن تكون الخلافة خارج بيت النبوة, فظهر النزاع حول من هو الخليفة الشرعي للنبي , مما زاد من الخلاف وتعمق وتحول إلى خلاف عقائدي.

من خلال متابعتي لمقالات الكتاب المستشرقين من الفرنسيين أجد أن اغلبهم ليس لديهم إلمام بالمراجع الدينية الشيعية سوى المعلومات التي يحصلون عليها من خلال تسليط الإعلام عليهم ومنهم السيد الخميني والسيد السيستاني ومحمد حسين فضل الله, ويعتقدون أن المؤسسة الدينية الشيعية تشبه بحد ما الفاتيكان من خلال تشددها وحيويتها .
.
المزيد..

تعليقات القرّاء:

بدأ الاستقطاب الطائفي مبكراً في الإسلام, وإن لم يتخذ هذه الحدّة والوضوح والتبلور الذي هو عليه اليوم, وكان ذا طابع سياسي في المقام الأول, بين فئة من الصحابة, وكانت تمتلك طموحات قيادية وتطورات عن المرحلة التي سبقت اختفاء صاحب الرسالة عن المشهد السياسي الدنيوي, حتى قبل وفاته, وكانت تستعد سراً لتلك اللحظة حيث التفت حول الإمام علي بن أبي طالب, وكانوا من فقراء الأمة يسعون لوضع الرجل المناسب في المكان المناسب دينياً ودنيوياً, لكن بسبب الطموح الشخصي والأنانية القيادية مالت الكفة نحو الفئة الأولى.

صدر عن دار ميزوبوتاميا للطباعة والنشر كتاب (المسألة الشيعية.. رؤية فرنسية) إعداد وتحرير وترجمة الدكتور الإعلامي جواد بشارة, الكتاب من القطع المتوسط , يحتوي على 272 صفحة , ذات طباعة جيدة خالية من الأخطاء اللغوية والطباعية. تضمن الكتاب ثلاثة عشر مقال لكتاب مستشرقين فرنسيين والبعض من أصول عربية , اهتمو بالمسألة الشيعية بعد الثورة الإيرانية بقيادة السيد الخميني. 

جمع وحرر المقالات الدكتور بشارة , والكتاب هم كل من (هنري كوربان. يان ريتشارد.بيير جون لويزار. انطوان صفير.مارتين غزلان. كونستانس آرمينجون. مكسيم فودانو.آلان غريش. دومينيك فيدال. آدريان برياند. صابرينا ميرفان. ليلى جاسينتو. بيير مارتات).

يعتقد الكثير من الباحثين في الشأن الإسلامي أن التشيع هو أحد إفرازات الصراعات السياسية التي نشأت مبكراً في الإسلام حتى قبل وفاة النبي محمد, وبعد وفاته ظهر الخلاف حول من هو الخليفة من بعده, حيث يعتقد كل مذهب من المذاهب الإسلامية أنه يمتلك الحقيقة المطلقة, وكانت اخطر نقطة خلاف جوهرية شيعية مع الأغلبية السنية في مسألة الإمامة الإلهية التي تحولت إلى نظرية سياسية وعقيدة دينية لدى المذهب الشيعي فضلاً عن العصمة .

ذكر الكاتب د.بشارة في ص18 من الكتاب أنه:" باسم الإخلاص للإسلام , طالب آية الله العظمى روح الله الخميني بكامل السلطة التي مارسها باسم الإسلام النبي محمد وأول إمام للشيعة هو الإمام علي بن أبي طالب, بحجة أن ذلك هو العلاج الضروري حسب إدعاء الخميني لمواجهة دنيوية المجتمع, ومن ثم لا بد من فرض ولاية الفقيه التي تكرس صلاحية رجل الدين الشيعي الفقيه, لممارسة السلطة السياسية , وهو مصدر التقليد الشيعي" من هذا نستنتج أن مؤسس الجمهورية الإسلامية الإيرانية يكون هو الرجل الأعلى والولي الفقيه في نفس الوقت , لكن في الفكر الشيعي هناك مراجع يؤيدون مبدأ ولاية الفقيه, وهناك مراجع لا يؤيدون مبدأ ولاية الفقيه, بل يعارضونها لأسباب كثيرة منها: ازدواجية الوظيفة داخل المؤسسة الدينية بين ولاية الفقيه والمرجعية الدينية , بينما يرى بعض رجال الدين أن ممارسة السياسة والحكم من قبل رجل الدين تفسد رجل الدين وتسيء إليه . 

مع العلم أن مكانة المراجع في العراق ولبنان أقوى من السلطة السياسية الحاكمة المنتخبة, وتكون للمرجع في العراق مكانة محترمة بحيث يراجع من قبل رجال السلطة الحاكمة في اتخاذ بعض القرارات أو الإصلاحات وهذا ما نلمسه من خلال زيارات السياسيين العراقيين للسيد السيستاني قبل اتخاذ بعض القرارات المهمة , فضلاً عن خطب صلاة يوم الجمعة التي يتخذها الناطق باسم المرجعية لاتخاذ سياسة الدولة والدعوة للإصلاحات الحقيقية .

ذكر الدكتور بشارة في ص26 حول تاريخ التشيع وبعض الطروحات التي ذكرت من قبل الكتاب العرب والغربيين,حيث ذكر البعض أن "التشيع ظهر بعد وفاة الرسول والبعض الآخر أبدى رأيه أن التشيع ظهر في ولاية الإمام علي, لكن بعض المتحاملين على المذهب الشيعي يعتقد أن التشيع اختلقه الإيرانيون للانتقام من العرب, وهذا مبدأ بعيد عن الحقيقة, كما طرح البعض فكرة اختلاق شخصية وهمية هي شخصية عبد الله ابن سبأ وهو شخصية يهودية أو يلقب بابن السوداء", لكن الدكتور بشارة علق قائلاً:" لقد ساهم النقد العلمي المعاصر ومناهج فحص النصوص والتدقيق في صحتها ومصداقيتها, في كشف ضعف هذه الأطروحة المعادية للشيعة, واثبت باحثون حياديون أن شخصية عبد الله ابن سبأ ابتكرها أعداء التشيع للنيل من الشيعة ونزع المصداقية عن ادعائهم وطروحاتهم" .

من هذا حاول خصوم الشيعة إدخال العنصر اليهودي في الفكر الشيعي للمس بنصاعة انتمائه للفكر الإسلامي الأصيل, وتعتبر أغلب المصادر أن شخصية عبد الله ابن سبأ شخصية يهودية تلقب بابن السوداء, وقد ذكر الباحث محمد كرد علي:" إن ما يشير إليه بعض الكتاب بخصوص أصل التشيع باعتباره بدعة أدخلها عبد الله ابن سبأ المعروف باسم ابن السوداء, لهوَّ محض خيال ودليل دافع على جهلهم بالعقيدة الشيعية الحقيقية".

من خلال متابعة مقالات الكتاب في الكتاب أكد الباحث انطوان صفير في ص38 حول العقائد الإسلامية واسبابها انه" من المتفق عليه اليوم أن الانشقاق الذي حصل في الإسلام ليس عقائدي بل سياسي بالدرجة الأولى ويعود أساسه التاريخي إلى أواخر فترة حياة الرسول ووفاته حيث نشب صراع مستتر في بداية الأمر بين فريقين من الصحابة الأول يضم الارستقراطية والأغنياء والوجوه المعروفة من الوجهاء الذي تجمعوا حول عمر ابن الخطاب, والثانية تضم الفقراء وذوي الأصول المتواضعة الذي أحاطوا بالإمام علي ابن ابي طالب" . فكان للفريق الأول قد أراد أن تكون الخلافة خارج بيت النبوة, فظهر النزاع حول من هو الخليفة الشرعي للنبي , مما زاد من الخلاف وتعمق وتحول إلى خلاف عقائدي.

من خلال متابعتي لمقالات الكتاب المستشرقين من الفرنسيين أجد أن اغلبهم ليس لديهم إلمام بالمراجع الدينية الشيعية سوى المعلومات التي يحصلون عليها من خلال تسليط الإعلام عليهم ومنهم السيد الخميني والسيد السيستاني ومحمد حسين فضل الله, ويعتقدون أن المؤسسة الدينية الشيعية تشبه بحد ما الفاتيكان من خلال تشددها وحيويتها .
 



سنة النشر : 2015م / 1436هـ .
نوع الكتاب : pdf.
عداد القراءة: عدد قراءة المسألة الشيعية (رؤية فرنسية)

اذا اعجبك الكتاب فضلاً اضغط على أعجبني
و يمكنك تحميله من هنا:

تحميل المسألة الشيعية (رؤية فرنسية)
شكرًا لمساهمتكم

شكراً لمساهمتكم معنا في الإرتقاء بمستوى المكتبة ، يمكنكم االتبليغ عن اخطاء او سوء اختيار للكتب وتصنيفها ومحتواها ، أو كتاب يُمنع نشره ، او محمي بحقوق طبع ونشر ، فضلاً قم بالتبليغ عن الكتاب المُخالف:

برنامج تشغيل ملفات pdfقبل تحميل الكتاب ..
يجب ان يتوفر لديكم برنامج تشغيل وقراءة ملفات pdf
يمكن تحميلة من هنا 'http://get.adobe.com/reader/'

المؤلف:
مجموعة من المؤلفين - Amr Hashem Rabie

كتب مجموعة من المؤلفين "مجموعة من المؤلفين"، هو ركن للكتب التي شارك في تأليفها أكتر من كاتب ومؤلف، وهو قسم مميز مليء بالكتب التي تعددت الجهود في إخراجها على أكمل الوجوه. . المزيد..

كتب مجموعة من المؤلفين
الناشر:
دار ميزوموتاميا
كتب دار ميزوموتاميا ❰ ناشرين لمجموعة من المؤلفات أبرزها ❞ المسألة الشيعية (رؤية فرنسية) ❝ ومن أبرز المؤلفين : ❞ مجموعة من المؤلفين ❝ ❱.المزيد.. كتب دار ميزوموتاميا