❞ رواية لا موسيقى في الأحمدي ❝ ⏤ منى الشمري
يفرغ والدي وقته وتعبه في البحر بعيدًا عن رائحة النفط وحبات الرمل التي كثيرًا ما دخلت عينيه حتى صار يرتدي النظارة السوداء. يشتاق أن يطفئ حر الصحراء في برودة الماء، وطوال يومين يظل ناقعًا في الملح وحوله إخواني وأخواتي وزوجتاه وجدي الذي ينشغل بتعليم أحفاده السباحة، ولا يخرج من البحر حتى يؤمن غداء الغد بوجبة كبيرة من سمك الحمام الذي كان يطير أمامنا ويعود ليغوص مجدداً، تتخبط أسرابه طريقها تحت أقدامنا، يسحب شبكة الصيد ثم يزمها، تصغر ينتفض السمك بداخلها، يخرج جدي من الماء كمارد بطوله الفارع إلى البيت، وتخرج معه زوجة أبي حصة لتحضر له القهوة والشاي، وتبخر غرفتها استقبالًا لوالدي الذي كان ينام عندها يومي العطلة لأنه طوال الأسبوع بعيد عنها في بيتنا بالأحمدي، تضج رائحة بخورها وخمرية شعرها في المكان، يلسع دبور الغيرة قلب الوالدة، حين كبر إخوتي انقطعت عادة المبيت وتحررت أمي جليلة من قهر روتينه.
منى الشمري - ومنى الشمرى روائية وقاصة وسيناريست كويتية درست المسرح والدراما في الكويت حازت جوائز عدّة منها: جائزة الدولة التشجيعية عن القصة القصيرة 2017، جائزة «المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب» 2017، جائزة الدولة التشجيعية الكويت 2018 عن روايتها "لا موسيقى في الأحمدي"، صدر لها عن دار الساقي رواية "خادمات المقام" التى وصلت مؤخرا إلى القائمة الطويلة للجائزة العالمية للرواية العربية المعروفة باسم جائزة البوكر العربية.
❰ لها مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ لا موسيقى في الأحمدي ❝ ❞ خادمات المقام ❝ الناشرين : ❞ دار الساقي للطباعة والنشر ❝ ❞ نوفا بلس للنشر والتوزيع ❝ ❱
من كتب الروايات والقصص - مكتبة القصص والروايات والمجلّات.