❞ كتاب الوقت في حياة المسلم ❝  ⏤ يوسف القرضاوي

❞ كتاب الوقت في حياة المسلم ❝ ⏤ يوسف القرضاوي

مقدمة الطبعة الثانية

الوقت... وحياة المسلم

أحمد الله سبحانه وتعالى على تقديم هذه الطبعة الثانية من كتاب «الوقت في حياة المسلم»؛ لتطبع في مصر العزيزة -حرسها الله للإسلام.

وقضية «الوقت» ليست إحدى قضايا حياة المسلم، بل هي على رأس هذه القضايا، فما الوقت إلا الحياة، وما هذه الدقائق والثواني فضلًا عن الساعات والأيام إلا العمر الإنساني ... وإلا الحياة الإنسانية.

والحقيقة أن البون شاسع بين موقف الإسلام من الوقت، وهو الموقف الذي يحصي كل دقيقة، ويحاسبه عليها إن عملًا وإن كسلًا، وبين أسلوب المسلمين في الحياة، وهو الأسلوب الذي يتفنن في إهدار الوقت بكل الطرق، سواء في المقاهي، أم في المكاتب الحكومية، أم في مشاهدة المباريات الرياضية بقصد التصفيق والتأييد لنادٍ من الأندية أو للاعبٍ من اللاعبين! وفي الوقت الذي تفيدنا فيه التقارير أن عطاء الإنسان الأوربي اليومي يتجاوز السبع ساعات -تفيدنا التقارير الرسمية أن عطاء الإنسان المسلم لا يتجاوز ثلاثين دقيقة.

فهل يمكن أن تكون هكذا حياة المسلم؟! وهل يمكن أن يكون المسلمون على هذا المستوى الرديء، ودينهم هو هذا الدين الذي يقول كتابه الكريم على لسان المجرمين يوم القيامة: {وَوُضِعَ ٱلۡكِتَٰبُ فَتَرَى ٱلۡمُجۡرِمِينَ مُشۡفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَٰوَيۡلَتَنَا مَالِ هَٰذَا ٱلۡكِتَٰبِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةٗ وَلَا كَبِيرَةً إِلَّآ أَحۡصَىٰهَاۚ وَوَجَدُواْ مَا عَمِلُواْ حَاضِرٗاۗ وَلَا يَظۡلِمُ رَبُّكَ أَحَدٗا} (الكهف: 49) كلا، فهذا المستوى لم يعد يقبل السكوت عليه في عصر تتبارز فيه القوى الكبرى على استغلال كل دقيقة في البحار والفضاء!

وكتابنا هذا يعالج قضية «الوقت» من شتى جوانبها .... وهو إن كان دراسة علمية توخينا فيها كل شروط البحث العلمي، إلا أننا نعترف بأن لها هدفًا محددًا هدفنا إليه، وهو أن يستيقظ المسلمون من غفلتهم، وأن يُعيدوا تقويم نظرتهم للوقت وقيمته .... أعني: للحياة وقيمتها.

ولهذا فنحن سعداء إذ نقدم هذه الطبعة، آملين منها تحقيق ما هدفنا إليه .... والله من وراء القصد وهو حسبنا ونعم الوكيل.

مقدمة الطبعة الأولى

الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، والصلاة والسلام على رسوله المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه ومَن اهتدى بسنته إلى يوم الدين.

وبعد، فهذه صحائف كنت كتبتها عن نعمة «الوقت» وقيمته في حياة الإنسان المسلم وواجب المسلم نحوه، دفعني إلى كتابتها ما عرفته من اهتمام الإسلام البالغ في كتابه وسنته بالوقت، وما لمسته لدى المسلمين في قرونهم الأولى -وهي خير القرون- من حرص شديد على أوقاتهم فاق حرص من بعدهم على دراهمهم ودنانيرهم، مما كان حصاده علمًا نافعًا، وعملًا صالحًا، وجهادًا مبرورًا، وفتحًا مبينًا، وحضارةً راسخة الجذور، باسقة الفروع.

ثم ما عايشته وأعايشه اليوم في دنيا المسلمين من إضاعة للأوقات، وتبذير للأعمار، جاوز حد السفه إلى العته، حتى غدوا في ذيل القافلة، وقد كانوا منها في مأخذ الزمام، فلا عملوا لعمارة دنياهم، شأن أهل الدنيا، ولا لعمارة آخرتهم، شأن أهل الدين، بل خربوا الدارين، وحرموا الحسنيين! ولو فقهوا لعملوا للدنيا كأنهم يعيشون أبدًا، وعملوا للآخرة كأنهم يموتون غدًا. وجعلوا شعارهم الدعاء القرآني الجامع: {رَبَّنَآ ءَاتِنَا فِي ٱلدُّنۡيَا حَسَنَةٗ وَفِي ٱلۡأٓخِرَةِ حَسَنَةٗ وَقِنَا عَذَابَ ٱلنَّارِ} (البقرة:201) .

فعسى أن يعلمهم الزمان، وينبههم اختلاف الليل والنهار، إن كانوا من أولي الألباب: {إِنَّ فِي خَلۡقِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَٱخۡتِلَٰفِ ٱلَّيۡلِ وَٱلنَّهَارِ لَأٓيَٰتٖ لِّأُوْلِي ٱلۡأَلۡبَٰبِ * ٱلَّذِينَ يَذۡكُرُونَ ٱللَّهَ قِيَٰمٗا وَقُعُودٗا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمۡ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلۡقِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ رَبَّنَا مَا خَلَقۡتَ هَٰذَا بَٰطِلٗا سُبۡحَٰنَكَ فَقِنَا عَذَابَ ٱلنَّارِ * رَبَّنَآ إِنَّكَ مَن تُدۡخِلِ ٱلنَّارَ فَقَدۡ أَخۡزَيۡتَهُۥۖ وَمَا لِلظَّٰلِمِينَ مِنۡأَنصَارٖ * رَّبَّنَآ إِنَّنَا سَمِعۡنَا مُنَادِيٗا يُنَادِي لِلۡإِيمَٰنِ أَنۡ ءَامِنُواْ بِرَبِّكُمۡ فَ‍َٔامَنَّاۚ رَبَّنَا فَٱغۡفِرۡ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرۡ عَنَّا سَيِّ‍َٔاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ ٱلۡأَبۡرَارِ * رَبَّنَا وَءَاتِنَا مَا وَعَدتَّنَا عَلَىٰ رُسُلِكَ وَلَا تُخۡزِنَا يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِۖ إِنَّكَ لَا تُخۡلِفُ ٱلۡمِيعَادَ} (آل عمران: 190- 194) .
يوسف القرضاوي - يوسف عبد الله القرضاوي (9 سبتمبر 1926): عالم مصري مسلم يحمل الجنسية القطرية، ورئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين سابقا. ولد في قرية صفط تراب مركز المحلة الكبرى بمحافظة الغربية في مصر.


❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ مشكلة الفقر وكيف عالجها الإسلام ❝ ❞ الصبر في القرآن ❝ ❞ جيل النصر المنشود ❝ ❞ الإسلام والعلمانية وجها لوجه ❝ ❞ المنتقى من كتاب الترغيب والترهيب للمنذري ❝ ❞ الفقه الإسلامي بين الأصالة والتجديد ❝ ❞ دور الزكاة في علاج المشكلات الاقتصادية وشروط نجاحها ❝ ❞ ثقافتنا بين الانفتاح والانغلاق ❝ ❞ عوامل السعة والمرونة في الشريعة الإسلامية ❝ الناشرين : ❞ جميع الحقوق محفوظة للمؤلف ❝ ❞ دار الشروق للنشر والتوزيع: مصر - لبنان ❝ ❞ دار القلم للنشر والتوزيع ❝ ❞ مؤسسة الرسالة ❝ ❞ المكتب الإسلامي للطباعة والنشر ❝ ❞ الأزهر الشريف ❝ ❞ دار الشروق ❝ ❞ مكتبة وهبة ❝ ❞ دار الصحوة للنشر ❝ ❞ مركز بحوث السنة والسيره -قطر ❝ ❞ مكتبة البنين ❝ ❱
من كتب إسلامية متنوعة - مكتبة كتب إسلامية.

نبذة عن الكتاب:
الوقت في حياة المسلم

مقدمة الطبعة الثانية

الوقت... وحياة المسلم

أحمد الله سبحانه وتعالى على تقديم هذه الطبعة الثانية من كتاب «الوقت في حياة المسلم»؛ لتطبع في مصر العزيزة -حرسها الله للإسلام.

وقضية «الوقت» ليست إحدى قضايا حياة المسلم، بل هي على رأس هذه القضايا، فما الوقت إلا الحياة، وما هذه الدقائق والثواني فضلًا عن الساعات والأيام إلا العمر الإنساني ... وإلا الحياة الإنسانية.

والحقيقة أن البون شاسع بين موقف الإسلام من الوقت، وهو الموقف الذي يحصي كل دقيقة، ويحاسبه عليها إن عملًا وإن كسلًا، وبين أسلوب المسلمين في الحياة، وهو الأسلوب الذي يتفنن في إهدار الوقت بكل الطرق، سواء في المقاهي، أم في المكاتب الحكومية، أم في مشاهدة المباريات الرياضية بقصد التصفيق والتأييد لنادٍ من الأندية أو للاعبٍ من اللاعبين! وفي الوقت الذي تفيدنا فيه التقارير أن عطاء الإنسان الأوربي اليومي يتجاوز السبع ساعات -تفيدنا التقارير الرسمية أن عطاء الإنسان المسلم لا يتجاوز ثلاثين دقيقة.

فهل يمكن أن تكون هكذا حياة المسلم؟! وهل يمكن أن يكون المسلمون على هذا المستوى الرديء، ودينهم هو هذا الدين الذي يقول كتابه الكريم على لسان المجرمين يوم القيامة: {وَوُضِعَ ٱلۡكِتَٰبُ فَتَرَى ٱلۡمُجۡرِمِينَ مُشۡفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَٰوَيۡلَتَنَا مَالِ هَٰذَا ٱلۡكِتَٰبِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةٗ وَلَا كَبِيرَةً إِلَّآ أَحۡصَىٰهَاۚ وَوَجَدُواْ مَا عَمِلُواْ حَاضِرٗاۗ وَلَا يَظۡلِمُ رَبُّكَ أَحَدٗا} (الكهف: 49) كلا، فهذا المستوى لم يعد يقبل السكوت عليه في عصر تتبارز فيه القوى الكبرى على استغلال كل دقيقة في البحار والفضاء!

وكتابنا هذا يعالج قضية «الوقت» من شتى جوانبها .... وهو إن كان دراسة علمية توخينا فيها كل شروط البحث العلمي، إلا أننا نعترف بأن لها هدفًا محددًا هدفنا إليه، وهو أن يستيقظ المسلمون من غفلتهم، وأن يُعيدوا تقويم نظرتهم للوقت وقيمته .... أعني: للحياة وقيمتها.

ولهذا فنحن سعداء إذ نقدم هذه الطبعة، آملين منها تحقيق ما هدفنا إليه .... والله من وراء القصد وهو حسبنا ونعم الوكيل.

مقدمة الطبعة الأولى

الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، والصلاة والسلام على رسوله المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه ومَن اهتدى بسنته إلى يوم الدين.

وبعد، فهذه صحائف كنت كتبتها عن نعمة «الوقت» وقيمته في حياة الإنسان المسلم وواجب المسلم نحوه، دفعني إلى كتابتها ما عرفته من اهتمام الإسلام البالغ في كتابه وسنته بالوقت، وما لمسته لدى المسلمين في قرونهم الأولى -وهي خير القرون- من حرص شديد على أوقاتهم فاق حرص من بعدهم على دراهمهم ودنانيرهم، مما كان حصاده علمًا نافعًا، وعملًا صالحًا، وجهادًا مبرورًا، وفتحًا مبينًا، وحضارةً راسخة الجذور، باسقة الفروع.

ثم ما عايشته وأعايشه اليوم في دنيا المسلمين من إضاعة للأوقات، وتبذير للأعمار، جاوز حد السفه إلى العته، حتى غدوا في ذيل القافلة، وقد كانوا منها في مأخذ الزمام، فلا عملوا لعمارة دنياهم، شأن أهل الدنيا، ولا لعمارة آخرتهم، شأن أهل الدين، بل خربوا الدارين، وحرموا الحسنيين! ولو فقهوا لعملوا للدنيا كأنهم يعيشون أبدًا، وعملوا للآخرة كأنهم يموتون غدًا. وجعلوا شعارهم الدعاء القرآني الجامع: {رَبَّنَآ ءَاتِنَا فِي ٱلدُّنۡيَا حَسَنَةٗ وَفِي ٱلۡأٓخِرَةِ حَسَنَةٗ وَقِنَا عَذَابَ ٱلنَّارِ} (البقرة:201) .

فعسى أن يعلمهم الزمان، وينبههم اختلاف الليل والنهار، إن كانوا من أولي الألباب: {إِنَّ فِي خَلۡقِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَٱخۡتِلَٰفِ ٱلَّيۡلِ وَٱلنَّهَارِ لَأٓيَٰتٖ لِّأُوْلِي ٱلۡأَلۡبَٰبِ * ٱلَّذِينَ يَذۡكُرُونَ ٱللَّهَ قِيَٰمٗا وَقُعُودٗا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمۡ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلۡقِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ رَبَّنَا مَا خَلَقۡتَ هَٰذَا بَٰطِلٗا سُبۡحَٰنَكَ فَقِنَا عَذَابَ ٱلنَّارِ * رَبَّنَآ إِنَّكَ مَن تُدۡخِلِ ٱلنَّارَ فَقَدۡ أَخۡزَيۡتَهُۥۖ وَمَا لِلظَّٰلِمِينَ مِنۡأَنصَارٖ * رَّبَّنَآ إِنَّنَا سَمِعۡنَا مُنَادِيٗا يُنَادِي لِلۡإِيمَٰنِ أَنۡ ءَامِنُواْ بِرَبِّكُمۡ فَ‍َٔامَنَّاۚ رَبَّنَا فَٱغۡفِرۡ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرۡ عَنَّا سَيِّ‍َٔاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ ٱلۡأَبۡرَارِ * رَبَّنَا وَءَاتِنَا مَا وَعَدتَّنَا عَلَىٰ رُسُلِكَ وَلَا تُخۡزِنَا يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِۖ إِنَّكَ لَا تُخۡلِفُ ٱلۡمِيعَادَ} (آل عمران: 190- 194) . .
المزيد..

تعليقات القرّاء:

مقدمة الطبعة الثانية

الوقت... وحياة المسلم

أحمد الله سبحانه وتعالى على تقديم هذه الطبعة الثانية من كتاب «الوقت في حياة المسلم»؛ لتطبع في مصر العزيزة -حرسها الله للإسلام.      

وقضية «الوقت» ليست إحدى قضايا حياة المسلم، بل هي على رأس هذه القضايا، فما الوقت إلا الحياة، وما هذه الدقائق والثواني فضلًا عن الساعات والأيام إلا العمر الإنساني ... وإلا الحياة الإنسانية.

والحقيقة أن البون شاسع بين موقف الإسلام من الوقت، وهو الموقف الذي يحصي كل دقيقة، ويحاسبه عليها إن عملًا وإن كسلًا، وبين أسلوب المسلمين في الحياة، وهو الأسلوب الذي يتفنن في إهدار الوقت بكل الطرق، سواء في المقاهي، أم في المكاتب الحكومية، أم في مشاهدة المباريات الرياضية بقصد التصفيق والتأييد لنادٍ من الأندية أو للاعبٍ من اللاعبين! وفي الوقت الذي تفيدنا فيه التقارير أن عطاء الإنسان الأوربي اليومي يتجاوز السبع ساعات -تفيدنا التقارير الرسمية أن عطاء الإنسان المسلم لا يتجاوز ثلاثين دقيقة.

فهل يمكن أن تكون هكذا حياة المسلم؟! وهل يمكن أن يكون المسلمون على هذا المستوى الرديء، ودينهم هو هذا الدين الذي يقول كتابه الكريم على لسان المجرمين يوم القيامة: {وَوُضِعَ ٱلۡكِتَٰبُ فَتَرَى ٱلۡمُجۡرِمِينَ مُشۡفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَٰوَيۡلَتَنَا مَالِ هَٰذَا ٱلۡكِتَٰبِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةٗ وَلَا كَبِيرَةً إِلَّآ أَحۡصَىٰهَاۚ وَوَجَدُواْ مَا عَمِلُواْ حَاضِرٗاۗ وَلَا يَظۡلِمُ رَبُّكَ أَحَدٗا} (الكهف: 49) كلا، فهذا المستوى لم يعد يقبل السكوت عليه في عصر تتبارز فيه القوى الكبرى على استغلال كل دقيقة في البحار والفضاء!

وكتابنا هذا يعالج قضية «الوقت» من شتى جوانبها .... وهو إن كان دراسة علمية توخينا فيها كل شروط البحث العلمي، إلا أننا نعترف بأن لها هدفًا محددًا هدفنا إليه، وهو أن يستيقظ المسلمون من غفلتهم، وأن يُعيدوا تقويم نظرتهم للوقت وقيمته .... أعني: للحياة وقيمتها.

ولهذا فنحن سعداء إذ نقدم هذه الطبعة، آملين منها تحقيق ما هدفنا إليه .... والله من وراء القصد وهو حسبنا ونعم الوكيل.

مقدمة الطبعة الأولى

الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، والصلاة والسلام على رسوله المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه ومَن اهتدى بسنته إلى يوم الدين.

وبعد، فهذه صحائف كنت كتبتها عن نعمة «الوقت» وقيمته في حياة الإنسان المسلم وواجب المسلم نحوه، دفعني إلى كتابتها ما عرفته من اهتمام الإسلام البالغ في كتابه وسنته بالوقت، وما لمسته لدى المسلمين في قرونهم الأولى -وهي خير القرون- من حرص شديد على أوقاتهم فاق حرص من بعدهم على دراهمهم ودنانيرهم، مما كان حصاده علمًا نافعًا، وعملًا صالحًا، وجهادًا مبرورًا، وفتحًا مبينًا، وحضارةً راسخة الجذور، باسقة الفروع.

ثم ما عايشته وأعايشه اليوم في دنيا المسلمين من إضاعة للأوقات، وتبذير للأعمار، جاوز حد السفه إلى العته، حتى غدوا في ذيل القافلة، وقد كانوا منها في مأخذ الزمام، فلا عملوا لعمارة دنياهم، شأن أهل الدنيا، ولا لعمارة آخرتهم، شأن أهل الدين، بل خربوا الدارين، وحرموا الحسنيين! ولو فقهوا لعملوا للدنيا كأنهم يعيشون أبدًا، وعملوا للآخرة كأنهم يموتون غدًا. وجعلوا شعارهم الدعاء القرآني الجامع: {رَبَّنَآ ءَاتِنَا فِي ٱلدُّنۡيَا حَسَنَةٗ وَفِي ٱلۡأٓخِرَةِ حَسَنَةٗ وَقِنَا عَذَابَ ٱلنَّارِ} (البقرة:201) .

فعسى أن يعلمهم الزمان، وينبههم اختلاف الليل والنهار، إن كانوا من أولي الألباب: {إِنَّ فِي خَلۡقِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَٱخۡتِلَٰفِ ٱلَّيۡلِ وَٱلنَّهَارِ لَأٓيَٰتٖ لِّأُوْلِي ٱلۡأَلۡبَٰبِ * ٱلَّذِينَ يَذۡكُرُونَ ٱللَّهَ قِيَٰمٗا وَقُعُودٗا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمۡ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلۡقِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ رَبَّنَا مَا خَلَقۡتَ هَٰذَا بَٰطِلٗا سُبۡحَٰنَكَ فَقِنَا عَذَابَ ٱلنَّارِ * رَبَّنَآ إِنَّكَ مَن تُدۡخِلِ ٱلنَّارَ فَقَدۡ أَخۡزَيۡتَهُۥۖ وَمَا لِلظَّٰلِمِينَ مِنۡأَنصَارٖ * رَّبَّنَآ إِنَّنَا سَمِعۡنَا مُنَادِيٗا يُنَادِي لِلۡإِيمَٰنِ أَنۡ ءَامِنُواْ بِرَبِّكُمۡ فَ‍َٔامَنَّاۚ رَبَّنَا فَٱغۡفِرۡ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرۡ عَنَّا سَيِّ‍َٔاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ ٱلۡأَبۡرَارِ * رَبَّنَا وَءَاتِنَا مَا وَعَدتَّنَا عَلَىٰ رُسُلِكَ وَلَا تُخۡزِنَا يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِۖ إِنَّكَ لَا تُخۡلِفُ ٱلۡمِيعَادَ} (آل عمران: 190- 194) .



نوع الكتاب : pdf.
عداد القراءة: عدد قراءة الوقت في حياة المسلم

اذا اعجبك الكتاب فضلاً اضغط على أعجبني
و يمكنك تحميله من هنا:

تحميل الوقت في حياة المسلم
شكرًا لمساهمتكم

شكراً لمساهمتكم معنا في الإرتقاء بمستوى المكتبة ، يمكنكم االتبليغ عن اخطاء او سوء اختيار للكتب وتصنيفها ومحتواها ، أو كتاب يُمنع نشره ، او محمي بحقوق طبع ونشر ، فضلاً قم بالتبليغ عن الكتاب المُخالف:

برنامج تشغيل ملفات pdfقبل تحميل الكتاب ..
يجب ان يتوفر لديكم برنامج تشغيل وقراءة ملفات pdf
يمكن تحميلة من هنا 'http://get.adobe.com/reader/'

المؤلف:
يوسف القرضاوي - Yousef Al Qaradawi

كتب يوسف القرضاوي يوسف عبد الله القرضاوي (9 سبتمبر 1926): عالم مصري مسلم يحمل الجنسية القطرية، ورئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين سابقا. ولد في قرية صفط تراب مركز المحلة الكبرى بمحافظة الغربية في مصر. ❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ مشكلة الفقر وكيف عالجها الإسلام ❝ ❞ الصبر في القرآن ❝ ❞ جيل النصر المنشود ❝ ❞ الإسلام والعلمانية وجها لوجه ❝ ❞ المنتقى من كتاب الترغيب والترهيب للمنذري ❝ ❞ الفقه الإسلامي بين الأصالة والتجديد ❝ ❞ دور الزكاة في علاج المشكلات الاقتصادية وشروط نجاحها ❝ ❞ ثقافتنا بين الانفتاح والانغلاق ❝ ❞ عوامل السعة والمرونة في الشريعة الإسلامية ❝ الناشرين : ❞ جميع الحقوق محفوظة للمؤلف ❝ ❞ دار الشروق للنشر والتوزيع: مصر - لبنان ❝ ❞ دار القلم للنشر والتوزيع ❝ ❞ مؤسسة الرسالة ❝ ❞ المكتب الإسلامي للطباعة والنشر ❝ ❞ الأزهر الشريف ❝ ❞ دار الشروق ❝ ❞ مكتبة وهبة ❝ ❞ دار الصحوة للنشر ❝ ❞ مركز بحوث السنة والسيره -قطر ❝ ❞ مكتبة البنين ❝ ❱. المزيد..

كتب يوسف القرضاوي
الناشر:
مكتبة وهبة
كتب  مكتبة وهبة في سنة 1946م أنشأ الحاج وهبة حسن وهبةـ مكتبة وهبة للطبع والنشر والتوزيع، وكانت عبارة عن محل صغير بشارع محمد علي (القلعة حاليًا) من جهة العتبة. ولما اعتقل لمدة أسبوع عام 1948م، وفي عام 1950م انتقل من المحل الصغير بشارع محمد علي إلى شارع الجمهورية بنفس الاسم ونفس المنهج... وتعرف في ذلك الوقت على الشيخ أبو الحسن الندوي ، الذي طبع له (ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين)، وكتاب (مذكرات سائح في الشرق) وغيرها من الكتب، وتعرف أيضا على فضيلة الشيخ السيد سابق الذي طبع له كتاب (فقه السنة) بأجزائه الصغيرة. وخرج من السجن آخر عام 1960م ليجد المكتبة خاوية على عروشها، ليعيد نشاطه مرة أخرى من جديد، حيث كانت المكتبة طوال فترة سجنه كلأً مباحًا، ولم يتم نشر أي شيء خلال تلك الفترة. ثم زاول عمله مرة أخرى فترة ثم توالت المحن على المكتبة مع اعتقاله سنة 1965 حتى وفاة عبد الناصر. وبعد خروجه من السجن بعد وفاة عبد الناصر سنة 1971، بدأ الصراع مع السلطات لرفع الحراسة عنه وعن عائلته لمزاولة نشاطه مرة أخرى. ومن أقدار الله أن المبنى الذي كانت به المكتبة هدم أثناء فترة غيابه والاعتقال، وكان يشيد مبنى آخر مكانه، وكأنه كان على موعد حتى يظل اسم مكتبة وهبة كما هو، في نفس الموقع والمكان. ووافق صاحب العقار الجديد على استئجاره للمحل. ثم عاود النشاط مرة أخرى للطبع والنشر والتوزيع، بنفس الاسم، يؤدي رسالته التي بذل من أجلها الغالي والثمين. ❰ ناشرين لمجموعة من المؤلفات أبرزها ❞ زوجات النبي محمد صلى الله عليه وسلم وأسرار الحكمة في تعددهن ❝ ❞ الصبر في القرآن ❝ ❞ الإسرائيليات في التفسير والحديث ❝ ❞ دراسات عن ابن حزم وكتابه طوق الحمامة ❝ ❞ التفسير والمفسرون / ج1 (ط. وهبة) ❝ ❞ أبو هريرة راوية الإسلام ❝ ❞ تاريخ التشريع الإسلامي (ط. وهبة) ❝ ❞ موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام ❝ ❞ الفكر الإسلامي الحديث وصلته بالإستعمار الغربي ❝ ❞ جيل النصر المنشود ❝ ومن أبرز المؤلفين : ❞ يوسف القرضاوي ❝ ❞ عبد الرحمن حسن حبنكة الميداني ❝ ❞ مناع القطان ❝ ❞ الطاهر أحمد مكي ❝ ❞ جمال الدين الشرقاوي ❝ ❞ محمد حسين الذهبي ❝ ❞ إبراهيم محمد حسن الجمل ❝ ❞ عطية صقر ❝ ❞ أحمد عمر هاشم ❝ ❞ أحمد عبدالوهاب ❝ ❞ زينب عبد العزيز ❝ ❞ بهاء الامير ❝ ❞ محمود حمدى زقزوق ❝ ❞ عبد العظيم المطعني ❝ ❞ محمد عجاج الخطيب ❝ ❞ د.محمد محمد أبو موسى ❝ ❞ سامح القلينى ❝ ❞ أحمد عبد الوهاب بكير ❝ ❞ اللواء أحمد عبد الوهاب ❝ ❞ علاء أبو بكر ❝ ❞ محمد الأمين الخضري ❝ ❞ توفيق محمد شاهين ❝ ❞ أبوزيد شلبي ❝ ❞ د. سامح القلينى ❝ ❞ سعيد عبد الحكيم زيد ❝ ❞ صبري الأشوح ❝ ❞ محمد شامة ❝ ❞ د. عبد المتعال محمد الجبري ❝ ❞ محمد ثابت الشاذلي ❝ ❞ د.سعد الدين مسعد هلالي ❝ ❞ د. عبد العظيم المطعني ❝ ❞ مؤمن الهباء ❝ ❞ الدكتور عبدالعظيم إبراهيم المطعني ❝ ❞ د. أمينة سليم ❝ ❞ د.عبد العظيم إبراهيم محمد المطعني ❝ ❞ أحمد عبد الرحمن ❝ ❞ عبد العظيم إبراهيم محمد المطعنى ❝ ❞ بكير بن سعيد أعوشت ❝ ❞ د. محمد الحسيني إسماعيل ❝ ❞ عبدالعظيم إبراهيم المطعني ❝ ❞ د.محمد عجاج خطيب ❝ ❞ د. أحمد عبد الرحمن ❝ ❞ فولفجانج ليونهارد ❝ ❞ محمد البهي ❝ ❞ مصطفي أبو يوسف بدران أحمد عبدالوهاب ❝ ❱.المزيد.. كتب مكتبة وهبة