❞ كتاب التوبة إلى الله ❝  ⏤ يوسف القرضاوي

❞ كتاب التوبة إلى الله ❝ ⏤ يوسف القرضاوي

مقدمة

هذا هو الجزء الرابع من هذه السلسلة: «في الطريق إلى الله»، وهو يتعلق بمنزلة عظيمة من منازل السائرين إلى الله، والسالكين طريقه تتت، وهي: التوبة.

ومن علماء السلوك من يقدم التوبة على غيرها من منازل السالكين، ومقامات الصالحين، كما فعل الإمام الغزالي في كتابه «منهاج العابدين»، حيث جعل «عقبة التوبة» هي العقبة الثانية بعد «عقبة العلم» الذي اعتبره أول ما يجب عبوره واجتيازه لمن ينبغي الوصول إلى الله تعالى، أي إلى رضوانه وحسن مثوبته. وفي «الإحياء» جعل للتوبة الكتاب الأول من «ربع المنجيات»، ولكني في هذه السلسلة لم ألتزم ترتيبًا معينًا، إنما أقدم للنشر ما يفتح الله تعالى علي بإنجازه، وقد يمكن ترتيبها فيما بعد ترتيبًا منطقيًا.

إن علم التوبة: علم مهم، بل ضروري، والحاجة إليها ماسة، وخصوصًا في عصرنا، وقد غرق الناس في الذنوب والخطايا، ونسوا الله فأنساهم أنفسهم، وتكاثرت عليهم المغريات بالشر، والمعوقات عن الخير، وتكالبت على صدهم عن سبيل الله، وإغرائهم بسبل الشيطان: وسائل جهنمية، وأجهزة جبارة، تقرأ وتسمع وتشاهد، وتؤثر بالصوت وبالصورة وبالغنم واللحن، وبالتمثيل والتهويل..

وتعاونت على ذلك شياطين الإنسان والجن، وأعداء الداخل والخارج، وساعد على ذلك الأنفس الأمارة بالسوء، وركونها إلى الدنيا، ونسيانها للموت، وللحساب، وللجنة والنار، وغفلتها عن ربها وخالقها الواحد القهار، فلا عجب إذا أضاعوا الصلوات و ابتعوا الشهوات، ونقضوا عهد الله من بعد ميثاقه، و فرطوا في حدود الله، وحقوق الناس، واستمرؤ وا أكل أموال الناس بالباطل، ولم يبالوا بما كسبوا من مال: أكان من حلال أم من حرام.

ألا ما أحوج الناس على نذير يصرخ فيهم: أن أفيقوا من سكرتكم، وانتبهوا من رقدتكم، وثوبوا إلى رشدكم، وتوبوا إلى ربكم، قبل ان يأتي يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون، إلا من أتى الله بقلب سليم.

في هذا الجزء اجتهدنا أن نوقظ القلوب الغافلة، ونرد العقول الشاردة، ونقوي العزائم المسترخية، وأن نبين للناس أهمية التوبة وضرورتها وفضلها، ووجوب فوريتها، و نبين مقوماتها وأركانها وأهم أحكامها، كما نبين ثمراتها ومكاسب التائب من ورائها في الدنيا والآخرة، كما بينا الموانع منها، والعقبات في طريقها، ثم البواعث عليها، وقد أطلنا في ذلك لشدة الحاجة إليه في عصر الشهوات والغفلات والشبهات.

ولقد اهتم علماء السلوك جميعًا بالتوبة وتحدثوا عنها، عن حقيقتها وأركانها وشروطها: من أبي القاسم الجنيد وأبي سليمان الداراني وذي النون المصري، ورابعة العدوية، وغيرهم. وكذلك المؤلفون في السلوك: من المحاسبي إلى المكي إلى القشيري إلى الغزالي، إلى ابن القيم إلى من بعدهم.

ولقد كان عمدتي ومرجعي الأول: كتاب الله، وسنة رسوله صصص، ثم ما جاء عن سلف الأمة. وقد اجتهدت ألا أعتمد على حديث ضعيف في حكم أو توجيه، وأن أبين من أخرج الحديث ودرجته باختصار، فما لم كان يكن صحيحًا ولا حسنًا لا آخذ به، ولو كان في الترغيب والترهيب، وإذا ذكرته فللاستناس لا غير، أو أكون ناقلًا له عن غيري، مبينًا ضعفه غالبًا.

هذا، وقد انتفعت في هذا البحث بجملة كتب وخصوصًا لعلماء السلوك، أهمها كتابان أساسيان:

أولهما: كتاب «مدارج السالكين شرح منازل السائرين إلى مقامات {إِيَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِيَّاكَ نَسۡتَعِينُ}» للإمام أبي عبد الله شمس الدين ابن قيم الجوزية، الشهير بـ «ابن القيم» وفيه أبدع وأجاد، بقلم الأديب البليغ المتدفق وروح الداعية المربي المحلق، ووجدان الرباني العارف المتذوق، ونظر الفقيه الأصولي المتعمق، وتجريد الموحد الصادق المحقق، و هو حين يطلق لقلمه العنان، يتدفق تدفق السيل الهادر، ويموج موج البحر الزاخر، ويورد الأوجه، ويوضح الأسباب، ويبين الأحكام، ويشرح الحقائق. وقد استفدت مه كثيرًا، ونقلت كلامه بنصه في كثير من المواضع، كما نقلت من كتابه «الداء والدواء» في بيان أثر المعاصي.

والثاني: كتاب «إحياء علوم الدين» وهو الموسوعة الشهيرة في علم السلوك، وهو يشتمل على أربعين كتابًا مقسمة إلى ارباع أربعة، كما هو معلوم: ربع العبادات، وربع العادات، فربع المهلكات، وربع المنجيات، وأول كتاب في ربع المنجيات، هو كتاب التوبة.

والغزالي فقيه أصولي منطقي مرتب الفكر، تعتمد تصانيفه على حسن التقسيم والتبويب، وترتيب الأفكار، وضرب الأمثال، و روعة الأسلوب، وقد استفاد منه كل من عبده، كما استفاد هو ممن قبله – وخصوصًال «قوت القلوب» للأأبي طالب المكي. وقد اقبست منه كثيرًا من الأفكار، كما نقلت كلماته بنصها في بعض الأحيان.

أسأل الله الكريم ان ينفع بهذه الصحائف: كاتبها وقارئها وناشرها، وكل من أسهم فيها بجهد، لترجع القلوب إلى ربها، كما أسأله سبحانه أن يتوب علينا توبة نصوحًا، يكفر بها سيئاتنان ويرفع بها درجاتنا، ويدخلنا بها جنات تجري من تحتها الأنهار {رَبَّنَآ أَتۡمِمۡ لَنَا نُورَنَا وَٱغۡفِرۡ لَنَآۖ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٞ} (التحريم:8).
يوسف القرضاوي - يوسف عبد الله القرضاوي (9 سبتمبر 1926): عالم مصري مسلم يحمل الجنسية القطرية، ورئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين سابقا. ولد في قرية صفط تراب مركز المحلة الكبرى بمحافظة الغربية في مصر.


❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ مشكلة الفقر وكيف عالجها الإسلام ❝ ❞ الصبر في القرآن ❝ ❞ جيل النصر المنشود ❝ ❞ الإسلام والعلمانية وجها لوجه ❝ ❞ المنتقى من كتاب الترغيب والترهيب للمنذري ❝ ❞ الفقه الإسلامي بين الأصالة والتجديد ❝ ❞ دور الزكاة في علاج المشكلات الاقتصادية وشروط نجاحها ❝ ❞ ثقافتنا بين الانفتاح والانغلاق ❝ ❞ عوامل السعة والمرونة في الشريعة الإسلامية ❝ الناشرين : ❞ جميع الحقوق محفوظة للمؤلف ❝ ❞ دار الشروق للنشر والتوزيع: مصر - لبنان ❝ ❞ دار القلم للنشر والتوزيع ❝ ❞ مؤسسة الرسالة ❝ ❞ المكتب الإسلامي للطباعة والنشر ❝ ❞ الأزهر الشريف ❝ ❞ دار الشروق ❝ ❞ مكتبة وهبة ❝ ❞ دار الصحوة للنشر ❝ ❞ مركز بحوث السنة والسيره -قطر ❝ ❞ مكتبة البنين ❝ ❱
من كتب إسلامية متنوعة - مكتبة كتب إسلامية.

نبذة عن الكتاب:
التوبة إلى الله

1997م - 1445هـ
مقدمة

هذا هو الجزء الرابع من هذه السلسلة: «في الطريق إلى الله»، وهو يتعلق بمنزلة عظيمة من منازل السائرين إلى الله، والسالكين طريقه تتت، وهي: التوبة.

ومن علماء السلوك من يقدم التوبة على غيرها من منازل السالكين، ومقامات الصالحين، كما فعل الإمام الغزالي في كتابه «منهاج العابدين»، حيث جعل «عقبة التوبة» هي العقبة الثانية بعد «عقبة العلم» الذي اعتبره أول ما يجب عبوره واجتيازه لمن ينبغي الوصول إلى الله تعالى، أي إلى رضوانه وحسن مثوبته. وفي «الإحياء» جعل للتوبة الكتاب الأول من «ربع المنجيات»، ولكني في هذه السلسلة لم ألتزم ترتيبًا معينًا، إنما أقدم للنشر ما يفتح الله تعالى علي بإنجازه، وقد يمكن ترتيبها فيما بعد ترتيبًا منطقيًا.

إن علم التوبة: علم مهم، بل ضروري، والحاجة إليها ماسة، وخصوصًا في عصرنا، وقد غرق الناس في الذنوب والخطايا، ونسوا الله فأنساهم أنفسهم، وتكاثرت عليهم المغريات بالشر، والمعوقات عن الخير، وتكالبت على صدهم عن سبيل الله، وإغرائهم بسبل الشيطان: وسائل جهنمية، وأجهزة جبارة، تقرأ وتسمع وتشاهد، وتؤثر بالصوت وبالصورة وبالغنم واللحن، وبالتمثيل والتهويل..

وتعاونت على ذلك شياطين الإنسان والجن، وأعداء الداخل والخارج، وساعد على ذلك الأنفس الأمارة بالسوء، وركونها إلى الدنيا، ونسيانها للموت، وللحساب، وللجنة والنار، وغفلتها عن ربها وخالقها الواحد القهار، فلا عجب إذا أضاعوا الصلوات و ابتعوا الشهوات، ونقضوا عهد الله من بعد ميثاقه، و فرطوا في حدود الله، وحقوق الناس، واستمرؤ وا أكل أموال الناس بالباطل، ولم يبالوا بما كسبوا من مال: أكان من حلال أم من حرام.

ألا ما أحوج الناس على نذير يصرخ فيهم: أن أفيقوا من سكرتكم، وانتبهوا من رقدتكم، وثوبوا إلى رشدكم، وتوبوا إلى ربكم، قبل ان يأتي يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون، إلا من أتى الله بقلب سليم.

في هذا الجزء اجتهدنا أن نوقظ القلوب الغافلة، ونرد العقول الشاردة، ونقوي العزائم المسترخية، وأن نبين للناس أهمية التوبة وضرورتها وفضلها، ووجوب فوريتها، و نبين مقوماتها وأركانها وأهم أحكامها، كما نبين ثمراتها ومكاسب التائب من ورائها في الدنيا والآخرة، كما بينا الموانع منها، والعقبات في طريقها، ثم البواعث عليها، وقد أطلنا في ذلك لشدة الحاجة إليه في عصر الشهوات والغفلات والشبهات.

ولقد اهتم علماء السلوك جميعًا بالتوبة وتحدثوا عنها، عن حقيقتها وأركانها وشروطها: من أبي القاسم الجنيد وأبي سليمان الداراني وذي النون المصري، ورابعة العدوية، وغيرهم. وكذلك المؤلفون في السلوك: من المحاسبي إلى المكي إلى القشيري إلى الغزالي، إلى ابن القيم إلى من بعدهم.

ولقد كان عمدتي ومرجعي الأول: كتاب الله، وسنة رسوله صصص، ثم ما جاء عن سلف الأمة. وقد اجتهدت ألا أعتمد على حديث ضعيف في حكم أو توجيه، وأن أبين من أخرج الحديث ودرجته باختصار، فما لم كان يكن صحيحًا ولا حسنًا لا آخذ به، ولو كان في الترغيب والترهيب، وإذا ذكرته فللاستناس لا غير، أو أكون ناقلًا له عن غيري، مبينًا ضعفه غالبًا.

هذا، وقد انتفعت في هذا البحث بجملة كتب وخصوصًا لعلماء السلوك، أهمها كتابان أساسيان:

أولهما: كتاب «مدارج السالكين شرح منازل السائرين إلى مقامات {إِيَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِيَّاكَ نَسۡتَعِينُ}» للإمام أبي عبد الله شمس الدين ابن قيم الجوزية، الشهير بـ «ابن القيم» وفيه أبدع وأجاد، بقلم الأديب البليغ المتدفق وروح الداعية المربي المحلق، ووجدان الرباني العارف المتذوق، ونظر الفقيه الأصولي المتعمق، وتجريد الموحد الصادق المحقق، و هو حين يطلق لقلمه العنان، يتدفق تدفق السيل الهادر، ويموج موج البحر الزاخر، ويورد الأوجه، ويوضح الأسباب، ويبين الأحكام، ويشرح الحقائق. وقد استفدت مه كثيرًا، ونقلت كلامه بنصه في كثير من المواضع، كما نقلت من كتابه «الداء والدواء» في بيان أثر المعاصي.

والثاني: كتاب «إحياء علوم الدين» وهو الموسوعة الشهيرة في علم السلوك، وهو يشتمل على أربعين كتابًا مقسمة إلى ارباع أربعة، كما هو معلوم: ربع العبادات، وربع العادات، فربع المهلكات، وربع المنجيات، وأول كتاب في ربع المنجيات، هو كتاب التوبة.

والغزالي فقيه أصولي منطقي مرتب الفكر، تعتمد تصانيفه على حسن التقسيم والتبويب، وترتيب الأفكار، وضرب الأمثال، و روعة الأسلوب، وقد استفاد منه كل من عبده، كما استفاد هو ممن قبله – وخصوصًال «قوت القلوب» للأأبي طالب المكي. وقد اقبست منه كثيرًا من الأفكار، كما نقلت كلماته بنصها في بعض الأحيان.

أسأل الله الكريم ان ينفع بهذه الصحائف: كاتبها وقارئها وناشرها، وكل من أسهم فيها بجهد، لترجع القلوب إلى ربها، كما أسأله سبحانه أن يتوب علينا توبة نصوحًا، يكفر بها سيئاتنان ويرفع بها درجاتنا، ويدخلنا بها جنات تجري من تحتها الأنهار {رَبَّنَآ أَتۡمِمۡ لَنَا نُورَنَا وَٱغۡفِرۡ لَنَآۖ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٞ} (التحريم:8). .
المزيد..

تعليقات القرّاء:

مقدمة

الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه، كما ينبغي لجلال وجهه، وعظيم سلطانه، والصلاة والسلام على معلم الناس الخير، و هادي البشرية إلى الرشد، وقائد الخلق إلى الحق، و مخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد، سيدنا وإمامنا، وأسوتنا وحبيبنا: محمد بن عبد الله، وعلى آله وصحبه ومن اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد.. فهذا هو الجزء الرابع من هذه السلسلة: «في الطريق إلى الله»، وهو يتعلق بمنزلة عظيمة من منازل السائرين إلى الله، والسالكين طريقه تتت، وهي: التوبة.

ومن علماء السلوك من يقدم التوبة على غيرها من منازل السالكين، ومقامات الصالحين، كما فعل الإمام الغزالي في كتابه «منهاج العابدين»، حيث جعل «عقبة التوبة» هي العقبة الثانية بعد «عقبة العلم» الذي اعتبره أول ما يجب عبوره واجتيازه لمن ينبغي الوصول إلى الله تعالى، أي إلى رضوانه وحسن مثوبته. وفي «الإحياء» جعل للتوبة الكتاب الأول من «ربع المنجيات»، ولكني في هذه السلسلة لم ألتزم ترتيبًا معينًا، إنما أقدم للنشر ما يفتح الله تعالى علي بإنجازه، وقد يمكن ترتيبها فيما بعد ترتيبًا منطقيًا.

إن علم التوبة: علم مهم، بل ضروري، والحاجة إليها ماسة، وخصوصًا في عصرنا، وقد غرق الناس في الذنوب والخطايا، ونسوا الله فأنساهم أنفسهم، وتكاثرت عليهم المغريات بالشر، والمعوقات عن الخير، وتكالبت على صدهم عن سبيل الله، وإغرائهم بسبل الشيطان: وسائل جهنمية، وأجهزة جبارة، تقرأ وتسمع وتشاهد، وتؤثر بالصوت وبالصورة وبالغنم واللحن، وبالتمثيل والتهويل..

وتعاونت على ذلك شياطين الإنسان والجن، وأعداء الداخل والخارج، وساعد على ذلك الأنفس الأمارة بالسوء، وركونها إلى الدنيا، ونسيانها للموت، وللحساب، وللجنة والنار، وغفلتها عن ربها وخالقها الواحد القهار، فلا عجب إذا أضاعوا الصلوات و ابتعوا الشهوات، ونقضوا عهد الله من بعد ميثاقه، و فرطوا في حدود الله، وحقوق الناس، واستمرؤ وا أكل أموال الناس بالباطل، ولم يبالوا بما كسبوا من مال: أكان من حلال أم من حرام.

ألا ما أحوج الناس على نذير يصرخ فيهم: أن أفيقوا من سكرتكم، وانتبهوا من رقدتكم، وثوبوا إلى رشدكم، وتوبوا إلى ربكم، قبل ان يأتي يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون، إلا من أتى الله بقلب سليم.

في هذا الجزء اجتهدنا أن نوقظ القلوب الغافلة، ونرد العقول الشاردة، ونقوي العزائم المسترخية، وأن نبين للناس أهمية التوبة وضرورتها وفضلها، ووجوب فوريتها، و نبين مقوماتها وأركانها وأهم أحكامها، كما نبين ثمراتها ومكاسب التائب من ورائها في الدنيا والآخرة، كما بينا الموانع منها، والعقبات في طريقها، ثم البواعث عليها، وقد أطلنا في ذلك لشدة الحاجة إليه في عصر الشهوات والغفلات والشبهات.

ولقد اهتم علماء السلوك جميعًا بالتوبة وتحدثوا عنها، عن حقيقتها وأركانها وشروطها: من أبي القاسم الجنيد وأبي سليمان الداراني وذي النون المصري، ورابعة العدوية، وغيرهم. وكذلك المؤلفون في السلوك: من المحاسبي إلى المكي إلى القشيري إلى الغزالي، إلى ابن القيم إلى من بعدهم.

ولقد بين الإمام الغزالي في مقدمة كتاب «التوبة» من «الإحياء» أن التوبة عن الذنوب – بالرجوع إلى ستار العيوب وعلام الغيوب – مبدأ طريق السالكين، ورأس مال الفائزين، وأول أقدام المريدين، ومفتاح استقامة المائلين، ومطلع الاصطفاء والاجتباء للمقربين، ولأبينا آدم عليه الصلاة والسلام وعلى سائر الأنبياء أجمعين. وما أجدر بالأولاد الاقتداء بالآباء والأجداد، فلا غرو إن أذنب الآدمي واجترم، ومن أشبه أباه فما ظلم، ولكن الأب إذا جبر بعدما كسر، وعمر بعد أن هدم، فليكن النزوع إليه في كلا طرفي النفي والإثبات، والوجود والعدم، ولقد قرع آدم سن الندم، وتندم على ما سبق منه وتقدم، فمن اتخذه قدوة في الذنب دون التوبة، فقد زلت به القدم، بل التجرد لمحض الخير دأب الملائكة والمقربين، والتجرد للشر دون التلافي سجية الشياطين، والرجوع إلى الخير بعد الوقوع في الشر ضرورة الآدميين؛ فالمتجرد للخير ملك مقرب عند الملك الديان، والمتجرد للشر شيطان، والمتلافي للشر بالرجوع إلى الخير بالحقيقة إنسان؛ فقد أزدوج في طينة الإنسان شائبتان، واصطحب فيه سحيتان، وكل عبد مصحح نسبه، إما إلى الملك، أو إلى آدم، أو إلى الشيطان؛ فالتائب قد أقام البرهان، على صحة نسبه إلى آدم بملازمة حد الإنسان، والمصر على الطغيان مسجل على نفسه بنسب الشيطان، فأما تصحيح النسب إلى الملائكة بالتجرد لمحض الخير فخارج عن حيز الإمكان؛ فإن الشر معجون مع الخير في طينة آدم عجنًا محكمًا، لا تخلصه إلا إحدى النارين: نار الندم، أو نار جهنم».

ولقد كان عمدتي ومرجعي الأول: كتاب الله، وسنة رسوله صصص، ثم ما جاء عن سلف الأمة. وقد اجتهدت ألا أعتمد على حديث ضعيف في حكم أو توجيه، وأن أبين من أخرج الحديث ودرجته باختصار، فما لم كان يكن صحيحًا ولا حسنًا لا آخذ به، ولو كان في الترغيب والترهيب، وإذا ذكرته فللاستناس لا غير، أو أكون ناقلًا له عن غيري، مبينًا ضعفه غالبًا.

هذا، وقد انتفعت في هذا البحث بجملة كتب وخصوصًا لعلماء السلوك، أهمها كتابان أساسيان:

أولهما: كتاب «مدارج السالكين شرح منازل السائرين إلى مقامات {إِيَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِيَّاكَ نَسۡتَعِينُ}» للإمام أبي عبد الله شمس الدين ابن قيم الجوزية، الشهير بـ «ابن القيم» وفيه أبدع وأجاد، بقلم الأديب البليغ المتدفق وروح الداعية المربي المحلق، ووجدان الرباني العارف المتذوق، ونظر الفقيه الأصولي المتعمق، وتجريد الموحد الصادق المحقق، و هو حين يطلق لقلمه العنان، يتدفق تدفق السيل الهادر، ويموج موج البحر الزاخر، ويورد الأوجه، ويوضح الأسباب، ويبين الأحكام، ويشرح الحقائق. وقد استفدت مه كثيرًا، ونقلت كلامه بنصه في كثير من المواضع، كما نقلت من كتابه «الداء والدواء» في بيان أثر المعاصي.

والثاني: كتاب «إحياء علوم الدين» وهو الموسوعة الشهيرة في علم السلوك، وهو يشتمل على أربعين كتابًا مقسمة إلى ارباع أربعة، كما هو معلوم: ربع العبادات، وربع العادات، فربع المهلكات، وربع المنجيات، وأول كتاب في ربع المنجيات، هو كتاب التوبة.

والغزالي فقيه أصولي منطقي مرتب الفكر، تعتمد تصانيفه على حسن التقسيم والتبويب، وترتيب الأفكار، وضرب الأمثال، و روعة الأسلوب، وقد استفاد منه كل من عبده، كما استفاد هو ممن قبله – وخصوصًال «قوت القلوب» للأأبي طالب المكي. وقد اقبست منه كثيرًا من الأفكار، كما نقلت كلماته بنصها في بعض الأحيان.

أسأل الله الكريم ان ينفع بهذه الصحائف: كاتبها وقارئها وناشرها، وكل من أسهم فيها بجهد، لترجع القلوب إلى ربها، كما أسأله سبحانه أن يتوب علينا توبة نصوحًا، يكفر بها سيئاتنان ويرفع بها درجاتنا، ويدخلنا بها جنات تجري من تحتها الأنهار {رَبَّنَآ أَتۡمِمۡ لَنَا نُورَنَا وَٱغۡفِرۡ لَنَآۖ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٞ} (التحريم:8).



سنة النشر : 1997م / 1418هـ .
نوع الكتاب : pdf.
عداد القراءة: عدد قراءة التوبة إلى الله

اذا اعجبك الكتاب فضلاً اضغط على أعجبني
و يمكنك تحميله من هنا:

تحميل التوبة إلى الله
شكرًا لمساهمتكم

شكراً لمساهمتكم معنا في الإرتقاء بمستوى المكتبة ، يمكنكم االتبليغ عن اخطاء او سوء اختيار للكتب وتصنيفها ومحتواها ، أو كتاب يُمنع نشره ، او محمي بحقوق طبع ونشر ، فضلاً قم بالتبليغ عن الكتاب المُخالف:

برنامج تشغيل ملفات pdfقبل تحميل الكتاب ..
يجب ان يتوفر لديكم برنامج تشغيل وقراءة ملفات pdf
يمكن تحميلة من هنا 'http://get.adobe.com/reader/'

المؤلف:
يوسف القرضاوي - Yousef Al Qaradawi

كتب يوسف القرضاوي يوسف عبد الله القرضاوي (9 سبتمبر 1926): عالم مصري مسلم يحمل الجنسية القطرية، ورئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين سابقا. ولد في قرية صفط تراب مركز المحلة الكبرى بمحافظة الغربية في مصر. ❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ مشكلة الفقر وكيف عالجها الإسلام ❝ ❞ الصبر في القرآن ❝ ❞ جيل النصر المنشود ❝ ❞ الإسلام والعلمانية وجها لوجه ❝ ❞ المنتقى من كتاب الترغيب والترهيب للمنذري ❝ ❞ الفقه الإسلامي بين الأصالة والتجديد ❝ ❞ دور الزكاة في علاج المشكلات الاقتصادية وشروط نجاحها ❝ ❞ ثقافتنا بين الانفتاح والانغلاق ❝ ❞ عوامل السعة والمرونة في الشريعة الإسلامية ❝ الناشرين : ❞ جميع الحقوق محفوظة للمؤلف ❝ ❞ دار الشروق للنشر والتوزيع: مصر - لبنان ❝ ❞ دار القلم للنشر والتوزيع ❝ ❞ مؤسسة الرسالة ❝ ❞ المكتب الإسلامي للطباعة والنشر ❝ ❞ الأزهر الشريف ❝ ❞ دار الشروق ❝ ❞ مكتبة وهبة ❝ ❞ دار الصحوة للنشر ❝ ❞ مركز بحوث السنة والسيره -قطر ❝ ❞ مكتبة البنين ❝ ❱. المزيد..

كتب يوسف القرضاوي
الناشر:
مؤسسة الرسالة
كتب مؤسسة الرسالةمؤسسة الرسالة أو مؤسسة الرسالة ناشرون، تأسَّست بمدينة بيروت لبنان، سنة 1389 هـ الموافق لـ 1970 م. وهي دار نشر، اشتهرت بسبب المحققين الذين عملوا معها مثل: شعيب الأرنؤوط وعبد الله بن عبد المحسن التركي المشهورين بحسن تحقيقهم لكتب أهل السنة والجماعة. ❰ ناشرين لمجموعة من المؤلفات أبرزها ❞ الرحيق المختوم ❝ ❞ الحب _ عمر رضا كحالة ❝ ❞ زاد المعاد في هدي خير العباد (كامل) ❝ ❞ الجامع لأحكام القرآن (تفسير القرطبي) (ت: التركي) الجزء الأول: الفاتحة - 39البقرة ❝ ❞ القاموس المحيط (ط. الرسالة) ❝ ❞ قصص النبيين للأطفال ❝ ❞ تفسير الطبري من كتابه جامع البيان عن تأويل آي القرآن ❝ ❞ قواعد أساسية في البحث العلمي ❝ ❞ قصص من التاريخ الإسلامي للأطفال ❝ ❞ الإتقان في علوم القرآن ❝ ومن أبرز المؤلفين : ❞ محمد ابن قيم الجوزية ❝ ❞ احمد خيرى العمرى ❝ ❞ أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن تيمية الحراني ❝ ❞ أبو الفرج عبد الرحمن بن الجوزي ❝ ❞ أبو الحسن علي الحسني الندوي ❝ ❞ صالح بن فوزان الفوزان ❝ ❞ شمس الدين الذهبي ❝ ❞ عبد العزيز بن عبد الله بن باز ❝ ❞ أبو زكريا يحي بن شرف النووي ❝ ❞ محمد بن جرير الطبري ❝ ❞ صفي الرحمن المباركفوري ❝ ❞ جلال الدين السيوطي ❝ ❞ محمود شاكر ❝ ❞ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني ❝ ❞ عبد الله محمد عبيد البغدادي أبو بكر ابن أبي الدنيا ❝ ❞ ابن عساكر ❝ ❞ أنور الجندي ❝ ❞ نجيب الكيلانى ❝ ❞ أحمد بن علي بن ثابت ❝ ❞ ابن حجر العسقلاني ❝ ❞ يوسف القرضاوي ❝ ❞ محمود شاكر شاكر الحرستاني أبو أسامة ❝ ❞ إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي أبو الفداء عماد الدين ❝ ❞ بكر أبو زيد ❝ ❞ أحمد بن محمد بن عبد ربه الأندلسى ❝ ❞ محمد بن عبد الرحمن السخاوي شمس الدين ❝ ❞ مالك بن أنس ❝ ❞ محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي أبو عبد الله ❝ ❞ علياء الكاظمي ❝ ❞ محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي ❝ ❞ ابن ناصر الدين الدمشقي ❝ ❞ أحمد تيمور ❝ ❞ بكر بن عبدالله أبو زيد ❝ ❞ محمد أحمد الراشد ❝ ❞ محمد سعيد رمضان البوطي ❝ ❞ محمود شيت خطاب ❝ ❞ محمد أشرف حجازي ❝ ❞ نور الدين عتر ❝ ❞ مصطفي الغلاييني ❝ ❞ د. نزار محمود قاسم الشيخ ❝ ❞ جمال الدين أبو الحجاج يوسف المزي ❝ ❞ عماد الدين خليل ❝ ❞ عمر رضا كحالة ❝ ❞ محمد سليمان عبد الله الأشقر ❝ ❞ سبط ابن الجوزي ❝ ❞ مناع القطان ❝ ❞ عبد الله بن هشام بن يوسف الأنصاري جمال الدين أبو محمد ❝ ❞ أبو عمرو الداني ❝ ❞ محمد يوسف الكاندهلوى ❝ ❞ عبد الله بن عبد المحسن التركي ❝ ❞ أبو اسحاق إبراهيم بن موسى الشاطبي ❝ ❞ محمد بن الطيب أبو بكر الباقلاني ❝ ❞ محمد جمال الدين القاسمي ❝ ❞ عبد الرحمن بن شهاب الدين زين الدين أبو الفرج ابن رجب الحنبلي ❝ ❞ أبو عبيد القاسم بن سلام ❝ ❞ عبد الكريم زيدان ❝ ❞ شهاب الدين عبد الرحمن بن إسماعيل بن ابراهيم بن عثمان المقدسي الدمشقي الشافعي أبو شامة ❝ ❞ فتحي يكن ❝ ❞ منصور بن يونس بن إدريس البهوتي ❝ ❞ محمد صديق حسن القونجي ❝ ❞ أبو حيان الأندلسي ❝ ❞ عبد الرحيم بن الحسن الإسنوي ❝ ❞ السلطان عبد الحميد الثاني ❝ ❞ محمد فتحي عثمان ❝ ❞ محمد بن عبد الرحمن المغراوي ❝ ❞ أبو الحسن الدارقطني ❝ ❞ عبد القادر عودة ❝ ❞ أحمد بن شعيب النسائي ❝ ❞ ابن الأبار ❝ ❞ بشار عواد معروف ❝ ❞ سعيد إسماعيل صيني ❝ ❞ محمد بن حسن بن عثمان ❝ ❞ عبدالله بن محمد العسكر ❝ ❞ أحمد مطلوب ❝ ❞ ظفر الإسلام خان ❝ ❞ مصطفى سعيد الخن ❝ ❞ د. محمد رضوان الداية - د. فايز الداية ❝ ❞ عبد الله محمد البغدادي ❝ ❞ د. محمد فاروق النبهان ❝ ❞ يحي بن محمد بن القاسم الحسيني العلوي ابن طباطبا أبو المعمر ❝ ❞ عبدالغني المقدسي ❝ ❞ جمال الدين القاسمي ❝ ❞ محمد بن أحمد الحسني الفاسي المكي تقي الدين ❝ ❞ عبد الصبور شاهين ❝ ❞ محمد عجاج الخطيب ❝ ❞ عثمان بن أحمد بن قائد النجدي ❝ ❞ محمد بن مسلم بن عبيد الله بن شهاب الزهري ❝ ❞ المتقي الهندي ❝ ❞ مرعي بن يوسف الكرمي ❝ ❞ محمد بن يعقوب مجد الدين ❝ ❞ أبو القاسم عبد الرحمن بن إسحاق الزجاجي ❝ ❞ ابن أبي العز ❝ ❞ عبد العظيم بن عبد القوي المنذري زكي الدين ❝ ❞ نور الدين الهيثمي ❝ ❞ محمد أبو الفتح البيانوني ❝ ❞ محمد عبد القادر أبو فارس ❝ ❞ محمد زكريا الكاندهلوي ❝ ❞ أبو زكريا أحمد بن إبراهيم بن محمد الدمشقي الدمياطي المشهور بابن النحاس ❝ ❞ صلاح بن محمد البدير ❝ ❞ منصور بن محمد بن عبد الجبار السمعاني أبو المظفر ❝ ❞ محمد بن رافع السلامي تقي الدين أبو المعالي ❝ ❞ نجم الدين الطوفي ❝ ❞ عبد الله بن عبد الرحيم عسيلان ❝ ❞ الطبري معروف الحرستاني ❝ ❞ أ.أكرم ❝ ❞ عبد العظيم عبد القوي المنذري زكي الدين أبو محمد ❝ ❞ مصطفي عبدالكريم الخطيب ❝ ❞ د.عبد الكريم زيدان ❝ ❞ عبد الحميد البلالي ❝ ❞ علي بن محمد الفاسي أبو الحسن ابن القطان ❝ ❞ علي بن عقيل بن محمد بن عقيل أبو الوفاء ❝ ❞ أبو الوليد إسماعيل بن الأحمر ❝ ❞ أبو محمد الأسود الغندجاني ❝ ❞ محمد حسن بريغش ❝ ❞ محمد الرابع الحسني الندوي ❝ ❞ إسماعيل بن علي الأكوع ❝ ❞ لخضر شايب ❝ ❞ محمد بن عبد الله بن حميد النجدي ❝ ❞ ابو الحسن على الحسنى الندوى ❝ ❞ محمد بن أحمد بن عبد الهادي الدمشقي الصالحي أبو عبد الله ❝ ❞ محمد مسفر الزهراني ❝ ❞ أبو زارع المدني ❝ ❞ الحسين جرنو محمود جلو ❝ ❞ محمد بن أحمد بن محمد بن أبي موسى الهاشمي ❝ ❞ عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي السمرقندي ❝ ❞ شهاب الدين أبو العباس الزبيدي ❝ ❞ محمد الخضر الشنقيطي ❝ ❞ عبد الرحمن بن محمد بن زنجلة أبو زرعة ❝ ❞ هبة الله بن علي بن محمد بن حمزة الحسني العلوي أبو السعادات ابن الشجري ❝ ❞ خليفة درادكة ❝ ❞ عبد العال سالم مكرم ❝ ❞ محمد صدقي آل بورنو ❝ ❞ محمد ماهر حمادة ❝ ❞ عمر عودة الخطيب ❝ ❞ الحسن بن عبد الله بن سعد العسكري أبو أحمد ❝ ❞ كي لسترنج ❝ ❞ د. أحمد أحمد غلوش ❝ ❞ زايد الأذان بن الطالب أحمد الشنقيطي ❝ ❞ د. احسان حقي ❝ ❞ أحمد بن عبد الرحيم العراقي أبو زرعة ❝ ❞ عبد الرحمن بن أبي حاتم محمد بن إدريس الحنظلي الزاري ❝ ❞ عبد القادر بن عبد المطلب المنديلي الأندونسي ❝ ❞ عبد الله بن أبي زيد عبد الرحمن القيرواني أبو محمد ❝ ❞ محمد الدويش ❝ ❞ محمد بن الأمير الصنعاني ❝ ❞ د صادق أحمد داود جودة ❝ ❞ مصطفى عليان عبد الرحيم ❝ ❞ نعيم الحمصي ❝ ❞ علي بن بلبان الفارسي الأمير علاء الدين ❝ ❞ عبدالله بن المبارك ❝ ❞ محمد بن أحمد بن عبد الهادي الدمشقي الصالحي ❝ ❞ د.حسني ناعسة ❝ ❞ د.غسان عبدالسلام حمدون ❝ ❞ محمد بن مفلح المقدسي شمس الدين علي بن سليمان المرداوي علاء الدين أبو الحسن ❝ ❞ مجد الدين ابن تيمية شمس الدين محمد بن مفلح ❝ ❞ محمد بن مسلم بن عبد الله بن شهاب الزهري ❝ ❞ إسماعيل بن عمرو المقرئ ❝ ❞ محمد بن محمد بن عبد الله العاقولي ❝ ❞ أد محمد خير عرقسوسى أ حسن ملًا عثمان ❝ ❞ محمد بن إبراهيم بن الوزير اليماني ❝ ❞ علي بن محمد بن أحمد الرحبي السمناني أبو القاسم ❝ ❞ محمد صفاء شيخ إبراهيم حقي ❝ ❞ ابن شقير ❝ ❞ أحمد بن عبد الله الحسامي ابن الدمياطي ❝ ❞ شاكر محمود عبد المنعم ❝ ❞ أحمد بن الحسن بن شقير النحوي أبو بكر ❝ ❞ فاروق مساهل ❝ ❞ عبد العظيم جلال أبو زيد ❝ ❞ قيود الملكية الخاصة ❝ ❞ ابن قاضي الجبل المرداوي ابن زريق ❝ ❞ علي بن الحسين بن محمد السغدي أبو الحسن ❝ ❞ أبو الفضل محمد بن طاهر بن علي بن أحمد المقدسي الشيباني ( المعروف بابن القيسراني ) ❝ ❞ الإمام محمد بن طولون الدمشقى ❝ ❞ نادية شريف العمري ❝ ❞ يوسف بن ماجد بن أبي المجد المقدسي ❝ ❞ محمد بن اسحاق الحوينى ❝ ❞ العباس بن بكار الضبي ❝ ❞ صالح بن عبد العزيز علي آل عثيمين بكر أبو زيد ❝ ❞ نزار محمود قاسم ❝ ❞ مجد الدين ابن تيمية - شمس الدين محمد بن مفلح ❝ ❞ محمد مكى القيسى ❝ ❞ محمد بن محمد بن الحسين البزدوي صدر الإسلام أبو اليسر ❝ ❞ إسماعيل بن كثير الدمشقي ❝ ❞ الخطابي ❝ ❞ أبو العباس شهاب الدين أحمد بن محمد الدمشقي ❝ ❞ عبد العزيز عبد الرحمن بن علي الربيعة ❝ ❞ قحطـان فؤاد الخطيب ❝ ❞ أحمد فايز ❝ ❞ أبو بكر محمد بن الحسين بن عبد الله الآجُرِّيُّ البغدادي ❝ ❞ أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري ❝ ❱.المزيد.. كتب مؤسسة الرسالة