❞ كتاب من أجل صحوة راشدة ❝  ⏤ يوسف القرضاوي

❞ كتاب من أجل صحوة راشدة ❝ ⏤ يوسف القرضاوي

مقدمة

هذه بحوث ومقالات، كتبت في أوقات متباعدة، ونشرت في مجلات مختلفة(2)، ومما لا زلت أذكره: أن بعض هذه المقالات نشرتها عقب خروجي من معتقل السجن الحربي في صيف سنة (1956م)، وذلك في مجلة «منبر الإسلام» التي كانت تصدرها مراقبة الشئون الدينية بوزارة الأوقاف المصرية.

كنت أوقع على هذه المقالات باسم: «يوسف عبد الله» خشية أن يثير لقب «القرضاوي» اعتراض «المباحث» التي وقفت لي بالمرصاد في كل طريق، في ذلك الحين، وحرمت عليَّ أي عمل حكومي في أي مجال يتصل بالجماهير، كما في مجال التدريس، ومجال الدعوة والإرشاد وهما المجالان المتاحان لي، واللائقان بتخصصي وتكويني.

وقد حدث أن تقدمت للتدريس في معاهد الأزهر، وكان اسمي أول اسم في قائمة المقبولين حيث كان مجموعي أكبر مجموع في المتقدمين من كليات الأزهر الثلاث: أصول الدين، والشريعة، واللغة العربية، ولكن حين عرضت الأسماء على المباحث حذف اسمي من بينها؛ لهذا حرصت على ألا أوقع باسمي الصريح المعروف، حتى لا أنبه الأجهزة المتربصة.

ومن الطرائف التي تذكر هنا: أن كان في الشئون الدينية بالأوقاف موظف إداري اسمه: يوسف عبد الله، فلما نشر مقالي الأول بعنوان: «أمنية عُمَرية» بتوقيع «يوسف عبد الله» ظن هذا الموظف أن أحد المشايخ كالشيخ الغزالي أو الشيخ سيد سابق، كتب المقال ووقعه باسمه، ليستفيد منه، ويصرف المكافأة المخصصة له، وقد سارع بالفعل لطلب المكافأة وأوشك أن يتم له ذلك، لولا أن زميلًا له كان يعرف السر، فأخبره: من هو كاتب المقال؛ وهكذا كادت تضيع الجنيهات الخمسة، التي كانت في ذلك الوقت ثروة كبيرة بالنسبة لي!

لا أدري لماذا طافت بي هذه الخواطر، وأنا أكتب هذه السطور؟ ولكن لعل في سردها عظة وعبرة، وتذكرة لنفسي وللناس، وقد أمرنا الله أن نذكر بأساء الماضي، لنقارنها بنعماء الحاضر، فنذكر آلاء الله تعالى وفضله، ونشكره على ما أنعم وأولى.

ومن هنا ذكر الله سبحانه رسوله صصص والمؤمنين معه في المدينة بما كانوا عليه في مكة، فقال: {وَٱذۡكُرُوٓاْ إِذۡ أَنتُمۡ قَلِيلٞ مُّسۡتَضۡعَفُونَ فِي ٱلۡأَرۡضِ تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ ٱلنَّاسُ فَ‍َٔاوَىٰكُمۡ وَأَيَّدَكُم بِنَصۡرِهِۦ وَرَزَقَكُم مِّنَ ٱلطَّيِّبَٰتِ لَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ} (الأنفال: 26) .

والمهم في هذه التقدمة: أن هذه الكلمات -وإن اختلفت أزمنتها وأمكنتها وظروف كتابتها- تنبع كلها من عين واحدة، هي عين الإسلام الشامل المتوازن، الإسلام القوي الذي لا يضعف، الآمل الذي لا ييأس، المقاوم الذي لا يلقي السلاح، فجرت هذه العين هموم المسلمين التي لا تزيدها الأيام إلا الامتداد طولًا وعرضًا وعمقًا!

كما أنها جميعًا -قديمها وحديثها- تتجه إلى مصب واحد، وتسعى إلى هدف واحد: هو الإسهام في إيجاد صحوة إسلامية حقيقية أصيلة، تتميز بالرشد والنضج والاستنارة؛ صحوة عقول ذكية، وقلوب نقية، وعزائم فتية؛ صحوة تعرف غايتها، وتعرف طريقها؛ تعرف من لها، ومن عليها، من هو صديقها، ومن هو عدوها.

صحوة تعمل على تجديد الدين، وإنهاض الدنيا به؛ صحوة تصحح المفاهيم المغلوطة، وتقوم المسالك العوج، وتوقظ العقول النائمة، وتحرك الحياة الراكدة، وتنفخ الروح في الجثة الهامدة، فتعيد إليها الحياة والحركة والنماء.

وها نحن بحمد الله نرى من معالم هذه الصحوة اليوم، ما لم يكن واضحًا للكثيرين من قبل، ونحمد الله أن مداد العلماء ودماء الشهداء، وكلمات الحداة، وجهود الدعاة، وجهاد المصلحين، لم تذهب سُدًى، ولم تكن - كما ظن الظانون - صيحة في واد، أو نفخة في رماد، بل آتت أكلها في حينها بإذن ربها، وصدق الله العظيم إذ يقول: {أَلَمۡ تَرَ كَيۡفَ ضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلٗا كَلِمَةٗ طَيِّبَةٗ كَشَجَرَةٖ طَيِّبَةٍ أَصۡلُهَا ثَابِتٞ وَفَرۡعُهَا فِي ٱلسَّمَآءِ * تُؤۡتِيٓ أُكُلَهَا كُلَّ حِينِۢ بِإِذۡنِ رَبِّهَاۗ وَيَضۡرِبُ ٱللَّهُ ٱلۡأَمۡثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمۡ يَتَذَكَّرُونَ} (إبراهيم: 24، 25) . يوسف القرضاوي - يوسف عبد الله القرضاوي (9 سبتمبر 1926): عالم مصري مسلم يحمل الجنسية القطرية، ورئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين سابقا. ولد في قرية صفط تراب مركز المحلة الكبرى بمحافظة الغربية في مصر.


❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ مشكلة الفقر وكيف عالجها الإسلام ❝ ❞ الصبر في القرآن ❝ ❞ جيل النصر المنشود ❝ ❞ الإسلام والعلمانية وجها لوجه ❝ ❞ المنتقى من كتاب الترغيب والترهيب للمنذري ❝ ❞ الفقه الإسلامي بين الأصالة والتجديد ❝ ❞ دور الزكاة في علاج المشكلات الاقتصادية وشروط نجاحها ❝ ❞ ثقافتنا بين الانفتاح والانغلاق ❝ ❞ عوامل السعة والمرونة في الشريعة الإسلامية ❝ الناشرين : ❞ جميع الحقوق محفوظة للمؤلف ❝ ❞ دار الشروق للنشر والتوزيع: مصر - لبنان ❝ ❞ دار القلم للنشر والتوزيع ❝ ❞ مؤسسة الرسالة ❝ ❞ المكتب الإسلامي للطباعة والنشر ❝ ❞ الأزهر الشريف ❝ ❞ دار الشروق ❝ ❞ مكتبة وهبة ❝ ❞ دار الصحوة للنشر ❝ ❞ مركز بحوث السنة والسيره -قطر ❝ ❞ مكتبة البنين ❝ ❱
من فكر إسلامي الفكر والفلسفة - مكتبة المكتبة التجريبية.

نبذة عن الكتاب:
من أجل صحوة راشدة

1988م - 1445هـ
مقدمة

هذه بحوث ومقالات، كتبت في أوقات متباعدة، ونشرت في مجلات مختلفة(2)، ومما لا زلت أذكره: أن بعض هذه المقالات نشرتها عقب خروجي من معتقل السجن الحربي في صيف سنة (1956م)، وذلك في مجلة «منبر الإسلام» التي كانت تصدرها مراقبة الشئون الدينية بوزارة الأوقاف المصرية.

كنت أوقع على هذه المقالات باسم: «يوسف عبد الله» خشية أن يثير لقب «القرضاوي» اعتراض «المباحث» التي وقفت لي بالمرصاد في كل طريق، في ذلك الحين، وحرمت عليَّ أي عمل حكومي في أي مجال يتصل بالجماهير، كما في مجال التدريس، ومجال الدعوة والإرشاد وهما المجالان المتاحان لي، واللائقان بتخصصي وتكويني.

وقد حدث أن تقدمت للتدريس في معاهد الأزهر، وكان اسمي أول اسم في قائمة المقبولين حيث كان مجموعي أكبر مجموع في المتقدمين من كليات الأزهر الثلاث: أصول الدين، والشريعة، واللغة العربية، ولكن حين عرضت الأسماء على المباحث حذف اسمي من بينها؛ لهذا حرصت على ألا أوقع باسمي الصريح المعروف، حتى لا أنبه الأجهزة المتربصة.

ومن الطرائف التي تذكر هنا: أن كان في الشئون الدينية بالأوقاف موظف إداري اسمه: يوسف عبد الله، فلما نشر مقالي الأول بعنوان: «أمنية عُمَرية» بتوقيع «يوسف عبد الله» ظن هذا الموظف أن أحد المشايخ كالشيخ الغزالي أو الشيخ سيد سابق، كتب المقال ووقعه باسمه، ليستفيد منه، ويصرف المكافأة المخصصة له، وقد سارع بالفعل لطلب المكافأة وأوشك أن يتم له ذلك، لولا أن زميلًا له كان يعرف السر، فأخبره: من هو كاتب المقال؛ وهكذا كادت تضيع الجنيهات الخمسة، التي كانت في ذلك الوقت ثروة كبيرة بالنسبة لي!

لا أدري لماذا طافت بي هذه الخواطر، وأنا أكتب هذه السطور؟ ولكن لعل في سردها عظة وعبرة، وتذكرة لنفسي وللناس، وقد أمرنا الله أن نذكر بأساء الماضي، لنقارنها بنعماء الحاضر، فنذكر آلاء الله تعالى وفضله، ونشكره على ما أنعم وأولى.

ومن هنا ذكر الله سبحانه رسوله صصص والمؤمنين معه في المدينة بما كانوا عليه في مكة، فقال: {وَٱذۡكُرُوٓاْ إِذۡ أَنتُمۡ قَلِيلٞ مُّسۡتَضۡعَفُونَ فِي ٱلۡأَرۡضِ تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ ٱلنَّاسُ فَ‍َٔاوَىٰكُمۡ وَأَيَّدَكُم بِنَصۡرِهِۦ وَرَزَقَكُم مِّنَ ٱلطَّيِّبَٰتِ لَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ} (الأنفال: 26) .

والمهم في هذه التقدمة: أن هذه الكلمات -وإن اختلفت أزمنتها وأمكنتها وظروف كتابتها- تنبع كلها من عين واحدة، هي عين الإسلام الشامل المتوازن، الإسلام القوي الذي لا يضعف، الآمل الذي لا ييأس، المقاوم الذي لا يلقي السلاح، فجرت هذه العين هموم المسلمين التي لا تزيدها الأيام إلا الامتداد طولًا وعرضًا وعمقًا!

كما أنها جميعًا -قديمها وحديثها- تتجه إلى مصب واحد، وتسعى إلى هدف واحد: هو الإسهام في إيجاد صحوة إسلامية حقيقية أصيلة، تتميز بالرشد والنضج والاستنارة؛ صحوة عقول ذكية، وقلوب نقية، وعزائم فتية؛ صحوة تعرف غايتها، وتعرف طريقها؛ تعرف من لها، ومن عليها، من هو صديقها، ومن هو عدوها.

صحوة تعمل على تجديد الدين، وإنهاض الدنيا به؛ صحوة تصحح المفاهيم المغلوطة، وتقوم المسالك العوج، وتوقظ العقول النائمة، وتحرك الحياة الراكدة، وتنفخ الروح في الجثة الهامدة، فتعيد إليها الحياة والحركة والنماء.

وها نحن بحمد الله نرى من معالم هذه الصحوة اليوم، ما لم يكن واضحًا للكثيرين من قبل، ونحمد الله أن مداد العلماء ودماء الشهداء، وكلمات الحداة، وجهود الدعاة، وجهاد المصلحين، لم تذهب سُدًى، ولم تكن - كما ظن الظانون - صيحة في واد، أو نفخة في رماد، بل آتت أكلها في حينها بإذن ربها، وصدق الله العظيم إذ يقول: {أَلَمۡ تَرَ كَيۡفَ ضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلٗا كَلِمَةٗ طَيِّبَةٗ كَشَجَرَةٖ طَيِّبَةٍ أَصۡلُهَا ثَابِتٞ وَفَرۡعُهَا فِي ٱلسَّمَآءِ * تُؤۡتِيٓ أُكُلَهَا كُلَّ حِينِۢ بِإِذۡنِ رَبِّهَاۗ وَيَضۡرِبُ ٱللَّهُ ٱلۡأَمۡثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمۡ يَتَذَكَّرُونَ} (إبراهيم: 24، 25) .
.
المزيد..

تعليقات القرّاء:

مقدمة (1)

الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه، ملء السماوات والأرض، وملء ما شاء ربنا من شيء بعد، وصلوات الله وسلامه على صفوة خلقه، وخاتم رسله، سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه، ومن اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

وبعد:

فهذه بحوث ومقالات، كتبت في أوقات متباعدة، ونشرت في مجلات مختلفة(2)، ومما لا زلت أذكره: أن بعض هذه المقالات نشرتها عقب خروجي من معتقل السجن الحربي في صيف سنة (1956م)، وذلك في مجلة «منبر الإسلام» التي كانت تصدرها مراقبة الشئون الدينية بوزارة الأوقاف المصرية.

كنت أوقع على هذه المقالات باسم: «يوسف عبد الله» خشية أن يثير لقب «القرضاوي» اعتراض «المباحث» التي وقفت لي بالمرصاد في كل طريق، في ذلك الحين، وحرمت عليَّ أي عمل حكومي في أي مجال يتصل بالجماهير، كما في مجال التدريس، ومجال الدعوة والإرشاد وهما المجالان المتاحان لي، واللائقان بتخصصي وتكويني.

وقد حدث أن تقدمت للتدريس في معاهد الأزهر، وكان اسمي أول اسم في قائمة المقبولين حيث كان مجموعي أكبر مجموع في المتقدمين من كليات الأزهر الثلاث: أصول الدين، والشريعة، واللغة العربية، ولكن حين عرضت الأسماء على المباحث حذف اسمي من بينها؛ لهذا حرصت على ألا أوقع باسمي الصريح المعروف، حتى لا أنبه الأجهزة المتربصة.

ومن الطرائف التي تذكر هنا: أن كان في الشئون الدينية بالأوقاف موظف إداري اسمه: يوسف عبد الله، فلما نشر مقالي الأول بعنوان: «أمنية عُمَرية» بتوقيع «يوسف عبد الله» ظن هذا الموظف أن أحد المشايخ كالشيخ الغزالي أو الشيخ سيد سابق، كتب المقال ووقعه باسمه، ليستفيد منه، ويصرف المكافأة المخصصة له، وقد سارع بالفعل لطلب المكافأة وأوشك أن يتم له ذلك، لولا أن زميلًا له كان يعرف السر، فأخبره: من هو كاتب المقال؛ وهكذا كادت تضيع الجنيهات الخمسة، التي كانت في ذلك الوقت ثروة كبيرة بالنسبة لي!

لا أدري لماذا طافت بي هذه الخواطر، وأنا أكتب هذه السطور؟ ولكن لعل في سردها عظة وعبرة، وتذكرة لنفسي وللناس، وقد أمرنا الله أن نذكر بأساء الماضي، لنقارنها بنعماء الحاضر، فنذكر آلاء الله تعالى وفضله، ونشكره على ما أنعم وأولى.

ومن هنا ذكر الله سبحانه رسوله صصص والمؤمنين معه في المدينة بما كانوا عليه في مكة، فقال: {وَٱذۡكُرُوٓاْ إِذۡ أَنتُمۡ قَلِيلٞ مُّسۡتَضۡعَفُونَ فِي ٱلۡأَرۡضِ تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ ٱلنَّاسُ فَ‍َٔاوَىٰكُمۡ وَأَيَّدَكُم بِنَصۡرِهِۦ وَرَزَقَكُم مِّنَ ٱلطَّيِّبَٰتِ لَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ} (الأنفال: 26) .

والمهم في هذه التقدمة: أن هذه الكلمات -وإن اختلفت أزمنتها وأمكنتها وظروف كتابتها- تنبع كلها من عين واحدة، هي عين الإسلام الشامل المتوازن، الإسلام القوي الذي لا يضعف، الآمل الذي لا ييأس، المقاوم الذي لا يلقي السلاح، فجرت هذه العين هموم المسلمين التي لا تزيدها الأيام إلا الامتداد طولًا وعرضًا وعمقًا!

كما أنها جميعًا -قديمها وحديثها- تتجه إلى مصب واحد، وتسعى إلى هدف واحد: هو الإسهام في إيجاد صحوة إسلامية حقيقية أصيلة، تتميز بالرشد والنضج والاستنارة؛ صحوة عقول ذكية، وقلوب نقية، وعزائم فتية؛ صحوة تعرف غايتها، وتعرف طريقها؛ تعرف من لها، ومن عليها، من هو صديقها، ومن هو عدوها.

صحوة تعمل على تجديد الدين، وإنهاض الدنيا به؛ صحوة تصحح المفاهيم المغلوطة، وتقوم المسالك العوج، وتوقظ العقول النائمة، وتحرك الحياة الراكدة، وتنفخ الروح في الجثة الهامدة، فتعيد إليها الحياة والحركة والنماء.

وها نحن بحمد الله نرى من معالم هذه الصحوة اليوم، ما لم يكن واضحًا للكثيرين من قبل، ونحمد الله أن مداد العلماء ودماء الشهداء، وكلمات الحداة، وجهود الدعاة، وجهاد المصلحين، لم تذهب سُدًى، ولم تكن - كما ظن الظانون - صيحة في واد، أو نفخة في رماد، بل آتت أكلها في حينها بإذن ربها، وصدق الله العظيم إذ يقول: {أَلَمۡ تَرَ كَيۡفَ ضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلٗا كَلِمَةٗ طَيِّبَةٗ كَشَجَرَةٖ طَيِّبَةٍ أَصۡلُهَا ثَابِتٞ وَفَرۡعُهَا فِي ٱلسَّمَآءِ * تُؤۡتِيٓ أُكُلَهَا كُلَّ حِينِۢ بِإِذۡنِ رَبِّهَاۗ وَيَضۡرِبُ ٱللَّهُ ٱلۡأَمۡثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمۡ يَتَذَكَّرُونَ} (إبراهيم: 24، 25) .

أسأل الله الكريم ذا الفضل العظيم الذي جعل يوم هذه الصحوة خيرًا من أمسها، أن يجعل غدها خيرًا من يومها ... اللهم آمين.

{رَبَّنَا تَقَبَّلۡ مِنَّآۖ إِنَّكَ أَنتَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡعَلِيمُ} (البقرة: 127)



سنة النشر : 1988م / 1408هـ .
نوع الكتاب : pdf.
عداد القراءة: عدد قراءة من أجل صحوة راشدة

اذا اعجبك الكتاب فضلاً اضغط على أعجبني
و يمكنك تحميله من هنا:

تحميل من أجل صحوة راشدة
شكرًا لمساهمتكم

شكراً لمساهمتكم معنا في الإرتقاء بمستوى المكتبة ، يمكنكم االتبليغ عن اخطاء او سوء اختيار للكتب وتصنيفها ومحتواها ، أو كتاب يُمنع نشره ، او محمي بحقوق طبع ونشر ، فضلاً قم بالتبليغ عن الكتاب المُخالف:

برنامج تشغيل ملفات pdfقبل تحميل الكتاب ..
يجب ان يتوفر لديكم برنامج تشغيل وقراءة ملفات pdf
يمكن تحميلة من هنا 'http://get.adobe.com/reader/'

المؤلف:
يوسف القرضاوي - Yousef Al Qaradawi

كتب يوسف القرضاوي يوسف عبد الله القرضاوي (9 سبتمبر 1926): عالم مصري مسلم يحمل الجنسية القطرية، ورئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين سابقا. ولد في قرية صفط تراب مركز المحلة الكبرى بمحافظة الغربية في مصر. ❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ مشكلة الفقر وكيف عالجها الإسلام ❝ ❞ الصبر في القرآن ❝ ❞ جيل النصر المنشود ❝ ❞ الإسلام والعلمانية وجها لوجه ❝ ❞ المنتقى من كتاب الترغيب والترهيب للمنذري ❝ ❞ الفقه الإسلامي بين الأصالة والتجديد ❝ ❞ دور الزكاة في علاج المشكلات الاقتصادية وشروط نجاحها ❝ ❞ ثقافتنا بين الانفتاح والانغلاق ❝ ❞ عوامل السعة والمرونة في الشريعة الإسلامية ❝ الناشرين : ❞ جميع الحقوق محفوظة للمؤلف ❝ ❞ دار الشروق للنشر والتوزيع: مصر - لبنان ❝ ❞ دار القلم للنشر والتوزيع ❝ ❞ مؤسسة الرسالة ❝ ❞ المكتب الإسلامي للطباعة والنشر ❝ ❞ الأزهر الشريف ❝ ❞ دار الشروق ❝ ❞ مكتبة وهبة ❝ ❞ دار الصحوة للنشر ❝ ❞ مركز بحوث السنة والسيره -قطر ❝ ❞ مكتبة البنين ❝ ❱. المزيد..

كتب يوسف القرضاوي
الناشر:
الأزهر الشريف
كتب الأزهر الشريفالأزهر الشريف هيئة علمية إسلامية، والمؤسسة الدينية الأكبر في مصر، يقع مقرها الرئيسي بمبنى مشيخة الأزهر بوسط العاصمة المصرية القاهرة، يعود تاريخ إنشاء الجامع الأزهر إلى سنة 972 على يد الخليفة الفاطمي المعز لدين الله، يُعتبر ثالث أقدم جامعة في العالم بعد جامعتي الزيتونة والقرويين. مؤسسة الأزهر بشكلها الحالي أُعيد تنظيمها طبقًا لقانون رقم 10 لسنة 1911 والمعدل بقانوني رقم 32 و33 لسنة 1923، ثم قانون رقم 103 لسنة 1961 والذي نص على أن الأزهر هو الهيئة العلمية الإسلامية الكبرى التي تقوم على حفظ التراث الإسلامي ودراسته، وله شخصيته المعنوية المستقلة، يرأسه فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر وهو حالياً أحمد الطيب، ويتكون من عدة هيئات أساسية. ❰ ناشرين لمجموعة من المؤلفات أبرزها ❞ مناقب الإمام الشافعي (الرازي) ❝ ❞ الفقه الشافعى للصف الثالث الاعدادى طبعة 2019 / 2020 ❝ ❞ عقيدة المؤمن ❝ ❞ نسيم الرياض في شرح شفاء القاضي عياض وبهامشه شرح الشفا (ط الأزهرية) ج1 ❝ ❞ القراءات وأثرها في علوم العربية ❝ ❞ جمع الجوامع المعروف بالجامع الكبير (ط الأزهر) ❝ ❞ الفقه الحنفى للصف الثالث الاعدادى طبعة 2019 / 2020 ❝ ❞ أصول الفقه (زهير) ❝ ❞ ديوان الشافعي (ت: خفاجى) ❝ ❞ نقض الفريضة الغائبة ❝ ومن أبرز المؤلفين : ❞ أبو حامد الغزالى ❝ ❞ جلال الدين السيوطي ❝ ❞ فخر الدين الرازي ❝ ❞ ابن الأثير ❝ ❞ أبو بكر جابر الجزائري ❝ ❞ يوسف القرضاوي ❝ ❞ محمد عمارة ❝ ❞ محمد سالم محيسن ❝ ❞ محمد عبد الله دراز ❝ ❞ د. محمد رجب البيومي ❝ ❞ قطاع المعاهد الأزهرية ❝ ❞ محمد بن إدريس الشافعي ❝ ❞ د. حازم فلاح سكيك ❝ ❞ ابن هشام الأنصاري ❝ ❞ أحمد محمد عمر الخفاجي المصري شهاب الدين ❝ ❞ عبد الله بن مسلم بن قتيبة الديالكتبي أبو محمد ❝ ❞ عز الدين عبد العزيز بن عبد السلام ❝ ❞ زينب صالح الأشوح ❝ ❞ حازم فلاح سكيك ❝ ❞ محمود حمدى زقزوق ❝ ❞ علي بن عبدالعزيز الراجحي ❝ ❞ حسن الشافعي ❝ ❞ جاد الحق علي جاد الحق ❝ ❞ موسى شاهين لاشين ❝ ❞ محمد حسن حسن جبل ❝ ❞ مجموعة من المؤلفين ❝ ❞ صادق إبراهيم عرجون ❝ ❞ رؤوف شلبى ❝ ❞ أبو اليسر محمد بن محمد بن عبد الكريم البزدوى ❝ ❞ محمود شلتوت ❝ ❞ عبيد الله بن مسعود الحبوبى البخارى ❝ ❞ محمد عبد المنعم خفاجى علي علي صبح ❝ ❞ حسين حسين شحاته ❝ ❞ اماني عبد القادر عبد الفتاح ❝ ❞ سيرواي ❝ ❞ د. أحمد الحصرى ❝ ❞ محمد بن إدريس الشافعي المزني ❝ ❞ الأزهر الشريف قطاع المعاهد الأزهرية ❝ ❞ علي بن برهان الدين الحلبي ❝ ❞ وليد عبداللطيف نوفل الصيفي ❝ ❞ ابن عبدالهادي ❝ ❞ محمد أبو النور زهير ❝ ❞ د/عبد االله عبد المنعم ❝ ❞ د. عبد الفتاح عبد الله بركة ❝ ❞ محمد هارون ❝ ❞ الوكيل محمد أحمد عرفة ❝ ❞ أحمد محمد محمد محمد الجنايني ❝ ❞ محمد الصادق ابراهيم عرجون ❝ ❞ أنامارى شميل ❝ ❞ نجيب عبد الفتاح جيلاني محمد ❝ ❞ محمد محمد المدني ❝ ❞ إبراهيم الجبالي ❝ ❱.المزيد.. كتب الأزهر الشريف