📘 قراءة رواية حياة أونلاين
اقتباسات من رواية حياة
لم أتمالك نفسي مما سمعت , بدأ صدري يضيق , ويضيق معه تنفسي , لا أعلم ما الذي حدث لي حقا؟! , آلمني ذاك العضو القابع خلف قفصي الصدري , العضو الذي لم يعمل - حتى ظننته توقف- سوى عندما رأيت ˝مراد˝ للمرة الأولى , عندما قال ما قال , شعرت بجانب ضيق التنفس , بأن صورا بدأت تظهر أمامي , صورا قديمة من الماضي , لكني لم أتذكرها سوى الآن فقط , عندما شبه ˝مراد˝ تلك العلامة بجناح فراشة , لم تكن الصور واضحة لي تماما , لم أع شيئا , ابتعدت إلى السور , وبقيت شاردة إلى أن انتظم تنفسي , ثم استدرت , نظرت إليه؛ علني أصل لجواب , سمعته يسأل في قلق:
- ˝هل أنت بخير؟˝.
فسألته بخفوت وحيرة: ˝من أنت؟˝.
تعجب من سؤالي , ومع ذلك أجاب:
- ˝أنا مراد!! , حياة؟!˝.
كان اسمي نداء , لم أملك سوى النظر إليه مجيبة النداء , فقال:
- ˝ما قلته عن تلك العلامة صحيح , أليس كذلك؟!˝.
تجمعت الدموع في مقلتي , وسألته بصوت أوشك على البكاء:
- ˝كيف؟ , كيف عرفت؟!˝.
هل قام بمسح دمعة فرت من عينيه أم أنني أتوهم , فتابعت قائلة:
- ˝لم أراك سوى مرتين , لم أرتد فيهما ما أظهرها , كيف؟!!˝.
كنت أسأل مذهولة؛ فسأل بترقب:
- ˝ألم يذكرك اسمي بأحد ما؟˝.
هززت رأسي نافية , فقال:
- ˝للتأكيد فقط , هل والدك هو: محمد الـ ......؟˝.
ازداد انهمار دموعي , أومأت رأسي بالإيجاب , تدخل ˝يوسف˝ قائلا:
- ˝من الطبيعي أن تعرف اسمه , ألم تخبرك به قبل الآن؟˝.
فقلت بوهن: ˝لا , لم أخبره˝.
فقال ˝مراد˝:
- ˝دعونا نجلس الآن , ونهدأ قليلا˝.
جلسنا , وعم الصمت المكان , إلى أن قال ˝مراد˝ في حيرة:
- ˝لا أدري من أين أبدأ؟!˝.
ونظر إلي متسائلا:
- ˝لماذا أخبرتني أن والدتك متوفية يا حياة؟˝.
عقدت حاجبي قائلة:
- ˝لأنها متوفية بالفعل , ما هذا السؤال؟!˝.
فقال مضيقا عينيه: ˝مهلا , أنت لا تتذكرينها؟!˝.
- ˝بالطبع لا , أخبرتك أنها توفيت أثناء ولادتي , لكن لدي صورتها , والتي أعطاها لي والدي , وأنا صغيرة˝.
قال في لهفة: ˝هل هي بحوزتك الآن؟˝.
- ˝أجل˝ .
أخرجتها من حقيبتي , ومررتها إليه , نظر إليها ثم ابتسم ساخرا , ثم قال:
- ˝حياة , إن كان اسم والدك صحيحا , ولديك تلك العلامة حقا , وأنت الآن في الثانية والعشرين من عمرك , أي أن تاريخ مولدك هو: (..........) , كل هذا صحيح؟!˝.
أومأت بالإيجاب , وما زلت لا أفهم شيئا؛ فقال:
- ˝أخبريني باسمها!!˝.
علمت أنه يقصد والدتي؛ فقلت: ˝يسر الـ .........˝.
ابتسم بانتصار , ولمعت عيناه من السعادة.
-˝ما الذي يحدث يا ألله؟!˝
قال ˝مراد˝ في سعادة غامرة:
- ˝إذن تلك , (ورفع الصورة , ووضعها أمامي) ليست والدتك الحقيقية˝.
ألجمتني الصدمة , ولم أنطق ببنت شفة , قال ˝يوسف˝ بغضب:
- ˝ما الذي تقوله؟ , هل أنت مدرك لم تتفوه به؟!˝.
نهض ˝مراد˝ من مقعده , واقترب مني , نظر إلي فى توسل قائلا:
- ˝ماذا بك؟ , ألا تتذكرين والدتك حقا؟ , ألم تتذكري أحدا باسم ˝مراد˝ من طفولتك؟ , هيا حياة !!˝.
ظللت أنظر إليه في صدمة , أخرج محفظته من جيب بنطاله , ثم أخرج منها صورة حركها أمام وجهي قائلا بحماس:
- ˝حسنا , هل تتذكرين تلك الصورة؟!˝.
دققت بها , أخذتها منه , وأمعنت النظر , لحظات , وكنت ألقى بها على الطاولة بعنف , وكأنها لعنة أصابتني , واندفعت أنهض بقوة , وأوقعت المقعد أرضا , يصرخ ˝يوسف˝: ˝حياة !!˝.
و˝مراد˝ يسأل: ˝حياة!! , ما الذي حدث؟!˝.
شعرت بصداع رهيب , ورأيت الكثير من الصور المختلطة والمشوشة , شعرت بدوار , أخذ الأمر لحظة , ورأيت ظلاما , وأخذ جسدي يتهاوى , ولم أحس بشيء بعدها..
سنة النشر : 2022م / 1443هـ .
عداد القراءة:
اذا اعجبك الكتاب فضلاً اضغط على أعجبني و يمكنك تحميله من هنا:
عفواً..
هذا الكتاب
غير متاح للتحميل، حفاظًا على حقوق دار النشر. ،، يمكنكم شراؤه من مصادر أخرى
🛒 شراء " حياة " من متاجر إلكترونيّة
شكرًا لمساهمتكم
شكراً لمساهمتكم معنا في الإرتقاء بمستوى المكتبة ، يمكنكم االتبليغ عن اخطاء او سوء اختيار للكتب وتصنيفها ومحتواها ، أو كتاب يُمنع نشره ، او محمي بحقوق طبع ونشر ، فضلاً قم بالتبليغ عن الكتاب المُخالف: