❞ كتاب العاطلون عن الحياة ❝ ⏤ مهيب نصر
كيف لشخصٍ “كآينشتاين”؛ لم يتم الخامسة والعشرين من عمره، أن يضجّ بنظريته روح الفيزياء، ويجعل في أعماق ذلكم العلم شرخاً، لا يزال صداه إلى يومنا هذا، أو كيف لذلكم الإيطالي “إنريكو فيرمي” أن يقوم بتصميم المفاعل النووي، في سن الخامسة والعشرين، لم يُقَل عنهم صغار، بحاجة إلى مساحة “للتفحيط” لتفجير طاقاتهم، كما أنهم لم يروا أنفسهم سوى عمالقة، أرادوا فحققوا، وغرسوا فأثمروا، كذلك الحال مع الروائي الكبير “فيكتور هوجو” فقد كتب بعض الروايات والملاحم وهو ابن خمس عشرة سنة، إلا أنه حين ناهز العشرين حصد أعظم جوائز الأكاديمية الفرنسية. أقول من أسفٍ؛ لو كان عربياً، لقال له رعاع الثقافة الغالبة، لماذا تكتب، وما عساك تغير أيها الأحمق الصغير! المناضل العظيم، عبد القادر الجزائري، دوّخ ثاني أكبر امبراطورية في العالم، وكان ابن خمسة وعشرين سنة، أما غالبية شبابنا فدوّختهم أعطاف هيفاء، وتسديدات كريستيانو رونالدو، فلا تجد لهم من مناطٍ يُقدّر، ولا معالم ناجزة فتُشكر، غيبوبة جماعية، وضحالة مفزعة. محمد الفاتح، دق أبواب القسطنطينية ولم يبلغ العشرين بعد، تلك الحصينة التي أعجزت أكابر القادة وأعيتهم، كذا أسامة بن زيد، الصحابي الجليل، يقود جيشاً جراراً، في أصعب محنة وأشد جحمة، ولم يبلغ العشرين، والكثير الكثير من العظماء والنبلاء الذين تخطّو النير وهدموا جسور التقليد.
مهيب نصر -
❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ العاطلون عن الحياة ❝ الناشرين : ❞ الآن ناشرون وموزعون ❝ ❱
من الفكر والفلسفة - مكتبة المكتبة التجريبية.