❞ كتاب جزء سنن الأقوال والأفعال ❝ ⏤ عصام الدين إبراهيم النقيلي
هذا جزء منتقى من كتب الرجال من أبواب الأدب والنوافل، وقد تحرَّيت الصحة في الأحاديث المذكورة فيه ما استطعت، ولم أشأ أن أسردها كلها من الصحيحن، بل انتقيت ما صح من الأحاديث من كل الكتب وهي مذكورة آخر الكتاب، وقد رتبت الأحاديث على حسب أحوال المسلم، فابتدرت الكتاب بتماهيد وفيها: أنواع التصانيف، وذكرت فيها الكتب المصنفة على أبواب وعلى أسماء الصحابة، وغير ذلك، وما يندرج تحت كل جنس من أنواع، كالجوامع والسنن بالنسبة للأبواب كذلك، وهكذا، ثمَّ عرفت ألفاظًا تُروَى في الرواية، كالسند والإسناد والمُسند والمخرج والمحدث وغيره ذلك، ثم ذكرت كيفيَّة الرواية وهذا لأنَّ جزءنا هذا من جنس علم الحديث رواية، ثمَّ بيَّنت فضل الذكر والدعاء، كذا آدابه، ثم ابتدرتُ بِبَاب أذكار الصباح والمساء، فأذكار الكرب فالدين، إلى أذكار المسلم اليوميَّة، وجعلتها على حسب حال المسلم في يومه، من خروج المسلم من بيته قاصدا المسجد إلى أن سافر وعاد إلى بيته، وما يحدث في ذلك اليوم من دخول الخلاء والخروج منه ولبس ونزع، وما يحدث في ذلك اليوم من أحداث كهطول المطر والريح، والأفراح والأطراح وغير ذلك، إلى أن تنتهي الأحاديث في هذا الباب عند رجوع المسلم إلى بيته، ثمَّ ذكرت أحاديث نوافل الصلاة.
وكنت إذا وجدت روايتين صحيحتين بألفاظ مختلفة اخترت اللفظ الموافق للمقام، دون النظر إلى المخرج، وأذكر مخرجيها كلهم أو جلهم في الحواشي، مع الحكم عليها بأحكام الرجال قديما وحديثا، وحكمي الخاص فيما يكون لي فيه رأي، فإذا رأيت الراوي اجتمع فيه الجرح والتعديل، فإني لا أحكم بتجريحه بل أتوقف فيه واستعمل قواعد الترجيح وهذا أعدل من تقديم التجريح على التعديل، فأنظر في قوة المجرِّحين والمعدلين، فأميل للأقوى منهم، فإن عدَّل النسائي، وأحمد، وابن معين، والبخاري، وأبو حاتم الرازي وابنه وغيرهم من الأشداء، راويا فإني لا أنظر لغيرهم، وإن استوى الأشداء في الجرح والتعديل، أنظر في نوع التجريح وقوَّته، فإن قالوا اختلط آخر عمره، ننظر في زمن الحديث فإن كان قبل الاختلاط قبلناه، وإلا ننظر هل من شاهد أو من متابع، وإن قالوا سيء الحفظ، مع عدالته نبحث عن الشواهد، وإن قالوا متهم أو أكثر من ذلك بحثنا في سيرته وأقوال الرجال فيه، ثم نرجح، واستشهدت في الحواشي بتصحيح أهل العلم، فما صححه البخاري ومسلم أو اجتمعا عليه قطعت به، فإنِ اتفقا لم أزد على أقوالهما شيأ، وإن رواه واحد منهما زدت عليه غيره، وما حكمت عليه بالحسن أو بالصحَّة، استشهدت على ذلك بالمعاصرين كالأرنؤوط وأحمد شاكر والألباني، ولا أعتمد على شيء ممَّا سبق إلا استشهادا، فإن اختُلف في حديث بين تصحيح وتضعيف وكنت قد صححته، أذكر الأسباب، ثمَّ أقول: وبه قال النووي والهيثمي أو الألباني والأرنؤوط وهكذا، ثمَّ إنَّ الأجزاء والأطراف، الأصل فيها أن تُذكر الأسانيد عُقَيبَ الكتاب، وكنت ذكرت أسانيدي كلها في آخر الكتاب، ثمَّ عزلتها لشيئين: الأوَّل أنه قد أصبح الكتاب كبيرا جدا حال ذكري لكل طرقي،
ثانيا:فإنهم كانوا قديما يذكرون الأسانيد في الأطراف، لأنهم هم المخرجون للأحاديث، فيذكر سنده إلى منتهاه سواء كان منتهاه الرفع أو الوقف أو القطع، فهو مخرج الأحاديث، وأسانيده المذكورة دليل على صحة حديثه، أما نحن فلا حاجة لنا بذلك، فالأحاديث المذكورة، معزوَّة إلى مخرجيها، وأسانيدهم في تصانيفهم، فإن ذكرت طرقي فسيكون ذكري لها إلى المخرج ومن المخرج إلى منتهاه المرفوع أو الموقوف، وهذا لا فائدة منه كما سبق وبينَّا، ولعلِّي أذكر الحديث كلَّه، وأحيانا طرفه، وكنت قد حكمت بالقطع من جهة الصحَّة في ما رواه الشيخان، أو أحدهما مع غيره، وبالصحَّة لواحد منهما، أما غيرهما فأتتبع الصحيح منها، ولعلِّي حسَّنة ما صححه الألباني وغيره من المعصرين، ولعلي صححة ما حسنوه، فـ {كُلُّ نَفسٍ بِمَا كَسَبَت رَهِینَةٌ}[المدثر: 38]، و{وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا}[مريم: 95]، فلو ضعفت ما ضعفه فلان، دون بحث ولا تدقيق، وكان الأثر صحيحا، فلن ينفعني اتباعي له، ولكن إن بذل المسلم الجهد بما علمه الله تعالى، وحاول وسدَّد وقارب، بما أمر رسول الله ﷺ حيث قال: لن ينجي أحدا منكم عمله، قالوا: ولا أنت يا رسول الله، قال: ولا أنا، إلا أن يتغمدني الله برحمة، سددوا، وقاربوا، واغدوا، وروحوا، وشيء من الدلجة، والقصد القصد تبلغوا .
فإنَّ المسلم لو أصاب فله أجران، وإن لم يصب فقد أدى ما عليه من بذل الجهد، فله أجره على جهده، لا على حكمه، وإني حاولت وسددت وقاربت وبذلت الجهد، فإن كان فيه من تصحيح للصحيح وتحسين للحسن ومن تضعيف للضعيف وجبر للمنجبر كله صحيحا، فهو من الله تعالى وحده، فهو الذي {عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ}[العلق: 5]، وإن كان فيما سبق من خطإِ فهو من نفسي ومن الشيطان، ونعوذ بالله من الخذلان، أو أن يَكِلَنَا إلى أنفسنا طرفة عين، هذا وبالله التوفيق، وصلى الله على نبيِّنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، والحمد لله رب العالمين.
عصام الدين إبراهيم النقيلي - عصام الدين إبراهيم دكتوراه اصول التفسير، ودكتوراه أصول الفقه، درس في الجامعة الزيتونية وجامعة النور لتكوين العلماء والكثير من الأكاديميات الشرعية وتخرج من العديد منها، له عدة من المؤلفات من أبرزها موسوعة الخلاصة في علم الأصول من حد الفقه في ستة مجلدات، وتمهيد البداية في أصول التفسير من مجلَّدين، والأذان وفي كل بيت راق والتهذيب والتوضيح في شرح قواعد التَّرجيح، والمتن الحبير في أصول وكليات وقواعد التفسير وغيرها...
❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ في كل بيت راق ❝ ❞ التدليك علاج واسترخاء ❝ ❞ الأذان ❝ ❞ التهذيب والتوضيح في شرح قواعد الترجيح ❝ ❞ المفرد في علم التشخيص و دلائل الإصابات ❝ ❞ الزيوت العطرية علاج وجمال ❝ ❞ الخطوات الأولية في الأعشاب الطبِّية (الجزء الأول) ❝ ❞ أسرا التِّرياق من مختصر في كل بيت راق ❝ ❞ الاشتياق لرقية الأرزاق ❝ الناشرين : ❞ جميع الحقوق محفوظة للمؤلف ❝ ❞ شبكة الألوكة ❝ ❱
من السنة النبوية الشريفة - مكتبة كتب إسلامية.