📘 قراءة رواية هوامش في الدلالة والسياق التعبيري أونلاين
هذا الكتاب جزء من مشروع قراءات أسميتها "السّرد والرؤى" نُشرّت خلال ربع قرن من الزّمان في مختلف الوسائط الورّقية والإلكترونية، ولم يصدر سوى بعضها في كتب: ك (تخوم السرد.. أرخبيل الحكايا: مقدمة في التقنية وسوسيولوجيا القصة القصيرّة في السودان، عن دار رّفيقي للطباعة والنشر والتوزيع، جوبا، ٢٠٢٠)، (رّحلة السّرد السوداني من الغابة والصحراء إلى غضبة الهبباي، مقدمة في سوسيولوجيا الرّواية السودانية، سيصدر قريبا عن دار رّفيقي للطباعة والنشر والتوزيع، جوبا)، (عتبات نصوص نسوية I، قراءات في القصة القصيرّة في الخليج وشبه الجزيرة العرّبية، صدر عن دار المثقف للطباعة والنشر والتوزيع، القاهرة، ٢٠٢٠)، (عتبات نصوص II نون السرد.. تاء الحكايات، قراءات في نصوص قصصية من المشرق والمغرب العربيين، سيصدر قريباً عن دار المثقف للطباعة والنشر والتوزيع، القاهرة)، (عتبات نصوص III حول أسئلة الرّواية العرّبية: مخطوط؛ لم يُنشر بعد)، وكنت قد ترددت كثيراً، في أن أجعل من هذا الكتاب فصلاً من فصول (عتبات نصوص III) إلى أن قرّرت مؤخراً -أسوةً بالقراءات المتعلقة بأعمال عبقري الرّواية العربية الطيب صالح- أن تصدر في كتاب منفصل، عن نفس الدار (دار نسمة للنشر الإليكتروني، المغرب).
لكن كل هذه القراءات، سواء التي صدرت في كتب، أو التي لم تصدر بعد.. وسواء كانت قراءات في القصة القصيرّة والرّواية السودانية، أو القصة القصيرّة والرّواية العرّبية، تظل جميعها صفحات في مشروع واحد، هو "السرد والرؤى" كمشروع مفتوح، بحكم طبيعته، التي تشتغل في الرؤى، التي تكشف عنها النصوص، و تداول الشخوص على إحداثيات النّص، والشخوص على إحداثيات الواقع لها، من مواقعهم المختلفة، سواء في بنية الحكاية أو البنية الاجتماعية في الواقع.
موضوع هذا الكتاب هو قراءات في نماذج رّوائية سودانية وعربية مختلفة، من حيث الأجيال والمدارس والتيارات أو الروافد، وهي قطعاً ليست نماذج الغرض منها الاحاطة بتفاصيل تجربة السرد السوداني أو العربي، وإنما إلقاء نظرّة مكملة لزوايا النظر، في مشروع السّرد والرؤى ككل بأبعاده المختلفة.
وقد عمدت من خلال النماذج التي اخترتها، أن تكون متنوعة في مسار تطور الرّواية السودانية والعربية، وأن تكون أيضا تمثل اتجاهات أو تيارات أو رّوافد مختلفة كرّواية "فرسان الأحلام القتيلة لإبراهيم الكوني"، و"زرايب العبيد لنجوى بن شتوان"، و"ثلاثة برتقالات مملوكية لحجاج أدول" و"الزّعيم لا يحلق شعره لادريس علي" و"سندريلات مسقط لهدى حمد" و"سيدات القمر لجوخة الحارثي" و"جابر الطوربيد؛ لمحمود محمد مدني" و" الغنيمة والإياب لمروان حامد الرشيد".
وكما نلاحظ أن هذه النماذج، اقتصرت نوعاً ما على شمال أفريقيا والخليج العربي، ولم تشمل كل المنطقة العربية، ولكنها على الأقل تعطي فكرّة عامة عن موضوع الكتاب.
في النماذج السودانية اشتغلنا على رّواية محمود محمد مدني (جابر الطوربيد) لكونها تمثل لحظة لاحقة من لحظات تطوّر الرّواية وتوطنها في التربة السودانية بصورة حاسمة، منذ ثمانينيات القرن الماضي، رغم قلة المنشور حتى ذلك الوقت.
ولن أبالغ إذا قلت أن نصوص محمود محمد مدني وإبراهيم إسحاق وعيسى الحلو مثلّت إرهاصاً للرّواية السودانية التي نراها اليوم، إذ استثنينا التأثير الرّيادي للطيب صالح في هذه اللحظة التأسيسية.. باعتباره مساراً فريداً في مسار تطوّر الرّواية السودانية، حتى ليكاد يكون لوحده مسار مواز للمسار الأساسي وخط تطورّه!
ولاحظنا أنه بقدر ما تنتمي رّواية مدني "جابر الطوربيد" إلى التخييل السياسي، تنتمي رّواية مروان الرّشيد "الغنيمة والاياب" إلى الرّواية السياسية، فبينما يقدم مروان الأحداث كما هي في الواقع، بطريقة مباشرّة.. أو عبر المرآة الجدلية لتصوير فظاعة هذا الواقع ومأساويته، باستعمال أسلوب سردي تقريري، يقترب من أسلوب الأطروحة الشعارية أو الإيديولوجية، فإن مدني في نهجه التخييلي السياسي، يتعامل مع المادة السياسية من خلال الأقنعة الرّمزية و الاستعارية، التي تطال في توظيفها، حتى الكرامات الصوفية الواردة في "طبقات ود ضيف الله".
أي بطريقة غير مباشرة يتكئ مدني على التاريخ الصوفي، ويستنطق التراث والموروث الشعبي وصيغه اللُغّوية والأسلوبية، مستهدفاً بذلك الحوارية والإسقاط والتماثل بين الماضي والحاضر. وهو الأمر الذي يُغني النّص السياسي ويرتقي به فنياً وجمالياً.
وذلك لأن بنيات التخييل السياسي، متداخلة في مستوياتها القاعدية والفوقية. فهي لا تكرس نفسها في زّمن واحد شأن الرّواية السياسية. التي تصور الظاهر والسطحي والمباشر. فالتخييل السياسي معني برصد الممكن والمحتمل و الباطن، واللاشعور السياسي وتعقيداته وعقده، وانعكاسات كل ذلك على الشخصيات، التي تتحرك على احداثيات النص، فضلاً عن كونه يوظف الوّهم أو الايهام والحيل الماكرّة، التي تُخييب أُفق انتظار القارئ، وتضلله بصدق الحكاية.. فغاية النص التخييلي هنا، تقريب الهُوّة بين الواقع والخيال والمستحيل والممكن؛ دون تداعيات اعتباطية.
وآخيرا؛
كل ما آمله أن أكون قد قلت شيئاً مفيداً، يُسهم بجديد، في القول الذي قيل عن هذه النصوص المنتخبة.
سنة النشر : 2021م / 1442هـ .
عداد القراءة:
اذا اعجبك الكتاب فضلاً اضغط على أعجبني و يمكنك تحميله من هنا:
عفواً..
هذا الكتاب
غير متاح للتحميل، حفاظًا على حقوق دار النشر. ،، يمكنكم شراؤه من مصادر أخرى
🛒 شراء " هوامش في الدلالة والسياق التعبيري " من متاجر إلكترونيّة
شكرًا لمساهمتكم
شكراً لمساهمتكم معنا في الإرتقاء بمستوى المكتبة ، يمكنكم االتبليغ عن اخطاء او سوء اختيار للكتب وتصنيفها ومحتواها ، أو كتاب يُمنع نشره ، او محمي بحقوق طبع ونشر ، فضلاً قم بالتبليغ عن الكتاب المُخالف: