❞ رواية أنشودة الربيع: الآلام العظيمة ❝ ⏤ محمد لخديم
رواية "أنشودة الربيع: الآلام العظيمة" للكاتب والصديق محمد لخديم، الصادرة عن منشورات إيبيدي وتقع في 320 صفحة من الحجم المتوسط، تدور أحداثها حول شاب يهودي يدعى: ميخائيل، يعاني نوعا من انفصام الشخصية يجعله يرى كائنات وهمية وأحيانا كوابيس، انفصل عن حبيبته مؤخرا وفقد أخته الصغيرة بعد أن اغتصبها ابن خالتها وقتلها صعقا بالكهرباء، يسمع صدفة عن فتاة تدعى سليمة تعاني من اضطراب الشخصية الحدية وترى كوابيس فظيعة فلا تنام من الليل إلا ساعات قليلة، ويعرف فيما بعد أنها رسامة تحول كوابيسها وآلامها إلى لوحات، وبعد لقائهما تبدأ القصة الأساسية للرواية.
الرواية ممتعة جدا، أحداثها متسارعة، خالية من الحشو والإسهاب غير المبرر، تتضمن أفكارا ولمحات في الدين والفلسفة والسياسة والفن، أجاد الكاتب فيها التعبير عن مشاعر الحزن، كما توفق إلى حد كبير في تصوير الكوابيس التي كانت تراها سليمة خاصة.
لكن في المقابل هناك ضعف في رسم الشخصيات فلا تكاد تشعر بذلك الحد الفاصل بين شخصية وأخرى بل أحيانا تحس أنهم جميعا شخصية واحدة، كلهم يقرأون، يفهمون في الفن والدين والأدب، كلهم يعرفون ألبير كامو وفولتير وسيوران وفان غوغ ...
كان هناك ثلاثة أصوات في الرواية، البطل بضمير المتكلم والبطل بضمير الغائب ثم الجزء الأخير حُكي على لسان شخصية جديدة، أحببت سرد الكاتب أكثر حين تحدث على لسان البطل بضمير المتكلم واستطاع عندها أن ينقل إلي حالته النفسية ومشاعره بشكل أفضل، لكنه أحيانا لجأ لأسلوب الإخبار بدل السرد، وهناك أحداث كثيرة في الرواية شابها ضعف في التصوير مثل الحدث الذي قدم فيه واحدة من أهم شخصيات الرواية: شخصية برونو، فقال مباشرة أنه صديقه الخيالي في حين كان عليه أن يصور مشهدا يجعلنا كقراء نكتشف أنه شخص خيالي يراه البطل فقط.
أيضا شخصية الطفلة خديجة تم حشرها قسرا في الرواية والمشهد الذي ظهرت فيه يبدو أقرب لأفلام بوليوود وكان الهدف منه تزويد جرعة الدراما ليس إلا.
وأيضا لم أشعر بيهودية البطل، ما عدا اسمه، كما أن اختلاف الدين بينه وبين البطلة لا أثر له في الأحداث، وكون البطلة مناضلة يسارية ومشاركتها في مظاهرات 20 فبراير لم يضف شيئا للقصة وتقديمه لذلك بشكل مفاجئ وسط أحداث القصة لا أرى له داعيا.
إجمالا استمتعت بالرواية وانغمست في أحداثها وأثرت في الكثير من مشاهدها، وأصبح لدي فضول لأقرأ أكثر للكاتب، خاصة أن هذه كانت روايته الأولى.
محمد لخديم - المغربي محمد لاخديم هو الفائز في المسابقة الاولي للنشر لرواية طويلة في 2019. وبصفته صحفيا ومدونا شابا ، فقد نشر العديد من المقالات والقصص علي الإنترنت تحت اسم ميخائيل لاكديم.
كتاباته وأفكاره تكشف عن مؤلف فريد من نوعه في كل من الأسلوب والمنظور ، كما يكتب عن الصراعات بين الثقافات والدينية من وجهه نظر جديده ومحايده. روايته الفائزة "أغنيه الربيع-الام العظمي"-يتم نشرها من قبدار نشر إبييدي النشر في 2019.
❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ أنشودة الربيع: الآلام العظيمة ❝ ❞ الخنزير يطلب الصفح ❝ ❞ جنازة السيد الوالد ❝ الناشرين : ❞ دار منشورات إبييدي ❝ ❱
من كتب الروايات والقصص - مكتبة القصص والروايات والمجلّات.