❞ كتاب الكوميديا الإلهية - الجزء الثاني - المطهر ❝ ⏤ مجموعة من المؤلفين
من "الجحيم" وحده اتضح جليا أن الكوميديا تتميز بضخامة البناء واتساع المدى، وغزارة المعلومات، وصورها المتنوعة، وألوانها الرائعة، ونغماتها العذبة، فهي تعبر عن "دانتي" نفسه، وتعتبر الكوميديا بمثابة مذكراته الشخصية والتي تسجل تفاصيل تاريخية، فتعد أفضل مصدر لوصف حياته.
نجد فكرة الميزان لأعمال البشر عند الموت ماثلة في ديانة المصريين القدماء، فعندهم "أوزوريس" الذي يزن أعمال الناس، وينال كلٌ منهم الجزاء العادل، وفي ديانة الفُرس نجد جسر الحساب الذي يمتد فوق جهنم، ويتسع للنفوس الطيبة ويضيق للأشرار. وفي التراث اليوناني تكلم "فيثاغورس" قبل الميلاد عن تطهير الروح بالدراسة والتأمل.
وفي بعض طبعات التوراة نجد إشارات إلى الفكرة التي تعبر عن احتمال زوال الخطيئة عند الموت، بالصلوات والابتهالات. وفي "إنجيل متَّى" إشارات إلى فكرة التطهير، وإلي ما يُغفر وما لا يُغفر من الخطايا، ووردت في الرسالة الثانية للقديس "بولس" إلى أهل "كورنثوس" إشارة اختطافه إلى السماء الثالثة.
وقال القديس "أوغسطين" في مدينة الله في القرن الخامس بأن المطهر امتداد للتطهر الروحي، وأن التطهير يتم أثناء الحياة وبعدها. فرَّق القديس "سيزاريوس الأرليسي" في القرن السادس، بين الكبائر التي تؤدي للولوج في جهنم، وبين الصغائر التى يمكن للإنسان أن يتطهر منها بأداء الأعمال الصالحة في الحياة الدنيا، وتكلم "أوين روي أُو نايل" الفارس الإيرلندي، عن قصة رحلة إلى العالم الآخر، رأى فيها جسرا ضيقا، فوق بركة من الكبريت الآني، والذي يجتازه الصالحون ليصلون إلى الفردوس. كما وصف أيضا عذاب أهل النار والمتطهرين.
ظهرت فكرة المطهر في مجمع "ليون" الديني الثاني (1272-1274)، وتأكدت بعد زمن "دانتي"، في "مجمع فلورنسا الديني" عام 1439، وتشجعت الكنيسة الكاثوليكية على إقامة الصلوات الجامعة وشراء صكوك الغفران، وتطهير نفوس الآثمين حتى يبلغوا مراتب السعادة الأبدية. كما ظهرت فكرة الميزان في آثار الفن التشكيلي القوطى، وفي الحفر البارز وفي الصور التي تجلّت في ميخائيل ممسكا بالميزان.
مجموعة من المؤلفين - "مجموعة من المؤلفين"، هو ركن للكتب التي شارك في تأليفها أكتر من كاتب ومؤلف، وهو قسم مميز مليء بالكتب التي تعددت الجهود في إخراجها على أكمل الوجوه.
من فكر وثقافة - مكتبة الكتب والموسوعات العامة.