❞ ديوان لمن هذا الوجه ❝ ⏤ جابورجوكيتش
بالرغم من أن جعل موسيقى الصور والأفكار ذات حيوية ونشاط منظم ليس بلا جذور في التقاليد الشعرية المجرية، في ذلك الشكل الذي يطبقه جوكيتش، إلا أنه غريب في أوروبا – والمجر – إلى حد ما، وهو مألوف بشكل أكبر في الشعر الغنائي الأمريكي المعروف من خلال الشاعر. إذ أن موسيقاه لا تعتمد بشكل صريح على هيئة الموسيقى وبنيتها القوية – على غرار أشكال الموسيقى الجادة الأوربية الغربية على سبيل المثال، وليس على الموسيقى المستمدة من النص الرنان. في حالة هذا "الشيء التقليدي" الغريب يعد الطابع الارتجالي للجاز الحي ولحظيته وذاتيته الدقيقة أهم بكثير، وهي غريبة بشدة عن الشعر الأوروبي الذي يتطلع دوما إلى الثبات الجمالي.
هل لمقعد شتوي وجه؟ هل لغراب وجه؟ هل لغابة وجه؟ هل لرياح وجه؟ وهل لإنسان وجه؟ هل يعد وجها ما هو في تغير وتدفق باستمرار، ما لا يترك وقتا للدفء والود، ولا للألفة، وما يحدد الحديث بلا توقف؟ هل تستلزم القدرةُ على التحدثِ والصوتُ وجود الوجه؟
تسأل هذه المجموعة من أشعار جابور جوكيتش عن أسس وضع الحديث الغنائي، الوجداني، وهي تقودنا عبر عالم غريب الأطوار. تحيك هذه الأسئلة
الكلاسيكية الشاعرية خيوط هذه المجموعة من الأشعار كما يستخدم الجاز الارتجالي المعايير المعروفة من قبل الجميع، والتي تستطيع – رغم إمكانية التعرف عليها – التجدد والتصبغ بصبغة خاصة، فريدة، في كل عرض.
أشعار جوكيتش ترسم وتثير صورته وفكرته حين كتبها، ليس هناك أي بعد زمني بين التجربة والمشهد المسجلين في الشعر وبين المتحدث. ليس هناك ثبات، ليس ثمة شيء تقليدي، ليس في المنزل ما يمكن التشبث به، لا يوجد امتلاك، لا يوجد إلا ما يرى الشاعر ويجعل القارئ يراه وذلك التوازن في الشخصية المجردة.
جابورجوكيتش -
❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ لمن هذا الوجه ❝ ❱
من ديوان شعري كتب الأدب - مكتبة كتب الأدب.