❞ رواية الدروب الوعرة ❝ ⏤ مولود فرعون
لقد كانت تعرف كل شيء عن أعمر قبل عودته من فرنسا، إذ كان موضوع حديث الفتيات أحيانا في العين، و غالبا ما كانت أمه "مادام" لا تكف عن الحديث حينما تزور الخالة مالحة في دارها. فكانت ذهبية تنتظر رجوعه بنوع من المعاداة، لأنها كانت متيقنة أنه لن يعيرها أي اهتمام، وأنه لن يعتبرها سوى مجرد مسيحية صغيرة مرتدة عن دينها و قروية ساذجة يسهل دفعها إلى ارتكابها الخطيئة لكنها عزمت أن تلقنه درسا لن ينساه حتى يغير تماما نظرته إليها.
و عادت بها ذاكرتها إلى يوم اللقاء الأول حينما قالت لها أمها :
تعالي يا ابنتي هذا هو ابن عمك قبلي رأسه لا تخافي. حينئذ ابتسمت مالحة و "مادام"، واقترب ابن العم إليها و نظر إليها و انحنى بهدوء لكي تقبله على رأسه ثم أمسك يدها ولامسها بشفتيه بسرعة و دون تركيز كما لو كان ذلك يزعجه.
و عادت ذهبية إلى الدار غير راضية عن ذلك اللقاء.
مولود فرعون - ولد مولود فرعون في 8 مارس 1913م في تيزي هيبل من عائلة فقيرة. التحق بالمدرسة الابتدائية في تيزي وزو بقرية تاوريرت موسى المجاورة، فكان يقطع مسافة طويلة إلى مدرسته في ظروف صعبة ولكن مثابرته واجتهاده وصراعه مع واقعه تحت ضغط الاستعمار الفرنسي فصار من التلاميذ النجباء، ثم التحق بالثانوية بتيزي وزو أولا ً وفي مدرسة المعلمين ببوزريعة بالجزائر العاصمة.
ورغم وضعه البائس تمكن من التخرج من مدرسة المعلمين، واندفع للعمل بعد تخرجه، فاشتغل بالتعليم حيث عاد إلى قريته تيزي هيبل التي عين فيها مدرساً سنة 1935 ميلادي.
❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ الدروب الوعرة ❝ الناشرين : ❞ المؤسسة الوطنية للكتاب _ الجزائر ❝ ❱
من كتب الأدب - مكتبة الكتب والموسوعات العامة.