

❞ رواية رأس الغول ❝ ⏤ محمد سطام
الليلة قُرب اكتمال القمر، هدوءٌ تصفرُ عنهُ رياحٌ خفيفةْ؛ لا تكادُ أَنْ تُبعّثرَ ورقةْ، وصريرُ الفئران يكسو حارات سيزر العتيقةْ.
يجلسُ رجلٌ على كرسيِ في بهو منزله، ويحتسـي كأسَ نبيذٍ فاخر،
وقد انتابه السُكرُ قليلاً، وفجأة يسمع صوت وقع أقدام، ينظر إلى ساعته،
ويهم ليفتح الباب قائلاً:
-أما زالت دارين تتسكعُ في الطرقات حتى تلك الساعة؟!
يفتح الرجلُ الباب، وينظرُ يميناً ويساراً، فلا يجدُ أحداً، ثم
يحني رأسه مُغمِضاً عينيه ويضحك ساخراً:
-يبدو أنني سكرت!
أوصد الرجل الباب، والتفتَ ليعود إلى سكرته، وإذ بالغولْ ينقضُ عليه من الخلفْ ويحكمه بين قبضتيه، يحدق الرجلُ وجماً دهشاً لا يكادُ يفهمُ شيئاً،
ويضحك الغولْ مُظهراً أسنانه وعيناه حادةٌ كعيني الصقر:
-مضى وقتٌ طويل على آخرِ لقاءٍ بيننا يا طبيبـي العزيز!!
يتجمد الرجل في مكانهْ، ولا يكادُ يلتقطُ أنفاسه ويقول:
-أأنت!!
-هشش اخــرس!!... افتح عينيكَ جيداً، وكن شاهداً
على مصيركَ الأسود.
يحدق الرجلُ بعينيه، ويحاولُ الصـراخ والهرب من بين يديه،
ولكن سرعان ما انتهى الأمر...
يـنـحر الـغـــولْ عــنـــقَ الرجل، ويـختـفـي بين ستـائــر الظـلام.
محمد سطام -
❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ رأس الغول ❝ الناشرين : ❞ اسكرايب للنشر والتوزيع ❝ ❱
من كتب الروايات والقصص - مكتبة القصص والروايات والمجلّات.