تقدم رواية "رسائل رطبة" قصة حب مميزة. يُلاحَظ في عنوانها الملفت أن الرسائل تشير عادة إلى وجود مرسِل ومستقبل، ونص يحمل رسالة المُرسِل وكشفًا عن مشاعره واعترافاته. ومع ذلك، فإن وصف هذه الرسائل بأنها "رطبة" يتجاوز هذه الرؤية التقليدية ويكشف عن حالة داخلية عميقة عاشها الكاتب بكل تفاصيلها. بذكاء تام، ابتعد الكاتب عن تصنيفها كمذكرات واختار الشخصيات "خالد" و"عائشة" كبطلين بدلاً من استخدام اسمه الحقيقي وحبيبته. حيث يتعرف خالد على عائشة، الشاعرة المغربية الأكبر سنًّا، في إحدى جلسات افتتاحية لمهرجان المربد الشعري في البصرة عام 2000. 

في هذه الرواية، يعتمد السرد الروائي على أسلوب المنولوج الداخلي، حيث يتداخل الحوار مع الشخصية الاساسية "خالد" وشخصيات أخرى. يعكس هذا الحوار التفاعل الذاتي بجانب التأثيرات السياسية والاجتماعية والثقافية المترابطة. قد لا تظهر الفكرة بوضوح في البداية، مما يشد انتباه القارئ ويتطلب قراءة وتأملًا جيدًا لفهم الرواية بشكل كامل وكشف الأفكار التي يعمل المؤلف عليها.

وفكرة الرواية االجوهري التى تتمحور ححولها الاحداث  هي "الهجرة من البلاد" بغض النظر عن وسيلة تحقيقها، ويكش الراوي ذلك بشكل واضح فى بعض حديثه الداخلي. تظهر علاقة الحب بين "خالد" و"عائشة"، الفتاة المغربية، كجسر للهجرة إلى بلد آخر، بلد الحبيبة. فهذا الحب ليس نقيًا تمامًا، فخالد لديه علاقات أخرى ويخون عائشة عندما يتاح له الفر