❞ كتاب خواطر حمار ❝ ⏤ الكونتس دي سيغور
تعايش هذا الحيوان الوديع الأليف مع الإنسان منذ أكثر من عشرة آلاف سنة حسب ما تذكره المصادر العلمية الموثقة بالحفريات، وخدم البشر ولم ينل منهم إلا المذمة والضرب بالعصي لأي خطأ، ولو تتبعنا التاريخ لوجدناه خادماً مطيعاً للأنبياء وكثير من كبار شخصيات المجتمعات في كثير من بقاع العالم. وقد أعال عوائل
كثيرة من البشر بإستعماله في نقل البضائع والناس في تنقلاتهم وأسفارهم، حتى إن رجلاً في كردستان العراق (الأستاذ عمر كلول) أسس (حزب الحمير) سنة 1979م وكان ردد الجميل حين سأله رجال الإعلام عن الأمر، أجابهم إن حياة عائلتي دعمتها جهود (الحمار) لأن أباه كان ينقل عليه البضائع للتجار فيعيشون بمورد جهود حمارهم، ولا يزال الحزب فاعلاً ومركزه مدينة السليمانية شمال العراق، ويرأسه اليوم الأستاذ (حمه ناير) وقد نحت أحد الفنانين تمثالاً نصفياً لحمار يرتدي قميصاً وربطة عشق، والتمثال موجود في مدينة السليمانية أيضاً كما أخبرني الزميل الدكتور طاهر بابان، ونقل لي كل المعلومات أعلاه.
أما أول من تناول موضوع الرفق بالحيوان فهم فلاسفة اليونان ثم الفيلسوف الأوروبي ديكارت، وأول من فتن لزوم حمايتها فهو رجل إنجيزي اسمه مارتن وصار القانون يسمى بقانون مارتن سنة 1822م وكان هذا القانون خاصاً بالماشية، وفي سنة 1849م شمل القانون الحيوانات الألفية، وعلى إثر ذلك انتشر جمعيات الحماية والعناية بالحيوان في أمريكا وأوروبا، ومع أن للأنبياء وصايا بالرفق بالحيوان، إلا أن إحتقاره بانه غبي شائع في الكتب السماوية، وقد أورد العلامة الراغب الأصفهاني في كتابه المعروف (مفردات ألفاظ القرآن) ما نصه (ويُعبر عن الجاهل بذلك كقوله تعالى: ﴿كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً﴾...
وقد حاولت المؤلفة أن تتقمص حمارها في القصة فأعطته من ذكائها، فصار يعمل المقالب فكان للقصة جمال وعذوبة حببتا الحمار (كديشون) للقارئ، بأي حال تذكرنا حيل ومقالب كديشون بحكايات الثعلبين (كليلة ودمنة) التي كتب ترجمتها الرائعة ابن المقفع.
الكونتس دي سيغور - الكونتيسة دي سيجور(1799 - 1874) أديبة روسية المولد فرنسية الثقافة، ورائدة قديرة في مجال أدب الأطفال.
حياتها
وُلِدَتْ «صوفي فيودور روستوبتشينا» عام 1794م في روسيا، حيث كان والدها يملك إقطاعًا مساحته مائة وسبعة آلاف فدان، ويعمل بها أربعة آلاف قن. وتلقت صوفي تعليمها وَفقًا لما تقتضي ضرورات تعلُّم الطبقة الارستقراطية الروسية آنذاك؛ فعكفت على تعلُّم اللغات، حتى أتقنت خمس لغات بينها الفرنسية. وفي هذه البيئة نشأت صوفي ذات الأصول المغولية الأرستقراطية، وكان والدها «الكونت فيودور» جنرالًا في الجيش الروسي، وقد تولى وزارة الخارجية في عهد القيصر «بولس الأول»، وفي عام 1812م صار فيودور حاكمًا لموسكو حتى الغزو الفرنسي لروسيا، حيث حُكم عليه بالنفي؛ فغادرها عام 1814م إلى «دوقية وارسو» ثم إلى ألمانيا وإيطاليا، وأخيرًا استقر به المقام في فرنسا عام 1817م وأعلن تحوُّلَه إلى الكاثوليكية الرومانية، وأجبرت صوفي على اعتناق الكاثوليكية، ولم يكن قد تجاوز عمرها الثالثة عشرة عامًا.
في فرنسا، التقت صوفي زوجها «دي سيجور شاتو» — الذي حملت اسمه — وتزوَّجا عام 1819م، وأنجبت منه ثمانية أولاد، وقد فضَّلت صوفي العزلة والهدوء، في حين تمسَّك زوجها بالمدينة وما بها من مدنية، وأهملها زوجها وتركها تعاني الوحدة والصمت لفترات طويلة، كما كان دي سيجور ذا علاقات نسائية متعددة؛ مما جعلها عرضة للإصابة بالأمراض التناسلية، كل تلك الأحداث ساهمت في أن تصنع من صوفي شخصية مضطربة متقلبة المزاج.
بدأت دي سيجور مسيرتها الأدبية عندما بلغت ثمانية وخمسين عامًا، وكانت عزلتها وبُعدها عن زوجها قد منحاها الوقت الكافي لتبدع في رواياتها، وقد أنتجت في الفترة (1857–1869) عشرين رواية، منها: «خواطر حمار»، وكانت روايتها «مصاعب الطفلة صوفي» تناقش ما تعرضت له دي سيجور من محن ومآسي في طفولتها.
وفاتها
توفيت دي سيجور عام 1874م، تاركةً وراءها الكثير من الروايات التي ما زالت تحظي بقبول واسع بين الكبار والصغار.
❰ لها مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ خواطر حمار ❝ الناشرين : ❞ الوراق للنشر ❝ ❱
من الفكر والفلسفة - مكتبة المكتبة التجريبية.