📘 قراءة كتاب رايش والتحليل النفسي أونلاين
طبعة جديدة ومنقحة وبها فصل جديد لكتاب رايش والتحليل النفسي؛ أضواء على سيرته الذاتية والعملية لد. قيس جواد العزاوي وبمقدمة للدكتور
يسلط هذا الكتاب أضواء جديدة على حياة "فيلهلم رايش" وعلى موقفه من التحليل النفسي. كيف انضم لحركة التحليل النفسى ومن أى باب ولج فيها؟ وكيف تميز داخل الحركة وقاد اتجاه الفرويدية المطورة مؤسسًا المدرسة الفرويدية – الماركسية؟ وما الذى أدى به إلى الخلال مع فرويد؟ وهل كان خلافًا ثانويًا أم جوهريًا؟ ولماذا طرد رايش من حركة التحليل النفسى وإلى أين انتهي؟ وكيف انتقل من إلى تبنى فكر معاد للشيوعية، وما الذى دفعه للانتقال من الشيوعى إلى الراديكالى إلى رجل العلم المعادى للسياسية والسياسيين.
تكمن أهمية هذه السيرة الذاتية لرايش التى صدرت فى طبعة جديدة عن دار آفاق للنشر، للدكتور قيس جواد العزاوى، فى أنها تلقى الأضواء على حياة رجل ولد وعاش ومات كظاهرة من نوعها على مختلف الصعد التى أثر وتأثر بها: سياسيًا ونفسيًا وبيولوجيًا وثقافيًا.
وتكاد حياة رايش الخاصة لا تنفصل البتة عن مجرى تطوير نشاطاته العلمية. وقد عرف عنه غزارة تفاعله مع من حوله. وما أن يستقر حتى يرحل. تنقل فى – أغلب – دول أوروبا وكون شبكة من العلاقات عليها لكنه كان ذا طابع حاد، صريحا ومباشرًا، وعنيدًا ولا يهاب أحد. وكان لكل ذلك ثمن دفعه فى كل بلد تجلى بطرده من ألمانيا، والنمسا، والدنمارك، والسويد، والنرويج، ولم يحفل به فى لندن وباريس. واستقر أخيرًا فى الولايات المتحدة ليموت سجينًا، بل بالأحرى طرد إلى مثواه الأخير.
ويقول قيس جواد العزاوى لا تحتوى المكتبة العربية إلا على قلة قليلة مما كتبه رايش أو مما كتب عنه. فى حين تغص واجهات المكتبات ورفوفها بترجمات عن فلاسفة ونفسيين أوروبيين ليس لأغلبهم دور حقيقى فى حركة التغير أو التفكير السائدة. بل أن بعضهم يكاد يكون مجهولاً كليًا فى بلاده نفسها. فلا عجب أن نجد "كولن ويلسون" يدخل بيوت المثقفين وأنصاف المثقفين العرب، وهو لا يمت للأكاديمية بصلة، كما وأنه يكاد لا يذكر على الساحة الفكرية أو الفلسفية البريطانية. ولا ندرى ما الذى قاد حركة الترجمة للانصياع لنزوة مترجم وليس لحاجة المكتبة العربية لمعرفة الاتجاهات العلمية الفلسفية والثقافية الغربية.
أما رايش فقد كان نصيبه من حركة التعريب ضئيلاً ويكاد لا يذكر، مع أنه وقف بشموخ مع عظماء عصره لينين، فرويد، انيشتاين مالينوفسكى، يونج، فوريل.. وستالين، لقد حاورهم واختلف مع بعضهم، بقدر ما كان ملهماً ونموذجًا رائدًا لمجموعة فلسفية مؤثرة هى مدرسة فرانكفورت الفلسفية التى أدارها ماكس هوركهايمر، والتر بنجامى، وهربرت ماركوز، ويورغن هابرماس، تيودور أدورنو، كارل كراوس، أريك فروم. ومن مدرسة رايش (مجموعة المحللين الماركسيين) تخرج كل من فروم، برنفيلد، فينشيل، ولم يتورع فلاسفة ونفسيون كبار عن تكرار مقولاته وتبنى أغلب طروحاته وبخاصة: جان ميشيل بالميه، أنطونيو غرامشى وجورج لوكاش، بول روبنسون، ورايموت رايش... إلخ.
لم يكن رايش مفكرًا أو محللاً عاديًا، فقد برع فى شتى الميادين النفسية والبيولوجيا والفيزيائية والسياسية وعلم الجنس، وقد وضع عنها وحولها مائة وستة وعشرين كتاباً، وفضلاً عنها كتب عشرات المقالات، وأسس العديد من المراكز العلمية والمختبرات، كما افتتح فى ألمانيا والنمسا مجلات متخصصة فى بلدان متعددة، ووقف يحاجج فرويد ويرد عليه يونج، ويحاور لينين ويتحدى ستالين، ويقف بشجاعة لوجه الفاشية الألمانية، هذا الرايش لم يعرب من كتبه سوى أربعة كتب، وهذه الكتب لا تمثل سوى مرحلة زمنية واحدة.
نحن إذا أما رجل موسوعى متعدد الاهتمامات، همه الوحيد منح السعادة لمن لم يحظ بها؛ بناء مجتمع دونما عقد أو اضطهاد، مجتمع غير قمعى ولا فوضوى، يجد فيه الجميع قدرًا معقولاً ومتساويًا من العدالة، مجتمع تختفى فيه مخلفات القهر من أحقاد وأمراض، فالمرض النفسى ليس استعدادا فرديا للاختلال فى مواجهة البيئة المحيطة فحسب، بل أنه وقبل كل شيء يحدث بسبب هذه البيئة ونتيجتها، لذلك يجب أن لا يقع العلاج على الفرد، بل على المجتمع ككل، ولتعميم هذه الأفكار لم يكتف رايش بالتنظير، بل ذهب إلى الممارسة الجماهيرية فى ضواحى فيينا وبرلين وفى أجواء مشحونة سياسيًا واجتماعياً، وفى عالم صراعات وحروب محلية ودولية وتمزقات لا حصر لها.
سنة النشر : 2014م / 1435هـ .
عداد القراءة:
اذا اعجبك الكتاب فضلاً اضغط على أعجبني و يمكنك تحميله من هنا:
عفواً..
هذا الكتاب
غير متاح للتحميل، حفاظًا على حقوق دار النشر. ،، يمكنكم شراؤه من مصادر أخرى
🛒 شراء " رايش والتحليل النفسي " من متاجر إلكترونيّة
شكرًا لمساهمتكم
شكراً لمساهمتكم معنا في الإرتقاء بمستوى المكتبة ، يمكنكم االتبليغ عن اخطاء او سوء اختيار للكتب وتصنيفها ومحتواها ، أو كتاب يُمنع نشره ، او محمي بحقوق طبع ونشر ، فضلاً قم بالتبليغ عن الكتاب المُخالف: