❞ رواية السرداب 37 ❝ ⏤ ذويزن الشرجبي
الرواية تصنف ضمن ادب الرعب والكارثة والدراما الانسانية والوجدانية العميقة، وبقدر ما توجد احداث مرعبة سريعة ومؤثرة، لا يخلو سرد الاحداث مطلقاً من تلك الاسئلة العميقة المتعلقة بالذات البشرية والاسئلة الوجودية المصيرية، المحددة في كل تطور الطريق التي سيسلكها البطل لاستكمال مغامرته، الامر الاشبه بالمردود الاختياري ورد الفعل العكسي، فكل خيار سيتخذه البطل يحدد مسار معين في طريق اكمال الرواية. صحيح ان الصورة الاولوية لهذا التفاعل شبيهة بحد كبير بالعاب الفيديو او المسلسلات، من حيث التفاعلات المتباينة المعطية لنهايات مختلفة، كعالم TWD وThe Last of Us وسايلنت هيل، والبطل نفسه شبيه بريك جرايمر او دارل من حيث ازمة الضمير، حيث يفيق البطل من غيبوبة ليجد نفسه فاقداً الذاكرة في بيئة عجيبة ومرعبة لحد لا يوصف، ولحد ما قد نجد من الصعوبة تطبيق هذه التقنية على عمل ادبي مسطح، ولكن حساسية الموقف والشعور المرافق لكم الافكار الهائل المشبع بالمقدار المهول للمشاعر والعواطف العائدة لبطل القصة، تجعل من السهل الوقوف معه كتفاً بكتف في سعيه الحثيث، بل ترمي القارئ وسط تيار الاحداث لتمنحه التساؤل الملح والحيرة المريرة، في هل يجب أن يتخذ هذا القرار أم ذاك، في سلسلة صراعات تكاد لا تنتهي حتى أخر الصفحات، وسط بيئة وظروف قلَّ ما نواجهها في حياتنا اليومية بهيئتها المجردة، ولكن فكرة الرواية من جانب أخر، تصبغ بمدلولات فاقعة القتامة ومطابقة بصورة شبه حقيقية للواقع المعاصر، فنرى الظلام المادي والمعنوي يسير جمباً إلى جمب يموج ويختلط ويتداخل مراراً وتكراراً، واخطاء الماضي الثقيل لا تنفك تنبثق بظلالها الخانقة طوال الوقت، والقرارات الحمقاء المتسرعة الغير مبررة، والرغبة الملحة المدفوعة بشغف لا يكل نحو تحقيق الغايات ولو كانت بعيدة عن الصواب والانسانية، والتفرقة الطبقية القائمة على اساس المنفعة المحض، والغايات والاهداف المجردة من كل منطق او انسانية، والصراع الازلي بين الخير والشر، وتقديم المنفعة الشخصية وتحقيق الذات ولو على الاخرين، والانقلاب السهل ما بين جانبي وكفتي الميزان، حيث تصبح كل القناعات والثوابت بين لحظة وأخر شفافة باهتة عديمة القيمة وسريعة التحول والانسلاخ المُنكر، خلال ظروف بلغت للتتجاوز في افتعالها لكل منطق او عقل، وكل ذلك ضمن سلسلة أحداث تكاد لا تنتهي حتى بعد الانتهاء من قراءة الرواية، لأنه لطالما طرحت تلك الاسئلة عديمة الاجابة، وتركت كمية ليست ببسيطة من التفاصيل والصور الغير مكتملة هنا وهناك طوال طريق سرد الاحداث، حيث تكاد ترسانة جيش كاملة من مسدسات "تشيخوف" عديمة الكفاية، ترسانة متطورة توافق موبقات الزمن المعاصر، ليترك البشر في الاخير ليأكل بعضهم بعضاً، ويطرح السؤال الملح الدائم والمستمر:
"كيف كنت سأصنع لو حدث لي ذلك الموقف؟ّ!"
ذويزن الشرجبي -
❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ السرداب 37 ❝ الناشرين : ❞ جميع الحقوق محفوظة للمؤلف ❝ ❱
من روايات رعب - مكتبة القصص والروايات والمجلّات.