❞ قصة رحلات إلى الخيال ❝  ⏤ سما أحمد

❞ قصة رحلات إلى الخيال ❝ ⏤ سما أحمد

مر علي زواجهما أربعة سنوات و لم يكن بينهما قصة حب كباقي الزوجان ،هما تزوجا بالاجبار، وكان هذا أمر من الجد "محمود" عندما وجد خيلانها يطمعون بها و يريدون تزوجيها لابن خالها "صلاح" و اخذ ميراثها من والدها أصر علي تزوجيها لابن عمها لانه يري أنه هكذا سيحميها منهم، هي كانت محبوبه من الجميع و لطيفه و تحب الحياه كثيره، و كانت تُسمي "ليلي"، أما هو كان داىٔم الهدوء و البرود، لا يهتم بشيء غير شركته و فقط، وكان يُدعي "فريد"، اليوم هو يوم خطبة شقيقته الصغري والتي تُدعي "ليان"
باقي الأحداث ستعرفونها داخل القصة
سما أحمد -
❰ لها مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ رحلات إلى الخيال ❝ الناشرين : ❞ أعماق للنشر الإلكتروني ❝ ❱
من كتب الروايات والقصص - مكتبة القصص والروايات والمجلّات.

نبذة عن الكتاب:
رحلات إلى الخيال

2023م - 1446هـ
مر علي زواجهما أربعة سنوات و لم يكن بينهما قصة حب كباقي الزوجان ،هما تزوجا بالاجبار، وكان هذا أمر من الجد "محمود" عندما وجد خيلانها يطمعون بها و يريدون تزوجيها لابن خالها "صلاح" و اخذ ميراثها من والدها أصر علي تزوجيها لابن عمها لانه يري أنه هكذا سيحميها منهم، هي كانت محبوبه من الجميع و لطيفه و تحب الحياه كثيره، و كانت تُسمي "ليلي"، أما هو كان داىٔم الهدوء و البرود، لا يهتم بشيء غير شركته و فقط، وكان يُدعي "فريد"، اليوم هو يوم خطبة شقيقته الصغري والتي تُدعي "ليان"
باقي الأحداث ستعرفونها داخل القصة .
المزيد..

تعليقات القرّاء:

الرحلة الأولي:

مر علي زواجهما أربعة سنوات و لم يكن بينهما قصة حب كباقي الزوجان ،هما تزوجا بالاجبار، وكان هذا أمر من الجد "محمود" عندما وجد خيلانها يطمعون بها و يريدون تزوجيها لابن خالها "صلاح" و اخذ ميراثها من والدها أصر علي تزوجيها لابن عمها لانه يري أنه هكذا سيحميها منهم، هي كانت محبوبه من الجميع و لطيفه و تحب الحياه كثيره، و كانت تُسمي "ليلي"، أما هو كان داىٔم الهدوء و البرود، لا يهتم بشيء غير شركته و فقط، وكان يُدعي "فريد"، اليوم هو يوم خطبة شقيقته الصغري والتي تُدعي "ليان"

استيقظ الجميع بنشاط لخطبة الحفيده الصغري و الأخيره في هذه العائله، فتحت "ليلي" عيناها ببطء حتي اعتادت علي الإضاءة ثم نظرت بجانبها حيث يرقد زوجها العزيز "فريد" ثم اقتربت منه و طبعت قبله علي جبينه ثم قامت و تحركت الي خزانتها و جلبت منها بيجامه مريحه لونها أحمر ثم ذهبت الي المرحاض لتستحم و تفيق حتي تنزل للاسفل و تساعدهم في الترتيبات، كان هو مستيقظ قبلها يتأملها لكن عندما شعر باستيقاظها أغمض عيناه واستكان مكانه كأنه ما زال ناىٔم، ابتسم بهدوء عندما وجدها تطبع قبله علي جبينه، و ظل في الفراش منتظرا إياها أن تخرج من المرحاض حتي يدخل بعدها، أخذ هاتفه من علي الكومود بجانبه وفتحه ظل يتفحصه و يطمئن علي عمله

بعد مرور عشرون دقيقه، خرجت من المرحاض و هي تضع منشفه علي شعرها، جلست أمام التسريحه ثم انزلت المنشفه عن شعرها و بدأت في تنشيفه عبر جهاز كهربائي يُسمي "استشوار"، بينما هو عقب خروجها من المرحاض أخذ ملابسه ثم دخل بعدها

انتهت "ليلي" من تنشيف شعرها ثم اتجهت ناحية خزانتها و أخرجت منها فستان باللون الزيتي و عليه بعض الورود الملونه و أخرجت كوتشي ابيض اللون و وضعتهم علي الفراش و فتحت خزانة "فريد" أيضا و أخرجت منه بذله سوداء اللون و معها قميص ابيض اللون، و وضعتهم علي الفراش ايضا، اخذت ملابسها ثم اتجهت نحو غرفة تبديل الملابس حتي تبدل ملابسها حتي انتهت.

خرجت من الغرفه تزامنا مع خروج "فريد" من المرحاض، شرع "فريد" في ارتداء ملابسه وهي اتجهت ناحية مرآة التسريحه و بدأت في ارتداء طرحتها، اقترب منها "فريد" وهو يمد لها رابطة العنق الخاصه به، نظرت له باستغراب فقال هو بهدوء :
_"اربطيهالي"

اومأت له ثم أخذت منه رابطة العنق و اقتربت منه وبدأت في تلبيسها إياه وهو يراقبها بشغف حتي قالت هي تقطع هذا الصمت:
_"هتفطر هنا ولا في الشركه؟؟"

جاوبها بهدوء و هو ينظر لها:
_"هفطر في الشركه علشان متأخرش"

انتهت من ربطها له وهو مازال يراقبها، رفعت عيناها له فوجدته يطالعها، حاوط "فريد" خصرها بيديه الاثنين و قربها منه أكثر بينما هي مجازالت تطالعه بتعجب، انزل رأسه لها و قبلها علي رأسها ثم قال بهدوء:
_"انا هروح الشركه و مش هتأخر، عايزك متتعبيش نفسك، في ناس هنا هي هتعمل كل حاجه، اتفقنا؟؟"

انهي حديثه بابتسامه هادئه فبادلته الابتسامه ثم قالت :
_"اتفقنا"

طبَّع قبله مرة أخري لكن هذه المره علي وجنتيها ثم تركها و ابتعد عنها، ارتدي جاكيت بدلته و حذاىٔه ثم أخذ متعلقاته الشخصيه و هاتفه و خرج من الغرفه وهي خلفه

نزل الاثنان مع بعض الي الاسفل و اتجهوا نحو أحدي السيدات التي ترتل ايات قرآنية بخشوع و صوت خفيض

وقف الاثنان أمامها و عندما شعرت هي بهم صدقت ثم اغلقت الكتاب الكريم و وضعته بجانبها، انحني "فريد" و أمسك يدها ثم قبّلها بحنان فربتت السيده علي كتفه بحب شديد، قال "فريد" لها:
_"صباح الخير يا ست الكل، انا هروح الشركه اظبط فيها شوية حاجات وهرجع علطول علشان خطوبة ليان"

اومأت له والدته _التي تسمي "مروه"_ بابتسامه هادئه و قالت له:
_"ماشي يا حبيبي، ربنا معاك و يوقفلك ولاد الحلال"

ابتسم لها "فريد" ثم قام من مكانه و تحرك الذهاب للخارج، بينما قالت "ليلي" لـ "مروه" بمرح:
_"هوصله و أجيلك"

ضحكت "مروه" بخفوت ثم اومأت لها بخفه، ركضت "ليلي" خلف "فريد" و أوصلته الي سيارته و انتظرت تحركه ثم أشارت له بيدها وهي تودعه و تبتسم له وهو أيضا بادلها الابتسامه و أدار سيارته و ذهب

عادت هي للداخل حيث تجلس "مروه" و جلست بجانبها، ثم قالت لها :
_"خدتي دواكي ولا لسه ؟؟"

اجابتها "مروه" بابتسامه:
_"ايوه خدته الحمد لله البركه فيكي"

ابتسمت لها ثم سألتها مره أخري :
_"ماما فين؟؟انا مشوفتهاش من ساعة ما نزلت"

اجابتها "مروه" بهدوء:
_"هي في المطبخ مع الخدم بتساعدهم، انتي عارفاها بتحب تشرف علي كل حاجه بنفسها"

اومأت لها "ليلي" بهدوء ثم قامت من مكانها، دخلت المطبخ وجدت والدتها تقف بجانب احدي الخادمات وهي تقول لها بهدوء:
_"هي بتعمل كده، و بالراحه بلاش استعجال يا حبيبتي، احنا مش ورانا حاحه، كملي وانا هجيب حد يعرف يعملها و يساعدك، يلا كملي انتي زي ما قولتلك"

غسلت "عبير" والدة "ليلي" يدها ثم استدارت لتجد ابنتها أمامها تطالعها بابتسامه حنونه، اقتربت منها ثم قالت لها :
_"صباح الخير يا حبيبتي، ايه اللي مصحيكي بدري كده؟؟"

قالت "ليلي" بابتسامه هادئه:
_"يا ماما انا من ساعة ما اتجوزت وانتي تقريبا كل يوم بتسأليني نفس السؤال و انا كل يوم أجاوبك وأقولك صحيت علشان فريد رايح شغله النهارده"

ابتسمت لها والدتها ثم قالت:
_"طيب، اطلعي صحي ليان علشان الميكب ارتست جايه كمان شويه"

اخذت "ليلي" تفاحه من الطبق أمامها ثم قالت:
_"مش بدري شويه انها تيجي دلوقتي؟؟"

_"هي متفقه مع خطيبها "أيهم" أنهم يعملوا الخطوبه الصبح علشان يخرجوا براحتهم بليل و يسهروا"

اومأت لها "ليلي" ثم خرجت من المطبخ و صعدت للاعلي مره أخري حيث غرفة "ليان"

دخلت الغرفه و فتحت الستاىٔر و بعدها أيقظت "ليان" و أخبرتها أن السيده المسؤوله أن مساحيق التجميل الخاصه بها ستأتي بعد قليل

أفاقت "ليان" و دخلت المرحاض و استحمت و بدلت ملابسها و بعدها رتبت غرفتها وكانت السيده قد جاىٔت

صعدت السيده لغرفة "ليان" مع فتاتان وهم يكونوا مساعديها، و بدأوا في تجهيزها

بينما في الاسفل حضر بعض العمال حتي يزينوا الفيلا لأن حفل الخطبه سيقام بها بأمر من "فريد"، كان العمل علي قدم و ساق و كان المنزل يشبه خلية النحل

بعد خمس ساعات، انتهي العمال من تزيين الفيلا، و انتهت الفتيات من تجهيز "ليان" للحفل و اصبحت مثل الأميرات

بينما "ليلي" كانت تشرف علي التجهيزات و تممت علي كل شئ، نظرت في ساعتها و وجدت أن الوقت قد تأخر كثيرا، صعدت الي غرفتها بسرعه حتي تختار ماذا سترتدي في الحفل، دخلت الغرفه و وجدت عليها علبه كبيره معلبة الهدايا موضوعه علي الفراش اقتربت منها ببطئ ثم فتحتها وجدت بها فستان أحمر اللون و مجسم و وجدت حزاء اسود اللون أيضا، ابتسمت بفرحه شديده ثم أخرجت الفستان و اتجهت ناحية غرفة تبديل الملابس و شرعت
في ارتداىٔه

كانت تقف أمام المرأه وهي تنظر لنفسها بفرحه كبيره، ارتدت الحزاء الاسود معه و وضعت بعض مساحيق التجميل الخفيفه، و أرجعت شعرها البني المفرود خلف ظهرها، و ارتدت بعض الحلقان الألماسيه و هكذا تكون ختمت طلتها، رجعت خطوتان للخلف فارتطمت بشئ صلب، نظرت خلفها وجدته "فريد" ينظر لها بانبهار و علي وجهه ابتسامه جميله، نظر لها من فوق لأسفل ثم قال لها:
_"شكلك حلو أوي"

ابتسمت بخجل ثم قالت :
_"شكرا"

اومىٔ لها بابتسامه ثم قال:
_"هاخد شاور بسرعه و حضريلي بدله سوده علشان منتأخر و ننزل سوا، الناس قربت تيجي"

اومأت له فدخل هو الي المرحاض و هي أخرجت من خزانته بدله سوداء و قميص ابيض و حزاء كلاسيكي اسود و جوارب سوداء و احضرت رابطة عنق سوداء أيضا و ساعه كلاسيكيه باللون الاسود

خرج من المرحاض بعد مرور عشر دقائق، وجدها تقف أمام الفراش وهي تتأكد من إحضار كل شيء له

اتجه ناحية الفراش و اخذ البذله من عليه واتجه لغرفة تبديل الملابس و بدل ملابسه ثم خرج، وجدها تقف منتظره اياه و تمسك رابطة العنق الخاصه به، اقترب منها و وقف علي بُعد انش واحد منها، فشرعت هي في تلبيسه رابطة العنق كما اعتادت منذ بداية زواجها منه، البسته أيضا الجاكيت _بعد أن انتهت من رابطة العنق _ و أغلقت له ازرار الجاكيت، ابتعد عنها ثم أخذ ساعته و ارتداها، و بعدها ارتدي الجوارب ثم الحذاء، ثم وقف أمامها فأمسكت الفرشاه و بدأت في تصفيف شعره الخلف بطريقه شبابيه جميله، قال لها وهي مندمجه في تصفيف شعره:
_"انا مش عايزك تسيبي ايدي أو تبعدي عني لحظه، وانا سكت عن انك تعبتي نفسك و شاركتي في التحضيرات، بس لما نطلع لينا كلام تاني"

صمتت ولم تجيبه فقط اومأت له باحراج

انتهي الاثنان من ارتداء ملابسهم ثم نزلا للاسفل، وجدوا الكثير من الحضور أصبحوا متواجدين

اتجهت الاضواء ناحيتهم و صفق الجميع لهم عندما رأوهم، ابتسم الاثنان بلطف شديد ثم اتجهوا ناحية "مروه" و "عبير"، وقفت "ليلي" معهم، و اتجه "فريد" الي رجال الأعمال يرحب بهم بحفاوه، ثم عاد يقف بجانب زوجته

بعد قليل حضر "أيهم" و عاىٔلته، صعدت "ليان" لتخبرها بالنزول

كانت "ليان" تقف اعلي السلالم و "أيهم" في الاسفل يبتسم لها بحب، كانت "ليان" ترتدي فستان سواريه جميل يشبه فستان العراىٔس لكن خاصتها بدون جيبونه، نزلت للاسفل خطوه خطوه بهدوء و "ليلي" خلفها

وصلت "ليان" الي "أيهم" و وقفت أمامه، أمسك يدها ثم تحرك بها ناحية المسرح و قام برقص رقصة ال slow معها قالت "مروه" لـ "فريد" :
_"خد مراتك و ارقص"

نظر "فريد" لوالدته ثم قال:
_"هي مش عايزه ترقص يا ماما"

قالت "عبير" بقلة حيله:
_"انت سألتها؟؟"

نظر "فريد" لـ "ليلي" فوجدها تنظر له بهدوء وعيناها بها استعطاف، علم أنها تريد الرقص، فتحرك بها ناحية المسرح و حاوط خصرها بيده و ضمها إليه و قام بالرقص معها، وهم ينظرون لبعضهم بحب قال "فريد" لها :
_"اعود منتصرا بكل معاركي وأمام عيناكِ أُهزم"

انهي كلامه مع تصفيق الجميع لهم علي تلك الرقصه كأنهم استمعوا ما قاله لزوجته، كانت تطالعه بجانبها و صدمه من ما قاله لها، عاد الاثنان الي مكان أمهاتهم فمالت عليه ثم قالت:
_"انا عايزه أخرج به علشان اتخنقت من الجو هنا"

اومأ لها ثم جذبها من يدها و خرج بها للحديقه الهادىٔه و البعيده عن ضجيج الحفل، حاوطت نفسها بيدها تحتمي بهما من برودة الجو، فشعر هو بها ثم خلع الجاكيت الخاص به ثم وضعه عليها، نظرت له بابتسامه ثم شكرته

تنهدت بضيق ثم قالت بألم:
_"فريد، انا من رأيي أننا نطلق، خيلاني بعدوا عننا خلاص، و فلوسي انت شغلتها معاك، انت خلاص مش مجبور اني افضل علي ذمتك اكتر من كده"

جحظت عيناه بصدمه من ما قالته، فرد عليها بغضب:
_"ايه اللي انتي بتقوليه ده يا ليلي؟؟ هو انا اشتكيت؟؟"

قالت له بصوت مختنق اثر الدموع المتحجره في عيناها:
_"مش لازم تشتكي يا فريد انا مش عايزاك تشيل همي و شكرا اوي لحد كده يا ابن عمي"

نظر لها بحزن شديد من ما قالته، فصدح فجأه صوت اغنيه بصوت عالي من الداخل تقول:
_" شوف كلمه من اربع حروف قولها و بطل كسوف ، قولي بقي و أكدهالي
وراح ، انا قلبي مني راح
و انا عندي اقتراح ، تعالي بين حضني و قلهالي
و فين ، هلاقي كده فين؟
ده يادوب من ثانيتين ، حبيبي جيت غيرتلي حالي
بان ، الي في عينيك و بان
اتقل ايه كان زمان ، دانتا كنزي نصيبي و جالي
وفين ، هلاقي كده فين؟
طب ايه ناويلي علي ايه ؟ من بعد النظرة دي
تسمحلي من وقتك بدقيقة ؟
فين ، هلاقي كده فين
ده يادوب من ثانيتين ، حبيبي جيت غيرتلي حالي
بان الي في عينيك و بان
اتقل ايه كان زمان ، دانتا كنزي نصيبي وجالي
وفين ،هلاقي كده فين
ده يادوب من ثانيتين ، حبيبي جيت غيرتلي حالي
بان الي في عينيك و بان
وفين ، هلاقي كده فين ؟
طب ايه ناويلي علي ايه ؟
من بعد النظرة دي ، تسمحلي من وقتك بدقيقة؟"

انتهت كلمات الاغنيه فأقترب هو منها بشده حتي أصبح لا يفصل بينها شئ ثم همس لها و قال:
_"بحبك"

ابتسمت له بارتياح شديد ثم قالت هي الأخري :
_"وانا كمان بحبك"

ابتسم لها بحب فسألة هي علي حين غره:
_"شايفني جميله يا فريد علشان تحبني ؟؟"

استغرب منه سؤالها لكنه قال بحنان:
_"طبعا لدرجة اني لأول مره في حياتي اندم اني طلعت مهندس مش رسام علشان ارسمك"

أدمعت عيناها بعشق فأكمل تغزله بها قاىٔلا
_ابتسامتك أثمن جوهرة في الوجود، ولو غابت لحظة لأصبح العالم كله متجهمًا حزينًا يملؤه الانكسار، فافعلي خيرًا يا حبيبتي وابتسمي لأجل أن يدوم الفرح دومًا"

#تكملة_الرحلة_الأولي
#سما_أحمد
#رَحَلَاتْ_إِلَي_اَلْخَيَالْ

متنسوش الفوت يا قمرات ❤️‍🩹

_____________________________

في جهنم ثلاث وديـان :
1 وادي غي
2 وادي ويل
3 وادي سقر

- وادي غي / هو وادي لمن يجمع الصلوات في صلاه واحده 
قال تعالى في سورة مريم { فخلف" من بعدهم خلف" أضاعوا الصلاة وأتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيـا .}
وهذا الوادي تستعيذ منه جهنم كل يوم ، من شدة حرارته ، فهل يتحمله" بـشر !؟

- وادي ويل / 
وادي للذي يـؤخر الصلوات بدون عذر ،وهو وادي مليء بالعقارب والحيات 
قال تعالى في سورة الماعـون : 
{ ويل للممصلين، الذين هم عن صلاتهم ساهون } .

- وادي سقر / 
وهو وادي لتارك الصلاه 
حيث قال تعـالى : { ما سلككم في سقر، قالوا لم نك" من المصلين .}

اللهم لا تجعل الدنيا اكبر همنا ... اللهم ردنا إليك ردا" جميلا وحسابنا حسابا يسيرا🤲🏻

_______________________________

أدمعت عيناها بعشق فأكمل تغزله بها قاىٔلا:
_ابتسامتك أثمن جوهرة في الوجود، ولو غابت لحظة لأصبح العالم كله متجهمًا حزينًا يملؤه الانكسار، فافعلي خيرًا يا حبيبتي وابتسمي لأجل أن يدوم الفرح دومًا"

انتهي من قوله لها بجذبها داخل أحضانه بحب وهي تبادله نفس المحبه و العناق، لمح بعض الرجال الغاضبين يدخلون من البوابه، طبطب علي كتفها وهو يبتسم بمكر ثم قال :
_"حبايبك نوروا"

رفعت رأسها تنظر له باستغراب وجدته ينظر إلي البوابه، نظرت حيث ينظر وجدت خيلانها الإثنان ومعهم "صلاح" ابن خالها الأكبر، نظرت له بإحراج ففهم هو سبب احراجها فابتسم بخبث ثم قال مقلداً إياها:
_"خيلاني بعدوا عننا خلاص، و فلوسي انت شغلتها معاك، انت خلاص مش مجبور اني افضل علي ذمتك اكتر من كده"

ابتسمت بإحراج شديد فطبطب هو علي كتفها مره أخري وهو يضحك ثم تقدم لخيلانها وهو يضع يده علي كتفها وتسير بجانبه

وقف أمامهم ثم نظر لهم وقال بترحيب مصتنع:
_"أهلا أهلا بأهل مراتي حبيبتي، والله ليكو واحشه يا رجاله"

ثم نظر لـ "صلاح" الذي يطالعه بغضب، قال "فريد" باستفزاز:
_"تؤ بلاش رجاله علشان صلاح روح قلبي ميزعلش، نورتوا يا رجاله و نورت يا صلاح"

كاد "صلاح" أن يقترب منه و يلكمه في وجهه، لكن أوقفه والده الذي يدعي "عبد الله" عن تهوره ثم قال هو:
_"احنا عايزين بنتنا و فلوس اختي"

غضبت "ليلي" من قوله و كادت أن تتحدث، فضغت "فريد" علي كتفها الذي يحاوطه برفق ثم قال باستفزاز:
_"طب فلوس اختك و فهمنا أنكم طماعين و ناس زباله و طمعانين في ميراث أختكم عايز بنتكوا ليه بقي؟؟"

تحدث "عبد الله" مره أخري وهو يحاول الهدوء قاىٔلا:
_"عايزين بنتنا علشان هي لصلاح من وهما عيال وانت دخيل بينا"

نظر "فريد" لـ "ليلي" وهو يبتسم لها بثقه و غمز لها ثم قال بثقته المعهودة:
_"مراتي مش هتتحرك من بيتها لا هي ولا ابني"

نظر الجميع له بصدمه من ما قاله و نظرت له هي الأخري فأشار له بعيناه أن تجاريه وكل شيء سيبقي علي ما يرام، أومأت له موافقه فتحدث "صلاح" بغضب قاىٔلا:
_"يعني ايه الكلام ده؟؟"

تحدث "فريد" باستفزاز:
_"وانا مال أمك، بتتدخل بيني انا و مراتي ليه؟؟"

احتقن وجه "صلاح" بغضب شديد من هذا المستفز الواثق الذي أمامه و الذي تحدث مره أخري قاىٔلا:
_"يوه، شكلي نسيت أضايفكم، تعالوا جوا باركوا لأختي، اصل عقبال عندكم النهارده خطوبتها، عقبالك يا صلاح، ربنا يرزقك ببنت الحلال"

تحدث "صلاح" بصوت حانق ومنخفض بعض الشيء:
_"ما انت خدتها خلاص"

وصل صوته لـ "فريده" الذي قال باستفزاز:
_"طب ربنا يرزقك ببنت الحرام"

تحدث "أحمد" وهو الخال الأصغر لـ "ليلي" قاىٔلا بصوت عالٍ:
_"يلا يا رجاله من هنا، وجودنا مبقاش له لازمه"

نظر لـ "فريد" ثم قال بغضب:
_"بس خلي بالك احنا مش هنسيبك و فلوسنا هناخدها"

أوقفه "فريد" عن الرحيل بقوله الحاد :
_"الفلوس بتاعتكم دي كلها بقت بإسمي أنا"

اعتلت الصدمه وجه الجميع فتحدث "صلاح" بغضب:
_"ازاي الكلام ده يحصل؟؟انتي بتفرطي في فلوسنا"

رد عليه "فريد" بهدوء و ثقه:
_"وانت مال أمك"

احتقن وجه "صلاح" بغضب فتحدث "فريد" بهدوء:
_"والدة ليلي ادتها كل فلوسها و أملاكها و ليلي اتنازلت ليا عنهم، يعني انت كده قانونا و شرعا ملكش حاجه عندنا، ولو فكرت تقرب من أي فرد من أفراد عائلتي و رحمة جدي ما هسيبك"

طالعه "أحمد" بغل و حقد دفين، ثم أشار لرجاله و أخيه و ابنه بالرحيل، ثم رحلوا، نظر "فريد" لـ "ليلي" التي كانت تطالع رحيلهم بقلق، طبطب علي كتفها الذي يحاوطه برفق ثم قال:
_"دول اخرهم كلام متقلقيش، انتي خايفه؟؟"

وضعت رأسها علي صدره و حاوطت خصره بيدها ولم تخجل من رجاله حولهم فحاوطها هو الأخر يخبىٔها عن أنظارهم، تحدثت هي بقلق:
_"أنا خايفه عليك يا فريد، دول ناس شرانيه وممكن يقتلوك علشان ياخدو فلوسك"

توقفت عن الحديث ثم زفرت أنفاسها و قالت مره أخري بهمس:
_"و ياخدوني منك"

حواطها أكثر بتملك ثم قال:
_"محدش يقدر ياخدك مني غير الموت يا ليلي، أنا حبيتك يا ليلي و مش هسمح لحد أنه ياخدك مني مهما كان مين"

اطمىٔنت "ليلي" بما قاله و عانقته بقره أكبر، قبل "فريد" رأسها ثم قال بهدوء:
_"تعالي ندخل جوه، هتلاقي الناس لاحظو غيابنا"

أومأت له ثم سارت معه للداخل و عادوا للضجيج مره أخري، جلست "ليلي" بجانب "مروه" و "عبير" ، اطمىٔن "فريد" عليها و ذهب هو الي بعض رجال الأعمال و ظل يحاورهم في بعض الأشغال والصفقات حتي انتهت الحفل أخيرا و رحل الجميع و تبقي "فريد، ليلي، مروه، عبير، ليان، أيهم" و أشقاء "أيهم" التوأم وهم "ميرا، مروان" وهم في السنه في كلية الهندسه مع "ليان" _وقد تعرف عليها "أيهم" من خلاص مصاحبتها لأشقاىٔه_ و والديه عادوا الي منزلهم بعد عناء اليوم، تحدثت "ليان" بحماس:
_"يلا اطلعوا غيروا علشان نروح بيت التاج زي ما اتفقنا"

وافقها الجميع بحماس ماعدا "ليلي" كانت تطالعهم بهدوء، قالت "ليان" لها :
_"انتي مش هتيجي معانا يا ليلي ولا ايه؟؟"

ألقت "ليلي" نظره خاطفة علي "فريد" الذي كان يطالعها بهدوء ثم نظرت إلي "ليان" و قالت لها بابتسامه لطيفه :
_"لأ يا حبيبتي، روحوا انتوا أنا مش عايزه اروح علشان مسيبش ماما و طنط مروه لوحدهم"

حزنت "ليان" لكنها قالت بابتسامه:
_"خلاص زي ما تحبي، مش هضغط عليكي"

ابتسمت "ليلي" لهم ثم قالت وهي تستقيم من مقعدها:
_"ربنا معاكوا بقي، أنا هطلع أغير و لما ترجعوا ابقوا نادولي، سلام"

لوحت لهم فابتسم لها الجميع و صعدت هي الأعلي، نظرت "ليان" لـ "شقيقها ثم قالت وهي تلح عليه:
_"قوم يا فريد و قولها تيجي معانا، من ساعة ما اتجوزت وهي تقريبا مش بتخرج، قوم و خليها تيجي معانا"

تحدثت "مروه" بهدوء:
_"قوم يا ابني ربنا يهدي سركوا، احنا هنقعد مع بعض و لو عوزنا حاجه الخدم موجودين"

أومأ لهم "فريد" بهدوء ثم قام و صعد للأعلي، وقف في طرقة الغرف عندما أتاه اتصال من الشركه، أجاب علي الاتصال و وقف و ظل يتكلم معه حتي مرت عشرون دقيقه، انهي المكالمه أخيرا ثم زفر بضيق من هذه الإطاله

اتجه نحو الغرفه ثم فتحها و بحث عنها بعينيه، وجدها تقف في الشرفه وهي تتفحص هاتفها و تلف منشفه صغيره علي شعرها و بدلت ملابسها لبيجامه حريه سوداء، اقترب منها و حاوط خصرها و وضع رأسه على كتفها فأغلقت هاتفها عندما شعرت بأنفاسه علي رقبتها، تحدث "فريد" بهمس قاىٔلا:
_"مش عايزه تخرجي معاهم ليه؟؟"

تحدثت بصوت منخفض قائله:
_"عادي يعني، خليهم ينبسطوا مع بعض"

قال هو مجددا بهدوء:
_"انتي بتكدبي عليا ليه؟؟"

ارتبكت قليلا ثم قالت بهمس:
_"مش بكدب، أنا بس مش عايزه أخرج"

شد "فريد" علي خصرها بتملك أكثر ثم قال:
_"أنا عارف انك عايزه تخرجي وأنا كمان عايز أخرج معاكي، احنا من ساعة ما اتجوزنا و انتي مش بتخرجي غير علشان تجيبي حاجة البيت و بس و عمرنا ما خرجنا مع بعض، ايه رأيك نخرج معاهم؟؟"

ابتسمت برضا ثم التفت له بحماس قائله:
_"يعني موافق بجد ولا بتقول كده علشان مزعلش؟؟"

رد عليها بعفويه قاىٔلا:
_"علشان متزعليش طبعا"

تجمع وجهها فضحك هو بصوته الأجش ثم قال :
_"أنا موافق علشان عايز أروح بس معاكي انتي"

ابتسمت له بحب فجذبها للداخل وهو يركض بحماس قائلا:
_"تعالي اختاري لينا لبس زي بعض"

وقف الإثنان أمام خزانة الملابس فقالت هي باستغراب:
_"بس احنا معندناش هدوم زي بعض يا فريد"

نظر لها باحباط لكن سرعان ما تلاشي عندما حلت فكره في رأسه، اخبرهة فكرته بحماس قائلا:
_"بصي انا عندي تيشرتين زي بعض و بنطلونين زي بعض بردو، تعالي نلبسهم و خلاص"

ضحكت علي فكرته ثم قالت:
_"فكره حلوه أوي، هاتهم يلا"

ذهب الي غرفة تبديل الملابس و وقف أمام خزانته و فتحها و أخرج منها تي شيرت له و لها باللون الأبيض و بنطال واسع باللون البيچ و معهم حذاء أبيض له و لها أيضا

أعطاها واحده من كل قطعه فأخذتهم و ذهبت إلي المرحاض و بدلت ملابسها هناك و هو بدل ملابسه في الغرفه

خرجت من المرحاض و جدته يجلس علي الفراش في الخارج و ينتظرها، خرجت من المرحاض و اقتربت من التسريحه خاصتها و مشطت شعرها و رفعته و ربطته ببنسه و أرجعت الباقي للخلف و أنزلت بعض الخصلات من الأمام و وضعت مرطب شفاه شفاف و بعدها ارتدت الحزاء الرياضي المصتبغ بالأبيض ثم فتحت أحدي ادراج التسريحه و جلبت منه سلسلتين متشابهين، أغلقت الدرج و اقتربت من "فريد" الذي كان يراقبها بحب، وقفت أمامه و فتحتها و قريتها من رأسها و ألبستها خاصته الذي عليها منتصف قلب و خلصتها النصف الأخر، ارتدت خاصتها و ابتسمت له بحب، نهض من علي الفراش و أمسك رأسها و طبع قبله خفيفه عليها ثم اخذها و نزلوا للأسفل

كان الجميع يجلسون منتظرين من "فريد" أن ينزل و يخبرهم أنه اقنع "ليلي" بالمجيء معهم و بالفعل طَلَّ عليهم و معه "ليلي" وهم متشابكين الأيدي علي غير العاده ابتسم الجميع بسعاده وهم يروهم هكذا

كان الجميع بدَّلوا ملابسهم الي أخري مريحه التي جاىٔوا بها الي منازلهم و تشبه خاصة "فريد" و "ليلي"

خرج الشباب السته من المنزل و ركبت "ليلي" في سيارة "فريد" بمفردهم و "ميرا" مع أخيها "مروان" في سيارته و "ليان" مع "أيهم" في سيارته رغم اعتراض "فريد" لكن "ليلي" اقنعته

تحركوا من أمام المنزل و وصلوا الي بيت الثلج، ركنوا السيارات و نزلوا ثم دخلوا الي الداخل و ارتدوا الزي المخصص للعب و بدأ الجميع في اللعب، حتي "فريد" لعب معهم و بمرح شديد و قد نسي شخصيته الوقوره و الجديه و لعب مع زوجته و التي أيضا نست شخصيتها الهادىٔه و بدأت في تجميع كور من الثلج و رميها علي زوجها و هو أيضا

بعد أن انتهوا من اللعب و خرجوا ذهب "فريد" و "ليلي" و اشتروا لهم مثلجات و عادوا لهم و أخذ كل واحد منهم خاصته و بدأ في أكلها، بعدها اقترح "فريد" أن يذهبوا و يتناولو العشاء في الخارج و قد وافق الجميع علي ذلك و ذهبوا الي أحدي المحلات المشهوره و التي تصنع اكل مشوي، و بعد أن انتهوا عاد كل واحد منهم الي منزله و صعد "فريد" و "ليلي" الي غرفتهم و بعدها استحموا و جلسوا مع بعضهم علي أرضية الشرفه وهو يحتضنها و معهم بعض المشروبات الساخنه

شد "فريد" عناقه عليها بتملك و حب قاىٔلا:
_"قلبي كشجرة تسقيها انتِ بنظرة من عينيك"

______________النهاية____________

الرحلة الثانية:

عمَّ صوت كعبها العالي في أنحاء شركتها الخاصه جعل الجميع ينظرون لها وهي تدلف بهدوء و ثقه، هي "تسنيم أحمد" إحدي مهندسين الذكاء الاصطناعي الكبار في المجال بدأت منذ ثلاث سنوات بعد تخرجها و نجحت بقوه بسبب كفاىٔتها و شطارتها بَنَت شركتها الخاصه بعد انتهاىٔها من جامعتها مباشرة و بدأت في تكبيرها حد أصبح لها عملاء كثيرين و لها إسمها أيضا، هي ليست فاىٔقة الجمال، هي جميله بالطبع و لكن جمالها هادىٔ تماما مثلها

دخلت إلي المكتب الخاص بها و جلست علي كرسيها ثم وضعت حقيبتها بجانبها و بدأت في تفحص الأوراق أمامها، قاطع صفوها صوت طرق علي الباب، أذنت للطارق بالدخول، فدخل شاب في مقتبل العمر يُدعي "تميم"وسيم و لديه شعر كثيف و لحيه خفيفه بعض الشيء، وفي يده بعض الأوراق، وضع الأوراق أمامها ثم قال:
_"صباح الفل يا عسل، عامله ايه النهارده؟؟"

ابتسمت له بهدوء ثم قالت:
_"زي الفل يا عم، وانت؟"

بادلها الإبتسامه ثم قال:
_"كويس الحمد لله، النهارده اليوم مليان ومحتاجين شغل كتير وعندنا إجتماعات كتير"

أشارت له أن يبدأ في إخبارها بجدولها اليوم فبدأ بالفعل وهي تصغي له بحرص، أنهي كلامه فقالت هي بملل:
_"لو قولتلك تلغي ده كله وتيجي أعزمك علي الغدا هتوافق؟؟"

ضحك بخفه ثم نفي له برأسه فتأففت هي بضجر، تحدث هو بهدوء:
_"مالك يا تسنيم بقيتي كسوله كده ليه؟؟"

أخبرته ما بها بنبره علي وشك البكاء:
_"منمتش كويس"

سألها باستغراب:
_"ومنمتيش كويس ليه وانتي عارفه أن السهر غلط عليكي و بتصحي مقريفه؟؟"

جاوبته بإحراج:
_"كنت بتفرج علي أفلام مارفل"

نظر لها بسخط وهو يقول:
_"كلها يا تسنيم؟؟"

اومأت له باحراج، فتحدث هو بهدوء:
_"طيب خلاص مش مشكله عندك ساعه و نص علي ما الوفد يجي هسيبك تناميهم علشان تبقي فايقه ليهم وأنا هاجي أصحيكي، بس متتكررش تاني، إتفقنا؟؟"

نظرت له بسعاده و امتنان ثم أومأت له وهي تقول:
_"اشطا اتفقنا"

ابتسم لها و كاد أن يخرج من المكتب فرفعت صوتها قائله:
_"شكرا يا عم"

نظر لها ثم غمز و بعدها خرج من المكتب بابتسامه

هو "تميم محمد" صديق "تسنيم" المقرب و ذراعها الأيمن و السكرتير الخاص بها، كان صديقها منذ الطفوله وبما أنهم الأبناء الوحيدين للأسرتان فأصبحوا كل شيء لبعض ولا يستطيعوا البعد عن بعضهم أبدا وذلك بحكم صداقة العاىٔلتان منذ زمن و وقف معها و ساندها في بداية شركتها حتي نجحوا معا، شكله مثل أي شاب لكنه وسيم أيضا، وهما الإثنان يعملون في مكتب واحد وهو أوسع مكتب في الشركه بأكملها يعتبر ستون متر مثلا 
________________________________

مرت الساعه و نصف أخيرا و تبقي القليل علي مجئ الوفد، دخل "تميم" إلي المكتب بهدوء وجدها تضع يدها علي المكتب و عليها رأسها و ناىٔمه بعمق، وضع يده علي المكتب ثم طرقه بهدوء قاىٔلا:
_"تسنيم، اصحي يلا، الوفد قرب يجي، تسنيم"

لم يجد منها رد فرفع نبرة صوته و قال مجددا:
_"تسنيم أصحي يلا، بقولك الوفد قرب يجي"

تململت بانزعاج، لكنها لم تستيقظ، فأمسك دفتر كبير موضوع علي المكتبه ثم أنزله علي رأسها بقوه، فاستيقظت هي بفزع و تضع يدها علي رأسها بألم، ابتسم بفخر من نفسه، فنظرت هي له بغضب ثم أمسكت كوب الماء الموضوع علي الطاوله ثم ألقت الماء علي وجهه، شهق هو بتفاجىٔ من فعلتها، أمسك عدة مناديل من علبتهم الخاصه ومسح بهم وجهه، ثم أمسكها من رأسها من الخلف و فتح فمها ثم حشر المنديل فيه بقوه أدت لاختناقها، دفعته هي بقوه و بصقت المناديل من فمها و تشعل بقوه لدرجة أن عيناها دمعت، نظرت له بغضب شديد، ثم أمسكت الكوب الفارغ مره أخري و ألقته هو نفسه علي "تميم" انحني "تميم" بسرعه و تفادي الكوب الذي وقع علي المزهريه الموضوعه علي طوله صغيره و أخذها و وقع بها علي الأرضيه، نظر "تميم" لـ "تسنيم" بإحراج ثم قال لها:
_"عادي علفكره، فدايا يعني، أنا ولا الفازه يا تسنيم"

قال جملته الأخيره بتلكيك وهو يضع يده في خصره، جاوبته وهي تدعك عيناها:
_"لا طبعا انت، بس وحياة أمي ما هسيبك غير وانا جايب واحده زيها و طقم كوبيات زي اللي انت كسرتها"

شهق بعنف كما تفعل السيدات الكبار وهو يقول:
_"نعم نعم هو أنا اللي كسرتها!!، ما انتي اللي كسراها ياكش تتكسر رقبتك"

نظرت له بعيون دامعه وهي تقول:
_"عايز رقبتي تتكسر يا تميمه؟؟أهون عليك"؟؟"

نظر لها بغضب ثم أمسك نفس الدفتر و نزل به علي رأسها مره أخري بقوه فصرخت هي بألم شديد، تحدث هو غاضبا:
_"لو قولتي تميمه دي تاني هكسرلك رقبتك بجد، اسمي تميم يا حوله"

تصنعت البكاء وهي تضع يدها علي رأسها ثم قالت:
_"والله لأقول لأمك"

أمسكت هاتفها ثم اتصلت علي والدته، انتظرت ثواني حتي أجابت عليها والدته، قالت "تسنيم" بسرعه:
_"يا طنط أبنك ضربني علي راسي بالدفتر جامد وانا دلوقتي مصدعه"

أجابتها والدة "تميم"ببرود و التي "تدعي "إيمان":
_"ألعبوا مع بعض يا حبيبتي، وأما تخلصي شغلك هاتي الواد في إيديك علشان عازماكوا علي الغدا، و شويه و أبوكي و أمك جايين عندنا"

ابتسم لها "تميم" بشماته، فقالت هي لـ "إيمان" :
_"هجيبه وأجي حاضر"

أغلقت الهاتف مع "ايمان" ثم قالت له:
_"خد الورق وروح أوضة الاجتماعات علي ما اغسل وشي واجي"

أخذ الورق بالفعل ثم خرج و ذهب ناحية غرفة الاجتماعات و فتحها، وضع الأوراق أمام الكرسي الخاص بـ "تسنيم" وجلب بعض زجاجات الماء علي أعدادهم و وضعهاكل كرسي و بجانبها ورق و قلم_ حتي يدون كل شخص ملاحظاته في حالة عدم جلب معه دفتره الخاص_

بعد قليل جاىٔت إحدي الفتيات و أخبرته أن الوفد قد وصل، اومأ لها "تميم" ثم خرج من الغرفه و نزل لإستقبال الوفد

وصل "تميم" إلي باب الشركه وجد الوفد يدلف من الباب، وقف أمامهم ثم استقبلهم بحفاوه و صافحهم بحراره ثم سار معهم و أرشدهم إلي غرفة الإجتماعات، وصلوا إلي الغرفه وجدوا "تسنيم" تقف علي باب في إستقبالهم، صافحت الرجال وهي تبتسم بهدوء تحت نظرات "تميم" الحانقه، فتحت "تسنيم" الباب ثم دعتهم للدخول، دخل الوفد و المتكون من تلاثة رجال قادمون من أمريكا

دخلت "تسنيم" و خلفها "تميم" وهو يحاول الهدوء و التحكم في أعصابه

كانت "تسنيم" تريد صنع عدة روبوتات صغيره أولا و عندما بحثت وجدت أن شركة SJK ستساعدها في فعل هذا، هم بالآلات وهي بالمجهود و العمل، كان الثلاث رجال هم "ستيڤان، جون، كيڤين"

بعد مرور ساعتان من التفاوض، تم الإتفاق علي سعر مُرضي بالنسبه للطرفين من أجل بيع الآلات التي ستحتاجها "تسنيم" و شركتها و تم مضي العقد و إتمام الصفقه و الإتفاق علي ميعاد تسليم الألات و دفع النقود

ودَّع "تسنيم" و "تميم" الوفد أخيرا و بقي الإثنان جالسون في غرفة الإجتماعات، فركت "تسنيم" عيناها بتعب شديد و إرهاق و "تميم" يراقبها بنظرات ثاقبه، رفعت "تسنيم" رأسها له وهي تقول:
_"الناس دول متعبين بشكل"

تنهد "تميم" بتعب هو الأخر ثم قال:
_"هما فعلا متعبين بس في الأخر لو المشروع ده نجح هنتنقل نقله تانيه خالص وهتكون في صالحنا"

اومأت له ثم قال بعدها:
_"فكرني عندنا إيه تاني النهارده؟؟"

فتح دفتره الذي يدون به جدولها اليومي، بدأ يقرأ ما فيه قاىٔلا:
_"هتمري علي الشركه وتشوفي الشغل ماشي إزاي و المفروض القبض ينزل النهارده، و هنراجع عقود الصفقه بتاعت النهارده، وأنا أجلت الإجتماع التاني لبكره علشان شكلك تعبانه"

ابتسمت له بإمتنان ثم قامت وقف وقالت:
_"حلو أوي، كلمهم ينزلوا القبض وأنا هنزل أشوف الناس دول بيعملوا ايه تحت"

اومأ لها ثم أمسك الجهاز اللوحي الخاص به و فعل ما قالته له، بينما هي مرت علي الشركه وجدت العمل بها علي قدم وساق و الجميع يعملون بجد و إخلاص، "تسنيم" عندما كانت تبدأ في شركتها أهتمت بصنع علاقات جيده مع المستثمرين و الموظفين أيضا لهذا تجد الجميع يعمل بحب كأنه يعمل في ماله الخاص، كما سعت أيضا في توفير جميع سبل الراحه للموظف، يوجد كافتريا في الشركه بها بعض المشروبات الساخنه و البارده و بعض السندوتشات سريعة التحضير و مقرمشات أيضا و يوجد حديقه ملك لها حول الشركه ويوجد بها زرع و خضره بمن يحب العمل و الطبيعه من حوله، ويوجد أيضا في سطح الشركه من فوق مقاعد و طاولات لمن يريد الراحه و الأختلاء بنفسه قليلا و العوده للعمل أو العمل في الأعلي وسط الهواء المنعش، كما يوجد أيضا غرفة لألعاب الفيديو يستطيع العمال اللعب بها في فترات الإستراحه، و يوجد قسم للمتدربين الذين مازالوا يدرسون في كلية الهندسه قسم الإلكترونيات و يشرف عليهم و يدربهم متخصصين كبار في هذا القسم، و كل هذا ساعدها في تحقيق نجاح باهر في مجالها و كان السبب و الداعم الأول و الأساسي هو "تميم" صديقها الأول و الأخير، انتهت جولتها حول الشركه و عادت لمكتبها مره أخري وجدت "تميم" يجلس علي مكتبه، أقتربت منه و قالت له :
_"أنا كده خلصت، مش يلا نروح ولا إيه؟؟"

رفع أنظاره عن هاتفه ثم قال لها:
_"و مراجعة العقود؟؟مغضوب عليها؟؟"

تحدثت بضيق قاىٔله:
_"يا عم يلا نروح بقي، ونبقي نراجعهم بعد الغدا"

تنهد بقلة حيله ثم قام من مكانه و أخذ متعلقاته الشخصيه و أخذت هي أيضا أشياىٔها و معها الجهاز اللوحي و خرج الإثنان من الشركه، تاركين إياها و العمال مازالوا بداخلها لأن معاد انتهاء الدوام لم يأتي بعد وعندما يأتي يذهب الجميع لمنازلهم و يبقي كل شيء في مكانه و رجال الأمن حول شركه يحرسونها، ركب كل واحد منهم سيارته و تحركوا إلي المنزل

وصلوا إلي منزل أهل "تميم"، دخل الإثنان مع بعض وجدوا والدة "تميم" "إيمان" مع والدة "تسنيم" "والتي تدعي "تسبيح" في المطبخ يحضرون الطعام، و والد "تميم" والذي يدعي "مصطفي" و والد "تسنيم" و الذي يدعي"أحمد" يشاهدون أحدي مباريات كرة القدم، ألقي "تميم" و "تسنيم" السلام عليهم جميعا، ثم أخبروهم أنهم سيجلسون في الشرفه و يتابعون أعمالهم إلي أن ينتهي الغدا فوافق الجميع و ذهب الإثنان إلي الشرفه و جلبوا المقاعد وجلسوا بجانب بعضهم و أخرجت "تسنيم" الجهاز اللوحي من حقيبتها و فتحته و بدأوا في مراجعة العقود، كان الإثنان شبه قريبين من بعضهم، كان "تميم" شارد في ملامحها القريبه منه وهي تتحدث معه و تنظر في الجهاز، نطق "تميم" بدون وعي و شرود:
_"أنا بحبك"

نظرت له بصدمه من ما قاله فقالت له ببلاهه:
_"ايه!! بتقول إيه؟؟"

زفر "تميم" أنفاسه بصعوبه ثم عاد قوله مره أخري:
_"أنا بحبك يا تسنيم، بحبك أوي"

مازالت صدمة ما قاله مؤثره عليها فأمسك يدها ثم قال مجددا بصوت خفيض و بحب:
_"بحبك من زمان ونفسي نفضل طول عمرنا مع بعض و نكبر مع بعض، مش عايز أبقي صاحبك و أخوكي وبس، عايز أبقي صاحبك و أخوكي و جوزك و حبيبك كمان، بقالي فتره كل ما أشوفك بحس بمشاعر غريبه كأن قلبي بدأ يعيش بجد لأول مره و يحب، لو مش موافقه أنا معنديش مانع كفايه إني أفضل شايفك جنبي و فرحانه و بس، مش عايز أي حاجه من الدنيا"

صمت قليلا ثم ابتلع ريقه ثم أكمل حديثه قائلا:
_"ابتليت بالنظر إليه فعاقبني الله بعشقك"

نزلت الدموع من عيناه تأثرا بكلامه، رفعت يدها وأزالتها ثم تحدثت قاىٔله بصوت مختنق أثر بكاىٔها:
_"أنا كمان بحبك أوي يا تميم، أنت دائما بتساعدني و تدعمني وتقويني بتفرح لنجاحي و بترفعني أكتر و أكتر و تعليني قدام الناس، بحس معاك بالأمان والطمأنينة وببقي فرحانه، شكرا أنك بتخليني معاك علي طبيعتي، شكرا اني معاك مش بحس اني لازم ازين كلامي قبل ما اقوله، شكرا انك مش بتحاسبني علي أفعالي الطايشه، شكرا انك في حياتي يا تميم"

مسحت دموعها التي نزلت مره أخري ثم قالت:
_"لو مال قلبي عن هواك نزعته
وشريت قلبا في هواك يذوب
آيات حبك في فؤاد أُحكِمت
من قال أني عن هواك أتوب؟"

ضحك بخفه ثم قال بمرح:
_"عرفتي اللغه العربيه الفصحى ازاي وانتي مش بتحبيها؟؟"

ابتسمت هي أيضا بمرح ثم قالت:
_"عرفت انك بتحبها فاتعلمتها لحد ما اتقنتها"

ابتسم لها بحب ثم سمع الإثنان نداء "إيمان" لهم أن الغداء قد انتهي، خرج الإثنان من الشرفه ثم جلسوا علي السفره بجانب بعض و بدأوا في تناول الطعام، و عندما أنتهوا، ساعدت "تسنيم" والدتها و "إيمان" في تنظيف السفره

تجمع الجميع مع بعض يجلسون و يتحدثون و يشربون الشاي و تناولون الحلويات، غمز "تميم" لـ "تسنيم" ففهمت هي مقصده ثم أومأت له بالموافقه

حمحم "تميم" بهدوء ثم قال للجميع:
_"يا عمي أنا طالب إيد تسنيم منك"

تفاجأ "أحمد" من طلبه ثم قال له:
_"انت اتعميت يالا، ده احنا اللي في بيتك"

تحدثت "تسنيم" بسرعه:
_"مش مهم يابابا بيتنا و بيته واحد ده احنا بقينا عيله"

نظر لها والدها بخبث ومكر فبادلته هي الإبتسامه ثم أخبرته بعيناها أنها موافقه وأن يوافق، اومأ لها بالموافقه فنظر لـ "تميم" ثم قال:
_"خلاص أنا موافق مبدأيا، بس بكره بعد شغلكوا تيجي البيت عندي مش عندها و تتقدم رسمي"

علت الفرحه علي وجه الجميع و زغردت "تسبيح" و "إيمان" فرحين من أجل أبناىٔهم

انتهت تلك الأمسيه بسعاده و جاء الصباح، ذهب "تميم" و "تسنيم" لعملهم و في المساء ذهب "تميم" إلي منزل "أحمد" و ليس منزل "تسنيم" كما أمر "أحمد"، فـ "تسنيم" و "تميم" يسكنون بمفردهم في عماره قريبه من الشركه و كل شخص في شقه بمفرده و الشفتان متقابلين في نفس الطابق

وافق "أحمد" علي "تميم" وتم الإتفاق علي كل شيء و حددوا معاد الفرح أيضا

وبعد ثلاثة أشهر تم الزواج بحمد الله

___________________________________

بعد مرور ثلاث سنوات

كان "تميم" تزوج من "تسنيم" و أنجب منها "حمزه" و "خديجه" التؤام و عمرهم عامان

نجحت "تسنيم" في مشروعها أخيرا و اليوم هو يوم تكريمها من منظمه كبيره في أمريكا، كان يوجد عدد كبير من الصحفيين و الناس من جميع أنحاء العالم و المهتمين بهذا الموضوع كثيرا مثلها لكنها الوحيده من حلمت و نفذت و نجحت، ذهبت إلي التكريم هي و زوجها و أطفالها و والدها و والدتها و معهم "إيمان" و "مصطفي"

نادي منظم الخفل علي إسمها قاىٔلا بالإنجليزيه:
_"يسر منظمة ***** تقديم جاىٔزة أحسن مهندسة ذكاء إصطناعي في الشرق الأوسط إلي المهندسه المصريه تسنيم أحمد، عن مشروعها أذكي روبوت تم صنعه كتير الآن"

صفق الجميع لها بفرحه و سعاده و فخر و أولهم كان "تميم"، قامت هي من مكانها بفخر ثم صعدت علي المنصه و وقفت بجانب مدير المنظمه و بعض المهندسين الكبار في هذا المجال، استلمت منه جاىٔزه ماليه ضخمه وشهادة تقدير، كان الرجال الصحفيين و المصورين يلتقطون لها صور عديده، نظرت إلي "تميم" بحب فبادلها هو نفس النظرات و أكثر، همست في أذن مدير المنظمه أن يصعد زوجها و أطفالها علي المنصه حتي يتم تصويرهم معا، فوافق هو بسرعه، أشارت لـ "تميم" أن يصعد و معه "حمزه" و "خديجه"، صعد بهما و وقف بجانبها و أعطاها "خديجه" ثم قبلها من رأسها بحب شديد و أمسك يدها و قبلها أيضا أمام الجميع ولم يشعر بالخجل أبدا من فعلته لذلك بل شعر بالفخر والاعتزاز، كانت والدته "إيمان" تقف في الأسفل فرفعت صوتها و قالت له :
_"أحضنها يا تميم هي و العيال علشان أصوركوا بسرعه"

ضحك هو بخفه ثم وضع يده علي خصرها و ضمها إليه وهي تحمل طفلتها الأولى "خديجه" و الشهاده وهو يحمل طفلهم "حمزه"، نظر الأربعه لـ "إيمان" بابتسامه فالتقطت هي لهم صور كثيره

مال "تميم" علي أذن "تسنيم" ثم همس لها بحب:
_"مَازلِت أُحِب أن أرَاك تَضحَك بَتِلك الطَريقَة التِي
تَبدوَعَادِية فِي نِظَر الجَمِيع،الطَريقَة التِي يَجهَل الجَمِيع كَيف أنهَا تقَتِل كُل البَؤس"

_______________النهايه_______________

كان الاثنان يعملون معا مهندسين برمجه و أصدقاء مقربين جدا في العمل، اسمها "روضه" و هو "كريم"

كانت "روضه" تعمل بجد و تصمم أحدي برامجها الجديده، و كان "كريم" يساعدها في هذا، قدمت "روضه" البرنامج و عرضته علي المدير الخاص بها وقد استبشر خير في نجاح هذا البرنامج، كان "كريم" شديد الفضول في معرفة ذلك التطبيق لكن هي لا تريده أن يعرفه وتحرص تمام الحرص أن لا تتحدث مع أحد عن هذا التطبيق غير مديرها و نبهته ان لا يتحدث مع أحد عنه وقد وافق علي طلبها

في أحدي الأيام كانوا يجلسون علي سور سطح الشركه و يشربون مشروب ساخن و يتحدثون قليلا و يحكون لبعض عن أيام طفولتهم، كانت "روضه" و هو ينظر لها بحب، كانت "روضه" تقول:
_"و أنا صغيره كنت بحب أوي روبانزل و يوچين، علشان هو طيب و بيحبها و بيسمعها للأخر و يفضل ساكت و ساعدها في تحقيق حلمها أنها تشوف المصابيح و أنقذها من ماما جوثيل، عارف؟؟ أنا بحسك شبه يوجين أوي، علشان انت بتستحمل الرغيف بتاعي و تفضل سامعني للأخر و بتشجعني و بتنقذني من اللي حواليا و كل حاجه شبهه"

ابتسم لها بحب ثم قال لها:
_"بس في تشابه كمان بينا"

نظرت له باستغراب ثم قالت:
_"يوچين بيحب روبنازل، وأنا كمان بحبك"

نظرت له بتفاجىٔ من ما قاله فأكمل هو بصوت خفيض :
_"و روبانزل في الأخر حبت يوچين هل انتي في الأخر هتحبيني؟؟"

لم تقري علي الرد فظل هو يتأمل عيناها بلطف وهي تنظر له بصدمه، بعد قليل تنهد "كريم" بحزن ثم قال:
_"أنا أسف اني حبيتك،الظاهر انك معتبراني صاحبك بس"

قكاد أن يقوم من مكانه و النزول إلي أسفل وهو حزين و بقلب مكسور لكنه توفق عندما وصلها همسه وهي تقول:
_"و روبانزل بتحب يوجين من زمان و كانت مكسوفه تقوله علشان كانت مفكره أنه معتبرها أخته وبس"

ابتسم فجأه بحب ثم التفت لها و أمسكها من خصرها ثم أنزلها من علي السور قاىٔلا بحب ناظرا لعيناها البنيتين:
_"لوجهك كل الحب تحديداً عيناك، كأن الجمال جاء إلى مطافِ عينيك ورمى الحسن نجوماً وارتحل"

ابتسمت له بخجل فقال هو بمرح:
_"أكلم عمو أسامه أمتي؟؟"

جاوبته بسعاده:
_"لما أروح هفاتحه في الموضوع ولو وافق مبدئياً هبعتلك تكلمه"

أومأ لها بحب ثم سمع صوت جرس في جميع أرجاء الشركه فعلموا أن هناك أمر طارئ بريدهم فيه المدير، نزل الجميع الي غرفة الإجتماعات و تجمع فيها الجميع، و كان المدير شخص كبير في السن وعلي مشارف الخمسين يجلس و يترأس طاولة الإجتماعات و يجلس علي جانبه اليمين شاب يظهر علي ملامحه أنه في منتصف العشرينات

تحدث المدير والذي يدعي "محسن" بهدوء و ابتسامه:
_"ازيكوا يا جماعه، انتوا طبعا عارفين اني بعتبركوا كلكوا زي ولادي و أصحابي، و الشركه كبرت بيكزا و باختراعتكوا المذهله و اللي معظمها حقق نجاح كبير في مصر و بره مصر كمان، للأسف انا يحزنني اني أقولكم اني نويت أقعد في البيت و أطلع علي المعاش، لأني للاسف كبرت و بقيت مش قادر اتابع الشغل كل يوم، بس ده مش هيمنعني اني هفضل جنبكوا و في ضهركوا و بساعدكوا و بشجعكوا، انا هفضل معاكوا دائما و هاجي الشركه و اتابعكوا بس بعد كده اللي هيبقي المدير بتاعكوا هو ابني يحيي"

صفق الجميع لـ "يحيي الذي ابتسم بهدوء لهم، تحدث "محسن" ثانية بمرح:
_"و بما أنه ابني و انا بحبه اوي، احب اقولكم أنه عيل إِتم و عصبي و بارد و كِشري، ومبيعرفش يتفاهم مع حد اصلا، انا بس قولت انبهكوا علشان تعرفوا قيمتي"

ضحك الجميع بمرح بينما نظر "يحيي" لأبيه بضيق مصتنع فلكزه الأخر في كتفه بمرح فضحك "يحيي" هو أيضا، ثم قام وقف و قال بجديه:
_"قبل ما استلم مكان بابا، الاول عايز اقول اننا كلنا عيله واحده بنساعد بعض و بنسعي أننا نكبر الشركه دي، انا زي ما بابا قال من شويه بس هو قالها بطريقه تانيه، انا بحب شغلي جدا ومش بحب اللي يستهون فيه أو يقلل منه، مش بتساهل مع اي حد يقصر، انت زي ما بتحافظ علي مالك و فلوسك حافظ علي مالي انا كمان و انا اوعدكم أن المرتب هيزيد من الشهر الجاي لو لقيت شغل بجد مش دلع، احنا موفرين كل سبل الراحه ليك في جميع الشركه و كمان سبل للترفيه فأرجوكم ادوني شغل كويس و يعتدم عليه، اتفقنا؟؟"

قال الجميع في صوت واحد و هم مبتسمون:
_"اتفقنا"

تحدث "محسن" بمرح:
_"مش بقولكوا إِتم!!"

ضحك الجميع بمرح و منهم "روضه" و "كريم" و معهم "يحيي" ايضا

انتهي الإجتماع و أخذ "محسن" ابنه "يحيي" حتي يعلمه اصول العمل

عادت "روضه" مع "كريم" إلي المكتب الخاص بهم معا، اقتربت "روضه" من مكتبها و لم تجد الجهاز اللوحي الخاص بها، سقط قلبها في قدميها، رأها "كريم" فاقترب منها و قال:
_"ايه اللي حصل يا روضه؟؟، مالك؟؟"

بكت "روضه" وهي تقول:
_"اللاب توب بتاعي مش موجود، انا كنت سيباه علي المكتب هنا"

حاول" كريم" تهدأتها قاىٔلا:
_"خلاص اهدي تعالي نشوف كاميرات المراقبة وخلاص"

وافقت علي اقتراحه، ثم ذهبوا الي غرفة المراقبه و تحدث "كريم" مع الحارس و اقنعه أن يريهم كاميرة غرفتهم فوافق الحارس بعد أن عرف أهمية هذا الجهاز، دخل الإثنان مع الحارس وفتح الجهاز و أرآهم ما حدث عندما كان الاثنان خارج المكتب، وجدوا أحدي الفتيات تدخل للمكتب و تتلفت حولها، وقفت أمام مكتب "روضه"، و أغلقت الحاسوب ثم اخذته و خرجت للخارج، دققت "روض" في ملامحها وجدتها أحدي الفتيات التي كانت علي علم مسبق بها، و تسمي "شذي"، تلك الفتاه تكره "روضه" لنجاحاتها المبهره

اندهشت "روضه" كثيرا من فعلتها لكنها غضبت اكثر، خرجت من الغرفه غاضبه و ذهبت الي مكتبها المشترك مع بعض الزملاء، وقفت أمامها فنظرت  لها "شذي" باستغراب فنظرت لها الأخري بقوه، جذبتها "روضه" بسرعه ثم خصلاتها و قريتها اليهاوثم قالت لها:
_"طلعي اللاب توب علشان مطلعش مصارينك"

تأوهت "شذي" بألم ثم قالت:
_"ابعدي عني يا غبيه انتي، لاب توب ايه؟؟ انتي جايه ترمي بلاكي عليا؟؟"

شدت "روضه" علي خصلاتها أكثر ثم قالت:
_"طلعي اللاب توب احسن ما تطلعي بزفه"

قالت "شذي" بوجع:
_"خلاص خلاص هطلعه، وسعي بقي"

تركت "روضه"خصلاتها، فتحركت هي سريعا و فتحت درجها و أخرجت منه اللاب توب الخاص بـ "روضه"، أخذته "روضه" منها ثم قال لها بتهكم:
_"كنتي عايزه تاخديه ليه؟؟"

لم تجاوب "شذي" عليها فامسكتها "روضه" مره أخري من شعرها ثم قالت لها بتهديد:
_"كنتي عايزه تاخديه ليه؟؟"

نطقت "شذي" بسرعه حتي تتخلص منها:
_"كنت عايزه أخذ الابليكشن اللي بتعمليه"

سألتها "روضه" بعنف:
_"وانتي عرفتي اني بعمل برنامج منين؟؟"

قالت لها "شذي" :
_"سمعتك وانتي بتتكلمي مع مستر محسن"

تركت "روضه" شعرها ثم قالت بسخرية:
_"يعني فاشله و عدينها لكن فاشله و حراميه و بتتصنتي علي الناس كمان، بجد كده كتير"

تحركت "روضه" من أمامها قليلا ثم قالت لها:
_"وعلفكره كمان شويه و المدير هيجتاجك"

نظرت لها "شذي" بارتباك، بادلته "روضه" بقوه، خرجت من المكتب فوجدت "كريم" يقف في الخارج و ينظر لها بفخر، ثم توجهت نحو غرفة "محسن" وهو معها، طرقت الباب فسمعت صوت "يحيي" يأذن لها بالدخول، دخلت و خلفها "كريم" وجدت "يحيي فقط هو من في الداخل، وقفت أمامه ثم قالت:
_"هو فين مستر محسن؟؟"

جاوبها الآخر بهدوء:
_"في الحمام، بيتوضي و جاي"

أومأت له بهدوء فقالت هي:
_"طيب، باختصار كده، لما احنا كنا كلنا في أوضة الاجتماعات و رجعت مكتبي ملقتش اللاب توب بتاعي وانا كنت متاكده اني حكاه علي المكتب، روحت أوضة المراقبه و كريم كلم الحارس و دخلنا و شوفت واحده بتشتغل معانا هنا اسمها شذي هي اللي سرقته، ولما روحت هي في الاول أنكرت بس انا ضغطت عليها لحد ما طلعته ودلوقتي انا عايزاك تجيبلي حقي علشان مجيبهوش انا بطريقه عنيفه، انا قتلت اجي اقول للمدير علشان لما أخذ ردة فعل محدش يتكلم، هتقوم تجيبلي حقي؟؟"

وقف "يحيي" بهدوء ثم قال لها:
_"تعالوا ورايا وريني مكتبها"

خرج الإثنان خلفه و ارشدوه الي مكتب "شذي" أشارت "روضه" عليها بأنها هذه هي من فعل بها هكذا، سألها "يحيي" لماذا فعلت بها هكذا، فقالت له هي بارتباك نفس ما قالته لـ "روضه"، سأل "يحيي" جميع من في المكتب مع "شذي" فقال الجميع نفس ما قالته "روضه"، كاد "يحيي" أن يقول ما قرره في عقله لكن أوقفه صوت "محسن" وهو يقول:
_"ايه اللي بيحصل هنا يا جماعه؟؟"

قصت له "روضه" ما حدث و وافقها الجميع، قال "محسن" بغضب من "شذي"، وقال ما كان سيفعله "يحيي" :
_"انتي مرفوده يا شذي، عدي علي الحسابات و صفي حسابك و مش عايز اشوفك هنا تاني،انا مش بشغل عندي حراميه"

بكت "شذي" بندم علي فعلتها ثم حاولت أن تجعل "محسن" يغفر لها لكنه أصر علي موقفه، وتم رفد "شذي نهاىٔيا و عاد الجميع لعمله كما كانوا، وفي الأمس حضر "كريم" لخطبة "روضه" و قد وافق ابيها عليه عندما علم أنه شاب يافع و محترم

________________________________

بعد مرور ثلاثة أشهر

قدمت "روضه" تطبيقها و تم قبوله و قد لاحظت اقبال كبير عليه، وقد سعدت كثيرا في هذا وها هو اليوم يوم فرحها علي "كريم"

كانوا يرقصون slow مع بعضهم و كانت "روضه" تفكر في إجابة لسؤال "كريم" و كان السؤال هو:
_"فاكره يوم ما جيت اتقدمتلك؟؟"

اومأت له و قد جاء في مخيلتها جميع الأحداث السابقه بكل ما حدث بها، سألها مره أخري :
_"لحد دلوقتي انتيومش عايزه تقوليلي ايه هو التطبيق اللي عملتيه!!"

ابتسمت علي فضوله ثم جاوبته :
_"التطبيق اسمه كريم، فكرته أن فيه شخصيه زي شخصيات الكرتون بتبعتلك رساله كل يوم و هي بتحفذك انك تكمل و تشتغل زي ما بتعمل معايا علطول، و كمان بيفكرك بور القران و الاذكار و مواعيد الصلاه زيك بالظبط يعني، بس كده"

ابتسم لها بحب شديد ثم احتضنها و همس في أذنها بحب:
_"أنا معاكِ لو الدنيا كلها عليكي"

كانت تجلس ٱحدي السيدات الكبار في السن و التي تدعي "مفيده" و حولها أحفادها الأربعه "مريم، ياسمين، مهند، ياسين" و تحكي لهم عن قصة حبها مع جدهم رحمة الله عليه، كانت تقص عليهم و تقول:
_"من وانا صغيره وانا بحبه، بحكم أننا ولاد عم فكان دائما قصاد عيني وهو الوحيد اللي اتعودت علي وجوده من وأنا صغيره، كنا بنحب بعض أوي، لحد ما قرر أبويا أنه ياخدنا و نسافر علي الكويت علشان حاله عقد عمل هناك، جدكم مستحملش اني ممكن أبعد عنه وأول ما عرف جه و طلبني علطول من غير ما حتي يشاور أهله و يعرفهم، و ده للأسف سبب مشكله كبيره بيني و بين مامته، بس هو مهتمش و فضل جنبي و معايا"

صمتت "مفيده" قليلا ثم استجمعت أنفاسها و تابعت:
_"يوم ما جه يتقدملي رسمي كان أحلي يوم في حياتي ولسه فاكراه لحد دلوقتي، جالي و قعد مع أبويا و قرأوا الفاتحه و اتفقوا علي كل حاجه قبل سفر أبويا و كل ده تحت نظرات والدته الغضبانه ليا، عدت الأيام و جه يوم كتب الكتاب و الفرح مع بعض"

قاطعتها "ياسمين" حفيدتها الصغري ذات الرابعة عشر عام قائله بفضول:
_"كنتي لابسه ايه يا تيته؟؟"

ابتسمت "مفيده" بحنان ثم قالت:
_"كنت لابسه فستان أبيض بسيط و عليه طبقه شيفون بيضه بردو وفي حزام مربوط علي وسطي من النص و عليه خرز أبيض و علي كتافي كان في طبقات قماش اللي هو المنفوش ده"

أومأ لها الجميع بحماس فتابعت هي حديثها قائله:
_"حضرنا الفرح و كتبنا الكتاب و بقيت علي اسمه وده كان تاني احلي يوم في عمري، عشت معاه أحلي سنين عمري، عدينا بصعوبات و حاجات كتير أوي، بس كنا مع بعض، بنفرح مع بعض و نزعل مع بعض و نعمل كل حاجه مع بعض و كنا كل حاجه لبعض و فرحتنا اكتملت اكتر لما جبت اسماعيل ابو مهند و مريم و علي أبو ياسمين و ياسين، و بس كده فضلنا عايشين مع بعض في سعاده لحد ما العيال اتجوزوا و انتوا جيتوا نورتوا دنيتي و بعدها جدكم مات شهيد و من يومها وأنا قاعده علي الكرسي بسبب الصدمه اللي قصرت علي رجلي، و أديني قاعده قدامكم بحكيلهم قصتي، و ربنا يكتبلي العمر و أشوف عيالكم يا حبايبي"

دمعت أعين "مفيده" ثم رفعت يدها لتمسحها، و قامت "مريم" ذات السابعة عشر عام و وقفت بجانب جدتها و قبلتها من رأسها و رفعت يدها و قبلتها أيضا ثم قالت :
_"ربنا يديمك في حياتنا يا تيته و ميرحمناش منك أبدا"

قالت "مفيده" بحنان:
_"يارب يا حبيبتي و ميحرمنيش منكم أبدا"

كان الثلاث الأخرين يطالعون جدتهم بحب شديد و ابتسامه حنونه حتي قالت "مفيده" بهدوء:
_"يلا يا حبايبي روحوا ناموا بدري علشان نلحق نقعد بكره مع بعض قبل ما ابهاتكم يجيوا يطبوا علينا انتوا مش بايتين عندي كل يوم يعني"

أنهت كلامها بمرح فضحك الأربعه ثم توجهوا الي غرفهم، "مهند" و "ياسين" في غرفه و "مريم" و "ياسمين" في غرفه، لكن اتجه "مهند" و "ياسين" للجلوس مع الفتيات قليلا قبل النوم

كان "ياسين" صاحب التاسعة عشر عام يتفحص هاتفه ثم قال فجأه و بهدوء:
_"علفكره عيد ميلاد تيته بعد بكره"

تحدثت "ياسمين" بحماس:
_"طب هنجيبلها هدية إيه؟؟"

قال "مهند" صاحب التاسعة عشر عام هو الأخر بهدوء:
_"أنا معنديش أي أفكار بصراحه، لازم يكون عيد ميلاد مميز زي اللي فات"

قال "مريم" بتفكير:
_"طب هنعملها إيه طيب؟؟"

تحدث "ياسمين" بحماس قائله:
_"إيه رأيكم نعملها الفستان اللي قالت عليه؟؟ مريم بتعرف تخيط كويس أوي و مهند و ياسين و مهند يجيبوا الحاجات و نعملوا كلنا سوا"

ثم نهضت الصغيره بحماس و فتحت حقيبتها الصغيره و أخرجت منها بعض النقود ثم أعطتهم لشقيقها "مهند" ثم قالت بحماس و سعاده:
_"أنا هشاؤك معاكم بفلوس علشان ابقي عملت حاجه، روحوا هاتوا الحاجات دلوقتي يلا علشان مريم تعرف تخلصه"

ابتسم "مهند" بهدوء ثم قال:
_"بس الوقت اتأخر"

قالت "مريم" هي الأخري بحماس:
_"لسه يا مهند الساعه حداشر، انزلوا دلوقتي انتوا هتلحقوا وانا هشوف تيته و أقولها انكم نمتوا"

وقف "ياسين" ثم أخرج صوره من جيب بنطاله و أعطاها لشقيقته "مريم" ثم قال:
_" دي صورة تيته في فرحها، ركزي في تفاصيل الفستان و حاولي تعملي زيه و تشوفي هتعملي ايه و جهزي حاجتك علشان لما نيجي تبدأي علطول"

أخذت منه الورقه ثم سألت باستغراب:
_"طب وانا هعرف مقاستها إزاي؟؟"

تحدثت "ياسمين" بحماس:
_"سيبوا الموضوع ده عليا، أنا هروح أنيمها و أخد مقاستها و أجي"

أومأ الجميع بحماس و فرحه، خرج "ياسين" و "مهند" حتي يجلبوا القماش و ذهبت "ياسمين" الي غرفة جدتها و ساعدتها في الإستلقاء علي الفراش ثم قالت لها :
_"تيته معلش ممكن أعمل حاجه و متسأليش ليه؟؟"

أومأت "مفيده" موافقه باستغراب فخرجت "ياسمين" من الغرفه ثم عادت مره أخري و معها ورقه و قلم و معها مازوره لقياس مقاسات جدتها

بدأت في أخذ مقاساتها تدونهم في الورقه تحت نظرات جدتها المستغربه

انتهت "ياسمين" من أخذ ما تريده ثم جلبت الغطاء و دثرت به جدتها جيدا ثم قبلتها علي رأسها ثم أخذت الورقه و القلم و المازوره و خرجت

دخلت الي غرفتها مع "مريم" و أعطتها الورقه فقرأتها "مريم" بتمعن ثم قامت و أخرجت أشياىٔها من حقيبتها و جلست تنتظر "ياسين" و "مهند" أن يأتوا بالأشياء

بعد قليل جاء الشباب و أعطوها ما تريده فتفحصته جيدا حتي تأكدت من كل شيء ثم اقتربت من الطاوله الكبيره الموضوعه في الغرفه وعليها مكينة الخياكه الخاصه بجدتها و التي أعطتها إياها عندما اكتشفت انها ورثت منها موهبتها في الخياطه و حياكة الملابس

بدأت "مريم" في صنع الفستان بكل جد و اجتهاد و البقيه يراقبوها باهتمام تاره و تاره أخري يتفحصون هواتفهم و تكفلت "ياسمين" بالإهتمام بجدتها وان لا تعرف ما يفعلونه في الغرفه

حل عليهم الصباح و كان الجميع نيام عدا "مريم" و التي كانت مازالت تعمل علي الفستان

استيقظ الجميع مره أخري و حاولوا إلهاء جدتهم و إبعادها عن المنزل فاقترحت "ياسمين" أن يأخذها الشباب و يخرجون يتسكعون قليلا فوافق الشباب و وافقت جدتهم أيضا وقد تحججت "مريم" بالبقاء حتي تذاكر دروسها و خرج "ياسين" و "مهند" و "ياسمين" و معهم "مفيده" الي الخارج و ظلوا اليوم بأكمله في الخارج و عادوا في الساعه العاشره مساءا، كانت "مريم" انتهت من الفستان فقط تبقي الحزام والذي فعلته بعد أن نامت جدتها

جاء اليوم التالي و جاء معه "اسماعيل" و زوجته "هناء" و "علي"  و زوجته "ريم" و بدأوا في تزيين المنزل و تحضير المكان لعيد الميلاد

جاء المساء و تجمع الجميع و بدأوا في الإحتفال تحت سعادة "مفيده" بوجود العاىٔله حولها، أخرج "اسماعيل" و "هناء" هديته لوالدته و التي عباره عن عقد من الذهب و به إسمها و أسوره رقيقه و خاتم أيضا من الذهب الخالص و التي تشارك الإثنان فيها، و أعطاها مفتاح سياره خاصه لحالتها و التي اشتراها هو و زوجته معا

حان دور الشباب، دخلت "مريم" و "ياسمين" الغرفه و أخرجوا منها مجسم طويل علي شكل فتاه و عليه ستار أحمر يخبيء ما تحته، قال "ياسين" وهو يبتسم:
_"الهديه دي اشتركنا فيها احنا الأربعه، انا و مهند و ياسمين جيبنا التكاليف كلها و مريم بالمجهود و نتمني انها تعجبك"

أزاحت "مريم" الغطاء عنها و تفاجأ الجميع من شكل الفستان الرائع

عندما رأته "مفيده" بكت من فرط الفرحه التي احتاجتها، ثم تحدثت قائله:
_"ايه الجمال ده؟؟"

أدمعت عيناها وهي تتخيل يوم ارتدت مثل هذا الفستان في ليلة زفافها علي حبيبها الأول والأخير، أدخلها "ياسين" الغرفه و دخلت معها "مريم" و "هناء" معها و ألبسوها الفستان الي ناسب حجم جسدها بالظبط

نظرت إلي المرأه أمامها وعينها تبكي من الفرحه وهي تتخيل حالها كيف كانت تلهو به و تفرح بشده في عرسها، دخل الجميع أيضا الي الغرفه و تجمعوا حولها فقالت هي بحب :
_"الفستان حلو أوي يا حبايبي، ربنا ميحرمنيش منكم أبدا"

قبلها الجميع علي رأسها بسعاده و دعت هي في نفسها أن تدوم تلك السعاده عليهم للأبد

الرحلة الخامسة:
عادت من عملها في الساعه الخامسه عصراً، وجدت والدتها تدور المنزل ذاهباً و إياباً، وقفت أمامها ثم سألتها:
_"إنتي بتعملي ايه يا ماما؟؟"

وقفت والدتها "أمل" ثم قالت بغضب:
_"انتي واقفه عندك بالجزمه يا زباله!!"

نظرت "ملك" لحزاىٔها ثم لوالدتها ثم قالت بهدوء:
_"ايه يعني واقفه بالجزمه؟؟"

تحدثت والدتها بغضب شديد:
_"روحي يا معفنه اقلعي الجزمه، وتعالي روقي أوضتك علشان خالتك و ابنها جايين النهارده"

تأففت "ملك" بانزعاج ثم قالت:
_"يعني خالتي و ابنها هيجوا يقعدوا في أوضتي يا ماما؟"

حدقتها والدتها بسخريه ثم قالت:
_"علشان بقيتي مهندسه هتشوفي نفسك علينا ولا إيه، اتلمي كده يا ملك و روحي روقي أوضتك و صحي أختك، مش عارفه هي لسه نايمه لحد دلوقتي ليه؟؟"

ذهبت "ملك" إلي باب المنزل مره أخري و خلعت حذاىٔها الكلاسيكي و أمسكته و وضعته في الجزامه، بعدها دخلت الي غرفة شقيقتها و أمسكت كوب الماء الموضوع علي الكومود و ألقته علي شقيقتها التي ما أن لمست المياه البارده بشرتها صرخت بفزع و انتفضت من علي السرير، نظرت لها "ملك" ببرود ثم قالت:
_"خمس دقائق لو مكنتيش صاحيه و لابسه هدومك علشان خالتك جايه هاخد منك كل هدومي و شنطي و جزمي و ابقي وريني نفسك"

تأففت "ملاك" بضيق ثم قالت:
_"إنتي علشان مهندسه وانا تجاره يعني هتنطتي عليا؟؟"

قالت "ملك" ببرود وهي تنظر في ساعة يدها:
_"اتبقي اربع دقائق و نص"

قامت "ملاك" شقيقة "ملك" الترام ثم فراشها بسرعه و توجهت ناحية المرحاض، وبقت به قليلا ثم خرجت منه و ركضت الي غرفتها، فتحت خزانتها و أخرجت فستان واسع يصل الي ما بعد الركبه باللون الأبيض و عليه بعض الورود الحمراء و عكصت شعرها علي هيئة كعكه مرتخيه للأعلي و أنزلت بعض الخصلات علي وجهها ثم ارتدت خفها المنزلي و خرجت للصاله

بعد أن خرجت "ملك" من غرفة شقيقتها، اتجهت ناحية غرفتها دخلتها بهدوء ثم خلعت الستره خاصتها و حررت شعرها ثم أخذت ثيابها و اتجهت الي المرحاض حتي تستحم إلي أن انتهت و بعدها خرجت، أخرجت من خزانتها بنطال واسع و باللون الاسود و قميص واسع باللون الابيض و أدخلت طرف منه في البنطال و الثاني أبقته بالخارج، وقفت أمام التسريحه ثم عكصت شعرها علي هيىٔة كعكه مرتخيه و علي جبينها يوجد بعض الخصلات، ارتدت خلفها المنزلي ثم خرجت إلي والدتها

دخلت المطبخ و قالت بهدوء:
_"إتبقي ايه يا ماما؟؟"

تحدثت "أمل" وهي تنفخ أنفاسها بعنف أثر الحر الذي تشعر به قائله:
_"متبقاش حاجه خلاص، تعالي بس قطعي السلطه علشان زمانهم علي وصول و أنا هروح ألبس"

وافقت "ملك" ثم قالت:
_"أومال فين ملاك؟؟"

قالت والدتها وهي تخرج من المطبخ:
_"قاعده بره علي التليفون بتاعها"

أومأت "ملك" بهدوء ثم بدأت تجهيز محتويات السلطه و بدأت في تقطيعها حتي انتهت

صدح صوت طرق الباب فركضت "ملاك" بسرعه و حماس و فتحت الباب ثم احتضنت خالتها "فاطمه" بحماس و فرحه ثم قالت:
_"وحشتيني أوي يا فطومه، بقال كتير مش بشوفك"

ضحكت "فاطمه" و بادلتها العناق ثم قالت:
_"وانتي وحشتيني أكتر يا عيون فطومه"

زفر "تامر" إبن "فاطمه" أنفاسه بضيق ثم قال:
_"يا جماعه عدوني بقي، مش قادر أقف"

أفسحت "ملاك" و "فاطمه" المجال له فدخل هو علي المطبخ مباشرة، وضع أكباس الفاكهه علي الأرض ثم اقترب من "ملك" التي تعطيه ظهره و تتابع الأكل بعينيها، حاوط خصرها ثم وضع رأسه علي كتفها فانتفضت هي من مكانها بفزع فقال هو بابتسامه وسيمه:
_"متخافيش ده أنا"

زفرت أنفاسها بارتياح فقال هو مره أخري:
_"وحشتيني أوي"

قالت "ملك" بحب:
_"وانت كمان وحشتني أوي، بس أنت بقيت بتسافر كتير الفتره دي"

تنهد بتعب ثم قال:
_"عارف والله، بس إنتي عارفه إننا في الصيف و رحلات قد كده، أنا لسه جاي من السفر حتي ملحقتش أنام"

قالت هي بقلق عليه:
_"و ليه يا حبيبي؟؟"

قال "تامر" بحب:
_"علشان أشوفك"

إلتفتت له بابتسامه ثم قالت:
_"خلاص أنا هحط الأكل دلوقتي كل و خش نام في أوضتي جوه لحد ما تمشوا"

نفي لها برأسه ثم قال:
_"أنا جاي علشان أقعد معاكي مش علشان أنام"

إبتسمت له بحب ثم اقتربت منه و طبعت قبله علي وجنتيه ثم ابتعدت بخجل فقال و هو مبتسم بخبث:
_"إنحرفتي كده إمتي؟؟"

رفعت يدها تغطي بها وجهها فمنعها هو عن فعل ذلك ثم قال بعد أن قبَّل عيناها الإثنان:
_"لا أريد من أحد أن يخبأ حبات اللؤلؤ خاصتي حتي لو كان أنتي"

تحدث بها يغازل عيناها الرماديه ابتسمت بحب عليه ثم سمعوا صوت "ملاك" وهي تقول بحالميه:
_"اوعدنا يا رب"

نظر الإثنان لها بإستغراب فحمحمت هي بهدوء ثم قالت:
_"معلش يا جماعه علي المقاطعه بس ماما بتقولكم اغرفوا الأكل"

قال "تامر" وهو يتحرك نحو الطعام الموضوع علي الرخامه:
_"عاملين أكل إيه النهارده؟؟"

قالت "ملك" وهو تجلب الأطباق كي تضع بها الطعام:
_"عاملين محشي، و ماما عملتلك محشي ورق عنب اللي بتحبه"

قال "تامر" بحزن :
_"كان نفسي انتي اللي تعمليه بس مش مشكله انا برضي بقليلي"

ردت "ملك" بهدوء:
_"عجل بالفرح بس وأنا هعملك اللي أنت عايزه"

صفق "تامر" بحماس ثم قال:
_"أيوه بقي يا ملك، إشجيني و دلعيني يا بنت خالتي"

ضحكت "ملك" و "ملاك" و هو أيضا و الثلاثه يجهزون أطباق الطعام

بدأوا في إخراج الطعام و يضعونه علي الطاوله حتي وضعوهم جميعهم ثم جلسوا معا و "أمل" تترأس الطاوله بما أنها أكبرهم و علي يمينها شقيقتها "فاطمه" ثم "ملاك" و علي يسارها "تامر" ثم "ملك" و بدأ الجميع في تناول الطعام

مالت "ملاك" علي أذن "فاطمه" ثم قالت بهمس:
_" الواد ابنك كان بيحضن البت اختي في المطبخ علفكره"

تحدثت "فاطمه" هي أيضا بهمس:
_"طب ما هما كاتبين الكتاب وهو جوزها، إيه يعني؟؟"

قالت "ملاك" هامسه بتفاجىٔ:
_" عادي كده؟؟"

اومأت "فاطمه" بهدوء، تحت نظرات "ملاك" المصدومه

تحدثت "أمل" موجهه حديثها ناحية "تامر" وهو تقول بهدوء:
_"ناوي تعمل الفرح إمتي يا تموره؟؟"

نظر لها بضيق ثم قال:
_"بعد تموره دي مش هعمله و هفضل مشعلقها معايا كده، لا طايله سما ولا أرض"

إبتسمت "أمل" ثم قالت :
_"خلاص يا عم، هتعمل الفرح إمتي يا تامر؟؟"

ابتسم بهدوء و بعدها رد عليها قاىٔلا:
_"عندي رحله كمان يومين هتستمر لأسبوع و هنيجي نعمل الفرح علطول"

أومأت له "أمل" بهدوء ثم عادت لتنازل الطعام مره أخري

بعد قليل إنتهي الجميع من الطعام فقام الثلاثه مره أخري و حملوا الطعام وأدخلوه المطبخ و نظفوا مكان  الطعام و بعدها أعدت "ملك" الشاي للجميع برفقة "تامر" وهم يتحدثون في مختلف المواضيع التافهه

خرجوا للجلوس معهم و وزعت "ملك" عليهم الشاي ثم جلست معهم و بجانب "تامر" أو بالأصح داخل أحضانه، حضنها بشده و حاوط كتفيها بذراعيه ثم وضع رأسه علي كتفها و غفي عليه من كثرة تعبه، أما هي أشفقت بشده عليه و أبقته هكذا حتي تمام الساعه العاشره مساءاً

كانت والدته تريد اىعوزه للمنزل لأنها تنام مبكراً، حاولت "ملك" إيقاظه لكنه كان يأبي ذلك و يريد النوم أكثر

قالت "فاطمه" بهدوء:
_"ملك عاتي مفتاح العربيه من جيبه و تعالي يا ملاك وصليني و ابقي رجعيله المفتاح و خليه هو نايم هنا وخلاص"

كادت "ملك" أن تعترض و تقول أنه سيغضب إن فعلت ذلك فقالت "فاطمه" وهي تقاطعها:
_"قبل ما تتكلمي، هو تعبان دلوقتي و مش بعيد يعمل بيا حادثه علشان مش نايم كويس، خليه ولما يصحي يبقي يجي و خلاص"

وافقت "ملك" علي مضض ثم أخرجت من جيبه المفتاح و أعطته لشقيقتها و بعدها ودعت خالتها دون أن تقوم بسبب تقييد "تامر" لها

نزلت "ملاك" و "فاطمه" من المنزل بعد أن ودعتهم "أمل" ثم نظرت لـ "ملك" و قالت بهدوء:
_"حاولي تصحيه بالراحه و دخليه ينام في أوضتك، أنا داخله أنام، ولما أختك تيجي خليها تطمني و تصبحي علي خير"

ردت "ملك" بهدوء:
_"وانتي من أهله"

دخلت "أمل" غرفتها و أغلقت الباب خلفها ثم بدلت ملابسها و اتجهت للنوم بسرعه من مشقة اليوم

في الخارج، حاولت "ملك" إيقاظه كثيرا حتي استجاب لها أخيرا فقالت هي له:
_"تعالي معايا ننام جوه"

نهض معها بهدوء و بدون وعي منه لكثرة تعبه و فتحت هي باب غرفتها، دخل الي الفراش و خلع جاكيته و بقي بقميصه ثم نام بعمق

كانت تراقبه بإبتسامه هادىٔه حتي تأكدت من نومه ثم أخذت بيجامه حرير سوداء ودخلت المرحاض و بدلت ملابسها ثم خرجت و بعدها أغلقت الأنوار و نامت بجانبه و بين أحضانه

عادت "ملاك" من الخارج و وضعت مفواح السياره علي الجزامه بجانب الباب ثم دخلت غرفة والدتها و أيقظتها بهدوء و أخبرتها أنها عادت، ثم خرجت من غرفة والدتها و اتجهت ناحية غرفتها و أغلقت الباب خلفها و بدلت ملابسها ثم خلدت للنوم هي الأخري

___________________________________

حل الصباح علي الجميع، و استيقظ "تامر" وجد "ملك" تتوسط أحضانه و ناىٔمه بعمق، نظر لها بإستغراب شديد و نظر إلي الغرفه باستغراب أيضا، ثم نظر لـ "ملك" مره أخري و حاول إيقاظها بهدوء، استيقظت "ملك" ثم سألها:
_"إيه اللي نيمني هنا؟؟ وفين ماما؟؟"

ردت عليه بهدوء :
_"مامتك ملاك روحتها وهي اللي أصرت أنك تبقي هنا علشان انت صعبت عليها تصحيك وانت تعبان"

زفر "تامر" أنفاسه بهدوء يحاول عدم الغضب ثم قال لها:
_"وانتي مصحتنيش ليه؟؟"

قالت "ملك" بهدوء:
_" صحيتك والله بس أنت مكنتش عايز تصحي من كتر تعبك، أنا مكنتش موافقه انها تمشي بس هي اللي عايزه كده"

تنهد بهدوء فتابعت هي بقلق:
_"إنت زعلت مني؟؟"

نظر لها ثم قال:
_"مش زعلان منك، إنت مغلطتيش، انا مكنتش عايز ماما تنام لوحدها علشان بخاف عليها"

لاحظ هو حزنها فقال بمرح:
_"مش هتفطريني ولا إيه؟؟"

ابتسمت بحب ثم قالت:
_"هقوم أصلي و أحضر الفطار"

أومأ بهدوء ثم قام هو الأخر من الغرفه و ذهب للخارج و جلس في الصاله.  أمسك هاتفه ثم اتصل علي والدته

أجابته بعد دقائق فقال هو بسرعه:
_"ازيك يا ماما؟؟ انتي كويسه؟؟"

ابتسمت "فاطمه" ثم قالت:
_"كويسه يا حبيبي، اقعد مع مراتك شويه و ابقي تعالي علي الغدا علشان مقعدتش معاها امبارح"

وافق "تامر" ثم قال:
_"تمام يا ماما، خلي بالك من نفسك"

انهي كلامه ثم اغلق معها و اتجه للمرحاض فورما خرجت منه "ملك" قال لها قبل أن يدخل:
_"استني متصليش و نصلي سوا"

وافقت ثم توجهت الي غرفتها و ارتدت اسدالها و انتظرته

خرج من المرحاض و توجه الي غرفتها و بدأ في الصلاه معها، انتهوا من الصلاه وخرجوا معا للخارج، كانت "أمل" قد أعدت الفطار جلسوا و أكلوا معا، و بعد الإنتهاء جلس "تامر" مع "ملك" قليلا ثم ودعها و عاد إلي منزله

_________________________________

مرت الأيام بسرعه و قد تم زفاف "تامر" و "ملك" أخيرا و قد عاشوا مع بعضهم أجمل خمس سنوات مع بعضهم بعد أن أنجبوا أطفالهم "ندي" و "نور"

في أحد الأيام كانت "ملك" داخل شقتها و تركض خلف بناتها و تقول بعصبيه:
_"هتجننوني ياولاد تامر، تعالو ذاكروا بقي"

صدر صوت من خلفها يقول:
_"وماله تامر يا قلب تامر؟؟"

إلتفتت له بصدمه وفرحه ثم ركضت عليه و أحتضنته بقوه ثم أردفت بشوق :
_"وحشتني أوي، ليه مقولتش انك جاي النهارده من السفر؟؟"

ابتسم لها ثم قال:
_"كنت عايز أعملهالك مفاجأه"

ضحكت بحب ثم أردفت:
_"أجمل مفاجأه في الدنيا"

قاطع خلوتهم صوت صراخ الفتيات بحماس بإسم والدهم و ركضهم عليه و حتي يعانقوه

نزل إلي مستواهم ثم عانقهم بحب ثم قال:
_"وحشتوني أوي يا حبايبي"

قالت الفتاتان معا :
_"وأنت كمان يا بابا"

ابتسم لهم بحب ثم بعدها قال :
_"كنتوا مزعلين ماما ليه ؟؟"

قالت "ندي" صاحبة الثلاث أعوام بحنق:
_"عايزانا نزاكر واحنا مش عايزين، هو بالغصب يعني"

نظر "تامر" لـ "ملك" بعتاب مصتنع بادلته هي بسخط، نظر لأطفاله ثم قال:
_"عندكوا حق علفكره ، أنا بردو مكنتش بزاكر، المزاكره بتخنقني كده بعيد عنكم"

قالت "نور" لوالدتها:
_"شوفتي؟؟ هو مكانش بيزاكر و طلع طيار، مابالك بقي لو ذاكرت؟؟ ده انا كده هرشق في طب"

نظرت لها "ملك" بغضب علي ما قالته فقال "تامر" بسرعه:
_"علي الأوضه بسرعه بدل ما تنفجر فينا، بسرعه"

ركضت الفتيات الي غرفتهم فقام "تامر" و وقف ثم حاوطها بذراعيه ثم قال:
_"بلاش تكتمي نفس العيال و صاحبيهم علشان ميخرجوش من تحت طوعك"

تحدثت "ملك" بحزن قاىٔله:
_"انا مش بعرف اسيطر عليهم وهما لازم يزاكروا"

وضعت رأسها علي صدره ناحية قلبه فقال هو:
_"كل حاجه هتيجي بالهداوه و العقل"

عانقته بحب فشدد هو علي عناقها أكثر ثم قال هامسا بحب:
_"بحبك يا ملك"

قالت هي أيضا بحب:
_"وأنا بموت فيك يا قلب ملك"

 



سنة النشر : 2023م / 1444هـ .
عداد القراءة: عدد قراءة رحلات إلى الخيال

اذا اعجبك الكتاب فضلاً اضغط على أعجبني
و يمكنك تحميله من هنا:


شكرًا لمساهمتكم

شكراً لمساهمتكم معنا في الإرتقاء بمستوى المكتبة ، يمكنكم االتبليغ عن اخطاء او سوء اختيار للكتب وتصنيفها ومحتواها ، أو كتاب يُمنع نشره ، او محمي بحقوق طبع ونشر ، فضلاً قم بالتبليغ عن الكتاب المُخالف:

المؤلف:
سما أحمد - Sama Ahmed

كتب سما أحمد ❰ لها مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ رحلات إلى الخيال ❝ الناشرين : ❞ أعماق للنشر الإلكتروني ❝ ❱. المزيد..

كتب سما أحمد
الناشر:
أعماق للنشر الإلكتروني
كتب أعماق للنشر الإلكتروني 📚 اكتشف مبادرة "أعماق" 🎨هل لديك كتاب أو عمل فني تود تقديمه بطريقة استثنائية؟ نحن هنا لنجعل ذلك ممكنًا!✨ خدمة 1: تصميم غلاف الكتابإذا كنت تبحث عن تصميم غلاف كتاب يميز عملك ويعكس جوهره بشكل فني واحترافي، فأعماق تقدم لك ما تحتاجه.🎯 ماذا نقدم؟تصميم فريد ومخصص لغلاف الكتاب يتماشى مع محتواك.استخدام الألوان والخطوط بعناية لإبراز الرسالة والجاذبية.اهتمام بأدق التفاصيل لضمان تميز كتابك.🚀 خدمة 2: تسويق الأعمال الفنية والأدبيةبعد أن يصبح لديك غلاف مثالي، لدينا فريق من خبراء التسويق ليساعدك على نشر أعمالك وزيادة جاذبيتها. يشمل ذلك:إنشاء استراتيجيات تسويق مخصصة.العمل على تصدر نتائج محركات البحث.ترويج أعمالك على وسائل التواصل الاجتماعي.اجعل عملك الفني يلمع ويصل إلى أكبر عدد من الأشخاص. انضم إلى مبادرة "أعماق" اليوم ودعنا نساعدك في تحقيق أهدافك الفنية والأدبية. 🚀🖌️📖 ❰ ناشرين لمجموعة من المؤلفات أبرزها ❞ صدفة جمعتنا ❝ ❞ رحلات إلى الخيال ❝ ❞ دروب مظلمة ❝ ❞ حكاية نادرة ❝ ❱.المزيد.. كتب أعماق للنشر الإلكتروني