❞ كتاب إعادة بناء علم التوحيد عند الإمام محمد عبده ❝ ⏤ محمد صالح محمد السيد
من المقدمة: لقد عانى علم التوحيد في طوره المتأخر من التدهور والانحلال، ولم يقو أصحابه على إبداع فكر جديد يواجه العصر ومستجداته، بل ظلوا في إطار البحوث التقليدية، وبنفس النمط الذي أثيرت به في كتب الأسلاف، وظلوا يدورون في هذا الفلك، فأصيب علم التوحيد بالجفاف، ولم يبدع فكرا جديدا له أثره في مواجهة تحديات الحضارة الحديثة، وما تفرزه من فلسفات وأيدلوجيات تهاجم الإسلام، وتحاول جاهدة أن توقف مسيرته الحضارية.
على أن هذا العلم منذ القرن الثامن عشر، قد بدأ نهضة جديدة، بدأت تظهر بصورة أكثر وضوحا على يد الأستاذ الإمام، الذي حاول أن يصوغ لعلم التوحيد وظائف جديدة انطلاقا من أن الإسلام دين وثقافة وحضارة، فيجب أن يكون لهذا العلم دور فعال في توجيه الحياة الاجتماعية والثقافية والسياسية للفرد في أي مجتمع إسلامي، وللأمة الإسلامية كأحد التجمعات البشرية.
ومن هنا بدأ يتساءل عن الدور الذي يمكن أن تلعبه عقيدة التوحيد في حياة المسلم الروحية والمادية، وفى حياة المجتمع الإسلامي، وكيف يمكن لعقيدة التوحيد أن تنفذ إلى جوهر الوجود الإنساني؟
وكيف يمكن أن تكون هذه العقيدة أيضاً محررة للطاقات الإنسانية لكى تفعل وتؤثر، فتحول هذه الذوات الخاملة البليدة، إلى ذوات فعالة نشيطة مبدعة؟
لهذا كان من أهم الوظائف التي وضعها الأستاذ الإمام لهذا العلم - وهو بصدد إعادة بنائه - أن يتحول الإيمان من مجرد الإيمان النظرى إلى إيمان عملي يرسخ مبدأ العمل كشرط ضرورى من شروط الإيمان، ذلك العمل الصالح في مجال الفرد والمجتمع، وهنا تبرز فعالية الإسلام الحقيقية، فالعمل يرتبط بالعلم ارتباطا وثيقاً، فلا عمل بدون علم، ولا قيمة لعلم أو اعتقاد بدون عمل، وبهذا تتسع دائرة الإيمان لتشمل مع الاعتقاد والعبادة شئون الدنيا، وتنظيم المجتمع، والعمل على رقيه وازدهاره، وقضايا الإنسان وتحرره ... إلى آخر تلك القضايا التي تشمل الدين والدنيا معا.
محمد صالح محمد السيد - المفكر الكبير الأستاذ الدكتور محمد صالح محمد السيد (أستاذ الفلسفة الإسلامية بكلية الآداب –جامعة المنيا بجمهورية مصر العربية) ❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ أبو جعفر الإسكافي و آراؤه الكلامية ❝ ❞ إعادة بناء علم التوحيد عند الإمام محمد عبده ❝ الناشرين : ❞ دار قباء للطباعة والنشر والتوزيع ❝ ❱
من كتب التوحيد والعقيدة التوحيد والعقيدة - مكتبة كتب إسلامية.