❞ كتاب علم الدين (الجزء الثالث) ❝ ⏤ علي مبارك
"علم الدين" هو موسوعة ضخمة حوت كثيرًا من المعارف والحكم، ويقع في أربعة أجزاء تحوي 125 مسامرة، كل واحدة تتناول موضوعًا بعينه كالبورصة والنِحل وأوراق المعاملة والهوام والدواب، لكنه صاغها في شكل رواية تعليمية من خلال سيرة "علم الدين" وما وقع له أحداث في مصر وفرنسا بعد خروج نابليون من مصر.
تطرح الرواية موضوع اللقاء بين المجتمع العربي والحضارة الأوروبية وتأخذ شكل رحلة خارج المجتمع العربي، لأن العلوم والفنون ومظاهر الحضارة الأوروبية لم تكن قد انتقلت إلى مجتمعنا العربي،ولم يعتمد علي مبارك في مؤلفه علي العنصر الروائي فقط، فهي أقرب إلى مقالات جمعت في كتاب، وقد عمد إلى وضع أفكاره عن الحضارة الأوروبية في إطار قصصي لما رآه من أن "النفوس كثيراً ما تميل إلى السير والقصص وملح الكلام بخلاف الفنون البحتة والعلوم المحضة فقد تعرض عنها في كثير من الأحيان لا سيما عند السآمة والملال".
علي مبارك - "أبو التعليم المصري" علي باشا مبارك أنه ولد بقرية برنبال الجديدة التابعة لمركز دكرنس محافظة الدقهلية سنة 1824، ونشأ في أسرة كريمة وحفظ القرآن الكريم وتعلم مبادئ القراءة والكتابة ودفعه ذكاؤه الحاد وطموحه الشديد ورغبته العارمة في التعلم إلي الهرب من بلدته ليلتحق بمدرسة "الجهادية" بقصر العيني سنة 1835، وهو في الثانية عشرة من عمره.
وكانت المدرسة داخلية يحكمها النظام العسكري الصارم، وبعد عام ألغيت مدرسة "الجهادية" من قصر العيني واختصت مدرسة الطب بهذا المكان، وانتقل علي مبارك مع زملائه إلى المدرسة "التجهيزية" بأبو زعبل وكان نظام التعليم بها أحسن حالاً وأكثر تقدمًا من مدرسة قصر العيني.
وبعد أن أمضى علي باشا مبارك في مدرسة أبو زعبل 3 سنوات اختير مع مجموعة من المتفوقين للالتحاق بمدرسة "المهندسخانة" في بولاق سنة 1839، وكان ناظرها مهندسًا فرنسيا يسمي "يوسف لامبيزيك". ومكث علي باشا مبارك في المدرسة 5 سنوات درس أثناءها الجبر والهندسة والطبيعة والكيمياء والمعادن والجيولوجيا والديناميكا والفلك ومساحة الأراضي وغيرها، حتى تخرج سنة 1844 بتفوق وكان أول دفعته باستمرار.
وتم اختيار علي مبارك ضمن مجموعة من الطلاب النابهين للسفر إلى فرنسا في بعثة دراسية سنة 1844، وضمت هذه البعثة أربعة من أمراء بيت محمد علي باشا (اثنين من أنائه واثنين من أحفاده) ومن أبرزهم إسماعيل بك إبراهيم الذي صار بعد ذلك الخديوي إسماعيل، وخلال البعثة استطاع إتقان اللغة الفرنسية.
وبعد أن قضى 3 سنوات في المدرسة المصرية الحربية بباريس التحق علي باشا مبارك بكلية متز سنة 1847 لدراسة المدفعية والهندسة الحربية، وظل بها عامين التحق بعدهما بالجيش الفرنسي للتدريب والتطبيق ولم تطل مدة التحاقه إذ صدرت أوامر من عباس الأول الذي تولى الحكم في 24 نوفمبر 1848 بعودته، واثنين من زملائه الملتحقين بالجيش فعادوا جميعًا إلي مصر سنة ،1851 وفور عودته إلى مصر عمل بالتدريس ثم التحق بحاشية عباس الأول وأشرف على امتحانات المهندسين وصيانة القناطر الخيرية.
وعندما عرض على الخديوي مشروع "لامبيزيك" الذي كلف بإعداد خطة لإعادة تنظيم ديوان المدارس فرصد ميزانية 10 آلاف جنيه، استكثر الخديوي عباس المبلغ وأحال المشروع إلي علي مبارك، وكلفه بوضع مشروع أقل تكلفة. أدرك علي مبارك هدف عباس فوضع مشروعًا لإعادة تنظيم المدارس بميزانية 5 آلاف جنيه وقدمه إلى عباس الذي استحسنه لأنه يمشي مع هواه في تخفيض الإنفاق، وكلف علي مبارك بنظارة المدارس وتنفيذ المشروع والإشراف عليه ومنحه رتبة أميرالاي، وكان مشروعه يجمع المدارس كلها في مكان واحد وتحت إدارة ناظر واحد.
وبعد أن تولى إدارة ديوان المدارس أعاد ترتيبها وفق مشروعه، وعين المدرسين ورتب الدروس واختار الكتب واشترك مع عدد من الأساتذة في الكتب المدرسية، وأنشأ مطبعتين لطبعها، وباشر بنفسه شؤون الطلاب من مأكل ومشرب وملبس ومسكن، واهتم بتعليم اللغة الفرنسية حتى أجادها الخريجون.
وظل علي مبارك قائمًا على ديوان المدارس حتي تولى سعيد باشا الحكم في 16 يوليو 1854فعزله عن منصبه وعن نظارة مدرسة المهندسخانة وألحقه بالقوات المصرية التي تشارك مع الدولة العثمانية في حربها ضد روسيا والتي انتهت بنصر العثمانيين والمعروفة بحرب القرم.
وقد استغرقت مهمته سنتين ونصف السنة أقام خلالها في اسطنبول، وتعلم اللغة التركية وذهب إلى منطقة القرم، واشترك في المفاوضات التي جرت بين الروس والدولة العثمانية وعاد إلي بلاد الأناضول وأقام مستشفى عسكريا بالجهود الذاتية لعلاج الأمراض التي تفشت بين الجنود لسوء الأحوال الجوية والمعيشية.
وفور عودة علي مبارك للقاهرة، فوجئ بتسريح الجنود العائدين من الميدان وفصل الكثير من الضباط وكان هو واحدًا ممن شملهم قرار إنهاء الخدمة.
وبعد عزله من وظيفته قرر علي مبارك الرجوع إلى بلدته والاشتغال بالزراعة، ولكن فوجئ بعودته مرة أخري بديوان الجهادية وتقلب في عدة وظائف مدنية ولا يكاد يستقر حتي يفاجأ بقرار الفصل دون إبداء أي أسباب، ثم التحق بمعية سعيد دون عمل يتناسب مع قدراته وإمكانياته حتي طلب سعيد من أدهم باشا الإشراف على تعليم الضباط وضباط الصف القراءة والكتابة "محو الأمية" وطلب من علي مبارك ترشيح معلمين، فإذا به يرشح نفسه قائلاً: "إنها فرصة لتعليم أبناء الوطن"، حيث قام ببث فوائد العلوم وأستخدام أبسط الوسائل التعليمية كالعصا والحبل لتعليم قواعد الهندسة، يجري ذلك على الأرض حتى يثبت في أذهانهم وألف لهم كتابًا هو "تقريب الهندسة". وهكذا حول هذا المعلم الكفء مشروع محو الأمية إلى ما يشبه كلية حربية، وما كادت أحواله تتحسن وحماسه يزداد حتي فاجأه سعيد باشا بقرار فصل في مايو 1862.
وترك علي مبارك مؤلفات كثيرة تدل على نبوغه في ميدان العمل الإصلاحي والتأليف..
❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ الخطط التوفيقية الجديدة ❝ ❞ الخطط التوفيقية لمدينة الإسكندرية ❝ ❞ الخطط التوفيقية الجديدة ج4 ❝ ❞ الخطط التوفيقية الجديدة ج5 ❝ ❞ الخطط التوفيقية الجديدة ج2 ❝ ❞ الخطط التوفيقية الجديدة ج6 ❝ ❞ الخطط التوفيقية الجديدة ج3 ❝ ❞ علم الدين (الجزء الثالث) ❝ ❞ علم الدين (الجزء الأول) ❝ الناشرين : ❞ جميع الحقوق محفوظة للمؤلف ❝ ❞ مكتبة الآداب ❝ ❞ المطبعة الكبري الأميرية ❝ ❞ جريدة المحروسه بالاسكندرية ❝ ❱
من الموسوعات العامة - مكتبة الكتب والموسوعات العامة.