❞ رواية آخر أيام الباشا ❝ ⏤ رشا عدلي
«آخر أيام الباشا» رواية حافلة برائحة التاريخ. أنها تقدمُ، انطلاقاً من ذريعة رواية تتمثل في إهداء محمد علي باشا زرافة إلى ملك فرنسا، صورة مختلفة عن هذه الشخصية من منظور بطل العمل وهو الشخصية المحركة للأحداث، مدفوعاً بحبه للباشا وإعجابه به وهو مؤرخ متمرد على المناهج التي يشتغل بها المؤرخون في العادة، بحيث يتحول البحث إلى نوع من التحري والتحقيق الذي يستبعد كل الفرضيات الجاهزة إلى حد التشكيك في "الحقائق" المثبتة في الكتب، والمطالبة باستخراج رفات الباشا لتحديد أسباب وفاته!تعيد الرواية إلى الواجهة مجموعة من المواقف التي حكمت العلاقة بين الشرق والغرب يكشف عنها حسن البربري الجندي السابق في قوات الانكشارية الذي ذهب به قدره ليصبح الحارس الخاص لقنصل فرنسا في القاهرة وهو الذي رافق (الزرافة الدبلوماسية) في رحلتها إلى فرنسا وفي هذه الرحلة يتعرف البربري إلى عالم آخر غريب عليه من خلال تردده على أشهر الصالونات الفرنسية في ذلك الوقت "صالون مدام شانتال" فيعقد علاقات وصداقات مع أشهر أدباء فرنسا (ستندال.. فكتور هوغو.. الكسندر دوما وغيرهم...) ليفاجأ بتناقض صارخ بين القناعات المعلنة والممارسات في الواقع. مواقف لا تعني فقط المستشرقين الذين نظروا دائماً إلى هذا الشرق من زاوية متعالية بل، لم يسلم منها مثقفو فرنسا المتنورون أيضاً.«آخر أيام الباشا» رواية أخرى وفية للأسلوب الذي اختارته الكاتبة رشا عدلي في عدد من أعمالها السابقة. ذلك الأسلوب المعتمد على رحلة ذهاب وعودة بين فترتين تاريخيتين، حيث تتفاعل أحداث تاريخية مع أحداث الحاضر لتقديم "روائية تخيلية" للتاريخ قد تكون دعوة لإعادة النظر في مجموعة من المسلمات، كما قد تكون مجرد بناء تخيلي لأحداث من زمن آخر لم ينقطع تأثيرها في الزمن الراهن.
رشا عدلي - رشا عدلي هي روائية مصرية من مواليد 1976 صدر لها العديد من الروايات والإصدارات المميزة وصلت اثنين من رواياتها إلى القائمة الطويلة للجائزة العالمية للرواية العربية عامي 2018 و2020.
رشا عدلي روائية مصرية وفنانة تشكيلية ولدت في عام1976 في محافظة القاهرة، مصر. وحصلت على الدبلوم العالي في تاريخ الفن التشكيلي من «أكاديمية لايم للفنون». بدأت مسيرة عدلي في الكتابة عبر مدونة في عام 2007، لكن مسيرتها الأدبية الحقيقية لم تبدأ حتى عام 2010، حينما أصدرت أول عمل روائي لها بعنوان «صخب الصمت» الصادر عن دار كيان للنشر والتوزيع. ثم نشرت بعد ذلك كتاب «القاهرة المدينة والذكريات» في عام 2011، ويعدُ هو الكتاب الوحيد لعدلي من بين ثمانِ روايات لها.
استمرت عدلي في نشر الروايات حتى عام 2017 حينما نشرت روايتها السادسة «شغف» والتي كانت نقلة في مسيرتها الأدبية حيث حققت لها الصيت والانتشار الواسع إثر ترشحها ضمن القائمة الطويلة للجائزة العالمية للرواية العربية في عام 2018. كما تُرجمت هذه الرواية إلى اللغة الإنجليزية من قبل الجامعة الأمريكية بالقاهرة. وتعتبر هذه الرواية بأنها رواية تاريخية تدور أحداثها بين زمنين مختلفين وتكون حلقة الوصل بينهما لوحة فنية تعود لأيام الحملة الفرنسية بقيادة نابليون، تجدها الباحثة التاريخية ياسمين، وهي لفتاة مصرية تدعى زينب والتي وقع في حبها نابليون، لكنها وقعت في حب فنان تشكيلي فرنسي متمرد. ويكمن السر وراء اسم الرواية «شغف» هو أن لكلاً من أبطال الرواية شغف نحو أمراً ما، ينتهي بهم المطاف في اكتشافه.
وكذلك وصلت رواية عدلي «آخر أيام الباشا» للقائمة الطويلة لنفس الجائزة في 2020. وهي الرواية التي تسعى فيها عدلي إلى تغيير كلي للصورة التي رسمها التاريخ عن «محمد علي باشا» والتشكيك في معلومات كانت أصبحت مسلمات عند البعض، ويحدث هذا عن طريق «جهاد» بطل الرواية المعجب بشخصية الباشا والذي يخوض رحلته في تصحيح الصورة الظالمة التي أُقحم فيها الباشا. ويغلب على روايات عدلي القالب التاريخي ويرجع ذلك إلى دراستها لتاريخ الفن. فيتضح هذا الجانب بوضوح في روايات مثل «صخب الصمت» و«شغف» و «آخر أيام الباشا» و«على مشارف الليل» وكذلك في كتابها «القاهرة المدينة والذكريات». كما استخدمت عدلي تقنية الزمن المتعدد في ثلاث روايات: «شغف» و«آخر أيام الباشا» و«على مشارف الليل» حيث تشترك هذه الروايات الثلاث بوجود زمنين مختلفين يربطهم عامل مشترك ما.
❰ لها مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ الحياة ليست دائما وردية ❝ ❞ ملء العين ❝ ❞ قطار الليل إلى تل أبيب ❝ ❞ آخر أيام الباشا ❝ ❞ على مشارف الليل ❝ ❞ أنت تشرق أنت تضيء ❝ ❞ شغف ❝ الناشرين : ❞ الدار العربية للعلوم ناشرون ❝ ❞ دار الشروق ❝ ❱
من كتب الروايات والقصص - مكتبة القصص والروايات والمجلّات.