❞  كواليس طالب علم ❝  ⏤ سارة سمري

❞ كواليس طالب علم ❝ ⏤ سارة سمري

كواليس طالب علم. كان هناك شاب لا يعرف سوى الانتصار، لا يعرف معنى الهزيمة، كان يعتزل نفسه، يستيقظ في الصباح ليكمل ما بدأه، أراد أن يصل، وكان مأسورًا في غرفة لا يوجد بها سوى الكتب والأوراق والاختبارات، وجوائز على مكتبه مرتبة، وشهادات على الحائط معلقة، كان الجميع ينظر إلى نجاحه فقط، لا ينظرون إلى ما يمر به، أمام كل تلك الشهادات والجوائز كان يسهر ليالي طويلة يسعى ويجتهد، ينسى نفسه في الطعام والشراب، شارد الذهن دائما بما سيحدث فيما بعد. كان ينسى أن يمرح ويلهو؛ لم يكن لديه وقت حتى يفعل ذلك، كان الجميع يشاهدونه وهو ينجح، ولم يعلموا أنه أمام ذلك النجاح كانت هناك عدة هزائم لم يبوح بها، كان كل ما يدور في خاطره لماذا ينتظر الجميع نتائج حرب أخوضها أنا وأهدافها لي؟ عندما وصل الشاب إلى مرحلة جادة في عمره أدرك أنه قد كبر وأنه سيتحمل تلك المسؤولية، لأنه ما زال حلمه بداخله، يريد أن يحققه مهما كان الثمن، لا يهمه هل كان اليوم صعبا أم لا، كان ينزل ليكمل دروسه من الصباح حتى المساء، كان طوال الوقت مندثرًا عن العالم، منعزلاً عن البشر، بعيدا عن أي شيء يؤثر على أحلامه، فقد راهن الجميع على نجاحه؛ فهم رأوا فيه آمالا وطموحات وعزيمة لم يروها في شخص من قبل، ثم بدأ هذا الشاب يواصل ويطلب العلم مرارا وتكرارا، يدون جميع الملاحظات لتلك المعاني الكبيرة في كل لغة، كان دائما يوثق كلكبيرة وصغيرة، ظنا منه أنها ستصبح ذكرى جميلة عندما يراها ولكنه لم يدرك أنه بذلك التوثيق يسحب سكينا لذبح قلبه، لم يكن الأمر كما خطط له ، لم يكن الأمر مغامرة فحسب، كان سلباً لكل طاقته، تم إرهاق عزيمته واستنزاف ما بداخله بالكامل، أصبح لا يهوى ما كان يهواه، كان في كامل تعاسته، لم يكن الأمر سهلا، بل كان سيئا، أصبح كائنا متعصبا، لم يكن باهتا يوما مثل ذلك الوقت، أصبح لا يعلم طريق الفرح والسرور، فقد تركه الجميع في ذلك الوقت الذي كان يخاف فيه الخذلان، تركه من حوله هان عليه الجميع حتى الذين لم يهونوا عليه يوما، البعض يريدون نجاحه، والبعض ينتظرون سقوطه، والجميع لا يعلم ما خلف الستار، لم يكترثوا بذلك الشاب الذي حارب واستنزف طاقته للصعود على ذلك المسرح، لا يعرفون الكواليس، أرادوا رؤية الفيلم واضحًا فقط، لم يكترث هو أيضًا لما حدث أو ما سيحدث، كان يواصل أكثر، كان عندما يذهب لتأدية الاختبار يعود بكامل إجابته، ويجمع تلك الدرجات ويحسن نتائجها لآخر يوم في الاختبارات، كان ينتظر ذلك المجموع الذي حصده في مخيلته من زراعة زرعها في اجتهاده طوال العام، من مذاكرة سهر لها ليال طويلة، وها قد أتى اليوم الذي انتظره الشاب وانتظره الجميع، فالجميع من حوله يعلمون أنه سيكون طبيبا، ولكن بعد ذلك صدم الشاب. وقف مكانه يبكي، ‵يا حصرتاه على طالب اجتهد ولم يجد‵. ظل يحادث نفسه: هل هذا أنا؟ هل هذا حدث حقا؟‵ تلك الليلة
سارة سمري - كـاتبة وشاعِرة عامية
لقبي/الخاصة بـ كيلان(قلم يوليو)
شاركت فـي بعض الكتب المُجمعة مِثل بين أجفان الليل لحفل أرسطو وكتاب هل أعرفني وغيرهم..
تحب كِتابة النصوص والقصائد وبعض القصص الصغيرة.💌
من - مكتبة .

نبذة عن الكتاب:
كواليس طالب علم

2024م - 1446هـ
كواليس طالب علم. كان هناك شاب لا يعرف سوى الانتصار، لا يعرف معنى الهزيمة، كان يعتزل نفسه، يستيقظ في الصباح ليكمل ما بدأه، أراد أن يصل، وكان مأسورًا في غرفة لا يوجد بها سوى الكتب والأوراق والاختبارات، وجوائز على مكتبه مرتبة، وشهادات على الحائط معلقة، كان الجميع ينظر إلى نجاحه فقط، لا ينظرون إلى ما يمر به، أمام كل تلك الشهادات والجوائز كان يسهر ليالي طويلة يسعى ويجتهد، ينسى نفسه في الطعام والشراب، شارد الذهن دائما بما سيحدث فيما بعد. كان ينسى أن يمرح ويلهو؛ لم يكن لديه وقت حتى يفعل ذلك، كان الجميع يشاهدونه وهو ينجح، ولم يعلموا أنه أمام ذلك النجاح كانت هناك عدة هزائم لم يبوح بها، كان كل ما يدور في خاطره لماذا ينتظر الجميع نتائج

حرب أخوضها أنا وأهدافها لي؟

عندما وصل الشاب إلى مرحلة جادة في عمره أدرك أنه قد كبر وأنه سيتحمل تلك المسؤولية، لأنه ما زال حلمه بداخله، يريد أن يحققه مهما كان الثمن، لا يهمه هل كان اليوم صعبا أم لا، كان ينزل ليكمل دروسه من الصباح حتى المساء، كان طوال الوقت مندثرًا عن العالم، منعزلاً عن البشر، بعيدا عن أي شيء يؤثر على أحلامه، فقد راهن الجميع على نجاحه؛ فهم رأوا فيه آمالا وطموحات وعزيمة لم يروها في شخص من قبل، ثم بدأ هذا الشاب يواصل ويطلب العلم مرارا وتكرارا، يدون جميع الملاحظات لتلك المعاني الكبيرة في كل لغة، كان دائما يوثق كلكبيرة وصغيرة، ظنا منه أنها ستصبح ذكرى جميلة عندما يراها ولكنه لم يدرك أنه بذلك التوثيق يسحب سكينا لذبح قلبه، لم يكن الأمر كما خطط له ، لم يكن الأمر مغامرة فحسب، كان سلباً لكل طاقته، تم إرهاق عزيمته واستنزاف ما بداخله بالكامل، أصبح لا يهوى ما كان يهواه، كان في كامل تعاسته، لم يكن الأمر سهلا، بل كان سيئا، أصبح كائنا متعصبا، لم يكن باهتا يوما مثل ذلك الوقت، أصبح لا يعلم طريق الفرح والسرور، فقد تركه الجميع في ذلك الوقت الذي كان يخاف فيه الخذلان، تركه من حوله هان عليه الجميع حتى الذين لم يهونوا عليه يوما، البعض يريدون نجاحه، والبعض ينتظرون سقوطه، والجميع لا يعلم ما خلف الستار، لم يكترثوا بذلك الشاب الذي حارب واستنزف طاقته للصعود على ذلك المسرح، لا يعرفون الكواليس، أرادوا رؤية الفيلم واضحًا فقط، لم يكترث هو أيضًا لما حدث أو ما سيحدث، كان يواصل أكثر، كان عندما يذهب لتأدية الاختبار يعود بكامل إجابته، ويجمع تلك الدرجات ويحسن نتائجها لآخر يوم في الاختبارات، كان ينتظر ذلك المجموع الذي حصده في مخيلته من زراعة زرعها في اجتهاده طوال العام، من مذاكرة سهر لها ليال طويلة، وها قد أتى اليوم الذي انتظره الشاب وانتظره الجميع، فالجميع من حوله يعلمون أنه سيكون طبيبا، ولكن بعد ذلك صدم الشاب. وقف مكانه يبكي، ‵يا حصرتاه على طالب اجتهد ولم يجد‵. ظل يحادث نفسه: هل هذا أنا؟ هل هذا حدث حقا؟‵ تلك الليلة .
المزيد..

تعليقات القرّاء:



سنة النشر : 2024م / 1445هـ .
عداد القراءة: عدد قراءة كواليس طالب علم

اذا اعجبك الكتاب فضلاً اضغط على أعجبني
و يمكنك تحميله من هنا:

تحميل الكتاب غير متوفّر حاليًا

شكرًا لمساهمتكم

شكراً لمساهمتكم معنا في الإرتقاء بمستوى المكتبة ، يمكنكم االتبليغ عن اخطاء او سوء اختيار للكتب وتصنيفها ومحتواها ، أو كتاب يُمنع نشره ، او محمي بحقوق طبع ونشر ، فضلاً قم بالتبليغ عن الكتاب المُخالف:

المؤلف:
سارة سمري - Sarah Semary

كتب سارة سمري كـاتبة وشاعِرة عامية لقبي/الخاصة بـ كيلان(قلم يوليو) شاركت فـي بعض الكتب المُجمعة مِثل بين أجفان الليل لحفل أرسطو وكتاب هل أعرفني وغيرهم.. تحب كِتابة النصوص والقصائد وبعض القصص الصغيرة.💌. المزيد..

كتب سارة سمري