❞ رواية فتى الصعيد ❝ ⏤ هيثم مصطفى عبد الباقي
يحكى أن أمراة اسمها مها تزوجت شخص يدعي اسمه عبداللع بعد زوجها محمد وكان لديها طفلا اسمه ياسين من زوجها السابق وكان يبلغ من العمر ثلاثة أعوام انتقلت المرأة إلى منزل زوجها مع أبنها بعد زواجها من الرجل الثاني. وكان غنيا جدا فلم يعترض الزوج على بقاء الطفل في منزله مع أمه
وبعد مرور عاما أنجبت المرأة طفلا وشعر الزوج بالسعادة ولكن بدأت مشاعر الزوج تتغير بأتجاه أبنها اليتيم. حيث توقف عن اللعب معه ولم يعد يهتم به مثل السابق وأصبح لا يطيق وجوده في منزله الواسع .وفي أحد المرات عاد الرجل من العمل ومعه دراجة هوائية لأبنه
وكانت الأم تتألم بشدة وهيا ترى أبنها اليتيم ..يشاهد أخاه بحزن وهو يلعب ويتجول في المنزل فوق دراجته الجديدة.
تحدثت الأم مع زوجها وطلبت منه أن يجلب دراجة أخرى لأبنها اليتيم مثل أخاه ولكن رفض وأخبرها بأنه ليس مسؤولا عليه وإذا لم تتوقف عن الحديث عن أبنها سوف يقوم بطرده من المنزل شعرت بالخۏف على ابنها وتقبلت بالأمر خوفا على فقدانه
قبلت الأم أن ترى أبنها يعيش حياة مريرة وظلما وحزنا وقهـ.ـرا وألـ.ـما أفضل من أن لا ترأه نهائيا
مضت الأيام وكبر الأولاد وقام الزوج بتسجيل أبنه في أحدث المدارسة الأهليه ورفض بتسجيل ابن زوجته وقال أنا لست والده لكي أهدر أموالي في تعليمه.
وفي النهاية هو لن ينفعني ولن يحمل أسمي أجابت الأم پغضب فقالت نعم ربما لا يكون من لحمك ود.مك وليس أبنك ولن يحمل أسمك. ولكن هذا لا يعني أن تحرمه من التعليم وتتركه يعيش في ظلام الجهل اليس في قلبك ذرة رحمة وشفقة
فقال لها لقد طفح الكيل لم أعد أحتمل وجوده هنا ولا أريد رؤيته في منزلي اقترب الصبي الى أمه ومسح دموعها فنظرت ٳليه فقال لها وهو يبكي لا تحزني يا أمي لا يوجد شيئا يستحق أن تذرفي دمعه من أجله لقد تعبت وأنا أرى ذلك العجوز يقوم بٳهانتك كل يوم من أجلي
ومن أجل أن تكوني سعيدة سوف أرحل وأترك المنزل ودع الصبي أمه وحمل ملابسة وغادر وأصبح قلبها يشعل ڼارا ويوجد أسئلة كثيرة لا تعلم أجوبتها الى أين سيذهب وأين سوف يعيش وأين سوف يأكل. وماذا أن مرض من الذي سيداويه وسيهتم به
كل هذي الأسئلة يطرق رأسها ثم رفعت يدها الى السماء وقالت
اللهم أستودعتك أبني اليتيم فتكفل به وأحفظه وأعيده لي سالما غانما عاد الزوج من العمل نظر الى زوجتة وجدها سعيدة مطمئنه. تعجب من أمرها كيف تبدو سعيدة ولم يمر علي رحيل أبنها بضع ساعات.
فسألها لماذا أنتي سعيدة ولست حزينة على رحيل أبنك ابتسمت ثم قالت لقد تركت أمر كفالته على من يستطيع راعيته وحمايته وهو الوحيد القادر على فعل كل ذلك دون ملل وكلل ودون أن يطلب مقابل أيضا فقال متعجبا من هو. فقالت الله عز وجل.
فضحك ساخرا فقال العالم في الخارج لا يرحم مسكينا ولا يشفق على جائعا يبدو أنك فقدتي عقلك وبعد مرور سنوات قليلة عاد أبنها لزيارتها وهو يحمل طفلا بيده وأمرأة برفقته. فسلم على أمه. فقالت وهيا في غاية السعادة من هذه المرأة وأبن من هذا الطفل أجابها هذه زوجتي وهذا أبني. فقالت كيف أستطعت أن تكون حياتك وأنت ليس لديك المال. ولا مأوى.
فقال لها بالحقيقة أنا لا أعلم كيف عصفت بي الحياة لقد كنت تائها وحيدا لا أدري الى أين أذهب. ثم توجهت الى أحد المساجد في قرية صغيرة ونمت. وكنت أبحث في النهار عن عمل وفي الليل أعود الى المسجد.
أخبرت ٳمام المسجد بقصتي وثم أستأذنت منه أن يسمح لي بأن أبات في المسجد حتى أجد مكانا وافق وكان يطعمني كل يوم وكنت أقوم بتنظيف المسجد..وفي أحد الأيام مرض الٳمام فتقدمت أنا بالناس ومنذ تلك الليلة وأنا أصلي بالناس.
وبدأ الناس تتقرب مني وأصبح الجميع يحبونني ويحترمونني. ثم عرضوا علي بأن أتزوج من فتاة يتيمة ليس لديها سوﻯ جدتها وافقت وتكفل جميعهم بكل شيء. وتزوجت وبعد فترة قصيرة توفت السيدة العجوز
وحصلت زوجتي على قطعة أرض من ورث جدتها. وقمت بزراعتها وتحسنت أوضاعنا والحمد لله. أصبح لدي الكثير من الأراضي الزراعية بكت الأم من شدة السعادة وعلمت بأن الله استجاب لدعائها. ولكن لم يكن الزوج. مصدقا أنه سوف يعود بيوم من الايام شخصا غنيا.
هيثم مصطفى عبد الباقي - هيثم مصطفى عبدالباقى سيد القط
مواليد محافظة أسيوط من أسرة من متوسطة الحال
من كتب الروايات والقصص - مكتبة القصص والروايات والمجلّات.