❞  محمد والمسيح معا على الطريق ❝  ⏤ خالد محمد خالد

❞ محمد والمسيح معا على الطريق ❝ ⏤ خالد محمد خالد

فى الكتاب يتحدث خالد محمد خالد عن نور خرج من الظلمة لينشر العدل والحق والحب والرحمة بين الناس، ذلك النور متمثلاً فى المسيح وفى محمد، فالمسيح يقول: "جئت لأخلص العالم"، ومحمد يقول: "إنما أنا رحمة مهداة" ومن المؤكد أنهما يقصدان "إنهاض الإنسان"، و"ازدهار الحياة".

جاء المسيح، ومن بعده محمد بدعوة موضوعها الإنسان، ليخصاه من الظلم والاستبداد والجهل، فأخلصوا لدعوتهم حتى انتشرت فى بقاع العالم، ولأنهما بعثا من أجل الإنسان.. كانا إنسانين.. رجلين من البشر.. يأكلان الطعام.. ويمشيان فى الأسواق، وأول ما يبهرنا فى عنايتهما بالإنسان، هو أن المسيح ينعت نفسه "أنا ابن الإنسان"، بينما يقول محمد "أنا بشر مثلكم"، ولم يجيئا ملكين، ولا من طبيعة غير طبيعة البشر، إذًا فالإنسانية هى الجنسية التى يحملها المسيح وأخوه.

كان حرصهما على أن يظلا فى وعى الناس مجرد بشر، اعتدادًا بدور الإنسان، واعتزازًا بالبشرية نفسها، لكن الأسلوب الذى اتبعاه فى نسج حياتهما لم يكن أسلوبًا عاديًا، بل كان متفوقًا، وخارقًا.. فكانت المعجزة.

ولم يهتم المسيح ومحمد بشىء مثل اهتمامها بتحرير البسطاء من غفلتهم، فيقول عيسى "روح الرب مسحنى، لأبشر المساكين..أرسلنى لأشفى منكسرى القلوب"، إنه مع الإنسان العادى الذى ليس معه مال، ولا جاه، ولا سلطان، فسلح الناس العاديين بأقوى الأسلحة، بالإيمان، والأمل حين قال لهم "طوباكم".

ولا يختلف موقف ابن عبد الله من موقف المسيح فى وقوفه إلى صف الإنسان البسيط، فلا يكاد محمد يبصر البسطاء قادمين نحوه، فى أى ساعة، حتى يتلقاهم بحفاوة، ويبسط لهم رداءه ليجلسوا فوقه، وهو يرحب بهم ويقول: "أهلا بمن أوصانى بهم ربى".

الإنسان البسيط إذًا، كان وصية الله لمحمد، مثلما كان وصية الله للمسيح، مثلما كان وصيته لكل نبى وكل رسول.
خالد محمد خالد - مفكر إسلامي مصري معاصر، مؤلف كتاب رجال حول الرسول الذي كان سبب شهرته، كما ألف عدة كتب تتحدث عن السيرة النبوية وأعلام الصحابة، وهو والد الداعية المصري محمد خالد ثابت. كان خالد محمد خالد كاتباً مصرياً معاصراً ذا أسلوب مبسط، تخرج من كلية الشريعة بالأزهر، وعمل مدرساً، ثم عمل بوزارة الثقافة، كان عضواً بالمجلس الأعلى للآداب والفنون.ولد رحمة الله عليه بقرية العدوة من قرى محافظة الشرقية وتوفي من عدة سنوات وقبره بهذه القرية.

كان مولده يوم الثلاثاء في "العدوة" إحدى قرى محافظة الشرقية بمصر، والتحق في طفولته بكتاب القرية، فأمضى به بضع سنوات، حفظ في أثنائها قدراً من القرآن، وتعلم القراءة والكتابة. ولما عقد والده – الشيخ محمد خالد – عزمه على أن يلحقه بالأزهر الشريف، حمله إلى القاهرة، وعهد به إلى أبنه الأكبر " الشيخ حسين " ليتولي تحفيظه القرآن كاملاً، وكان ذلك هو شرط الالتحاق بالأزهر في ذلك الوقت. أتم حفظ القرآن كله في وقت قياسي وهو خمسة أشهر – كما بين ذلك مفصلاً في مذكراته "قصتي مع الحياة" – ثم التحق بالأزهر في سن مبكرة، وظل يدرس فيه على مشايخه الأعلام طيلة ستة عشر عاماً حتى تخرج فيه، ونال الشهادة العالية من كلية الشريعة سنة 1364هـ – 1945م، وكان آنذاك زوجاً وأباً لأثنين من أبنائه. عمل بالتدريس بعد التخرج من الأزهر عدة سنوات حتى تركه نهائياً سنة 1954م، حيث عين في وزارة الثقافة كمستشار للنشر، ثم ترك الوظائف نهائياً بالخروج الاختياري على المعاش عام 1976.

وذلت له عروض كثيرة لنيل وظائف قيادية في الدولة، سواء في رئاسة جمال عبد الناصر أو أنور السادات، فكان يعتذر عنها، ورفض عروضاَ أخرى لأسفار خارج مصر، وآثر أن يبقى في حياته المتواضعة التي يغلب عليها الزهد والقنوع. تقلبت حياته في أطوار متعددة، من حفظ مبكر وسريع للقرآن الكريم، إلى طالب نابه بالأزهر الشريف، إلى شاب متعطش للمعرفة، تواق إلى أنواع الفنون والآداب والثقافات، إلى منغمس في السياسة مشغول بها، إلى خطيب بارع في القضايا السياسية التي كانت تشغل الوطن في ذلك الوقت، ثم إلى واعظ تغمر دروسه وخطبه القلوب بنشوة الإيمان، إلى عابد مشغول بالآخرة، وصوفي مشغول بربه، وهكذا.. وقد شرح ذلك بالتفصيل في مذكراته : "قصتي مع الحياة".

مرض مرضاً طويلاً، واشتد عليه في سنواته الأخيرة، ومع ذلك كان دائم القول: "لا راحة للمؤمن من دون لقاء الله" ولم تكن فكرة الموت تزعجه، بل كان كما المنتظر له علي شوق، وقد استعد له وأوصي بما يريد.. وكان من وصيته أن يصلي علية في جامع الأزهر، معهده العلمي ومرتع صباه وشبابه، وان يدفن بقريته "العدوة" بجوار الآباء والأجداد والإخوان والأهل. جاءته الوفاة وهو في المستشفى يوم الخميس، ليلة الجمعة 9 شوال سنة 1416هـ الموافق 29 فبراير سنة 1996م عن عمر يناهز الستة والسبعين عاماً.
❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ رجال حول الرسول ❝ ❞ الوصايا العشر لمن يريد أن يحيا ❝ ❞ والموعد الله - كيف يفكر أهل الله ❝ ❞ الاسلام ينادي البشر الي هذا الرسول ❝ ❞ لقاء مع الرسول ❝ ❞ أزمة الحرية فى عالمنا ❝ ❞ إنسانيات محمد ❝ ❞ الدولة في الإسلام ❝ ❞ كما تحدث القرآن ❝ الناشرين : ❞ دار الفكر للطباعة والنشر بسوريا ❝ ❞ دار المقطم للنشر والتوزيع ❝ ❱
من فكر إسلامي الفكر والفلسفة - مكتبة المكتبة التجريبية.

نبذة عن الكتاب:
محمد والمسيح معا على الطريق

2009م - 1446هـ
فى الكتاب يتحدث خالد محمد خالد عن نور خرج من الظلمة لينشر العدل والحق والحب والرحمة بين الناس، ذلك النور متمثلاً فى المسيح وفى محمد، فالمسيح يقول: "جئت لأخلص العالم"، ومحمد يقول: "إنما أنا رحمة مهداة" ومن المؤكد أنهما يقصدان "إنهاض الإنسان"، و"ازدهار الحياة".

جاء المسيح، ومن بعده محمد بدعوة موضوعها الإنسان، ليخصاه من الظلم والاستبداد والجهل، فأخلصوا لدعوتهم حتى انتشرت فى بقاع العالم، ولأنهما بعثا من أجل الإنسان.. كانا إنسانين.. رجلين من البشر.. يأكلان الطعام.. ويمشيان فى الأسواق، وأول ما يبهرنا فى عنايتهما بالإنسان، هو أن المسيح ينعت نفسه "أنا ابن الإنسان"، بينما يقول محمد "أنا بشر مثلكم"، ولم يجيئا ملكين، ولا من طبيعة غير طبيعة البشر، إذًا فالإنسانية هى الجنسية التى يحملها المسيح وأخوه.

كان حرصهما على أن يظلا فى وعى الناس مجرد بشر، اعتدادًا بدور الإنسان، واعتزازًا بالبشرية نفسها، لكن الأسلوب الذى اتبعاه فى نسج حياتهما لم يكن أسلوبًا عاديًا، بل كان متفوقًا، وخارقًا.. فكانت المعجزة.

ولم يهتم المسيح ومحمد بشىء مثل اهتمامها بتحرير البسطاء من غفلتهم، فيقول عيسى "روح الرب مسحنى، لأبشر المساكين..أرسلنى لأشفى منكسرى القلوب"، إنه مع الإنسان العادى الذى ليس معه مال، ولا جاه، ولا سلطان، فسلح الناس العاديين بأقوى الأسلحة، بالإيمان، والأمل حين قال لهم "طوباكم".

ولا يختلف موقف ابن عبد الله من موقف المسيح فى وقوفه إلى صف الإنسان البسيط، فلا يكاد محمد يبصر البسطاء قادمين نحوه، فى أى ساعة، حتى يتلقاهم بحفاوة، ويبسط لهم رداءه ليجلسوا فوقه، وهو يرحب بهم ويقول: "أهلا بمن أوصانى بهم ربى".

الإنسان البسيط إذًا، كان وصية الله لمحمد، مثلما كان وصية الله للمسيح، مثلما كان وصيته لكل نبى وكل رسول. .
المزيد..

تعليقات القرّاء:



سنة النشر : 2009م / 1430هـ .
عداد القراءة: عدد قراءة محمد والمسيح معا على الطريق

اذا اعجبك الكتاب فضلاً اضغط على أعجبني
و يمكنك تحميله من هنا:


شكرًا لمساهمتكم

شكراً لمساهمتكم معنا في الإرتقاء بمستوى المكتبة ، يمكنكم االتبليغ عن اخطاء او سوء اختيار للكتب وتصنيفها ومحتواها ، أو كتاب يُمنع نشره ، او محمي بحقوق طبع ونشر ، فضلاً قم بالتبليغ عن الكتاب المُخالف:

المؤلف:
خالد محمد خالد - Khaled Mohamed Khaled

كتب خالد محمد خالد مفكر إسلامي مصري معاصر، مؤلف كتاب رجال حول الرسول الذي كان سبب شهرته، كما ألف عدة كتب تتحدث عن السيرة النبوية وأعلام الصحابة، وهو والد الداعية المصري محمد خالد ثابت. كان خالد محمد خالد كاتباً مصرياً معاصراً ذا أسلوب مبسط، تخرج من كلية الشريعة بالأزهر، وعمل مدرساً، ثم عمل بوزارة الثقافة، كان عضواً بالمجلس الأعلى للآداب والفنون.ولد رحمة الله عليه بقرية العدوة من قرى محافظة الشرقية وتوفي من عدة سنوات وقبره بهذه القرية. كان مولده يوم الثلاثاء في "العدوة" إحدى قرى محافظة الشرقية بمصر، والتحق في طفولته بكتاب القرية، فأمضى به بضع سنوات، حفظ في أثنائها قدراً من القرآن، وتعلم القراءة والكتابة. ولما عقد والده – الشيخ محمد خالد – عزمه على أن يلحقه بالأزهر الشريف، حمله إلى القاهرة، وعهد به إلى أبنه الأكبر " الشيخ حسين " ليتولي تحفيظه القرآن كاملاً، وكان ذلك هو شرط الالتحاق بالأزهر في ذلك الوقت. أتم حفظ القرآن كله في وقت قياسي وهو خمسة أشهر – كما بين ذلك مفصلاً في مذكراته "قصتي مع الحياة" – ثم التحق بالأزهر في سن مبكرة، وظل يدرس فيه على مشايخه الأعلام طيلة ستة عشر عاماً حتى تخرج فيه، ونال الشهادة العالية من كلية الشريعة سنة 1364هـ – 1945م، وكان آنذاك زوجاً وأباً لأثنين من أبنائه. عمل بالتدريس بعد التخرج من الأزهر عدة سنوات حتى تركه نهائياً سنة 1954م، حيث عين في وزارة الثقافة كمستشار للنشر، ثم ترك الوظائف نهائياً بالخروج الاختياري على المعاش عام 1976. وذلت له عروض كثيرة لنيل وظائف قيادية في الدولة، سواء في رئاسة جمال عبد الناصر أو أنور السادات، فكان يعتذر عنها، ورفض عروضاَ أخرى لأسفار خارج مصر، وآثر أن يبقى في حياته المتواضعة التي يغلب عليها الزهد والقنوع. تقلبت حياته في أطوار متعددة، من حفظ مبكر وسريع للقرآن الكريم، إلى طالب نابه بالأزهر الشريف، إلى شاب متعطش للمعرفة، تواق إلى أنواع الفنون والآداب والثقافات، إلى منغمس في السياسة مشغول بها، إلى خطيب بارع في القضايا السياسية التي كانت تشغل الوطن في ذلك الوقت، ثم إلى واعظ تغمر دروسه وخطبه القلوب بنشوة الإيمان، إلى عابد مشغول بالآخرة، وصوفي مشغول بربه، وهكذا.. وقد شرح ذلك بالتفصيل في مذكراته : "قصتي مع الحياة". مرض مرضاً طويلاً، واشتد عليه في سنواته الأخيرة، ومع ذلك كان دائم القول: "لا راحة للمؤمن من دون لقاء الله" ولم تكن فكرة الموت تزعجه، بل كان كما المنتظر له علي شوق، وقد استعد له وأوصي بما يريد.. وكان من وصيته أن يصلي علية في جامع الأزهر، معهده العلمي ومرتع صباه وشبابه، وان يدفن بقريته "العدوة" بجوار الآباء والأجداد والإخوان والأهل. جاءته الوفاة وهو في المستشفى يوم الخميس، ليلة الجمعة 9 شوال سنة 1416هـ الموافق 29 فبراير سنة 1996م عن عمر يناهز الستة والسبعين عاماً. ❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ رجال حول الرسول ❝ ❞ الوصايا العشر لمن يريد أن يحيا ❝ ❞ والموعد الله - كيف يفكر أهل الله ❝ ❞ الاسلام ينادي البشر الي هذا الرسول ❝ ❞ لقاء مع الرسول ❝ ❞ أزمة الحرية فى عالمنا ❝ ❞ إنسانيات محمد ❝ ❞ الدولة في الإسلام ❝ ❞ كما تحدث القرآن ❝ الناشرين : ❞ دار الفكر للطباعة والنشر بسوريا ❝ ❞ دار المقطم للنشر والتوزيع ❝ ❱. المزيد..

كتب خالد محمد خالد
الناشر:
دار المقطم للنشر والتوزيع
كتب دار المقطم للنشر والتوزيع ❰ ناشرين لمجموعة من المؤلفات أبرزها ❞ الاسلام ينادي البشر الي هذا الرسول ❝ ❞ إنسانيات محمد ❝ ❞ الدولة في الإسلام ❝ ❞ أنس الفقير وعز الحقير ❝ ❞ كما تحدث القرآن ❝ ❞ أفكار في القمة ❝ ❞ الدين للشعب ❝ ❞ البيان لما يشغل الأذهان / ج1 ❝ ❞ كما تحدث الرسول ❝ ❞ خلفاء الرسول ❝ ومن أبرز المؤلفين : ❞ خالد محمد خالد ❝ ❞ علي جمعة ❝ ❞ ابن قنفذ القسنطيني ❝ ❱.المزيد.. كتب دار المقطم للنشر والتوزيع