

❞ حين ينهار الصمت ❝ ⏤ شهد البرعي
حين ينهار الصمت
في لحظات الصمت، نجد أنفسنا أمام مرآة لا تعكس سوى الحقيقة العارية. الحقيقة التي نكتبها بأيدٍ خفية على جدران النفس، وتتألق كالنجوم في سماء الليل. وتتأرجح كالأوراق في الرياح، وتتلاطم كالأمواج في البحر.
لكن حين ينهار الصمت، تتحطم الجدران، وتتساقط الأقنعة، وتتفتح الأبواب. أبواب النفس، أبواب الحقيقة، أبواب الحياة. وتنهمر عليه الضوء، كأنها أمطار الربيع. وتتساقط عليه النجوم، كأنها أوراق الشجر.
في ذلك الوقت، نسمع صوت النفس، صوت الحقيقة، صوت الحياة. صوت عن ألمنا، عن فرحنا، عن أحلامنا. صوت يذكرنا بأننا أحياء، بأننا نعيش، بأننا نملك القدرة على التغيير.
حين ينهار الصمت، نجد أنفسنا أمام خيارين: الخوف أو الشجاعة. الخوف من الحقيقة، أو الشجاعة لمواجهتها. الخوف من التغيير، أو الشجاعة للقيام به.
ما هو اختيارك؟ هل ستختار الخوف، أم الشجاعة؟ هل ستختار الصمت، أم الكلام؟ هل ستختار الظلام، أم الضوء؟
حين ينهار الصمت، نجد أنفسنا أمام لحظة الحقيقة. لحظة التي نختار فيها ما إذا كنا نريد أن نعيش حياة الصمت، أو حياة الكلام. حياة الخوف، أو حياة الشجاعة. حياة الظلام، أو حياة الضوء.
شهد البرعي -
من كتب الروايات والقصص - مكتبة القصص والروايات والمجلّات.