❞ كتاب ابن تيمية وفتاوى عذاب القبر ❝ ⏤ ابن تيمية أبو بكر عبد الرازق
عذاب القبر في الإسلام هو العذاب الذي يسلطه الله على الكافرين والعصاة في قبورهم بعد وفاتهم إلى يوم القيامة، وهو ما يسمى بعذاب البرزخ وهو بين الحياة الدنيا والحياة الآخرة. وقد ذكر في الأحاديث، وقيل أنه ذكر في القرآن.
الإيمان بعذاب القبر:
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: وقد تواترت الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثبوت عذاب القبر ونعيمه لمن كان لذلك أهلا، وسؤال الملكين فيجب اعتقاد ذلك والإيمان به، ولا نتكلم عن كيفيته، إذ ليس للعقل وقوف على كيفيته، لكونه لا عهد له به في هذه الدار، والشرع لا يأتي بما تحيله العقول، ولكن قد يأتي بما تحار فيه العقول.
قال المناوي : عذاب القبر حق. قال الغزالي : من أنكره فهو مبتدع ، محجوب عن نور الإيمان ، ونور القرآن ، بل الصحيح عند ذوي الأبصار ، ما صحت به الأخبار ، أنه حفرة من حفر النار ، أو روضة من رياض الجنة.
قال السيوطي : قال العلماء : عذاب القبر هو عذاب البرزخ ، أضيف إلى القبر ، لأنه الغالب ، وإلا فكل ميت إذا أراد الله تعالى تعذيبه ناله ماأراد به ، قبر أو لم يقبر ، ولو صلب ، أو غَرِقَ في البحر ، أو أكلته الدواب ، أوحرق حتى صار رماداً ، أو ذري في الريح ، ومحله الروح والبدن جميعاً باتفاق أهل السنة.
قال قتادة : قال عذابا في الدنيا وعذابا في القبر.
الأسبابُ المقتضيةُ لعذاب القبر:
ذكر ابن القيم ، الأسبابَ المقتضيةَ لعذاب القبر ، فقال : وإنها قسمان : أسباب مجملة ، وأسباب مفصلة :
أما المجمل : فإنهم يعذبون على جهلهم بالله ، وإضاعتهم لأمره ، وارتكابهم لمعاصيه ، فلا يعذب الله روحاً عرفته ، وأحبته وامتثلت أمره ، واجتنبت نهيه ، ولا بدناً كانت فيه أبداً ، فان عذاب القبر ، وعذاب الآخرة أثر غضب الله وسخطه على عبده ، فمن أغضب الله وأسخطه في هذه الدار ، ثم لم يتب ومات على ذلك ، كان له من عذاب البرزخ ، بقدر غضب الله وسخطه عليه ، فمستقل ومستكثر ، ومصدق ومكذب.
أما المفصَّل : فقد أخبر النبي عن الرجلين الذين رآهما يعذبان في قبورهما ، يمشي أحدهما بالنميمة بين الناس ، ويترك الآخر الاستبراء من البول ، فهذا ترك الطهارة الواجبة ، وذلك ارتكب السبب الموقع للعداوة بين الناس بلسانه ، وإن كان صادقاً ، وفي هذا تنبيه على أن الموقع بينهم العداوة بالكذب ، والزورِ والبهتانِ أعظمُ عذاباً ، كما أن في ترك الاستبراء من البول ، تنبيهاً على أن من ترك الصلاة التي الاستبراء من البول بعض واجباتها ، وشروطها فهو أشد عذاباً
أ – البكاء على الميت
ب – عدم التنـزه من البول ، والنميمة
د – الكفر ومعصية الله
هـ - النَوْحُ على الميت
و: الغيبة
هل عذاب القبر على النفس والبدن ؟
أم أنه على النفس دون البدن ؟
وهل الميت يعذب في القبر حيًا أو ميتًا ؟
وإذا عادت الروح إلى الجسد فالروح والجسد يتشاركان في النعيم والعذاب ؟
أو يكون على أحدهما دون الآخر ؟
هذه التساؤلات وغيرها مما يشغل كثير من العامة والخاصة يجيب عنها شيخ الإسلام ابن تيمية في هذا الكتاب الهام، معتمدًا في ذلك على القرآن الكريم والسنة النبوية ومنهج أهل السنة والجماعة في هذا الموضوع. وكعادة شيخ الإسلام يرد على كثير من المخالفين لهذا المذهب ويوضح ما استدلوا به ويفنده ويرد عليه ..
ابن تيمية أبو بكر عبد الرازق - ❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ ابن تيمية وفتاوى عذاب القبر ❝ الناشرين : ❞ المكتبة العصرية ❝ ❱
من كتب الفتاوى الإسلامية الفقه الإسلامي - مكتبة كتب إسلامية.