❞ ديوان شرح مقامات الحريري ❝ ⏤ أحمد بن عبد المؤمن الشريشي
شرح مقامات الحريري من الأدب
عنوان الكتاب: شرح مقامات الحريري
المؤلف: أحمد بن عبد المؤمن القيسي الشريشي
المحقق: محمد أبو الفضل إبراهيم
الناشر: المكتبة العصرية
شرح الشريشي المقامات الحريرية وهي خمسون مقامة ألفها أبو القاسم الحريري، وطبعت عام 1284هـ ـ 1867م في مصر، وقد قام عدد كبير من العلماء بشرحها وطارت شهرتها في الآفاق، وقد كان منهم من شرحها أكثر من شرح مثل الشريشي، فهذا الشرح هو الكبير من شروح ثلاثة له.
قال حاجي خليفة: «وشرحها الشيخ أبو العباس أحمد بن عبدالمؤمن القيسي الشريشي توفي سنة 619، وقد قبل إنه له ثلاثة شروح ولم يترك في كتاب من شروحها فائدة إلا استخرجها ولا فريدة إلا استخرجها فصار شرحاً يغني عن كل شرح تقدمه ولا يحتاج إلى سواه في لفظ من ألفاظها وقد أخذ من شرح الفنجيديهي شيئاً كثيراً كما ذكره فيه وأول الكبير للشريشي الحمد لله الذي اختص هذه الأمة بأفصح الألسنة.. إلخ.
وأول شرحه الثاني المتوسط: الحمد لله الذي علمنا ما لم نكن نعلم إلخ. قد اقتصر فيه على شرح غريب اللغات ولم يلتفت إلى ذكر شيء من المحاضرات لما سأله أهله سجلماسة أن يشرحها لهم بأسهل ما يمكن من العبارة إذ لغتهم بربرية فشرحها شرحاً مجرداً وممزوجاً» (كشف الظنون 2/1790).
للشيخ أبي محمد القاسم بن علي الحريري توفي سنة 516، وهو كتاب لا يحتاج إلى التعريف لشهرته، وقد قال الزمخشري في مدحه: أقسم بالله وآياته ومشعر الحج وميقاته أن الحرير حري بأن نكتب بالتبر مقاماته، قال: ولما جرى ببعض أندية الأدب ذكر المقامات لبديع الزمان وعزا إلى أبي الفتح السكندري نشأتها وعيسى بن هشام روايتها وكلاهما مجهول لا يعرف.
فأشار إلى من إشارته حكم وطاعته غنم أن أنشئ مقامات أتلو فيها تلو البديع، فأنشأت خمسين مقامة تحتوي على جد القول وهزله ورقيق اللفظ وجزله وغرر البيان ودرره وملح الأدب ونوادره إلى ما وشحها به من الآيات ومحاسن الكنايات ووصمته فيها من الأمثال العربية واللطائف الأدبية والأحاجي النحوية، والفتاوى اللغوية والرسائل المبتكرة الخطب المحبرة والمواعظ المبكية والأضاحيك الملهية أملت جميعه على لسان أبي زيد السروجي وأسندت روايته إلى الحارث بن همام البصري ولم أودعه من الأشعار الأجنبية إلا بيتين. (كشف الظنون 2/1787).
الشريشي (557 ـ 619 هـ = 1181 ـ 1223م) أحمد بن عبدالمؤمن بن موسى، أبو العباس القيسي الشريشي: من العلماء بالادب والأخبار. نسبته إلى (شريش) Xeres بالأندلس، ومولده ووفاته فيها، كان يقرئ بها العربية وعلوم الأدب. اختصر (نوادر القالي) وله كتب وشروح أشهرها (شرح المقامة الحريرية ـ ط) وهو الكبير في مجلدين.
وله شرحان آخران للمقامات أحدهما وسط وهو اللغوي (خ) والثاني صغير، وهو المختصر، ورسائل في (العروض) وشرح الايضاح للفارسي ومجموع من (قصائد العرب) المشهورة، و(برنامج) اشتمل على ذكر شيوخه ورواياته عنهم و (شرح مقامات البديع الهمذاني ـ خ) مختصر، في المخطوطة (1212 كتاني)، بالرباط. الإعلام 1/164).
يقول الشريشي: «ان العلم أربح المكاسب.. وهو وإن تشعبت أفانينه وتنوعت دواوينه فعلم الأدب علمه والأس الذي يبنى عليه كلمه.. وكان آخر البلغاء وخاتمة الأدباء.. أبو محمد القاسم بن علي الحريري.. فبسط لسان الإحسان..
ولم يبق في البلاغة متعقباً ولا للزيادة مترقباً لا سيما في المقامات التي ابتدعها والحكايات التي نوعها وفرعها والملح التي وشحها بدرر الفقر ورصعها.. ولما كانت من البراعة بهذا المحل.. جعلت الاعتناء بها سهم فهمي والعكوف عليها حزم عزمي والدؤوب في ضبط لغاتها وفك مخبآتها أم همي وصيرت تحفظها في فرض عيني».
فبدأت بروايتها عن الشيوخ والثقات، وتقييد ألفاظها عن أعلام هذه الجهات حتى لا أنقل لفظا إلا عن تحقيق ولا أثبت ضبطا إلا من طريق.. ثم لم أدع كتاباً ألف في شرح ألفاظها وإيضاح اغراضها، وتبيين الأنصاف بين انفصالها واعتراضها إلا وعيته نظراً وتحققته معتبراً ومختبراً وتردد في تفهمه وردا وصدرا وعكفت على استيفائه بسيطا كان أو مختصرا حتى أتيت على جميع ما انتهى إليه وسعي ممن فسرها، واستوعبت عامة فوائده الممكنة بأسرها.
ولم أترك في كتاب منها فائدة إلا استخرجتها ولا فريدة إلا استدرجتها ولا نكتة إلا علقتها ولا غريبة إلا استلحقتها، ولا غادرت في موضع منها مستحسنا يشذ عن جمعي ولا مستجاداً ينبو عنه بصري أو سمعي، فاجتمع من ذلك حفظاً وخطا أعلاق جمة، وفوائد لم تهتم بها قبلي همة.
«ثم لم أقتنع بتبيين الدواوين ولا اقتصرت على توقيف التصانيف، حتى لقيت بها صدور الأمصار. فباحثت وناقشت وتأولت وتداولت وطالبت المتحفظ بالأداء والمتيقظ بالإبداء، حتى لم أبد في قادحة زندا إلا اقتدحته ولا مقفلا إلا افتتحته، فتحصل لي من ذلك أيضاً عيون صائبة النواظر وفنون قلما توجد في مخبآت الدفاتر، وأنا في خلال ذلك ألتمس مزيدا ولا أسأم بحثاً وتقييداً إلى أن عثرت على شرح الفندجيهي للمقامات.. فرأيت في شرحه الغاية المطلوبة.. فاستأنفت النظر ثانياً..
فاستوعبته أيضاً أبلغ استيعاب، وقيدت من فوائده ما لم أجد قبله في كتاب وأخذت منه أحاديث مسندة أوردها وآثارا مرفوعة قيدها تليق بالباب الذي أوردت فيه وتورد إما مصححة إما لألفاظه وإما لمعانيه وحذفت أسانيدها وإن كان أوردها تخفيفاً عمن يريد المتن ويبتغيه فتم لي بهذا الغرض استيفاء مقاصده واستيعاب فوائده.. فانضاف من فوائد هذا التأليف البديع إلى الفوائد الملتقطة من الألسنة والمأخوذة من التصانيف المستحسنة روض كله زهر وسلك كله درر وأدب إن لم يجمعه التصنيف فهو بعد عين أثر..».
فاستخرت الله تعالى في ضم ما انتشر من فوائدها ونظم ما انتثر من فرائدها والاعتناء بتأليف في المقامات يغني عن كل شرح تقدم فيها، ولا يحوج إلى سواه في لفظ من ألفاظها ولا معنى من معانيها، فتم من ذلك مجموع جامع موضوع بارع أودعته من اللغات أصحها وأوضحها وأسلسها قياد اللفظ وأسمحها وأولادها بالصواب في مظان الاختلاف وأرجحها، ونسبت المشكل منها إلى قائله.. وجمعت بين مشهور اللغات ومشهور الأسماء، وسبكت العبارة عن المعاني سبكا يدل على الإلقاء والإصغاء».
وهذا الفصل وإن سبقني إليه من تقدمني من الشارحين قبلي فلي فيه مزية إيراد اللفظ البعيد عن الإشكال.. ثم زدت في فوائد هذا التأليف التعريف بالأمصار المذكورة على أوفى ما يمكنني من ذكر مواضيعها وأقدارها واختطاطها ومن عقد صلحها أو تولى فتحها. ثم استوعبت شرح الأمثال ونسبتها جمعاً بين القائلين والأقوال، ثم استوفيت أيضاً ذكر من وقع فيه من الرجال والنساء أتم استيفاء وعرفت المشتهرين من الآباء والأبناء وبينت أنسابهم وأمكنتهم وأخبارهم وحرفهم وآثارهم ومدتهم».
ثم زدت فيه فصلين مهمين.. أحدهما تبين مأخذ الحريري في الكلام وإخراج الإحالات المودعة فيه من حيز الإبهام والرد الى المنشأ.. الثاني التنبيه على صناعة البديع وتوفية أسمائه.. فمن تمام التصنيف رد الفرع إلى أصله والجمع في الترتيب بين الشكل وشكله فاتبعت بما يزيدها أثراً في القلوب.. فإن وجد في هذا الكتاب لفظ ظاهر الهزل.. فلأن أبا محمد بدأ بأمر فتمم وخص نوعاً فعمم.
فهرس المقامات
صدر المقامات
الصناعية ، الحلوانية ، الدينارية ، الدمياطية
الكوفية ، المراغية ، البرقعيدية ، المعرية
الإسكندرانية ، الرحبية
بعض فهرس الموضوعات
مقدمة الشارح
بديع الزمان الهمزاني
السبب في إنشاء الحريري للمقامات
القديم والحديث في الأدب
القول في الحمام
من أقوالهم في الحقد ذما وحمدا
مما ورد من الحكم علي ألسنة البهائم وغيرها
مدينة صنعاء
نبذ من أقوال الشعراء في ذم الكبر
نبذ من الأشعار في ذم الدنيا
أبو نواس في مجالس الوعظ
شعار السكدية
البحتري وبعض أخباره وشعره
وصية أبي تمام للبحتري
من قولهم في الامتحان
نقد شعر الحريري
من أقوالهم في الفراق
فصل في الحسد وما قيل فيه
مما قيل في سواد الليل
مما قالت الشعراء في الأطار البالية
من أنواع الحلف
ذكر المتامس وصحيفته
أحمد بن عبد المؤمن الشريشي - كمال الدين أبو العباس أحمد بن عبد المؤمن بن موسى بن عيسى القيْسي الشَريشي (557-619هـ/1162-1223م)، ولد وتوفي في مدينة شريش، وهي من أجمل بلاد الأندلس وأحفلها بأشجار الكروم والتين والعنب والزيتون، وفيها وفي غيرها من مدن الأندلس تلقّى الشَريشي القرآن الكريم وعلوم الدين والعربية، ومن أساتذته المعروفين الذين أخذ عنهم: القاضي أبو الحسن علي بن لبال الشريشي، والفقيه محمد بن سعيد بن زرقون الشريشي، وأبو بكر بن زهر الأندلسي، والقاضي مصعب بن أبي ركب الخُشَني الجيّاني، وعلي بن محمد ابن خروف النحوي، وغيرهم كثير.
❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ شرح مقامات الحريري ❝ الناشرين : ❞ المكتبة العصرية ❝ ❱
من كتب الأدب - مكتبة الكتب والموسوعات العامة.