

❞ كتاب القضاء والقدر للأشقر ❝ ⏤ عمر سليمان الأشقر
لقد خاض العلماء والعقلاء قديماً وحديثاً في أمر القضاء والقدر فساروا في كل واد وتولجوا كل مضيق , وركبوا كل صعب ؛ كل ذلك من أجل الوصول إلى معرفته والوقوف على حقيقته ؛ فصنف فيه المصنفون الكتب وكل كاتب ممن ألف يطلب الوصول في كتابه إلى حقيقة العرفان , وكل قد اختار لنفسه قولاً لا يعتقد الصواب في سواه , ولا يرتضي إلا إياه – إلا من رحم ربي – ولقد جاء هذا الكتاب ليعرض هذا الموضوع الشائك بموضوعية كاملة دون تحيز لرأي , متأسياً في ذلك بمنهج أهل العلم ممن شهد له بالاستقامة والإمامة في الدين والعلم ؛ ولذلك فقد كثرت فيه النقول من أقوال أهل التقى والصلاح من السلف الصالح اتباعاً لسبيل المؤمنين , وأملاً في أن لا ينحرف المسار بالكتاب فنحيد عن منهجنا , ولقد كانت آيات القرآن وأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم هي النور الذي نهل منه الكتاب والعلم الذي دون فيه.
قضية القضاء والقدر من اكثر قضايا الايمان غموضآ لكاتبها وقارئها في نفس الوقت فالكاتب يخاف أن يكون قلمه علي شفا حفرة من الخذلان والتعثر في هاوية المستجدات القرآنية وخاصة انها قضايا متعلقة بصميم آيات القرآن وأحاديث النبوة فالكاتب يذكر بعض الطوائف التي طعنت في القدر منها المعتزلة والجهمية ويذكر أيضآ بعض الأمثلة والتي امتازت بالتضليل في عصرها فمثلهاكما يقول كمن ينظر في السوق الي موضع قدمه فينزلق بقشر او يتعثر بحجر فلا تنفعه النصائح بعد ارتجاج مخه وكان الرد من اهل السنة في امكانها وبنبرة المحق الثائر .. عمل ممتاز كعادته وهذا الكتاب هو المكمل لسلسلته والتي تجاوب علي تساؤلات عدة مهمة جدا لمن يريد ان يضع النقاط علي الحروف ...
هذا الكتاب يعتبر جرعة إيمانية، يزيد القارئ يقيناً وإيماناً بالقضاء والقدر. استمتعت بقراءته فأسلوب الكاتب راقي في طرح المواضيع وتوضيح الأفكار.
الكتاب مقسم إلى ستة فصول تتفرع في موضوع القضاء والقدر كتوضيح أهمية الإيمان بالقدر وكيف أنه من أصول الإيمان، كما أنه يعطي القارئ نظرة في تاريخ القدر ويعرفه بالقضاء والقدر بطريقة شاملة ومختصرة. تبين هذه الفصول حدود نظر العقل في القدر، والمذاهب في القدر، وأسباب الضلال في القدر، وثمار الإيمان بالقدر.
يوضح الكاتب أهمية القضاء والقدر وأنهما أمران متلازمان، لا ينفك أحدهما عن الآخر. فالإيمان بهما هو طريق الخلاص من الشرك والاستقامة على منهج سواء في السراء والضراء، كما أن الإيمان بالقضاء والقدر يجعل الإنسان قادراً على مواجهة الصعاب والأخطار بقلب ثابت لأنه يعلم أن الأمر بيد الله وما قدر له سيأتيه.
رحم الله كاتبه وأسكنه الفدروس الأعلى. كتاب جميل وبسيط ومفيد أختصره في هذه الاقتباسة.
" إذا آمن العبد بأن كل ما يصيبه مكتوب، وآمن أن الأرزاق والآجال بيد الله، فإنه يقتحم الصعاب والأهوال بقلب ثابت وهامة مرفوعة، وقد كان هذا الإيمان أعظم ما دفع المجاهدين إلى الإقدام في ميدان النزال غير هيابين ولا وجلين .
ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلم أصحابه ويربيهم على عقيدة القدر, لأنها هي العدة التي تجعل المؤمن شجاعاً لا يخاف إلا الله، وهي التي تجعله يلاقي المصائب والصعاب راضياً مطمئناً، فعن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما قال: كنت خلف النبي صلى الله عليه وسلم يوماً فقال: ((يا غلام إني أعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف)) وفي رواية أخرى: ((احفظ الله تجده أمامك، تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة، واعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك، وما أصابك لم يكن ليخطئك، واعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسرا)) وهذا الحديث يدل على أن الإيمان بالقدر يبعث على الشجاعة والاتجاه إلى الله وحده في وقت الشدائد فيبقى المؤمن عزيزاً لا يذل إلا لله وحده"
عمر سليمان الأشقر - الشيخ الدكتور عمر بن سليمان بن عبد الله الأشقر (1940م - 10 أغسطس 2012)، أحد علماء الدين السنة شغل سابقا منصب أستاذ في كلية الشريعة في الجامعة الأردنية في عمان الأردن.
ولد عام 1940م بـ قرية برقة التابعة لمحافظة نابلس بفلسطين وهو من بيت علم إذ إن أخاه هو الدكتور محمد سليمان الأشقر أحد علماء أصول الفقه. متزوج وله من الأولاد خمسة اكبرهم سليمان ومن البنات واحدة
الدراسة
خرج الأشقر من فلسطين وهو ابن ثلاث عشرة سنةٍ إلى المدينة المنورة بالمملكة العربية السعودية وأكمل دراسته الثانوية العامة هناك، ثمَّ أكمل الدراسة في جامعة الإمام في الرياض، وحصل على البكالوريوس من كليَّة الشريعة، ثم عمل أمين مكتبة في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة ومكث فيها فترة من الزمن ثم غادر إلى الكويت عام 1965م واستكمل الأشقر رحمه الله رحلته العلمية بدراسة الماجستير في جامعة الأزهر ثم حصل على الدكتوراه من كلية الشريعة بجامعة الأزهر عام 1980م وكانت رسالته في "النيات ومقاصد المكلفين" في الفقه المقارن وعمل مدرسًا في كلية الشريعة بجامعة الكويت.
بقي الشيخ بالكويت حتى عام 1990م ثم خرج منها إلى المملكة الأردنية فعيِن أستاذًا في كلية الشريعة بالجامعة الأردنية وبعدها عميد كلية الشريعة بجامعة الزرقاء، ثم تفرغ للبحث والكتابة، وأصدر عدداً جيداً من الكتب والأبحاث.
وفاته
توفي رحمه الله في العاصمة الأردنية عمان يوم الجمعة 10 أغسطس 2012 الموافق 22 رمضان في العشر الأواخر لعام 1433 هجرية بعد معاناة مع المرض عن عمر يناهز 72 عاماً.
❰ له مجموعة من المؤلفات أبرزها ❞ عالم الجن والشياطين ❝ ❞ شرح ابن القيم لأسماء الله الحسنى ❝ ❞ عالم الملائكة الأبرار ❝ ❞ اليوم الآخر 2 القيامة الكبرى ❝ ❞ القضاء والقدر للأشقر ❝ ❞ سلسلة العقيدة في ضوء الكتاب والسنة (الرسل والرسالات) ❝ ❞ التقوى تعريفها وفضلها ومحذوراتها وقصص من أحوالها ❝ ❞ اليوم الآخر (القيامة الصغرى) ❝ ❞ العقيدة في الله ❝ الناشرين : ❞ جميع الحقوق محفوظة للمؤلف ❝ ❞ مكتبة الملك فهد الوطنية ❝ ❞ موقع دار الإسلام ❝ ❞ دار النفائس للنشر والتوزيع ❝ ❞ مكتبة الفلاح للنشر والتوزيع ❝ ❱
من كتب إسلامية متنوعة - مكتبة كتب إسلامية.