❞ كتاب الجزء الثاني من التاريخ المسمى بعجائب الآثار في التراجم والأخبار ❝  ⏤ د. ماهر ياسين الفحل

❞ كتاب الجزء الثاني من التاريخ المسمى بعجائب الآثار في التراجم والأخبار ❝ ⏤ د. ماهر ياسين الفحل

كتاب عجائب الآثار في التراجم والأخبار أو تاريخ الجبرتى كما يسمى يعتبر من أهم كتب التاريخ في القرن الثانى عشر والثالث عشر الهجرى إن لم يعتبر المصدر المصدق الوحيد الذي يصف مصر دون حيد إلى حاكم أو تحيز إلى شخص.

يقول عبد الرحمن الجبرتى في المقدمة: (إني كنت سودت أوراقًا في حوادث آخر القرن الثاني عشر وما يليه من أوائل الثالث عشر الذي نحن فيه جمعت فيها بعض الوقائع إجمالية وأخرى محققة تفصيلية وغالبها محن أدركناها وأمور شاهدناها واستطردت في ضمن ذلك سوابق سمعتها ومن أفواه الشيخة تلقيتها وبعض تراجم الأعيان المشهورين من العلماء والأمراء المعتبرين وذكر لمع من أخبارهم وأحوالهم وبعض تواريخ مواليدهم ووفياتهم فأحببت جمع شملها وتقييد شواردها في أوراق متسقة النظام مرتبة على السنين والأعوام ليسهل على الطالب النبيه المراجعة ويستفيد ما يرومه من المنفعة).

لاشك أن الجبرتي قد استغرق في هذا العمل ليله ونهاره، واستمر يبحث عن مصادره ومراجعه، وبدأ يدون الأسماء، وكان من الطبيعي أن يبدأ بالمشايخ، ومن كان منهم شيخاً للأزهر، ومشايخ آخرين. من كان أبوه يطلق عليهم الطبقة العليا، ثم الطبقة التي تليها ممن اشتهروا بالعلوم الفقهية والعقلية والنقلية والشعر والأدب والخطابة وغير ذلك. كما شرع يدوّن أسماء الأمراء ومن بلغ منهم مشيخة البلد ومن شاركه في الحكم. استعان الجبرتي في علمه هذا بكل من اعتقد أن عندهم عوناً. ومن هؤلاء صديقه المشهور إسماعيل الخشاب الذي التحق شاهداً بالمحكمة، وكان من المشهورين بالعلم والأدب في عصره.

كان الجبرتي يشكو من غموض المئة سنة الماضية عليه، أي من عام 1070 هـ حتى 1170 هـ، لأن هذه السنوات سابقة على حياته، ولذلك حرص على أن يدون الأسماء من الدواوين الرسمية، أما بعد ذلك فهو عليه هيّن. يقول الجبرتى في شرح ذلك: " إنها تستبهم عليّ (المئة الماضية إلى السنة السبعين) وأما ما بعدها فأمور شاهدتُها، وأناس عرفتهم، على أني سوف أطوف بالقرافات (المقابر) وأقرأ المنقوش على القبور، وأحاول جهدي أن أتصل بأقرباء الذين ماتوا، فأطلع على إجازات الأشياخ عند ورثتهم، وأراجع أوراقهم إن كانت لهم أوراق، وأسأل المعمرين ماذا يعرفون عمن عايشوهم، ولا أرى بعد ذلك مرجعاً أعتمده غير ما طلبتُ منك (أي من الخشاب)".

كان دقيقاً لا يكتب عن حادثة إلا بعد أن يتأكد من صحتها وقد يؤخر التدوين حتى يحيط بالمصادر التي تصححها سواء بالتواتر أو بالشهادة.

يعتبر الجبرتي هو واضع أسس الرواية التاريخية في مصر الحديثة ، بدأ الجبرتي في تدوين يومياته التاريخية قبل الاحتلال الفرنسي ، ولقد اختار الترتيب الزمني لعرض الحوادث التاريخية ، هذه الطريقة قد تخل بالربط بين الأحداث ، لكن هنا عند الجبرتي الأمر مختلف ، لعدم الوحدة الموضوعية لتاريخه بإستثناء تدوينه لأحداث فترة الاحتلال الفرنسي .

فنحن هنا في تاريخ الجبرتي أمام مجموعة من الأحداث المختلفة عبارة عن سلسة من الأهواء والنزعات الفردية ، هذه الأحداث ضن علينا الجبرتي في كثير منها بالتعليق عليها ، ولكنه في مقابل هذا يهتم بأصغر الحوادث كما يهتم بأكبرها ، كما يمكن رسم صورة عن طبيعة المجتمع المصري الثقافية والفكرية من خلال تاريخ الجبرتي الذي انتهج طريقة التأريخ من أسفل حيث الطبقة الوسطى والمهمشين ، فهو ليس تاريخاً للسلاطين ، بل هو تاريخ الأمة المصرية ، فلقد أدرك الجبرتي أهمية دور الأمة كفاعل تاريخي قبل الكتابة الحداثية للتاريخ .

ولا أعتقد أن الجبرتي حال تدوينه لتلك الحوادث كان يريد ابتكار منهجاً جديداً في الكتابة التاريخية ، فهذا ما لا أستطيع أن أجزم به ، لكنى أعتقد وبقوة أنه كان يعي تماماً أهمية التفاصيل الصغيرة فكتبها ودونها كما حدثت ، حتى أنه وصف حادثة عرس وقعت عام ١٢٠٦هجرياً ، ثم هو مع ذلك لا يغفل أن يكتب تراجم تاريخية عن أعلام عصره شأنه في ذلك شأن المؤرخين الذين سبقوه كالسخاوي .

هذا الكتاب من اروع كتب التاريخ المنسية والغير معروفة مع ان صاحبه رحمه الله كان صاحب معتقد صحيح حيث كان يباع الكتاب في الستينات على هيئة اجزاء صغيرة تباع بعشر قروش طباعة دار الشعب وقضية تقسيم الكتب على اجراء فكرة رائعة جدا تساعد الناس على شراء الكتب وقراءتها وهي من الأفكار التي حاربتها البروتوكولات الصهيونية وكان مكتوب عليه من الخلف ان أوربا لم تتطور حتى تكونت مكتبة في كل بيت فدفعنا ذلك لحب الكتب وشراءها منذ الصغر والكاتب رحمه الله من أحسن الناس الذين بينوا عوار محمد علي وافعاله الشنيعة وهدم أسطورة ان محمد علي هو صاحب بناء مصر الحديثة. ولذلك جد مقتولا ومربوطا في ديل حمار هذا الكاتب رحمه الله من أحسن الكتاب الذين تكلموا عن الدعوة الوهابية فاصح بقراءة هذا الكتاب لا فيه فوائد كثيرة ..



تأليف العلامة الشيخ عبد الرحمن الجبرتي الحنفي، وهو من أفضل المصادر التاريخية المعاصرة التي سجلت الأحداث السياسية والاقتصادية والاجتماعية وتراجم المشاهير من العلماء والأمراء والأعيان، والجزء الذي بين أيدينا هو الجزء الثاني من الكتاب..

ويبدأ هذا الجزء بسنة تسعين ومائة وألف، وصولًا إلى سنة احدى عشرة واثنتي عشرة ومائتين وألف، وذكر لنا خلال هذه الفترة الكثير من الأعلام والشخصيات والحوادث والآثار والوفيات .

وهذا الجزء يعتبر موسوعة حضارية متكاملة لفترة من تاريخ مصر تمتد من ثلاثة وعشرين عامًا من نهاية القرن الثامن عشر ومطلع القرن التاسع عشر، وتعد غالبية هذه الفترة كما صورها لنا عبد الرحمن الجبرتي فترة المخاض التي سبقت مجئ الحملة الفرنسية إلى مصر عام 1798، وقد كانت فترة مخاض صعب بالنسبة للشعب المصري، ومع صعوبتها فقد صقلته بتجارب كان لها تأثر هام وفعال عليه،

ونقف في هذا المجلد على أحوال مصر السياسية والإدارية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وندرك مدى الضعف الذي أصاب الإدارة العثمانية في مصر، فقد أصبحت الإدارة والنفوذ في يد الفريق الغالب من الأمراء المماليك المتصارعين من أجل الاستحواذ على السيطرة والنفوذ، بدون أن يكون لوالي مصر من قبل الدولة العثمانية صوت مسموع في هذه الصراعات.
د. ماهر ياسين الفحل - ❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ الجزء الثاني من التاريخ المسمى بعجائب الآثار في التراجم والأخبار ❝ ❞ تحقيق أسباب نزول القرآن للواحدي ❝ ❞ تحقيق رياض الصالحين ❝ ❞ بحوث في المصطلح ❝ ❞ حرمة المسلم على المسلم ❝ ❞ محاضرات في علوم الحديث ❝ ❞ تحقيق مختصر المختصر من المسند الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم لابن خزيمة ❝ ❞ ألفية العراقي في علوم الحديث ❝ ❞ تباين منهج المتقدمين والمتأخرين في التصحيح والتعليل ❝ الناشرين : ❞ المطبعة العامرة الشرفية ❝ ❱
من التراجم والأعلام - مكتبة كتب إسلامية.

نبذة عن الكتاب:
الجزء الثاني من التاريخ المسمى بعجائب الآثار في التراجم والأخبار

1904م - 1446هـ
كتاب عجائب الآثار في التراجم والأخبار أو تاريخ الجبرتى كما يسمى يعتبر من أهم كتب التاريخ في القرن الثانى عشر والثالث عشر الهجرى إن لم يعتبر المصدر المصدق الوحيد الذي يصف مصر دون حيد إلى حاكم أو تحيز إلى شخص.

يقول عبد الرحمن الجبرتى في المقدمة: (إني كنت سودت أوراقًا في حوادث آخر القرن الثاني عشر وما يليه من أوائل الثالث عشر الذي نحن فيه جمعت فيها بعض الوقائع إجمالية وأخرى محققة تفصيلية وغالبها محن أدركناها وأمور شاهدناها واستطردت في ضمن ذلك سوابق سمعتها ومن أفواه الشيخة تلقيتها وبعض تراجم الأعيان المشهورين من العلماء والأمراء المعتبرين وذكر لمع من أخبارهم وأحوالهم وبعض تواريخ مواليدهم ووفياتهم فأحببت جمع شملها وتقييد شواردها في أوراق متسقة النظام مرتبة على السنين والأعوام ليسهل على الطالب النبيه المراجعة ويستفيد ما يرومه من المنفعة).

لاشك أن الجبرتي قد استغرق في هذا العمل ليله ونهاره، واستمر يبحث عن مصادره ومراجعه، وبدأ يدون الأسماء، وكان من الطبيعي أن يبدأ بالمشايخ، ومن كان منهم شيخاً للأزهر، ومشايخ آخرين. من كان أبوه يطلق عليهم الطبقة العليا، ثم الطبقة التي تليها ممن اشتهروا بالعلوم الفقهية والعقلية والنقلية والشعر والأدب والخطابة وغير ذلك. كما شرع يدوّن أسماء الأمراء ومن بلغ منهم مشيخة البلد ومن شاركه في الحكم. استعان الجبرتي في علمه هذا بكل من اعتقد أن عندهم عوناً. ومن هؤلاء صديقه المشهور إسماعيل الخشاب الذي التحق شاهداً بالمحكمة، وكان من المشهورين بالعلم والأدب في عصره.

كان الجبرتي يشكو من غموض المئة سنة الماضية عليه، أي من عام 1070 هـ حتى 1170 هـ، لأن هذه السنوات سابقة على حياته، ولذلك حرص على أن يدون الأسماء من الدواوين الرسمية، أما بعد ذلك فهو عليه هيّن. يقول الجبرتى في شرح ذلك: " إنها تستبهم عليّ (المئة الماضية إلى السنة السبعين) وأما ما بعدها فأمور شاهدتُها، وأناس عرفتهم، على أني سوف أطوف بالقرافات (المقابر) وأقرأ المنقوش على القبور، وأحاول جهدي أن أتصل بأقرباء الذين ماتوا، فأطلع على إجازات الأشياخ عند ورثتهم، وأراجع أوراقهم إن كانت لهم أوراق، وأسأل المعمرين ماذا يعرفون عمن عايشوهم، ولا أرى بعد ذلك مرجعاً أعتمده غير ما طلبتُ منك (أي من الخشاب)".

كان دقيقاً لا يكتب عن حادثة إلا بعد أن يتأكد من صحتها وقد يؤخر التدوين حتى يحيط بالمصادر التي تصححها سواء بالتواتر أو بالشهادة.

يعتبر الجبرتي هو واضع أسس الرواية التاريخية في مصر الحديثة ، بدأ الجبرتي في تدوين يومياته التاريخية قبل الاحتلال الفرنسي ، ولقد اختار الترتيب الزمني لعرض الحوادث التاريخية ، هذه الطريقة قد تخل بالربط بين الأحداث ، لكن هنا عند الجبرتي الأمر مختلف ، لعدم الوحدة الموضوعية لتاريخه بإستثناء تدوينه لأحداث فترة الاحتلال الفرنسي .

فنحن هنا في تاريخ الجبرتي أمام مجموعة من الأحداث المختلفة عبارة عن سلسة من الأهواء والنزعات الفردية ، هذه الأحداث ضن علينا الجبرتي في كثير منها بالتعليق عليها ، ولكنه في مقابل هذا يهتم بأصغر الحوادث كما يهتم بأكبرها ، كما يمكن رسم صورة عن طبيعة المجتمع المصري الثقافية والفكرية من خلال تاريخ الجبرتي الذي انتهج طريقة التأريخ من أسفل حيث الطبقة الوسطى والمهمشين ، فهو ليس تاريخاً للسلاطين ، بل هو تاريخ الأمة المصرية ، فلقد أدرك الجبرتي أهمية دور الأمة كفاعل تاريخي قبل الكتابة الحداثية للتاريخ .

ولا أعتقد أن الجبرتي حال تدوينه لتلك الحوادث كان يريد ابتكار منهجاً جديداً في الكتابة التاريخية ، فهذا ما لا أستطيع أن أجزم به ، لكنى أعتقد وبقوة أنه كان يعي تماماً أهمية التفاصيل الصغيرة فكتبها ودونها كما حدثت ، حتى أنه وصف حادثة عرس وقعت عام ١٢٠٦هجرياً ، ثم هو مع ذلك لا يغفل أن يكتب تراجم تاريخية عن أعلام عصره شأنه في ذلك شأن المؤرخين الذين سبقوه كالسخاوي .

هذا الكتاب من اروع كتب التاريخ المنسية والغير معروفة مع ان صاحبه رحمه الله كان صاحب معتقد صحيح حيث كان يباع الكتاب في الستينات على هيئة اجزاء صغيرة تباع بعشر قروش طباعة دار الشعب وقضية تقسيم الكتب على اجراء فكرة رائعة جدا تساعد الناس على شراء الكتب وقراءتها وهي من الأفكار التي حاربتها البروتوكولات الصهيونية وكان مكتوب عليه من الخلف ان أوربا لم تتطور حتى تكونت مكتبة في كل بيت فدفعنا ذلك لحب الكتب وشراءها منذ الصغر والكاتب رحمه الله من أحسن الناس الذين بينوا عوار محمد علي وافعاله الشنيعة وهدم أسطورة ان محمد علي هو صاحب بناء مصر الحديثة. ولذلك جد مقتولا ومربوطا في ديل حمار هذا الكاتب رحمه الله من أحسن الكتاب الذين تكلموا عن الدعوة الوهابية فاصح بقراءة هذا الكتاب لا فيه فوائد كثيرة ..



تأليف العلامة الشيخ عبد الرحمن الجبرتي الحنفي، وهو من أفضل المصادر التاريخية المعاصرة التي سجلت الأحداث السياسية والاقتصادية والاجتماعية وتراجم المشاهير من العلماء والأمراء والأعيان، والجزء الذي بين أيدينا هو الجزء الثاني من الكتاب..

ويبدأ هذا الجزء بسنة تسعين ومائة وألف، وصولًا إلى سنة احدى عشرة واثنتي عشرة ومائتين وألف، وذكر لنا خلال هذه الفترة الكثير من الأعلام والشخصيات والحوادث والآثار والوفيات .

وهذا الجزء يعتبر موسوعة حضارية متكاملة لفترة من تاريخ مصر تمتد من ثلاثة وعشرين عامًا من نهاية القرن الثامن عشر ومطلع القرن التاسع عشر، وتعد غالبية هذه الفترة كما صورها لنا عبد الرحمن الجبرتي فترة المخاض التي سبقت مجئ الحملة الفرنسية إلى مصر عام 1798، وقد كانت فترة مخاض صعب بالنسبة للشعب المصري، ومع صعوبتها فقد صقلته بتجارب كان لها تأثر هام وفعال عليه،

ونقف في هذا المجلد على أحوال مصر السياسية والإدارية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وندرك مدى الضعف الذي أصاب الإدارة العثمانية في مصر، فقد أصبحت الإدارة والنفوذ في يد الفريق الغالب من الأمراء المماليك المتصارعين من أجل الاستحواذ على السيطرة والنفوذ، بدون أن يكون لوالي مصر من قبل الدولة العثمانية صوت مسموع في هذه الصراعات.

.
المزيد..

تعليقات القرّاء:

كتاب عجائب الآثار في التراجم والأخبار أو تاريخ الجبرتى كما يسمى يعتبر من أهم كتب التاريخ في القرن الثانى عشر والثالث عشر الهجرى إن لم يعتبر المصدر المصدق الوحيد الذي يصف مصر دون حيد إلى حاكم أو تحيز إلى شخص.

يقول عبد الرحمن الجبرتى في المقدمة: (إني كنت سودت أوراقًا في حوادث آخر القرن الثاني عشر وما يليه من أوائل الثالث عشر الذي نحن فيه جمعت فيها بعض الوقائع إجمالية وأخرى محققة تفصيلية وغالبها محن أدركناها وأمور شاهدناها واستطردت في ضمن ذلك سوابق سمعتها ومن أفواه الشيخة تلقيتها وبعض تراجم الأعيان المشهورين من العلماء والأمراء المعتبرين وذكر لمع من أخبارهم وأحوالهم وبعض تواريخ مواليدهم ووفياتهم فأحببت جمع شملها وتقييد شواردها في أوراق متسقة النظام مرتبة على السنين والأعوام ليسهل على الطالب النبيه المراجعة ويستفيد ما يرومه من المنفعة).

لاشك أن الجبرتي قد استغرق في هذا العمل ليله ونهاره، واستمر يبحث عن مصادره ومراجعه، وبدأ يدون الأسماء، وكان من الطبيعي أن يبدأ بالمشايخ، ومن كان منهم شيخاً للأزهر، ومشايخ آخرين. من كان أبوه يطلق عليهم الطبقة العليا، ثم الطبقة التي تليها ممن اشتهروا بالعلوم الفقهية والعقلية والنقلية والشعر والأدب والخطابة وغير ذلك. كما شرع يدوّن أسماء الأمراء ومن بلغ منهم مشيخة البلد ومن شاركه في الحكم. استعان الجبرتي في علمه هذا بكل من اعتقد أن عندهم عوناً. ومن هؤلاء صديقه المشهور إسماعيل الخشاب الذي التحق شاهداً بالمحكمة، وكان من المشهورين بالعلم والأدب في عصره.

كان الجبرتي يشكو من غموض المئة سنة الماضية عليه، أي من عام 1070 هـ حتى 1170 هـ، لأن هذه السنوات سابقة على حياته، ولذلك حرص على أن يدون الأسماء من الدواوين الرسمية، أما بعد ذلك فهو عليه هيّن. يقول الجبرتى في شرح ذلك: " إنها تستبهم عليّ (المئة الماضية إلى السنة السبعين) وأما ما بعدها فأمور شاهدتُها، وأناس عرفتهم، على أني سوف أطوف بالقرافات (المقابر) وأقرأ المنقوش على القبور، وأحاول جهدي أن أتصل بأقرباء الذين ماتوا، فأطلع على إجازات الأشياخ عند ورثتهم، وأراجع أوراقهم إن كانت لهم أوراق، وأسأل المعمرين ماذا يعرفون عمن عايشوهم، ولا أرى بعد ذلك مرجعاً أعتمده غير ما طلبتُ منك (أي من الخشاب)".

كان دقيقاً لا يكتب عن حادثة إلا بعد أن يتأكد من صحتها وقد يؤخر التدوين حتى يحيط بالمصادر التي تصححها سواء بالتواتر أو بالشهادة.

يعتبر الجبرتي هو واضع أسس الرواية التاريخية في مصر الحديثة ، بدأ الجبرتي في تدوين يومياته التاريخية قبل الاحتلال الفرنسي ، ولقد اختار الترتيب الزمني لعرض الحوادث التاريخية ، هذه الطريقة قد تخل بالربط بين الأحداث ، لكن هنا عند الجبرتي الأمر مختلف ، لعدم الوحدة الموضوعية لتاريخه بإستثناء تدوينه لأحداث فترة الاحتلال الفرنسي .

فنحن هنا في تاريخ الجبرتي أمام مجموعة من الأحداث المختلفة عبارة عن سلسة من الأهواء والنزعات الفردية ، هذه الأحداث ضن علينا الجبرتي في كثير منها بالتعليق عليها ، ولكنه في مقابل هذا يهتم بأصغر الحوادث كما يهتم بأكبرها ، كما يمكن رسم صورة عن طبيعة المجتمع المصري الثقافية والفكرية من خلال تاريخ الجبرتي الذي انتهج طريقة التأريخ من أسفل حيث الطبقة الوسطى والمهمشين ، فهو ليس تاريخاً للسلاطين ، بل هو تاريخ الأمة المصرية ، فلقد أدرك الجبرتي أهمية دور الأمة كفاعل تاريخي قبل الكتابة الحداثية للتاريخ .

ولا أعتقد أن الجبرتي حال تدوينه لتلك الحوادث كان يريد ابتكار منهجاً جديداً في الكتابة التاريخية ، فهذا ما لا أستطيع أن أجزم به ، لكنى أعتقد وبقوة أنه كان يعي تماماً أهمية التفاصيل الصغيرة فكتبها ودونها كما حدثت ، حتى أنه وصف حادثة عرس وقعت عام ١٢٠٦هجرياً ، ثم هو مع ذلك لا يغفل أن يكتب تراجم تاريخية عن أعلام عصره شأنه في ذلك شأن المؤرخين الذين سبقوه كالسخاوي .

هذا الكتاب من اروع كتب التاريخ المنسية والغير معروفة مع ان صاحبه رحمه الله كان صاحب معتقد صحيح حيث كان يباع الكتاب في الستينات على هيئة اجزاء صغيرة تباع بعشر قروش طباعة دار الشعب وقضية تقسيم الكتب على اجراء فكرة رائعة جدا تساعد الناس على شراء الكتب وقراءتها وهي من الأفكار التي حاربتها البروتوكولات الصهيونية وكان مكتوب عليه من الخلف ان أوربا لم تتطور حتى تكونت مكتبة في كل بيت فدفعنا ذلك لحب الكتب وشراءها منذ الصغر والكاتب رحمه الله من أحسن الناس الذين بينوا عوار محمد علي وافعاله الشنيعة وهدم أسطورة ان محمد علي هو صاحب بناء مصر الحديثة. ولذلك جد مقتولا ومربوطا في ديل حمار هذا الكاتب رحمه الله من أحسن الكتاب الذين تكلموا عن الدعوة الوهابية فاصح بقراءة هذا الكتاب لا فيه فوائد كثيرة ..

الجزء الثاني من التاريخ المسمى بعجائب الآثار في التراجم والأخبار

كتب متنوعة

عجائب الآثار في التراجم والأخبار قصة المأمون

تحميل كتاب عجائب الآثار في التراجم والأخبار كامل pdf

الجبرتي عجائب الاثار في التراجم والأخبار pdf

عجائب الآثار في التراجم والأخبار الجزء الأول

كتاب الجبرتي الجزء الاول

كتاب عجائب الآثار في التراجم والأخبار الجزء الثالث

عجائب الآثار في التراجم والأخبار المكتبة الوقفية

تاريخ الجبرتي pdf المكتبة الوقفية



سنة النشر : 1904م / 1322هـ .
حجم الكتاب عند التحميل : 19.4 ميجا بايت .
نوع الكتاب : pdf.
عداد القراءة: عدد قراءة الجزء الثاني من التاريخ المسمى بعجائب الآثار في التراجم والأخبار

اذا اعجبك الكتاب فضلاً اضغط على أعجبني
و يمكنك تحميله من هنا:

تحميل الجزء الثاني من التاريخ المسمى بعجائب الآثار في التراجم والأخبار
شكرًا لمساهمتكم

شكراً لمساهمتكم معنا في الإرتقاء بمستوى المكتبة ، يمكنكم االتبليغ عن اخطاء او سوء اختيار للكتب وتصنيفها ومحتواها ، أو كتاب يُمنع نشره ، او محمي بحقوق طبع ونشر ، فضلاً قم بالتبليغ عن الكتاب المُخالف:

برنامج تشغيل ملفات pdfقبل تحميل الكتاب ..
يجب ان يتوفر لديكم برنامج تشغيل وقراءة ملفات pdf
يمكن تحميلة من هنا 'http://get.adobe.com/reader/'

المؤلف:
د. ماهر ياسين الفحل - Dr.. Maher Yassin Al Fahl

كتب د. ماهر ياسين الفحل ❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ الجزء الثاني من التاريخ المسمى بعجائب الآثار في التراجم والأخبار ❝ ❞ تحقيق أسباب نزول القرآن للواحدي ❝ ❞ تحقيق رياض الصالحين ❝ ❞ بحوث في المصطلح ❝ ❞ حرمة المسلم على المسلم ❝ ❞ محاضرات في علوم الحديث ❝ ❞ تحقيق مختصر المختصر من المسند الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم لابن خزيمة ❝ ❞ ألفية العراقي في علوم الحديث ❝ ❞ تباين منهج المتقدمين والمتأخرين في التصحيح والتعليل ❝ الناشرين : ❞ المطبعة العامرة الشرفية ❝ ❱. المزيد..

كتب د. ماهر ياسين الفحل
الناشر:
المطبعة العامرة الشرفية
كتب المطبعة العامرة الشرفية ❰ ناشرين لمجموعة من المؤلفات أبرزها ❞ الكشكول لخاتمة الأدباء وكعبة الظرفاء ❝ ❞ الجزء الثاني من التاريخ المسمى بعجائب الآثار في التراجم والأخبار ❝ ❞ الجزء الأول من التاريخ المسمى بعجائب الآثار في التراجم والأخبار ❝ ❞ شرح أصول الحديث على رسالة البركوي ❝ ❞ حاشية الصاوي على تفسير الجلالين - طبعة قديمة - المطبعة العامرة الشرفية الجزء الثاني ❝ ❞ الجوهر الفريد في رد التثليث وتأييد التوحيد ❝ ❞ حاشية الصاوي على تفسير الجلالين - طبعة قديمة - المطبعة العامرة الشرفية الجزء الثالث ❝ ❞ حاشية الصاوي على تفسير الجلالين - طبعة قديمة - المطبعة العامرة الشرفية الجزء الأول ❝ ومن أبرز المؤلفين : ❞ الصاوي المالكي ❝ ❞ د. ماهر ياسين الفحل ❝ ❞ الجبرتى ❝ ❞ محمد بهاء الدين العاملي ❝ ❞ أيوب بك صبري أدام ❝ ❱.المزيد.. كتب المطبعة العامرة الشرفية