❞ كتاب جزء فيه من روي عن النبي صلى الله عليه وسلم من الصحابة في الكبائر  ❝  ⏤ الحافظ أبى بكر أحمد بن هارون البرديجى

❞ كتاب جزء فيه من روي عن النبي صلى الله عليه وسلم من الصحابة في الكبائر ❝ ⏤ الحافظ أبى بكر أحمد بن هارون البرديجى

الكبيرة هي: الجرم أو الإثم أو الذنب الجسيم. طبقاً للدين الإسلامي قال الله: ﴿إِن تَجْتَنِبُواْ كَبَآئِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلاً كَرِيمًا﴾ [4:31]، ويقول الرسول: «الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، كفارة لما بينهن ما لم تغش الكبائر» [رواه مسلم والترمذي]. واختلف العلماء في عدد الكبائر وفي حدها، فقال بعضهم: هي السبع الموبقات، وقال بعضهم: هي سبعون، وقال بعضهم: هي سبعمائة، قال بعضهم: هي ما اتفقت الشرائع على تحريمه.

ومن أشهر التعريفات هي ما نقل عن ابن عباس وسعيد بن جبير والحسن البصري وغيرهم أن الكبائر: «كل ذنب ختمه الله تعالى بنار أو غضب أو لعنة أو عذاب». وورد مثل هذا القول عن الإمام أحمد ورجحه القرطبي وابن تيمية والذهبي وغيرهم.

تعديد بعض الكبائر
الشرك بالله: ذكر القرآن: إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وقال النبي: «ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ الإشراك بالله.». وهـو نوعان: شرك أكبر وهو عبادة غير الله، أو صرف أي شيء من العبادة لغير الله، أو اعتقاد شي يعتبر شرك بالله، وشرك أصغر ومنه الرياء، ذكر الله في الحديث القدسي: «أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملا أشرك معي فيه غيري تركته وشركه» [رواه مسلم].

قتل النفس التي حرم الله الا بالحق: ذكر القرآن: ﴿وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا﴾ [4:93]، وقال النبي: «اجتنبوا السبع الموبقات: الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله...»

عقوق الوالدين: ذكر القرآن: ﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا۝23وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا۝24﴾ [17:23—24]. وقال عليه الصلاة والسلام: «ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟» فذكر منها عقوق الوالدين. وقال عليه الصلاة والسلام: {رضا الله في رضا الوالد، وسخط الله في سخط الوالد} [رواه الترمذي وابن حبان].

ترك الصلاة: ذكر القرآن: ﴿فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا۝59إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ شَيْئًا۝60﴾ [19:59—60]. قال: «العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر». [رواه أحمد والترمذي والنسائي].

منع الزكاة: ذكر القرآن: وَوَيْلٌ لِّلْمُشْرِكِينَ (6) الَّذِينَ لَا يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُم بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ [فصلت:7,6].

السحر: قال الله تبارك وتعالى: وَلَـكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ [البقرة:102]، وفي الحديث: «اجتنبوا السبع الموبقات: الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله...».

الزنا: ذكر القرآن: ﴿وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا﴾ [17:32]، وقال رسول الله ﷺ: { إذا زنى العبد خرج منه الإيمان، فكان على رأسه كالظلة، فإذا أقلع رجع إليه } [رواه أبو داودو الحاكم].

اللواط : ذكر القرآن عن قوم لوط: ﴿وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّن الْعَالَمِينَ۝80إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاء بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ۝81﴾ [7:80—81]، وقال النبي: { لعن الله من عمل عمل قوم لوط } [رواه النسائي].

الربا: ذكر القرآن: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (278) فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ [البقرة:279,278]، وقال رسول الله ﷺ: { لعن الله آكل الربا وموكله } [رواه مسلم].

أكل مال اليتيم: قال الله: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا﴾ [4:10]، وذكر القرآن: وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حتى يبلغ أشُده [الأنعام:152].

الكذب على الله عز وجل وعلى رسوله : ذكر القرآن: ﴿وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِينَ﴾ [39:60]، وقال: { من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار } [رواه البخاري].


يقول المحقق: "دفَعني إلى اختيار هذا الكتاب عِدَّةُ أمور، مِن أهمها كونه أولَ كتاب يُصنَّف في الكبائر، بل يكاد يكون الكتابَ الوحيد مِن الكتب المتقدِّمة التي وصلتْنا في هذا الموضوع؛ إذ لم أقِفْ على شيءٍ مما ألِّف في بيان الكبائر قبلَ كتاب الذهبي سِوى هذا الكتاب.

إضافةً إلى أنَّه لإمامٍ من الأئمة الحفَّاظ، الذين لم أقِف على مَن ترجم لهم ترجمةً موسَّعة، فأحببتُ أن أبسطَ الكلام في ترجمته وبيان منزلتِه

ولهذا وغيره؛ قمتُ بتحقيقه ودراسته بما تَقتضيه قواعدُ التحقيق، مِن غير تطويل مملّ، ولا إيجاز مخلّ، محاولاً قدرَ الإمكان التركيزَ على الجانب الحديثي في تعليقي على الكتاب.

الحافظ أبى بكر أحمد بن هارون البرديجى - ❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ جزء فيه من روي عن النبي صلى الله عليه وسلم من الصحابة في الكبائر ❝ الناشرين : ❞ دار أطلس للنشر والإنتاج الإعلامي ❝ ❱
من كتب الفقه العام الفقه الإسلامي - مكتبة كتب إسلامية.

نبذة عن الكتاب:
جزء فيه من روي عن النبي صلى الله عليه وسلم من الصحابة في الكبائر

2005م - 1445هـ
الكبيرة هي: الجرم أو الإثم أو الذنب الجسيم. طبقاً للدين الإسلامي قال الله: ﴿إِن تَجْتَنِبُواْ كَبَآئِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلاً كَرِيمًا﴾ [4:31]، ويقول الرسول: «الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، كفارة لما بينهن ما لم تغش الكبائر» [رواه مسلم والترمذي]. واختلف العلماء في عدد الكبائر وفي حدها، فقال بعضهم: هي السبع الموبقات، وقال بعضهم: هي سبعون، وقال بعضهم: هي سبعمائة، قال بعضهم: هي ما اتفقت الشرائع على تحريمه.

ومن أشهر التعريفات هي ما نقل عن ابن عباس وسعيد بن جبير والحسن البصري وغيرهم أن الكبائر: «كل ذنب ختمه الله تعالى بنار أو غضب أو لعنة أو عذاب». وورد مثل هذا القول عن الإمام أحمد ورجحه القرطبي وابن تيمية والذهبي وغيرهم.

تعديد بعض الكبائر
الشرك بالله: ذكر القرآن: إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وقال النبي: «ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ الإشراك بالله.». وهـو نوعان: شرك أكبر وهو عبادة غير الله، أو صرف أي شيء من العبادة لغير الله، أو اعتقاد شي يعتبر شرك بالله، وشرك أصغر ومنه الرياء، ذكر الله في الحديث القدسي: «أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملا أشرك معي فيه غيري تركته وشركه» [رواه مسلم].

قتل النفس التي حرم الله الا بالحق: ذكر القرآن: ﴿وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا﴾ [4:93]، وقال النبي: «اجتنبوا السبع الموبقات: الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله...»

عقوق الوالدين: ذكر القرآن: ﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا۝23وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا۝24﴾ [17:23—24]. وقال عليه الصلاة والسلام: «ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟» فذكر منها عقوق الوالدين. وقال عليه الصلاة والسلام: {رضا الله في رضا الوالد، وسخط الله في سخط الوالد} [رواه الترمذي وابن حبان].

ترك الصلاة: ذكر القرآن: ﴿فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا۝59إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ شَيْئًا۝60﴾ [19:59—60]. قال: «العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر». [رواه أحمد والترمذي والنسائي].

منع الزكاة: ذكر القرآن: وَوَيْلٌ لِّلْمُشْرِكِينَ (6) الَّذِينَ لَا يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُم بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ [فصلت:7,6].

السحر: قال الله تبارك وتعالى: وَلَـكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ [البقرة:102]، وفي الحديث: «اجتنبوا السبع الموبقات: الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله...».

الزنا: ذكر القرآن: ﴿وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا﴾ [17:32]، وقال رسول الله ﷺ: { إذا زنى العبد خرج منه الإيمان، فكان على رأسه كالظلة، فإذا أقلع رجع إليه } [رواه أبو داودو الحاكم].

اللواط : ذكر القرآن عن قوم لوط: ﴿وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّن الْعَالَمِينَ۝80إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاء بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ۝81﴾ [7:80—81]، وقال النبي: { لعن الله من عمل عمل قوم لوط } [رواه النسائي].

الربا: ذكر القرآن: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (278) فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ [البقرة:279,278]، وقال رسول الله ﷺ: { لعن الله آكل الربا وموكله } [رواه مسلم].

أكل مال اليتيم: قال الله: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا﴾ [4:10]، وذكر القرآن: وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حتى يبلغ أشُده [الأنعام:152].

الكذب على الله عز وجل وعلى رسوله : ذكر القرآن: ﴿وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِينَ﴾ [39:60]، وقال: { من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار } [رواه البخاري].


يقول المحقق: "دفَعني إلى اختيار هذا الكتاب عِدَّةُ أمور، مِن أهمها كونه أولَ كتاب يُصنَّف في الكبائر، بل يكاد يكون الكتابَ الوحيد مِن الكتب المتقدِّمة التي وصلتْنا في هذا الموضوع؛ إذ لم أقِفْ على شيءٍ مما ألِّف في بيان الكبائر قبلَ كتاب الذهبي سِوى هذا الكتاب.

إضافةً إلى أنَّه لإمامٍ من الأئمة الحفَّاظ، الذين لم أقِف على مَن ترجم لهم ترجمةً موسَّعة، فأحببتُ أن أبسطَ الكلام في ترجمته وبيان منزلتِه

ولهذا وغيره؛ قمتُ بتحقيقه ودراسته بما تَقتضيه قواعدُ التحقيق، مِن غير تطويل مملّ، ولا إيجاز مخلّ، محاولاً قدرَ الإمكان التركيزَ على الجانب الحديثي في تعليقي على الكتاب.


.
المزيد..

تعليقات القرّاء:

الكبيرة هي: الجرم أو الإثم أو الذنب الجسيم. طبقاً للدين الإسلامي قال الله: ﴿إِن تَجْتَنِبُواْ كَبَآئِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلاً كَرِيمًا﴾ [4:31]، ويقول الرسول: «الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، كفارة لما بينهن ما لم تغش الكبائر» [رواه مسلم والترمذي]. واختلف العلماء في عدد الكبائر وفي حدها، فقال بعضهم: هي السبع الموبقات، وقال بعضهم: هي سبعون، وقال بعضهم: هي سبعمائة، قال بعضهم: هي ما اتفقت الشرائع على تحريمه.

ومن أشهر التعريفات هي ما نقل عن ابن عباس وسعيد بن جبير والحسن البصري وغيرهم أن الكبائر: «كل ذنب ختمه الله تعالى بنار أو غضب أو لعنة أو عذاب». وورد مثل هذا القول عن الإمام أحمد ورجحه القرطبي وابن تيمية والذهبي وغيرهم.

تعديد بعض الكبائر
الشرك بالله: ذكر القرآن: إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وقال النبي: «ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ الإشراك بالله.». وهـو نوعان: شرك أكبر وهو عبادة غير الله، أو صرف أي شيء من العبادة لغير الله، أو اعتقاد شي يعتبر شرك بالله، وشرك أصغر ومنه الرياء، ذكر الله في الحديث القدسي: «أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملا أشرك معي فيه غيري تركته وشركه» [رواه مسلم].

قتل النفس التي حرم الله الا بالحق: ذكر القرآن: ﴿وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا﴾ [4:93]، وقال النبي: «اجتنبوا السبع الموبقات: الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله...»

عقوق الوالدين: ذكر القرآن: ﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا۝23وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا۝24﴾ [17:23—24]. وقال عليه الصلاة والسلام: «ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟» فذكر منها عقوق الوالدين. وقال عليه الصلاة والسلام: {رضا الله في رضا الوالد، وسخط الله في سخط الوالد} [رواه الترمذي وابن حبان].

ترك الصلاة: ذكر القرآن: ﴿فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا۝59إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ شَيْئًا۝60﴾ [19:59—60]. قال: «العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر». [رواه أحمد والترمذي والنسائي].

منع الزكاة: ذكر القرآن: وَوَيْلٌ لِّلْمُشْرِكِينَ (6) الَّذِينَ لَا يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُم بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ [فصلت:7,6].

السحر: قال الله تبارك وتعالى: وَلَـكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ [البقرة:102]، وفي الحديث: «اجتنبوا السبع الموبقات: الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله...».

الزنا: ذكر القرآن: ﴿وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا﴾ [17:32]، وقال رسول الله ﷺ: { إذا زنى العبد خرج منه الإيمان، فكان على رأسه كالظلة، فإذا أقلع رجع إليه } [رواه أبو داودو الحاكم].

اللواط : ذكر القرآن عن قوم لوط: ﴿وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّن الْعَالَمِينَ۝80إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاء بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ۝81﴾ [7:80—81]، وقال النبي: { لعن الله من عمل عمل قوم لوط } [رواه النسائي].

الربا: ذكر القرآن: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (278) فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ [البقرة:279,278]، وقال رسول الله ﷺ: { لعن الله آكل الربا وموكله } [رواه مسلم].

أكل مال اليتيم: قال الله: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا﴾ [4:10]، وذكر القرآن: وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حتى يبلغ أشُده [الأنعام:152].

الكذب على الله عز وجل وعلى رسوله : ذكر القرآن: ﴿وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِينَ﴾ [39:60]، وقال: { من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار } [رواه البخاري].


يقول المحقق: "دفَعني إلى اختيار هذا الكتاب عِدَّةُ أمور، مِن أهمها كونه أولَ كتاب يُصنَّف في الكبائر، بل يكاد يكون الكتابَ الوحيد مِن الكتب المتقدِّمة التي وصلتْنا في هذا الموضوع؛ إذ لم أقِفْ على شيءٍ مما ألِّف في بيان الكبائر قبلَ كتاب الذهبي سِوى هذا الكتاب.

إضافةً إلى أنَّه لإمامٍ من الأئمة الحفَّاظ، الذين لم أقِف على مَن ترجم لهم ترجمةً موسَّعة، فأحببتُ أن أبسطَ الكلام في ترجمته وبيان منزلتِه

ولهذا وغيره؛ قمتُ بتحقيقه ودراسته بما تَقتضيه قواعدُ التحقيق، مِن غير تطويل مملّ، ولا إيجاز مخلّ، محاولاً قدرَ الإمكان التركيزَ على الجانب الحديثي في تعليقي على الكتاب.


 

الكبائر للبرديجي من كتب إسلامية



سنة النشر : 2005م / 1426هـ .
حجم الكتاب عند التحميل : 3.3 ميجا بايت .
نوع الكتاب : pdf.
عداد القراءة: عدد قراءة جزء فيه من روي عن النبي صلى الله عليه وسلم من الصحابة في الكبائر

اذا اعجبك الكتاب فضلاً اضغط على أعجبني
و يمكنك تحميله من هنا:

تحميل جزء فيه من روي عن النبي صلى الله عليه وسلم من الصحابة في الكبائر
شكرًا لمساهمتكم

شكراً لمساهمتكم معنا في الإرتقاء بمستوى المكتبة ، يمكنكم االتبليغ عن اخطاء او سوء اختيار للكتب وتصنيفها ومحتواها ، أو كتاب يُمنع نشره ، او محمي بحقوق طبع ونشر ، فضلاً قم بالتبليغ عن الكتاب المُخالف:

برنامج تشغيل ملفات pdfقبل تحميل الكتاب ..
يجب ان يتوفر لديكم برنامج تشغيل وقراءة ملفات pdf
يمكن تحميلة من هنا 'http://get.adobe.com/reader/'

المؤلف:
الحافظ أبى بكر أحمد بن هارون البرديجى - ALHAFZ ABA BKR AHMD BN HARON ALBRDIGA

كتب الحافظ أبى بكر أحمد بن هارون البرديجى ❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ جزء فيه من روي عن النبي صلى الله عليه وسلم من الصحابة في الكبائر ❝ الناشرين : ❞ دار أطلس للنشر والإنتاج الإعلامي ❝ ❱. المزيد..

كتب الحافظ أبى بكر أحمد بن هارون البرديجى
الناشر:
دار أطلس للنشر والإنتاج الإعلامي
كتب دار أطلس للنشر والإنتاج الإعلامي ❰ ناشرين لمجموعة من المؤلفات أبرزها ❞ عيش اللحظة ❝ ❞ التغذية الصحية والجسم السليم أسئلة هامة عن كيف وماذا تاكل؟ ❝ ❞ موسوعة ابن أبي الدنيا ❝ ❞ نقض عقائد الأشاعرة والماتريدية ❝ ❞ القول في علم النجوم (ط أطلس) ❝ ❞ الاستبصار في نقد الأخبار ❝ ❞ خلق أفعال العباد والرد على الجهمية وأصحاب التعطيل ❝ ❞ شرح القواعد السعدية ❝ ❞ جزء فيه من روي عن النبي صلى الله عليه وسلم من الصحابة في الكبائر ❝ ❞ شرح الإلمام بأحاديث الأحكام ❝ ومن أبرز المؤلفين : ❞ عبد الله محمد عبيد البغدادي أبو بكر ابن أبي الدنيا ❝ ❞ أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري ❝ ❞ أحمد بن علي بن ثابت ❝ ❞ مصطفى حسني ❝ ❞ عمر طاهر ❝ ❞ شريفة أبو الفتوح ❝ ❞ عبدالله بن أحمد الحويل ❝ ❞ بول ريكور ❝ ❞ محمد بن عبد الرحمن الخميس ❝ ❞ عبد المحسن بن عبد الله الزامل ❝ ❞ إسماعيل بن سعد بن عتيق ❝ ❞ جلال الدين عبد الرحمن السيوطي عبد الرؤرف بن محمد المناوي ❝ ❞ تقي الدين ابن دقيق العيد ❝ ❞ وكيع بن الجراح ❝ ❞ عبد الرحمن بن يحيى بن علي بن محمد المعلمي العتمي اليماني ❝ ❞ محمد بن إسماعيل البخاري أبو عبد الله علي بن عبد الكافي السبكي ❝ ❞ عبد العزيز بن صالح الطويل ❝ ❞ خالد علي المرضي الغامدي ❝ ❞ عبد الرحمن بن يحي المعلمي ❝ ❞ ماريا كورانتكانت ❝ ❞ عماد البليك ❝ ❞ ممدوح عزام ❝ ❞ الحافظ أبى بكر أحمد بن هارون البرديجى ❝ ❞ المقرئ السلمي ❝ ❞ ايهاب كمال ❝ ❞ نبيل الملحم ❝ ❞ نور أسامة محمد ❝ ❞ هانم داود ❝ ❞ شيرين فؤاد ❝ ❞ محمد علي منصور ❝ ❱.المزيد.. كتب دار أطلس للنشر والإنتاج الإعلامي