❞ كتاب الأزمة الفكرية المعاصرة - تشخيص ومقترحات علاج ❝  ⏤ طه جابر العلواني

❞ كتاب الأزمة الفكرية المعاصرة - تشخيص ومقترحات علاج ❝ ⏤ طه جابر العلواني

كتاب الأزمة الفكرية
الكتاب: الأزمة الفكرية ومناهج التغيير
المؤلف: د. طه جابر العلواني
دار الهادي، الطبعة الأولى 2003 م/1424 هـ
عدد الصفحات: 222

الفصل الثاني: الأزمة الفكرية المعاصرة: تشخيص ومقترحات
منذ أواسط القرن الثامن عشر الميلادي والعالم الإسلامي كله مقتلع النوافذ والأبواب في وجه الفكر الغربي، والمنهج الغربي، والثقافة الغربية، والعلم الغربي، والحضارة الغربية والفنون والآداب بدرجات متفاوتة.
وبذلك انمحت الشخصية الإسلامية بانهيار مقوماتها الأساسية العقلية والنفسية.
قضيتان أساسيتان سيبنى على كلٍ منهما الكثير فيما بعد:
القضية الأولى: قضية الغزو الفكري
س: الغزو الفكري وهم أم حقيقة؟
لقد انقسم المثقفون من أبناء أمتنا في الإجابة عن هذا السؤال إلى قسمين متضادين، فريق ينكر وقوع هذا الغزو، ويرفض الاعتراف به، ويرى مجرد الحديث عنه بهذا التصور حديث أولئك المتطرفين، الذين يريدون رفض حضارة العصر، وتجاهل آثار ثورة الإتصال والمواصلات العصرية وبالتالي ليس عند هؤلاء أي غزو أو غزاة، بل هناك فكر وثقافة وفنون، تنتقل كما ينتقل الهواء بموجاته الساخنة والباردة دون أن نتمكن من مقاومته، وهذا الموقف يجعل من الصعب على أية أمة من الأمم أن تتخذ من هذه الحضارة موقفًا غير موقف المستسلم المتلقي، الذي يتقبلها بكل ما فيها.
والفريق الثاني فريق يعتبر هذا الغزو حقيقة مجسدة، ومعركة دائمة الاشتعال مستمرة القتال، ويؤكد هذا الفريق على تمايز الأفكار والثقافات والحضارات وإمكان حيازتها وحصرها في المكان والزمان، ومنعها من أن تتعدى حدودها وإلا أصبح عدوانًا سافرًا تجب مقاومته وصده والوقوف في وجهه.
أما موقفنا نحن فهو الموقف الوسط الذي علمنا إياه الإسلام، فنعتبر – مع افتراض حسن النية- أن موقف الفريق الأول مكرس وموظف لخدمة الانتصار التام للحضارة الغربية المتغلبة في عالمنا المعاصر، وأن هذا الموقف لو اتخذناه أو أصبح موقف الأمة كما كان في أوائل هذا القرن سوف يحولها إلى تابع ذليل لحضارة الغرب وفكره، ونفقد مكانتنا لندخل في النهاية في المأزق الحضاري الغربي. كما لا نقبل أيضًا رأي الفريق الذي يتصور العالم حضارات منعزلة وجزرًا منفردة تمامًا مكتفية بذاتها كلية؛ لأن هذا التصور فضلاً عن تجاهله لواقع القضايا المشتركة بين بني البشر، التي أكد الإسلام وجودها وجاءت مصادره لتنبه إليها، يصيب الأمة التي تفرض على نفسها مثل هذا الموقف بعزلة حضارية هي أقرب ما تكون إلى عملية إنتحار حضاري وثقافي وفكري.
نحن نختار لأنفسنا بين هذين الموقفين موقفًا وسطًا عدلاً نبصر فيه ما هو عام ومشترك في الفكر الإنساني مما ينسجم مع العقيدة والشريعة، فندعوا أمتنا إلى طلبه وتحصيله واستلهامه، لتقوي به ذاتيتها، وتزدهر به شخصيتها، ويشتد به عودها، مع إدراك سمات حضارتنا ومميزاتها ومصادر فكرنا وثقافتنا وفنوننا وآدابنا ونجتهد في وضع الوسائل والمناهج التي تجعلنا نتمثل هذه الأمور وفقًا لمنهجنا لا لمنهج أصحابها وما وضعوه.
القضية الثانية:
وهي القضية التي تحدد الأدوار التي مر بها تعاملنا مع الفكر والثقافة والمعرفة الغربية منذ ان بدأ اتصالنا بها – ربما في عهد سليم الثاني أو بعده بقليل وقد مر بمراحل ثلاث:
المرحلة الأولى: مرحلة الصدمة والانبهار المباشر.
المرحلة الثانية: المرحلة التي بدأت فيه النفوس تستقر إلى حد ما وتجتاز فترة الإنبهار، وفيها بدأ المسلمون يلتقطون أنفاسهم ويراجعون مواقفهم، فشاعت أفكار الموازنة والمقارنة والبحث عن وجوه الإلتقاء بين الإسلام والثقافة الغربية، بدوافع مختلفة.
المرحلة الثالثة: وهي المرحلة التي نعيشها أو نعيش جزءًا منها، مرحلة سميت بمرحلة الصحوة الإسلامية، ونسميها مرحلة الوعي بالذات أو اكتشاف الذات.
حاجتنا إلى الفكر
نحن الآن في مرحلة تحد كامل، إما أن نكون قادرين على إقناع الأمة بأننا البديل الحضاري المناسب، وأننا الأقدر على تقديم الفكر السليم والثقافة الصحيحة والحضارة القويمة والعمران الأكيد، وأننا نحن المؤهلون لأن نجتاز بالأمة حاجز التخلف ونحقق لها أهدافها في الإنماء والبناء وفي احتلال موقعها تحت الشمس، وإما ان يثبت عجزنا، لأن العالم قد اجتاز المرحلتين السابقتين تماماً، ويجب أن ندرك نحن أننا قد اجتزناهما.
الوسيلة الوحيدة إثبات صحة ما ندعو إليه هي في تقديم البديل الإسلامي لكل ما قدمه الغرب وتجربة هذا البديل ونجاحه، فهناك فكر سياسي غربي وفكر اقتصادي وفكر اجتماعي وفكر تشريعي وفكر تربوي وإنساني، وفكر فلسفي ومنهجي وثقافي، وعلى أساس من ذلك كله قامت هذه الحضارة الغربية المعاصرة في سائر جوانبها، فنجحت في بعض هذه الجوانب نجاحاً بالغاً وتراجعت وفشلت في جوانب أخرى فشلاً ذريعاً والتحدي الإسلامي لا يتم إلا بتقديم البدائل الناجحة أوالمتفوقة في كل جانب: الفكر والثقافة والمعرفة والحضارة، وإثبات ذلك النجاح في الحضارة التي تقوم عليه وتنبثق عنه من خلال مؤسسات ونظم ووسائل تجسد ذلك الفكر، وتقوّم تلك الحضارة وآنذاك فقط يمكن أن نقول بملء الفم ها نحن قد عدنا من جديد، وأن صحوتنا إنما هي صحوة حقيقية لا تعقبها كبوة.
إن حالة الصراع الدائم والتمزق والتفكك الإجتماعي التي تعيشها معظم ديار الإسلام حالة لا يمكن أن تتوقف أو تنتهي إلاّ بعد أن يتم تقديم البديل الفكري والثقافي الإسلامي، وتبدأ الأجيال المسلمة تتربى على هذا الفكر، وتصاغ عقليتها وفقاً لهذا الثقافة ومناهجها وفنونها.
معنى الفكر
ورد ذكر الفكر في القرآن الكريم في عشرين موضع بصيغة الماضي وبصيغة المضارع “إنه فكّر وقدّر” “لعلهم يتفكرون” وفي صيغة المخاطب وفي صيغة الغائب.
وحينما نقول فكّر أو يفكر أو تفكر فهي كلمة تدل على حدث وهو الفكر، وتدل على الذات الفاعلة لهذا الحدث التي نسميها بالمفكر.
والفكر هو خاصة من خواص الإنسان لا يشترك معه فيه أي مخلوق آخر، ولا يطلق الفكر إلا على العمليات الذهنية التي يقوم بها. أما الحيوانات فحتى المظاهر التي تشبه عملية الفكر لدى الإنسان لا تسمى بفكر وإنما بالتوجيه الغريزي.
الفكر اسم لعملية تردد القوى العاقلة المفكرة في الإنسان، سواء أكان قلبًا أو روحًا أو ذهنًا بالنظر والتدبر لطلب المعاني المجهولة من الأمور المعلومة، أو الوصول إلى الأحكام أو النسب بين الأشياء. ويزيد في إيضاح هذا المعنى ما أورده الإمام أبو حامد الغزالي حيث قال: اعلم أن الفكر هو إحضار معرفتين في القلب ليستخرج منهما معرفة ثالثة، كأنه يريد أن يقول إنه تهيئة مقدمتين ليصل من المقدمتين إلى النتيجة.
لقد ربط القرآن الكريم الفكر بالحركة لينبهنا إلى أنه غير مرغوب فيه ذلك الفكر الكسول المتعطل، فالفكر من أجل الفكر لا يؤدي إلى نفع دنيوي أو أخروي ولا محل له، لأنه لا بد أن نفكر من أجل أن نصل إلى شيء إما في أمور دنيانا أو في أمور أخرانا، أما الفكر بمعنى الهيمان وراء أخيلة، وراء شيء غير مبني على مقومات حقيقية لها مستندها ولها دليلها، فهو نوع من التخيل وليس بتفكير.
منهجية الفكر
أياً كان الأمر إذا أدركنا معنى الفكر وحقيقته فإن أمامنا قضيتين:
القضية الأولى: هي أن نحدد معالم ومنهج فكرنا الإسلامي، مميزين في ذلك بين قضايا الفكر وقضايا الثقافة والمعرفة ومبينين وضع كل منها.
القضية الثانية: أن لفكرنا الإسلامي في تاريخنا قضايا معقدة ومعضلات لا تزال قائمة، لا بد لنا من معالجتها.
فالإنسان الغربي ينطلق في فكره من الفروض، يفرض لكل شيء الفرض الأول فالثاني. ويتأمل ويفكر ويتدبر في هذه الفروض ويخضعها لعملية الحذف والإضافة لكي يصل إلى الاستنتاج.
أما المسلم فلديه مصدران:
– المصدر الأول: هو الوحي، ويعني الكتاب والسنة، وذلك في القضايا الغيبية لإعطاء التصور الصحيح عن الكون والحياة والإنسان وبناء العقيدة السليمة، وإيجاد الإنسان الصالح. وكذلك قضايا محددة يمكن أن تتضارب فيها شهوات الإنسان ورغباته بحيث لا تستطيع أن تصل فيها إلى الحل السليم مثل: قضية المرأة التي ضلت فيها الأمم، وكذلك قضايا المواريث والعبادات وسنن الكون العامة والقواعد الأساسية في السلوك،وفي الأخلاق. هذه الأمور يمكن أن تضطرب فعالجها الوحي وأعطانا فيها الحلول السليمة.
فإذن انا لا أنطلق في هذه القضايا من من فروض، وإنما أنطلق من الوحي، فأبحث عن أية قضية في الكتاب والسنة، وفيما يستند على القرآن من والسنة من إجماع و قياس.
– المصدر الثاني: وهو الكون بكل ما فيه فهناك، جوانب أخرى وقضايا حياتية مختلفة لم تتناولها النصوص ولم تكن قضية من قضايا النصوص المباشرة، لأن النصوص قد أعطت الإطار العام لها، وطالبتني بصفتي إنساناً عاقلاً مكلفاً أن أستخدم عقلي وجهدي واجتهادي في الوصول إلى هذا الأمر.
هنا انطلق فيه من مراتب الحدس المعروفة لدى المفكرين. وهي ثلاثة: حدس حسي، وحدس ذهني، وحدس فكري.
هذه الأمور نستخدم فيها قواعد الشرع العامة وتوجيهاته والغايات والمقاصد، ونستخدم فيها هذا المنهج الذي هو منهج الحس والتجربة والعقل في كل ما يتعلق باكتشافات العلاقات وتنظيمها، وتنظيم وسائل الإستفادة منها، ثم إخضاعها لحاكمية الله سبحانه وتعالى وهي الحاكمية المطلقة.
مفهوم المعرفة
سبق القول أن مصادر معرفتنا هي الوحي والوجود، أما مصادر المعرفة المعاصرة فهي الوجود وحده، ولذلك فتعريف المعرفة لدى علماء التربية والمعرفة اليوم هو التعريف المعترف به لدى اليونسكو وسائر المؤسسات الثقافية “المعرفة كل معلوم خضع للحس والتجربة”. فكل ما يتعلق بالله وبالآخرة وبالأنبياء كل هذا يعتبر ليس من العلم.
وحين يطلب مني كإنسان مسلم أن أبين ما هو البديل عندي لهذا التعريف أستطيع أن أقول: المعرفة كل معلوم دل عليه الوحي والحس والتجربة، تعريف إسلامي، ولا يمكن أن أقبل هذا التعريف الذي تسير كل المدارس عليه الآن وهو تعريف ملحد “كل معلوم خضع للحس والتجربة”.
بعض المعضلات الفكرية
من قضايا الفكر التي تهمنا؛ تلك المعضلات التاريخية الكثيرة التي كان لها أسوأ الآثار في بناء الفرد المسلم عقليًا ونفسيًا وتربويًا والتي أحدثت أسوأ الآثار كذلك في كيان الأمة الإسلامية وفرقتها وجعلها شيعًا وأحزابًا وطوائف ومذاهب شتى.
هذه القضايا كثيرة لا بد لها من معالجة، ولا بد لها من حلول، ثم لا بد لها من إعادة طرح وتقديم للخروج المأزق الفكري أو الأزمة الفكرية التي طالما أفسدت على الأمة محاولاتها في التقدم والحضارة.
معضلة العقل والنقل: في مقدمة تلك الصراعات الفكرية القديمة والحديثة قضية الصراع المفتعل بين النص والعقل. تاريخنا لم يعرف قضية بهذا الاسم إلا بعد عصر الترجمة.
معضلة السببية: هذه قضية من قضايا العقل المسلم الكبيرة، فالله سبحانه وتعالى ربط المسببات بالأسباب، وهو سبحانه وتعالى الخالق للأسباب والمسببات. ونجد العجب العجاب حينما نقرأ تعريفات المتكلمين للعلة والسبب.
حين ندرس التأثير التربوي على العقل المسلم، نجد أن الإنسان المسلم أصبح شخصية قلقة مهزوزة، مرة تعتبر السبب وتأخذ به، ومرة تتوصل إلى النتيجة بأسباب غير الأسباب الموصلة إليها! وحين يعجزها الأمر تقول كل شيء بإرادة الله وتنسب الأمر للإرادة الإلهية، ويصبح الإنسان في مأزق عقائدي واذا فإن هذه القضية من القضايا المهمة.
معضلات أخرى: قضية التأويل، قضية الجبر والاختيار، قضية التقليد والاجتهاد.
على طريق العلاج
محاولات الإصلاح في تاريخ هذه الأمة كثيرة جدًا ومعظمها محاولات مخلصة ناجحة، لكن كثيرًا ما تأتي هذه القضايا في وسط الطريق لأنها “خراج” فينفجر، فإذا به يمزق أي حركة إصلاحية أو يحبطها.
نحن في قضية الفكر بالذات محتاجون إلى وضع مناهج للفكر السليم، بعيدًا عن الشخصية الفكرية الغربية أو سيطرتها، نعتقد أن لنا شخصيتنا المميزة في هذا المجال.
هناك قضايا مشتركة بيننا وبين بقية البشر، فلا بد من تحديدها، فمثلاً جميع العلوم والقضايا الفكرية المتعلقة في موضوعات العلوم الطبيعية وظواهرها والمادة وخصائصها هي من قبيل الفكر المشترك، مناهجها تتميز بالحياد العلمي؛ لأنها قائمة على التجربة الملموسة في الحياة المادية، لذا؛ فالحقائق المادية من الممكن أن يقوم بها هذا الإنسان أو ذاك.
هناك قضايا أخرى أساسية خطيرة جدًا، وهي التي يسميها الغرب بالعلوم الإنسانية والاجتماعية، فهذه العلوم موضوعها وهدفها الإنسان، وتختلف المدارس والأديان والحضارات فيها، فلكلٍ فكرته الكلية عن الكون والحياة والإنسان، وغاية وجوده وطبيعة هذا الوجود، والأخلاق التي ينبغي أن تسود… فهي ليست فكراً مشتركاً عالميًا.
وربما نجد في بعض مناهجها نوعًا من المشترك الإنساني ولكن بالنسبة لتصور الإنسان ولتصور الحياة ولتصور الغايات والأهداف تختلف تمامًا.
نريد أن يتحول القرآن الكريم إلى مصدر ثقافة ومعرفة كما هو مصدر للحكم الشرعي. وأول شيء علينا أن نفعله هو أن نقضي على خرافة أن القرآن الكريم والسنة النبوية مصدران للحكم الشرعي فقط، هذا نعتبره خرافة وقضية خطيرة أصابت العقل المسلم في وقت مبكر، فجعلته يلغي حوالي ستة آلاف آية من آيات القرآن الكريم ويتشبث بجملة آيات محدودة هي الآيات المتعلقة بقضايا الحلال والحرام فقط.
يجب أن نعيد قراءة القرآن الكريم وما صح من السنة النبوية المطهرة، ونقوم بعملية تصنيفها وتوزيعها على قضايا العلوم الإنسانية والاجتماعية لنكتشف توجيهاتها وأحكامها. كثير منها قد اختلط بعلم الفقه في تاريخنا ويحتاج إلى إعادة درس وتصنيف، وبعضها لم يلتفت إليه أئمتنا من قبل علينا أن نكتشفه.
طه جابر العلواني - طه جابر العلواني (1935 - 4 آذار/مارس 2016)، هو مفكر وفقيه إسلامي عراقي. كان رئيس المجلس الفقهي بأمريكا، ورئيس جامعة العلوم الإسلامية والاجتماعية (SISS) بهرندن، فرجنيا، الولايات المتحدة الأمريكية. حصل على الدكتوراة في أصول الفقه من كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر في القاهرة، مصر، عام 1973.

كان أستاذاً في أصول الفقه بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض، المملكة العربية السعودية منذ عام 1975 حتى 1985. في عام 1981 شارك في تأسيس المعهد العالمي للفكر الإسلامي في الولايات المتحدة، كما كان عضو المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي في مكة المكرمة، وعضو مجمع الفقه الإسلامي الدولي في جدة. هاجر إلى الولايات المتحدة في عام 1983. وكان رئيس جامعة قرطبة الإسلامية في الولايات المتحدة.


❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ مقاصد الشريعة ❝ ❞ أدب الإختلاف في الإسلام ❝ ❞ لا إكراه فى الدين: إشكالية الردة والمرتدين من صدر الإسلام حتى اليوم ❝ ❞ الأزمة الفكرية المعاصرة - تشخيص ومقترحات علاج ❝ ❞ الجمع بين القراءتين - قراءة الوحى وقراءة الكون ❝ ❞ لسان القرآن ومستقبل الآمة القطب ❝ ❞ الخصوصية والعالمية فى الفكر الإسلامى المعاصر ❝ ❞ نحو منهجية معرفية قرآنية ❝ ❞ مقدمة فى إسلامية المعرفة ❝ الناشرين : ❞ دار الشروق للنشر والتوزيع: مصر - لبنان ❝ ❞ مكتبة الشروق الدولية ❝ ❞ المعهد العالمي للفكر الإسلامي ❝ ❞ دار الهادي ❝ ❱
من فكر وثقافة - مكتبة الكتب والموسوعات العامة.

نبذة عن الكتاب:
الأزمة الفكرية المعاصرة - تشخيص ومقترحات علاج

2003م - 1445هـ
كتاب الأزمة الفكرية
الكتاب: الأزمة الفكرية ومناهج التغيير
المؤلف: د. طه جابر العلواني
دار الهادي، الطبعة الأولى 2003 م/1424 هـ
عدد الصفحات: 222

الفصل الثاني: الأزمة الفكرية المعاصرة: تشخيص ومقترحات
منذ أواسط القرن الثامن عشر الميلادي والعالم الإسلامي كله مقتلع النوافذ والأبواب في وجه الفكر الغربي، والمنهج الغربي، والثقافة الغربية، والعلم الغربي، والحضارة الغربية والفنون والآداب بدرجات متفاوتة.
وبذلك انمحت الشخصية الإسلامية بانهيار مقوماتها الأساسية العقلية والنفسية.
قضيتان أساسيتان سيبنى على كلٍ منهما الكثير فيما بعد:
القضية الأولى: قضية الغزو الفكري
س: الغزو الفكري وهم أم حقيقة؟
لقد انقسم المثقفون من أبناء أمتنا في الإجابة عن هذا السؤال إلى قسمين متضادين، فريق ينكر وقوع هذا الغزو، ويرفض الاعتراف به، ويرى مجرد الحديث عنه بهذا التصور حديث أولئك المتطرفين، الذين يريدون رفض حضارة العصر، وتجاهل آثار ثورة الإتصال والمواصلات العصرية وبالتالي ليس عند هؤلاء أي غزو أو غزاة، بل هناك فكر وثقافة وفنون، تنتقل كما ينتقل الهواء بموجاته الساخنة والباردة دون أن نتمكن من مقاومته، وهذا الموقف يجعل من الصعب على أية أمة من الأمم أن تتخذ من هذه الحضارة موقفًا غير موقف المستسلم المتلقي، الذي يتقبلها بكل ما فيها.
والفريق الثاني فريق يعتبر هذا الغزو حقيقة مجسدة، ومعركة دائمة الاشتعال مستمرة القتال، ويؤكد هذا الفريق على تمايز الأفكار والثقافات والحضارات وإمكان حيازتها وحصرها في المكان والزمان، ومنعها من أن تتعدى حدودها وإلا أصبح عدوانًا سافرًا تجب مقاومته وصده والوقوف في وجهه.
أما موقفنا نحن فهو الموقف الوسط الذي علمنا إياه الإسلام، فنعتبر – مع افتراض حسن النية- أن موقف الفريق الأول مكرس وموظف لخدمة الانتصار التام للحضارة الغربية المتغلبة في عالمنا المعاصر، وأن هذا الموقف لو اتخذناه أو أصبح موقف الأمة كما كان في أوائل هذا القرن سوف يحولها إلى تابع ذليل لحضارة الغرب وفكره، ونفقد مكانتنا لندخل في النهاية في المأزق الحضاري الغربي. كما لا نقبل أيضًا رأي الفريق الذي يتصور العالم حضارات منعزلة وجزرًا منفردة تمامًا مكتفية بذاتها كلية؛ لأن هذا التصور فضلاً عن تجاهله لواقع القضايا المشتركة بين بني البشر، التي أكد الإسلام وجودها وجاءت مصادره لتنبه إليها، يصيب الأمة التي تفرض على نفسها مثل هذا الموقف بعزلة حضارية هي أقرب ما تكون إلى عملية إنتحار حضاري وثقافي وفكري.
نحن نختار لأنفسنا بين هذين الموقفين موقفًا وسطًا عدلاً نبصر فيه ما هو عام ومشترك في الفكر الإنساني مما ينسجم مع العقيدة والشريعة، فندعوا أمتنا إلى طلبه وتحصيله واستلهامه، لتقوي به ذاتيتها، وتزدهر به شخصيتها، ويشتد به عودها، مع إدراك سمات حضارتنا ومميزاتها ومصادر فكرنا وثقافتنا وفنوننا وآدابنا ونجتهد في وضع الوسائل والمناهج التي تجعلنا نتمثل هذه الأمور وفقًا لمنهجنا لا لمنهج أصحابها وما وضعوه.
القضية الثانية:
وهي القضية التي تحدد الأدوار التي مر بها تعاملنا مع الفكر والثقافة والمعرفة الغربية منذ ان بدأ اتصالنا بها – ربما في عهد سليم الثاني أو بعده بقليل وقد مر بمراحل ثلاث:
المرحلة الأولى: مرحلة الصدمة والانبهار المباشر.
المرحلة الثانية: المرحلة التي بدأت فيه النفوس تستقر إلى حد ما وتجتاز فترة الإنبهار، وفيها بدأ المسلمون يلتقطون أنفاسهم ويراجعون مواقفهم، فشاعت أفكار الموازنة والمقارنة والبحث عن وجوه الإلتقاء بين الإسلام والثقافة الغربية، بدوافع مختلفة.
المرحلة الثالثة: وهي المرحلة التي نعيشها أو نعيش جزءًا منها، مرحلة سميت بمرحلة الصحوة الإسلامية، ونسميها مرحلة الوعي بالذات أو اكتشاف الذات.
حاجتنا إلى الفكر
نحن الآن في مرحلة تحد كامل، إما أن نكون قادرين على إقناع الأمة بأننا البديل الحضاري المناسب، وأننا الأقدر على تقديم الفكر السليم والثقافة الصحيحة والحضارة القويمة والعمران الأكيد، وأننا نحن المؤهلون لأن نجتاز بالأمة حاجز التخلف ونحقق لها أهدافها في الإنماء والبناء وفي احتلال موقعها تحت الشمس، وإما ان يثبت عجزنا، لأن العالم قد اجتاز المرحلتين السابقتين تماماً، ويجب أن ندرك نحن أننا قد اجتزناهما.
الوسيلة الوحيدة إثبات صحة ما ندعو إليه هي في تقديم البديل الإسلامي لكل ما قدمه الغرب وتجربة هذا البديل ونجاحه، فهناك فكر سياسي غربي وفكر اقتصادي وفكر اجتماعي وفكر تشريعي وفكر تربوي وإنساني، وفكر فلسفي ومنهجي وثقافي، وعلى أساس من ذلك كله قامت هذه الحضارة الغربية المعاصرة في سائر جوانبها، فنجحت في بعض هذه الجوانب نجاحاً بالغاً وتراجعت وفشلت في جوانب أخرى فشلاً ذريعاً والتحدي الإسلامي لا يتم إلا بتقديم البدائل الناجحة أوالمتفوقة في كل جانب: الفكر والثقافة والمعرفة والحضارة، وإثبات ذلك النجاح في الحضارة التي تقوم عليه وتنبثق عنه من خلال مؤسسات ونظم ووسائل تجسد ذلك الفكر، وتقوّم تلك الحضارة وآنذاك فقط يمكن أن نقول بملء الفم ها نحن قد عدنا من جديد، وأن صحوتنا إنما هي صحوة حقيقية لا تعقبها كبوة.
إن حالة الصراع الدائم والتمزق والتفكك الإجتماعي التي تعيشها معظم ديار الإسلام حالة لا يمكن أن تتوقف أو تنتهي إلاّ بعد أن يتم تقديم البديل الفكري والثقافي الإسلامي، وتبدأ الأجيال المسلمة تتربى على هذا الفكر، وتصاغ عقليتها وفقاً لهذا الثقافة ومناهجها وفنونها.
معنى الفكر
ورد ذكر الفكر في القرآن الكريم في عشرين موضع بصيغة الماضي وبصيغة المضارع “إنه فكّر وقدّر” “لعلهم يتفكرون” وفي صيغة المخاطب وفي صيغة الغائب.
وحينما نقول فكّر أو يفكر أو تفكر فهي كلمة تدل على حدث وهو الفكر، وتدل على الذات الفاعلة لهذا الحدث التي نسميها بالمفكر.
والفكر هو خاصة من خواص الإنسان لا يشترك معه فيه أي مخلوق آخر، ولا يطلق الفكر إلا على العمليات الذهنية التي يقوم بها. أما الحيوانات فحتى المظاهر التي تشبه عملية الفكر لدى الإنسان لا تسمى بفكر وإنما بالتوجيه الغريزي.
الفكر اسم لعملية تردد القوى العاقلة المفكرة في الإنسان، سواء أكان قلبًا أو روحًا أو ذهنًا بالنظر والتدبر لطلب المعاني المجهولة من الأمور المعلومة، أو الوصول إلى الأحكام أو النسب بين الأشياء. ويزيد في إيضاح هذا المعنى ما أورده الإمام أبو حامد الغزالي حيث قال: اعلم أن الفكر هو إحضار معرفتين في القلب ليستخرج منهما معرفة ثالثة، كأنه يريد أن يقول إنه تهيئة مقدمتين ليصل من المقدمتين إلى النتيجة.
لقد ربط القرآن الكريم الفكر بالحركة لينبهنا إلى أنه غير مرغوب فيه ذلك الفكر الكسول المتعطل، فالفكر من أجل الفكر لا يؤدي إلى نفع دنيوي أو أخروي ولا محل له، لأنه لا بد أن نفكر من أجل أن نصل إلى شيء إما في أمور دنيانا أو في أمور أخرانا، أما الفكر بمعنى الهيمان وراء أخيلة، وراء شيء غير مبني على مقومات حقيقية لها مستندها ولها دليلها، فهو نوع من التخيل وليس بتفكير.
منهجية الفكر
أياً كان الأمر إذا أدركنا معنى الفكر وحقيقته فإن أمامنا قضيتين:
القضية الأولى: هي أن نحدد معالم ومنهج فكرنا الإسلامي، مميزين في ذلك بين قضايا الفكر وقضايا الثقافة والمعرفة ومبينين وضع كل منها.
القضية الثانية: أن لفكرنا الإسلامي في تاريخنا قضايا معقدة ومعضلات لا تزال قائمة، لا بد لنا من معالجتها.
فالإنسان الغربي ينطلق في فكره من الفروض، يفرض لكل شيء الفرض الأول فالثاني. ويتأمل ويفكر ويتدبر في هذه الفروض ويخضعها لعملية الحذف والإضافة لكي يصل إلى الاستنتاج.
أما المسلم فلديه مصدران:
– المصدر الأول: هو الوحي، ويعني الكتاب والسنة، وذلك في القضايا الغيبية لإعطاء التصور الصحيح عن الكون والحياة والإنسان وبناء العقيدة السليمة، وإيجاد الإنسان الصالح. وكذلك قضايا محددة يمكن أن تتضارب فيها شهوات الإنسان ورغباته بحيث لا تستطيع أن تصل فيها إلى الحل السليم مثل: قضية المرأة التي ضلت فيها الأمم، وكذلك قضايا المواريث والعبادات وسنن الكون العامة والقواعد الأساسية في السلوك،وفي الأخلاق. هذه الأمور يمكن أن تضطرب فعالجها الوحي وأعطانا فيها الحلول السليمة.
فإذن انا لا أنطلق في هذه القضايا من من فروض، وإنما أنطلق من الوحي، فأبحث عن أية قضية في الكتاب والسنة، وفيما يستند على القرآن من والسنة من إجماع و قياس.
– المصدر الثاني: وهو الكون بكل ما فيه فهناك، جوانب أخرى وقضايا حياتية مختلفة لم تتناولها النصوص ولم تكن قضية من قضايا النصوص المباشرة، لأن النصوص قد أعطت الإطار العام لها، وطالبتني بصفتي إنساناً عاقلاً مكلفاً أن أستخدم عقلي وجهدي واجتهادي في الوصول إلى هذا الأمر.
هنا انطلق فيه من مراتب الحدس المعروفة لدى المفكرين. وهي ثلاثة: حدس حسي، وحدس ذهني، وحدس فكري.
هذه الأمور نستخدم فيها قواعد الشرع العامة وتوجيهاته والغايات والمقاصد، ونستخدم فيها هذا المنهج الذي هو منهج الحس والتجربة والعقل في كل ما يتعلق باكتشافات العلاقات وتنظيمها، وتنظيم وسائل الإستفادة منها، ثم إخضاعها لحاكمية الله سبحانه وتعالى وهي الحاكمية المطلقة.
مفهوم المعرفة
سبق القول أن مصادر معرفتنا هي الوحي والوجود، أما مصادر المعرفة المعاصرة فهي الوجود وحده، ولذلك فتعريف المعرفة لدى علماء التربية والمعرفة اليوم هو التعريف المعترف به لدى اليونسكو وسائر المؤسسات الثقافية “المعرفة كل معلوم خضع للحس والتجربة”. فكل ما يتعلق بالله وبالآخرة وبالأنبياء كل هذا يعتبر ليس من العلم.
وحين يطلب مني كإنسان مسلم أن أبين ما هو البديل عندي لهذا التعريف أستطيع أن أقول: المعرفة كل معلوم دل عليه الوحي والحس والتجربة، تعريف إسلامي، ولا يمكن أن أقبل هذا التعريف الذي تسير كل المدارس عليه الآن وهو تعريف ملحد “كل معلوم خضع للحس والتجربة”.
بعض المعضلات الفكرية
من قضايا الفكر التي تهمنا؛ تلك المعضلات التاريخية الكثيرة التي كان لها أسوأ الآثار في بناء الفرد المسلم عقليًا ونفسيًا وتربويًا والتي أحدثت أسوأ الآثار كذلك في كيان الأمة الإسلامية وفرقتها وجعلها شيعًا وأحزابًا وطوائف ومذاهب شتى.
هذه القضايا كثيرة لا بد لها من معالجة، ولا بد لها من حلول، ثم لا بد لها من إعادة طرح وتقديم للخروج المأزق الفكري أو الأزمة الفكرية التي طالما أفسدت على الأمة محاولاتها في التقدم والحضارة.
معضلة العقل والنقل: في مقدمة تلك الصراعات الفكرية القديمة والحديثة قضية الصراع المفتعل بين النص والعقل. تاريخنا لم يعرف قضية بهذا الاسم إلا بعد عصر الترجمة.
معضلة السببية: هذه قضية من قضايا العقل المسلم الكبيرة، فالله سبحانه وتعالى ربط المسببات بالأسباب، وهو سبحانه وتعالى الخالق للأسباب والمسببات. ونجد العجب العجاب حينما نقرأ تعريفات المتكلمين للعلة والسبب.
حين ندرس التأثير التربوي على العقل المسلم، نجد أن الإنسان المسلم أصبح شخصية قلقة مهزوزة، مرة تعتبر السبب وتأخذ به، ومرة تتوصل إلى النتيجة بأسباب غير الأسباب الموصلة إليها! وحين يعجزها الأمر تقول كل شيء بإرادة الله وتنسب الأمر للإرادة الإلهية، ويصبح الإنسان في مأزق عقائدي واذا فإن هذه القضية من القضايا المهمة.
معضلات أخرى: قضية التأويل، قضية الجبر والاختيار، قضية التقليد والاجتهاد.
على طريق العلاج
محاولات الإصلاح في تاريخ هذه الأمة كثيرة جدًا ومعظمها محاولات مخلصة ناجحة، لكن كثيرًا ما تأتي هذه القضايا في وسط الطريق لأنها “خراج” فينفجر، فإذا به يمزق أي حركة إصلاحية أو يحبطها.
نحن في قضية الفكر بالذات محتاجون إلى وضع مناهج للفكر السليم، بعيدًا عن الشخصية الفكرية الغربية أو سيطرتها، نعتقد أن لنا شخصيتنا المميزة في هذا المجال.
هناك قضايا مشتركة بيننا وبين بقية البشر، فلا بد من تحديدها، فمثلاً جميع العلوم والقضايا الفكرية المتعلقة في موضوعات العلوم الطبيعية وظواهرها والمادة وخصائصها هي من قبيل الفكر المشترك، مناهجها تتميز بالحياد العلمي؛ لأنها قائمة على التجربة الملموسة في الحياة المادية، لذا؛ فالحقائق المادية من الممكن أن يقوم بها هذا الإنسان أو ذاك.
هناك قضايا أخرى أساسية خطيرة جدًا، وهي التي يسميها الغرب بالعلوم الإنسانية والاجتماعية، فهذه العلوم موضوعها وهدفها الإنسان، وتختلف المدارس والأديان والحضارات فيها، فلكلٍ فكرته الكلية عن الكون والحياة والإنسان، وغاية وجوده وطبيعة هذا الوجود، والأخلاق التي ينبغي أن تسود… فهي ليست فكراً مشتركاً عالميًا.
وربما نجد في بعض مناهجها نوعًا من المشترك الإنساني ولكن بالنسبة لتصور الإنسان ولتصور الحياة ولتصور الغايات والأهداف تختلف تمامًا.
نريد أن يتحول القرآن الكريم إلى مصدر ثقافة ومعرفة كما هو مصدر للحكم الشرعي. وأول شيء علينا أن نفعله هو أن نقضي على خرافة أن القرآن الكريم والسنة النبوية مصدران للحكم الشرعي فقط، هذا نعتبره خرافة وقضية خطيرة أصابت العقل المسلم في وقت مبكر، فجعلته يلغي حوالي ستة آلاف آية من آيات القرآن الكريم ويتشبث بجملة آيات محدودة هي الآيات المتعلقة بقضايا الحلال والحرام فقط.
يجب أن نعيد قراءة القرآن الكريم وما صح من السنة النبوية المطهرة، ونقوم بعملية تصنيفها وتوزيعها على قضايا العلوم الإنسانية والاجتماعية لنكتشف توجيهاتها وأحكامها. كثير منها قد اختلط بعلم الفقه في تاريخنا ويحتاج إلى إعادة درس وتصنيف، وبعضها لم يلتفت إليه أئمتنا من قبل علينا أن نكتشفه. .
المزيد..

تعليقات القرّاء:

الأزمة الفكرية المعاصرة - تشخيص ومقترحات علاج من فكر وثقافة



سنة النشر : 2003م / 1424هـ .
حجم الكتاب عند التحميل : 1.1 ميجا بايت .
نوع الكتاب : pdf.
عداد القراءة: عدد قراءة الأزمة الفكرية المعاصرة - تشخيص ومقترحات علاج

اذا اعجبك الكتاب فضلاً اضغط على أعجبني
و يمكنك تحميله من هنا:

تحميل الأزمة الفكرية المعاصرة - تشخيص ومقترحات علاج
شكرًا لمساهمتكم

شكراً لمساهمتكم معنا في الإرتقاء بمستوى المكتبة ، يمكنكم االتبليغ عن اخطاء او سوء اختيار للكتب وتصنيفها ومحتواها ، أو كتاب يُمنع نشره ، او محمي بحقوق طبع ونشر ، فضلاً قم بالتبليغ عن الكتاب المُخالف:

برنامج تشغيل ملفات pdfقبل تحميل الكتاب ..
يجب ان يتوفر لديكم برنامج تشغيل وقراءة ملفات pdf
يمكن تحميلة من هنا 'http://get.adobe.com/reader/'

المؤلف:
طه جابر العلواني - Taha Jaber Alwani

كتب طه جابر العلواني طه جابر العلواني (1935 - 4 آذار/مارس 2016)، هو مفكر وفقيه إسلامي عراقي. كان رئيس المجلس الفقهي بأمريكا، ورئيس جامعة العلوم الإسلامية والاجتماعية (SISS) بهرندن، فرجنيا، الولايات المتحدة الأمريكية. حصل على الدكتوراة في أصول الفقه من كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر في القاهرة، مصر، عام 1973. كان أستاذاً في أصول الفقه بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض، المملكة العربية السعودية منذ عام 1975 حتى 1985. في عام 1981 شارك في تأسيس المعهد العالمي للفكر الإسلامي في الولايات المتحدة، كما كان عضو المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي في مكة المكرمة، وعضو مجمع الفقه الإسلامي الدولي في جدة. هاجر إلى الولايات المتحدة في عام 1983. وكان رئيس جامعة قرطبة الإسلامية في الولايات المتحدة. ❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ مقاصد الشريعة ❝ ❞ أدب الإختلاف في الإسلام ❝ ❞ لا إكراه فى الدين: إشكالية الردة والمرتدين من صدر الإسلام حتى اليوم ❝ ❞ الأزمة الفكرية المعاصرة - تشخيص ومقترحات علاج ❝ ❞ الجمع بين القراءتين - قراءة الوحى وقراءة الكون ❝ ❞ لسان القرآن ومستقبل الآمة القطب ❝ ❞ الخصوصية والعالمية فى الفكر الإسلامى المعاصر ❝ ❞ نحو منهجية معرفية قرآنية ❝ ❞ مقدمة فى إسلامية المعرفة ❝ الناشرين : ❞ دار الشروق للنشر والتوزيع: مصر - لبنان ❝ ❞ مكتبة الشروق الدولية ❝ ❞ المعهد العالمي للفكر الإسلامي ❝ ❞ دار الهادي ❝ ❱. المزيد..

كتب طه جابر العلواني
الناشر:
دار الهادي
كتب دار الهادي ❰ ناشرين لمجموعة من المؤلفات أبرزها ❞ يوميات طبيب نفسانى ❝ ❞ مقاصد الشريعة ❝ ❞ الأزمة الفكرية المعاصرة - تشخيص ومقترحات علاج ❝ ❞ الخصوصية والعالمية فى الفكر الإسلامى المعاصر ❝ ❞ نحو منهجية معرفية قرآنية ❝ ❞ مقدمة فى إسلامية المعرفة ❝ ❞ الهرمنيوطيقا في الواقع الإسلامي ❝ ❞ التاريخ الحقيقي لليهود ❝ ❞ الأزمة الفكرية والحضارية في الواقع العربي الراهن ❝ ❞ الواجبات الزوجية للمراة فى الاسلام ❝ ومن أبرز المؤلفين : ❞ حسين هاشمى ❝ ❞ طه جابر العلواني ❝ ❞ نجيب زبيب ❝ ❞ محمد أبوالقاسم حاج حمد ❝ ❞ غلام حسين الإبراهيمي الديناني ❝ ❞ سعيد ايوب ❝ ❞ معتصم السيد احمد ❝ ❞ رضا باك نجاد ❝ ❞ فروزان الراسخي ❝ ❞ أحمد واعظي ❝ ❞ محمد سبيلا ❝ ❱.المزيد.. كتب دار الهادي