📘 قراءة كتاب الحق العربي في الاختلاف الفلسفي أونلاين
اقتباسات من كتاب الحق العربي في الاختلاف الفلسفي
الحق العربي في الإختلاف الفلسفى من فكر وثقافة
د.طه عبدالرحمن
الناشر: المركز الثقافي العربي
العنون: الحق الغربي في الاختلاف الفلسفي
عرض: إدارة التحرير
صدر حديثاً عن المركز الثقافي العربي كتاب "الحق العربي في الاختلاف الفلسفي" للدكتور طه عبد الرحمن أستاذ فلسفة اللغة وعلم المنطق في جامعة محمد الخامس في الرباط – المغرب، ويأتي هذا الكتاب بعد سلسلة من الكتب التي أسس فيها المؤلف ما يسمى "فقه الفلسفة" في مشروعه الفكري الأصيل، وقد جاء الكتاب في مقدمة وستة فصول وخاتمة.
أما المقدمة فقد استعرض فيها المؤلف بشكل مكثف معنى الفلسفة وأطوارها في السؤال حين اشتهرت عند اليونان بالسؤال الفاحص وهي أن تختبر السائل دعوى محاوره، أما السؤال الفلسفي الأوروبي الحديث فهو عبارة عن نقد، وهو أن لا يسلم الناظر به قضية حتى يقلبها على وجوهها المختلفة ويتحقق من صدقها متوسلاً في ذلك بمعايير العقل وحدها، ثم بدا للمؤلف أنه آن الأوان لكي نتجاوز شكل النقد من أشكال السؤال الفلسفي كما تم تجاوز شكل الفحص بما يتناسب مع ما يلوح في الأفق من مآلات الحداثة وهذا الشكل التجاوزي الأحدث يسميه بمرحلة "السؤال المسؤول" وهو السؤال الذي يسأل عن وضعه بقدر ما يسأل عن موضوعه ذلك لأن الإنسان الفيلسوف مسؤول عن أفعاله بما في ذلك سؤاله نفسه.
أما عناوين الفصول فقد جاءت على النحو التالي:
الفصل الأول: الحوار والاختلاف، خصائص وظوابط
الفصل الثاني: الفلسفة بين الكونية والقومية.
الفصل الثالث: كيف نقاوم أسطورة الفلسفة الخالصة؟
الفصل الرابع: كيف نقاوم موانع الابداع الفلسفي؟
الفصل الخامس: كيف نقوم اعوجاج الفلسفة العربية؟
الفصل السادس: كيف نقيم فلسفة عربية؟
أما الخاتمة فهي: الآن ندرأ الشبهة الكبرى!
يوضح الكتاب بأن الفيلسوف العربي بحاجة إلى استشكال مفهومين أضرا بالقول الفلسفي العربي وهما "الفكر الواحد" مفهوم "الأمر الواقع" أما الأول وهو استشكال الفكر الواحد: فقد تبين أن المهمة اليوم هي أن يتصدى لا للتفاوت الثقافي وإنما التسوية الثقافية التي هي تسلط نمط فكري واحد على جميع الثقافات والذي يعبر عن ثقافة الأقوى عن طريق السلطان ليس البرهان، ولذلك فإنه لا عطاء بغير تميز ولا إبداع بغير خصوصية. وبهذا كان الفكر الواحد يخل بشرط التفلسف من ناحيتين: إحداهما أن هذا الفكر يعارض مبدأ المسؤولية الذي تتحدد به الفلسفة، والثانية: أن الفكر الواحد يفضي إلى نقيض المقصود من حيث أنه يسعى إلى المقصود.
أما المفهوم الثاني وهو استشكال الأمر الواقع: فهو مفهوم سياسي يتوسل به في بسط هيمنة سياسية مخصوصة، والهيمنة السياسية شر على الفلسفة من الهيمنة الثقافية وذلك أن الممارسة الفلسفية تقتضي أنه لا إكراه على شيء، والأمر الواقع إنما هو إكراه على قبول الواقع، وكذلك يقوم النقد المسؤول بتوضيح مفهوم الأمر الواقع الذي يخل بشرط التفلسف من جانبين، الأول: أن الأمر الواقع يضاد مبدأ الاعتراض الذي تنبني عليه الفلسفة والأصل في الفلسفة الاعتراض، ولا يصار إلى التسليم إلا بدليل، والثاني: أن الأمر الواقع يخالف مبدأ الحق الذي تدعو إليه الفلسفة، فالأمر الواقع مفهوماً ساسياً معيار الحكم فيه المصلحة أما الحق فمعياره الحق، ولذلك كان على الفيلسوف العربي التصدي للأمر الواقع الذي يخالف مبدأ الحق من وجهتين هما "المصلحة" و "القوة".
ومعلوم أنه ليس في شعب المعرفة الإنسانية واحدة اختلف فيها أصحابها اختلاف الفلاسفة، فإذا جاز أن يقوم الاختلاف الشديد بين الفلاسفة المتعاطين للنموذج الفلسفي الغربي، فلم لا يجوز أن يبلغ هذا الاختلاف الغاية في الاشتداد، حتى أنه لا ينفع معه إلا قطع الصلة بهذا النموذج، والدخول في إنشاء نموذج فلسفي جديد يضاهيه تستند إلى أساس قومي تتميز بتميز ثقافته، وهكذا يحق لكل قوم أن يتفلسفوا على مقتضى خصوصيتهم الثقافية.
مما تقدم يتبين أن الاختلاف الفلسفي على ضربين اثننين: اختلاف داخلي، وهو الذي يتولد داخل دائرة التراث الفلسفي الواحد، واختلاف خارجي وهو الذي يحصل بين دائرتين متباعدتين من التراث الفلسفي.
يقول الأستاذ طه عبد الرحمن بأننا إذا أردنا أن نكون أحراراً في فلسفتنا كعرب فليس من سبيل إلى ذلك إلا بأن نجتهد في إنشاء فلسفة خاصة بنا تختلف عن فلسفة أولئك الذين يسعون بشتى الدعاوى إلى أن يحولوا بيننا وبين ممارستنا لحريتنا الفكرية، ولا ريب أن أقرب الطرق التي توصل إلى إبداع هذه الفلسفة هو النظر في هذه الدعاوى نفسها التي يرسلونها إرسالاً ويبثونها فيناً بثاً كما لو كانت حقائق لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها، ويأتي في مطلع هذه الدعاوى القول بأن الفلسفة معرفة عقلية تشمل الجميع، أفراداً كانوا أو أقواماً، أي أن الفلسفة معرفة كونية.
والإيمان الراسخ بحق كل قوم على الاختلاف الفلسفي، بدءاً منا نحن العرب الذين نعترف بهذا الحق لغيرنا، جعلنا نؤمن إيماناً لا يقل رسوخاً بحاجة الأقوام جميعاً إلى دخولها في علاقات حوارية بعضها مع بعض، فالاختلاف يوجب الحوار والحوار إنما هو تواصل وسؤال.
لذا فقد أفرد المؤلف الفصل الأول من كتابه لبيان حقيقة هذا الاتصال بين الحوار والاختلاف، على اعتبار أن هذا الاتصال هو الشرط الذي بوجوده توجد لنا المشروعية في فتح باب الحوار بصدد حق العرب في الاختلاف الفلسفي، وتولت الفصول الباقية التاسيس لهذا الاختلاف والتمثيل عليه والاستنباط منه، وقد أقام المؤلف الدليل في الفصل الثاني على أن الفلسفة تأخذ بأسباب قومية صريحة، حيث اجتهد المؤلف في وضع مفهوم جديد للقومية وكذلك في استخراج خطط خطابية ثلاث تنفع في حفظ خصوصية الفلسفة العربية كما تدفع عنها آفات "التغريق" والمقصود بها هيمنة الفلسفة اليونانية على الفكر العربي القديم، و"التغريب" و "التهويد"؛ وهي "المقاومة" و "التقويم" و "الإقامة"؛ وخصص المؤلف الفصلين الثالث والرابع لتطبيق خطة المقاومة على الأساطير التي دخلت على الممارسة الفلسفية. أما الفصل الخامس فقد جاء التطبيق خطة التقويم على سوء الترجمة الذي ساد النقول العربية للفلسفة.
كما خصص الفصل السادس والأخير لخطة الإقامة، وهي تتولى الارتقاء بالمعاني الطبيعية إلى رتبة المفاهيم الفلسفية، وقد أبرز عمل هذه الخطة على أبلغ وجه حيث طبقها على أكثر المعاني تغلغلاً في التداول العربي الراهن، ألا وهو معنى "الانتفاضة".
أما الخاتمة فقد اختصت بالرد المفصل على شبهة شنيعة يجوز أن ترد على الدعوة إلى بناء فضاء فلسفي قومي، وهي أن هذه الدعوة تفضي إلى إنكار المقومات الإسلامية لهذا الفضاء.
والكتاب طريف وجديد على الساحة العربية الإسلامية، جدير بالقراءة والتعليق ولا يغني عرضه عن قرائته.
الحق العربي في الإختلاف الفلسفى من فكر وثقافة
سنة النشر : 2008م / 1429هـ .
حجم الكتاب عند التحميل : 3.8 ميجا بايت .
نوع الكتاب : pdf.
عداد القراءة:
اذا اعجبك الكتاب فضلاً اضغط على أعجبني و يمكنك تحميله من هنا:
شكرًا لمساهمتكم
شكراً لمساهمتكم معنا في الإرتقاء بمستوى المكتبة ، يمكنكم االتبليغ عن اخطاء او سوء اختيار للكتب وتصنيفها ومحتواها ، أو كتاب يُمنع نشره ، او محمي بحقوق طبع ونشر ، فضلاً قم بالتبليغ عن الكتاب المُخالف:
قبل تحميل الكتاب ..
يجب ان يتوفر لديكم برنامج تشغيل وقراءة ملفات pdf
يمكن تحميلة من هنا 'http://get.adobe.com/reader/'